رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
فريدة دخلت المستشفى بخطوات مترددة، عينيها وقعت على حسام واقف مستنيها، قربت منه بسرعة، ملامحها مشوشة بين الاستغراب والتوتر، ولما وصلت قالت بصوت شبه هامس
"حسام؟"
حسام ابتسم ابتسامة هاديه وقال
"فريدة... أخيرًا جيتي."
بصتله باستغراب وسألت
"في إيه؟ مكلمتنيش ليه؟ يعني كنت تعرفني إنك جاي..."
رد بنبرة هادية
"عادي، مش مهم... أصلًا توقعت إني هاجي ألاقيكي هنا، بس قلت أستناكي يعني."
قالت بهدوء
"أنا كان عندي شغل بره المستشفى... ياريتك كنت رنيت بدل ما تستنى."
ابتسم بهدوء وهو بيهز كتفه كأنه مش فارق معاه وقال
"مش مهم... المهم إني شوفتك في الآخر."
حست بالذنب فقالت
"إنت كده حسستني بالذنب... تعالى نقعد في الكافتيريا طيب."
رد بهدوء
"تمام."
اتحركوا مع بعض لحد الكافتيريا، وحسام قال بابتسامة ودودة
"هجيب قهوة طيب."
هزت راسها وقعدت تستناه وبعد لحظات رجع ومعاه فنجانين قهوة، حط واحد قدامها وقعد في الكرسي اللي قدامها
بصلها وقال بعتاب خفيف
"امبارح ملحقتش حتى أقعد معاكي أكتر."
ابتسمت بهدوء وهي بتمسك فنجانها
"تتعوض إن شاء الله... لو مكانتش حاجة مهمة، أكيد مكنتش هسيبك وامشي."
قال وهو بيبصلها
"عارف... بس كنت عايز أتطمن عليكي، يعني إنتي كويسة؟"
أومأت وقالت بابتسامة هاديه
"الحمد لله... زي ما شايف."
سألها بفضول
"وكلمتي أهلك طيب؟"
ردت وهي بتبص قدامها
"كلمت إسلام بس، لسه ماما هقولها النهارده."
سألها بقلق
"طب وكله تمام؟"
قالت وهي بتحاول تطمنه
"أكيد، إسلام بس زعلان إني خبيت عليه من الأول، بس هتتحل يعني، ولما أعرفهم ونتفق أكيد هقولك."
بصلها باهتمام أكبر وسأل
"وممكن نيجي إمتى مثلًا؟"
قالت بهدوء
"ممكن بعد أسبوع."
رفع حاجبه باستغراب وقال
"اشمعنا بعيد كده؟"
ابتسمت وقالت
"علشان هاخد إجازة من الشغل وهنسافر في أي حتة نغير جو شوية."
اتنهد وسأل باستنكار
"يعني مش هشوفك لمدة أسبوع؟"
قالتله بجديه
"محتاجة الإجازة دي بجد... ومتتضايقش لو حاولت تكلمني ولقيت فوني مقفول، لأني عايزة أفصل من الدنيا شوية."
سألها بشك
"طيب... ممكن أعرف إيه اللي مضايقك أوي كده؟"
قالت وهي بتتجنب تبص في عينيه
"مش شرط أكون متضايقة... ممكن أكون مضغوطة، محتاجة أفك شوية أو أفصل علشان أقدر أرجع أكمل حياتي."
أومأ ببطء وقال بنبرة تفهم
"فهمت."
فجأة، فونها رن وكانت يسر، ردت بسرعة وصوت يسر على الطرف الآخر كان بيستعجلها لأنها اتأخرت، قفلت معاها وبصت لحسام باعتذار
"معلش... لازم أمشي دلوقتي."
لمت حاجتها بسرعه ومشيت من الكافتيريا بخطوات سريعة، دخلت المستشفى وهيا باين عليها علامات الإرهاق، عينيها وقعت على يسر واقفة مستنياها قدام الاستقبال.
قربت بسرعة وسألتها
"في إيه؟"
يسر شبكت إيديها قدامها وبصتلها
"اتأخرتي أوي، دكتور وائل سأل عنك كتير كان محتاجك"
فريده وقفت جنبها وقالت
" فكك"
يسر سألتها باستغراب
" مالك؟"
فريدة زفرت نفس طويل، وبصوت فيه تعب وتساؤل قالت
"تفتكري هرتاح... وحياتي هترجع طبيعية؟"
يسر عدلت وقفتها، وبنبرة هادية فيها شوية واقعية قالت
"الحياة مش بتقف على حد."
فريدة هزت راسها بعناد، وعينيها فيها لمعة حزن
"بتقف... ممكن الحياة تمشي، بس إنتي هتفضلي واقفة عند نقطة مش قادرة تتخطيها، هتعيشي عادي، بس مش زي ما كنتي، لما بتكوني عارفة إنتي مش عايزة إيه... دي أصعب حاجة ممكن يمر بيها إنسان، عايشة عادي بس مش مرتاحة... ومش عارفة أنا عايزة إيه، وياترى هييجي يوم هرتاح ولا هفضل حياتي كلها كده؟"
يسر قربت منها خطوة، وبصوت فيه دفا قالت
"ساعتها بنعمل اللي شايفينه صح، أو اللي شايفينه في مصلحتنا، لسه الدنيا هتجيب، ولسه هتتعلمي، ولسه هتفهمي أكتر، فبنحاول نشوف إيه الأصح واللي هيخسرنا حاجات قليلة."
فريدة عضت شفايفها بتوتر وسألت بصوت واطي كأنها بتدور على طوق نجاة
"يعني كده أنا صح ولا غلط؟"
يسر هزت راسها بابتسامة خفيفة
"إنتي الوحيدة اللي هتقدري تجاوبي على نفسك."
فريدة سكتت شويه تفكر، عايزه تختار صح، مش عارفه اذا كانت كده تمام ولا هتخسر قدام.
قاطع شرودها صوت مرح بيقول
"فريدة اللذيذة!"
لفت بسرعه ولقت يونس قدامها، قالت باستغراب
"يونس!"
قرب منها بخطوات واثقة وقال بهزار
"عاملة إيه يا اللي ما بتسأليش؟"
يسر بصتله باشمئزاز واضح، فريدة ضحكت وقالت
"مين بيتكلم بجد! وبعدين إنت مختفي فين يا زفت؟"
يونس بص ليسر قاصد يستفزها وقال
"عندي عمليه شاقه... بس مسيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة."
فريدة بصتله باستغراب ورفعت حواجبها
"قصدك إيه؟"
ضحك بخبث وقال
"ها لا ولا حاجة، أنا بس قولت أعدي أسأل بما انك مبتسأليش يعني."
يسر مشيت وواضح عليها الضيق، فريده بصتله وقالت
"طيب... هعمل نفسي مصدقة."
يونس وقف قدامها وقال
"ومتصدقيش ليه يعني؟ مش ابن خالتك أنا؟ ولا مش ابن خالتك؟"
فريدة ضحكت وقالت
"بلاش نفتح بقا يا عم مخرطة."
يونس ضحك وقال
"إيه ده! إنتي خدتي بالك؟"
فريدة هزت راسها وقالت
"من الملوخية ولا المخرطة؟"
يونس غير الموضوع بسرعة قال
"المهم إنك كويسة... همشي أنا بقا وإنتي خلي الملوخية أمانة في رقبتك."
لف ومشي وهو بيضحك، وفريدة وقفت تتابعه بعينيها وابتسامه صغيره ظهرت على شفتيها.
عند صابرين
كانت واقفة في الجنينه بعيد، بتحاول متبينش نفسها، الموبايل في إيدها وصوتها واطي جدًا وهيا بتقول
"فريدة؟ مستحيل... دي بنت أختي."
من الناحية التانية، جه صوت راجل هادي لكن فيه غموض
"ولو عرفت حاجة زي ما بتقولي؟"
صابرين خدت نفس قصير وقالت بإصرار وهي بتبص حواليها
"أنا هتصرف... بس مش هقدر أأذي فريدة، دي بنت أختي."
رد ببرود
"بس كانت هتكون كويسة لو مش غالية عليكي... تنفع أوي دي."
صابرين عقدت حواجبها وقالت بحدة
"تنفع أو متنفعش... فريدة لاء، همنعها تيجي هنا أو حتى تقرب من سالي تاني، وهخلي سالي تسافر لجوزها... ونبقى كده خلصنا."
قال بنبرة شبه ساخره
"حتى لو حاولتي... حاسس إن نهايتك قربت."
صابرين قالت بثقة مصطنعه
"ده لو مقدرتش أسيطر على الوضع... بس أنا هسيطر عليه قريب جدًا، وكل حاجة هترجع طبيعية."
قالها وكأنه بيشجعها
"أيوه... جدعه، كفاية تيم اللي فاكر إن فيه ١٠ بس ضحية."
صابرين ردت بسرعه
"ده بالنسباله هو ١٠ بس، ومش هيعرف أكتر من اللي هو عارفه."
قال بهدوء فيه تهديد
"هنشوف... خلي بالك يا ملكه، عشان لو اتكشفتي، إنتي عارفة نهايتك."
صابرين صوتها بقى تقيل وجاد
"هعتبره تحذير، عشان إنت عارف إني مبقبلش أي تهديد... وإني قوة لا يُستهان بيها."
قالها بخفه
"طبعًا تحذير... المهم تخلي بالك"
قفلت صابرين الفون، بصت حوالين الجنينه بخوف، إحساس الخطر بيكبر جواها، لكن ملامحها فضل فيها نفس البرود والصلابة.
في نهاية اليوم، فريده خرجت بعد ما خلصت شغلها ولقت اسلام مستنيها، فتحت باب العربيه وركبت بهدوء، وهو كان ماسك فونه وساكت ببرود، لما قفلت باب العربيه اتحرك بهدوء
فريدة قالت بهدوء وهي بتحاول تبتسم
"كنت فاكرة إنك هتسألني عملت إيه النهارده."
إسلام قال من غير ما يبص
"أكيد شغل زي كل يوم."
فريدة سكتت لحظة وبعدين قالت
"ماشي يا عم، بس يمكن يومي كان فيه حاجة غريبة، حاجة مختلفة مثلا، كنت بتسألني يعني علطول"
قال ببرود وهو بيقلب في تليفونه
"حاجة حصلت؟"
ردت بهدوء
" محصلش"
قال وهو لسه باصص في فونه
"احمدي ربنا انها جت على كده"
سكتت، وبعدين قالت وهي بتحاول تلاقي أي منفذ
"هتفضل كده يعني متغير"
بصلها أخيرًا وقال ببرود
"أنا زي ما انا، يمكن إنتي اللي حساسة زيادة النهارده."
فريدة بصتله ثواني وسكتت، قالت وهي بتحاول تبين تفهمها
"فاهمه انك متضايق بس بلاش تتعامل ببرود كده، غلطت اني مقولتلكش من البدايه بس اول مره اتحط في الموقف ده، لازم تفهمني"
قال بجفاف
" قولتلك انتي حره"
فريده قالت بسرعه
"ماشي... أنا حرة فعلًا، خلينا نبني مسافات أكتر... وخليني أهرب منكوا بأسرع وقت."
إسلام بصلها وكان في غصه في قلبه بس سكت، متكلمش
بعد شويه بصتله وقالت بسخرية خفيفة
"عارف؟ أوقات بحس إنك بتعاقبني بالصمت... وأوقات تانية بحس إنك مبقتش فارق معاك."
بصلها وقال بنبرة حاسمه
"إنتي اللي عايزة كده يا فريدة... أنا بنفذلك اللي إنتي عايزاه."
فريدة بصتله بصدمه وقالت بدهشه
"بجد والله؟ يعني إنت شايف إني فعلًا عايزة كده؟ مش ممكن أكون بتخبط الفترة دي؟ يعني كده أنا مجتش عرّفتك على طول."
إسلام رفع حاجبه وقال ببرود
"قايلك بقاله فترة... روحتي سألتي الكل، وفي الآخر بتعرفيني إنك موافقة، ولا كأني أخوكي، ولا كأني أقرب حد ليكي."
فريدة نزلت عينيها للحظه وبعدين قالت بصوت هادي
"أنا فعلًا غلطت في كده... بس إنت ما سمعتش للآخر، تيم وسالي ويونس ويسر كانوا معايا وقت ما حسام عرض عليا يتجوزني، يعني أنا مروحتش فتحت الموضوع مع حد، هما اللي قالولي إنه كويس، أنا مكنتش هوافق، بس شوفت إنه كويس بما إن كلهم بيشكروا فيه، وأنا مفيش حد في حياتي... فقولت ليه لاء؟ ولو عايز تسأل عنه، اسأل حتى."
إسلام بصلها لحظه وقال
"سألت."
فريده رفعت عينيها بسرعه وقالت
"وإيه؟"
أخد نفس وقال بنبرة أهدى
"ماشي... مش معترض أكيد، بس إنتي عارفة سبب اعتراضي."
قالت وهيا بتحاول تشرحله
"هو قالي يوم خطوبتك علفكره، يعني مش من كتير... فمفيش داعي تتضايق بجد."
إسلام ضحك ضحكة خفيفة وقال
" طيب، انتي طلعتي مش سهله علفكره"
فريدة ابتسمت وهي بتبصله
"أنا طول عمري كده وإنت عارف."
مد إيده وحطها على إيدها بهدوء
" طيب، اخر مره تسيبيني للأخر كده"
ابتسمت وقالت
" اتفقنا"
قال بهدوء
" خلاص نسينا"
هزت راسها بابتسامة فيها راحة
"نسينا."
وصلوا البيت وأول ما دخلوا وفريدة شافت إيناس قاعدة في الصالون، طلعت أوضتها بسرعه
إيناس رفعت عينيها وبصت لإسلام باستغراب
"في إيه؟ فريدة مالها؟"
إسلام حاول يبان طبيعي وقال بهدوء
"عادي... مفيش."
إيناس شبكت إيديها وقالت بنبرة شك
"مش مخبيين حاجة عليّا يعني؟"
إسلام أخد نفس وقال
"هو في حاجة بصراحة... بس خلي فريدة تقولهالك بنفسها."
إيناس قالت بقلق
"في إيه؟ قلقتني."
إسلام طمّنها بابتسامة بسيطة
"متقلقيش... مش حاجة وحشة."
إيناس هزت راسها وقالت
"طيب... هطلع أشوفها."
طلعت السلم بهدوء، وقفت قدام الباب وخبطت خبطتين قبل ما تدخل.
فريدة كانت قاعدة على طرف السرير، وباين عليها بتفكر.
إيناس دخلت بابتسامة صغيرة وقالت
"إيه يا فريدة؟ في حاجة؟"
فريدة ردت بجفاف
"مفيش."
إيناس قعدت على الكرسي اللي جنب المكتب وقالت بنبرة حنونة
"لو متضايقة مني... قولي... أنا زعلتك في حاجة؟"
فريدة رفعت عينيها ثواني وبعدين رجعتها للأرض
"لاء، مش منك."
سكتت شويه وبعدين قالت بحذر
"بصي... أنا عارفة إن موضوعي مع علي مش مريحك، وأنتي حتى لما قولتي مش فارق معاكي... حسيت إنك بتقولي كده عشان تخلصي من الكلام مش أكتر."
فريدة رفعت عينيها بسرعه بس مردتش
إيناس كملت وهي بتحاول تبرر
"بس علي كويس معايا، ووقف جنبي في حاجات كتير، كفايه أنه حسسني اني واحده"
فريدة قالت بهدوء وهي بتحاول تمثل إنها بارده
"براحتك، دي حياتك"
ايناس قربت قعدت جنبها وقالت
"أنا عارفة إن الموضوع مش سهل عليكي، وعارفه إنك مش متقبلاه من الأول برضو وإذا كنتي ناويه تتقبليه ولا لاء، بس حابة تعرفي إني مش هعمل حاجه ازعلك"
فريدة كانت بتسمعها وملامحها متحجره، عينيها فيها لمعة ضيق مكبوت
إيناس كملت وهي بتحاول تختار كلامها
"علي يمكن انتي محبتيهوش، بس أنا شايفة فيه حاجات تخليني أحس بالأمان، مش بطلب منك تحبيه أو حتى تعتبريه قريب، بس عايزاكي متبعديش عني"
فريدة اتنهدت وقالت ببرود
"أنا قولتلك قبل كده... مش فارق معايا اتجوزتي أو لاء، ولسه عند كلامي"
إيناس ابتسمت ابتسامة حزينة وقالت
" بس أنا حاسة إنه فارق، حتى لو قولتي العكس"
فريده قالت بصوت هادي
" انا يمكن مش متقبلاه بسبب الطريقة اللي عرفته بيها... ومش قادرة أشوفكوا غير..."
سكتت فجأة ومكملتش
إيناس بصتلها بحزن وقالت
"هي كانت غلط فعلا، مش هقدر أنكر، بس كنت معتبراه صديق وبس، لحد ما العلاقة اتطورت، والله لو كنت أعرف إن ده هيحصل، مكنتش عمري كلمته أصلا."
فريدة أخدت نفس وقالت
"وده اللي حصل... وأنا خلاص بتقبل، ومفيش داعي تشيلي همي."
إيناس ابتسمت بخفوت، كأن الكلام ده ريّح قلبها شوية، حتى لو حاسة إنها لسه مش متقبله، اكيد هييجي يوم وتتقبل.
فريدة قالت بهدوء وهي بتراقب ملامح إيناس
"فاكرة حسام اللي عرفتك عليه في خطوبة إسلام؟"
إيناس بصتلها باهتمام وقالت
"أيوه فاكره... ماله؟"
فريدة أخدت نفس وكأنها بتختار كلماتها بعنايه
"يومها طلب مني يتجوزني"
إيناس اتجمدت لحظه، وبعدين ابتسمت ابتسامة صغيرة ممزوجة بدهشة وبصتلها باهتمام
"يتجوزك؟ ده بجد؟ بتتكلمي بجد؟؟"
فريده هزت راسها وقالت
" اممم، انا عن نفسي موافقه"
ايناس سألتها
" يعني هو كويس ؟!"
فريده هزت راسها
"كويس... محترم وهادي، ودي أهم حاجة عندي"
ايناس سألتها وهيا بتحاول تستشف
"كويس يعني... معجبة بيه؟ ولا لسه مش عارفة مشاعرك؟"
فريدة اتنهدت وقالت وهي بتبص بعيد
"مش عارفه، بس مرتاحة معاه، وحاسه أنه مش هيظلمني"
ايناس حطت إيدها على إيدها بابتسامة حنونه
"الراحة أهم حاجة يا فريده... وبعدين الحب ساعات بيجي مع العِشرة، المهم إنه يكون بيخاف ربنا فيكي."
فريدة ابتسمت ابتسامه صغيره وقالت
"بحسه بيحبني بجد، وبيهتم بيا بطريقة مش متعودة عليها، يعني مستغربه حبه واهتمامه"
إيناس سألتها باهتمام
"طب احكيلي عنه أكتر... بيشتغل إيه؟"
فريدة رفعت راسها وقالت
"بيشتغل مع تيم في نفس الشغل اللي هو فيه، وبيقول إنه بيحبه وبيثق فيه."
إيناس أومأت وقالت
"وعيلته؟"
فريده قالت بصوت هادي
"هو وحيد... عايش مع باباه ومامته "
إيناس رفعت حواجبها
"يعني مفيش إخوات؟"
فريدة هزت راسها
"لاء مفيش"
إيناس سألتها اسأله عاديه وفريده كانت بترد ببساطه
إيناس قالت بابتسامة دافيه
"هو انسان كويس فعلا، ربنا يوفقكوا يارب."
فريده قالت بنبرة فيها تردد
"هو قالي أكلمكوا، علشان يجيب أهله وييجي يعني."
إيناس قالت بابتسامة هادية
"المهم إنتي يا فريدة عايزة إيه، إحنا مش عايزين غير راحتك، وهما طبعًا ييجوا في أي وقت"
فريدة تنهدت بهدوء، وفي عينيها لمعة صغيرة من الارتياح، وحست أن قرارها صح
إيناس ضحكت بخفة وقالت وهي بتبصلها بفخر
"كبرتي يا فريده وهتتجوزي"
فريدة ابتسمت وقالت
" سُنة الحياه "
إيناس حضنتها
" المهم تكوني مبسوطه يا حبيبتي"
عند محمد
كان قاعد على الكنبة متسمر قدام الموبايل، ووشه باين عليه القلق، بيرن على ياسمين للمره الالف بس هيا مش بترد، ودماغه مشغوله بس بفكرة إنها ممكن تكون ناوية تنفذ تهديدها وتختفي.
جت أمه وقالت بصوت عالي وهيا مكشره
"إيه يا محمد؟! إنت لسه قاعد كده؟ البت دي لسه بره؟! أنا قلتلك ألف مرة دي ما تتأمنش، دي تجيب العار! الله يسامحك ع النسب ده"
كملت بقرف
"من يوم ما دخلت البيت وخربته، أنا لو مكانك أقفل الباب وراها بالمفتاح، وأقولها روحي مطرح ما جيتي، هتفضلوا طول عمركوا كده؟! تهددك وتقل ادبها علينا، سيبك منها وانا هجوزك ست ستها"
مكنش مركز معاها، كان بيرن ومصمم لحد ما ترد، وأخيرًا ردت عليه وهيا بتقول بصوت بارد
" نعم، بترن ليه؟"
قال بلهفه
" ياسمين، اخيرا، مش بتردي ليه؟"
قالت ببرود
"أنا قولتلك خلاص، حكايتنا انتهت"
قال بسرعه
"إنتي فين يا ياسمين؟ بطلي هبل بقا"
صوتها فضل ثابت وهادي وهيا بتقول
"دي حاجة متخصكش، أنا استغنيت عن أهلي عشانك مره وانت مستغنتش، بالرغم إني قلتلك بس خليهم يطلعوا فوق، لكن انت مضحتش عشاني زي ما أنا عملت، يبقى انت متلزمنيش."
محمد حس قلبه بيتقبض وقال بنبرة فيها رجاء
"هعملك اللي إنتي عايزاه، بس ارجعي."
ردت بسرعه
"تمام، وأنا مستنياك، يا تختارني، يا تختارهم، دلوقتي أنا بحطك في نفس الاختيار اللي حطتني فيه من فتره، فاكر؟ بس أنا اخترتك إنت ساعتها، دلوقتي دورك."
وسكتت لحظه قبل ما تقفل الخط في وشه، وبعدها قفلت فونها عشان ميرنش تاني
عند سالي
سالي كانت قاعده بتذاكر لياسين، وفي وسط تركيزها صابرين دخلت بخطوات سريعه ونظرات حادة، بصت لياسين وقالت بنبرة مختصره
"قوم يا ياسين يا حبيبي خد بريك على ما اقول لماما حاجه"
ياسين خرج بفرحه وصابرين وقفت قدام سالي وقالت من غير مقدمات
"فريدة مش هتدخل البيت ده تاني."
سالي رفعت عينيها بصدمه
"إيه؟ ليه؟!"
صابرين شددت كلماتها كأنها بتحط خط فاصل
"مش هسمح بوجودها هنا تاني، وهحجزلِك على أقرب طيارة تسافري لجوزك، الموضوع منتهي."
سالي سألتها باعتراض واضح
"ماما... انتي بتتكلمي بجد؟!"
صابرين بصتلها ببرود، عينها ثابته ومفيش فيها أي تردد
"بكل جد، والقرار مش للنقاش."
سالي حاولت تفتح بقها تاني بس صابرين رفعت إيدها تقطع أي محاوله
"قولت مفيش كلام، حضري نفسك."
خرجت من الأوضة بنفس الحدة اللي دخلت بيها، وسابت سالي قاعدة مكانها مش فاهمه هيا مالها وفي ايه، وليه القرار ده.
بعد كان يوم مثلا
سالي كانت قاعدة في أوضتها بتحاول تتصرف علشان تفضل في مصر اطول فتره ممكنه، لازم الاول تحل اللغز اللي شاغلها من سنين، وبعدها ممكن تسافر، فونها رن فردت بلهفه
" الو؟ ايه الاخبار؟ عرفت حاجه"
جه الصوت من الناحيه التانيه هادي
" البنات مفيش ليهم اي اثر، اختفوا"
سالي سألت باستغراب
"إيه؟ إزاي يعني اختفوا؟!"
قال
"محدش يعرف هما راحوا فين، وأهاليهم فتحوا محاضر، لكن الغريب إن المحاضر دي اتقفلت بسرعه، بس لسه محدش يعرف حاجه عنهم، وكأن مكانش ليهم أي وجود"
سالي مسكت الموبايل بأيدين بتترعش وقالت
"يعني مش هتعرف نوصلهم، أو نعرف ايه حصلهم؟!"
قالها بهدوء
" معتقدش، مفيش اي حاجه ممكن توصلك بالبنات لاني زي ما قولت، اختفوا"
قالت وهيا بتحاول تكون هاديه
" تمام، شكرا يا احمد"
قفلت معاه ورنت على فريده بس فونها لسه مقفول، بس هيا عايزه توصلها، توصلها ازاي لازم تعرفها علشان يتحركوا وميضيعوش وقت، لازم تتحرك ويشوفوا هيعملوا ايه، بس لسه في فكره في دماغها بتخططلها من كتير
تاني يوم
سالي قعدت تترقب لحظة خروج صابرين من البيت، أول ما شافت عربيتها بتبعد عن البوابة، قامت بسرعة وراحت على أوضة باباها.
دخلت بهدوء، قربت منه وهي بتقول بصوت حنون
"بابا، يا رب تكون أحسن النهارده."
قعدت جنبه ومسكت إيده وبصتله بتركيز
"بص، أنا هركب لك الجهاز ده تحت صباعك، وهسألك شوية أسئله، يمكن تكون عارف الإجابة، لو الإجابة آه اضغط مرة، ولو لاء اضغط مرتين، بس هضطر أشيل الجهاز بعدين، عشان ماما متاخدش بالها إني بحاول أعالجك طبيعي."
طلعت الجهاز وركبته تحت صباعه برفق وهي عينها عليه.
"حرك صباعك يا بابا لو سامعني."
حرك صباعه وضغط مره واحده
سالي حست براحه وقالت
"الحمد لله"
سالي خدت نفس عميق وهيا بتحاول تجمع كل الأسئلة اللي مخزّناها من فترة.
بصتله وقالت بهدوء وهي بتحاول تسيطر على صوتها
"بابا... إنت تعرف ماما ليه مانعة أي بنت تدخل البيت؟"
ضغط مره واحده
سالي قالت بسرعه
"تيم السبب؟"
ضغط مرة واحدة تاني.
سكتت لحظه وبعدين سألته بهدوء وهيا أدركت أنه عارف كتير اوي
"تعرف البنات اللي دخلوا هنا قبل كده اختفوا فين؟"
ضغط مرة واحده، الأمل بدأ يدب في قلبها
سألت
"ماتوا طيب؟"
ضغط مرة واحده
الصدمة بدأت تكبر جواها...إزاي؟ وليه؟
سألته تاني وهيا نفسها أنه ينفى اسألتها الجايه
"طب مين اللي موتهم… تيم؟"
ضغط مرتين، اتنفست براحه وبعدين سألت تاني
"ماما؟"
ضغط مرة واحده بس هيا سألته تاني
" ماما اللي قتلتهم؟!"
ضغط مره واحده، اتجمدت مكانها وحسن بصدمه حقيقيه
"مش معقووول..."
سكتت ثواني تحاول تستوعب، وبعدين قالت بصوت مبحوح
"بس ليه؟ وإزاي؟ إيه السبب يعني... بابا، تعرف؟"
ضغط مرة واحدة.
دموعها لمعت وهيا بتسأله
"طب...عملت فيهم إيه؟ وليه أصلاً؟ إيه السبب؟"
فضلت لحظة ساكتة وبعدين قالت بنبرة شبه مرتجفة
"طب، تيم يعرف السبب اللي قتلت البنات دول بيه؟"
ضغط مرتين، شهقت وقالت
"إزاي؟... تيم يعرف كل حاجة عنها إزاي يا بابا؟"
بصتله بحيره وهيا بتقول
"وأنت... إزاي عرفت كل ده أصلاً؟"
سالي حست انها فتحت باب جهنم ومش هتقدر تقفله، بصتله وقالت بصوت متوتر
"ليه ماما تعمل كده؟ أنا عايزة أعرف، البنات دول أذوها طيب؟"
ضغط مرتين، سالي اتنهدت بسرعة وقالت
"طب ليه تعمل كده يعني؟ ليه تقتلهم... وإزاي؟ وليه البنات دول مدوروش عليهم كفاية وطنشوهم، معقول وراها ناس كبيرة وبتشتغل تبعهم؟"
ضغط مرة واحدة.
سالي شهقت بصوت مسموع، لسه بتحاول تستوعب الكلام، دماغها بتلف بصدمه وحست أن دماغها كبيره، ازاي، فجأه الباب اتفتح بقوه ودخلت صابرين بخطوات سريعه....
يتبع................
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا