القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أنا لها شمس الجزء الثاني «أذنابُ الماضي» الفصل الاربعون 40بقلم روز آمين حصريه في مدونة قصر الروايات  

 

رواية أنا لها شمس الجزء الثاني «أذنابُ الماضي» الفصل الاربعون 40بقلم روز آمين حصريه في مدونة قصر الروايات   




رواية أنا لها شمس الجزء الثاني «أذنابُ الماضي» الفصل الاربعون 40بقلم روز آمين حصريه في مدونة قصر الروايات   


 


 



 


🔷الفصل الأربعين 🔷



لا حول ولا قوة إلا بالله

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين


🔹الفصل الأربعون 🔹

«أذنابُ الماضي»

#_أنا لها شمس الجزء الثاني،بقلمي روز آمين


«تلاقت أرواحنا قبل القلوب وجمع بيننا الهوى،وكأن كلانا وجد ضالته بعد صبرٍ وعناء، في الطبيعي يعشق الإنسان بقلبهِ أو يختار من سيشاركهُ الحياةَ بالعقل، لكننا استطعنا كسر تلك القاعدة وتشارك بالغرام كلاهما ،أعلمُ أن الألباب لا تحيا بالغرامِ،لكن القلوبَ تبدأ نبضاتها بإشاراتٍ من الألباب،حين تآلفت عقولنا تلاحمت القلوب عشقًا وولهًا،كَبِر الغرامِ واستفحل بالقلوبِ مع مرور السنوات،واليوم سيتوج ذاك العشق العتيق ولم يقتصرُ التلاحمِ فقط على الارواح،بل ستتلاحمُ الاجساد ليشكلا معًا سيمفونية رائعة تعزفُ على أوتار قلوبنا المُولعة مع رقصة متناغمة،فمرحبًا بكِ ساكنة الروح ورفيقة الدربِ كملكةً متوجة بعُش غرامنا .»

«يوسف&بيسان»

بقلمي «روز أمين»

________________


من داخل مدينة الإسكندرية"عروس البحر المتوسط"،انطلقت سيارة "تويوتا" تلاها وتقدمها عدة سيارات من الحراسة المشددة ليعبروا طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي،وذلك لحراسة سيادة الفريق الأول بجهاز المخابرات الحربية "ياسين المغربي"والذي حصل على الترقية في وقتٍ قياسي وذلك لكفائته الفريدة وسعيه الدائم للتميُز، تجلسُ بالكنبة الخلفية تلك العاشقة بجوار مالك القلب والكيان، كفيهما متشابكان كعاشقان من يراهما يعتقد أنهما متزوجان حديثًا من شدة سحر الغرام الناطقُ من أعين كلاهما للأخر، بينما تجلسُ "أيسل" بجوار زوجها الجالس خلف تارة القيادة، حيث طلب منه "ياسين" تولي القيادة بدلاً عنه كي يستغل امتداد الطريق بالتقرُب والتودُد بالحديث مع تلك الساحرة، نطقت أيسل بنبرة أبدت استيائها:

-أنا مش فاهمة يا بابي إحنا ليه نروح فرح حد منعرفوش؟!

أخذ يُقلب عينيه بضجرٍ يلعنُ بسريرته ثرثرة ابنته وندبها المتواصل منذ ان علمت بموعد ذاك الزفاف، زفر قبل أن يُجيبها مستاءًا:

-يا بنتي هو أنا بتكلم هيروغليفي؟!،أنا مش قايل لك من إسبوع إنه فرح ظابط مهم جداً في الجهاز وإن الولد اتصل بيا وعزمني،وإن رئيس الجهاز شخصيًا طلب مني أحضر بفريقي تقديرًا لمكانة الولد وما قدمهُ للجهاز من خدمات ؟

وتابع بنفاذِ صبرٍ قد أصابهُ من وراء تلك التي بالغت بالأمر:

-وإن لما جوز مامته عرف إني من بين قائمة المدعوين اتصل بيا وعزمني بنفسه أنا والمدام والأسرة بحالها

هتفت وما زالت على حالها بذات الوجه العبوس:

-يا بابي ما طول الوقت ناس بتكلمك وبتحاول تتقرب منك وتعزمك على مناسباتها، فيه اللي بطنشه وفيه اللي حضرتك بتروح له لوحدك من غيرنا

وتابعت بنبرة متعجبة:

- إشمعنا يعني المرة دي اللي طلبت مني اجي معاك؟!



قيمها كارم بنظراته المتعجبة من خلف نظارته الشمسية ثم استدار يتابع إدارة الطريق دون أن ينبسُ ببنت شفة، بينما نطق ياسين مفسرًا وهو يطالع تلك الجالسة بجوارهِ كأميرة بحُسنها وابتسامتها الرقيقة:

-علشان مليكة قلبي طلبت تروح معايا

أرسلت إليه أعذبُ كلمات الهوى بعينيها ومازاد من لهيب قلبه هي تلك الإبتسامة الساحرة التي غمرتهُ بها وهي تقول:

-ميرسي يا باشا

غمزة سريعة أرسلها لها بعينيه سبقت حديثهُ اللطيف:

-حبيب جوزه يأمر والباشا عليه التنفيذ الفوري

قطع اندماجهما حديث تلك المزعجة بصوتها الإعتراضي:

-طب مليكة وعاوزة تروح يا بابي،أنا ذنبي إيه في إني أسيب شغلي وأجي معاكم مكان مش حباه ؟!




خرجت مليكة عن صمتها وتحدثت بلومٍ شديد:

-يعني يرضيكِ اروح لوحدي في وسط ناس لأول مرة بشوفهم يا سيلا؟!


استدارت واضعة ساعديها على حافة المقعد وتحدثت بنبرة استفزازية:

-السؤال الأهم هو ليه تروحي أصلاً يا لوكة عند ناس مفيش بينك وبينهم أي سابق معرفة؟!


لفت ذراعيها حول خاصة حبيبها لتنطق بنبرة تقطرُ غيرةً على رجلها وسيد قلبها الأوحد:

-امال اسيب جوزي يروح فرح غريب ومطلوب فيه بالإسم لوحده؟!

يعلم أن غيرتها عليه تضخمت مؤخرًا لكنها كشراب العسل المُصفى على قلبه، فدلالها وهدوئها وحتى غيرتها وعنادها في بعض الاحيان جميعهم يجعلونهُ هائمًا ذائبًا في غرام أنثاه، ويجعلون لحياته مذاقًا من نوعٍ آخر، رمقتها أيسل وتحدثت بملاطفة وهي ترفع حاجبها الأيسر:

-دي المدام غيرانة على سيادة الفريق بقى؟




-ومغيرش ليه، جوزي وحبيبي ونور عيوني وقلبي من جوه، لو مغيرتش عليه هغير على مين...؟! نطقتها تلك العاشقة بأعين تنطق بغرام زوجها مما جعلهُ منتفخًا بجلوسه كالطاووس، حديثها الساخط الممتعض استفذ ذاك الجالس بجوارها وأخرجهُ عن شعوره لينطق دون إدراك:

-طب إتعلمي منهم بدل ما أنتِ قاعدة تلومي عليهم ومليتي الجو "negative energy" "طاقة سلبية" بكلامك

اتسعت عينيها قبل ان تهتف لائمة على زوجها:

-قصدك إيه يا كارم، قصدك إن أنا نكدية؟!

-لا العفو... قالها وهو يتابع الطريق مما استفز داخلها وتابع بحدة ظهرت بحديثهِ:

-فرح واتعزمنا عليه والباشا وافق وخلاص إحنا في الطريق

وتابع ساخطًا بلومٍ حاد:

- إيه لزمته كلامك وعتابك ده كله، مش قادرة تنسي شغلك ولو يوم واحد وتدي نفسك وتديني فرصة ننبسط فيها زي الناس؟!



لمح ياسين دموع ابنته تتلألأُ في مقلتيها فتدخل كي ينهي هذا التراشق بالكلمات قبل ان يتطور ويتحول إلى مشاجرة:

-جرى إيه يا كارم، إنتَ هتخيب ولا إيه يَلاَ؟

وتابع لائمًا بنبرة صارمة:

-لما بتكلم بنتي كده قدامي، أمال بينك وبينها بتعاملها ازاي يا حبيبي؟!

اختار الصمت بدلاً من أن ينطق بكلماتٍ حادة غاضبة يخسر من خلالها سيد عملهِ وصديقهُ المُقرب رغم فارق السن الكبير بينهما، بينما تابع ياسين بالظغط على ابنته كي تنتبه ويحجم من سخطها وحدتها بالحديث:

-وانتِ كمان فيه إيه؟!من وقت ما اتحركنا وانتِ بوزك ممدود شبرين قدامك ، نازلة جلد في الكل محدش فلت من تحت إيدك ،إيه،الدنيا هتتهد علشان يوم أخدتيه أجازة؟

واسترسل لائمًا:

-ما تفرحي وتنبسطي زي الناس على رأي جوزك.



تمسكت بيده وهمست لتحثه على الصمت بدلاً من أن يجرحهما بحديثهِ ويُفسد اليوم على الجميع:

-خلاص يا ياسين، علشان خاطري كفاية كده

زفر بحدة كي يخرج حدته التي اصابت داخله بسبب غباء ذاك الثنائي في حين تحدثت مليكة لتهدأة الأجواء التي سرعان ما تحولت إلى ساخنة:

-وإنتوا يا جماعة إهدوا شوية مش كده

تطلعت إلى أيسل وقصدتها بالحديث:

-إنسي شغلك ومشاكله يا سيلا وخليكِ في جوزك اللي جنبك وبباكِ اللي إنتِ مسافرة معاه،الشغل موجود كل يوم مش هيطير، بس الأوقات الحلوة مبتتعوضش، واليوم اللي بيعدي مبيرجعش تاني

تطلعت إلى كارم وتابعت مستطردة:

-ولا إيه يا سيادة المقدم؟

تنفس بعمقٍ ثم زفر بقوة في محاولة منه لتهدأة حاله ثم تحدث معتذرًا بلباقة:

-أنا آسف يا جماعة، مضغوط في الشغل اليومين دول علشان كده احتديت شوية في الكلام




نطق ياسين بهدوءٍ محاولاً تلطيف الأجواء:

-حصل خير يا كارم،حاولوا تهدوا احنا رايحين مناسبة وعيون الناس هتكون علينا.


بعد حوالي بضعة دقائق قضاها الجميع بصمتٍ تام، شعرت أيسل أنها كانت سخيفة ولم تفكر بمشاعر زوجها بل كرست جُل تفكيرها في العمل التي اعتذرت عنه اليوم، فهي مولعة بمهنة الطب ولديها تطلعاتٍ وشغف ولذا فهي غاضبة حد السخط، تحمحمت وقربت كفها تضعهُ على فخد زوجها بحرصٍ وهي تقول:

-سوري يا حبيبي، عارفة إني كنت سخيفة معاك،سامحني وارجوك متزعلش مني

لم يكلف حاله عناء النظر إليها بل تابع قيادة السيارة بجمودٍ وعدم اهتمام، فتابعت بدلالٍ لعلمها حجم خطأها الكبير:

-خلاص بقى، وحياتي عندك تفك التكشيرة دي

همست مليكة إلى رفيق دربها:

-بنتك بدأت تفك البوز أهي

مال عليها ونطق هامسًا بالحق:

-هي مش بنتي، بس والله انا لو مكانه ما اتحمل اسلوبها يوم واحد

وتابع مشيدًا:

-الواد ده بطل ويستاهل يتكرم

تبسمت وهي تلكزه بيدها لتحثهُ على الصمت، بينما ضل كارم على حاله وتوقفت أيسل عن محاولات إرضائه بل رحلتها حتى يصلا إلى الفندق الذي حجزه ياسين كي يستريح الجميع به وليستعدوا لحفلة الزفاف من داخله، وهو نفس الفندق المقام به الحفل.




وصل الجميع إلى الفندق،نزل ياسين تحت حراسة مشددة مع عدم الاعلان عن شخصه ووظيفته لضمان أمانه،فقد أبلغت ادارة الفندق بأنهُ أحد الشخصيات الهامة بالدولة وفقط،وصل إلى غرفته هو ومليكة ومن خلفهما بعض العاملات يحملن ثوب مليكة التي سترتديه في المساء وبعض الثياب التي تكفي لقضاء الليلة بالقاهرة،وما أن وطأت أقدامهم الغرفة حتى ارتفع رنين هاتفه،تبسم وهو يخبر تلك التي تباشر العاملات وهن يضعن الملابس بالخزانة:

-ده عز، واكيد مسك معاه

رد سريعًا وهو يتابع بنظراته الصقرية هؤلاء الفتيات اللواتي انتشرن في الجناح، منهن من تقوم على تجهيز الحمام ومنهن من تقوم بوضع الثياب وأخرى للأحذية:

-إيه يا حبيبي، بابا لحق يوحشك




بصوتهِ المميز والمحبب إلى قلب أبيه نطق يلومهُ:

-عزو زعلان منك قوي يا بابي، وكمان مسك مش هتكلمك إنتَ ومامي تاني

نطق الآخر بملاطفة لذاك القريب من القلب:

-يا حبيبي مش أنا فهمتك إن الفرح للكبار وممنوع حضور الأطفال فيه، وكمان أصحاب الفرح مش قرايبنا


نطق معترضًا على وصف ابيه بالطفل:

-بس أنا مش صغير يا بابي،أنا راجل، وكنت هحضر الحفلة أنا وساندرا طارق وليزا عمر ومش هنعمل أي دوشة

-وأنا يا عزو؟... قالتها الصغيرة وهي تُشير على حالها بوجهٍ عابس وتابعت لائمة:

-مش قولت لي قبل امبارح كلمي بابي وخليه يوافق علشان أخدك معانا؟!


-وهو انتِ كنتي خلتيه يوافق يا مسك علشان تزعلي،هما سافروا خلاص؟!




كان يستمع إلى نقاش صغيراه بقلبٍ سعيد وفاهٍ متسع من شدة حبورهِ،فكلا الصغيران يمتلكا نصيب الأسد من قلبه ويستحوذا على كامل كيانه،لم يكن يتخيل حياتهُ بدون قطعتي السُكر،نطق وهو يحاول كظم ضحكاتهِ:

-خلاص منك ليها،اهدوا،أنا هلاقيها منكم ولا من اختكم الكبيرة وجوزها 

انتهت العاملات وأغلقن الباب ورائهن، اقتربت مليكة من حبيبها فالتصق بظهرها ولف ساعدهُ حول خصرها وتحدث بعدما دفن انفه داخل ثنايا عنقها يقبلهُ:

-متزعلوش وأنا لما أرجع إسكندرية إن شاء الله، هاخدكم  ونروح "كيدز اريا" (Kids Area) انا وانتم ومامي

هلل الصغيران ونطق سريعًا عز:

-وكمان هناخد ساندرا طارق وليزا عُمر يا بابي




-ماشي يا عم الدنچوان، بادئها مثنى بدري إنتَ...وتابع وهو يتطلعُ بعيني من ملكت الفؤاد حتى ارتوى:

- يَلاَ ده أبوك معملهاش غير لما العشق دوب قلبه وبهدله

وضع قُبلة بجانب شفتيها لتنطق وهي تتملص منه حتى تستطيع التحدث لطفليها:

-خلوا بالكم من نفسكم كويس يا عزو، واسمعوا كلام مروان

أوكِ يا مامي... قالها الصغير قبل أن ينطق لأبيه:

-جدو عاوز يكلمك يا بابي

تناول عز المغربي الهاتف لينطق بمرحه المعتاد عليه:

-بتلوم على الولا ليه يا باشا، ما ابوه عملها قبل منه

ضحك بشدة وهو يجيب على صديق الروح:

-معاليك أنا عملتها بعد ما طبيت وحبيت، إنما الباشا مقرر ومختارهم من الوقت.




-ما أنا قولتها لك زمان، التلميذ تفوق على أستاذه، وشكله كده إبنك هيتفوق على الأستاذ هو كمان

نطق ياسين باحترامٍ وتفاخر بأبيه:

-لسه ما اتخلقش اللي يتفوق ويتخطى جنابك يا معالي الباشا.

أغلق الهاتف مع أبيه ثم شدد من احتضان تلك الحبيبة وهمس بجانب أذنها:

-نفسي أفهم أنا ليه بيزيد جنوني بيكِ لما بنكون في الاوتيلات




-علشان حبيبي تفكيره منحرف...نطقتها وهي تداعب أنفه فنطق بمداعبة:

-طب تعالي بقى لما أثبت لك الإنحراف رسمي

ضحكت وسحبها من يده ليدفعها على ذاك الفراش الوثير


______________________


داخل الجناح الخاص بـ كارم و أيسل،تحركت لتقف أمامهُ ثم لفت ذراعيها حول عنقه وتحدثت بدلالٍ كادت أن تتناساه في زحمة شغفها بالعمل:

-إنتَ لسه زعلان مني؟

حاول فك وثاق ساعديها وهو يقول:

-عاوز أغير هدومي علشان ألحق أرتاح شوية قبل ميعاد الفرح




تلاعبت بأصابع يدها على صدره ثم نطقت بدلال:

-ما انا هريحك جوه حضني،ولا أنا مش وحشاك

توحشت ملامحه وكأنهُ تحول لأخر وهو يقول بحدة ولكنة تهديدية:

-سيلا، آخر مرة تتكلمي معايا بالطريقة دي قدام أي حد وخصوصًا ياسين باشا

نطقت مبررة باستغراب:

-وانا كلمتك ولا جيت جنبك يا حبيبي،أنا كنت بتكلم مع مليكة

رد بانزعاجٍ تجلى بنبراته:

- إنتِ فعلاً كنتي بتتكلمي مع مدام مليكة، بس راجعي اسلوبك كان عامل ازاي يا هانم؟!، دي الست اللي ابنها بقى طولها قاعدة تدلع في جوزها ومحسساه إنه ملك، غارت عليه لما عرفت إن الفرح هيضم شخصيات عامة كتير وبنات وستات الطبقة الراقية هيبقوا ماليين الفرح، أول ما عرفت إن الدعوة جاية له عائلية أصرت تروح معاه، وطول الطريق ضحكتها ما فارقتش وشها

ثم صرخ بوجهها منفعلاً:

-وفي المقابل بوز سيادتك ممدود شبرين على رأي سيادة الفريق، طب احترمي وجودي وإعملي حساب لشكلي قدامهم اللي بقى زي الزفت

ازدردت لعابها وتحدثت في محاولة لتهدأة ورعه:

-طب ممكن تهدى يا حبيبي علشان صحتك



صاح بحدة بالغة:

-خايفة عليا قوي وتهمك صحتي؟!، ده أنتِ قاعدة جنبي ومش شيفاني أصلاً، محروقة قوي على الأجازة اللي أخدتيها وإن العملية المهمة اللي ليكِ إسبوعين مستنياها راحت لدكتور غيرك؟! طب وبالنسبة لرجل الكُرسي اللي سيادتك متجوزاه، إيه نظامه؟!


احتوته داخل أحضانها وباتت تربتُ على ظهره وهي تقول:

-أنا آسفة، والله يا حبيبي ما قصدت اي حاجه من اللي جت في بالك، أرجوك يا حبيبي تسامحني

ظلت تعتذر منه وتطلب السماح تارة وتارةً آخرى تتدللُ عليه حتى خارت قواه الواهية ووقع بشرك غرامها.



           ༺༻༺༻٭༺༻༺༻

بنفس التوقيت

يجاور والدته نزول الدرج في طريقهما إلى قصر علام باشا لتناول وجبة الفطار قبل تجهيز حاله لاستقبال حفل زفافه الذي طال انتظاره لسنواتٍ طوال،استمع إلى رنين هاتفه فتحدث سريعًا بعدما وجد نقش اسم السائق الذي بعثه لاستقبال شقيقاه بصحبة نائلة التي أحضرتهما لحضور الصغيران حفل زفاف شقيقيهما:

-ايوا يا حامد


على الطرف الاخر يتحدث السائق عبر سماعة الأذن وهو يتطلعُ على الأطفال والسيدة نائلة والمربية المسؤلة عن مساعدة الأخيرة بالإعتناء بالصغير:

- الهانم والاولاد وصلم يا افندم، واحنا في طريقنا لقصر الباشا

اشتدت سعادته وظهر الحبور على ملامحه وخاصةً عندما استمع لصياح الصغيرة:

-نَحنَ وصلنا يا يوسف،التيتا چابت لئلي فِستان كتير حِلو، رح صِير مِتلها للعروسة "بيسان"




نطق بسعادة تجلت بنبراته:

-يا روح قلبي حمدالله على السلامة، أنا كمان جبت لك فستان حلو قوي، متأكد إنه هيعجبك،إلبسي كل فستان منهم شوية.

توسعت ابتسامة إيثار أما الصغيرة فتعالت صيحاتها وهي تقول بسعادة:

-يا سلااام، تؤبرني شو حنون يا چو

نطق يستعلم عن شقيقه:

-سليم كويس

-إي، بس نايم، من وئت ما كِنا بالطيارة لهلا ما فتح عيونه

-طب اديني نانا يا حبيبتي

ناولت الصغيرة الهاتف لجدتها التي تحدث:

-إي يوسف

نطق باحترامٍ وتودُد يعود إلى تقديرهُ الذي زاد لتلك المرأة بعد اهتمامها الرائع بالأطفال والذي يراه بأم عينه في كل مرةً يزور بها الاطفال بدولة فرنسا، فقد كرست المرأة حياتها لرعاية الصغار:

-حمدالله على السلامة يا افندم، مصر نورت

بابتسامة مشرقة شكرته:

-مصر منورة بناسها يا يوسف

نطق بحميمية تعود لشعورهُ بأنها اصبحت جزءًا من العائلة:

-السواق هيجيب حضرتك على قصر الباشا ترتاحي انتِ والاولاد وهنتحرك كلنا من هنا على القاعة ان شاء الله، وهترجعي من القاعة على الڤيلا مع زينة

وتابع معتذرًا:

-وآسف بالنيابة عن زينة علشان ما استقبلتكوش في الڤيلا،هي هنا هي وجوزها فمكنش ينفع حضرتك تروحي الڤيلا ومتلقيهاش في استقبالك


احتفظ الاشقاء بمنزل عمرو الذي كان يسكن به سابقًا مع عائلته ونائلة، وكان يوسف قد ابلغ المحامي ان يقتسم المنزل بالتساوي بين زينة ونور وسليم كي لا يشعرا الصغيران ونائلة عند زيارتهم إلى مصر بالحرج وبأنهم يسببون الإزعاج للبعض، واليوم لم تكن زينة بالمنزل فاقترح علام باستقبال الضيفة والصغار إلى منزلهم كي لا تشعر المرأة بالوحدة وايضًا لاندماج الصغار مع شقيقهم واطفال المنزل.

شكرته نائلة واغلقت فتحدث الشاب إلى والدته:

-أنا خايف لـ بابا يتضايق من وجود نائلة واخواتي في قصر الباشا

نطقت على عجلة كي تنفي ذاك الشعور الخاطئ:

-بالعكس يا حبيبي،ده رحب جدًا بالفكرة، ومهما كان دي ضيفة على بلدنا ولازم نكرمها ونحسن استقبالها


بنبرة خجلة تحدث:

-أنا مش عاوز يكون فيه حساسية بسبب أخواتي، يعني علشان عمرو البنهاوي.


-فؤاد مبيفكرش بالطريقة دي يا يوسف، وبعدين عمرو أصبح ماضي وانتهينا منه بمجرد موته

انتهت من حديثها لتستمع إلى طرقات متتالية فوق الباب تلاها صوت المشاغب الصغير وهو يقول:

-يا مامي إفتحي لي الباب

أسرع يوسف وفتح ليستقبل شقيقه الأصغر حيث كان يرافقهُ أحد رجال الحراسة، صاح الطفل بسعادة:

-يلا يا عريس علشان ناخد بوسي ونروح القاعة، كده هنتأخر 

مال بجزعه ورفعه ليضع قُبلة شغوفة وهو يقول:

-لا يا لمض مش هنتأخر، جدو في الجنينة ولا في اوضته؟


-كلهم في الجنينة مستنيينك.

خرج يوسف حاملاً الصغير وخلفهُ إيثار التي كانت تستعد لان توصد باب المنزل إلى أن رأت عزة تقبل عليهم:

-كويس إنك جيتي يا زوزة، خدي المفتاح واطلعي على فوق على ما أبعت لك بنتين من القصر، خليهم يوضبوا أوضة العرسان ويجهزوها كويس،ويشيكوا على باقي الڤيلا.


-عيني...وتابعت:

-انا جاية مخصوص علشان كده، وفؤاد باشا كلم الفكهاني وهيبعت فاكهة على هنا، قال لي أستناه وأستلمها منه، انا هغسلها وهرصها له في التلاجة وبعدها هقفل وأجي لكم علشان نجهز عشا العرسان

تأففت إيثار وهي تقول:

-عشا إيه بس يا عزة اللي هتعمليه،هو انتِ بتخلقي التعب لنفسك وخلاص، الولاد هيتعشوا معانا في الاوتيل، ويوسف طالب ساليزونات هتوصل هنا بعد ما الفرح يخلص،وبكرة نعمل لهم اللي عاوزينه


نطقت باعتراضٍ حاد:

-أبدًا،إبني ما يدخلش من غير حمام وبط ورمي ومحشي زي باقي العرسان،ده انا روحت للفرارجي بنفسي ونقيت له الحمام حماماية حماماية،وجبت الفريك وحبشته وجهزته بالسمنة البلدي وبهرته بجوزة الطيب

وتابعت مسترسلة:

-بقى عزة تبقى موجودة ويوسف يقضي ليلة دخلته على صباعين فينو محشيين لانشون وجبنة وزيتون، ده على جثتي

اشاحت بكفها وهي تتحرك خلف نجليها:

-إعملي اللي انتِ عوزاه ،ما انا عارفة، هفضل اوجع في قلبي وأقول لك الولاد هما اللي قالوا متجهزوش حاجة بس ازاي، لازم تمشي اللي في دماغك يا ست عزة.




تحرك يوسف داخل الشارع الداخلي حاملاً شقيقه بطريقهم إلى قصر علام زين الدين، رفع رأسهُ يتطلعُ على شرفة حبيبة القلب والروح، ترى ما الذي تفعلهُ الآن، هل تفكر به مثلما يفعل هو الآن، تنهد باشتياقٍ ورجفة قوية اقتحمت قلبه حين تذكر أن الليلة هي موعد اللقاء المنتظر، سيتحد معها اليوم ويشكلا شخصًا واحدًا،روحًا داخل جسدين، نعم تلاحمت أرواحهما منذ الصِغر لكن علاقتهما ستقوى بذاك الرباط المقدس، كان هائمًا خطواتهُ بطيئة رأسهُ معلقًا للاعلى وكأنه مسحورًا، أخرجه من تلك الحالة يد والدته التي ربتت على كتفه وهي تقول بممازحة:

-بص قدامك يا حضرة الظابط لتتكعبل وتقع

وتابعت بحنوٍ ظهر بعينيها:

-كلها ساعات وتبقى في حُضنك لأخر العمر

لمعت عيناه بوميض العشق لمجرد التخيل بأنه اليوم سيمتلك كيانها بالكامل وسيحيا معها حتى آخر العمر.

ولج ثلاثتهم إلى حديقة القصر وما أن خطى يوسف حتى تهللت وجوه الجميع واعتلتها المسرة،تبسم وجه علام الذي كان يتحرك بين زهوره يرويها بمساعدة زين الممسك بمرش المياة،أفلت مالك حالهُ ليسرع إلى جده بغيرة بعدما رأهُ يستعين بشقيقه في الري،بينما نطقت تاج وهي تُسرع على شقيقها لتحتضنه بحفاوة:

-مبروك يا چو



-الله يبارك فيكِ يا قلبي، عقبالك يا "تاجي"

-ميرسي يا حبيبي... قالتها على استحياء لتجذبها إيثار وتدخلها بأحضانها وهي تقول:

-لسه بدري، بنوتي هتتعلم كويس وتختار طريقها في سكة النجاح وبعدها نفكر في الخطوبة

وتابعت بسؤال نجلتها وهي تضع قُبلة حنون فوق جبهتها:

-مش كده يا تاجي

اومأت الفتاة بموافقة، اما زينة فاتجهت بخطواتٍ واسعة نحو شقيقها الذي فتح لها ذراعيه يستقبلها بحنوٍ وحفاوة:

-ألف مبروك يا حبيبي، ربنا يتمم لك على خير يا نور عيني


ابتسم وهو يستشعر لمسات كفها الحنون وهي تتحركُ على ظهره:

-تسلمي لي يا حبيبتي


نطقت بابتسامة سعيدة:

-انا كنت هاجي لك من بدري أشوف لو محتاج حاجه في البيت اجهزها لك،بس قولت لما تصحى براحتك

ردت عليها إيثار:

-يا حبيبتي ما انتِ كنتي معانا امبارح ومروحتيش غير متأخر لما فرشنا الڤيلا وظبطناها


-ده بيت أخويا وحبيبي...وتابعت بصدقٍ وهي تتحسس وجنة ذاك الحنون:

-يوسف مش أخويا وبس، ده أبويا وسندي اللي ربنا بعتهُ لي علشان يحسسني بالأمان ويعلمني يعني إيه عيلة واحتواء


حاوط كتفها بذراعه ليقربها من صدره وهو يقول بنبرة تقطرُ حنانًا:

-حبيبة قلب أخوكِ يا زينة،ربنا يخليكِ ليا يا حبيبتي


-ويخليك ليا يا حبيبي...قالتها وهي تشدد من احتوائها له ليقطع تلك اللحظة صوت رامي الذي تحرك تجاههم وهو يقول بحدة مفتعلة:

-الله الله يا ست هانم،لسه مكملناش اسبوعين جواز وسيباني قاعد على جنب وقاعدة تحضني وتحبي في حضرة الظابط




-عندك مانع ولا إيه يا حبيبي؟نطق بها يوسف ليرفع الآخر كفاه للأعلى بملاطفة:

-وأنا أقدر أتكلم

ابتعدت زينة كي تترك لزوجها المساحة،فاقترب وتعانق هو ويوسف وتحدث مربتًا على ظهره بقوة:

-ألف مبروك يا عريس


تحرك الجميع خلف يوسف حيث اتجه نحو علام الذي نطق والحبور قد كَسَا ملامحهُ:

-أهلاً بالعريس

احتضنهُ يوسف وتحدث علام بنبرة تقطرُ حنانًا:

-مبروك يا حبيبي، ألف مبروك يا بطلي، أخيراً هشوفك عريس إنتَ وحفيدتي الغالية

-ربنا يبارك لنا في عمرك يا باشا، وتجوز مالك بنفسك وتشوف أولاده




-ياه يا يوسف، إنتَ عاوزني أعيش لحد ما أجوز مالك؟!

...قالها بأعين لامعة من شدة تأثرها لينطق الصغير:

-أيوا يا جدو،أنا عاوزك تجوزني بنت شبه بوسي، وتعملي بيت وفرح زي بتوع چو بالظبط

أطلق الجميع ضحكاتهم بينما نطقت عصمت بمداعبة:

-ده أنتَ مركز مع يوسف بقى

ضحك الجميع على دعابتها واحتضنت يوسف وهي تقول:

-عروستك زي القمر يا حبيبي،الله أكبر ربنا زادها جمال فوق جمالها، أنا لسه جاية من عندها حالاً


سألها متلهفًا بعدما أثارهُ حديثها:

-هي لبست فستانها يا تيتا؟

-لسه يا حبيبي، البنات خلصوا معاها الحمام المغربي وكام خطوة كده

قطع حديثهم دخول نائلة بصحبة الصغار حيث هتفت الصغيرة وهي تهرول على شقيقها:

-چو، كتير إشتقت لك أنا

احتضنها بقوة وبات يلف بها وهو يقول:

-يا حبيبة قلبي چو، انتِ كمان وحشتيني جدًا


التقتطها زينة واسكنتها بأحضانها وهي تقول:

-وحشتيني يا نور

قبلتها الفتاة بشغفٍ وتحدثت:

-وإنتِ كتير يا زينة، وينو عريسك الحِلو؟!


ضحكت ليقترب منها رامي وهو يقول:

-أنا اهو يا أستاذة نور، مش انا قولت لك يوم الفرح إن إسمي رامي


اجابته ببراءة:

-نسيته لاسمك، دخيلك ماتزعل مني


-فيه حد يقدر يزعل من النوتيلا... تبسمت لوصفهِ لها بينما استقبل الجميع نائلة وتحدث يوسف مرحبًا:

-حمدالله على السلامة يا مدام نائلة


-الله يسلمك يا حضرة الضابط، كتير اشتقنالكن أنا واللصغار


احتضن يوسف الصغير وبدأ بنثر قبلاته الحارة عليه، بينما رحبت إيثار بالسيدة وعلى وجهها ابتسامة لطيفة:

-نورتي البيت ونورتي مصر كلها يا افندم


-القصر منور بناسه يا مدام إيثار،ألف مبروك ليوسف... وتابعت بمجاملة:

-كتير حليانة، ماشالله عليكِ يؤبرني چمالك


ردت بابتسامة جذابة:

- ميرسي يا افندم، من بعض ما عندكم.

اقبلت عليها عصمت ورحبت بالسيدة قائلة:

-نورتينا يا افندم، اتفضلي

أشارت للداخل فتحركت نحو علام الذي نطق مرحبًا بحفاوة:

-حمدالله على السلامة يا مدام، نورتونا


-ميرسي كتير لئلك يا سيادة المستشار، كتير غمرتوني بلُطفكن، والله مبعرف شو بدي قِلكن

خرج فؤاد من الداخل ورحب هو الآخر بها:

-حمدالله على السلامة يا مدام نائلة، نورتوا مصر




-مصر منورة بناسها يا فؤاد بيك...قالتها بجدية فلن تنسى أنه كان سببًا رئيسيًا فيما آلت إليه ابنتها من مصيرًا مُظلم بفضله،حتى لو لم يكن يعلم ما سيحدث لكنه كان سببًا رئيسيًا حسب ما قصت عليها ابنتها.

جلس الجميع حول مائدة الفطار الطويلة وبدأوا يتناولون الطعام وسط أحاديثهم الشيقة،كان يوسف يُجلس الصغير فوق قدميه ويطعمه بيده،قبل وجنته وهو يقول بسعادة:

-إنتَ عارفني يا سليم

نطق بتلعثمٍ فمازال يتعلم الكلام فعمرهُ الآن يقترب من الأربع سنوات:

-أي،إنتْ يوسف أخي،نور كتير بتحكي لئلي عنك


نطقت نائلة مفسرة:

-سَليم كتير ذكي،اسم الله عليه ما بينسى شي،وإنت ما بتقصر معهن يا يوسف،إچيت لعنا عفرنسا مرتين بالسنة الماضية ونحن إچينا مرة عفرح زينة،وما تنسى حديثك معهن إنت وزينة عالفيديو كول كتير مُهم وبيقوي العلائة بيناتكُن


بعد انتهاء الطعام طلب فؤاد من نائلة الحديث على انفراد، تحركت بجواره داخل الحديقة فتحدث معتذرًا:

-أنا عارف إنك زعلانة مني ومحملاني ذنب اللي حصل لبنتك، بس أقسم لك إني ما كان في بالي أي حاجة من اللي حصلت وقت ما قررت إني أبعت لـ رولا الفيديوهات والمستندات اللي بتكشف لها حقيقة عمرو، كل اللي قصدته إني أبرأ مراتي من التهم الباطلة اللي أفترى بيها عمرو عليها، وأقصى شيء جه في بالي إن بنتك هتطلق وتنتقم من عمرو في شغله



تنفست بعمقٍ ثم تحدثت والألم يملؤ صوتها:

-بعرف إن ما إلك ذنب، كل يلي حصل من غبائها لبنتي يلي بلا عقل، هي اللي غلطت من لما اتعرفت على هاديك المچرم وأچبرتني على تقبله بيناتنا، كتير اتعلقت فيه وضحت منشانه، وبالأخير طلع واحد كذاب حقير، بس أنا كنت كاشفته من أول يوم، وكتير حذرتها لرولا وسليم، بس ما كانوا بيردوا عليّ

تنهد بأسى وتحدث:

-ده نصيب ومكتوب يا مدام

وتابع يشكرها:

-أنا متشكر جدًا إنك حافظتي على وعدك ليا ومحكتيش اللي حصل لأي حد


-ما فيني قابل معروفك بشر يا سيادة المستشار، برغم كل يلي صار، بضلك إنت يلي فتحتهم لعيونها لبنتي عحقيقة هالواطي.

انتهى من الحديث معها وانضمت هي إلى الطاولة لتجلس بصحبة عصمت والسيد علام وزينة وزوجها الذي همس وهو يتحسس كفها:

-وحشتيني

زاد احمرار وجهها خجلاً

بينما تحركت إيثار لتسأل زوجها بفضولٍ وشكٍ:

-كنت بتتكلم مع الست دي في إيه، وإيه الحوار المشترك اللي بينك وبينها يخليكم تتكلموا الوقت ده كله وبالتأثر اللي أنا شوفته ده؟!


غمز بعينيه وسألها بمشاكسة:

- ده أنتَ مركز بقى ومراقبنا يا جنابو

بحدة ونفاذ صبر تحدثت:

-فؤاد، أنا مبهزرش




-طب اهدى يا وحش، النهاردة فرح ابننا ومحتاجين صحتك يا باشا

زمجرت وقبل أن تنطق بحرفٍ تحدث كي يعيد إليها الهدوء:

-كنت بسألها عن وضع بنتها القانوني وآخر المستجدات،وسألتها لو محتاجة أي حاجة علشان الاولاد

تغيرت نظراتها من شرسة ساخطة إلى منبهرة حنون وهي تقول بفخرٍ:

-حبيبي يا فؤاد، قد إيه إنتَ حنين وقلبك كبير


-لا والله؟... قالها مستنكرًا تحولها وتحدث بمداعبة:

-بتقلبي في لحظة

تبسمت بدلالٍ:

-وإنتَ زعلان علشان بغير عليك يا حبيبي


نطق بصدقٍ:

-لا طبعًا يا بابا، أنا عمري ما ازعل منك




وقف يوسف بجانب السور مستغلاًا انشغال الجميع وطلب رقم بيسان وانتظر الرد وعينيه معلقة بشرفتها الخاصة، كانت تتمددُ فوق الشزلونج الخاص بالمساچ،مستسلمة لكفي الفتاة التي تقوم بتدليك جسدها بالزيوت العطرية،تجاورها فريال الجالسة بمقعدٍ مجاور لابنتها، أحضرت الهاتف إحدى الفتيات المسؤلات عن تجهير العروس وتحدثت:

-تليفونك بيرن يا عروسة




سألتها بصوتٍ مرتخي كجسدها المستسلم للتدليك:

-مين اللي طالبني

رفعت الهاتف ليقابل عينيها وهي تقول:

-مكتوب "My love".

اعتدلت سريعًا واختطفت الهاتف متلهفة وقبل أن تجيب جذبته فريال من بين يديها:

-مش وقت دلعك إنتِ وحضرة الظابط يا بوسي، لسه قدامنا شغل كتير خلي البنات تشوف شغلها

نطقت متوسلة:

-بليز يا مامي تديني التليفون، هما خمس دقايق بس هشوف چو عاوز إيه وهقفل بسرعة


نطقت الأخرى مفسرة:

-يا حبيبة قلبي الوقت بيجري،اتمددي خلي البنت تكمل شغلها


-علشان خاطري... وتابعت بتذمرٍ:

-يا مامي هاتي الفون ليكون عاوزني في حاجه مهمة ويزعل مني

نطقت بابتسامة وهي تقول بثقة:

-متخافيش، النهاردة بالذات ميقدرش يزعل منك مهما عملتي

ضحكت الفتيات بعدما فهمن مقصد السيدة بينما نطقت هي باستعطافٍ:

-هاتي يا مامي بقى علشان خاطري  

بالكاد اقنعتها واخذت الهاتف وانسحبت بعيدًا،طلبت رقم ذاك الذي يأس وكان بطريقه للانضمام للجمع لولا قطعت عليه باتصالها،رد سريعًا:

-إي يا حبيبي



-وحشتني...قالتها بنعومة فأجابها:

-وإنتِ كمان وحشتيني قوي يا بوسي،من قبل الحنة وعمتو منعاني أشوفك معرفش ليه

ضحكت وهي تجيبهُ:

-بتقول علشان أوحشك وتتفاجيء بالميكب بتاعي


سألها والشوق والحنين إلى الحبيب يغلبهُ:

-بقول لك إيه يا حبيبي، رسمتي التاتو مكان ما قولت لك؟

ابتسمت تجيبهُ بخجلٍ:

-أه، البنات رسموه



سألها للتأكيد:

-على صدرك من الناحية الشمال يا بوسي؟!




-إمممم...هكذا كان ردها الخجل ليتابع اسألته من جديد:

-وعلى رجلك من تحت؟!

جذبت من يدها الهاتف وتحدثت إلى ذاك العاشق المجنون:

-بطل نحنحة وسيب البنت خليها تكمل التجهيزات يا يوسف، متستعجلش يا حبيبي، كلها كام ساعة وتبقى في بيتك وساعتها ابقى استكشف براحتك مكان التاتو

أغلقت تحت حزن الفتاة التي تحركت بأمر من والدتها إلى فريق العمل المسؤل عن تجهيزها بينما طار قلب يوسف وسعد لمجرد تخيلهُ أنه سيمتلك حبيبته اليوم وللأبد




         ༺༻༺༻٭༺༻༺༻

داخل قرية ناصف، بالأمس جمع السيد محمد رجال العائلة وتحدث إليهم واتفق أن يجتمعوا ويذهبوا للوقوف بجانب يوسف حفيد السيدة إجلال التي انتقلت إلى رحمة الله منذ ما يقرب من السبعة أشهر بعد تعرضها لجلطة دماغية شلت جميع جسدها، ظلت مرافقة للفراش في بيتها التي احتلته نوجا وأهلها بناءًا على أوامر من السيد محمد شخصيًا مما جن جنون السيدة إجلال، وكلما رأتها تتجول براحتها هي وعائلتها الصغيرة داخل المنزل الذي جمعها بحبيبها نصر البنهاوي وابنائها واحفادها وها هو المنزل بذاته يسكنهُ الإن رعاع القرية كما كانت تصفهم دومًا، كلما رأتهم يتحركون أمامها استشاط داخلها، ومازاد من حقدها وغليان قلبها هو علمها بأن يوسف تنازل عن حقه بالميراث لإبنة سمية النكرة التي عاشت منبوذة من الجميع، هذا الخبر تحديدًا نزل عليها كصاعقة كهربائية شديدة مما سهل من سرعة موتها وذلك بعدما تمكن مرض "نقص المناعة"  "الإيدز" من جسدها الضعيف، توفت وبعد أقل من شهرًا لحقت بها أزهار لتنطوي صفحة كلتاهما للأبد،وتذهب كلاً منهما لربها لتنال جزاء ما فعلت بدنياها.




اتفق الجميع على حضور حفل الزفاف تلبيةً لرغبة فؤاد الذي دعاهم في محاولة منه لرفعة شأن الفتى أمام الجميع بحضور عائلته المشرفة

_____________


داخل السجن، نطق أحد الموقوفين على ذمة قضية وهو ينظر إلى طلعت بشماتة:

-سبحانه المعز المذل، اللي يشوفكم زمان ما يشوف الخراب اللي نزل عليكم من كتر ظلمكم للناس، مين كان يقول إن بيت نصر البنهاوي اللي مكنش حد من أهل البلد يتجرأ يعدي من جنب سور جنينته، الوقت ساكنه أفقر عيلة في البلد وعايشين يتمتعوا ويرتعوا في فلوسكم اللي لمتوها من الحرام


لم يصدر منهُ أي تعقيب فقد أصيب بصدمة جعلته يقبل على صمتٍ دائم اختارهُ بعدما استمع إليه من أحداث تعرضت إليها جميع عائلته، لم يهتم بما حدث إلى عمرو من حادثٍ مؤلم وشنيع، ولم يحزن عليه بقدر ما حزن على ثروته الضخمة التي قام بتوزيعها على أبنائه وابنة سمية تحديدًا ولم يترك له شيئًا يعيش من ريعه بعد قضائه مدة العقوبة وخروجه من السجن بعدما تم غلق المطعم للأبد، وبما أنه ممنوع من نزول القرية بأمرٍ من عائلة ناصف وعلى رأسهم السيد محمد شقيق والدته، فكان يرسم أمالاً ويبني طموحات بشأن ثروة عمرو انهدمت جميعها على رأسه بعد الاحداث الآخيره.



        ༺༻༺༻٭༺༻༺༻

أتى المساء ليهل بنسماته العطرة ينثرها على الكون ، الجميع تجهز وتآهب لبدأ ذاك الحفل الضخم، حضر مجموعة كبيرة من صفوة المجتمع ورجال المال والأعمال والدولة،بإحدى الغرف بالأعلى، يقف يوسف بعدما ارتدى بذلة عرسه المختارة بعناية فائقة منه ومن بيسان، الغرفة مزدحمة بالحضور، إيثار فؤاد عزة زينة والصغيرة تاج، الجميع يتطلعون عليه بنظراتٍ مليئة بالفخر والحنان، وقف فؤاد يقابله وتحدث وهو يساعدهُ بربط ربطة عنقه لتخرج بشكلٍ لائق:

-وكده ربطة الكرافات مظبوطة يا باشا


احتوى كتفيه وهو يتطلعُ عليه بعيني مملؤة بحنين الذكريات، فحياته مع ذاك الرائع مرت من أمامه كشريطًا سينمائي، منذ أن ولچ إلى القصر وهو بالسادسة من عمرة، إلى تلك اللحظة وهو يربط له ربطة عنقه لحضور أروع لياليه وأميزها، نطق متأثرًا:

-مبروك يا حبيبي، مش مصدق نفسي، إبني كبر وبقى عريس قد الدنيا




-أنا عاوز أقول لك إنتَ أعظم وأروع أب في الدنيا كلها...نطق بكلماته متأثرًا لتلمع عينيه بلمعة الدموع التي تأبى النزول إمتثالاً لكبرياء ذاك الشامخ،تابع مسترسلاً وهو يحتضن كف يده ويقبله احترامًا وتقديرًا تحت تأثر الأخر:

-أنا عمري ما هنسى اللي حضرتك عملته معايا، وقوفك جنبي ودعمك ليا اللي كان بيزيد ويكبر مع مرور السنين

مال فؤاد برأسهِ متأثرًا، ليتابع يوسف باسترسال:

-ربنا يخليك ليا ،أنا بحبك قوي




نطق فؤاد بمشاعر أبوية متأثرة:

-وأنا كمان بحبك قوي، وشايفك أعظم إبن في الدنيا

جذبه وأسكنه بأحضانه في لحظة تأثر بها الجميع وبكى، أما إيثار فتحدثت وقد انهمرت الدموع من بين عينيها من شدة تأثرها، حاوطت وجنتيه بكفيها وتحدثت:

-مبروك يا حبيبي، مبروك يا نور عيني، أخيرًا يا يوسف شوفتك بعيوني أجمل عريس

وتابعت بتمني:

-ربنا يتمم لك على خير يا نور عيوني




نطق بصوتٍ يقطرً صدقًا ممتزجًا بمشاعرًا مختلطة:

-كنتي لي أعظم أم وأهم سند بعد ربنا سبحانه وتعالي، شيلتيني على ظهرك وجريتي بيا وحاربتي الكون كله علشان تصنعي لي مستقبل أفضل

وتابع مسترسلاً بتأثر:

-جميلك على راسي يا ماما،وعمري ما هنساه مهما طال بيا الزمن



نطقت بنبرة محتقنة من شدة التأثر:

-جميل إيه بس يا حبيبي، هو فيه جمايل ببن الأم وأولادها؟!

قبل كفيها ثم جاء دور عزة التي بكت وهي تحتضنه بقوة:

-عيشت وشوفتك بعنيا أحلى عريس يا يوسف

-حبيبتي يا عزة. ربنا يخليكِ ليا

أشارت بكفها ودموعها تسبقها:

-يكون في معلومك، زي ما ربيتك إنتَ ومالك هربي عيالك، وإياك اللي اسمها بيسان تفتح بقها بكلمة، أنا قولت لك أهو

ضحك وتحدث:

-حاضر يا زوزة، محدش هيربي العيال غيرك، بس هما ييجوا


-تسلم عينك يا قلب زوزة


-قال يعني تربيتها تشرف قوي وعاوزة تكمل المسيرة... قالها فؤاد هامسًا لزوجته وتابع ساخرًا:

-ده مالك بسم الله ماشاء الله، بقى بلطجي العيلة على اديها



تبسمت إيثار وحاولت كظم ضحكاتها، اقتربت زينة لتنطق بدورها هي الأخرى بكثيرًا من التأثر الصادق:

-مبروك يا حبيبي، أنا بتمنى لك من كل قلبي تعيش حياتك بسعادة مع بوسي، إنتَ حد كويس قوي وتستاهل خير الدنيا كلها

احتضنها وبات يلمس على غطاء رأسها بحنوٍ، أما تاج فوقفت أمامه وهي تقول:

-إنتَ جميل قوي يا چو، وأنا بحبك قوي

-حبيبتي... احتضنها وقبل وجنتيها ثم تحرك الجميع للأسفل كي يقوموا باستقبال المعازيم، وأثناء سيرهم داخل الممر قاصدين الدرج، نطق يوسف بهمسٍ لوالدته المجاورة:

-ما تتصلي كده يا ماما على طنط فريال شوفيهم وصلوا لحد فين؟


أجابته باستفاضة:

-يا حبيبي ما أنا لسه مكلماها قدامك من نص ساعة وقالت لي انهم اتحركوا من الڤيلا وفي طريقهم للأوتيل

نطق بحدة ناتجة من توترهُ:

-انا مش عارف ليه عمتي مسمعتش الكلام وكنت حجزت لهم جناح هنا في الأوتيل وارتاحنا من التوتر ده

ردت مفسرة باستفاضة:

-هي شافت إن البيت أفضل واريح لبنتها، وهتبقى على حريتها وكمان فيه خصوصية أكتر من هنا

احتوى فؤاد كتفه وتحدث مربتًا بهدوء:

-إهدى يا ابني، عمك ماجد لسه مكلمني وهما خلاص على وشك يوصلم،خد نفس وحاول تهدى، على ما ننزل ونرحب بالناس هتلاقيهم جم

وتابع هامسًا وهو يقيم تلك الرائعة:

-هو أنا مش قولت مفيش نبيتي يتلبس تاني برة أوضة النوم؟، الكلام مبقاش يتسمع ليه؟




-ده أنا لبساه علشانك يا حبيبي

أجابها ساخرًا:

-وهو اللي في أوضتنا بتلبسيه علشان عزة ولا إيه مش فاهم؟!

وتابع بنبرة متوعدة بافتعالٍ:

-على العموم حسابنا لما نروح في البيت

تبسمت بدلالٍ نال استحسانه فهدأت نار الغيرة




بعد قليل كان يصطف بجوار فؤاد وإيثار وعمه حُسين ونجله أحمد، يستقبلون المعازيم، حضر ياسين تحت حراسة مشددة الكل يتسائل عن شخصه ولا أحد يعلم سوى ما تم إخبارهم به وهو أنه رجل دولة ذو أهمية كبيرة، كانت تتأبط ذراعهُ ملكة حياته، لفتت أنظار الجميع بثوبها الرائع ورقة طلتها وزينتها الهادئة، نطقت إيثار تسأل زوجها وهي ترى تلك الجميلة وذاك الرجل صاحب الهيبة يقبلان عليهم:

-مين اللي جاي علينا ده يا فؤاد؟!

ضيق عينيه يطالع ياسين المغربي وطلته الجذابة وهيئته التي تجبر الأخرين على الاحترام:

-مش عارف يا حبيبي،بس من خلال خبرتي أقدر أقول لك إنه تبع شغل يوسف، وتحديدًا هيطلع الشخصية المهمة في جهاز المخابرات اللي يوسف دعاه علشان يحضر الفرح، إسمه ياسين المغربي، يوسف خلاني أنا كمان أكلمه ودعيته هو وعيلته




بالفعل أقبل يوسف يستقبل الرجل وهو يقول مرحبًا بحفاوة:

-ياسين باشا، حضرتك نورت فرحي وشرفتني بحضورك الكريم يا افندم




نطق ياسين بفخرٍ بالشاب:

-إنتَ اللي شرفتنا وشرفت بلدك كلها يا حضرة الظابط

وتابع وهو يشير إليه لزوجته:

-يوسف ده يبقى الظابط اللي كلمتك عنه من فترة يا هانم

اومات بابتسامة لطيفة وتحدثت:

-فكراه طبعًا، ألف مبروك يا حضرة الظابط

تعرف فؤاد على ياسين وتحدث بتوقيرًا:

-شرفتنا يا ياسين باشا




رد ياسين بتوقير لشخص فؤاد وعلام:

-الشرف ليا انا يا سيادة المستشار، تاريخك وتاريخ المحترم والدك معروفين للكل

-العفو يا افندم... وتقدم بتعريف زوجته:

-أستاذة إيثار الجوهري، المدام وأم اولادي و والدة العريس، و رئيس مجلس إدارة شركات الزين

-أهلاً وسهلاً يا مدام،وألف مبروك لحضرة الظابط... شكرته بهدوء:

-ميرسي يا افندم

نطق ياسين مشيرًا إلى زوجته ليعرف الجميع عليها:

-مليكة هانم المغربي، المدام وأم أولادي




-نورتينا مدام مليكة...قالتها إيثار لترد عليها الأخرى:

-ده نورك أستاذة إيثار، إسمك جميل ومميز




-ميرسي يا افندم، ده من ذوقك

أشار ياسين على كارم وأيسل وتم التعريف على الثنائي واندمجا سريعًا على الحفل، تحرك فؤاد وإيثار وزينة مصطحبين الضيوف إلى الطاولات المحجوزة إليهم. اطمئن ايضًا على نائلة والطفلين وعلام وعصمت وزين الدين ومالك، ثم عادوا من جديد للوقوف بجوار يوسف، هرول مالك ليقف بجوار يوسف ويخبرهُ:

-أنا هقف جنبك أستنى بوسي يا حضرة الظابط، وهرقص معاكم




-ده إيه الأدب اللي نزل عليك مرة واحدة ده يا مالك

أجابهُ:

-مامي هي اللي قالت لي أقول لك يا حضرة الظابط، علشان الناس

نطقت أيسل وهي تتطلعُ على الأجواء:

-المكان فخم قوي والترتيب هايل، الناس دي شكلها تقيل

نطق كارم مفسرًا لزوجته:

-جوز مامت العريس فؤاد علام يبقى مستشار كبير في النيابة العامة، وبباه ترتيبه التاني بعد  النائب العام مباشرةً




أبلغت فريال فؤاد عن طريق الهاتف أنهم يقفون بالخارج يستعدون لدخول العروس، شدد يوسف من إنتصاب ظهرهِ وأخذ نفسًا عميقًا ملئ بهِ رئتيه كي يحتفظ بتوازنه، صوبَ بصرهِ علي المدخل الرئيسي يترقب ظهور أميرتهِ الحسناء، إشتغلت الموسيقي الهادئة المعدة لدخول العروس وبلحظه تسمرَ بوقفتهِ واتسعت عيناه بذهولٍ وانبهار حين وجدها تطلُ من الباب كحورية هبطت عليهِ من الچنان أخذ نفسًا عالياً لينتفض داخلهُ بشدة وتسارعت دقات قلبهِ بوتيرة سريعة، قلبهُ يطالبهُ بالإسراع عليها وضمها وليختفي بها عن أعين الجميع،

أما تلك الجميلة الراقية،كانت تتأبط ذراع والدها، تتحرك بجانبه عيناها تسبحُ المكان باحثة عن مالك القلب والهوى،تطلعت أمامها وجدت عاشقُ عيناها يقف بإنتظارها بهيئة جذابة تخطف الابطار، يرتدي حِلةً سوداء جعلت منهٌ وسيمًا للغاية.

تكملة الرواية من هنااااااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع