القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليتني لم أحبك الفصل الحادي وعشرون 21بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات

رواية ليتني لم أحبك الفصل الحادي وعشرون 21بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات

 



 رواية ليتني لم أحبك الفصل الحادي وعشرون 21بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات


 


الفصل الواحد والعشرون



________


بهدوءٍ خانق، فتح باب المنزل، وأشار لها بالدخول دون أن ينطق، صمته كان أشد من الصراخ... تبعها بخطوات ثابتة كمن يخطو نحو قدر محتوم، وما إن أُغلق الباب حتى التفت إليها، ليجد دموعها تنساب على وجنتيها !!!


سألها سمير بصوت منخفض لا يخلو من الجفاء :

– بتعيطي ليه ؟؟


همست وهي بالكاد تسيطر على نبرتها المرتجفة :

– زعلانة على تيا.....وعلى الفرح اللي باظ


رد عليها بسخرية جارحة :

– وفري دموعك، هتحتاجيها في حاجة أهم


رفعت رأسها بسرعة، وسألته وقد تراجع حزنها خلف جدار من القلق :

– نعم ؟؟


كررها بنفس السخرية التي طعنتها دون رحمة :

– بقولك وفري دموعك.....هتحتاجيها في حاجة أهم


ارتجف قلبها، وتمنت في داخلها أن يكون ما فهمته خطأ، سألت بصوت بالكاد خرج منها :

– سمير.....انت تقصد إيه ؟؟


لم يجب، بل جذبها من يدها بقوةٍ أوجعتها، عيناه تشعان بغضبٍ يشبه النار التي اشتعلت تحت رماد الأيام الماضية، ذاك الهدوء الذي يسبق عاصفة لا ترحم


تأوهت بألم، تحاول سحب يدها المرتجفة منه، قائلة :

– آآه.....بتوجعني....


شد عليها أكثر، قائلاً بقسوة :

ما هو ده اللي أنا عاوزه، أوجعك، زي ما وجعتيني، بقى حتت بت زبالة زيك، كانت هتضحك عليا، وتلبسني فيها وانا اللي احاسب على مشاريب غيري !!


همست وهي تبكي بصوت مبحوح :

بس....بس انت قولت انك سامحتني


نظر إليها بنظرة باردة كالموت وقال بسخرية :

كدبت.....كدبت زيك بالظبط، لتكوني زعلتي ولا حاجة اني كدبت عليكي لا سمح الله، قال اسامحك قال ليه حد قالك مختوم على قفايا عشان اقبل بواحدة و......زيك


لم تجد ما تقوله، إلا كلمة خرجت منها كأنها آخر طوق نجاة : – طلقني....


ضحك بسخرية، ثم دفعها عنه كأنها شيء ثقيل يُلقيه من قلبه :

دخول الحمام مش زي خروجه يا حلوة، ورحمة أمي وأبويا، البيت ده هيبقى سجنك، ومن النهاردة رجلك ما تعديش بابه... ولا تحلمي تخرجي منه


انكمشت على نفسها، تبكي بحرقةٍ لم تعرفها من قبل، شهقاتها تتصاعد كأنها تحاول إقناع الحياة بأنها لم تعد تحتمل، لكنه صرخ غاضبًا وقد ضاق بها :

– بطلي زفت عياط


زفر وهو يداري اضطرابًا داخليًا يأبى أن يعترف به، ثم أردف بحدة :

– غوري من وشي، عندك كذا أوضة، اختاري واحدة ونامي فيها، وحذاري تقربي من أوضتي، انا بقرف أنام جنب الزبالة اللي من عينتك الرخيصة، ولا بلمس حاجة غيري استخدمها



لم تنظر إليه، فقط همست بكلماتٍ مختنقة :

– انت مش فاهم حاجة


رد عليها بقسوةٍ أكثر، كأن الرحمة قُتلت في قلبه :

– ومش عايز أفهم، كفاية اللي فهمته....فهمت انك رخيصة


ثم دار ظهره، واختفى في عتمة الغرفة، تاركًا خلفه روحًا تنكسر بصمت، جلست على الأرض، ضمت قدميها إلى صدرها، وعيناها لا تجفان، كأن الحزن قرر أن يسكنها للأبد، وكل ما استطاعت أن تهمس به من أعماقها :

يااااارب.....

.........

صرخة مذعورة انطلقت من بين شفتيها المرتجفتين، مزقت سكون المكان كما تمزق الرصاصة نسيج الجسد


شهقت بخوف، وهي ترى فريد يضغط على يدها بقوة، ملامح وجهه تنبض بالألم، يتصبب عرقه، وعيناه تبحثان عنها وكأنها الملاذ الأخير


تجمدت أنفاسها وهي تلمح جواد، وجهه مغطى بالدماء، يتنفس بصعوبة، بالكاد يقف....وفي يده المرتجفة، كان السلاح مصوّبًا نحو فريد، ثم دوى صوت الطلق الناري !!!


تراجع جسد فريد بخطوة، ثم ركع على ركبتيه، الألم ينهش جسده !!!


أسرعت إليه، تهوي بجوار جسده المنهار، تمسك بوجهه بين كفيها المرتعشتين، والدموع تهطل على وجنتيها، وهي تردد اسمه بخوف ينهش قلبها :

– فريييد...


ابتسم لها بشحوب، وصوته بالكاد يُسمع وسط خضم الألم :

امشي من هنا بسرعة، وخدي الكاميرا من جوه، الحيوان كان بيصورك


حركت رأسها بنفي هستيري، تشهق من شدة بكائها، وصوتها مشروخ من الخوف :

لا، انت هتخرج معايا، مش هتسيبني، صح يا فريد مش هتسيبني لوحدي


أمسك يدها بقوة، نظر في عينيها، كأنما يُودِع فيها آخر اعتراف، وهمس بعشق :

بحبك


جحظت عيناها من الدموع، لا تدري ما تقول، لم يعد للعقل دور، قلبها هو من يتكلم، يرتجف من الرعب:

ما تسيبنيش...


كاد يغيب عن الوعي، شفتاه تنطقان بكلمة متقطعة، مُتعبة : م...مسمحاني


أومأت له بسرعة، قبلت يده المرتجفة، وقالت بدموع :

مش هسامحك لو سبتني لوحدي....خليك جنبي... .


ابتسم لها، ابتسامة حبٍ هادئة، ثم أغمض عينيه، وكأن النوم أخذه بلا وعد بالعودة


صرخت باسمه، هزته، بكت بصوتٍ عالٍ، كأن بكاءها سيعيد النبض لقلبه، ثم انتبهت فجأة، بحثت عن هاتفها، لم تجده، مدت يدها المرتجفة إلى جيب سترته، أخرجت هاتفه، ضغطت على رقم والدها المحفوظ في ذاكرتها، وما إن جاءها صوته حتى صرخت بانهيار :

باباااااااااااااااااا الحقني!!!!!

...........

بعد مرور بعض الوقت.......



كانت أجواء المستشفى تعج بالفوضى والخوف.....

أفراد العائلتين الزيني والنويري باستثناء سمير وهايدي اللذين قرر الجميع عدم اخبارهما، يركضون خلف أسِرّطة الإسعاف، كلاً منهم يحمل قلبه بين يديه



أحد المسعفين يدفع فريد الذي ينزف بغزارة، وآخر ينقل جيانا الفاقدة للوعي، وثالث يحاول السيطرة على جروح جواد الغارق وجهه بالدماء والكدمات


ما إن اتصلت جيانا بوالدها، وأخبرته باختصار ما حدث، حتى انطلق نحوها بجنون، برفقة عز وآسر. لم ينتظروا شيئًا….. كسروا الباب ودخلوا !!!


تجمّد أكمل في مكانه، عينه على جسد ابنته الملقى بجوار فريد الغارق في دمائه، وجواد ممدد بلا حراك، المشهد كان كفيلاً بتحطيم أي أب


أما آسر، فبعينٍ يقظة وعقلٍ لا يزال متماسكًا رغم الصدمة، مسح المكان بنظراته، وما إن لمح الكاميرا الموجهة ناحية السرير حتى التقطها دون تردد، احتضنها بيده، واتصل بالشرطة والإسعاف في الحال


أمام غرفة العمليات.....

الوجوه مشدودة، العيون مُثقلة بالدموع، الخوف مسيطر كليًا


لم تتحمل دولت أكثر، فانفجرت قائلة بصراخ غاضب :

لو ابني جراله حاجة، مش هرحمك يا أكمل، لا إنت ولا عيالك، ورحمة أبويا لهحسرك على عيالك واحد واحد لو ابني جراله حاجة واللي ما كملتوش زمان هكمله دلوقتي وهنهيك انت وعيلتك من على وش الأرض


لم يصمت اكمل، وكأنه هو الآخر على شفا حفرة من الانهيار : اتكلمي على قدك يا دولت، اكمل بتاع زمان مات، واللي قدامك دلوقتي هيحرقك ويدفنك حية لو شعرة من بناته اتأذت......سمعاني؟!


تدخل صلاح، بصوته الحازم يقطع الجدال بينهما :

كفاية، ده لا وقته ولا مكانه، خليهم يقوموا بالسلامة الأول، وبعدها نفهم كل حاجة منهم


سكن الصمت من جديد....الهواء ثقيل، يملأه الترقب


كان أيهم يتحرك ذهابًا وإيابًا كأنه يسابق الزمن، عيونه مشدودة على باب غرفة العمليات، القلق ينهش قلبه على ابن عمه، لا بل شقيقه، ودموع تيا التي تؤلمه اكثر


بعد وقتٍ مر كالدهر......

خرجت الطبيبة من غرفة جيانا، ملامحها هادئة، وعبارتها مختصرة :

الأنسة اللي جوه كويسة، لكن محتاجة ترتاح وتبعد عن أي ضغط نفسي الفترة الجاية


سارعت حنان بسؤالها، وصوتها يقطر قلقًا :

هي فاقت....!؟


حركت الطبيبة رأسها نفيًا :

لسه، بس حالتها مستقرة


بعد عدة أسئلة قصيرة من الجميع للاطمئنان، غادرت الطبيبة

أما فريد فكان لا يزال داخل غرفة العمليات

خرج الطبيب المكلف بحالة جواد، يطمئنهم :

عالجنا جرح راسه، والحالة مستقرة، لكن عنده ارتجاج خفيف في المخ، محتاج يفضل تحت الملاحظة، لكن لسه مش هيفوق دلوقتي، الف سلامة عليه


هدأ المكان قليلاً لكن الترقب، والقلق ما زال حبيس الصدور، فريد لم يخرج بعد من غرفة العمليات !!!!

..........

لم تمضِ دقائق على استيقاظها حتى انفجرت الذكرى في رأسها، كأنها تنهض من الحلم على صدمةٍ موجعة، لم تعبأ برجاء الممرضات، ولا بمحاولاتهم لإقناعها بالبقاء للراحة

هي لا تريد الراحة.....هي فقط تريد أن تراه



دفعت الباب بخطى متخبطة، والقلق ينهش صدرها، تخرج وفي إثرها أصوات متداخلة، قلق ودهشة واعتراضات

وفي ذات اللحظة، خرج الطبيب، ولم يكن سوى طارق، ابن خالتها، ونظراته تقول ما لم يستطع قلبها احتماله :

احنا عملنا اللي علينا، بس للأسف حالته لسه مش مستقرة، دلوقتي دخلناه العناية المركزة، لأنه لسه متعداش مرحلة الخطر


انهارت الكلمات من فمه، فانهمرت دموعها وكأنها كانت تنتظر هذا التصريح لتنفجر، أسرعت إلى والدها، ترتمي في حضنه، يخرج منها صوتٌ مخنوق كأن روحها تُسلَب :

انا السبب يا بابا.....انا السبب !!!


بينما دولت، المشتعلة كبركان لا يعرف الهدوء، صرخت وهي تندفع نحوها، تريد قتلها :

هقتلك


لكن محمد وقف حاجزًا، يصرخ بها وقد بلغ منه الغضب :

اخرسي بقى، لا ده وقته ولا مكانه، انتي في إيه ولا في إيه، اسكتي بقى وارحمينا


تجمدت دولت، تلتفت نحوه بكرهٍ متوحش، لكن أكمل لم يلتفت، كل ما يشغله الآن هو ما سمعه من ابنت

هل حقًا ما حدث بسبـبها ؟؟

أما آسر، فقد رأى الحقيقة.....رآها في الكاميرات بكل وضوح


لكن فجأة، دخل مدير المستشفى، قائلاً بصوته الحازم :

ده مستشفى مش شارع، خناقتكم العائلية دي في بيتكم في في هنا، المرضى محتاجين راحة لو مش واخدين بالكم


اعتذر له آسر باحترام، ليرد المدير بصرامة :

اتنين بس يفضلوا مع المريض، والباقي يروح، الزيارة الصبح


نظرت جيانا إلى والدها، بنظرة رجاء، يعرفهما جيدًا، وطلبت منه بصوتٍ مكسور :

عشان خاطري…..خليني جنبه انهارده يابابا !!!


حرك رأسه نافيًا، فظلت تتوسل له، حتى قال أخيرًا بحزم : قولت لا يعني لا


نظرت إلى جدها وتوسلته قائلة :

جدو


لكنه رد عليها بضيق قائلاً :

مقدرش اقنعه بحاجة، انا نفسي مش مقتنع بيها


تدخل أيهم قائلاً بهدوء :

انا موجود هنا، تقدر تخليها تستنى، واطمن عليها


ضحك أكمل بسخرية وقال :

وانت كده طمنتني، انت كده اتزفت قلقتني اكتر !!


ضحكت تيا بخجل، ورفع أيهم حاجبه يسألها بهيام :

عجبتك


أشاحت بوجهها خجلًا، ليعود أكمل يصرخ فيه بغضب :

عينك يا حيوان، بتبص فين؟!


رد عليه ايهم مدعيًا البراءة :

ايه يا حمايا، ليه الغلط بس، ده انا حتى هبقى جوز بنتك المستقبلي ان شاء الله


اشتعل أكمل غيرة، فصرخ عليه بغضب :

جوز جزم على دماغك يا زفت


رد عليه أيهم وهو يرمق تيا بهيام وحب :

مش هرد عليك، عشان خاطر القمر اللي واقف جنبك


لو كان في غير هذا المكان، لكان أكمل ضربه حتى فقد وعيه، لكن الغضب ظل يحرقه من الداخل، قبل ان ينطق بحرف ردد

حنان بتعب :

مش وقته يا اكمل




نظرت جيانا مجددًا إلى والدها، دموعها كالخنجر في قلبه،

فاستسلم أخيرًا، وسأل جدها عز بضيق :

سليمان فين ؟؟


رد عليه عز بضيق :

تحت


أخرج هاتفه واتصل به، ثم نظر بعيدًا قائلاً بحدة :

سليمان هيفضل معاكي هو والرجالة، الصبح تيجي البيت


ردد طارق بجدية :

أنا كمان هنا يا جوز خالتي، متخافش


أومأ أكمل له، ثم بدأ الكل بالانسحاب، لكن قبل أن يغادر، أمسكت جيانا بيده، نظرت له بنظرات ممتنة وهمست بحب :

أنا بحبك أوي…..شكرًا


ابتسم لها، لكن داخله كان يصرخ خوفًا......

خوفًا من أن تسير ابنته نفس الطريق…..

أن تُلدغ من نفس الجرح….وهو، لن يسمح بذلك مجددًا


نظر لجميع افراد عائلته، ثم قال بهدوء زائف :

يلا خلينا نمشي


أما أيهم، فاقترب من محمد، وقال :

عمي، روحوا انتوا.....انا هفضل جنب فريد


بعد اصرار من ايهم غادر محمد وخلفه دولت، والشر يملأ نظراتها، تخطط، وتتوعد بكل سوء لأكمل وعائلته


أما أيهم، فوقف بجوار جيانا، قائلاً بهدوء، وهو ينظر لفريد من خلف الزجاج، الأجهزة تملأ جسده :

سامحيه، لأنه بجد يستاهل يتحب، فريد من جواه إنسان كويس، بس محتاج اللي يشده للنور، محتاجك أنتي....

انتي كل حاجة ليه، في الدنيا يا جيانا


لم ترد، فقط استمعت.......وصمتت


مرت الساعات حتى اشرق الصباح، كانت تتمنى أن تدخل، فقط لتراه، لكن طارق وطاقم التمريض رفضوا بشدة


جاءها سليمان قائلاً بتهذيب :

اكمل باشا قال اخدك البيت دلوقتي، يا هانم


زفرت بحرقة، قلبها ينهشها قلقًا

اقتربت من طارق، ترجوه بنظراتها، وهي تقول :

أنا عايزة ادخل اشوفه، خمس دقايق بس يا طارق، ارجوك


رد عليها بصرامة :

ماينفعش يا جيانا، حالته مش مستقرة، ممنوع الزيارات


ترجته كثيرًا، حتى، تنهد أخيرًا، واستسلم قائلاً :

روحي مع الممرضة، خليها تجهزك، خمس دقايق بس يا جيانا


ابتسمت بسعادة ودموعها تلمع في عينيها، شكرته بخفوت، ثم ذهبت مع الممرضة لتجهز نفسها، والآن…..ها هي تجلس على المقعد بجوار فراشه، نظراتها لا تفارق ملامحه الباهتة، ودموعها تنساب على وجهها في صمت مؤلم


مدت يدها المرتعشة تمسك يده المتعبة، وكأنها تتشبث بروحه قبل أن تغادر، وهمست بصوت منكسر :

عاوز تسيبني تاني، زمان سبتني سنين، ودلوقتي ناوي تسيبني علطول؟


شهقت بحرقة، تنفست بقهر، وتابعت كلماتها والدموع تخنقها :

انا عارفة....ان انا اللي كنت دايمًا بقولك امشي، ومش عاوزة أشوفك تاني، كنت بقولك إن قلبي ما بقاش يحبك، وإنك ما عدتش فارق....بس الحقيقة، الحقيقة إن ده صوت عقلي، مش قلبي.....قلبي طول الوقت بيرد، وبيقول لأ....انتي كدابة متقدريش تكوني مع غيره



توقفت لحظة، تُحكم قبضتها على يده كأنها تخشى أن تختفي :

انت يا فريد، الحاجة الوحيدة اللي ماعرفتش أنساها، ولا هعرف، عمري ما قدرت انساك، إزاي أصلاً هقدر انسى حد كنت بشوف الدنيا من عنيه، كأنك بنيت بيتك جوا قلبي، وأقسمت إنك تفضل ساكنه لوحدك


أخذت تنهيدة مرتجفة، ثم همست برجاء :

لو سبتني ومشيت تاني....عمري ما هسامحك، أبدًا


أسندت جبينها على ظهر يده، تبكي بصمت، تبكي وجعًا، كن فجأة، صوتٌ خافت وموجوع ارتجف في أذنها :

لو كنت أعرف إن الرصاصة هتخلي قلبك يحن عليا...

والله كنت عملتها، وضربت نفسي بالرصاص من من سنين


رفعت رأسها بسرعة، وعيناها تتسعان بذهول :

انت....انت فوقت؟!


ابتسم بتعب، وهمس لها بصوت خفيض متألم :

ايه؟ ماكنتيش عايزاني أفوق عشان ما تسامحينيش؟


ضحكت وهي تبكي، ودفنت خجلها في حركة خفيفة وهي تزيح شعرها خلف أذنها، فسألها بنبرة دافئة :

انتي كويسة ؟؟


ردت عليه بسعادة، ووجهها مبلل بالدموع :

دلوقتي بس.....


رغم شحوبه وإرهاقه، ابتسم ابتسامة صادقة، وقال بسعادة ظاهرة :

محدش في الدنيا دي مبسوط قدي دلوقتي...وأنا شايفك قدامي، يا جيانا


خجلت من كلماته، وهمت أن تنهض، لكنه أمسك يدها بوهن، هامسًا لها برجاء :

خليكي بس شوية، خلي قلبي يطمن انك بخير  وعيوني تشبع منك


ارتجفت عيناها، ثم انفجرت في بكاء جديد، تذكرت كل ما مر، نظر إليها بقلق وسألها بصوت خافت قلق :

بتعيطي ليه ؟؟


ردت عليه بحزن وهي تخفض وجهها للأرض، تبكي :

بسببي…...


لم تستطع أن تُكمل، لكن صوته جاء يحمل كل الحب، رغم ضعفه :

بقيت كويس، وحتى لو هموت، عمري كله فداكي، يا جيانا


رفعت عينيها نحوه، ونظر إليها، لثوانٍ طويلة....تلاقى فيها الألم مع الندم، والحنين مع الذكرى، والعشق الذي لم يمت أبدًا رغم السنين


سألها بصوت محمل بكل ما لم يُقال :

سامحتيني ؟؟


ارتبكت، وكأن سؤاله أعادها إلى كل شيء كانت تحاول الهروب منه !!

ابتعدت بخفة وتوتر، وقفت فجأة قائلة :

لأ !!!!!


سألها فريد بقلق :

لأ ايه يا جيانا


لم تُجبه، خرجت من الغرفة تنادي الطبيب، تهرب من المواجهة، تهرب من ضعفها......تهرب من الإجابة


زفر فريد بحزن، خيبة جديدة تعانق قلبه المنهك


دخل الطبيب، فحصه سريعًا، سُجلت أقواله وبعد دقائق، اتضح كل شيء


فريد كشف ما حدث لجيانا......

صمتٌ ثقيل سيطر على الغرفة، ليصدر أمر رسمي بالقبض على جواد، لكن المفاجأة؟

جواد اختفى، كأن الأرض انشقت وبلعته، ولم يعلم أحد إلى أين ذهب !!!!!!

..........

مضت عشرة أيام تحسنت خلالها حالة فريد بشكل ملحوظ، أما جيانا فقد حُرمت من رؤيته بأمر صارم من والدها، فكانت تكتفي بالاطمئنان عليه من خلال طارق، ابن خالتها

عرفت فقط أنه غادر المستشفى منذ خمسة أيامء ثم انقطعت أخباره بعدها !!!



أما هو، فكان بداخله نار تشتعل، ألمٌ نادم، وشوق مر، وحنين لفرصة غفران من امرأة سكنته رغم كل شيء


أما أيهم، فكان لا يكل عن الذهاب يوميًا إلى أكمل طالبًا يد ابنته، لكن الأخير لم يتغير، إما يرفضه، أو يطرده بقسوة


بينما هايدي تقضي أيامها حبيسة غرفتها بعد أن سافر سمير في مهمة خارج البلاد، لم تتحدث، لم تشتكي، فقط انسحبت من كل شيء كأنها تؤدي ما فُرض عليها دون روح


أما أكمل، فلم يتوقف عن ملاحقة جواد الذي ما زال مختفيًا، كأن الأرض ابتلعته !!!!!

.......

بعد إلحاحٍ شديد من جيانا لوالدها، وافق أخيرًا على عودتها للعمل، وبناءً على طلبٍ خفي من آسر، خرجت دون حراسة دون أن تدري أنها كانت مراقبة


خرجت من البناية، لا تدري أن زوجًا من الأعين يتربص بها، يراقب كل حركة، يبتسم بتصميم ومشاكسة، وما إن فتحت باب السيارة، حتى شعرت بيدٍ قوية تمسك يدها وتكبلها بالأصفاد !!!!


نظرت للفاعل بذهول، انه هو !!!!!

فريد يقف امامها، ينظر إليها بعينين فيهما عبث ولهفة


رددت بصدمة وهي ترفع يدها المقيدة مع يده بالأصفاد :

ايه ده.....؟؟


رد عليها فريد بابتسامة مرحة :

زي ما انتي شايفة.....كلبش !!!!!


رددت جيانا بضيق وهي ترفع يدها :

فك البتاع ده يا فريد


ابتسم ثم قال بجرأة محببة :

بشرط، بس تقولي انك مسمحاني.....ولسه بتحبيني


حدقت فيه مذهولة، فتنهد وتابع بسعادة :

لو ماكنتش حاسس انك لسه بتحبينيؤ وان لسه فيه امل انك تسامحيني، ونكون لبعض مكنتش جيت لحد عندك دلوقتي وعملت كده يا جيانا


أشاحت وجهها بعيدًا وقالت بتهرب :

عندي شغل، ومش فاضية للعب العيال ده


ابتسم بعين حزينة وقال :

فين لعب العيال ده يا جيانا، كل اللي بعمله اني عاوز نخرج بره المتاهة والحزن اللي احنا فيه ده، مش عاوز سبع سنين تانين يضيعوا من عمرنا، مش عاوز العمر يجري بينا في حزن ووجع


ردت عليه بعيون دامعةوحزينة :

مش أنت السبب


حرك رأسه قائلاً بندم :

ايوه أنا السبب، بس توبت، واتعذبت في بعدك سنين، ربنا بس اللي عارف وشاهد اني دلوقتي، بعدت عن كل القرف ده واتغيرت، مش عشانك بس، لأ، عشان نفسي، عشان قرفت من المستنقع ده كله، عشان خسارتك كانت اكبر حاجة فوقتني


تنهد وقال بحنين :

فاكرة لما قولتيلي زمان  لو هتتغير يبقى تتغير عشان نفسك مش عشاني د، لو اتغيرت عشاني معنى كده انك هتتغير لفترة مؤقتة وهي لحد ما توصلي، الواحد بيتغير عشان هو بيبقى عاوز كده مش عشان حد


نظرت إليه بدموع، ليبتسم وهو يردد برضا :

انتي كنتي صح، وده اللي انا بعمله دلوقتي، بتغير عشان نفسي يا جيانا عشان مش حابب ابقى كده، انا لأول مرة في حياتي احس اني مرتاح، وعملت حاجة صح، بس عمر راحتي ما هتم طول ما انتي بعيدة عني، ولا انتي راحتك هتكون وانا بعيد عنك اعترفي بكده !!



أشاحت وجهها ولم ترد، فأمسك وجهها بلطف وقال بنبرة هادئة، عاشقة :

بحبك يا اللي معرفتش يعني ايه حب ومرمطة غير على ايدك


ضحكت بخفوت، فارتسمت السعادة على وجهه، لترد عليه ببرود مصطنع :

على فكرة، انا اتأخرت ع الشغل، ووقفتنا في الشارع كده غلط


تمتم فريد بغيظ منها :

أقسم بالله بت فصيلة


نظرت له بحدة زائفة وسألته :

بتقول حاجة ....؟؟


رد وهو يلاعب حاجبيه بمشاكسة :

بقول يلا أوصلك


رفعت يدها وقالت بحدة :

فك الزفت ده


حرك رأسه باستفزاز قائلاً :

تؤ تؤ


نظرت له بغضب فابتسم، ثم دخل سيارتها وسحبها معه، كانت تتنهد بضيق، وهو يقود السيارة المكشوفة، يدندن بمرح، فابتسمت رغمًا عنها، لكنه رأها، واخذ يصفر بسعادة، مشاكسًا اياها !!!!!!

........

عند وصولهما الجريدة، دخل معها دون أن يبالي بنظرات أحد، أما هي فكانت تشعر بالحرج الشديد، قابلت هند التي لم تخفي نظرات الغل المعتادة منها


رددت هند بسخرية :

ايه يا جيانا، كل ده غياب عن الشغل، ولا عشان جوز خالتك صاحب الجريدة تغيبي براحتك


ردت عليها جيانا بجمود :

اه زي ما قولتي دلوقتي يا هند، شغل واسطة بقى، وطلعيني من دماغك، عشان لو حطيتك في دماغي، والله ما تلاقي جريدة تشغلك، وانتي عارفة لما اقول بعمل


دفعتها بكتفها أثناء مرورها، فجزت الأخرى على أسنانها بغيظ، ليقول فريد بمرح :

باين عليها بتحبك اوي


ردت عليه جيانا بسخرية :

اوي، من أيام الجامعة وهي بتغير مني وانا هي مض بنطيق بعض خالص


ضحك بخفوت قائلاً بغزل :

عندها حق، ما هي العين ماتحبش الأجمل منها


شعرت بالخجل لكنها اخفت ذلك، ودخلت مكتبها قائلة بضيق :

فك البتاع ده، عندي شغل مهم.....كفاية هزار لحد كده


رد عليها باستفزاز قائلاً :

تؤ


سحب كرسيًا وجلس جوارها، كانت تجلس خلف مكتبها، غارقة في العمل، أناملها تتحرك فوق لوحة المفاتيح بسرعة وثقة، وملامحها مشدودة بالتركيز، لا ترى شيئًا خارج إطار شاشتها…


أما هو، فجلس بجوارها، لا يحرك ساكنًا، يكتفي بالتأمل

كل حركة منها كأنها لوحة، كل التفاتة، كل همسة، كل مرة ترفع فيها رأسها لترد على أحد العاملين بجديتها المعتادة… كانت تسرق أنفاسه


يراقبها بصمتٍ مهيب، يرى أمامه امرأة نضجت، نبتت من وجع ووقفت على قدميها من وسط رماد......

يراها الحُلم الذي تحدثت عنه يومًا، يتحقق أمامه دون أن تحتاج أحدًا، دون أن تنتظره


يرى ملامح القوة في صوتها، والثقة في كلماتها، والدهشة في أعين من يتعاملون معها

كان فخورًا وسعيدًا.....ومذهولًا، وكأن قلبه يهمس له هذه التي كنت سببًا في كسرها، نهضت وحدها !!!



كل ثانية تمر وهو بجوارها كانت تؤكد له أنها ليست فقط المرأة التي يحبها.....بل المرأة التي يتمنى أن يُحبها


دخلت نادين، وقالت دون ان تطرق الباب :

جيجي ال......


توقفت عن الحديث مصدومة، ثم قالت بغضب :

انت بتعمل ايه هنا !!!


رد عليها فريد وهو يرفع يده بالأصفاد قائلاً بابتسامة :

زي ما انتي شايفة يا نادين


نظرت نادين إلى جيانا وسألتها بحدة :

اوعي تكوني سامحتيه بعد كل اللي عمله


رد عليها فريد بغيظ :

نادين، خليكي محضر خير يا ماما


ردت عليه نادين بغيظ وغضب :

ما كنت محضر خير يا اخويا الأول، وكنت مفكراك موسى طلعت فرعون، متستاهلهاش


استمرت المناوشات بينهما، فانفجرت جيانا بهما، فأخرجت نادين، ونظرت له بغيظ !!!


جلس فريد ببرود، وهي عادت لعملها، وبعد فترة جمعت أشياءها استعدادًا للرحيل، فسألها فريد :

خلصتي شغلك؟


أومأت له قائلة :

ايوه


أمسك يدها وجذبها معه، قاد السيارة وهي بجانبه، صمتٌ يلف المكان، فشغل الإذاعة، بدأت الموسيقى تتسلل بهدوء....اغنية حملت كل ما لم يقال

أغنية كانت بمثابة اعتراف، صرخة حب، رسالة غير مباشرة

تعالي هنا، بقولك إيه 🎶

قلبي إزاي كده ريحتيه

عارفة بحس معاكي بإيه....حياة 🎶

طمنتيني على عمري

يا هديتي على طول صبري

كفاية اسمي....صوتك حلاه 🎶


تسارعت أنفاسها، اغمضت عينيها لحظة وهي تشعر بالكلمات تسري في عروقها :

وفيكي، سيبيني شوية....أحب أنا فيكي 🎵

عمر واحد مش هيكفيكي، أحبك فيه......بحبك


في لحظة صامتة، مد يده وأمسك يدها، شبك أصابعه بأصابعها بهدوء، دون أن ينتظر إذنًا، ولم تسحبها او تعترض :

وليالي عارفة.....أما بشوفك كده جيالي

أول حاجة بتيجي فبالي، بقولك ايه.....بحبك 🎶


نظرت له بعينين مهزوزتين، لكنه كان ينظر للأمام، كأنه يهرب من عينيها، ويقول كل شيء من خلال الأغنية :

قربك مني بيدفي 🎶

خلي إيديكي على كتفي.....شكلك حلو أوي في حضني


قلبها لم يعد يحتمل، توردت وجنتيها بحمرة قاتنة

لكنه فجأة، وقبل أن يغير سرعة السيارة، رفع يدها إلى

فمه....وقبلها، قبلة خفيفة، صادقة، عاشقة :

وفيكي، سيبيني شوية....أحب أنا فيكي

عمر واحد مش هيكفيكي، أحبك فيه....بحبك 🎶


كانت لحظة نادرة، لحظة لم يخترها أحدهم، بل اختارتهم هي

لكن القدر كان له رأي آخر، فجأة، وبدون أي مقدمات…..

مرت بجانبهم سيارة سوداء، سرعتها غريبة، تحركاتها أقرب للمطاردة من للمرور العادي


نظر فريد في المرآة الجانبية، ثم إلى جيانا، وعيناه تمتلئان بالقلق، سألته بخوف وهي تلتفت :

ايه اللي بيحصل ده ؟؟



السيارة بدأت تنحرف يمينًا ويسارًا، تحاول الاصطدام بهما تقصدهم، رأى بوضوح من خلف الزجاج رجلين ضخمين، ملامحهما عدوانية، يحمل أحدهم سلاحًا واضحًا


التفت إليها فريد على الفور قائلاً بحدة :

العربية فيها سقف بيتقفل، صح....؟!


أومأت برأسها بسرعة وهي تضغط على الزر، ليغلق السقف فوقهما بلحظة


ناولها المفتاح بسرعة، وقال بصوتٍ حاد :

فكي الكلبش وانزلي تحت الكرسي فورًا


كادت ان تعترض لكنه قاطعها قائلاً بحدة نابعة من خوفه عليها :

اسمعي اللي بقول عليه


صوت غضبه كان كفيلًا بأن يسكت كل صوت داخلها

نفذت ما قال، أزالت الأصفاد، وانزلقت إلى الأسفل، تحاول أن تختبئ قدر ما تستطيع، لكن السيارة الأخرى اعترضت طريقهم فجأة !!!!


ضغط فريد على الفرامل بقوة، ترجل من السيارة، نظر إليها وأمرها بصرامة :

اقفلي الباب عليكي ومتفتحيش مهما حصل، سمعاني مهما حصل يا جيانا


أومأت له بيد مرتجفة، أغلقت الباب، ووضعت يدها على فمها تحاول كتم صرخة كانت على وشك الخروج


كان الموقف مرعبًا…..الخارج مثل ساحة معركة

اتجه فريد مباشرة نحو المهاجمين دون تردد، تبادل معهم الاشتباك، تفادى ضربة، ووجه أخرى، انتزع السلاح من يد أحدهم، ثم أطلق النار على ساقه، ثم على ساق الآخر

صرخا معًا، وسقطا أرضًا.....!!!


ركضت جيانا خارجة من السيارة، وقلبها يكاد يتوقف.

رأته يصوب السلاح على رأس أحدهم، صوته كان حادًا قاتلًا :

مين اللي باعتكم ؟؟


تردد أحدهم، لكنه لم ينطق، فأطلق فريد رصاصة أخرى على قدمه، فصرخ الأخير من الألم قائلاً :

منعرفش، الأوامر جت من بعيد، اتقالنا نخلص عليها وبس


التفت فريد إليها بقلق، يفكر من هذا الذي يريد قتلها، والتخلص منها


هي الأخرى بدت كأنها فهمت، رفعت حاجبها، وسألت بصوت غاضب :

حامد صفوان هو اللي باعتكم؟


رد عليها الرجل بألم :

معرفش….والله ما نعرف حاجة


صمت، نظراته لها تغيرت.....

كأنها لأول مرة يقف أمام امرأة لا يعرف عنها إلا السطح، بينما الخطر يحيط بها من كل اتجاه، كيف فرط بها، كيف خانها، كيف جعل الأمور تصل بينهما إلى هذا الحد، كل يوم يعرف عنها شيئًا !!!!

الخوف لم يكن على نفسه

كان خوف فقدانها


اخرج هاتفه، اتصل بأحد رجاله، وخلال دقائق، وصل رجاله، أخذوا المهاجمين، وبقي هو واقفًا


كانت جيانا صامتة، تتابعه بنظرات مختلفة، مشوشة…

عيناها تتذكر اللحظة....اشتباكه....حمايته....خوفه عليها

قلبها اخفق بطريقة مختلفة للمرة الأولى منذ سنوات


ثم فجأة، ومن أعماقها، خرج صوتها هادئ، خافت، لكن كل ذلك لم يخلوا من نظرة ألم سكنت عيناها بسبب حالتهما :

انا كمان بحبك على فكرة !!!!!


تجمد في مكانه، يده لا تزال على جيب بنطاله، والهاتف لم يكتمل طريقه إليه

كلماتها سقطت عليه كالصاعقة، لكن بلا ألم….كانت زلزالاً


استدار برأسه ببطء، كأن الزمن توقف لحظةً بين الكلمة والرد، بين ما قيل وما يشعر به الآن

نظر إليها، وعيناه تحملان دهشة العاشق الذي انتظر، وخاف، وأحب رغم كل شيء.


عيناه ارتعشتا......لا بالدموع، بل بالخوف من أن يكون ما سمعه مجرد وهم، أو لحظة ضعف لن تتكرر

لكنه رآها واقفة هناك، تنظر إليه بذات الرجفة، بذات الصدق القديم


وحدها الحقيقة التي خرجت من فمها كسرت صمته، وهدمت كل جدار كان بينهما بسبب غبائه


لم تكن كلماتها اعترافًا…...

بل حياة نُفخت في قلبٍ ظن أنه انتهى من زمن

________


قفلت على حتة جامدة انا مش كده 😂♥️♥️

 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع