رواية منعطف خطر الفصل الخمسون 50بقلم ملك ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية منعطف خطر الفصل الخمسون 50بقلم ملك ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات
#الحلقة_50
#رواية_منعطف_خطر
#بقلمي_ملك_إبراهيم
وياترى بعدتني ليه؟
عشان ما أكشفش حقيقتك؟"
اللواء وحيد بصله بنفس البرود،
لكن صوته بقى أهدى:
ـ عشان ما تخسرش حياتك.
ثانية واحدة..
كأن الدنيا كلها وقفت.
نظرة خالد لجده اتغيرت.
كأنه بيشوفه لأول مرة في حياته!
وفجأة...
رصاصة واحدة خرجت.
من Sـلاح شخص واقف ورا جده.
الرصاصة جت من ورا،
شقّت الهوى بسرعة،
وغرزت في صدر خالد.
لحظة صمت مرعبة.
جسم خالد رجع خطوة لورا،
وSـلاحه وقع من إيده قبل ما يقع هو كمان على الأرض.
عينه مفتوحة،
وبتبص على جده.
مش بكراهية،
لكن بدهشة... ووجع.
اللواء وحيد اتجمد في مكانه،
وبعدها لف بحدة ناحية اللي واقف ورا – نفس الشخص اللي ضرب النار –
وعينيه مليانة صدمة وغضب مكتوم.
صوته انفجر وهو بيزعق فيه بكل قوته:
ـ انت اتجننت؟!،
بتقتل حفيدي؟!
الراجل رد ببرود قاتل، وصوته ثابت كأن الرصاصة كانت قرار عادي:
ـ لو ما قتلتوش... كان هو اللي هيقتلنا.
اللواء وحيد ما ردش،
جري ناحيه خالد،
ونزل على ركبته جنبه على الأرض.
إيده كانت بترتعش وهو بيحاول يهزّه،
وعينيه اتملت بدموع خوف حقيقي علي حفيده إللي اتربى وكبر قدام عينيه.
صوته طلع مهزوز وهو بيحاول ينقذه:
ـ خالد!
خالد يا ابني... افتح عينك.
خالد فتح عيونه وبص له.
وشه كان هادي، بس متغطي بوجع.
الراجل التاني قرب،
وشد اللواء من دراعه بعنف، صوته كان واقعي، بارد،
مايعرفش لا دموع ولا ندم:
ـ "قوم!
مفيش وقت للمشاعر دي دلوقتي.
لازم نمشي دلوقتي حالًا."
اللواء وحيد كان متجمد مكانه جنب حفيده.
رجليه رافضه تقوم،
بس العقل العسكري اللي جواه كان بيزنّ عليه بصوت عقلاني:
"لو فضلت، زمايله هيمسكوك وهتقضي عمرك كله في السجن."
اللواء وحيد قام واقف،
عينه لسه على خالد،
اللي كان بيمدّ إيده كأنه بيحاول يتمسك بالحياة...
بس عنيه بدأت تضعف،
ورمش ببطء،
لحد ما غمّض... واستسلم.
الراجل التاني ما استناش لحظة،
مسك وحيد من دراعه بقسوة،
وسحبه معاه جوه الجبل،
الوقت بيعدي، والساحة لازم تفضى.
---
عند معتصم وباقي القوة،
كانت العملية ناجحة:
قبضوا على يحيى والمهرب التاني،
وكل واحد فيهم اتكلبش وإيده ورا ضهره،
والمكان حواليهم مليان صوت أنفاس سريعة وصفارات داخل اللاسلكي.
معتصم مسك اللاسلكي،
صوته كان سريع:
ـ يا خالد، الوضع عندك ايه ؟ ردّ عليا.
لكن الصمت كان مخيف.
مفيش رد.
قلبه دق بسرعة،
وفي لحظة، اندفع جاري ناحية العربية اللي كان فيها الطرف التالت.
إيده على سلاحه،
وخطواته محسوبة،
بس قلبه بيسبق رجليه.
وصل للمكان...
وشاف العربية.
مفيش حركة.
قرب أكتر،
وفجأة اتجمد مكانه...
خالد كان مرمي على الأرض.
جري معتصم بأقصى سرعته،
ونزل على ركبته جنب صاحبه،
عينه اتجمدت وهو بيشوف الدم مغرق هدوم خالد،
صوته خرج مكسور:
ـ خالد! خالد!
كان خالد لابس واقي من الرصاص،
بس الصدمة...
إن الرصاصة اخترقته.
إيده بسرعة بدأت تفك الواقي من على صدره،
وصوته مصدوم:
ـ إزاي؟!
إزاي الرصاصة عدّت؟!
الواقي وقع على الأرض،
وتحتُه… الدم كان بيغرق جسم خالد.
معتصم هزّه.. مرة ورا التانية،
لكن خالد ما ردش.
لسه عايش،
بس النفس ضعيف،
والدم مش بيوقف.
معتصم رفع اللاسلكي،
وصوته كان بيصرخ:
ـ اسعاف!
عايز إسعاف فورًا للموقع... إصابة حرجة!
كرر: إصابة حرجة! بسرعة!!.
كان بيحاول يوقف النزيف،
ضغط على الجرح بإيديه،
وعينه مش سايبة خالد،
وصوته بيترجى الحياة:
ـ استحمل.. استحمل يا خالد… الإسعاف جاية.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في قلب الجبل
كان الظلام تقيل،
والصمت حوالين اللواء وحيد بيزنّ في ودانه زي لعنة.
هو والشخص اللي معاه اتحركوا بسرعة،
ولما بعدوا عن مكان الاشتباك ووصلوا لموقع آمن وسط الصخور،
الراجل طلع جهاز لاسلكي غريب الشكل،
وضبطه على تردد مش معروف…
صوته كان واطي لكنه حاسم:
ـ هنا (رمز مشفر)… نحتاج دعم فوري وسحب من المنطقة… خلال 10 دقايق، لازم نكون برا.
قفل اللاسلكي،
وبص ناحية اللواء اللي كان قاعد على الأرض،
عنيه في الأرض،
وتنفسه مش منتظم.
الراجل قرب منه وقال بنبرة مطمئنة:
ـ عشر دقايق بالكتير، والمساعدة هتوصل ونبقى في أمان.
والحمد لله إن العربية مستأجرة ومن غير لوحة… مش هيعرفوا يوصلولنا.
اللواء وحيد رفع عينه فجأة،
نظرة كلها غضب وقهر:
ـ أمان؟!!
أنت بتقولي بقينا في أمان بعد ما قتلت حفيدي قدام عيني؟!!
الراجل شد نفسه، وصوته بقى حاد:
ـ من أول يوم دخلت شغلنا… وانت عارف إن مفيش عواطف هنا.
ده قانوننا.
وانت أول واحد طبّقه…
لما قتلت جوز بنتك بإيدك…
عشان عرف حقيقتك،
وعرف إنك المسؤول الأول عن دخول الSـلاح البلد دي.
اللواء بصله بعين مكسورة،
فيها وجع مش قادر يخبيه،
صوته طالع متقطع من الغيظ:
ـ بس ده كان جوز بنتي… يعني موته ميوجعنيش.
إنما ده…
ده حفيدي!
فاهم يعني ايه؟!
الراجل ما تعاطفش،
رد عليه ببرود قاتل، كأن اللي بيقوله ده بديهي:
ـ حفيدك كان هيقبض علينا…
كان هيكشفنا، ويهدم كل اللي بنبنيه من سنين.
وانت عارف كويس لو اتكشفنا، إيه اللي هيحصل…
انت أكتر واحد فاهم التمن.
اللواء سكت.
بص قدامه،
العتمة كانت سودة، بس مش أكتر من السواد اللي جواه.
همس بكلمات طلعت من قلبه مش من لسانه:
ـ "ليه يا خالد…
ليه ما فهمتش إني كنت ببعدك عشان أحميك؟"
صدى صوته اتكسر وسط الجبل.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في بيت الدريني.
الهدوء ساكن، والدنيا لسه مظلمة، والفجر بيعلن عن نفسه من بعيد.
ياسمين كانت واقفة في البلكونة،
عينها على الجنينه اللي مغسولة بندى الفجر،
وقلبها متعلق بالبوابة الرئيسية...
مستنية خالد.
صوت الأذان ارتفع في السماء،
هادي، مطمئن،
لكن في قلبها قبضة غريبة،
حاجة مش مفهومة...
بس تقيلة.
رددت الأذان بصوت هادي،
وكل جملة كانت بتخرج من قلبها مش من لسانها.
النوم هرب من عنيها،
مش هيرجع،
غير لما تشوفه داخل عليها،
بخير وبيضحك، زي كل مرة.
دخلت أوضتها على نور خافت،
البيت كله ساكن،
وصوت الأذان لسه بيرن في قلبها.
اتوضت،
وفرشت سجادة الصلاة،
ووقفت تصلي،
صوت نفسها وهو طالع داخل في الدعاء،
وركوعها كان فيه انكسار،
وسجودها كان طويل كأنها مش عايزة ترفع راسها من الأرض.
خلصت الصلاة ورفعت إيديها للسماء،
ودعت بدعاء خرج من أعماقها.
ـ "يارب...
خليه بخير…
رجّعهولي بالسلامة.
وبنفس الضحكة اللي سابها في قلبي."
قعدت مكانها على السجادة،
وحضنت نفسها كأنها بتحاول تطمن قلبها،
وشها مرفوع للباب،
وعينيها مش عايزه ترمش،
مستنية اللحظة اللي يفتح فيها الباب…
وتشوفه واقف قدامها،
بس لسه… الباب ما فتحش.
.......
في المستشفى.
الحركة قدام غرفة العمليات كانت مرعبة.
ممرضات بتدخل وتخرج بسرعة، دكاترة بتجري ووشوشهم مش مطمنة.
معتصم كان واقف في ركن، ساند ضهره على الحيطة، وعينه متثبته على الباب.
بيدعي من قلبه من غير صوت، مش سامع ولا شايف حواليه.
كان حواليه كام ظابط من زمايله،
كانوا معاهم في المؤمورية، بيحاولوا يطمنوه بكلام شبه هامس:
"هيعدي منها إن شاء الله"، "خالد جامد.. مش هتوقعه رصاصة".
فجأة، دخل مهاب وهو بيجري، قلبه بيخبط في صدره، وقرب منهم بفزع:
ـ خالد عامل إيه؟!
معتصم مردش، بس ظابط تاني قال بصوت مكسور، عينه فيها حزن:
ـ لسه جوه في العمليات... ادعيله.
مهاب اتجمد مكانه.
هو مكنش معاهم في المؤمورية، الخبر وصله وهو في البيت.
كل حاجة حصلت بسرعة، ومخه مش قادر يستوعب.
قرب من الباب ووقف يدعي.
وفجأة، شافوا ممرضة خارجة بتجري، بتزعق وهي بتنده:
"المصاب قلبه وقف!"
وممرضة تانية دخلت بسرعة وهي شايلة حاجة.
الدنيا اتقلبت.
معتصم ومهاب جريوا ناحية الباب، ومعتصم كان بيزعق بخوف ووجع:
ـ إيه اللي بيحصل!؟ حد يقولنا!.
خرج دكتور بسرعة، شكله مضغوط ومرهق، ورفع إيده:
ـ يا جماعة مينفعش كده... اهدو علشان نعرف نشتغل.
مهاب بصله بعين مقهورة وقال بنهيار:
ـ الممرضة قالت قلبه وقف... إحنا عايزين نطمن عليه بس.
الدكتور أخد نفس وقال بصوت هادي بس سريع:
ـ أيوه.. القلب وقف لحظات وقت خروج الرصاصة.
لكن اشتغل تاني بالصدمات الكهربائية... الحالة مستقرة حاليًا.
بس محتاجين نركز... ادعوله.
الظباط قربوا منهم، شدوا مهاب ومعتصم على جنب،
حاولوا يهدّوهم بكلمات بسيطة،
بس العيون كلها كانت متعلقة بباب العمليات...
مستنّيين اللحظة اللي هيتفتح فيها ويخرج منها أمل.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في بيت الشرقاوي.
راشد صحى على صوت خبط عنيف على باب أوضته.
قام مفزوع، ولسه بيحاول يفهم الصوت جاي منين،
كانت سهام بتقوم من النوم وهي بتسأل بخوف:
ـ في إيه؟!.
راشد فتح الباب بسرعة،
ولقى واحدة من الخدم واقفة على الباب،
عينيها مليانة فزع،
وصوتها بيرتعش وهي بتقول:
ـ الحاج عايز حضرتك تحت في المكتب... بيقول في مصيبة كبيرة حصلت.
نزل وراها بسرعة، وهو لابس بيچامة النوم،
قلبه سبق خطواته،
والممر اللي نازل فيه بيضيق على صدره.
فوق، سهام وقفت لحظات تفكر بقلق ، واندفعت بخوف.
أول حاجة فكرت فيها: أولادها.
دخلت أوضة مايا،
كانت نايمة،
اتنهدت براحة وقفلت الباب عليها،
لكن لما دخلت أوضة يحيى... كانت الصدمة.
السرير مترتب، واضح انه مرجعش البيت من امبارح.
شهقت،
قلبها دق بخوف،
ونزلت تجري ودموعها سبقاها.
........
في مكتب الحاج شرقاوي.
كان واقف ورا مكتبه،
وشه احمّر من الغضب،
وبيزعق في التليفون:
ـ اجمعلي كل المحامين فورًا، وعايزكوا عنده قبل طلوع النهار!.
راشد دخل وهو مش فاهم حاجة،
ـ في إيه يا أبويا؟
الشرقاوي لف ليه،
ووشه مليان غضب:
ـ ابنك...
الغبي ابنك...
اتفق على صفقة Sـلاح من ورا ضهري... واتمسك وهو بيستلمها!!.
سهام دخلت في اللحظة دي، وصرخت بصوت عالي:
ـ ابني!!
راشد اتجمد، عينيه مش مصدقة، وبص لأبوه:
ـ ازاي يحيى يعمل كده؟! وإنت متعرفش؟!
الشرقاوي بصله وقال بعصبية:
ـ ابنك اتجنن، وادي النتيجة!
سهام ما سكتتش، صوتها كان أعلى من أي حد:
ـ انت اللي جننته!
انت اللي ضيعت ابني... منك لله!
قربت من الشرقاوي،
كل خطوة منها كانت مرّة،
وهي بتبصله بقهر عمره سنين:
ـ يا ما قولتلك ابعد عنه...
قولتلك هتضيعه زي ما ضيعت اللي قبله...
ودلوقتي حرقت قلبي عليه!.
الشرقاوي زعق بأعلى صوته:
ـ ابعد مراتك عن وشي دلوقتي يا راشد... مش ناقصها!.
لكن راشد ما اتحركش،
بالعكس،
وقف بين مراته وأبوه،
وصوته طالع من وجع مكتوم:
ـ كل كلمة قالتها صح...
انت فعلاً ظالم.
ضيّعت أخويا، وحرمت عياله منه.
ودلوقتي بتضيع ابني.
وجاي تقولّي اتفق على Sـلاح من وراك؟!
الشرقاوي حاول يرد، لكن راشد كمل وهو بيقرب:
ـ من إمتى يحيى بيعمل حاجة من وراك؟
ومين اللي فتحله الطريق؟
مين اللي علمه الشغل الهباب ده؟
مش إنت؟!.
الشرقاوي سكت، لأول مرة عنيه فيها خوف مش غضب.
راشد قاله وهو بيشد إيد مراته:
ـ لو ابني ما خرجش من المصيبة دي...
أنا اللي هقدّم فيك بلاغ بنفسي.. وهقول انك صاحب كل حاجة وابني بينفذ تعليماتك وبس.
خلص كلامه وهو بيبص ل ابوه بغضب.
وخرجوا من المكتب هو ومراته،
وسابوا وراهم الشرقاوي،
الشرقاوي وقع على الكرسي،
صدره بيعلو وبيهبط،
مش من الغضب…
من العجز.
عارف ان اللوا وحيد ورا الصفقة دي وهو اللي شجع يحيى يشتغل معاه من وراه.
مد إيده، اتصل بيه...
لكن رقم وحيد خارج الخدمة.
بص للسقف، وهو بيهمس:
ـ هخرجك منها ازاي يا يحيى!!
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في المستشفى.
الدكتور خرج من أوضة العمليات بخطوات سريعة،
ومهاب ومعتصم كانوا واقفين مستنيين الكلمة اللي ممكن تهدّي قلبهم.
أول ما شافوه، قربوا منه بسرعة.
الدكتور وقف قدامهم وقال بصوت ثابت:
ـ الحمد لله، قدرنا نخرج الرصاصة، والعملية تمت بنجاح.
سكت لحظة، وبص في عينيهم قبل ما يكمل:
ـ بس حصل توقف مفاجئ في عضلة القلب أثناء الجراحة... قدرنا نرجّع النبض بسرعة،
لكن بسبب اللي حصل، المصاب دخل في غيبوبة مؤقتة.
معتصم قال بسرعة، وصوته بيرتجف:
ـ يعني هيفوق ويبقى كويس يا دكتور؟
الدكتور رد بهدوء:
ـ مفيش مؤشرات خطر حالياً... إحنا متابعين حالته عن قرب،
وفي حالات مشابهة ، أحيانًا المريض بيفوق خلال ٤٨ ساعة.
بس مقدرش أوعد... كل حاجة واردة، ادعوله.
الدكتور اتحرك من قدامهم بسرعة،
وساب وراه قلق متحجر في العيون.
كل الظباط اللي واقفين بدأوا يطمنوا معتصم ومهاب إن خالد حالته بتتحسن وإنه هيفوق وهيبقى كويس.
مهاب بص لمعتصم وسأله بقلق:
ـ أهل خالد عرفوا؟
رد معتصم بنبرة حزينة:
"لا... "
مهاب قال بصوت هادي، وعينه فيها حيرة:
ـ وهنعمل إيه؟ مينفعش يفضلوا مش عارفين.. لازم يعرفوا.
معتصم بص على الأرض، وصوته فيه ألم:
ـ أنا مش قادر.. مش قادر أكون أنا اللي يبلغهم بخبر زي ده.
مهاب اتنهد بحزن، وقال وهو بياخد قرار:
ـ مينفعش.. لازم يكونوا جنبه. أنا هروح لهم البيت وأقولهم بنفسي.. لو قولتلهم في التليفون هرعبهم عليه.
معتصم هز رأسه وقال:
ـ وأنا هفضل جنبه هنا، مش هسيبه لحد ما ترجع.
مهاب اتحرك بسرعة، وخرج من المستشفى ووشه عليه علامات القلق والتوتر.
...........
في بيت الدريني.
ياسمين كانت لسه صاحيه، ووشها باين عليه إنها ما نمتش لحظة.
الشمس طلعت والدنيا نورت.. وخالد لسه مرجعش.
الخوف كان واكل قلبها، وحيرتها كانت عاملة زي نار مولعة في صدرها.. مش عارفة تعمل إيه!
تنزل وتبلغ أهله انه مرجعش؟ طب لو رجع دلوقتي وهي قلقتهم على الفاضي؟ يمكن يزعل منها! بس قلبها مش مطمن.. في حاجة غلط.. هي حاسه!
طول الليل وهي واقفة في البلكونة، كل شوية تدخل وتخرج، عينيها ما بترمش وهي مركزة على البوابة.. نفسها تشوفه داخل، يطمن قلبها اللي بيصرخ جواها.
وفجأة.. البوابة اتفتحت!
قلبها دق بعنف.. اتنفست بسرعة وابتسامة أمل اترسمت على وشها..
لكن الفرحة دي ماتت في لحظة لما شافت إن العربية اللي دخلت مش عربية خالد..
دي عربية تانية..
ونزل منها مهاب.
الحظة دي كانت زي صفعة على وشها.. قلبها وقع من مكانه.
خلاص.. مبقاش في طاقة للصبر، مش قادرة تستحمل أكتر من كده.
نزلت من أوضتها جري وهي لابسة إسدال الصلاة، جسمها بيترعش من القلق.
سالم وبهيرة كانوا لسه هيقعدوا يفطروا، أول ما شافوها نازله كده وشها مش طبيعي، اتصدموا.
لكن ياسمين ما وقفتش.. جريت على باب الفيلا وفتحته.
مهاب كان واقف قدامها، شكله مرتبك وبيحاول يلملم أعصابه ويظبط كلامه.
ياسمين وقفت قدامه، عينيها على عينيه، حسّت إن في مصيبة..
نظرتها كانت كلها رجاء وخوف.. ودموعها بدأت تتجمع بسرعة.
سالم وبهيرة قربوا منهم، ملامحهم كلها قلق واستغراب.
ياسمين بصوتها الضعيف اللي كان بيترعش قالت:
– خالد فين؟
مهاب بلع ريقه.. وكأن الكلام تقيل على لسانه، وجواه نار.
سالم أول ما سمع اسم ابنه اتقال بالسؤال ده، فهم على طول إن خالد ما رجعش.
اتحرك بسرعه، قلبه بيدق بقوة ووشه شاحب، وقف جنب ياسمين وسأل مهاب بصوت مخنوق:
– إبني فين؟
مهاب حاول يبص لهم بثبات وقال:
– هو كويس دلوقتي.. إن شاء الله هيبقى كويس.
بهيرة قلبها اتقبض.. وشها شحب أكتر، وقربت بخطوات سريعة وقالت وهي بتصرخ:
– يعني إيه هيبقى كويس!؟ إبني فين؟؟
ياسمين دموعها كانت خلاص بتغرق وشها، بصت لمهاب بعينين كلها رجاء:
– خالد فين يا مهاب؟ أرجوك اتكلم.. أنا هموت من الخوف عليه!
مهاب قالها بصوت هادي:
– اتصاب بطلقة في المأمورية.
اللحظة دي.. الزمن وقف.
ياسمين جسمها اتجمد في مكانه، نفسها اتقطع، والدم ساب وشها.
بهيرة صرخت من قلبها وهي بتحط إيديها على صدرها،
سالم رجله خانته.. ، ومهاب لحقه بسرعة وسنده.
مهاب قال بلهفة وهو بيحاول يطمنهم:
– بس هو كويس والله.. دخل عمليات وخرج.. أنا جيت أبلغكم عشان تكونوا جنبه.
ياسمين كانت حاسه إن الهوا اختفى من حواليها.. كأنها بتغرق في بحر خوف.
بس لا.. مش هتقع. لازم تصمد.. خالد محتاجها.
عقلها بيصارع قلبها عشان تفضل فايقة، بصت له وقالت بصوت خافت جداً:
– خالد كويس بجد؟
مهاب طمّنها وقال:
– آه والله.. هو في المستشفى دلوقتي.
سالم بص له بحزن ودموع محبوسة في عنيه وقال:
– خدني عنده.. عايز أشوف ابني.
وبهيرة قالت بصوت متهدج من كتر البكاء:
– أنا جاية معاكم.. عايزة أشوف ابني بعيني.
مهاب قال بهدوء وهو بيحاول يسيطر على المشهد:
– طب ممكن تهدوا.. أنا جيت مخصوص عشان أخدكم أوصلكم المستشفى.. ومعتصم هناك، وكل زمايلنا حواليه. اطمنوا.
سالم حاول يتماسك، وبص لياسمين وبهيرة وقال بحزم:
– ادخلوا غيروا بسرعة عشان نروح المستشفى.
ياسمين كانت واقفة مكانها متجمدة.. عقلها مش مستوعب.
سالم زعق فيها بصوت عالي عشان يفوقها:
– ياسمين! فوقي! خالد هيبقى كويس إن شاء الله!
ياسمين بصت له وهزت راسها بسرعة، وطلعت تجري على أوضتها.
لبست بسرعة، وهي مش عارفة لبست إزاي أصلاً، حطت الحجاب على شعرها وهي قلبها بيصرخ،
ونزلت جري، ومهاب أخدهم بالعربية على المستشفى... بقلمي ملك إبراهيم.
...يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا