القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بعينيك أسير الفصل الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة

رواية بعينيك أسير الفصل  الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة 






رواية بعينيك أسير الفصل  الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة 




#الفصل_الواحد_والثلاثون

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

كانت ميان بالخارج تستمع للحديث الدائر بينهم تملك الغضب منها سرعان ما فتحت الباب و دخلت ميان عليهما بدون مقدمات


ابتعدت انجي بينما فارس بقى صامتاً ينظر لها بجمود و عدم مبالاه اقتربت منهما قائلة بنبرة رقيقة

تتمسك بذراع فارس و تقبل وجنته برقة :

حبيبي كويس اني لقيتك في مكتبك مش في العمليات انا خلصت محاضرات بدري و قولت اعدي عليك نروح سوا


صدم من فعلتها لكنه بقى على هيئته بينما كورت انجي قبضة يدها بغل و حقد خاصة عندما التفتت ميان لها قائلة ببرود و تهكم :

انجي انتي هنا مخدتش بالي منك خالص ، مقولتليش بتعملي ايه هنا


ردت عليها انجي بسخرية :

مكتب ابن خالتي و من حقي ازوره في اي وقت ، إلا بقى لو انتي عندك اي اعتراض ، غيرانة مثلاً على فارس مني


ضحكت ميان بخفوت قائلة بسخرية :

غيرانة !!!


كان فارس يتابع الحديث الدائر بينهما في صمت سرعان ما تحول لغضب عندما لاحظ استهزاء ميان بأخر كلماتها


تابعت ميان حديثها بسخرية :

اغير منك انتي لأ بجد ضحكتيني ده انتي اخر واحدة انا ممكن اغير منها ، اصل هغير من ايه ما هو لو كان عايزك كان رجعلك من زمان


ردت عليها انجي بغل و تصنع التفكير :

بس فيه مثل كان بيقول ايه ، كان بيقول ايه يا انجي اه افتكرت ، بيقول القديمة تحلى و لو كانت وحلة


ضحكت ميان قائلة بسخرية :

وحلة ايه يا انجي عيب يا حبيبتي متقوليش على نفسك كده


قضمت انجي جلد فمها من الداخل بغل و حقد كبير بينما فارس بصعوبة اخفى ابتسامته دخلت احد الممرضات قائلة بجدية لفارس :

دكتور فارس محتاجين حضرتك تحت في الاستقبال


اومأ لها بصمت و قبل ان تغادر اوقفتها ميان قائلة بتهكم و هي تنظر لأنجي بسخرية :

استني لو سمحتي يا انسة وصلي المدام في طريقك لباب المستشفى اصلها جت ع المكان الغلط !!!


غادرت انجي برفقة الممرضة و هي تتوعد لها و تشعر بالغل و الحقد الشديد بينما ميان التفتت تنظر لفارس الذي كان كما هو يناظرها بجمود اقتربت منه تعطيه باقة الزهور قائلة باعتذار و هي تحني رقبتها :

فارس انا اسفه مكنتش اقصد اللي حصل


لم يأخذها منها بل لم ينظر لها من الأساس كل ما فعله ان ردد بجدية قبل ان يترك الغرفة و يرحل :

غيري هدومك لو جاية تتدربي اما لو لأ فانتي عارفة تروحي ازاي !!!!


شعرت بالحزن الشديد من فعلته تنهدت بحزن و ابدلت ثيابها لتباشر عملها و مهما حاولت الحديث معه يتجاهلها و لا يرد سوى بكلمات مقتضبة مر الحال بينهما هكذا لعدة أيام مهما حاولت لا يسامحها !!

.......

خرجت من المنزل بعدما نظرت لهيئتها للمرة الأخيرة فستان شتوي الجزء العلوي من الصوف الأزرق الثقيل نظراً لبرودة الجو بفصل الشتاء و الجزء السفلي منه مصنوع من الجلد الأسود رفعت شعرها الأعلى بكعكة جميلة تناسب منها بعض الخصل على وجهها اعطتها مظهراً رائعاً اكثر و بعض لمسات التجميل الخفيفة


لقد قامت والدة كارم بدعوتها على العشاء اليوم ما ان وصلت أمام باب الفيلا الخاصة به طرقت الباب لكن قبل ان يفتح وقفت بجانبها فتاة أول مرة تراها ترتدي ملابساً لا تليق بالمرة مع الحجاب الذي تغطي به رأسها !!!


فتح الباب و ظهر من خلفه كارم الذي ردد بابتسامة :

اهلا بالقمرات !!


نظرت له برفعة حاجب من تلقيبه بالأخرى بالقمر تساؤلات كثيرة دارت برأسها تتساءل من تلك و لما يدعوها هكذا دخلوا للداخل فمسك كارم بيد سمر قائلاً بابتسامة :

اعرفكم ببعض همس متربين سوا من زمان و دي سمر بنت خالة فارس نعرف بعض بردو من واحنا صغيرين


نظرت لها همس بابتسامة صفراء بادلتها الأخرى بمثلها بينما كارم كان يبتسم بزاوية شفتيه و هو يلاحظ تغير همس و علامات الضيق المرتسمة على ملامح وجهها و هي تنظر ليده الممسكة بيد سمر !!


قادتهم والدته لغرفة الطعام و لم تتوقف عن القاء نظرات غاضبة تجاه كارم الاحمق لقد قامت بدعوة همس ليتقربوا من بعضهم ليقوم هو بدوره بعزيمة سمر التي لم تحبها يوماً و منذ سنوات و هي تحاول الايقاع بكارم ليتزوج بها !!


طوال العشاء لم يتوقف كارم عن الحديث مع سمر متجاهلاً همس تماماً حتى بعد ان خرجوا للصالون ظل ملازماً لها


كانت تجلس تنظر إليه و هو يتحدث مع تلك المائعة كما اطلقت عليها و كيف يضحك الاثنان سوياً كارم يتجاهلها تماماً منذ ان جاءت لم يحدثها سوى مرة او اثنان فقط !!!!


دخلت والدته لتصلي العشاء و طلبت منها انت تنتظرها لكنها لم تستطع ان تبقى و تراهما هكذا قضمت شفتيها من الداخل بغيظ و غيرة 


قادتها قدمها للحديقة تتمشى بها حتى توقفت امام باب الاسطبل الخاص بالخيول دخلت للداخل تمسد على رأس أحد الخيول ذات اللون الأبيض برفق و هي تتحدث :

انا ليه متضايقة عشان بيكلمها ، طب انا ليه مش بنسى كلامه و علطول في بالي ، انا محتارة حاسة بفرح بس مع الفرح ده خوف و توتر كبير


استندت برأسها على رأس الخيل برفق مرددة :

يمكن اتضايقت عشان حسيته اتجاهلني مش زي ما متعودة منه ، او يمكن اتضايقت عشان لقيت نفسي قاعدة وسطيهم لوحدي ، او يمكن عشان سبب انا مش قادرة انطقه و لا اقتنع بيه او يمكن بكابر !!


تنهدت قائلة بحيرة :

انا مش فاهمة حاجة و مش عارفة حاجة مية سؤال بيدور جوايا و الإجابة بتروح لجهة واحدة و هي اني بحب كارم ، بس ازاي ، طول عمره اخويا و دايماً بشوفه كده


ضمت ذراعيها لصدرها متابعة بحزن :

المشكلة اني خايفة أكون بتسرع زي المرة اللي فاتت ، مجرد اعجاب فكرته حب و كان للشخص الغلط و دلوقتي كارم و انا......


صمتت للحظات ثم تابعت بحزن و غيظ :

انا زعلانة و متضايقة اوي عارف انا نفسي دلوقتي اروح اجيبها من شعرها ، ده اول مرة يشوفني لابسة فستان من غير ما يعلق و يقولي حلو و اني زي القمر


ذمت شفتيها مرددة بضيق ت غيرة :

حبها امتى دي اصلا تحسها سهنة كده و مش مظبوطة ، يمكن عشان أحلى مني شوية و محجبة


كانت تتحدث بعشوائية و غضب من نيران الغيرة التي تشتعل بقلبها غافلة عن ذلك الذي يقف بالخارج يستمع لحديثها و ابتسامته تزداد اتساعاً


اقترب منها عندما قالت اخر جملة بحديثها مردداً بهمس جانب اذنها :

مفيش أحلى منك في الدنيا كلها


شهقت بفزع و التفتت بجسدها للخلف كادت ان تسقط لكنه لحق بها محاوطاً خصرها بيديه فأصحبت قريبة منه جداً حتى تلامس انفه بأنفها !!!


ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينقل نظره بين عيناه و شفتيها و الأخرى تنظر له بأعين متوسعة من الصدمة رددت بصوت هامس مرتجف :

انت بتعمل ايه هنا !!


ردد بحب و هو يقربها منه اكثر :

انا دايماً في اي مكان قلبي يكون موجود فيه


توردت وجنتها بحمرة الخجل حاولت ابعاده عنها لكنه تمسك بها اكثر يجذبها نحوه مردداً بحب :

مش كفاية هروب بقى !!


رددت بتوتر و هي تخفض عيناها بعيداً عنه :

هروب من ايه


ابتسم مردداً بجانب اذنها بمشاكسة :

هروب مني و من جواب اسئلتك اللي اجابتها اللي بتروح لجهة واحدة و هي انك بتحبيني زي ما انا بموت فيكي ⁦♡⁩


توسعت عيناها بتوتر و صدمة لقد أستمع لحديثها فرددت بتلعثم :

انت فاهم غلط مش زي ما انت سمعت !!


رفع ذقنها مرة واحدة لتنظر له مردداً :

همس مش بتعرف تكدب و لو حصل و حاولت عيونها دايماً بيفضحوها زي دلوقتي كده قلبك بيقول حاجة و لسانك بيقول حاجة و عينك بتعرف من عيني عشان بتكدبي


توترت فوضعت يدها على يده التي تحيط خصرها تبعده عنها لكنها بقى متشبثاً بها بقوة مردداً بصوت خفيض و هو ينظر لداخل عيناها :

ليه مستخسرة فيا تقولي اللي حاسة بيه ، ليه بتهربي مني يا همس ، ليه !!!


رددت برجاء ان يتركها تذهب :

كارم


ردد بصوت خفيض ووهو يقترب بوجهه منها :

قلب كارم اللي من يومك مغلباه معاكي


اخذ يقترب منها ببطىء حتى اصبحت شفتيه على مقربة من خاصتها اغمضت عيناها بتلقائية و ما ان اوشك على لمسها جاء صوت سمر من الخارج :

كارم انت هنا ، كااارم !!!


جذب كارم همس لأحد الزوايا البعيدة حتى لا تراهما سوياً بقى مكانه يراقبها دخلت و خرجت عندما لم تجد احد بينما همس كانت تنظر له بشرود التفت برأسه ينظر إليها رفع يده يضعها على وجنتها يتحسسها برقة و لا يعرف لا هو و لا هي متى التقت شفتيهما معاً بتلك القبلة المليئة بالشغف ♡⁩

.......

كانت تدخل معه من باب المنزل تخفض وجهها ارضاً تفاجأت صباح اليوم به على باب منزلهم يخبر كلاً من والديها انه سيردها لعصمته من جديد


ها هي الآن تدخل معه من باب المنزل و ما ان أغلق الباب جاءت لتتحدث لكنه قاطعها قائلاً بصرامة :

اول حاجة عشان نكون على نور انا رديتك عشان خاطر امي اللي اجبرتني على كده و عشان خاطر ابني تاني حاجة


ثم اشار بيده لأحد الغرف :

هتقعدي في الاوضة دي و ملكيش دعوة بيا ، انتي في اوضه و انا في اوضة في شغالة هتيجي من بكره تساعدك في شغل البيت


ردد بصرامة و هو ينظر لداخل عيناها التي تنساب منها الدموع بصمت :

كل اللي بيني و بينك ابني يا سيلين !!


قال ما قال ثم غادر المنزل و تركها وحيدة تبكي و تنتحب بقوة تعالى رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح الباب لتجد امامها والدته ارتمت بأحضانها تبكي بقوة ربتت الأخرى على ذراعها و هي تأخذها و تدخل للداخل تجلس على اقرب اريكة :

بطلي عياط لأنه لا بيقدم و لا بيأخر ، انا خليته يرجعك ليه الباقي بقى عليكي اتلحلي كده و خليه يسامحك


تنهدت بعمق ثم تابعت :

قصي زعلان منك و مجروح اوي ، بس للامانة هو معاه حق يزعل اركزي يا بنتي و اعقلي مش عشان موقف حصل من غير ما تسمعي منه تهدي بيتك و حياتكم ، حافظي على بيتك و الأهم من ده كله خلي عنك ثقة في جوزك لو هو عايز غيرك كان اختار و من زمان بس هو اختارك انتي و حبك انتي بس من بين كل البنات


مسدت على بطنها موضع الجنين قائلة :

حافظي على بيتك يا بنتي عشان خاطر ابنك اللي جاي في السكة و عشان قصي اللي انتي عارفة و متأكدة انه بيحبك و هو اخر واحد في الدنيا دي ممكن يأذيكي ، استحمليه لحد ما يصفى من ناحيتك غضبه منك عاميه دلوقتي عن اللي بيعمله


اومأت لها سيلين و هي عازمة على اصلاح ما افسدته بسبب قلة ثقتها و تسرعها الدائم ستستعيد ثقة زوجها من جديد !!

........

في صباح اليوم الذي يسبق يوم عقد قران لينا كانت تجلس معه على طاولة الطعام يتناولون الافطار في صمت تام قطعه رنين هاتف ميان برقم والدها الذي ما ان اجابت اخذ يسألها عن حالها ثم طلب منها ان تعطيه فارس ليتحدث معه


اخذ منها فارس الهاتف يرحب به بعدها اخبره رأفت :

زي ما انت عارف يا فارس كتب كتاب لينا بكره لو تحب هات ميان و تعالى بيتوا معانا انهاردة و بكره و اهو بالمرة ميان تكون جنب لينا في الوقت ده و عليا تشوفها


لمس فارس رغبة والديها في مجيئها فوافق بدون تردد و ما ان اغلق الهاتف اخبرها لتتجهز ثم دخل لغرفته قائلاً دون النظر إليها :

جهزي نفسك عشان ننزل


اومأت برأسها بصمت حزينة على حالها و حاله !!

......

في المساء بمنزل والديها بعد ان قضوا بعض الوقت سوياً رددت عليا بابتسامة :

اطلعوا ارتاحوا يا ولاد زمانكم تعبانين و يومكم كان طويل ، تصبحوا على خير


صعد برفقتها لغرفتها اغلق الباب خلفهما بالمفتاح ثم بدون اي حديث اخرج من حقيبته ملابس للنوم نظر حوله إلى ان وجد باب اخر خمن انه المرحاض دخل إليه و تركها تقف بمنتصف الغرفة تنظر لأثره بحزن


ابدلت ملابسها بغرفة الملابس و خرجت تقف امام الفراش قبل ان تتحدث وجدته يأتي بوسادة يضعها على الاريكة الصغيرة الموجودة بالغرفة و يمدد جسده فوقها متجاهلاً اياها تماماً


اقتربت منه قائلة بتوتر :

فارس الجو برد و الكنبة صغيرة مش هترتاح في النوم تعالى نام على السرير أحسن ما تتعب


لم يرد عليها فتابعت هي بحزن :

فارس لأمتى هنفضل لكده ، اعتذرت منك كتير بس مفيش فايدة بردو مش راضي تكلمني ، انا يومها كنت.....اا....ااا...


ضحك بسخرية قائلاً و هو يغمض عيناه :

روحي نامي و الصبح تكوني فكرتي في حجة تقوليها تبرري بيها اللي عملتيه زي كل مرة بس صدقيني مش مهما لقيتي حجة مش هتنفعك


اعتدل بحسده جالساً مردداً بحدة :

عارفة ليه ، لأن عمري ما هقدر أكون معاكي زي الأول من يوم جوازنا مغلطتش فيكي كنت براعي كل كلمة بقولها أحسن تضايقك ، احترمت رغبتك بأنك مش عايزاني اقرب منك او المسك


ثم تابع بألم فشل في اخفائه :

لكن انتي زي ما قولتلك بتتفنني تدمري اي وقت سعيد بينا و ازاي بتختاري تقولي اقسى كلام ليا


صمت للحظات ثم تابع بضيق و وجع :

انا بشر يا ميان من لحم و دم مش ملاك نازل من السما عشان استحمل كل اللي بتعمليه و اسكت انا بردو بحس و بتوجع يعني كلامك اللي بتقوليه و بعديه و اقول معلش مكنتش تقصد لكن لأمتى هفضل اقول مكنتش تقصد


صمتت تستمع لحديثه و هي تتألم لأجله و لأجلها نظر لها مطولاً ثم قال بصرامة :

من انهاردة حتى لمسة الايد مش هلمسها ليكي يا ميان !!!


قال ما قال ثم مدد جسده على الاريكة يعطيها ظهره تنهدت بحزن ثم ذهبت تمدد جسدها هي الأخرى على الفراش تضم قدمها لصدرها تبكي و هي تضع يدها على شفتيها تكتم شهقاتها


لم يغمض له جفن و هو يستمع لصوت بكائها الذي يؤلم قلبه قادته قدمه إليها قائلاً بصوت حزين معاتباً اياها :

يعني انا مش فاهم مين فينا اللي المفروض يزعل من التاني يا ميان


جلس على طرف الفراش بجانبها ثم جذبها لتجلس امامه قائلاً بحزن :

بتعيطي ليه دلوقتي طيب


رددت بدموع و حزن :

انا مش بكون قصدي ازعلك و لا ببقى عاوزة كده ، ليك حق تزعل عارفة بس انا كمان اعمل ايه ، مش بأيدي ، قلبي بيوجعني و انا شايفة نفسي بعمل فيك اللي اتعمل فيا انا ، انا مبقاش عندي طاقة لأي حاجة


تألم قلبه لأجلها فردد بحزن مكوراً قبضة يده يمنعها بصعوبة من لمسها و ازالة دموعها التي تألم قلبه :

طب امسحي دموعك و كفاية بكى


لم تفعل و تابعت بندم :

الغلط عندي من الأول ، انا ظلمتك معايا زي ما اتظلمت زمان عملت اللي هما عملوه فيا معاك ، جوازي انا و انت من الأول غلط !!


رد عليها على الفور :

جوازي منك هو أحسن حاجة انا عملتها في حياتي يا ميان


صمتت للحظات ثم سألته بحزن :

طب انت لسه زعلان مني !!


ابتسم قائلاً بمرحه المعتاد :

ما هو مش بعد البكى ده كله و النظرة اللي بتبصيلي بيها دي هقول زعلان ده انا يبقى معنديش دم


ضحكت بخفوت و هي تمسح دموعها فردد بغزل :

بعد الضحكة دي انا مش بس نسيت الزعل انا نسيت اسمي اصلاً


ابتسمت بخجل قائلة و هي تبتعد بجسدها قليلاً :

طب يلا هنام سوا هنا


رأفت الرفض بعيناها ليس بسبب انه لا يريد بل بسبب جرح كرامته التي كانت هي سبباً فيه رددت برجاء و هي تتمسك بيده :

عشان خاطري يا فارس !!


صمت للحظات ثم اومأ لها بنعم تمدد على الفراش بجانبها و فعلت هي المثل تضع الغطاء فوقهم أغلق الأضواء و عم الصمت على المكان


نام على جانبه و فعلت هي المثل كلاً منهما ينظر للآخر بصمت قضمت شفتيها بخجل ثم اقتربت منه ترفع يده و تندس بين احضانه تضع رأسها على صدره بينما هو ضم قبضة يده مانعاً اياها من مبادلتها العناق و كلماتها ترن بأذنه للآن لا يستطيع نسيانها ، شعرت هي بما يدور بداخله فرفعت رأسها قليلاً تضع قبلة صغيرة على وجنته مرددة بخجل :

تصبح على خير يا فارس


ثم عادت و مرة أخرى تضع رأسها على صدره و تجذب يده حتى تحاوطها لم يصمد طويلاً سرعان ما شدد من احتضانها يستنشق رائحة شعرها الذي أصبحت لديه كالادمان يغمض عيناه ينعم بتلك اللحظة التي لا يعلم متى ستتكرر مرة أخرى !!

.......

في صباح اليوم التالي طرقت عليا باب غرفتهما عندما تأخروا في النوم و لينا لم تتوقف عن السؤال عن ميان لكن لا اجابة فتحت الباب بحرج لتقع عيناها على ما جعل السرور يدخل لقلبها ميان تتوسد صدر فارس و الاثنان في نوم عميق


بينما خارج الغرفة قطب رأفت جبينه عندما رأى عليا تقف هكذا تبتسم ببلاهة اقترب ليرى ما السبب ليتفاجأ بالمنظر هو الآخر نظر إليها معاتباً ثم جذبها للخارج يغلق الباب خلفه قائلاً :

يصح كده بردو يا عليا تدخلي عليهم و هما نايمين


رددت بحرج و لكن نبرتها لم تخلو من السعادة :

قلقت لما خبطت عليهم و محدش رد بس سيبك من كل ده مش شكلهم حلو و هما كده ربنا يهدي سرهم و يحفظهم لبعض و افرح بيهم و اشوف اولادهم عن قريب ان شاء الله


امن على دعائها ثم قال بهدوء :

طب تعالي ننزل و سبيهم يصحوا براحتهم همس جت للينا خلاص و عرفتها انهم لسه نايمين لما يصحوا هبعتلها ميان


اومأت له و هي تنزل للأسفل برفقته و الابتسامة لا تفارق وجهها لحظة و لسانها لا يتوقف عن الدعاء لهما بالسعادة

.......

تملل بنومته لتقع عيناه عليها تتوسد صدره بقى ينظر إليها متأملاً جمالها بافتتان كاد ان يرفع يده يبعد احد خصلات شعرها عن وجهها لكنها تمللكت بنومهه ثم فتحت عيناها ببطىء لتقع عيناها عليه يناظرها بحب ردد بابتسامة صغيرة :

صباح الورد


ابتعدت عنه بحرج جالسة و هي تردد بخجل :

صباح النور


اعتدل جالساً مشاكساً اياها بقوله :

اللي يشوف الكسوف ده ميشوفش اللي عملتيه امبارح و انتي بتنامي في حضني و بتبوسيني


تحاشت النظر له مرددة بغيظ و خجل :

انا غلطانة تصدق بقى


ردد بصوت عالي وصل إليها قبل ان تدخل للمرحاض بعدما ركضت من امامه من الخجل :

اغلطي علطول انا معنديش اي مانع يا سكر

.......

في المساء بمنزل لينا و بحضور عائلة عمار المكونة من سفيان و فريدة و قصي و والدته و سيلين كذلك حضرت عليا و رأفت و كارم و كلاً من والدي همس عاصم و هبة 

ما ان جاء الشيخ الذي سيكتب الكتاب خرجت لينا و خلفها ميان و همس و ثلاثتهم متأنقين بفساتين بيضاء رقيقة طلتهم تسلب الأنفاس


اقترب عمار من لينا يقبل يدها برقة قائلاً بحب و صوت خفيض سمعته هي فقط :

الناس كلها عندها قمر واحد بتتأمله في السما و انا محظوظ عندي قمرين قمر اشوفه الصبح و قمر اشوفه بليل ♡⁩


ابتسمت بتوسع و هي تخفض وجهها خجلاً بينما كارم تصنم بمكانه و هو يرى المصيبة التي امامه إلى متى ستظل تسرق قلبه و عقله و تسلب انفاسه من شدة جمالها الذي لم يرى له مثيل


لم يكن حال فارس أفضل منه فما ان طلت عليه ميان بهيئتها الجميلة التي تسلب الأنفاس و هو اصبح بعالم اخر لا يستطيع ابعاد عيناه عنها و لو للحظة لحسن حظه انه كان هكذا و لم يلاحظ سفيان الذي كان مثله تماماً لكن نظراته كانت ممزوجة بالندم الذي لن يفارقه طوال حياته لأنه خسرها


جلس المأذون بين عمار و خال لينا الذي جاء من خارج البلاد خصيصاً ليعقد قرانها لعدم توافر ولي لها ردد الاثنان خلف المأذون الذي ما ان انتهى ردد جملته الشهيرة :

بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير


ابتسم عمار بسعادة و هو يضع توقيعه كذلك فعلت لينا و الشهود ثم قبل جبينها بسعادة


استقبل الاثنان التهاني من الجميع ليقف عمار فجأة قائلاً بصوت عالي مرح :

كتبنا الكتاب و اتبارك لينا خلاص يبقى يلا بقى مع السلامة هاخد مراتي نحتفل سوا


لم يعطي لأحد فرصة للحديث فقد جذبها من يدها يخرج من الباب قائلاً بمرح و الجميع يضحك عليه :

سلام يا قوم !!!


كانت ميان تقف بجانب فارس الذي لم يكف عن النظر إليها للآن ما برأسه عليها مردداً بحب :

طالعة زي القمر


ابتسمت بخجل و هي تتحاشى النظر إليه بعد وقت رفعت عيناها بدون قصد لتتقابل مع اعين سفيان للحظة شردت بهيئته و هي تراه يكاد يبكي من الندم عيناه تلمع بالدموع لم تشعر بالشفقة تجاهه ابداً بل على العكس ارادت ان تزيد من نيران غيرته و تزيد من ندمه اكثر تمسكت بذراع فارس ثم بلحظة انحنت تقبل وجنته برقة


بتلك اللحظة ما كان يقودها حقدها عليه و غضبها منه ارادت ان تغضبه و لم تحسب حساب فارس الذي لم ينزل عيناه عنها لحظة واحدة و رأى ما فعلت و ما كان دافعه اشتعل الغضب بداخله لكنه تمالك نفسه بصعوبة حتى لا يلاحظ احد


التفتت تنظر له لتتقابل عيناها بنظراته التي ظهر الغضب بوضوح بداخلها مهما حاول اخفاء ذلك اخفضت وجهها بخزى و هي ترى نفسها تختلق شجاراً اخر و خصام بينهما و لم يفت على مصالحتها له سوى بضع ساعات !!!

.......

عادت برفقته بعدما رفض البقاء الليلة بمنزل والديها متعللاً ان لديه عمل هام في الصباح الباكر ما أن دخلت من باب المنزل وهو خلفها صفع الباب بقوة ثم دخل لغرفة مكتبه وصفع الباب خلفه بقوة أيضا أفزعتها هو غاضب لأول مرة من زواجهم تراه غاضبا هكذا، لكنه محق بغضبه تعلم تمام العلم أنه تحمل منها الكثير


تنهدت ثم طرقت باب مكتبه و دخلت تحك جلد يدها بتوتر ابتلعت ريقها ثم رددت بتوتر :

فارس اا... أنا آسفة مكنتش قصدي...


قاطعها قائل بسخرية ونبرة حادة:

مكنتيش قاصدة طب قولي لغيري الكلام ده


انتفض من على مقعده غاضبا مرددا بغضب :

قولي لغيري الكلام ده ، كل مرة تغلطي غلطة أكبر من اللي قبلها وتقولي أسفه وأنا أفوت واعدي بس انتي زودتيها آوي ما هو طالما أنا بسكت واعدي وبكلمة أسفه الخلاف يخلص بينا بقيتي تتمادي


رددت بصوت مختنق بالدموع :

أنت عارف سبب الجواز ده ايه


صرخ عليها بغضب اعمى :

قبل ما نتجوز مقولتيش حاجة أنا عرضت وأنت وافقتي على أساس جواز عادي الحياة بين تستمر مش كل واحد في اوضة وعايشين تحت سقف واحد زي الغربا، عرضي للجواز من الأول مكنش عشان تستخدمينني اداة تنتقمي بيها من سفيان !!


انسابت دمعة من عينيها يليها الكثير قائلة بحزن :

غصب عني انت ليه مش حاسس بيا مش بأيدي اللي انا فيه ده هو اللي وصلني لكده


صرخ عليها بغضب :

فوقي بقى من اللي انتي فيه ده، انتي في ايدك كل حاجة بس انتي اللي اختارتي تكوني كده اختارتي من الأول تربطي حياتك وسعادتك بيه وخلتيه شايف انه مهما عمل فيكي هترجعيله عشان لسه بتحبيه و حتى بعد كل اللي عمله فيكي لسه جزء من حياتنا و تفكيرك


اقتربت منه تتمسك بيده قائلة بدموع :

فارس اا... انا...


رد عليها بنفاذ صبر وتعب :

فارس تعب ومفيش حاجة تتعمل معملهاش حاولت معاكي بدل المرة كتير و بردو مفيش فايدة، كنت بعدي و اقول معلش اعذرها بس كل مرة كنت بقول كده وافوت تتمادي اكتر وانا بشر يا ميان وتعبت !!


ثم تابع بحزن وألم واعتراف يخرج من بين شفتيه لأول مرة :

حاولت اخليكي تحبيني زي ما بحبك بس مقدرتش ، دايما سفيان بيني وبينك !!


قال الأخيرة ثم غادر المنزل صافعاً الباب خلفه بقوة غاضب و بشدة منها جلست ارضاً تضم قدمها لصدرها تبكي بقوة لقد سئمت من تلك الحياة و ما فيها


بلحظة شعرت بإلياس و فقدت ايمانها لتجذب قطعة زجاج متناثرة على الأرض امامها تضعها فوق شريان يدها و بدون لحظة تردد او تفكير كانت تقطعه لتتناثر الدماء من يدها لتقع فاقدة للوعي بعد ان نزفت الكثير من الدماء !!!!!

.......

في صباح اليوم التالي فتحت عيناها ببطيء تنظر للمكان حولها بعدم استيعاب سرعان ما تذكرت ما حدث بالأمس تلمست يدها لتجد انها مضمدة لا تستطيع تحريكها من شدة الألم


دارت بعيناها بالغرفة التي تبين معها انها غرفة بالمستشفى وقعت عيناها على فارس الذي ينظر من نافذة الغرقة بشرود التفتت عندما سمع صوتها تتأوه من الألم


اقترب منها يقف امامها مردداً بحدة و هو يتخيل هيئتها بالأمس و هي فاقدة للوعي و بركة من الدماء تحاوط يدها و حديث الطبيب معه بالأمس انه لو تأخر قليلاً لكانت قد فقدت حياتها :

كنتي بتفكري في ايه و انتي بتعملي في نفسك كده ، ردي عليا كنتي بتفكري في ايه ، فاكرة نفسك بتخلصي روحك من العذاب تبقي غلطانة انتي بتخلصي نفسك من عذاب ارحم بكتير من اللي كنتي هتشوفيه في الآخرة عشان كفرتي و يأستي من رحمة ربنا


دخلت في نوبة بكاء مرير كانت هيئتها و هي تبكي تمزق قلبه من الداخل لكن غضبه منها كان اكبر فخرج من الغرفة متوجهاً لمكتبه بنهاية الممر عندما لاحظ نظرات الجميع المصوبة نحوه بزهول

.......

خرجت من المستشفى باليوم التالي و هي في حالة صمت تام و كذلك يلوم نفسه لأنه قسى عليها بالحديث فوصلت لتلك الحالة


ايام تمر و هي على نفس الوضع صامتة تفعل ما يقول بصمت و دون اي اعتراض مهما حاول فتح احاديث معها لا تستجيب !!


بأحد الأيام دخل من باب المنزل لتقع عيناه عليها تفرد جسدها على الاريكة تنظر للفراغ بشرود تبدو و كأنها بعالم اقترب منها قائلاً بحزن :

لامتى هتفضلي كده !!


لم ترد عليه فانحنى على ركبتيه ليصبح في مستواها مردداً بصوت مختنق حزين معاتباً اياها :

بتزعلي مع ان المفروض الوضع يكون العكس انا اللي ازعل مش انتي


اعتدلت بجسدها تود الدخول لغرفتها لكنه تمسك بيدها مانعاً اياها من التحرك و قبل ان يقول شيئاً سبقته هي قائلة بنبرة خاوية لا حياة فيها و هي تبعد يده عنها :

عايزة انام !!!!!


بالفعل تركته و دخلت لغرفتها تغمض عيناها من الواقع الذي تعيش فيه لكوابيس اشد قسوة من الواقع ، لا يرحمها حتى بنومها !!!!


بينما فارس بقى مكانه ينظر لاثرها بحزن شديد و بداخلها يلعن سفيان و ما فعله بها و غضبه الذي تمكن منه ليقول لها تلك الكلمات القاسية التي قادتهم لما هما عليه اليوم 💔

......

الوضع بينهما كما هو تذهب لجامعتها ثم تعود للمنزل او تذهب للمستشفى لتواصل تدريبها


بعد عدة ايام من تجاهل كل اتصالاته و كل محاولاته للتواصل معها قررت مهاتفته متغلبة على خجلها عندما علمت من والدها انه ذهب في الصباح ليلقي القبض على احد العصابات الخطيرة أردت الاطمئنان عليه لكن ما يزيد عن النصف ساعة هاتفه مشغول اخذت تتساءل ترى مع من هو يتحدث  !!!


مرت دقائق عليها و تعالى رنين هاتفها اجابت عليه قائلة بغيرة و هي تعتقد انه يتحدث كل ذلك الوقت مع تلك المدعوة سمر :

كنت بتكلم مين يا كارم بقالي ساعة برن عليك !!


جاءها صوته الهاديء :

مفيش دي سمر كنتي عايزاني في حاجة ضروري


صمتت للحظات و هي تكور قبضة يدها بغضب كبير و غيرة تشتعل بقلبها سألها بمكر :

همس مش بتردي ليه ، انتي كنتي عاوزاني في حاجة عشان كده بتتصلي !!


ردت عليه بحدة قبل ان تغلق الهاتف بوجهه :

لأ مش عايزة حاجة منك ، وفر وقتك للبتاعة اللي كنت بتكلمها و من غير سلام


سألتها لينا بمكر :

مالك متعصبة ليه كده


ردت عليها همس بغضب :

فين ده اللي متعصبة شيفاني بشد في شعري يعني ما انا كويسة اهو


ضحكت لينا بسخرية قائلة :

ده اللي ناقص فعلاً


صرخت عليها همس بحدة و نفاذ صبر :

لينا سبيني في حالي دلوقتي


تنهدت ميان قائلة بهدوء :

همس حصل ايه لكل العصبية دي !!


أخذت تحرك قدميها بعصبية قائلة بغيرة واضحة :

بقالي ساعة بكلمه عشان اطمن عليه و في الآخر يقولي بكلم ست زفته انا استاهل ضرب الجزمة والله اني عبرته و اتصلت بيه


- هو مين ده !!


ردت لينا عليها بثقة :

هيكون مين يعني اكيد كارم


سألتها ميان :

همس انتي غيرانة عليه !!!


نفت برأسها قائلة بتوتر :

لأ طبعاً أغير ليه و على مين كل الحكاية ان اتغاظت عشان مردش عليا


لكزتها لينا بذراعها قائلة بتهكم :

لا والله هبل احنا بقى


رددت ميان بهدوء :

يكلمها و لا لأ انتي ايه اللي مزعلك في الموضوع


اشاحت بوجهها بعيداً عنهما لتردد لينا بمكر :

ما انتي ياما اتصلتي بينا و محدش رد أول مرة تتعصبي ، مش شايفة انك مكبرة الموضوع ، لا تكوني بتغيري من ست زفته اللي بتقولي عليها


ردت عليهم بحدة تداري بها توترها :

بيتهيألك مفيش الكلام ده !!


رددت لينا بسخرية :

والله انتي اللي بيتهيألك


صمتت ميان للحظات قبل ان تقول بهدوء :

همس ارسي على بر ، ريحي نفسك و ريحي كارم كمان لو مش عايزاه سيبيه يشوف حياته ، اما لو العكس فالطريق قدامك معروف و سهل بكلمة واحدة بس هتكسبيه


رددت همس بتوتر :

انتوا كبرتوا الموضوع اوي كل الحكاية بس ان البنت باين انها مش كويسة.....


قاطعتها لينا قائلة بمكر :

ملكيش دعوة يا همس بأي حاجة كويسة او مش كويسة الموضوع في ايد كارم ميخصكيش خالص انتي رفضتي حبه و شيفاه اخوكي يبقى تسبيه يشوف حاله و يأسس حياة لنفسه


صمتت همس بضيق بينما ميان رددت بهدوء :

لينا معاها حق حددي انتي عاوزة ايه الأول يا همس بعدها على أساسه اتعاملي


صمتت همس تنظر للفراغ بشرود بينما لينا تبتسم بمكر على نجاح خطتها هي و كارم !!!

........

بالمستشفى كان فارس يجلس برفقة طبيبة تجاوزت الخمسون تعمل برفقته بالمستشفى و يثق بها تدعى سهيلة


طال الصمت بعد حديث سريع يسأل عن احوالها قطعته هي قائلة بابتسامة هادئة :

خير يا دكتور فارس حضرتك جايلي عايز تقول ايه !!


تنهد قائلاً بجدية و بعض التوتر :

الصراحة كنت عايزك في موضوع شخصي و اتمنى الكلام اللي يدور بينا ميطلعش بره


اومأت له قائلة بجدية :

أكيد طبعاً يا دكتور تقدر تتكلم براحتك


اومأ لها برأسه ثم بدأ يقص عليها ما حدث لميان منذ البداية على حسب حديث والدها معه و ما ان انتهى رددت هي بهدوء و هي تخلع نظراتها الطبية :

طب حضرتك ليه مخلتهاش تيجي هنا بنفسها


تنهد بعمق قائلاً :

عشان مش عارف اذا كانت هي هترفض الخطوة دي او لأ هل اللي بيحصل ده طبيعي و فترة و هتمر و لا فعلاً لازم تدخل حد مختص زي حضرتك


اغمض عينيه متابعاً بحقد و غضب من سفيان :

بسمع صوتها ساعات بتنادي اسمه و هي نايمة ، كانت قالتلي قبل كده انها بتحلم بكوابيس الليلة دي


نظر لها متابعاً بحيرة :

المفروض اني أعمل ايه و اتصرف ازاي معاها


ابتلع غصة مريرة بحلقه مردداً بألم :

لم بقرب بتبعد مش عايزاني المسها و اللي محيرني ليه هي بتبعد عشان لسه بتحبه و باقية عليه و لا عشان اللي حصل سبب ليها عقدة من الموضوع ده ، اللي مخليني في حيرة كده انها مش بتفوت فرصة كل ما نكون موجودين في مكان معاه تعمل حركات عشان تخليه يغير ، بتستخدمني أداة يعني 


ابتسمت قائلة بهدوء :

دكتور فارس حضرتك مش محتاج تقنع زوجتك لأنها في الأصل بتتعالج


نظر لها بصدمة فتابعت هي بهدوء :

حضرت معايا جلسة واحدة امبارح حكتلي كل اللي حصل و التانية قريب اوي و كل اللي حضرتك بتتكلم عنه ده انا عرفاه


لازالت الصدمة مسيطرة عليه لتتابع هي :

كانت محتاجة تتكلم مع حد تطلع كل اللي جواها


ابتسم بسعادة على اتخاذها تلك الخطوة فتابعت حديثها بجدية :

دكتور فارس انت عايز تساعدها و انا متأكدة من ده اول حاجة العلاقة الزوجية بينكم مش لازم تكون دلوقتي خالص


نظر لها باهتمام لتتابع هي بجدية :

ده لأن الطبيعي ان اي ست بتتعرض لحادثة زي دي بتسبب اثر نفسي كبير منها انه بتبقى رافضة العلاقة الزوجية او اي تلامس من الجنس الآخر لأن الوضعية دي بتفكرها باللي حصلها ، الموضوع عايز صبر


اومأ لها قائلاً بلهفة :

اي حاجة مستعد اعملها طالما في مصلحتها


ابتسمت قائلة بهدوء :

واضح انك بتحب زوجتك اوي يا دكتور فارس بس خليني اقولك حاجة مفيش بنت بتحب اللي يعيشها تجربة زي اللي اتعرضت ليها ، و نادراً ده اذا مكنش مستحيل ان في اي ست في الوجود يكون جواها ذرة حب لشخص اذاها كده ، الموضوع بيبقى رغبة في انتقام 


اومأ لها برأسه فتابعت هي بحزن :

ميان بتمر بحالة صعبة رغبتها في اي حاجة معدومة يعني انت ملاحظتش انها بتفضل منعزلة بعيد عنك طول اليوم في اوضتها اغلب الوقت و مع نفسها ، حتى اصحابها على حسب كلامها كانت بتفضي يومها اغلبه معاهم


اومأ لها بنعم و هو ينصت لها باهتمام :

ده حتى مذاكرتها مش زي الأول ذهنها مشتت و ملهاش رغبة في اي حاجة الكلام اللي بقوله على حسب كلامها معايا


اومأ لها قائلاً بحزن :

هي فعلاً كده و ساعات كتير لما بتكلم معاها بحس انا في دنيا تانية مش مركزة و بترد على اد الكلمة


تنهدت قائلة بجدية :

دكتور فارس انا لولا ان حضرتك ليك دور كبير في علاجها مكنتش اتكلمت بس علاج ميان في ايدك لأن على حسب كلاهما انت ليك مكانة كبيرة عندها


رد عليها بدون تردد و لهفة :

سبق و قولتلك اي حاجة في مصلحتها هعملها المهم تتجاوز الأزمة دي و ترجع لحياتها الطبيعية 


ابتسمت قائلة بحماس :

تمام يبقى كده كويس اوي ، اول حاجة ميان مش لازم تكون لوحدها ابداً اشغل عقلها متديهاش فرصة انها تفكر في اللي حصل ، خلي بينكم مثلاً رياضة مشتركة تمارسوها كل يوم ، متخليهاش تفضل في عزلتها طول الوقت في الاوضة الهي عقلها عن التفكير في الليلة دي ، كل ما تلاقيها لوحدها اشغلها


ثم تابعت بجدية :

ميان للأسف يوم التقارب اللي حصل بينكم او زي ما فكرت انه حصل اتعصبت لأنها افتكرت اول مرة قرب منها سفيان كانت مش في وعيها و التانية كانت بالغصب و التالتة كانت معاك و بردو مش في وعيها يعني التلاتة مكنوش برضاها يعني بالنسبة ليها اشبه بالاغت...صاب فهمت قصدي


اومأ لها حزيناً لتتابع من جديد :

ده المطلوب منك دلوقتي انك تكون داعم ليها يا دكتور فارس ، حسسها بالأمان يعني اتعامل معاها كأخ و صديق خلي صفة الزوج دي لبعدين هنحتاجها


قالت الأخيرة بمرح ثم صمتت للحظات و تابعت :

ميان ادت كتير قبل كده دلوقتي هي محتاجة تاخد ، محتاجة الحب


تنهدت قائلة بهدوء :

صدقني الحب هو سر كل حاجة في حياتنا و سبب انك هنا قدامي و سبب حالة ميان و سبب حالة سفيان اللي عمري ما شوفته بس من وصف ميان هو فعلاً محتاج يتعالج و ياخد الخطوة دي زيها


اومأ لها بصمت و قبل ان يغادر التفت لها قائلاً :

بلاش ميان تعرف اني عرفت


- ليه !!!


تنهد قائلاً بجدية :

لو كانت عايزة تعرفني كانت هتقولي ، بلاش اسبب ليها حرج خليها هي من نفسها تختار الوقت المناسب اللي تقولي فيه او تحتفظ بيه لنفسها زي ما تقرر


اومأت له قائلة بابتسامة :

دكتور فارس كلامي معاك و نصايحي مش تقليل منك بالعكس انت محترم جداً و زوج مراعي احنا عشرة ده غير اني عارفة تعاملك مع زوجتك السابقة كان ازاي رغم ان زواجك منها كان من غير حب فما بالك بقى باللي بتحبها ، بس مع كده حبيت اقولك


اومأ لها بامتنان ثم غادر المستشفى متوجهاً لجامعتها فرأها تجلس على اطار السيارة تضع سماعات الأذن تستمع الموسيقي و تنظر للفراغ بشرود اقترب منها قائلاً بابتسامة و هو ينتزع السماعات من اذنها :

قاعدة لوحدك ليه


ردت عليه بهدوء و هي تنظر للأمام :

محاضرتي لسه فاضل عليها نص ساعة همس و لينا راحوا المطعم عشان يتغدوا


سألها و هو يستند بحسده بجانبها على السيارة :

طب انتي مروحتيش معاهم ليه !!


تنهدت قائلة بشرود :

مليش نفس


نظر لها قائلاً بحزن :

امبارح بردو مكنش ليكي نفس و قبله و قبله كنتي بتاكلي بالعافية ، لازم تهتمي بصحتك اكتر من كده


تنهد ثم تابع بضيق :

انتي لا بتهتمي و لا بتسبيني اهتم


طال صمتها قبل ان تقول بصوت مختنق :

انا تعبانة اوي يا فارس ، انا مش عايزة اي حاجة مش عايزة اكل و لا عايزة ادرس و لا.....ولا عايزة اعيش !!


تكونت طبقة من الدموع على عيونها قائلة :

الموت ارحم من العيشة اللي انا عيشاها دي ، لا عارفة ارجع زي الأول و لا عارفة أكمل حياتي انا في النص بالظبط يا فارس مش عارفة اخد خطوة و كل ما بخطي خطوة برجع تاني لنقطة الصفر


أغلق سيارتها ثم جذبها من يدها برفق يدخلها لداخل سيارته ثم أنطلق بها لمكان هاديء على البحر خالياً من الناس و الأخرى مستسلمة تماماً لما يفعل


جذبها لتجلس على الرمال و جلس بجانبها مردداً بصوت دافيء و رفق :

كلامي معاكي آخر مرة وجعك عارف و قبله بردو كلامي وجعك بس بيبقى غصب عني بتوجع منك و ده بيكون رد فعلي قولت ليكي كلام قاسي اخر مرة حقك عليا


تراجعت بجسدها تنام على الرمال قائلة بحزن و خط من الدموع يسيل من عيناها :

انت كل اللي بتقوله و بتعمله صح يا فارس انا بس اللي غلطانة زي ما كنت زمان غلطانة ، انا ظلمت نفسي زمان و ظلمتك معايا


نفى برأسه قائلاً بحب :

انتي مظلمتنيش يا ميان انا عارف من الأول ان ده هيحصل بس وافقت لأن ده الطريق الوحيد اللي هيقربني منك و اضمن بيه قربك لأني خوفت تحني ليه من تاني


نفت برأسها قائلة بنفور :

مستحيل احن ، الشخص بيحن لحد حبه من قلبه ليه ده مع بعض ذكريات حلوة ، بيحبوا بعض انما عمرها ما حصلت ان حد يحن لواحد اذاه بالشكل ده


اغمضت عيناها و الذكريات تعصف بعقلها دون رحمة ارتعش جسدها و انتفضت جالسة تأخذ انفاسها بصعوبة ادار وجهها له يسمح دموعها برفق مردداً :

تيجي نسافر !!!


نظرت له بتعجب ليتابع هو بحماس :

انا من زمان نفسي اخد اجازة الف العالم كله فيها ، حاسس ان دلوقتي جيه وقتها ايه رأيك بعد الامتحانات هاخدك و نسافر علطول


لو كانت ميان القديمة لقفزت من السعادة لكنها رددت بخواء و نظرات فارغة :

مش عايزة او بالأصح مليش نفس أعمل حاجة


ادار وجهها له مرة أخرى قائلاً بتصميم :

مش باخد رأيك على فكرة ده امر ، اخر يوم امتحانات ليكي هو يوم السفر و هقعد معاكي الفترة دي نلم المنهج سوا عشان مش فاضل كتير ع الامتحانات و هتنجحي و بتقدير كمان


ثم تابع برفق :

هتبطلي تفكري في الماضي و تفكري في المستقبل بس هتطلعي من الحالة اللي انتي فيها دي ، الناس كلها تتمنى يكون ليها ضحكة قمر زي ضحكتك لكن انتي مش مقدرة النعمة اللي عندك


ثم تابع بغزل :

بس مش معنى انها جميلة و قمر تروحي توزعيها على امة لا إله إلا الله ، لأ خليها ليا بس عشان اتفتن بيها اكتر ما انا مفتون و نرحم الناس كمان من فتنة جمالك اللي تاخد العقل ⁦و تخطف القلب ♡⁩


ضحكت بخفوت فابتسم عليها قائلاً بمشاكسة :

شطورة بتسمعي الكلام


صمتت مرة أخرى و عادت تنظر للفراغ بشرود فتنهد بحزن و نهض يحملها بين يديه قائلاً بمشاكسة :

الظاهر ضحكتك عنيدة زيك مش عايزة تظهر لكن على مين انا اعند منها وراها وراها


سألته بتعجب و هي تحاول النزول من بين يديه :

فارس نزلني ، انت بتعمل ايه !!!!


شاكسها قائلاً بمكر :

هعمل اللي يخلي ضحكتك العنيدة تظهر و عشان ده يحصل لازم......


صمت فسألته بتعجب و توجس من نظرات المكر التي تتراقص بعيناه :

لازم ايه !!

.......

كان كارم يستند على سيارته ينتظر همس لتنزل يود الحديث معها ايام طوال مرت منذ ذلك اليوم الذي قبلها فيه و هي تتهرب منه حتى بعقد قران لينا و عمار كان لديه امل ان يتحدث معها لكنها غادرت على الفور مع والديها و بالأمس اراد ان يثير غضبها و غيرتها لأنها عذبته ببعدها عنه كل تلك الأيام الماضية


لكن تصلب جسده بمكانه عندما ظهر سيارة يعرف صاحبها تمام المعرفة انه ذلك الحقير " يزن "


اقترب منه قائلاً بغضب و هو يقبض على مقدمة ثيابه بيديه :

انت ايه اللي جابك هنا ، ليك عين يا بجح !!!


دفعه يزن بعيداً عنه مردداً بغضب :

انا عارف و متأكد انك انت اللي خطفتني و اعتديت بالضرب عليا و لولا ان مفيش دليل على كده اثبت بيه ان انت السبب كنت وديتك في ستين داهية !!


ردد كارم باستهزاء و وقاحة :

طب احمد ربنا انه كان اعتداء ضرب مش حاجة تانية اصل عندنا ناس تانية تقوم بالمهام دي يا بيضة !!!


صرخ عليه يزن بغل :

سافل قسماً بالله لهوريك و بكره تشوف !!


رمقه كارم باستهزاء قائلاً بغضب :

انت هتلف و ترجع من مكان ما جيت و تغور من هنا احسن اقسم بالله المرة الجاية لو شوفتك مشيت من شارع همس فيه مش هيكون ضرب بس و ابقى قابلني لو عرفت تمسك عليا حاجة


باغته يزن بلكمة قاسية ارتد على اثرها كارم بضع خطوات للخلف فاعتدل كارم و رد إليه اللكمة بقوة أكبر جعلت انف الآخر ينزف !!


احتد الشجار بين الاثنان حتى نزلت همس و صدمت من المنظر ابعدتهما عن بعضهما قائلة بحدة :

بتعملوا ايه انتوا اتجننتوا !!!!


التفتت لكارم الذي ينظر للآخر بغضب و الدماء تسيل من جانب شفتيه مرددة بقلق :

انت كويس يا كارم


سعادة غمرت قلبه رغم كل شيء و هو يرى لهفتها عليه و قلقها الواضح اومأ لها بنعم فالتفتت ليزن تصرخ عليه بغضب :

انت ايه اللي جابك هنا ، جايب البجاحة دي منين


اقترب منها يزن قائلاً بندم و حزن :

همس احنا لازم نتكلم سوا ، انا محتاج اتكلم معاكي لازم تسمعيني !!


صرخت عليه بغضب :

انا بقى مش محتاجة اتكلم معاك او اسمعك ، امشي من هنا و تنسى خالص انك تعرفني او شوفتني في يوم من الأيام


ردد بحزن و ألم :

انا مقدرش انساكي ، اوقات كتير بنبقى عايشين في الوهم ، وهم الحب انا كنت كده انا حبيتك بجد يا همس ، غلطت في حقك اه بس ندمت و انتي كمان بتحبيني انا و انتي محتاجين بعض !!


شملته بنظراتها من أعلى لأسفل بنفور و اشمئزاز قائلة بكره :

انت ازاي كده ، ازاي مستحمل نفسك كده ، اناني اكتر حد اناني شوفته في حياتي ، لما ظهرت بسمة سبتني عشانها بغض النظر انا في موقف ايه و هيحصل فيا ايه كل اللي همك نفسك و بس ، نفسك قبل اي حد و دلوقتي لما لقيت نفسك بتحبني جاي عايز ترجعلي بردو لأنك عاوز ده


رفعت يدها تشير إليه من أعلى لأسفل باحتقار :

انا مستغربة نفسي ايه اللي كان عاجبني في واحد زيك لا عنده دم و لا نخوة و لا يتحسب ع الرجالة من الأساس


صرخ عليها بحدة :

همس حاسبي على كلامك


سخرت منه قائلة :

محدش طلب منك تتكلم معايا او تسمعني ، ده يستحسن يعني لو تغور من هنا و ممكن تفضل ده بس في حالة انك مهزق و عاوز تسمع اللي يقل منك اكتر و اكتر !!!


نظر لكارم بحقد و يرى الآخر يناظره بتحدي و تشفي على حالته الآن و الاهانة التي تعرض لها


اقترب يزن منه قائلاً بقسوة و غضب :

لو كانت عايزاك كانت اختارتك من الأول طول السنين اللي فاتت بس همس حبتني انا بجد مش انت يا كارم متفرحش اوي انك.......


كلماته جاءت في الصميم و المت قلب الآخر سرعان ما تحول الألم لسعادة و هو يستمع لكلمات الأخرى ترد عليه بحدة مدافعة عنه :

حبك برص ، مين قال اني بحبك هو شوية اعجاب يتسموا حب ، طب حتى لما تقارن قارن نفسك بحاجة من نفس مستوى قيمتك مش أعلى منك ، مقارنة مش عادلة الصراحة انت جنب كارم صفر ع الشمال انا من رأيي تقعد معاه كتير يمكن تتعلم منه ازاي تبقى راجل بجد و تعرف تحب  !!!!


توسعت ابتسامة كارم بسعادة سرعان ما تحول لفخر عندما رأها ترفع اصبعها بوجهها تهدده بشراسة :

انا لحد دلوقتي بكلمك بس متخلنيش احطك في دماغي بجد ساعتها اقسم بالله اطهقك في عيشتك كلها و اخليك تكره اليوم اللي ظهرت فيه قدامي مرة تانية ، اشتري نفسك و ابعد عن طريقي احسنلك


قالت جملتها الأخيرة ثم التفتت لكارم تصعد السيارة برفقته أنطلق بها و هو يشير بيده على رقبته ليزن كتحذير له ان اقترب منها مرة اخرى !!!


طوال الطريق الصمت يعم المكان قاطعه كارم قائلاً بمكر و مشاكسة :

قفلتي في وشي ليه من كام يوم و ليه مش بتردي على مكالماتي يا همس !!


ردت عليه بشراسة :

انا حرة ، قولت اسيبلك الجو مع الست سمر بتاعتك دي عشان تبقوا على راحتكم


ردد بمكر :

خير ما عملتي يا هموسة اصل بيني و بينك بفكر اتجوزها ايه رأيك !!!


سألته بصدمة :

سمر مين اللي بتفكر تتجوزها يا كارم  !!

.......

بينما على الناحية الأخرى بأحد المخازن المهجورة كانت فتاة مقيدة على احد المقاعد و يبدو من هيئتها انها تلقت ضرب مبرح


لحظات و فتح باب المخزن و دخل منه قصي بهيئة تبث الرعب لكل من يراها و قبل ان يتحدث او يتفوه بأي حرف نطقت برعب و خوف شديد :

انا مليش ذنب أمل هي اللي خططت لكل حاجة !!!!!!

......


#الفصل_الثاني_والثلاثون

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

صلوا على الحبيب المصطفى ♥️

تفاعل جامد يا حلوين ♥️

.......

رددت همس بصدمة :

سمر مين اللي بتفكر تتجوزها يا كارم !!


رد عليها بمكر :

هو فيه سمر غيرها


جزت على اسنانها بغضب و صرخت عليه بحدة :

وقف العربية و نزلني هنا !!!!


سألها بصدمة من ردة فعلها :

همس حصل ايه لكل ده


صرخت عليه بغضب عندما توقف بالسيارة على جانب الطريق و اغلق ابوابها حتى لا تخرج :

افتح الزفت الباب ده


قبض بيده على يدها يديرها لتنظر اليه مردداً بحدة :

بلاش صوت عالي و جنان قوليلي حصل ايه !!!


صرخت عليه بغضب :

طالما انت بتفكر تتجوزها قربت مني ليه ، لمستني ليه يومها ، ليه قولتلي كده و انا اللي كنت لسه بقوله يتعلم الحب منك ، مفرقتش عنه حاجة


صرخ عليها بغضب مماثل :

طب انتي قربتي ليه مع انك كان ممكن تبعديني بس اللي حصل كنتي عايزاه زي ما انا كنت عايزه اكتر منك يا همس


قبض بيده على يدها يقربها منه حتى اصبح وجهه مقابل وجهها قائلاً بصراخ و بعلو صوته :

انا مش زي ال.....التاني و بلاش تشبهيني بيه ، انا حبيتك و انتي عارفة كده كويس و عمري ما كنت هتجوز لا سمر و لا غيرها لأني بحبك انتي و بس يا غبية الأولى كنت عملتها السنين اللي فاتت مش دلوقتي بعد ما بقيتي اقربلي من اي وقت


صرخت عليه بحدة :

اومال قولتلي بتفكر تتجوزها ليه !!!


ضربها على رأسها برفق قائلاً بغضب :

قولت يمكن البعيدة تحس على دمها و تنطق بكلمة


ثم تابع بيأس :

بس طلع معندهاش دم خالص


صرخت عليه بحدة :

متشتمنيش


نظر لها بتحدي قائلاً :

قولت حاجة غلط انا يعني !!


تفاجأ الاثنان بمن يطرق على الزجاج و لم يكن سوا فتاة تبدو في منتصف العشرينات قائلة بمرح :

اسفه ع المقاطعة بس حبيت انبهكم ان مصر كلها واقفة متابعة الحوار من اوله


توسعت اعين الاثنان بصدمة و نظروا حولهما ليجد عدد لا بأس به من الناس قد تجمعوا على اثر صراخهما العالي يتابعون ما يحدث باهتمام كأنه فيلماً سينمائياً !!!!!


نظر لها قائلاً بغضب :

عاجبك كده ، اهو اتفضحنا بسببك


ردت عليه بغضب مماثل :

بسببي انا بردو


رد عليها بحدة و هو يقود السيارة سريعاً هارباً من المكان و من نظرات الناس :

لأ انا !!


اوصلها لجامعتها سرعان ما دخلت للداخل و لم تنظر له نظرة واحدة بينما هو ذهب لعمله و الغيظ منها متمكناً منه بينما هي بنهاية اليوم حسمت امرها فيما ستفعل عليها ان تصل لجواب نهائي و حاسم فيما يخص علاقتها بكارم ستكون الطريقة قاسية تعلم لكنها ستفعلها و ليحدث ما يحدث !!!!!!

.........

كانت أمل تجلس بصالة المنزل برفقة والدتها و شقيقتها قائلة بضيق و غل :

بقى بعد التخطيط و الفلوس اللي صرفتها دي كلها يقوم يردها


رددت نهى شقيقتها بتهكم :

ده الطبيعي يا اختي ، من يومه بيحبها و مش معبرك لو كان عطاكي ريق حلو زمان كان عطاكي دلوقتي بس كل الحكاية انه كان بيكدها بيكي


صرخت عليها أمل بغل :

اخرسي بدل ما تهديني بتشعلليني اكتر ، بس و رحمة ابويا ما هسيبها تتهنى بيه


فتحية بغضب هي الأخرى :

جدعة يا بت بنت امك بصحيح ، هي مش أحسن منك في حاجة و لا انتي ناقصك ايد او رجل عشان هي تاخده و تفوز بيه ، قصي صيدة تعيشك ملكة العمر كله و تعيشنا كمان معاكي


ردت عليها بضيق :

انا بحب قصي ، عايزاه عشان بحبه مش عشان الكلام الفارغ ده


سخرت منها نهى قائلة :

اكدبي على غيرنا يا روحي ، الهيلمان اللي قصي فيه حاجة من الحاجات اللي مخلياكي تحبي قصي ، ابصملك بالعشرة و احلفلك ع المصحف ان لولا العز اللي هو فيه مكنتيش عبرتيه حتى و لا فكرتي في الحب و الكلام الفارغ ده


جزت أمل على اسنانها بغضب و قبل ان تتفوه بأي كلمة تفاجأ الثلاثة بمن يدق باب المنزل بعنف شديد افزعهم شهقت فتحية قائلة برعب :

استر يارب مين اللي بيخبط كده


ذهبت نهى لتفتح لتتفاجأ بقصي امامها يدفعها بعنف من امامه يدخل لداخل المنزل بحث بعيناه عن امل و ما ان وجدها قبض بيده على خصلات شعرها بقسوة صارخاً عليها بغضب كبير افزعها اكثر :

جنس ملة اهلك ايه ، فكرك لو عملتي عمايلك.....دي هعبرك او هبص في وشك تبقي غلطانة عمري ابداً ما بصيت الرخيص و لا نفسي راحت ليه


قال الأخيرة و هو يصفعها بقوة اسقطتها ارضاً فصرخت فتحية عليه بغضب و فزع :

ابعد عني بنتي و اطلع بره بيتي احسن اقسم بالله اصرخ و الم عليك الشارع كله ت اقول انك اتهجمت علينا و رجالة الحته مش هيسبوك


اخرج سلاحه مصوباً اياها نحوهم قائلاً بغضب :

اعمليها يا فتحية عشان القبر اللي اتفتح لبنتك انهارده يلمك معاها


اختبأت نهى خلف والدتها برعب بينما قصي انحنى يجذب أمل بقسوة من شعرها فصرخت عليه :

مش هسيبك ليها يا قصي و لا هخليك تتهنى بيها و رحمة ابويا لقتلها و احسرك عليها


صفعها مرة أخرى بقوة أكبر جعلت الدماء تنزف من انفها و شفتيها قائلاً بغضب :

ورحمة ابوكي انتي مش هتعيشي ثانية أصلاً عشان تلحقي تعملي اللي بتقوليه ده


ارتعبت مما قال و من هيئته التي تبث الرعب و الفزع بقلب اي احد خاصة عندما قبض بيده على خصلات شعرها يجرها خلفه ليخرج من المنزل


اقتربت فتحية صارخة عليه برعب :

سيب البت انت واخدها فين !!


صرخ عليها بغضب :

لو رجلك خطت خطوة واحدة بس برة عتبت باب البيت يا فتحية اعتبريني عزرائيل لأني ساعتها هاخد روحك و روح بناتك


ارتعبت امل أكثر خاصة عندما نزلت لمدخل البناية لترى بعض الرجال ذو الجسد الضخم كمم احدهما فمها حتى لا تصرخ و الآخر قيد جسدها ثم القوا بها بداخل السيارة دون ان يلاحظ احد متوجهين لمكان ما لا يعلمه سواهم بينما قصي ذهب لمنزله رغم انه علم الحقيقة لكن قلبه لا يزال حزيناً منها !!!

.......

دخل المنزل ليجدها تجلس على الاريكة تقوم بحياكة كنزة صوفية لطفلها او طفلتها القادمة جلس بجانبها بصمت لم تجرأ هي على مقاطعته ليباغتها بسؤاله :

ايه اللي وصلنا لكده !!!


اخفضت وجهها قائلة بحزن :

انا السبب اللي عمله فيا راغب زمان مش قليل ، انا كنت شيفاك كتير عليا ، خوفت انت كمان تكون شايفني كده فبقيت خايفة علطول معنديش ثقة لا في حبك ليا و لا في نفسي


ردد بحزن و عتاب :

لو كنت عايز غيرك كان قدامي بنات اشكال و الوان سواء هنا او لما كنت بره البلد ، مكنتش هضيع سنين من عمري و كان زماني اتجوزت و عايش حياتي مكنتش بصيت ورايا و اختارتك


عاتبته قائلة بحزن :

اختارتني بس شايفني كتير عليك ، زي ما الناس شايفاني كده ازاي انت تتجوزني بوضعي....مطلقة


رد عليها بانفعال :

كلامي كان رد فعل لكلامك كنت مستنية مني ايه و انا سامعك بتقللي مني و من رجولتي ، كل انسان عنده طاقة و في اي وقت بتنفذ ده اللي حصل معايا يا سيلين تعبت من كل مرة اجري وراكي فيها و اقعد اشرح ليكي ، ببقى مستني منك تثقي فيا بس ده مش بيحصل دايما القى هجوم كأنك مستنية ليا اي غلطة عشان تسبيني و تبعدي


تنهد بعمق قائلاً بتعب :

انا تعبت يا سيلين و معنديش استعداد اكمل و انا حاطط ايدي على قلبي عشان خايف انك تهدمي البيت و تطلبي الطلاق و الدوامة تلف بينا من تاني ، معنديش استعداد اعيش في بيت من ازاز اي خبطة تهده و تكسره


صمت للحظات قائلاً :

الغلط في الأول كان عليا و عليكي يا سيلين ، عليا عشان كان لازم اعرف من الأول خالص ان صفحة راغب متقفلتش و ان كان ليها توابع ظهرت دلوقتي بعد ارتباطنا و على اساسه كان المفروض أتعامل ، و غلطك انك متكلمتيش معايا و موثقتيش فيا


رددت باعتذار :

انا اسفه ع اللي قولته و عملته يومها مكنش قصدي كل كلمة قولتها انت مش كده خالص يا قصي


صمت للحظات ثم تنهد قائلاً :

انا كمان اسف ع اللي قولته ، انتي عمرك ما كنتي في نظري قليلة يا سيلين و موضوع مطلقة و الكلام الفارغ ده ميفرقش معايا ، انا حبيتك زي ما انتي و اختارتك الباقي مش فارق معايا و لا يهمني بس....


قاطعته قائلة بجدية :

مفيش بس يا قصي اللي حصل حصل و كان درس كبير لينا و اتعلمنا منه اوعدك اني مش هكرر اللي عملته و اني هحافظ على بيتي و جوازنا عشانك و عشان ابننا اللي جاي


تحسس بيده بطنها البارزة قليلاً بحب ما حدث بينهما لم يجعله يفرح بطفله القادم كما يجب انحنى يضع اذنه يحاول الاستمتاع لأي شيء او الشعور بحركته لكن دون جدوى نظر لها بتساؤل فاجابته بضحك :

لسه شوية على ما يكبر و يتحرك هانت و نعرف هيكون بنت و لا ولد


ردد بتمني و هو لا يزال يضع يده على بطنها :

هتكون بنوتة زي القمر ان شاء الله


ابتسمت بسعادة سرعان ما تلاشت عندما تنهد بعمق قبل ان يبدأ يسرد لها ما حدث و ما فعلت أمل لتسأله بالنهاية بصدمة و توجس :

انت هتعمل فيها ايه !!


ردد بغموض :

اللي يريحنا منها و من شرها !!!!


تمسكت بذراعه قائلة بصدمة :

اوعى تكون هتقتلها يا قصي


نفى برأسه قائلاً بغضب :

نفسي أعمل كده و هعمله فعلاً لو هوبت ناحيتنا تاني بس حالياً لازم ليها قرصة ودن تخليها تفكر الف مرة قبل ما تعمل كده و تأذينا


- اللي هو ايه بقى اللي هتعمله !!!


ردد بهدوء ظاهري و هو يتخيل هيئة أمل الآن و ما يحدث بها من قبل رجاله :

متشغليش بالك انتي ، انا هعرف اتصرف معاها كويس !!!!!

.......

تفاجأت ميان في السابعة صباحاً بمن يدق باب غرفتها لم تكن تعي اي شيء ذهبت لتفتح الباب و هي تمس بيدها عيناها بنعاس


تخشب جسده ما ان وقعت عيناه عليها ترتدي بيجامه حريرية ذات لون زهري لم يغلق عدة ازرار منها فظهر مقدمة صدرها


بصعوبة ابعد وجهه مردداً بصعوبة :

ظبكي هدومك


ذهب النعاس سريعاً ما ان ادركت الوضع سرعان ما استدارت بجسدها تغلق الازرار للنهاية بعدما فتحت اثناء تحركها الكثير بنومها


التفتت له قائلة بخجل و حرج من الوضع :

كنت عايزني في ايه يا فارس !!!


رفع يده يضعها على خصلات شعره من الخلف قائلاً بابتسامة :

اجهزي يلا عشان هننزل نجري شوية


رددت بتعجب :

نجري !!!


اومأ لها قائلاً و هو يضع بيدها حقيبة ورقية لمتجر ملابس شهير :

اه البسي الهدوم دي رياضية و واسعة هتناسبك


رددت بفتور و نعاس :

بس انا مش عايزة اجري سيبني انام


نفى برأسه قائلاً بصرامة :

لا هتفوقي يلا و هنعمل اللي قولته بطلي كسل ، بعد ما نخلص هنفطر بره سوا و بعدها تروحي الجامعة تحضري محاضراتك و تيجي ع المستشفى


بقت مكانها تنظر له بتذمر و رفض دفعها برفق لداخل الغرفة قائلاً بمرح :

يلا يا ماما الوقت بيجري ، اصل انا مش هسيبك فيلا اجهزي بسرعه يكون افضل


دخلت و اغلقت الباب خلفها تضرب بقدمها الأرض بتذمر ضحك عليها و جلس ينتظرها


مر وقت قصير بعدها خرجت من الغرفة تنظر للثياب التي احضرها حيث تكونت من بنطال قطني ذو لون زهري واسع بسوار من عند القدم و تيشرت مماثل له

ترفع شعرها لأعلى بفوضوية لكنها بدت جميلة جداً


توترت من نظراته لها و شعرت بالخجل فرددت سريعاً قبل ان تتوجه ناحية الباب :

يلا خلينا نمشي عشان اخلص بدري و الحق محاضراتي


رفع حاجبه مردداً بمشاكسة و هي يمشي خلفها :

دلوقتي بقيتي متأخرة ده انتي كنتي في سابع نومة من شوية و هاين عليكي تخنقيني عشان صحيتك


رددت دون النظر له بخجل :

هخنقك فعلاً لو زودت في الكلام تاني يلا


ضحك بخفوت و ما ان نزل الاثنان للأسفل توجه بدأ الاثنان بالركض فحمسها اكثر قائلاً :

لو انا سبقتك هتعزميني ع الفطار و لو انتي يبقى العكس يا سُكر


اومأت له بتحدي و بدأت في الركض و هو بجانبها بعد مرور ما يقارب الساعة كانت تقف تلتقط انفاسها كذلك هو أمام احد المطاعم التي تطل على الشاطيء


رددت بغرور واهي و هي تمثل انها ترفع ياقة قميصها الغير موجودة :

يلا هتعزمني ع الغدا عشان تحرم تتحداني و في الآخر خسرتك


دفعها برفق لداخل المطعم قائلاً :

خسرت بمزاجي


رددت بسخرية :

شغل عيال اوي يعني ، اعترف اني اسرع منك و خسرتك يا دكتور فارس


سحب لها المقعد لتجلس قائلاً بغيظ :

لسه الأيام بينا جاية مسيري اغلبك ما هو مش دايماً انتي اللي هتفضلي تكسبيني ليكي يوم


رددت بسخرية :

دايماً ايه هو انا غلبتك غير الدور ده ، و لا تقصد يعني ان ده اعتراف رسمي منك اني هغلبك علطول لأني اشطر منك


جلس مردداً بحب :

من يوم ما عرفتك و انتي بتغلبيني يا ميان نظرة من عيونك و كلمة منك و دمعة بس او نظرة حزن كفيلة انها تغلبني و تخليني اتراجع عن اي موقف اكون مقرر اخده بعد كل مرة ازعل فيها منك


تنهد متابعاً بعشق :

انتي مش بس هزمتيني في السبق مرة لأ هزمتيني ألف مرة و انتي مش واخدة بالك في كل مرة عقلي كان بيقولي ابعد كنت كل ما اشوف عيونك قلبي يقولي لأ اوعى دي نصي التاني اللي فضلت ادور عليه سنين اوعى تضيعه من ايدك


تكونت طبقة شفافه من الدموع على عيونها من شدة تأثرها بحديثه و عشقه الظاهر بوضوح تمنت حقاً ان تبادله هذا العشق تمنت لو كان حبيبها لكن ليس بيدها شيء


نطق لسانها بما تشعر بدون تردد :

ياريتني احبك يا فارس ، ياريتني !!


ردد بلهفه و هو يجذب مقعده ليجلس بجانبها :

ليه ياريتني ، افتحي انتي قلبك ده ليا و انا واثق انك هتحبيني زي ما بموت فيكي


رددت بحزن و يأس :

مش بالساهل و يا عالم هقدر و لأ ، انا أصلاً مش عارفة القى نفسي عشان....


ردد سريعاً مقاطعاً ياها :

نحاول مع بعض و هنقدر


تنهدت قائلة بيأس متمكن منها :

هتكون محاولاتك ع الفاضي و هتسبب الوجع لنفسك بسببي لو مقدرتش......


ردد بحب و هو يحاوط وجهها بين يديه :

تروح ع الفاضي ايه يعني ، انتي تستاهلي اني احاول لحد ما أوصل ليكي العمر كله و عمري ما هيأس


ثم تابع و هو يضع يدها على موضع قلبه الذي تعالت دقاته بقوة اسفل يدها :

قلبي بيقولي انك ليا و مش لغيري ، بيقولي انك نصي التاني اللي مش هكتمل غير بيه ، بيقولي انك انك محتاجة ليا زي ما انا محتاج ليكي ، بيقولي انك الحاجة الوحيدة اللي عملتها صح في حياتي و هكون أكبر غبي لو ضيعتك من ايدي


ردت بحزن و صوت مختنق بالدموع :

ابعد يا فارس انا كنت زيك كده و حاولت و عملت كتير عشان بس نظرة بس طلعت من ده كله خسرانة انت كمان هتخسر زيي ابعد عني و اشتري نفسك


رد عليها بتصميم و هو ينظر لداخل عيناها :

خسارتي هتبقى خسارة فعلاً لو ضيعتي مني ، انا اتجوزتك عشان خوفت تضيعي مني عارف ان الوقت مش مناسب و انك كنتي بتمري في ظروف مكنش ينفع فيها انك تدخلي في ارتباط تاني بس كان عندي فرصة و اتمسكت بيها كنت عارف انك قبلتي عشان تنتقمي من سفيان


صمت متابعاً بحزن :

قبلت عشان خوفت تحني ليه و ساعتها تضيعي من ايدي كنت عارف اني هتوجع كده و هيكون صعب عليا بس الوجع ده كله يهون قدام وجع خسارتك


تمسك بيدها مردداً بتصميم و عزيمة :

الفرصة اللي كانت قدامي اتمسكت بيها بأيدي و اسناني و لحد دلوقتي متمسك بيها و مش ناوي اضيعها من ايدي


كانت تستمع له و دموعها تنساب على وجنتيها بصمت و هي تستمع لما يقول و هي تردد بداخلها بتمني ليتها تحبه حقاً ليت الأمر متروك لها


رددت بتهرب و بعض الخجل :

انا جعانة !!!


كان ينتظر منها رداً اخر غير الذي قالته لكنه ضحك بخفوت مردداً بمرح :

انا من كتر مواقفك معايا هألف كتاب و هسميه احببت عدوة الرومانسية


ابتسمت باصفرار قائلة بغرور واهي :

هَتحَب بردو


ردد بمرح و بغمزة من عيناه :

اموت فيك يا واثق انت


رددت بخجل و هي تنظر بعيناها بعيداً :

على فكرة انا جعانة و اتأخرت ع الجامعة و انت اتأخرت على شغلك


ابتسم بخفوت و بدأ الاثنان بطلب الطعام لحسن حظه انه اختار طاولة بزاوية بعيدة عن الانظار فما دار بينهما الآن لم يكن من اللائق ان يراه او يستمع له احد مر وقت و كان يدخل برفقتها للمنزل كلاً منهما توجه لغرفته ليبدل ملابسه


جلس على الاريكة ينتظرها و ما ان خرجت تفاجأ بما ترتدي من ملابس سوداء فردد بتعجب :

يا ساتر يارب مين مات ع الصبح !!


سألته بعدم فهم :

نعم مين مات !!!


نفى برأسه قائلاً :

لأ ما انا بسألك انتي


رفعت كتفيها لأعلى بعدم فهم فردد فارس :

بتسودي اليوم ليه من اوله ده انا قولت حد مات ادخلي غيري اللون المشرق اللي انتي لبساه ده


ابتسمت باصفرار قائلة بنفاذ صبر :

فارس انا مليش خلق يلا خلينا نمشي


ردد بضيق و غيظ :

تصدقي بالله انتي كرهتيني في اللون الأسود كل ما بتلبسيه بحس ان احنا داخلين على خناقة جديدة ادخلي غيره احنا لسه متصالحين مش طالبة خناق تاني يا ميان الهي تنستري


ضحكت بخفوت على ما قال و على طريقته بالحديث لكنها عاندت قائلة :

بس عاجبني و عايزة امشي بيه يلا بقى هنتأخر


نفى برأسه مردداً بعناد :

قسماً بالله ما هتعتبي من الباب باللون ده ادخلي غيريه و خدي بالك كله من وقتك


بقت مكانها تنظر له بغيظ فدفعها للداخل برفق لتقف امام الخزانة جزت على اسنانها قائلة بنفاذ صبر :

فااارس


فتحها و بقى يقلب بالملابس حتى وقعت عيناه على كنزة من الصوف ذات اللون الزهري التفت لها يعطيها اياها مردداً بهيام :

تعرفي ان اللون ده يجنن عليكي أحسن من الاسود مليون مرة ، البسيه يا ميان


اخذته منه قائلة بحرج و خجل :

ماشي يلا استنى بره على ما اغير هدومي


ردد بمشاكسة :

بيقولوا اني جوزك تحبي اجيبلك القسيمة !!!


نظرت له بغيظ و هي تزجره بعيناه فردد بمرح قبل ان يغادر :

براحة عليا طيب قلبي مش قد النظرة دي و لا الجمال ده و......


قاطعته بدفعها له لخارج الغرفة تغلق الباب خلفه فردد بصوت عالي من الخارج :

اه منكوا يا ستات انتوا قوين و مفترين


ضحكت من الداخل بخفوت و بدأت بتبديل ملابسها ما ان خرجت ردد بغزل :

ده الجمال عدى الكلام اوي يعني


ابتسمت بتوسع فتابع هو بمرح :

ما قولنا براحة عليا قلبي مش حمل ده كله جمال و ضحكة اجمل و.....


اقترب منها متابعاً بمكر و جراءة :

شفايف أجمل بكتير كريز و عايز يتقطف و اللي هيقطف مستني فرصته


توسعت عيناها بصدمة من جراءته نظرت له بحدة قائلة بغضب :

فارس انت قليل الادب انا غلطانة اني وقفت اتكلم معاك انا ماشية !!!


جذبها قبل ان تذهب مردداً بضحك :

انتي كنتي فين ساعة الفرح و كتب الكتاب ها كنتي فين ردي عليا ، قليل الأدب عشان بقول مستني فرصتي اقطف اومال لو قطفت من غير استأذان هيحصل ايه بس


ردت عليه بحدة و خجل من جراءته الزائدة :

اللي هيحصل هسيبيه لتوقعاتك بس اعتقد انه مش هيعجبك خالص خالص


خمن ما ستفعل فضحك بقوة يجذبها معه للخارج طوال الطريق لم يكف عن الحديث معها ما ان اوصلها لجامعتها اخبرها ان تأتي له ما ان تنتهي و غادر بصعوبة و تركها

.......

عادت من جامعتها على المستشفى إليه و باقي الأيام كانت تسير على هذا المنوال تستيقظ صباحاً تركض برفقته و طوال الطريق يتحدث الاثنان سوياً ثم يوصلها إلى جامعتها و يتوجه لعمله و تنهي محاضراتها و تذهب إليه يساعدها في الدراسة حتى انها تواظب مع الطبية النفسية الخاصة بها بانتظام


بينما فارس كان سعيداً بذلك يشعر انه يقترب منها يوماً بعد يوم و الكثير من الحواجز قد زالت بينهما 


لقد حرص ايضاً على عدم معرفتها انه قد علم انها تذهب لطبيبة نفسية حتى لا يسبب لها الحرج و تعمد عندما يأتي موعد جلستها ينشغل عنها بشيء و لا يسأل حتى لا يجعلها تتوتر و تشعر بالخوف


ها هو الوقت يمر و ها هي انهت امتحاناتها و تقضي الوقت معه بالخارج كل يومان بدولة أخرى لقد مضى على انتهاء امتحاناتها ما يقارب الشهران و نصف


في باديء الأمر لم تشعر بالحماس لكن مع الوقت بدأت تتفاعل معه و تكتشف المكان منذ بداية اليوم حتى يغلبها النعاس


اليوم وصل الاثنان لتوهم لاندونسيا و بالأخص جزيرة بالي حيث المناظر الطبيعة الخلابة كانت تنظر للمكان حولها بانبهار و اعجاب شديد بما ترى


تمسك بيده و هو يدفعها برفق لداخل الكوخ حيث سيقيم هو و هي رددت بانبهار :

ما شاء الله المكان جميل اوي يا فارس


ردد بغزل و هو يغلق الباب خلفهما :

يجي ايه جنب جمالك


ابتسمت بخجل من غزله الذي بات يعجبها خاصة و هو يقوله بطريقته تلك غيرت الموضوع قائلة :

انا هرتب الهدوم في الدولاب


اومأ لها قائلاً و هو يرفع الحقائب على الفراش :

طب يلا خليني اساعدك و بعدها نرتاح شوية


اومأت له و بدأ الاثنان بالفعل مر وقت ليس بقصير كان فارس يخرج من المرحاض يرتدي بنطال قطني فقط بينما جزعه العلوي عاري يجفف خصلات شعرها

شهقت ميان بقوة و التفتت بجسدها للجهة الاخرى مرددة بحدة :

اي يا بابا البس هدومك انت فاكر نفسك لوحدك فيه معاك بنت......


قاطعها قائلاً بمرح :

قصدك مراتي ، معايا مراتي


اقترب منها حتى اصبح يقف امامها يضع المنشفة حول رقبته ما ان رأته ركضت للمرحاض قائلة بغيظ :

ايه قلة الأدب دي !!


ضحك بقوة عليها قائلاً بصوت عالي :

شكرا يا مراتي


جلس على الفراش يتلمس بيده قماشة بيجامتها و هو يبتسم بمكر فمن خجلها ركضت للمرحاض دون ان تأخذ الثياب


دخل للشرفة يقف بأحد زواياها بعيداً عن الانظار حتى لا تراه مر وقت قصير و كانت تخرج رأسها من الباب تنادي عليه بصوت خفيض لكنه لم يجيب ارتفع صوتها بعد ذلك لكنه لم يرد


ظنت انه خرج فخرجت هي الاخرى على اطراف اصابعها لتحبس انفاسه مما رأى كانت تلف جسدها بمنشفة صغيرة لا نفع لها فقد سترت القليل من جسدها الذي ظهر امامه بسخاء


قبض بيده بقوة على سور الشرفة بجانبه و هو يختبأ بجسده حتى لا تراه يبتلع ريقه بصعوبة بينما حرارة جسده بدأت في الارتفاع و هو يراها تذهب لباب الكوخ تغلقه من الداخل و قد قامت بإزالة المنشفة لترتدي ملابسها


مرت دقائق عليه كلما حاول ابعاد عيناه عنها سرعان ما يعود ليتأمل جمالها الذي سحره


زفرت بارتياح قائلة بصوت وصل لمسامعه و هي تجلس على الفراش :

هوف الحمد لله ، كنت هعمل ايه لو مكنش خرج !!


ابتسم بمكر محمحماً بصوت عالي قبل ان يدخل للغرفة محاولاً منع ابتسامته على هيئتها اللطيفة حيث كانت تنظر له بصدمة و اعين متوسعة من الصدمة سألها ببراءة زائفة :

مالك مبرقة كده ليه  !!!


رددت بخوف و بلاهة :

ها ، مفيش انت كنت فين ، انا فكرتك خرجت


ردد بمكر :

كنت بعمل كام تليفون ليه حصل حاجة


نفت برأسها سريعاً و هي تحمد ربها بداخلها يبدو انه لم يراها بينما كان منشغلاً بهاتفه بينما هو اخفى ابتسامته بصعوبة عليها لو تعلم انه رأى كل شيء يراهن انها سيغشى عليها من شدة الخجل !!!


جلست امام المرآة منشغلة بتصفيف خصلات شعرها بعدما قامت بتجفيفه و الآخر يجلس على طرف الفراش يتأملها بابتسامة عاشقة


اقترب منها قائلاً و هو يأخذ الفرشاة من يدها :

تسمحيلي


نظرت له بعدم فهم سرعان ما تحول لخجل و توتر عندما انحنى على ركبتيه ليصبح بمستواها ثم بدأ يصفف خصلات شعرها بحنان و رقة وضع يده على كتفها بينما انحنى برأسه يشتم بهيام رائحة الياسمين التي تفوح منه


رددت بصوت خفيض و تلعثم من الخجل :

فا...فارس !!


ردد بهيام و هو لا يزال على وضعه :

روحـه ♡⁩


انتفضت واقفة بعيداً عنه قائلة بتوتر :

الوقت اتاخر مش هننام !!


اومأ لها بنعم و هو يقترب من الفراش يقف هو و هي امامه قبل ان يقول هو شيئاً كانت تتسطح على الفراش تنام على جانبها توليه ظهرها فعل المثل هو الاخر سألها و هو ينام على جانبه لكن على عكسها كان ينظر إليها :

ميان تعرفي انك جميلة اوي


ردت عليه بمرح تداري به خجلها :

اه عارفه


ردد بعبث و هو يضع اصبعه على خصرها يدغدغها :

يا واثق انت !!


نهرته قائلة بحدة و خجل :

فارس بس


سألها بمكر :

طب انا جميل و حليوه و لا شيفاني ايه


ردت عليه و هي تلتفت له تنام على جانبها الآخر لتنظر له :

يهمك رأيي يعني


اومأ لها قائلاً بحب :

محدش يفرقلي رأيه غيرك انتي


ردت عليه بخجل و هي تخفض عيناه :

اه حلو


ردد بأسى و حزن واهي :

بتقوليها من غير نفس خلاص عرفت ردك مش لازم تضحكي عليا و تقولي اني حلو رغم ان انا مش كده خا......


توقف عن الحديث عندما وضعت ميان يدها على شفتيه قائلة :

بس اسكت مش قصدي كده خالص هو.......


توقفت عن الحديث عندما قبل اصابع يدها التي على شفتيه برقة فابعدتها هي على الفور بخجل قائلة :

بتستغل الظروف انت يا فارس


غمزها قائلاً بمشاكسة :

زوجة زيك و بنفس الوضع اللي احنا فيه ده مينفعش غير استغلال الظروف


حركت رأسها بيأس فتابع فارس بمكر :

نرجع لموضوعنا انتي شيفاني حلو و لا لأ


التفتت لتعطيه ظهرها دون اجابه لكنه جذبها من يدها برفق مانعاً اياها من التحرك قائلاً بمكر :

مش سامع الاجابة


اخفضت وجهها قائلة بحرج و خجل :

انت وسيم و حلو و عيونك حلوة بس فيك عيب واحد بس لو تبطله


سألها بتعجب و فضول :

ايه هو !!!!


ردت عليه بمشاكسة و هو تنام على جانبها الآخر و تعطيه ظهرها :

تبطل تقول كلام قليل الأدب


قبض بيده على خصرها يسحبها نحوه بتلقائية مردداً بمكر و هو يستند برأسه على كتفها العاري حيث ترتدي تيشرت بحمالات عريضة :

الكلام اللي بقوله قليل الأدب اومال لو سمعتك قلة الأدب بحق و حقيقي هتقولي ايه


توترت و ارتعش جسدها من حركته التي بدت انها تلقائية كان قريباً منها لدرجة انها تشعر بأنفاسه الساخنة تداعب بشرة رقبتها


رددت ميان بتوتر و هي تضع يدها على يده حتى تبتعد عنه :

فارس انت بتعمل ايه ، ابعد !!


تغيب علقه و جذبها نحوه اكثر حتى التصق ظهرها بصدره مردداً بصوت خفيض بينما رغبته بها قد سيطرت عليه و هو يمرر شفتيه على بشرة عنقها :

سيبي نفسك يا ميان ، انا جوزك ، جربي المرة دي مش بجبرك بس بقولك جربي لو في اي لحظة حسيتي انك مش عايزة تكملي قوليلي ابعد و هبعد


ارادت الابتعاد لك لمساته الخبيرة لم ترحم جسدها قبضت بيدها على فراش السرير و هي تغمض عيناها بقوة عندما ادارها إليه و بدأ بتقبيل عنقها


بدت ملامح الانزعاج على ملامح وجهها عندما ظهر امامها موقف مشابه لها برفقة سفيان بتلك الليلة كيف كان يقبل عنقها بوحشية و قسوة


انتفضت جالسة تضم قدمها لصدرها بخوف و هي تسمح جلد عنقها و تحكه بقوة قائلة بصوت حاد لاهث :

ابعد متلمسنيش !!!


عنف نفسه على ما فعل بلحظة تغيب بها عقله و تحكمت به رغبته بها ردد بقلق و ندم :

ميان اهدي انا اسف ، اسف !!!


رددت بدموع و جسدها يرتعش و لازالت تحك عنقها بيدها بقوة :

شوقته هو مش انت ، كان قاسي ، هو دبحني ، ااا...انا....ليه حصل......


عندما تلعثمت بالنهاية جذبها لاحضانه مردداً بندم :

انا اسف يا ميان ، انا غلطت ، اهدي عشان خاطري


بقت بأحضانه حتى استكانت و هدأت نادته و هي تخفض رأسها بحرج :

فارس اا...انا......


رفع عنها الحرج قائلاً بتغير للموضوع :

الوقت اتاخر يلا ننام عشان بكره ورانا حاجات كتير لازم تكوني فايقه


اومأت له قائلة بصوت خفيض وصل لمسامعه :

متزعلش مني


شدد من عناقها قائلاً بهدوء ظاهري بينما بداخله بركان يغلي من الغضب تجاه سفيان الذي لو يطول لدفنه حياً على ما فعل بها :

انتي مغلطيش يا ميان ، متزعليش انتي مني ، انا اللي اتسرعت الغلط عندي مش عندك


سألها بمرح قبل ان يعتدل بجسده يمدده على الفراش :

الحضن ده مسموح و لا ايه يا سُكر


اومأت له بخجل و حرج فجذبها لأحضانه متنعماً بها عازماً على عدم تكرار ما حدث قبل قليل يجب عليه ان يتحكم بنفسه اكثر من ذلك

........

تجلس على صخرة بوسط المياه و هي تتذكر حديثها ليلة امس مع الطبيبة عبر الانترنت و ما اخبرتها به :

طلعي الخوف من قلبك يا ميان انتي دلوقتي مع فارس متفكريش في بكره و لا في امبارح فكري في اللحظة اللي انتي بتعشيها حالياً و بس


تنهدت بعمق و هي تنظر حولها المكان هنا ساحر بمعنى الكلمة اعجبها لدرجة انها طلبت منه ان يقضوا اخر يومين لهما هنا قبل ان يعودوا لمصر لأجل زفاف لينا و عمار


شهقت بفزع عندما وجدت أحدهما يحملها بين يديه بالطبع عرفت من انه فارس حيث ردد بابتسامة سعيدة و هو يدخل بها للكوخ :

عندي ليكي مفاجأة تحفة 


سألته بفضول و خجل عندما جلس على الفراش و تركها تجلس على قدميه :

ايه هي !!!


رد عليها بابتسامة واسعة :

نتيجتك ظهرت !!!


انتفضت واقفة تردد سريعاً :

طب ادخل ع الموقع يلا بسرعة


رد عليها بضحك :

دخلت خلاص و جبتها


سألته بلهفة :

طب ها عملت ايه جبت تقدير مش حلو و لا شيلت مادة انا أصلاً حاسة.......


قاطعها قائلاً بسعادة لنجاحها :

جيد جداً مرتفع


صرخت بفرح و هي تصفق بيدها بسعادة صعدت على الفراش تقفز عليه بفرح و الآخر يتابعها سعيداً لأجلها تعبت من الققز فجلست على الفراش تلتقط انفاسها و ما ان فعلت نظرت له قائلة بامتنان :

شكراً اوي يا فارس


سألها بعدم فهم :

على ايه  !!!


مسكت كف يده قائلة :

على كل حاجة بتعملها عشاني ، انا مكنتش هجيب التقدير ده لولا انك فضلت معايا قبل الامتحانات لميت ليا الدنيا و ساعدتني


تنهدت متابعة بابتسامة صغيرة :

شكراً عشان فضلت معايا الفترة دي كلها و عشان تخرجني من اللي فيه سيبت شغلك و اتعطلت أكيد فيه مشاكل حصلت بسبب غيابك الفترة دي كلها عن المستشفى و.......


قاطعها قائلاً بابتسامة عاشقة :

انتي مش مبسوطة


اومأت له قائلة بصدق :

مقدرش انكر ده ، فكرتك ان احنا نسافر كانت كويسة جداً و فادتني اوي و انبسطت بيها و غيرت جو.....


قاطعها قائلاً بابتسامة جذابة :

طالما مبسوطة يبقى انا مبسوط يولع الشغل ع اللي فيه ع اللي عايز يروحوا طالما انتي مبسوطة بحاجة يبقى فداها الف حاجة


ضحكت بخفوت فردد هو بمشاكسة :

بس على فكرة دي مش مثالية مني ، تؤ دي انانية بس انتي مش واخدة بالك اصلك طول ما انتي مبسوطة انا مبسوط عرفتي بقى


رددت عليه بمرح :

مش بقولك استغلالي


داعب انفها باصبعه مردداً بعبث :

طب بما اني استغلالي و ده طبع فيا و اللي فيه طبع مش بيغيره انا بقول استغل الظروف و اقطف الكريز


قال الأخيرة و هو يدفعها برفق على الفراش و يعتليها شهقت بخجل و قبل ان تتفوه بأي كلمة تفاجأت به يقبل جبينها مردداً بحب :

اضحكي علطول و خليكي مبسوطة يا ميان انا مش عاوز غير كده بس


ابتسمت بخجل و هي تنظر لداخل عيناه سرعان ما ضحكت بقوة عندما بدأ يدغدغها رددت بصعوبة من بين ضحكاتها :

بس بس يا فارس


بدأت هي الأخرى تفعل له المثل لكن يده كانت الأسرع يدغدغها دون توقف حتى ركضت بانحاء الغرفة تهرب منه ترفع اصبعها بوجهه قائلة بضحك :

بس خلاص كفاية


اقترب منها فركضت لخارج الكوخ سرعان ما لحق بها يحملها بين يديه قائلاً و هو يقلد صوت ريا :

على فين يا شابة ده احنا هنريحوكي


ضحكت بقوة على طريقته و الأخر قلبه يرقص فرحاً بضحكاتها التي تطرب قلبه و اذنه يقسم انها أجمل و اعذب موسيقى يستمع لها بحياته و بدون ملل


بعد وقت قصير نجد الاثنان كلاً منهما يمسك دراجة سألها فارس بابتسامة :

بتعرفي تركبي العجل اكيد


اومأت له قائلة بدون وعي :

اه مروان اخويا اللي يرحمه و قصي و سف......


لم تكمل حديثها و صمتت فسألها متجاوزاً الأمر :

هما اللي علموكي


اومأت له قائلة بحنين لتلك الأيام ليتها لم تأتي و ليتهم لم يكبروا :

علموني انا و عمار و سيلين لما كنا صغيرين


غيرت الموضوع قائلة بحماس :

تعرف اني كنت بكسبهم كلهم في السباق بيها محدش فيهم قدر يغلبني ، حتى انت مش هتقدر تغلبني دلوقتي


قالت الأخيرة بتحدي فغمزها قائلاً بمشاكسة :

بعشق التحدي و اللي يحبوه


ضحكت بخفوت و هي تصعد الدراجة تقودها بسرعة مبتعدة عنه و الآخر ركض بخاصته خلفها و ضحكاتهم العالية ترن بالمكان و اعين من حولهم تناظرهم بابتسامة

.......

في المساء كان ينتظرها خارج الكوخ حتى تخرج لحظات و فتح الباب و خرجت هي منه بفستان زهري على ذوقه و كم يعشق هذا اللون عليها


نزلت درجات السلم الصغير بحذر لكن قدمها تعركلت و كادت ان تسقط لكنه تمسك بها لتصبح بين ذراعيه محاوطاً خصرها بحب قائلاً بهيام و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها ليراه بوضوح و يُفتن به اكثر :

سؤال مش لاقي ليه اجابه ، عملتي ايه في قلبي عشان يحبك كده و ميشوفش غيرك ♡⁩


ابتسامت بخجل و هي تبعد عيناها عنه سرعان ما شهقت تحاوط عنقه بيدها تلقائياً عندما انحنى يحملها بين ذراعيه رددت بحرج :

فارس !!


ردد بحب :

كان نفسي اقولك عيوني بس اقدر اعيش من غيرها ، نفسي اقولك قلبي بس كمان اقدر اعيش من غيره اه مش كتير بس هعيش


قال الأخيرة بمرح ثم تابع بعشق و ولع بها :

بس انتي لو افترقت عنك ثانية أموت ، زي الروح بالظبط لو فارقت الجسم فانتي روحي يا ميان ، انا يعني انتي ، وانا ايه أصلاً من غيرك ♡⁩


جعلها تجلس على المقعد حيث الطاولة المزينة بالشموع تطل على الشاطيء و الاشجار تحاوطهم المكان مزين بطريقة جميلة حتى تلك الخيمة كانت لطيفة جداً....لا يوجد بالمكان سواهما


انحنى على ركبتيه امامها فرددت بتوتر و خجل :

فارس اا...انا مش عارفة......


فهم ما تريد قوله فرفع يده يضعها على قلبها مردداً بحب :

انا مش عايزك دلوقتي تقولي يا ميان ، عايزك تسمعيني و بقلبك تحسي كل كلمة بقولها و تفتحيه ليا ، انا مستاهلش كده ، مستاهلش تحاولي


ردت عليه بصدق :

انت تستاهل كل حاجة حلوة يا فارس


رد عليها بابتسامة عاشقة :

يبقى استاهلك انتي ، انتي الحلو اللي في الدنيا كله بالنسبة ليا ♡⁩


ابتسمت بخفوت و هي تنظر إليه بامتنان لوجوده بحياتها مسك يدها يجذبها برفق لتقف ثم ضغط بيده على زر بهاتفه لتشتغل الموسيقى بالمكان حاوط خصرها بيديه لتفعل هي المثل و تحاوط عنقه تتمايل معه على انغام الموسيقى حيث اختار تلك الأغنية خصيصاً لتعبر عن ما بداخله " نسمة شوق "


ابتسمت بخجل و هي تستمع لكلمات الأغنية خاصة حين مال عليها مداعباً انفها بانفه مردداً مقطع من الأغنية بحب :

جوه القلب انا راسمك و من روحي عليكي بغير و بفرح لما اقول اسمك عرفت انا ليه بقوله كتير ♡⁩


ما ان انتهت الأغنية حملها مرة أخرى لداخل الخيمة متسطحاً ثم جذبها لتنام على ذراعه ينظر لداخل عيناها حيث توجد ضالته


تشجعت قليلاً حتى تقول جزءاً مما تشعر به حتى و ان كان بسيطاً لكن يكفي ان يسعده مثلما يفعل هو لها طوال الأشهر الماضية


سألته بخجل و توتر :

اقولك على حاجة يا فارس


اومأ لها بنعم فمالت برأسها على اذنه مرددة بخجل :

انا أول مرة في حياتي اعمل حاجة صح


نظر لها بابتسامة لتكمل و بالفعل أكملت حديثها قائلة بخجل شديد :

يعني جوازي منك الأول كنت بقول اني اتسرعت فيه لكن دلوقتي بقولك انه الحاجة الصح الوحيدة اللي عملتها في حياتي


ردد بسعادة و قد تهللت اساريره :

صلاة النبي أحسن


ضحكت بخفوت و هي تلكمه بصدره بخفة و الخجل متمكناً منها على الأخير شدد من عناقه و هو يقبل أعلى رأسها بحب


رفعت رأسها بخجل تطبع قبلة صغيرة على وجنتيه قبل ان تعود و تندس بين احضانه من جديد تخفي بها وجهها الذي اصطبغ بحمرة قانية


ابتسم بسعادة و هو يعتدل جالساً و يجعلها تجلس مخرجاً من جانبه صندوق صغير يضعه بين يديها قائلاً بابتسامة :

شوفيها و اتمنى تعجبك


فتحتها بفضول لتجد انهما اسوارتان تشبهان الساعة تعرفهما لقد رأت منهما الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي سألته :

مش دول اساور الحب !!!


اومأ لها و هو يخرج احدهما يضعها بيدها و فعلت هي المثل تضغط على الزر بساعتها لتنير ساعته رددت بسعادة و اعجاب :

حلوة اوي يا فارس شكراً


ردد بحب و هو يضع خصلات شعرها خلف اذنها حتى يرى وجهها :

قولتلك قبل كده و هفضل اقولها مفيش أحلى منك


ابتسمت بخجل بينما الاثنان اخذا يتبادلان النظرات بصمت اقترب منها حتى مددها برفق و اصبح يعتليها ركز نظره على شفتيها و رغبة ملحة تدفعه لتقبيلها في الحال لكنه يمنع نفسه بصعوبة لأجلها


كاد ان يبتعد لكنها تمسكت بيده تحرك رأسها بخفة بنعم تعطيه الإشارة الخضراء ليقترب !!!!!!

.......

بينما بالاسكندرية كان يجلس سفيان بحديقة الفيلا ينظر للفراغ بشرود و بالطبع شعور الندم لا يفارقه ابداً مرت شهور على اخر مرة رأها بها عدا تلك الصورة التي قامت برفعها على موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام


كانت الصورة تشع سعادة حيث كانت تتعلق بعنق فارس من الخلف و تضحك بفرح على قدر ما هو حزين لأنه خسرها على قدر ما هو سعيد لسعادتها يتمنى حقاً ان تدوم لقت تألمت بسببه كثيراً


شعر بأحدهم يجلس بجانبه و لم يكن سوا يزن الذي كان بحالة يرثى لها ردد سفيان بتهكم :

مش هسألك مالك لأن الجواب واضح من عنوانه


تنهد يزن قائلاً بندم و وجع :

ليه مش بنعرف قيمة الحاجة غير لما تضيع من ايدينا ، اختارتني و وثقت فيا و خذلتها ، سببت ليها فضيحة كبيرة بين الناس لأني كنت ندل و اختارت اللي متستاهلش اللي فضلت سنين تخدع فيا


ضحك بسخرية قائلاً بحزن :

لأ و بعد كل ده اكتشف اني بحبها كأن ربنا عايز ينتقم مني و يقولي اللي ضيعتها من ايدك و جرحتها بسبب انانيتك دلوقتي مش هتعرف توصلها غير في احلامك اللي مستحيل تكون حقيقة عشان تبقى تقدر النعمة اللي في ايدك بعد كده ، المفروض اعمل ايه !!


ردد سفيان بوجع هو الآخر :

جاي تشكي همك لمين كلنا في الهوا سوا يا صاحبي


تعالى رنين هاتف سفيان و ما ان اجاب جاءه صوت المحامي الخاص به قائلاً بسرعة :

سفيان باشا زاهر هرب من السجن و نرمين انتحرت !!!!!!!!!

......

بينما بمكان نذهب إليه لأول مرة حيث تدخل تلك السيارة الفارهة عبر بوابة حديدية كبيرة لتتوقف أمام قصر كبير يشبه الخاص بالملوك كان يجلس بداخلها رجلان يردد احدهما بجدية و هو يضع شاشة الهاتف امام الاخر :

عيونا عليهم زي ما امرت يا باشا بقالهم شهور بيسافروا لكذا بلد و حجزوا عودة و هيرجعوا بعد بكره اسكندرية !!!!!


ضغط بيده على كأس النبيذ بقوة حتى انكسر بيده و نزفت الدماء منه بغزارة و هو يرى بالفيديو المصور من قِبل رجاله فارس و هو يعتلي حبيبته تهجم وجهه الذي ارتسمت عليه كل ملامح الشر عندما قبلها ذلك الحقير كما لقبه لقد لمس ما هو ملك له !!!!


ردد بصوت ينم عن كل شر :

خليكم جاهزين اول ما اقولكم تنفذوا ، تنفذوا علطول الغلطة منكم هيكون تمنها حياتكم ، فاهم !!!


اومأ له الرجل قائلاً بطاعة :

اوامرك يا زاهر باشا !!!!!!

......

البارت خلص ♥️



#الفصل_الثالث_والثلاثون

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

صلوا على الحبيب المصطفى ♥️

البارت الجديد يوم السبت ان شاء الله امتحاني يوم الجمعة عايزة اعرف اذاكر يا بشر بس هحاول اعوضكم خلاص اليومين الجايين بتسريبات قمر 😘

.......

عاد الاثنان من السفر بيوم الحناء الخاص بلينا على منزلهما ثم تجهزوا بالمساء و ها هو فارس توقف بسيارته اسفل البناية ثم نزل منها و هو يمسك بيدها سرعان ما حاوط خصرها عندما تعرقلت قدمها بشيء ما و كادت ان تسقط


سألها بقلق :

انتي كويسة


رددت بحزن و ضيق :

يا ربي ع الحظ ده وقته الكعب يتكسر ، همشي ازاي دلوقتي انا ده ا........


توقفت عن الحديث عندما انحنى بدون حديث يحملها بين ذراعيه حاوطت عنقه بتلقائية فشاكسها قائلاً بحب :

اومال دراعي ده موجود ليه ، يشيلك العمر كله من غير تعب


اشاحت بوجهها بعيداً عنه من الخجل فدخل بها للمصعد و ما ان اغلق عليهما طبع قبلة صغيرة على احد وجنتيها فنهرته قائلة بخجل :

فارس !!


ردد بهيام و هو يمرر انفه داخل خصلات شعرها حيث تنبعث منه رائحة الياسمين :

فارس خلاص عشق اسمه بسببك ، قوليه كمان


صمتت و هي تنظر للأسفل بخجل فردد مرة أخرى :

قوليه !!


نطقت بصوت خفيض من الخجل :

فارس


انحنى بوجهه يريد تقبيلها لكن فجأة فتح باب المصعد و ظهرت امامهما فريدة التي رددت بحقد و غضب و هي تنظر إليهم باحتقار :

صحيح اللي اختشوا ماتوا


رفع فارس حاجبيه قائلاً بتهكم :

وانا اقول بردو انتي عايشة ليه لحد دلوقتي


كتمت ميان ضحكتها بصعوبة بينما فريدة نظرت لفارس بغضب فتح باب المصعد خرج منه اولاً و هو يحمل ميان قائلاً بسخرية :

الجو بقى يخنق


انزلها برفق امام منزل لينا حيث فتحت همس لهما الباب و جاءت من خلفهما فريدة لتستمع لما يقال بنفس الوقت خرج سفيان من المصعد و استمع لما قالت همس لفارس و ميان بمرح :

ايوه يا عم العرسان اللي سافروا و قالوا عدولي ، بس شكل السفر بيحلي و بينور الوش لازم اجرب


ردد فارس بمرح و هو يتوجه ليقف أمام منزل ميان حيث ستقام حفلة توزيع العزوبية للشباب :

اتجوزي يا اختي و انتي تعرفي بيحلي و لا لأ و العريس موجود مستني بس اشارة


تلعثمت همس و دخلت و خلفها فريدة تتأفف بضيق بينما ميان التي وقعت عيناها على سفيان صدفة بعدها نظرت لفارس الذي قبض على يده مانعاً نفسه باعجوبه من ان يبرحه ضرباً على ما فعل بحبيبته


اشار لها فارس برأسه لتدخل فأومت له بنعم تفعل ما قال و ما ان اغلقت الباب اقترب سفيان يقف بجانب فارس ينتظرون ان يفتح احد لهما الباب


فتح عمار ليحول نظراته بين الاثنان بتوجس في الحقيقة لقد نسى و لم يحسب حساب لقاء الاثنان سوياً !!!!!

.......

عند الشباب كان كارم يتبادل النظرات مع يزن بسخرية و تحدي بينما فارس كلما التقت عيناه بأعين سفيان يشتعل غضباً لم يقل مقداره عند رأفت الذي يتحمله غصباً لأجل عمار


استأذن منهم رأفت قائلاً بجدية قبل ان يغادر :

البيت بيتكم انا هطلع ارتاح فوق مليش في الجو ده


كان عمار يقف برفقة احد رفاقه المقربين الذي قام بدعوتهم فردد واحداً منهم بحماس :

هديتي ليك يا باشا عشان تودع العزوبية ، حاجة كده مش هتشوفها غير انهارده و لأخر مرة قبل ما تدخل قفص الزوجية برجيلك


قطب عمار جبينه بعدم فهم سرعان ما توسعت عيناه بصدمة عندما فتح رفيقه الباب لتدخل منه راقصة ترتدي عباءة سوداء فوق بدلة الرقص الخاصة بها


ردد عمار بصدمة :

نهار ابوك اسود ايه الهباب ده


ردد الآخر باستنكار و هو ينظر لجسد الراقصة التي ازالت عبائتها لتبقى ببدلة الرقص التي كشفت عن الكثير من جسدها :

هباب ايه يا عم انت مبتشوفش و لا ايه ، دي نعمة حتى يقول للنعمة لأ


ردد عمار بغضب و استنكار :

نعمة دي تبقى خالتك يلا


لكزه الاخر قائلاً بضيق :

ليه الغلط بقى انا غلطان اني بعمل معاك الواجب ، طلعت وش فقر


اشاح فارس وجهه بعيداً عنها بتقزز كذلك فعل كارم بينما قصي عبث بهاتفه غير مهتماً بما يحدث كذلك الحال مع سفيان و يزن 


اقتربت الراقصة من فارس قائلة بميوعة :

مالك يا قمر انت مدور وشك عني ليه ، مش عجباك طب جربني الأول


اطلق رفيق عمار صفيراً عالياً بينما الجميع تركزت نظراتهم على فارس الذي ردد بقرف قبل ان يتركهم متوجهاً للشرفة :

عمر ما عجبني الرخيص


لوت الأخرى شفتيها بغيظ و اقتربت من سفيان فدفعها بعيداً عنه بقرف لتردد بغيظ :

جرا ايه يا اسمك ايه ، انتي جايبني هنا ليه عشان اتهزق و لا عشان أشوف شغلي


علق قصي بتهكم و قرف :

لا و نعم الشغل الصراحة


ثم نظر لعمار و رفاقه قائلاً بحدة و صرامة :

مشوها من هنا ، مش ناقصين قرف


تعالى رنين جرس المنزل بشدة كذلك الطرق على باب المنزل فتح رفيق عمار لتدخل لينا من الباب قائلة بحدة بعدما ارتدت مئذر طويل يغطي جسدها كذلك فعلن الفتيات همس و ميان و سيلين كلاً منهما دخلن يبحثون عن ما يخصهم بغضب و غيرة


فقد اخبرتهم احد المدعوات لحفل الحناء انها رأت راقصة تدخل لمنزل الشباب


ردد عمار و هو يبتلع ريقه بصعوبة :

طبعاً لو حلفت ليكي ع المصحف من هنا لبكره انها كانت لسه هتمشي مش هتصدقيني


صرخت عليه بغضب :

يتخوني يا عمار و احنا لسه ع البر اومال لما نتجوز هتعمل ايه ، الجوازة دي لا يمكن تتم !!!


قالت لينا كلماتها الأخيرة ثم غادرت من امامه بغضب لكن قبل ان تغادر من الباب كان يجذبها لأحد الغرف يغلق الباب خلفهما


نظرت همس لكارم بغيرة و غضب لكنه تجاهلها تماماً رغم شوقه الكبير للنظر إليها و اشباع قلبه من رؤيتها بعدما ابتعدت عنه طوال الأشهر الماضية فخمن على الفور انها ترفضه


اقتربت سيلين من قصي تنظر له بغيظ و غيرة كبيرة فردد هو بهدوء :

مكنتش أعرف ان فيه رقاصة جايه


لم يهدأ ذلك من نيران الغيرة المشتعلة بقلبها فجزت على اسنانها قائلة بغيظ و ضيق كبير :

انا عايزة اروح خلينا نمشي


اومأ لها بنعم و بالفعل تجهزت ثم جذبها من يدها مغادراً المكان بينما ميان أخذت تبحث عن فارس و الغضب متملكاً منها اقترب منها كارم قائلاً بهدوء مشيراً حيث يوجد فارس :

حاولت معاه و مرضيش و اداها اللي فيه النصيب


نظرت له بصمت فتابع حديثه بمرح و صوت خفيض لم يسمعه سواهما :

اقسم بالله بيحبك و مش عاوز غيرك ، هو يعني لو كان يعجبه النوع ده كان اتجوز ليه من الأول


دخلت إليه لتجده يقف يستند بذراعه على سور الشرفة يضع سماعات الأذن ربتت على ظهرها فالتفتت ينزر لها مدهوشاً ازال السماعات على الفور يسألها بقلق :

بتعملي ايه هنا و ازاي دخلتي......


ردت عليه بغضب :

شوفنا المايعة اللي بره دي و هي داخلة عندكم !!


سألها بمرح و هو يلمح همس تقف بالخارج :

داهمتوا المكان يعني


اومأت له و هي تنظر إليه برفعة حاجب فجذبها من خصرها مردداً بغزل :

هو انا اقدر ابص لغيرك ، معايا ست البنات عيني تروح لغيرها ليه


اخفضت وجهها بخجل قبل وجنتها مردداً بمشاكسة :

حبيبي الغيران


ردت عليه على الفور بتوتر :

لأ طبعاً مش زي ما بتقول


ضحك بخفوت قائلاً :

اه ما انا عارف طبعاً كل الحكاية انك كنتي داخلة عليا هجم و مكنش فاضل دقيقة و ترتكبي جريمة عشان مش غيرانة


ردت عليه بغيظ و توتر :

تصدق انا غلطانة اني جيت


كادت ان تذهب لكنه امسك بها يجذبها نحوه بقوة حتى اصطدمت بصدره مردداً بحب و هي يمرر اصبعه على شفتيها :

رايحة فين


كادت ان تجيب لكنه لم يعطيها الفرصة للحديث حيث داهمت شفتيه خاصتها بقبلة اودع فيها حبه و عشقه الكبير لها دخل كارم عليهما مردداً بتهكم و هو ينظر للجهة الأخرى :

يا عم روميو الجيران لو شافتك هتطلب بوليس الأدب روح حب في بيتك


دفعته ميان بخجل و ركضت للخارج لتجد لينا تخرج من احد الغرف تقف مع همس التي سألتها :

مالك انتي و هي وشكم احمر كده ليه


خرجت لينا و خلفها ميان بينما همس نظرت لكارم اخر مرة ثم غادرت بعدما رمقت يزن بنظرة محتقرة ألمت قلبه و لم يكن حاله أفضل من سفيان الذي غادر المنزل على الفور و النيران تشتعل بقلبه ما ان رأى الآخر و هو يقبلها !!!!!

......

ما ان غادرت ميان غمزه كارم قائلاً :

شايف ان الوضع بينكم بقى تمام ، دي دخلت هجم مع البنات و عيونها عمالة تدور عليك في كل مكان


ضحك فارس بخفوت قائلاً بسعادة :

حاسس اني بقيت اقرب ليها من الأول يا كارم ، فكرة السفر كان قرار صح ليا و ليها ، كل الحواجز اللي كانت بينا ابتدت تدوب مع الوقت


ربت كارم على كتفه سعيداً لأجله مردداً بمكر :

يعني شكلي هبقى عم قريب !!


ضحك فارس بسخرية قائلاً :

لأ متسرحش بخيالك اوي ، احنا بالكتير اوي تلاقينا لسه في الخطوة اللي بعد الحضن و ساعات مش بنوصل ليها


لوى كارم شفتيه مردداً :

اتنيل و تقولي بقيت اقرب ليها ، ده انتوا على ما تدخلوا دنيا و تخلوني عم هكون طلعت ع المعاش و بقيت جد


لكزه فارس بذراعه قائلاً بتهكم :

هو القرب بالنسبة ليك كده بس ، لأ بقينا اقرب لأن بقيت احس اني امانها بجد ، بقت تفهمني و افهمها صح ، عرفت عنها اللي مكنتش اعرفه و هي كمان كده ، حضني بدل ما كانت بتخاف و تتحرج تترمي فيه بقت هي اللي تيجي ليه بارادتها


ابتسم بسعادة متابعاً حديثه :

حتى الكوابيس اللي كانت بتجيلها بقت قليل اوي و ان شاء الله تختفي ، ده حتى عينها مراحتش على سفيان زي ما انت قولت اول ما دخلت و حست بالغيرة جاتلي انا مش ليه هو ، لما جت تحاسب حد عشان شاف غيرها جاتلي انا دورت عليا انا بعيونها مش هو يا كارم


تنهد قائلاً براحة :

خطوة الدكتورة كانت فكرة كويسة اوي ، قالتلي اللي كنت تايه عنه


شرد بحديثها يعيده بابتسامة جميلة :

قالتلتي هي حالياً معندهاش القدرة تعطي بس محتاجة تاخد و لو رفضت افضل وراها متيأسش ، ميان محتاجة تتحب و تاخد لأنها زمان عطت كتير


نظر لكارم متابعاً حديثه بحب لها وحدها :

ده اللي انا بعمله دلوقتي يا كارم بحبها و بس ، بعمل اللي عليا على أمل تحبني بجد و تكون من نصيبي و قلبي بيقولي ان ده اللي هيحصل ، هي ليا مش لغيري


ربت كارم على كتفه قائلاّ بسعادة لأجله :

ربنا يحفظها ليك يا اخويا و تكون من نصيبك بجد


امن فارس على دعائه ثم ردد بمشاكسة و غمزة من عيناه :

طب نصيبك انت اخبارك معاه ايه


ردد كارم بمزاج معكر و ألم :

بقالي شهور مش بشوفها


ثم قص عليه ما حدث ناهياً حديثه بغضب :

من يوم ما وصلتها البيت مشوفتهاش كلمتها مش بترد حاولت اوصل ليها بس مفيش فايدة ، لحد ما زهقت و جبت اخري يا فارس


اغمض عينيه مردداً بألم :

طول عمري بجري وراها عشان نظرة و عقلي صورلي انها بتحبني بس الحقيقة انها محبتنيش و لا عمرها هتحبني ، كان الأولى تحبني زمان مش دلوقتي ، همس طول عمرهت شيفاني زي اخوها بس


ربت فارس على كتفه قائلاً بحزن :

انا مش عارف اقولك ايه


ردد كارم بسخرية مريرة :

متقولش ، أصل مفيش حاجة تتقال ، كل حاجة اتقالت و كل حاجة اتعلمت بس الغلط كان عندي ، حبي ليها كان دايماً مخلي عندي أمل انها ممكن تحبني بس كل حاجة وضحت و بانت بعدها عني الفترة ظي كلها و هروبها ملوش غير معنى واحد


قبض بيده على سور الشرفة مردداً بوجع :

معناه انها بتقولي ابعد و اطلع من حياتي ، قلبي عمره ما حبك ماتتعشمش يحصل كده لأنه مستحيل


ثم تابع بألم و هو يشير بأبهامه تجاه قلبه :

بس المهزق ده يا اخي رغم كل اللي عملته الفترة اللي فاتت كان هاين عليه ينط من مكانه و يجري عليها يحضنها و يشبع منها و يعاتبها على غيابها و قسوتها عليه


بينما ذلك الحوار يدور بينهما كانت هناك من تستمع لكل ما قاله كارم بالطبع هي همس حيث عادت برفقة الجميع بعدما غادرت كل المدعوين منزل لينا عادت للداخل تقف بجانب لينا و هي تنظر للشرفة حيث يقف كارم بحزن و بألم شديد

......

بعد انتهاء تلك الليلة و بوقت متأخر جداً كان الجميع يرحل واحداً يلو الآخر رجال و نساء ردد رأفت بتعب بينما يرى حالة منزل لينا :

يلا يا جماعة انهاردة كلنا هننام في البيت عندنا الشقة هنا مقلوبة ع الاخر بكره تتنضف


كان الحديث موجهاً لوالدة لينا و همس و ميان و بالطبع فارس اومأ له الجميع بانهاك و تعب بقيت والدة لينا بغرفة وحدها و الفتيات الثلاثة بغرفة ميان بينما فارس كان ينام بمفرده بالغرفة المجاورة لهم بعدما رددت لينا بمرح قبل ان تدخل الغرفة و تجذب ميان ثم تغلق الباب بوجهه :

هتنام لوحدك انهارده يا فارس احنا التلاتة هننام سوا لأخر مرة محدش عارف هتتكرر تاني امتى !!


عبث بيده بخصلات شعره بضيق منذ ان عادوا من خارج البلاد و هو لا يراها و لا يتحدث معها سوى القليل دائماً مع الفتيات


جلس على الفراش يذم شفتيه بضيق و اشتياق كبير لها و حقد على لينا تلك الشريرة التي اخذت منه زوجته قام بتبديل ملابسه ثم القى بجسده على الفراش يحاول النوم


بينما ميان بقت تتحدث مع الفتيات قليلاً قبل ان تذهب كلتاهما في النوم و بقت هي مستيقظة مررت اصبعها على شفتيها تتحسها برفق و هي تتذكر قبلته


ابتسمت بخجل و كلماته تتردد بأذنها هل تكذب ان قالت انها لا تشتاق لاحتضانه و وضع رأسها على صدره و تنام براحة و امان


اخذت تتقلب بالفراش يميناً و يساراً لكن دون جدوى لا يزور النوم جفونها نظرت لهمس و لينا كلاهما يغطان بنوم عميق


بحذر شديد كانت تخرج من الغرفة و هي تحرص على عدم اصدار اي صوت اغلقت الباب و توقفت امام غرفة فارس و قبل ان تضع يدها على المقبض رددت بتعنيف لنفسها :

بتعملي ايه يا ميان يقول عليكي ايه هو دلوقتي


لكنها سرعان ما تخلت عن ترددها و فتحت الباب بحذر لتجد الظلام يعم الغرفة عدا نور خفيف قام بتركه اغلقت الباب و هي تمشي على اطراف اصابعها

جلست على الفراش بجانبه و هي تعض على شفتيها بخجل بعدها جذبت يده برفق تندس بين احضانه


سرعان ما شهقت بفزع و خجل عندما شدد من عناقها مردداً مردداً بصوت مشتاق حنون :

وحشتيني اوي


سألته بخجل :

انت لسه صاحي ، منمتش !!!


رفع رأسها لتنظر له قبل جبينها قائلاً بحب :

بقولك وحشتيني


اخفضت وجهها بخجل قائلة بصوت خفيض :

سمعتك


ابتسم عليها قائلاً بمشاكسة :

طب مردتيش ليه


اغمضت عيناها قائلة بخجل :

تصبح على خير يا فارس


ضحك بخفوت و هو يشدد من عناقها مر وقت قصير لم يغفو كذلك هي تمللت بنومها فسألها :

مش عارفة تنامي


اومأت له قائلة بحرج :

اه ، هو انا جعانه مكلتش حاجة من الصبح هنزل اشوف حاجة اكلها


اعتدل قائلاً بعتاب :

ينفع كده طيب مكلتيش ليه و كنتي هتنامي و انتي جعانة كمان


اشعل الضوء و اعتدل واقفاً سرعان ما ثبت بمكانه عندما وقعت عيناه على ما ترتدي بيجامة ذات لون فضي حريرية مكونة من شورت قصير يصل لمنتصف فخدها و الجزء العلوي منه بحمالات رفيعة جداً كشفت الكثير من جسدها


ابتلع ريقه بصعوبة مردداً باعين قاتمة بينما يتقدم منها و هي تتراجع حتى اصطدمت بالحائط و هو يحاصرها بيديه :

حرام عليكي ، انتي معندكيش اخوات ، البني ادم ضعيف


ارتجفت شفتيها بينما هي تحركها تحاول الحديث من شدة الخجل فرددت بتلعثم :

ما انا و البنات لبسنا زي بعض مخدتش بالي لما خرجت من الاوضة و......


لم تستطع ان تكمل حديثها فقد داهت شفتاه خاصتها بشغف و عشق كبير ابتعد عنها بعد وقت ليجدها تغمض عيناها بقوة و وجنتيها مصطبغة بحمرة قانية


ابتسم عليها مقبلاً وجنتها برقة قائلاً بمشاكسة :

حبيبي المكسوف


فتحت عيناها ثم دفعته دون ان تنظر لوجهه تركض بقوة للمرحاض و تغلق الباب عليها من الداخل ضحك بقوة ثم اقترب من الباب يدق عليه قائلاً :

انا هنزل احضرلك حاجة تاكليها ع السريع بس متخرجيش بره الاوضة كده ، استنيني هنا و انا جي علطول يا سُكر


ذهب و على شفتيه ابتسامة جميلة و هو سعيد بالتقدم الذي يراه بعلاقتهما بينما نفس الابتسامة لم تفارق ميان لكنها كانت ممزوجة بخجل كبير و هي تمرر اصابعها مكان قبلته


لكن مع ذلك تساؤلات كثيرة لا تفارق عقلها اهمها لما أصبحت هكذا لما اصبح اقتراب فارس منها يسبب لها الخجل على عكس ما كانت البداية كان تخشاه !!!

......

نزل للأسفل و بدأ يصنع لها عدة ساندوتشات دخلت عليا للمطبخ لتشرب الماء فتفاجأت بفارس سألته بصوت ناعس :

فارس انت لسه صاحي عاوز اي حاجة يا بني


نفى برأسه قائلاً ببعض الحرج :

مفيش ميان كانت جعانة فنزلت اعملها حاجة تاكلها


ابتسمت بسعادة و هي ترى اهتمام فارس بابنتها اقتربت منه قائلة :

محصلش صدفة اني قعدت معاك و اتكلمنا سوا يا فارس بس عايزاك تعرف اني مبسوطة ان بنتي كانت من نصيبك انت ، لأني شايفة في كل تصرفاتك قد ايه انت شاريها و عايزها و همك راحتها


ردد فارس بحب :

صدقيني انا اللي مبسوط ان بنتك كانت من نصيبي


ابتسمت قائلة بحنان :

هي بنتي و انت كمان ابني ، خسرت ابني بس ربنا عوضني بابن تاني اتمنى تعتبرني زي والدتك و ده بيتك زي ما هو بيت ميان


ردد بمرح و هو يقبل يدها بحب :

هو انا اطول انك تعتبريني ابنك يا ست الكل ، جبتيلي اغلى هدية ع الدنيا و هي بنتك دي كفيلة تخليني مش بس اعتبرك زي والدتي دي تخليني ابوس ايدك كل يوم


ابتسمت عليا قائلة بحنان و هي تربت فوق كتفه :

ربنا يرضى عليك يا بني و يهدي سرك انت و ميان و يحفظكم و يخليكم لبعض


امن على دعائها و هو يبتسم بحب بينما على باب المطبخ كانت ميان قد نزلت لتراه عندما تأخر فاستمعت لحديثه مع والدتها و الابتسامة لا تفارق شفتيها


أخذت عليا الماء و التفتت لتغادر لتقع عيناها على ابنتها فرددت بمكر :

على اساس انتي و البنات هتناموا سوا


ردد فارس من خلفها بمكر و أستمتاع و هو يرى خجل الاخرى و تلعثمها :

مراتي متقدرش تبعد عن حضني لحظة بقى


ضحكت عليا ثم صعدت و تركتهما تقص ما رأت على رأفت بسعادة و الاخير سعادته لا تقل عنها و هو يرى انه قام بتسليم ابنته للشخص الصحيح

......

ما انهى الاثنان تناول ما احضره فقد تقاسماه سوياً بعد اصرار منها كانت تقف تغسل اسنانها و هو بجانبها يتحديان بعضهما كالأطفال ضحكت بقوة على هيئته دقائق و كان يخرج من المرحاض يحملها بين يديه و الأخرى تتحاشى النظر له بخجل


جلس على الفراش و جعلها تجلس بين قدميه احتضنها من الخلف مستنداً برأسه على كتفها و هي تقلب بقنوات التلفاز و ما ان شعرت به يفعل ذلك سقط جهاز التحكم من يدها بتوتر و خجل


ردد بحب و هو يستند برأسه على كتفها :

لو اعرف انك هتبعدي عني كده ، مكنش جبتك و رجعت من بره و كنا فضلنا هناك سوا


رددت بتوتر و هي تحاول الابتعاد بينما شعرت به يمرر انفه على بشرة كتفها و يضع قبلات صغيرة برقة شديدة :

ااا....اا...الوقت اتأخر مش كده ، يلا ننام


ضحك بخفوت و هو يطفيء الاضواء ثم تمدد بجسده على الفراش يجذبها لاحضانه مقبلاً جبينها بحب و حنان

........

في الصباح الباكر كان الفتيات يجهزون طعام الافطار سريعاً حتى يكملوا الباقي من التجهيزات لليوم التفتت عليا لميان قائلة :

ميان اطلعي صحي جوزك يلا عشان يفطر


اومأت لها بصمت ثم صعدت و هي تحمد الله انها استيقظت قبل الفتيات و إلا لم تكن لتسلم من لسانهم و مزحاتهم لأنها تركتهما و نامت برفقته


فتحت باب الغرفة بهدوء و اقتربت منه بحذر تناديه برفق حتى لا تفزعه :

فارس ، فارس اصحى يلا عشان تفطر


لا اجابه وضعت يدها على كتفه تربت عليه عدة مرات برفق و هي تنادي عليه


فتح عيناه رويداً و ما ان وقعت عيناه عليها جذبها برفق لتنام بجانبه مردداً بصوت ناعس :

صباح السُكر يا سُكر ♡⁩


رددت بخجل و هي تحاول النهوض :

الصباح النور ، الفطار جاهز تحت ، يلا قوم عشان نفطر كلنا سوا


ردد بمشاكسة و هو يستند برأسه على كتفها :

طب انا عايز احلي الأول


سألته بعدم فهم :

تحلي ع الصبح ، طب قولي عايز اي.......


توقفت عن الحديث عندما اختطف قبلة سريعاً منها مردداً بحب و مشاكسة :

أحلى تحلية ع الصبح مش مضرة بالعكس بتدي باور انما ايه ، متستقليش بيها


دفعته و ركضت للخارج بخجل فضحك بقوة و تجهز متوجهاً للأسفل يجلس معهم بعدما القى الصباح عليهم جميعاً


رددت لينا بمرح و مشاكسة :

مراتك امبارح يا فارس العرسان عليها كانوا ايه


غض حلقه و سعل بقوة مردداً بغيرة كبيرة بعدما ناولته عليا الماء :

هما مين دول و ايه اللي جابهم عندكم


رددت همس بمرح :

اهدى يا عمنا دي كل ست في الحلفة عايزة تاخدها لابنها و الست منهم لما تعرف انها متجوزة تتحسر في ايدك كنز خد بالك منه


صمت فارس بضيق ثم دخل للشرفة فلحقت به ميان بينما تنظر لهمس و لينا بعتاب فبطبيعة الرجل الغيرة حتى و ان لم يحب فانه من طبعه الغيرة


رددت والدة لينا بعتاب :

لازمته ايه الكلام ده بس ، ليه حق يتضايق


ردت عليها همس بمرح :

خليه يغير شوية و الحب يولع في الدرة


ضحكت عليا قائلة :

انتي و هي سوسة


ضحكت لينا و هي تصدم كفها بكف همس و هما تضحكان بمرح بينما بداخل الشرفة اقتربت ميان من فارس قائلة :

انت زعلت بجد و لا ايه لينا و همس بيهزروا مش قصدهم حاجة


ردد بحدة و غيرة كبيرة بينما يضرب سور الشرفة بقبضة يده :

من حقي أغير يا ميان اي راجل بيغير على مراته عشان تخصه ، ما بالك بقى مراتي و الوحيدة اللي في حياتي اللي حبيتها ، امبارح من ستر ربنا اني مطلعتش بروح التاني


فهمت من يقصد بالطبع سفيان قربها منه قائلاً بغيرة تحرقه :

ميغركيش الهدوء اللي شيفاه انا جوايا نار قايدة مش بتنطفي ، نار بتحرق في قلبي كل لحظة لما افكر ان التاني قرب منك و لمسك و بسببه حصل حاجات كتير ، نفس النار بتقيد فيا كل كل ما بحس ان فيه حد بصلك و او بيتمناكي و عايزاك ، زي الزفت اللي قبلناه في الحلفة و كان ناقص يعيط لما عرف انك اتجوزتي !!!!!


لم تجد ما تقول سوا انها رددت بتوتر :

فارس دلوقتي انا مع مين


نظر لها فرددت بهدوء :

انا معاك انت و على اسمك انت و الباقي ميهمش في اي حاجة ، متضايقش نفسك عشان خاطري


رفع يدها مقبلاً اياها بحب :

خاطرك غالي اوي و انتي غالية يا ميان ، انتي حبيبتي ، الوحيدة اللي حبيتها في الدنيا و غيرتي من حبي فيكي


نادت عليها والدتها فابتعدت عنه تدخل للداخل و هو خلفها اعتذرت منه كلاً من همس و لينا قائلين انهما كانا يمزحان فقط حرك رأسه بنعم لكنه حقاً لم يهدأ للآن نفس النيران بداخله

......

في المساء بأحد أكبر الفنادق بالاسكندرية بدأ الزفاف و نزلت لينا الدرج تتمسك بيد والد ميان ليسلمها لعمار قائلاً بابتسامة و حنان :

خلي بالك منها دي امانة في رقبتي بنت الغالي ، متخلنيش في يوم اندم اني سلمتها ليك زي ما ندمت زمان و سلمت اللي قبلها لأخوك


ردد عمار بحب :

امانتك في الحفظ و الصون يا جوز خالتي ، اوعدك تفضل في قلبي طول العمر


اقترب منها عمار مقبلاً جبينها قائلاً بحب :

وأخيراً يا وردتي ، مبروك عليا انتي 


ابتسمت بسعادة و خجل و هي تتمسك بذراعه متوجهين حيث المكان المخصص لهما


نزلت ميان الدرج بفستانها ذو اللون السماوي و الذي ناسبها بشدة و ترتدي مثله همس التي اخذت تبحث بعيناها عن كارم و ما ان نظرت له ابعد عيناه سريعاً لكنها امسكت به


اقترب منها فارس مردداً بغزل :

صعبان عليا الناس انهارده والله


سألته بتعجب :

ليه !!


ابتسم مردداً بغزل و حب :

عشان هيفضلوا في حيرة طول الليل ، يفضلوا يسألوا من امتى القمر كان بينزل ع الأرض


ابتسمت بخجل و لم تجيب فجذب يدها متوجهاً للطاولة المخصصة لهما برفقة والديها كانت فريدة تنظر لفارس و ميان بحقد بينما ترى ان تلك السعادة كان من المفترض ان يعيشها حفيدها و ليس ذلك الغريب ترى ان ميان حق سفيان فقط


ذهب فارس ليتحدث بالهاتف خارج القاعة بعيداً عن الضوضاء و ما انتهى التفت ليدخل فوجد فريدة امامه كاد ان يمر و يتجاهلها فرددت هي :

متفرحش اوي ، ميان لا يمكن تحبك طول عمرها بتحب سفيان و هو كمان بيحبها انت مجرد دخيل بينهم و هيجي يوم اللي تشوف فيه بنفسك ميان بتسيبك عشان خاطر حفيدي ، اشتري كرامتك و خلي البُعد يجي منك


ضحك فارس بسخرية مردداً باشمئزار منها :

مش قولتلك عرفت انتي ليه عايشة لحد دلوقتي !!


قالها ثم غادر و تركها مع الغل الذي ينهش قلبها كلما رأت ابتسامة الأخرى و حفيدها لا !!!


اشتغلت الموسيقى بالمكان و افتتح الرقص العروسين كان عمار يهمس بكلمات بأذن الأخرى فتخجل و تلكمه بصدره


جذب فارس ميان يتمايل معها على انغام الموسيقى مرت دقائق قليلة و اشتغلت اغنية جعلته يبتسم بتوسع مردداً بجانب اذنها بصوت خفيض :

مش بتفكرك بحاجة الأغنية دي


عنفته قائلة بخجل :

بس يا فارس


ردد برومانسية :

كانت اول مرة تسمحيلي فيها اقرب و اقطف الكريز برضاكي


اشاحت بوجها بخجل بينما ما ان وصلت الاغنية لذلك المقطع المفضل لديه فعل مثلما فعل قبلاً استند بجبينه على خاصتها مردداً كلمات الأغنية بحب :

جوه القلب انا راسمك و من روحي عليكي بغير و بفرح لما اقول اسمك عرفت انا ليه بقوله كتير ♡⁩


بينما كان الاثنان مندمجان في الحديث كانت اعين سفيان عليهما و الحسرة و الندم لا يفارقان قلبه اشتعلت عينيه غيرة عندما لاحظ تقاربهما

.....

كان كارم يقف بعيداً ينظر خلسة لمعذبة قلبه حتى لا تلاحظ كذلك يزن الذي كان يناظرها بحب و اشتياق لم يكن يعرف انه يحبها بكل هذا القدر


مر الوقت و الجميع يرقص بمرح و لكن انتبه الكل فجأة لذلك الصوت الذي يعرفه معظمهم لتردد سيلين بتعجب و تساؤل :

قصي هي همس هتعمل ايه   !! 


حرك كتفه بعدم معرفة و تابع باهتمام كذلك فعل الجميع :

اول حاجة الف مبروك يا لينا ، اختي و صحبتي اللي بحبها و بموت فيها ، مبروك يا عمار بس حسك عينك تزعلها لأن هتشوف مني وش عمرك ما شوفته 


ضحك عمار و اومأ لها فأخذت همس نفس عميق ثم رددت بابتسامة جميلة :

عايزة اقول حاجه قدام كل الموجودين ، في شخص بينكم هنا دلوقتي بقوله قدام كل الموجودين


صمتت للحظات ثم تنهدت قائلة بصدق :

انا بحبك


انتبهت حواس كارم و كذلك يزن لها و اعتدل و انتفض والديها واقفان من الصدمة بينما لينا و ميان تبتسمان بسعادة و هما تعرفان ما تنوي عليه همس !!


أخذت نفس عميق و تابعت :

يمكن الكل يقول انها جراءة مني ، بس الشخص ده هو اللي وقف جنبي و ساعدني شالني لما وقعت


اقتربت من كارم قائلة بينما تنظر لداخل عيناه بحب :

مسك ايدي و طلعني من اللي فيه ، شخص فضل يحبني من غير امل اني احبه


كان يستمع لها بصدمة و هي تكمل حديثها :

استحملني في وجعي على شخص تاني جرحني ، استحملني و فضل يحبني من غير ما يمل مني


نزلت دمعة من عيناها و هي تقول :

كان بيقويني بالكلام و بالفعل شخص يعرفني اكتر من نفسي و ياما جرحته بكلامي من غير قصد و بأفعالي كمان و مع ذلك بردوا عشقني و فضل شاريني


تنهدت قائلة بحب و امتنان كبير له :

تفتكروا الشخص ده ميستهلش اني أقف و اقول قدام الكل اني من كل قلبي بحب


مسكت كف يده و الآخر ينظر إليها بعدم تصديق قائلة بحب صادق و حقيقي تشعر به :

سامحني على غبائي و على اني زمان فرط في الحب ده و قدام كل الناس دي بقولها ليك تاني و لأخر العمر هفضل اقولها من كل قلبي


تنهدت بعمق ثم تابعت بحب صادق :

بحبك يا كارم


تعالى التصفيق بالمكان بحرارة و ذلك العاشق من كم الصدمات التي تلقاها الان و وقعت على مسامعه يشعر انه بحلم و كل ما يحدث غير حقيقي دقات قلبه عالية ، اعلى من صوت تصفيقهم


كان فارس يصفق بقوة مطلقاً صفيراً عالياً فرحاً لأبن عمه الذي كان فقد الأمل


اغمض عينيه و فتحها عدة مرات لا يصدق ما يرى سرعان ما جذبها يعناقها بقوة فهمست بجانب اذنه بحب و بصدق :

والله بحبك ♡⁩


ابتسم بسعادة و ابعدها عنه ينظر بداخل عيناها 

ليرى تلك النظرة التي كان قديمًا على استعداد ان يدفع عمره بأكمله مقابل رؤيتها


ردد بعدم تصديق :

همس هو اللي بيحصل ده حقيقي !!


اومأت له و هي تضحك بخفوت قائلة بمرح :

اه حقيقي ، تحب اقرصك عشان تتأكد


ضحك بسعادة و كاد ان يقترب ليعانقها لكن سبقه عاصم يمسك به قائلاً بتوعد :

نتلم بقى و كفايه قلة أدب و اعمله اعتبار ان ابوها واقف ، متزودوش في حسابكم عشان ليلتك انت و هي هباب ان شاء الله !!!!


ابتعد كارم و هو يبتلع ريقه بصعوبة كذلك همس التي لم تحسب حساب لرد فعل والدها لكن يبدو ان الأمر لن يمر مرور الكرام !!!!

.......

توجهت ميان للمرحاض لتضبط ثيابها و عند خروجها تفاجأت بمن يكمم فمها من الخلف و يقوم بغرز حقنة ما برقبتها جعلتها تفقد الوعي و لم تدري بشيء بعدها لم يكن ذلك الشخص سوا " زاهر "


الذي اخذ يمرر يده على وجهها مردداً بعشق :

هانت يا حبيبتي مبقاش فاضل كتير عشان نبقى مع بعض ، مش هسيبك من النهاردة هتفضلي معايا و جنبي مش هسمح لحد ياخدك مني تاني ، الكل هيدفع تمن اذيتك ، الكل !!!!


خرج من المرحاض بعدما طلب من رجاله ان يقوموا باخلاء الطريق له اخذها و غادر من الباب الخلفي قائلاً بنبرة حازمة تنم عن كل شر :

اسحبوهم لبره و خلصوا عليه بعدها !!!!


اومأ له أحد الرجال الذين قاموا بالتمويه عن نفسهم بارتداء ملابس العاملين بالفندق عندما لاحظ فارس تأخر ميان كاد ان يذهب لها لكن اقترب منه النادل قائلاً بسرعة :

زوجة حضرتك داخت و ورتني صورتك عشان انادي ليك تلحقها !!!!!


ركض فارس بلهفة و قلق للخارج خلف النادل و هو يقطب جبينه بتعجب عندما قاده للباب الخلفي توقف عن السير قائلاً :

مراتي ايه اللي جابها هنا أصلاً و ......


توقف عن الحديث عندما غرز أحدهم عنقه من الخلف بحقنة ما جعلته يترنج بوقفته و تتشوش رؤيته فسقط فاقداً للوعي !!!!!!!


بينما سفيان ذهب ليجري اتصالاً هاماً بعدما القى نظرة مطولة على شقيقه بسعادة و فخر ليتفاجأ بأحد عمال الفندق يخبره ان أحدهم صدم سيارته بالجراج بدون قصد تأفأف و ذهب ليرى ما حديث ليكون مصيره كمصير فارس و ميان  !!!!!

......

بينما بداخل الزفاف كان عمار يرقص مع رفاقه و لينا تقف مع همس و سيلين يلتقطون الصور تعالى الصريخ بالمكان عندما خرج صوت رصاصة اخترقت جسد أحدهم  !!!!!!!

.......

بعد ساعات بمكان ما وسط الصحراء كان صراخها العالي المستغيث يشق سكون الليل الفزع و الرعب تمكن منها و هي تراه يسكب بنزيناً على هيئة حلقة كبيرة تحيط بمقعد الاثنان المكبلان بالحبال بقوة و ما ان أنتهى مما يفعل


اقترب منها زاهر مردداً بابتسامة و هيئة غير متزنة :

حبيبتي بس بتنادي على مين مفيش حد تاني غيرنا هنا و بعد شوية مش هيكون فيه غيري انا وانتي  !!!!


حاوط بيده وجنتيها مردداً بشر و غل :

خايفة عليهم ليه الاثنين يستاهلوا يموتوا


أشار ناحية سفيان مردداً بحقد و غضب :

هو عشان كان سبب في عذابك و غلط في حقك أكبر غلط ، ده اناني كل اللي يهمه نفسه و بس


ثم أشار ناحية فارس الذي يحاول قطع الأحبال عنه مزمجراً بغضب و هو يراه يضع يده بتلك الطريقة على زوجته :

أما هو غلط غلطة عمره لما اتجوزك و خدك مني من تاني


رددت بصراخ و غضب و دموعها تنساب برعب :

انت مجنون  !!!


صرخ عليها بغضب و قهر ظهر بوضوح في صوته :

مجنون بسببك ، ليه دايماً بتختاري غيري يا ميان ، محدش فيهم حبك قدي انا قتلت عشانك ، كاميليا ماتت لأسباب كتير اولها انها اذيتك و نرمين كمان خدت اللي فيه النصيب ، أنا عندي استعداد أموت عشانك و اقتل اي حد يفكر بس يقرب منك سواء يأذيكي او ياخدك مني ، انا مش طالب كتير حبيني بس ربع الحب اللي بحبه ليكي


صرخ عليه فارس بقوة و غضب كبير و هو يراه يمرر يداه على خصلات شعرها :

قسماً بالله هقتلك !!


صرخ عليه سفيان من بعيد بغضب :

لو لمست شعره منها يا زاهر قسماً بالله لأدفنك حي


ابتعد عنها مخرجاً قداحته يشعلها مردداً بغل و حقد كبير :

ده لو عيشت انت و هو يا بن العزايزي  !!!


القى بالقداحة ارضاً حيث قام بسكب البنزين فأشتعلت النيران حول الاثنان بقوة انحسبت انفاسها برعب و هي تجد صعوبة في رؤيتهما بعدما تصاعدت النيران لأعلى أكثر صرخت بعلو صوتها تنادي عليهما


اقترب زاهر منها مردداً بهوس و هو يمرر يده على خصلات شعرها عدة مرات :

بكره تنسيهم ، انا هخليكي تنسيهم و تفتكري حبي ليكي بس ، هما ماتوا كل اللي فرق بينا زمان مات ، دلوقتي هنبقى لبعض لأخر العمر يا روحي


صرخت عليه بغضب ودموع وهي تحاول التحرك لكن دون جدوى تستمع لسعال الاثنان بقوة من وسط الحلقة النارية :

أنت مجنون ، منك لله انا بكرهك  !!


بقت تصرخ حتى فقدت وعيها انحنى يحملها بين يديه ملقياً نظرة اخيرة للخلف قبل ان يغادر و هي معه  !!!!!!!!

........


#الفصل_الرابع_والثلاثون

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

صلوا على الحبيب المصطفى ♥️

.......

فتح عيناه ببطيء سرعان ما عاد يغلقها سريعاً من شدة الضوء نظر حوله بعدم فهم و استيعاب يتساءل اين هو !!!!


انها المستشفى نظر على يمينه ليتفاجأ بجسد سفيان على نفس حاله سرعان ما عصفت برأسه ما حدث ازال قناع الاكسجين عن وجهه و بدأ بأذالة جميع الاجهزة التي تقيش مؤشراته الحيوية دخلت الممرضة سريعاً تحاول منعه و معها الطبيب يحاولون منعه اثناء ذلك أستيقظ سفيان هو الآخر و ما ان تذكر ما حدث فعل نفس الشيء


دخل كارم يمنعهم قائلاً و هو يتمسك بفارس :

فارس اهدي اللي بتعمله ده غلط عليك


ردد بشراسة و هو يدفعه بعيداً عنه :

مراتي فين يا كارم ، ميان فين !!!!


صمت كارم بحزن ليقترب منه سفيان قائلاً بقلق ينهش قلبه :

ميان كويسة مش كده ، لحقتوها من بين ايد اب.....


ردد كارم بتهرب :

لازم ترتاحوا حالتكم......


قاطعه فارس و هو يتمسك بمقدمة ثيابه بغضب جامح بينما يكاد قلبه يكاد يتوقف من فرط ما يشعر به من قلق عليها الآن :

رد عليا مراتي فين ، ايه اللي حصل ، انطق !!!


اخفض كارم عينيه قائلاً بحزن :

تليفونك كان معاك و حددنا مكانك منه لما لاحظنا اختفائك انت و ميان و كمان سفيان راجعنا الكاميرات و شوفنا اللي حصل


تابع فارس بتوتر بينما سفيان و فارس يستمعان له بلهفة :

حددنا المكان و لما وصلنا كانت النار حواليكم و كنتوا فاقدين الوعي وصلنا في الوقت المناسب ، بس للأسف ميان مكنتش موجودة !!!!!


ردد فارس و سفيان معاً بصدمة :

يعني ايه !!!!


اشاح كارم بوجهه بعيداً قائلاً بحزن :

يعني احنا بقالنا حوالي اربع ايام مسبناش مكان غير لما دورنا فيه عليها بس مفيش ليها و لا للزفت اللي خطفها اي اثر


كاد سفيان ان يخرج من الغرفة و الغضب متمكناً منه لكن توقف عندما قال كارم :

انت بالذات مينفعش تسيب المستشفى !!


سأله بحدة دون ان يلتفت له :

ليه ان شاء الله


ردد كارم بحزن :

اخوك في الاوضة اللي جنبك !!!!!


اقترب منه سفيان قائلاً بقلق :

عمار ماله ، جرا ايه لاخويا ما تنطق !!


تنهد كارم قائلاً بارهاق :

حد هاجم الفرح و ضرب نار عليه ، بس متخافيش من ستر ربنا الرصاصة مكنتش في مكان حيوي و حالياً هو كويس بس لسه مفاقش


ركض سفيان بخطى غير متزنة لخارج الغرفة متوجهاً حيث شقيقه بينما فارس ردد بحدة للممرضة التي تقف بنهاية الغرفة :

هاتيلي اي زفت البسه


نفذت الممرضة ما قال على الفور و بالفعل غادر المستشفى بغضب متجاهلاً حديث الجميع اخذ يبحث بكل مكان و كارم معه يقص عليه توصلوا إليه الأيام الماضية !!!!


سأله فارس بغضب :

ممكن يكون خدها و سافر !!


نفى كارم برأسه قائلاً :

مستحيل امنا الوضع مش هيعرف يخرج بره البلد


ردد فارس بغضب و هو يشعر بالعجز بينما يلكم عجلة السيارة بقدمه من الداخل :

ابن.....ممكن يكون سافر بيها في اي محافظة تانية ، ممكن يكون اذاها


قال الأخيرة بأعين دامعة و صوت مختنق و القلق عليها و الفزع لا يفارقه يتساءل كيف هي الآن !!

......

كانت لينا تجلس بجانب عمار الذي لم يكن حاله أفضل من فارس و سفيان كانت تبكي بقوة و حزن عليه و على صديقتها التي للآن لا يعرف احد اين هي !!!


فتح عمار عيناه بتعب رددت لينا على الفور بلهفة :

عمار انت كويس


مرر لسانه على شفتيه الجافة مردداً بعطش :

عايز اشرب


جلبت له المياه على الفور وساعدته على الشرب تسأله مرة اخرى بقلق و دموع :

انت كويس يا عمار مش كده ، حاسس بأي تعب !!!


حرك رأسه بنعم وهو يشعر بألم كبير مكان جرحه رددا بصوت متعب :

ايه اللي حصل انا اخر حاجه فاكرها كنت برقص من اصحابي و انتي بتتصوري و بعدها.....


انفجرت في نوبة بكاء مريرة قائلة بحزن :

كنت هموت من القلق عليك يا عمار ، حصلت بلاوي كتيره ، محدش عارف يتصرف ، ميان مش عارفين هي فين فارس سفيان كمان !!!


ردد بعدم فهم و هو يعتدل جالساً بحذر شديد و تعب :

حصل ايه يا لينا انا مش فاهم حاجة ، بلاوي ايه اللي حصلت و مش عارفين تتصرفوا في ايه ، ميان مالها مش عارفين هي فين ازاي !!!


ثم تابع بصدمة :

حصل حاجة بين فارس و سفيان !!!!


ببكاء يتخلله شهقات عالية اخذت تقص عليه ما حدث و الآخر في حالة صدمة و لسان حاله يردد اليوم الذي انتظره طويلاً و ظن انه سيكون يوماً لا ينسى اصبح حقاً لا ينسى و لكن من كم الكوارث التي حدثت به !!!!

.........

ايام تمر و الحال كما هو لا جديد لم يترك مكاناً إلا و بحث عنها فيه لا يأكل لا ينام حالته اصبح يرثى لها الجميع مجتمعون بمنزل عائلة ميان و والدتها لا تتوقف عن البكاء و النواح


جلست والدة فارس بجانبه قائلة بحزن :

متعملش في نفسك كده يا بني هنلاقيها بأذن الله ، قوم ريح شوية و كل لقمة عشان تقدر تصلب طولك


لم يرد عليها فقط يضع رأسه بين يديه عقله ليس معهم بالأساس بل معها هي يتذكر اول لقاء ثم اول قبلة بينهم برضاها ثم لحظاتهم الجميلة عندما كانوا خارج البلاد و فرحتها بنجاحها و بهديته التي لم تنزعها من يدها منذ اخر......السوار !!!!!!


انتفض مكانه يركض للخارج حيث منزلهما الذي لما يخطو داخله منذ ما حدث سوا مرات قليلة جداً يبحث هنا و هناك عن مكان السوار الخاص به لحق به كارم و كذلك سفيان الذي ظن انه علم شيئاً عن مكانها ليتفاجأ به الاثنان يأتي لهنا صعدوا خلفه ليتفاجئوا بباب المنزل مفتوح و فارس يركض من هنا لهنا يفتش عن شيء ما !!!!


سأله كارم بتعجب :

بتعمل ايه يا فارس ، بتدور على ايه !!!!


لم يرد عليهما فارس بل دخل لغرفته و اخد يبحث فلحقوا به بلهفة التقط السوار من داخل احد الادراج ليجده يحتاج للشحن فقط نفذ اخر مرة كان يرتديه فيها بينما هي كانت ترفض نزعه من بين يديها يتمنى ان تكون لا زالت ترتديه !!!!


سأله كارم بقلق :

فارس انت بتعمل ايه !!!


ردد فارس بصوت مختنق و تمني :

اخر فرصة عشان اعرف اوصلها هو ده ، لو لسه لابساه هقدر اعرف مكانها ، ازاي تاه عن بالي الموضوع ده كل الايام اللي فاتت


كان سفيان يقف على اعتاب باب الغرفة يستمع لما يقول نظر على الفور لما بيد فارس ليجد انه مجرد سوار قبل ان ينطق بشيء لفت انتباهه حديث فارس الذي :

ليه يحصل كده يا فارس ، بعد ما خلاص كانت الأمور بينا تمام و كنا كويسين و حسيت اني كسبتها بجد ، كل حاجة تتهد من أول و جديد و تروح من ايدي


فرت دمعة من عيناه و هو يردد بوجع :

قلبي مش قادر يرتاح و لا بيوجعني و الف سؤال و سؤال مش بيفارق عقلي ، هي فين كويسة و لا لأ حد اذاها ، نار بتحرقني من جوه لمجرد التخيل ده


صمت متابعاً بشرود و حزن :

كان فيها اللي مكفيها يا كارم ، ليه يحصل كده


ربت كارم على كتفه مردداً بجدية :

حكمة ربنا ، يمكن اللي بيحصل ده وراه خير ، محدش عارف حكمة ربك ايه ، ارضى بقضاءه يا فارس و اصبر هنلاقيها بأذن الله


كان سفيان يستمع لهما و هو يشعر بالعار من نفسه فارس لمدة أسبوعين لا يقدر على فراقها و بتلك الهيئة يكاد يبكي حقاً ، بينما هو قد هجرها سنوات لم يرف لها فيهم جفناً بل كان قاسياً !!!!


قارن نفسه بفارس ليجد نفسه يردد بسخرية مريرة هل هو حقاً احبها !!!


بعد وقت انتفض فارس بمكانه و هو يرى ساعته تنير ارسل هو الآخر لها لتشعر باهتزاز الساعة على يدها فابتسمت بسعادة هذا يعني انه حي فارس لم يمت !!!!


لكن صمتت عندما خطر بعقلها ان الساعة يمكن ان تكون وقعت بيد شخصاً اخر سرعان ما نفضت تلك الفكرة عن بالها فارس تركها بالمنزل اخر مرة يستحيل ان يكون احداً آخر هذا يعني ان فارس حي !!!!!


لكن خاصتها على وشك ان ينفذ شحنها فعلت ما قاله لها آخر مرة عندما كان يعلمها كيف تعمل


بينما على الجهة الاخرى عند فارس قام بتوصيلها بتطبيق ما استغرق منه الأمر نصف ساعة مع عدة اتصالات من كارم كان يركض بعدها الثلاثة بلهفة خارج المنزل متوجهين حيث تأتي الأشارة التي كان ينتظرها !!!!!

......

قبل قليل بمكان آخر كانت تصرخ عليه لكن لا اجابه لا تفعل شيء سوى الصراخ


- خرجني من هنا بقى !!

صرخت ميان عليه و هي تركل المقعد الخشبي بقدمها لقد مر ما يقارب الأسبوعان و هي بنفس المكان تصرخ و لا يجيب يضع لها الطعام و يغادر دون ان يجيب على اسئلتها


اقترب منها مردداً بابتسامة :

اهدي بس يا حبيبتي و كلي اكلك يلا !!


اطاحت بصينية الطعام من امامها صارخة عليه بغل وغضب :

مش عايزة منك حاجة ، حصلهم ايه سفيان و فارس....


قاطعها قائلاً بغضب و هو يضغط على فكها بقسوة :

اسمهم مايتذكرش على لسانك هما ماتوا خلاص يكون أحسن لو اتقبلتي الحقيقة دي


بكت بقوة رافضة تصديق تلك الحقيقة القاسية فأخرج هاتفه يضع شاشته امام عيناها قائلاً بتلذذ :

شايفة صور جثثهم اهي ، كان لازم يموتوا و كان لازم انتي تبقي ليا من الأول


صفعته بقوة ثم أخذت تلكمه بصدره صارخة عليه بقهر و كره شديد و بكاءها العالي يصم الآذان :

لا كنت ليك أول و لا هكون ليك في الآخر ، ربنا ينتقم منك...


قاطع حديثها صفعة قاسية هوت على وجنتها فسقطت ارضاً من قوتها مصطدمة بجبينها بطرف الفراش الحديدي !!


شهق بفزع و انحنى نحوها مردداً بفزع و هو يزيل الدماء التي بدأت تنزف من جبينها بيده :

حبيبتي حقك عليا تتقطع ايدي مكنش قصدي بس انتي عصبتيني و كمان رفعتي ايدك عليا.....


دفعته بعيداً عنها باشمئزاز فردد باعتذار :

انتي زعلانة مني عشان مديت ايدي عليكي ، متزعليش


ثم التفت حواله عدة مرات بعدها وقف مخرجاً قداحة من جيب بنطاله قائلاً بنبرة ارعبتها :

طب بصي عاقبيني زي ما انتي عايزة خدي ولاعة اهي ولعي احرقي ايدي عشان اتمدت عليكي اول واخر مرة يا حبيبتي متخافيش مني انا مش زي ابن..... سفيان عمري ما ارفع ايدي عليكي تاني !!!


كانت ترتجف من الخوف و هي تراه يشعل القداحة يضعها تحت يديه التي صفعتها كان يبدو كأنه ماس من الجنون ضرب عقله مردداً :

انا عارف انك رقيقة و مش هتتحملي تعملي فيا كده عشان كده انا هعاقب نفسي عشان ضربتك !!!!!


دفعت يده من امامها بفزع و خوف من هيئته فردد زاهر بحنان و رفق :

مش قادرة تشوفيني بتوجع يا روحي ، ربنا يخليكي ليا انا هروح اجيب اكل تاني بدل ده زمانك جعانة اوي عشر دقايق وراجعلك !!!!


خرج زاهر بعدها نظرت للساعة التي بيدها منذ ما حدث ترسل اشعارات يومياً لكن ما من استجابة سرعان ما دب الأمل بقلبها عندما رأت الاشارة تأتيها من الجهة الأخرى !!!!

........

فتح الباب و دخل يضع الطعام امامها على الفراش لكنه لم تقترب منه جلس اسفل قدميها مردداً بصوت حزين متألم :

ليه يا ميان حبتيهم ، وليه دايماً كل اللي بحبهم مش عايزني و يسبوني و يمشوا


لم تنظر له بل كانت على وضعها تدفن وجهها بين قدمها ليتابع هو بقهر :

انا عمري ما كنت وحش يا ميان هما اللي عملوا فيا كده ، انا عمري ما اذيت نملة لكن هما اللي ابتدوا بالاذية هما اللي ابتدوا و عملوا مني اللي انتي شيفاه ده ، مش انا !!!!


لم تنظر له اشاحت بوجهها بعيداً فتابع هو بدموع :

بصيلي يا ميان ، بصيلي مرة من غير ما اشوف كره و قرف في عيونك انا والله مش وحش


صرخت عليه بغضب :

متجبش سيرة ربنا على لسانك ، اللي زيك ميعرفش ربنا عشان يجيب سيرته !!


رد عليها بقهر :

وهما كانوا عرفوا ربنا ، كانوا عرفوا ربنا و هما بيدمروا عيلتي و حياتي و مستقبلي


اشاحت بوجهها بعيداً ليتابع هو بما صدمها :

كاميليا و جوزها كانوا السبب ، هما السبب قتلوا عيلتي ، دمروا حياتي !!!!


رددت بصدمة :

كاميليا عملتلك ايه و عمي شريف اللي يرحمه اذاك في ايه ، عمره ما اذى حد !!!


نفى برأسه قائلاً بدموع و غضب :

مش ابو سفيان كاميليا و جوزها اللي اتجوزتوا بعد ما اطلقت من ابوه !!!


نظر لداخل عيناها مردداً بصوت حزين مشتاق :

تعرفي انك شبهها اوي ، فيكي شبه من امي اوي يا ميان نفس العيون اللي كل ما بشوفها بلقى فيها حنان و دفى


زفرت بضيق و هي تشيح بوجهها بعيداً مرة أخرى فتابع هو بحزن شديد و ذكريات الماضي تعصف برأسه :

امي اللي كل ذنبها ان جوز كاميليا الو.....عينه زاغت عليها و عجبته ، ابويا كان بيشتغل عنده ساعي في الشركة و انا كنت في الجامعة ظروفنا كانت كويسة الحمدلله ومستورة معانا بس جت فترة حصلتلي حادثة قعدتني في البيت من غير شغل


تنهد متابعاً حديثه بحزن :

كنت بشتغل جنب الدراسة عشان اصرف على نفسي واساعد ابويا في مصروف البيت ، الحادثة اللي حصلت و العملية اللي عملتها قعدت بسببها فترة في البيت و صرفنا اللي كنا محوشينه كله


صمت للحظات ثم تابع مبتلعاً غصة مريرة بحلقه :

الظروف زنقت معانا خالص و انا مكنش ينفع انزل شغل فأمي اشتغلت خدامة في الفيلا عند كاميليا و جوزها على فكرة هي عمرها ما اشتغلت بالعكس كانت قاعدة معززة مكرمة في بيتها و عمرها ما اتبهدلت و ياريتها ما راحت !!!


استمعت له باهتمام ليتابع بقهر :

يوم ما نزلت اتبهدلت و اتهانت و لا كانت بتتكلم ، ابن....كان بيضايقها بنظراته بس هي استحملت عشان مكنش قدامها حل غير كده الحمل كان هيكون تقيل على ابويا لحد ما في يوم استغل ان الشغالين و البيت فاضي و......


صمت و لم يقدر على قولها خمنت ما يريد قوله فتابع هو بدموع و حزن :

اتهجم على امي و اعتدى عليها و هي متكلمتش فضلت ساكتة و كاتمة الحزن و القهر في قلبها بس قلبي كان حاسس ان فيه حاجة بتحصل ، دي مش امي دي واحدة تانية بتدبل كل يوم عن اللي قبله ، محدش عارف السبب ايه !!!


مسح بيده وجهه متابعاً بحزن :

نسألها بس مش بترد سرحانة علطول و ساكتة ، انطفت و بنطفي كل يوم


شرد بتلك الذكرى الاليمة مردداً بحزن :

لحد ما في يوم لقينا اللي بيخبط على باب بيتنا و بيزعق بصوته كله و كانت كاميليا ، كانت عمالة تصرخ و تقول ان امي لافت على جوزها و خانت ابويا معاه و كلام كتير من ده و المشكلة انها كانت بتقول حاجات متتقاليش بس كانت كفيلة انها تخلي اي حد يقتنع !!


صمت متابعاً بحزن و هو يمسح دموعه :

فضحتنا في الحتة كلها و ابويا صدق ، صدق و طلقها في ساعتها من غير ما يسمع منها ، طلقها و بطلاقه ليها كأنه بيثبت التهمة عليها


كانت تستمع له بحزن و تأثر فتابع بقهر :

بس امي حكتلي كل حاجة روحت للراجل ده و كنت واخد معايا سكينة ناوي اقتله و اخد حق امي واجهته و اعترف بكل بجاحة باللي عمله ، معرفتش اعمله حاجة لأن رجالته كانوا اكتر مني ، سكينة تعمل ايه وسط كل دول......


نزلت دموعه أكثر و هو يروي بوجع تفاصيل تلك الليلة التي تغيرت حياته بها :

رجعت يومها و لقيت ابويا قاتل امي ، قتلها عشان مقدرش يستحمل كلام الناس و من زن اهله في البلد عليه اصل كاميليا ماتوصتش و وصلت الخبر لأهلنا في البلد ، طبعاً هما كمان متوصوش من زنهم عليه....


اغمض عينيه متابعاً حديثه بألم :

رجعت لقيته قاتلها عشان ينضف شرفه ، قتلها و مات في لحظتها من القهر ، كاميليا و جوزها دمروا حياتي قتلوا عيلتي


كادت ان تواسيه لكنها توقفت عندما تابع حديثه بغل تشفي و قد اختلفت نبرته كلياً :

اشتغلت كل حاجة تجيب فلوس تخطر في بال اي حد حرام او حلال مكنتش فارقة ، اشتغلت و عافرت سنين لحد ما وصلت للي انا فيه ده و قررت اخد حقي منهم واحد واحد !!!


كور قبضة يده متابعاً بغل و شماتة :

قتلت ابن.....ده بس قبل ما اعمل كده خليته يشوف بعينه اللي عمله في امي في بنته و قدامه ، قهرت قلبه عليها و على ابنه اللي قتلته بايدي خليته يجرب احساس انك تخسر عيلتك قدام عينك


ضحك بسخرية قائلاً بغضب :

حتى كاميليا انا اللي اتفقت مع محامي جوزها الأخير و زورنا وصية عشان متاخدش مليم من فلوس جوزها و تشحت في الشوارع ، جمعت معلومات عن ولادها وكل عيلتها


صمت متابعاً بحب :

عشان اتفاجأ من بين كل ده ببنوتة زي القمر عيونها كلاها حنان جميلة لدرجة اني سألت نفسي في لحظتها معقول في بنت بالجمال ده و كأنها خدت الجمال كله و احتفظت بيه لنفسها ، مكنتش عارف ايه اللي بيحصلي بس كل اللي اعرفه اني لقيت نفسي مهتم بيكي بدور وراكي انتي بدالهم ، قلبي بيتحرك ليكي و عايزك


ردد بفرح بينما هي تبدلت نظراتها من التأثر للاشمئزاز :

كاميليا خدمتني خدمة من غير ما تعرف لما خلت سفيان يبعد عنك ، نرمين حكتلي كل حاجة من يوم ما عرفتها بعد جوازها من سفيان


ردد بحب و هيام و قد رفع يده ليضعها على وجنتها لكنها دفعتها بعيداً بقرف :

كنتي دايماً تحت عيني بس مكنش عندي الجراءة اكلمك ، خليت ابنها يبقى مدمن عشان اقهر قلبها بس اللي زيها معندوش قلب و كنت عايز اوجع سفيان بردو لأني كنت شايفه اكبر عدو ليا حتى قبل كاميليا لأنه خد قلبك اللي انا احق بيه


صمت متابعاً بتشفي و فرح :

قتلته هو و كل عيلته ، قتلت كاميليا و نرمين و سفيان و حتى عمار ، دمرت عيلة الاتنين و قتلتهم زي ما دمروني


رددت بصدمة و قلق :

عملت ايه في عمار !!!!!


قص عليها ما فعل بتشفي فصرخت عليه بغضب و قهر و هي تدفعه بصدره بقوة :

يا ابن.......


ردد بقهر و هو يبتعد عنها :

كل اللي فرق معاكي عمار عايش ولا لأ ، بعد كل اللي حكيته ليكي يا ميان


ظلت تصرخ عليه بقهر و هي لا تستطيع التقدم بسبب السلسال الذي يقيد قدمها غادر و تركها و هو يمسح دموعه قبل ان يخرج حتى لا يراه رجاله هكذا !!!

........

دخل عليها بعد قليل ليجدها على نفس الحال الطعام كما هو و هي تجلس على الفراش تضم قدمها المكبلة بسلاسل حديدة إلى صدرها و الدموع لا تفارقها


جلس امامها فسألته بخوف و رجاء ان يقول الحقيقة ليرتاح قلبها :

فارس مات بجد يا زاهر ، عمار مات ، سفيان كمان !!!!


سألها بألم و وجع :

حبتيه يا ميان ، ليه تحبيهم هما و انا لأ.....


صرخت عليه بوجع و قهر :

عمار معملش حاجة و فارس مش زيك و لا زي سفيان ، فارس ما سببش ليك اي اذى ليه اذيته ، فارس معملش اي حاجة


صمتت للحظات ثم تابعت بقهر و ألم :

معملش حاجة غير انه حبني !!


رد عليها بشراسة و هو يقبض بيده على كتفها يجذبها لتقف امامه :

غلط غلطت عمره انه قرب ليكي و خد حاجة مش بتاعته ، خدك مني و.....


صرخت عليه بغضب و هو تدفع يده بعيداً عنها :

انا مش ليك و لا عمري هكون ليك ، انا لا يمكن في يوم اسلم نفسي و اشيل اسم واحد و.....زيك و فوق كل ده قاتل و ايده مليانة بالدم


صرخ عليها بشراسة و استنكار :

بعد كل اللي حكيته ليكي ، بعد كل ده مصره تشوفيني وحش يا ميان


ردت عليه بقرف و اشمئزاز :

انت كده أصلاً ، انت اللي اختارت تكون كده ، انت اللي اختارت الانتقام بالطريقة دي و بالشكل ده


رد عليها بتهكم و سخرية :

اتأذيتي اقل من اذيتي بكتير و اصريتي ع الانتقام ، انتقمتي مننا بتحللي الحاجة لنفسك و تحرميها عليا


صرخت عليه بغضب و استنكار :

مفيش مقارنة بيني و بينك انا لما انتقمت ما قتلتش مشيت بالقانون ، أترفع عليك انت و نرمين قضية زينه و اتسجنتوا بتخطيط مني اه بس قبل كده كان بيحصل بينكم كده فعلاً ، انت زاني 


ثم تابعت بحدة :

سجنت كاميليا و انتقمت منها بالقانون على كل جريمة عملتها


اشارت له متابعة حديثها مصوبة عليه نظرات مليئة بالبغض و الاحتقار :

انت بقى قتلت و دمرت حياة بنت الراجل ظلم مع ان مشكلتك مع ابوها ، دمرت حياتها و قتلتها و هي في عز شبابها و قتلت ابنه ، قتلت نرمين و كاميليا و سفيان و فارس و عمار ، انت قاتل و زبالة


كان ينظر إليها بغضب بينما هي تابعت حديثها غير مبالية به و بأي شيء :

انا محاسبتش حد فيكم على حاجة من عندي كله على عمايلكم و من غير ما أقتل روح


قبض بقسوة بيده على ذراعيها مردداً بصرامة :

عاجبك او مش عجبك ، اتقبليني زي ما انا لأنك مش هتكوني لغيري ، حبيني زي ما انا لو مش عايزة تأذي حد تاني


ردد بتوعد و بنبرة ارعبتها بجانب اذنها بينما الاخرى تحاول دفعه بعيداً عنها بكل قوتها :

اي حد هيفكر يقرب منك و تقربي منه ، مصيره هيكون زي مصير اللي قبله و انتي شوفتي و جربتي


ابتعد عنها مردداً بقسوة و هو ينظر لشفتيها :

الاتنين يستاهلوا الاكتر من الحرق ، سمحتي لفارس يلمسك ليه ، ليه بعد ما قولت سفيان باللي حصل منه طلعتيه من حياتك ، روحتي لغيره و حبتيه


صرخت عليه بغضب و هي تدفعه بعيداً عنها :

ابعد عني متحطش ايدك ال....دي عليا انا بقرف منك ، بحبستي هنا فاكر اني كده هحبك و مش هشوف غيرك ، ده الموت اهون من اني اعيش معاك او اكون لواحد زيك


اشتعلت عيناه بغضب مما قالت سرعان ما دفعها على الفراش بقسوة قابضاً بيده على فكها مردداً بنبرة بثت الرعب بداخلها :

طالما كده كده هتفضلي قرفانة مني يبقى قرف بقرف بقى


قال ما قال ثم ثبت يدها التي تحاول دفعه بعيداً عنها فوق رأسها و شرع في تقبيل عنقها بشراسة و عنوة و الأخرى تحاول دفعه بعيداً عنها تصرخ بعلو صوتها لكن لا فائدة


تملك منها الرعب عندما امتدت يده إلى قميصها يشقه لنصفين رفعت قدمها لتدفعه بعيداً عنها لكنه ثبتها جيداً و تابع ما يفعل باصرار على ان يضع صك ملكيته عليها اليوم


بكت بقوة و اخذت تتوسله عندما لم تجد طريقه أخرى لتبعده لكنه لم يستمع لها !!!!

.....

بينما بالخارج كان فارس و سفيان مع كارم و عناصر الشرطة اخذوا ينتشران حول ذلك المنزل الذي يقع بوسط الصحراء بحذر لم يكن يقف سوا رجلان فقط على مقدمة المنزل


تولى امرهما رجال الشرطة مرت لحظات و تعالى صوت صريخ عالي بث الرعب بقلبه سرعان ما ركض للداخل و خلفه سفيان و لم يحسبا حساب اي عواقب


دفع فارس بقدمه باب الغرفة الذي يأتي منها صوت الصريخ ليتفاجأ بذلك الحقير يجثو فوق زوجته يحاول الاعتداء عليها ركض على الفور ينتزعه من فوقها يسدد له لكمات متلاحقه بقسوة و غضب كبير بوغت الآخر بما حدث فلم يقدر على صد لكماته او الدفاع عن نفسه !!!!


بينما سفيان ركض على الفور تجاه ميان التي اعتدلت تحاول تغطية جسدها قبل ان يدخل الرجال وقف امامها يعطيها ظهرها متخلصاً من جاكيته على الفور يعطيه لها قائلاً بعجلة :

البسيه بسرعة


فعلت ما قال بايدي مرتجفة و اعصاب تالفة التفت إليها عندما شعر بها تقوم من على الفراش يسألها بلهفة و قلق :

انتي كويسة ، حصلك حاجة !!


حركت رأسها تنظر إلى فارس الذي جثى فوق الآخر يسدد له اللكمات للآن بدون توقف حتى فقد الآخر الوعي انحني يجذب ذراعه ثم قام بكسره بدون رحمة بينما لسانه لا يتوقف عن السباب


تدخل كارم قائلاً بتهدئة :

فارس سيبه بقى خلينا نشوف شغلنا و هو هيتحاسب ع اللي عمله ، اهدى بس هيموت في ايدك كده


انحنى فارس يلتقط سلاحه من الأرض يصوبه تجاه جسد زاهر فشهق الجميع بقوة و خوف !!!


ردد كارم بصدمة :

فارس هتعمل ايه !!!


صرخ عليه فارس بغضب اعمى :

ابعد من وشي


ردد كارم بتصميم :

لأ مش هبعد


رددت ميان من الخلف بدموع و خوف حيث لم تقدر على الاقتراب بسبب السلسال الحديدي الذي يقيد قدمها :

فارس انت هتعمل ايه نزل السلاح !!


لم يرد على احد و شد صمام الأمان و قبل ان يطلق وضع سفيان يده على السلاح مردداً بصرامة :

الموت مش خسارة فيه ، بس اللي خسارة بجد السنين اللي هتتسجنها لو ضيعت نفسك و قتلته ، هي محتاجة ليك ، لو مش هتسمع منا اسمع منها هي


رددت ميان مرة أخرى بتوسل و دموع :

عشان خاطري يا فارس


اومأ فارس برأسه و التفتت بعيناه ينظر إليها ليجدها مقيدة بهذا الشكل فالتفت على الفور و بدون ذرة تردد اطلق رصاصة اصابت قدم الآخر الذي كان بدأ يفتح عيناه بتعب فأطلق صريخاً عالياً من شدة الألم الذي يشعر به و هو يلكم الأرض بيده !!!!!


اقترب فارس منها بلهفة ملقياً سلاحه ارضاً يحاوط بيديه وجهها مردداً بلهفة و اعين دامعة :

انتي كويسة صح ، معملش فيكي حاجة !!!!


رددت بدموع و هي تلقي بنفسها داخل احضانه :

اتأخرت اوي يا فارس و انا كنت خايفه اوي ، فكرت ان حصلكم حاجة ، هو قالي انكم مو.....


لم تقدر على الاكمال فابعدها عنه مقبلاً جبينها بحنان ثم حاوط بيديه وجهها مرة أخرى يزيل دموعها برفق قائلاً باعتذار :

حق عليا ، غصب عني


ثم كرر السؤال مرة أخرى بقلق ينهش قلبه و عدم تصديق انها بين يديه :

انتي كويسة بجد


اومأت له برأسها عدة مرات فأجلسها على الفراش ليقترب سفيان من جسد زاهر يبحث عن مفتاح السلسال الذي يحاوط قدمها و ما ان وجده اخذه يعطيه لفارس الذي قام بنزعه من على قدمها سريعاً


ابتعد سفيان للخلف ينظر للاثنان بحسرة و ندم لسان حاله يقول ياليته كان مكان فارس و هي زوجته و تخصه ، وياليته استطاع ان يضمها إليه مثلما فعل الآخر ليطمئن قلبه عليها


بينما كارم ما ان اخفض فارس سلاحه امر عناصر الشرطة ان ينتظروا في الخارج قليلاً


انحنى فارس يحملها بين ذراعيه بحنان فحاوطت عنقه تضم نفسها إليه و تضع رأسها على كتفه تستمد منه الأمان الذي افتقدته طوال الفترة الماضية


- فارس حاسب !!!!

قالها كارم فجأة و هو يقف خلف فارس مصوباً سلاحه ناحية جسد زاهر مصوباً عليه عدة طلقات ليلقى الآخر حتفه على الفور

الحقير لقد كاد ان يطلق النار عليه !!!


التفت فارس ينظر لجثمان الآخر بتشفي و غل بينما ميان نظرت له بضع لحظات ثم تراخت يدها من حول عنق فارس و سقطت فاقدة للوعي !!!!!!!!

.......

البارت خلص ♥️



#الفصل_الخامس_والثلاثون

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

صلوا على الحبيب المصطفى ♥️♥️

لايك و شير للبوست يا جميل 😘

شوفوا الكلام اللي تحت البارت

.......

فتحت عيناها ببطىء لتعتاد على الاضاءة سرعان ما انتفضت تضم قدمها لصدرها بخوف شديد و زعر ربت فارس على خصلات شعرها مردداً بحنان:

حبيبتي اهدي ، خلاص كله عدى دلوقتي انتي معانا محدش يقدر يأذيكي


القت بنفسها داخل احضانه تبكي بقوة و تشكو إليه ما حدث كأنها تحدث والدها :

كنت خايفة اوي يا فارس ، اتأخرت عليا ، ده....ده مريض قتل و قال......


قاطعها قائلاً و هو يشدد من عناقها يطمئن نفسه قبلها انها بخير و بين يديه الآن :

عدا كله عدا خلاص متفكريش في اي حاجة


دفنت وجهها بصدره تبكي بقوة بينما والديها ينظران لها بحزن جذب رأفت عليا للخارج و الجميع خلفهما تاركين الزوجين معاً

.......

اخرجها من احضانه يحاوط وجهها بيديه استند بجبهته على خاصتها مردداً بصوت متألم حزين :

روحي كأنها اتسحبت مني و رجعتلي برجوعك


رددت بصوت مرتجف حزين و لازالت تحت تاثير الأيام الماضية التي عاشتها :

انا خايفة يا فارس


انهت ما قالت و لم تقول و لم يقول هو بعده فقط التهم كرزتيها بقبلة ناعمة بادلته اياها على استحياء ابتعد عنها ينظر لداخل عيناها للحظات ثم خلل اصابع يده بين خصلات شعرها يجذبها لاحضانه


مضى وقت و الاثنان على وضعهما ابتعدت عنه فجأة قائلة بصوت مرتجف حزين :

طلقني يا فارس !!!


ردد بصدمة و عدم استيعاب :

انتي بتقولي ايه !!


رددت بصوت حزين و هي تتحاشى النظر إلى عيناه :

بقولك طلقني ايه ذنبك عشان يحصل فيك كل ده ، كنت هتموت بسببي ، انت عمال تتأذي و كل ده بس عشان حبتني


ما انهت جملتها تفاجأت به يضع يدها أسفل ذقنها ليجعلها تنظر اليه مردداً بحب ارهق قلبه و عقله :

طب و هو حبك ده شوية ، يجي ايه اللي شوفته جنب نظرة حب بس اشوفها من عيونك


نزلت دموعها بحزن تتساءل لما يحبها بهذا القدر ، من المفترض ان تفرح لأن أحدهم يحبها هكذا لكن هي لا كانت حزينة لأنها لا تستطيع ان تعطيه ما يعطيه لها فارس للان يقدم لها دون ان يأخذ


افيقت من تساؤلاتها على صوته قائلاً بصرامة :

اسمعي الكلام ده و احفظيه كويس عشان مش

هعيده تاني يا ميان


نظرت له باهتمام و تعجب من تغير طريقته فجأة :

انا وعدت ابوكي قبل جوازنا اني احبك و اصونك اعاملك بما يرضي الله ، أكون ليكي اب و صديق قبل زوج و عدته اني عمري ما هسيب ايدك و لا اتخلى عنك إلا لما انتي تطلبي ده ، بس ساعتها نكون خلاص وصلنا لحيطة سد مفيش حلول تانية


رددت بصوت حزين :

طب ما احنا وصلنا لحيطة سد


اقترب منها حتى أصبح وجهه قريباً من وجهها يفصل بينهما انش واحد مردداً و هو ينظر لداخل عيناها :

لو انتي شايفة كده يبقى لازم نروح نكشف على نظرك عشان نطلعلك نضارة بسرعة


نطقت اسمه بحزن :

فاارس


ردد بقلب مرهق :

تعبتي فارس معاكي يا ميان


رددت بصوت مختنق :

عشان كده بقولك طلقني


استند بجبينه على خاصتها مردداً بعشق :

كل اللي يجي منك احبه يا ميان ، حتى لو الوجع


ابتعدت قائلة بدموع و ألم :

ليه تحبني كده ، ليه انتي مثالي كده يا فارس ، ليه بتعمل معايا كده و قابل مني كل ده لي...


قاطعها قائلاً بصدق :

مش مثالي بس بحبك و مش بأيدي ، الكلمة دي كفاية عشان أكون معاكي كده ، انتي نفسك عملتي زي ما عملت و قبلتي منه كل حاجة زمان ، حتى الوجع كنتي بتقبليه منه ، ليه شايفه ان اللي بعمله غلط و كتير


ردت عليه بقهر :

عشان ده الغباء بعينه ، الغباء انك تحب و تقبل الاهانه ، الكرامة فوق كل شيء ، انا غبية عشان معملتش حساب لكل ده ، متبقاش غبي زيي يا فارس


نظر لداخل عيناها قائلاً بجدية :

انا مش بعمل غباء انا معاكي عشان انتي محتاجة ليا ، معاكي عشان بحبك و عارف ان كل تصرف بيطلع منك غصب عنك ، لكن هو عذره ايه عشان تقبلي منه كل ده ، قارني صح يا ميان


صمت الاثنان ليسألها بتردد و خوف من الإجابة :

رفضك ليا و للي بعمله لأنك لسه بتحبيه و عايزاه يا ميان !!


انتظر من الجواب و كان الصمت التمعت عيناه بالدموع التفت يعطيها ظهره يغلق عيناه و يفتحها عدة مرات مبتلعاً غصة مريرة بحلقه


كاد ان يخرج من الغرفة لكنها تمسكت بكف يده قائلة بصوت مرهق حزين :

خليك جنبي يا فارس ، متسبنيش !!


جلس بجانبها مردداً بجانب اذنها بصوت متألم رافضاً النظر إلى عيناها :

مش هسيبك و هفضل جنبك ، لحد ما تقرري بنفسك انتي عاوزه ايه ، يا تكوني ليا او تكوني لغيري ، المهم تكوني مبسوطة يا ميان !!

........

بعد عدة أيام عادت ميان لمنزلها هي و فارس و عاد الاثنان ينامان بغرفة منفصلة عن بعضهما من جديد الأمر الذي اثار غضب فارس و بشدة لكنه صمت


بينما ميان كانت تجلس على الفراش تتذكر حديثها مع والدة فارس قبل ان يسافروا من جديد :


شوفي يا ميان ربنا اللي يعلم انتي من يوم ما اتجوزتي فارس بقيتي بنتي زي ما هو ابني و الام مفيش حاجة تهمها غير سعادة اولادها ، وانتوا الاتنين ولادي


سألتها ميان بتوجس :

هو حصل حاجة مني !!!


تنهدت والدته ثم قالت بحزن :

انتي وفارس كل واحد فيكم قاعد في اوضة ، جوازكم لسه متمش لحد وقتنا ده مش كده


كادت ان تتحدث ميان لكنها قاطعتها قائلة :

من غير ما تكدبي انا عرفت ، سمعت كلامك معاه ، كمان لما دخلت شقتكم ايام ما كنتي مخطوفة شوفت هدومك في اوضة و هو في اوضه تانيه و واجهته يومها


اخفضت ميان وجهها ارضاً بحرج منها فتنهدت الأخرى متابعه بهدوء :

شوفي يا ميان انا معرفش ايه الحكاية بالظبط بس اللي اعرفه انك مش بتحبي ابني و مش عايزاه


نظرت لها ميان بصدمة لتتابع الأخرى :

منكرش اني لما عرفت مكنتش طيقاكي و كنت زعلانه منك اوي بس لما هديت و حطيت نفسي و بنتي الله يرحمها مكانك لقيت ان اللي حصل صعب على ايه بنت تتحمله


ابتسمت بفخر قائلة :

ساعتها احترمت ابني و كنت فخورة بيه لأنه كان راجل معاكي و صبر غيره كان قال و انا مالي


رددت ميان تلك المرة قائلة بامتنان :

هو فعلاً كان راجل معايا و وقف جنبي ، ليكي حق تكوني فخورة بيه


ربتت الأخرى على قدمها قائلة بصدق :

ابني اول مرة يحب يا ميان ، اول مرة اشوفه ملهوف على حد كده ، أول مرة احس أنه مبسوط ، قربك منه بيبسطه لو انتي مش واخده بالك ، انا شايفه ، عيونه عليكي طول الوقت


ثم تابعت بحزن :

لو كنتي شوفتي حالته الأيام اللي فاتت كان تايه و روحه ردت ليه اول ما رجعتي لحضنه من تاني


تنهدت قائلة بشرود :

ابني اختارك بنفسه و محدش جبره عليكي ، أول مرة اشوفه متمسك بحد و عايزة كده ، زمان من الزن بتاعي اتجوز انجي و مرتحش و لا كان مبسوط بالعكس كنت بحس انها حمل عليه


ثم نظرت إليها قائلة بابتسامة :

لكن انتي حبك بجد و قلبه قابل منك كل حاجة حتى الوجع زي ما قالك


اخفضت ميان وجهها بحزن لتتابع الاخرى بحنان :

انا ام و بتكلم دلوقتي مع اللي سعادة ابني بين ايديها و سعادتها هي كمان


ردت عليها ميان بحزن :

فارس يستاهل الأحسن مني


- بس هو عاوزك انتي ، اختارك انتي


ثم تابعت باستنكار :

بعدين تعالي هنا هو في احسن منك ، والله العظيم يا بنتي مش ببالغ بس انتوا الاتنين بتكملوا بعض ، اللي عندك مش عنده و اللي مش عنده عندك


صمتت ميان لتتابع الاخرى بابتسامة :

انا مش هطول في الكلام بس هنصحك نصيحة ام خايفة على بنتها و خديها مبدأ في حياتك حتى لو ملكيش نصيب مع ابني


نظرت لها ميان باهتمام لتتابع الاخرى بحنان :

اوعي يا بنتي تشتري اللي باعك مرة لأنه هيبيعك ألف مرة بعد كده لو هونتي هتهوني طول العمر و لو قبلتي الاهانه منه و قبلتي بيه بعدها غصب عنك هتقبليها طول العمر


كانت تمسك بكف ميان و تعد عليه نصائحها بحنان :

اللي يشتريكي اشتريه الحب عمره ما بيدوم صدقيني ، لكن الاحترام و الموده هما اللي بيدوموا


ثم قامت بثني اصبع آخر متابعة :

خدي اللي يسمعك و يكون امانك خدي السند ، خليكي مع اللي عمل مش اللي قال ، موتي من البعد عنه مرة و لا تموتي و انتي عايشه معاه الف مرة


ثم تابعت ببعض الحرج :

انا سألت جدك و اتكلمت معاه من غير ما ادخل في تفاصيل بينك و بين فارس و حكالي اللي حصل


عاتبتها قائلة :

عايزة الومك و في نفس الوقت صعبانه عليا ، الومك عشان قبلتي تنقذي واحدة زي دي من الموت بجوازه طلعتي منها انتي بس اللي خسرانه و ياريتها شالتها ليكي بالعكس جت عليكي اكتر


ربتت على شعرها بحنان قائلة :

يا بنتي بقينا في زمن محدش فينا بقى بيفتكر الحلو إلا من رحم ربي ، نفسك لو مخوفتيش انتي عليها محدش هيخاف عليها ، انتي اللي في ايدك ترخصي نفسك و في ايدك تغليها ، جريك وراه عشان تثبتي ليه حبك و انك بريئه خلاه يتفرعن ، كل افعاله معاكي باينه اوي انه مش شاريكي


ثم تابعت بعتاب :

يا بنتي اللي شاري هيبرر هيسأل هيحط الف عذر لكن هو كأنه ما صدق ، عمل كل ده و هو عارف انك بنت خالته يعني قريبته لحمه و دمه واللي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد ، قريبته و قال و عمل كده ما بالك و انتي مراته !!


ثم تابعت بتساؤل :

طب هو بس سؤال حبتيه على ايه !!


نظرت لها ميان قائلة بتبرير هي بالأساس لا تقتنع به لوقتنا هذا :

مكنش كده الأول و احنا صغيرين كان..... قصت عليها كيف كان و كيف كانت حياتهما


فرددت الأخرى بهدوء :

بتحبيه و انتي صغيرة ، يعني حب مراهقة ، كبرتي بيه و اتعودتي عليه ، ومين فينا محبش في السن ده


نظرت لها ميان بتيه لتتابع الأخرى بصرامه :

انا مش بقولك كده عشان فارس ابني لأ بقولك كده بصفتي ام مقدرتش اعرف كل ده و اسكت ، غلطانه يا ميان و الغلط راكبك من ساسك لراسك و هما كمان غلطانين بس انتي اللي عطيتي ليهم الفرصة يستخدموكي


انهت حديثها قائلة برفق :

اختاري اللي شاريكي دايما يا ينتي و اللي شايفك غالية عشان تفضلي في عينه غالية طول العمر

..........

- انا نحس اقسم بالله انا نحس !!

قالها عمار و هو يستند على لينا ليتمدد على الفراش بمنزله الذي طلبت لينا ان يكون ببناية رأفت والد ميان حتى تكون بجانب والدتها


ضحكت لينا عليه فهو لا يتوقف عن التذمر منذ ان خرج من المستشفى ليتابع هو محدثاً نفسه بقهر و نبرة مضحكة :

يوم ما قولت خلاص اتجوزنا و هيتقفل علينا باب تحصل المصايب دي كلها


جذبها لتجلس بجانبه مردداً بحسرة :

الظاهر مش مكتوب لينا ندخل دنيا ابداً و السرير.....


قاطعته قائلة بحدة :

بطل قلة ادب 


ردد بمكر :

قلة ادب عشان قولت اومال ساعة الفعل ايه بقى


جاء صوت سفيان من الخلف قائلاً بتهكم :

يا اخويا قوم على حيلك الأول و ابقى فكر في قلة الأدب  !!!


ركضت لينا للخارج بخجل فجلس سفيان بجانبه يسأله بحنان :

انت كويس يا عمار ، احسن دلوقتي


اومأ له عمار بحب و امتنان لكن بداخله تغلب الشفقة على شقيقه الذي خسر كل شيء و كم يتألم قلبه عندما يراه هكذا الجميع بدأ حياة جديدة و أغلق صفحات الماضي عداه لا زالت صفحاته مفتوحه !!

........

بعد مرور بضعة ايام عاد كل شيء لمساره الطبيعي كانت ميان تجلس على احد المقاعد الخشبية تقوم بالنفخ بكف يداها و تحكهم ببعض لتدفئهم كانت تنظر بابتسامة لفارس الذي يعبر الشارع ركضاً إليها


قام بوضع غطاء للرأس من الصوف على رأسها ثم قام بلف شال من الصوف أيضاً حول رقبتها و قام بتلبيسها قفاذات مماثلة من الصوف


سألها بحنان و هو يجلس بجانبها :

لسه بردانه


نفت برأسها بابتسامة جذبها لاحضانه مقبلاً جبينها بحنان و حب اشارت بيدها لبائعة الذرة المشوي قائلة بشهية و حماس :

فارس عايزة منها


ابتسم مقبلاً جبينها ثم ذهب و غاب لدقائق قليلة و عاد يضع بيدها خاصتها اخذته منه تتناول منها بشهية كبيرة رفعت عيناه تنظر إليه لتجده يحدق بها رددت بحرج :

بقالي كتير مكلتهاش عش.....


قاطعها قائلاً بحب :

بالهنا و الشفا


منحته ابتسامة صغيرة ثم عادت تتناولها بصمت كذلك هو ضحك بخفوت قائلاً بتذكر :

حد يصدق ان اللي سملت عليها و حضرت فرحها بعدها بكام ساعة دلوقتي مراتي و حبيبتي و روحي اللي لو فارقتني اموت


نفت برأسها قائلة بخفوت :

عمري ما كنت اتخيلها بصراحة و من غير ما تزعل


اومأ لها لتتابع هي بتردد :

عمري ما كنت اتخيل في يوم نفسي مع غيره


صمت و لم يعلق لتسأله بتوتر :

انت زعلت !!


نفى برأسه لتتابع هي :

قولنا من غير زعل


غير الموضوع قائلاً بهدوء ظاهري :

تعالي نتمشى شوية عشان ندفى


اومأت له و مشت بجانبه قليلاً سرعان ما ضمته تحاوط خصره بيدها قائلة و هي تستند برأسها على كتفه تنظر إليه :

انا اسفه


ضمها إليه أكثر قائلاً بصوت خافت و حب :

بحبك


تمشى الاثنان لدقائق بدأت قطرات الماء تتساقط من السماء سرعان ما تحولت لأمطار غزيرة ضحكت بسعادة و هي تصفق بيدها


جذبها سريعاً بعدما تخلص من سترته يضعها فوق رأسها يحميها من الأمطار قائلاً :

تعالي يلا ناخد تاكسي العربية ركنتها بعيد عن هنا !!


نفت برأسها و هي تبتعد عنه ترفع يدها مستمتعة بقطرات الماء التي تتساقط من فوقها


فارس بقلق :

ميان بتعملي ايه ، هتتعبي الج.......


وضعت يدها على شفتيها قائلة بنبرة مرحة :

بس تعرف تسكت ، سيبني الجو كده حلو و المطر كمان ، طول عمري نفسي أعمل كده


اخذت تدور حول نفسها اقترب منها يضع يده حول خصرها ابتسمت بتوتر مسك كف يدها ثم جعلها تدور حول نفسها عدة مرات ثم جذبها إليه يراقصها تحت المطر برومانسية و حب


كان الجميع يركضون سريعاً ليحتموا من الأمطار لكنهم توقفوا ما ان وقعت اعينهم على هذا الثنائي الجميل انهى فارس رقصتهم يرفعها لأعلى من خصرها برومانسية


انزلها ببطيء مستنداً بجبينه على جبينها مردداً بنبرة عاشق :

بعشقك يا اللي ماشوفت في جمالك و لا هشوف


ابتسمت بخجل التفت الاثنان حولهما بعدما انتبوا لعدد الناس الكبير الملتف حولهم منهم من يشاهد و البعض الآخر يصور اخفت وجهها بصدره

ضحك بخفوت و هو يجذبها و يذهب بعيداً عن الأعين


يبحث عن تاكسي منذ ما يقارب الربع ساعة لكنه لا يجد سيارته مصفوفة بعيداً و الامطار لا تتوقف !!


تفاجأ الاثنان بسيارة تقف امامهما فتحت النافذة الخاصة بها و ظهر من خلفها سفيان قائلاً بهدوء :

مفيش تاكسي هيكون فاضي دلوقتي و في الوقت ده تعالوا يلا اوصلكم !!


نظرت ميان إلى فارس الذي ردد بجدية :

شكراً مش عاوزين


تنهد سفيان قائلاً :

فكر فيها ممكن تتعب في الجو ده و يا سيدي اعتبروا نفسكم ركبتوا تاكسي مع حد غريب كلها توصيلة البيت مش بعيد عن هنا كلها أقل من نص ساعة


نظر فارس لميان ثم له بتردد و اضطر مرغماً ان يصعد معه !!!

......

بعد مرور دقائق من الصمت و كان الجو مشحوناً ضغط سفيان بيده على مشغل الراديو لتصدح بالمكان تلك الأغنية التي جعلت الجو مشحوناً اكثر من السابق :

سيبتك تعيش بعدي الحياه وفضلت مستنيك سنين واقف مكاني 🎵

متجيش تلومني إن النهارده بقى في حياتي حد ثاني

كنت هفضل كل ده مستني إيه  

حب إيه اللي إنت بتدور عليه 🎶

بعد الغياب ده مفيش عتاب أتهز ليه

عايز الحقيقة 🎵

علشان مكانك إتملى عينيك وقلبك غيرانين و

بقيت في ضيقة إنساني لو لسه فاكرني وإنت ليك مليون طريقة أيامنا راحوا 🎵

مقدرش أقولك غير كده ولا ينسى قلبي بكلمتين 

تعبه وجراحه 🎵

مين اللي قالك الحياه وقفت في يوم على اللي راحوا

كنت هفضل كل ده مستني إيه 🎶

حب إيه اللي إنت بتدور عليه

بعد الغياب ده مفيش عتاب أتهز ليه 🎶


كانت كلمات الأغنية تدور و للحظة شرد سفيان و ميان بنظرة طويلة عبر المرآه حيث كانت تجلس بالخلف وحدها و بجانب سفيان في الأمام فارس


كلمات الأغنية كانت تصف حالهما بالضبط بينما سفيان كان يتابعهما و نيران تشتعل بصدره و ألم حاد يعصف بقلبه


بعصبية اوقف المشغل لتشيح ميان بنظراتها بعيداً كذلك فعل سفيان مبتلعاً غصه مريرة بحلقه

........

كانت همس تتصنت على حديث والديها حيث الحت على والدتها لتتدخل فوالدها منذ ان فعلت ما فعلت يوم زفاف لينا و هو يمنعها من مقابلة كارم بل يرفض تحديد موعد ليأتي و يطلب يدها رسمياً


رددت والدتها برجاء :

حدد ميعاد مع كارم بقى يا عاصم هتفضل لأمتى تأجل كده


نفى برأسه قائلاً بضيق :

لأ خليهم يتربوا عشان المسخرة اللي عملوها دي


عاتبته قائلة بضيق :

يا عاصم بلاش عند غلطوا و اعتذروا بس متنكرش انك فرحت لبنتك ، كمل فرحتك و فرحتهم بقى ، اديك اهو هتسلمها للي يستاهلها بجد


اقتربت منه تقبل وجنته قائلة بحب و توسل :

وغلاوتي عندك كفاية كده و رد عليه حدد ميعاد لقراية الفاتحة ، دي مامته مش مصدقة امتى تيجي عشان تخطبها ليه فرحانة اوي


صمت لدقائق ثم تنهد قائلاً بضيق :

نادي عليها اما اسألها اذا......


ضحكت قائلة بمرح :

تسأل ايه يا عاصم دي بنت اللي طلبت ايده قدام الكل اسأله هو موافق ولا لأ !!!

........

ايام تمر بدون جديد ميان على حالتها تتابع مع طبيبتها النفسية بعلم فارس و عاصم الذي قرر ان يتقدم كارم لهمس رسمياً ما ان يعود من الخارج حيث اضطر للسفر عاجلاً لعمل طاريء


يعني ايه تقعد معاه !!!

قالها فارس بغضب و هو يضرب بيده على المكتب عندما اخبرته طبيبتها النفسية


ردت عليه ببرود :

يعني تقعد معاه يا دكتور فارس ، سفيان و ميان لازم يتواجهوا سوا


رد عليها بحدة و غضب :

اتكلموا سوا قبل كده ليه عايزة تقربيها منه تاني


ردت عليه بهدوء :

انت خايف يا دكتور


اشاح بوجهه بعيداً عنها فتابعت هي :

خايف من المواجهة بينهم تطلع انت الخسران ، خايف ميان تحن ليه مش كده


سألته بهدوء :

لو سعادتها معاه ، انت تكره ليها السعادة


رد عليها بغضب :

ميستاهلهاش ، هيوجعها اكتر


رجعت بظهرها للخلف قائلة بهدوء :

يمكن اتغير ، كلنا بنتغير يا دكتور فارس ، الخسارة و الندم بيغيروا فينا كتير


سألته مرة أخرى :

تكره ان ميان تكون مبسوطة !!


ردد باستنكار :

أكره !!!


جلس مردداً بحب و هو شارد بها :

دي الابتسامة منها بتنور حياتي كلها ، بس انا اناني ، حبها مخليني اناني ، قولتلها اي حاجة تسعدك هعملها بس دلوقتي مش قادر اوفي بكلامي قلبي مش مطاوعني اخليها تبعد عني بعد ما خلاص كانت بين ايديا !!!


ثم تابع بتساؤل لنفسه :

طب لو اختارته انا هعمل ايه من غيرها !!


نظر لها قائلاً بحزن :

انا قولت كلام و خلاص بس في الحقيقة انا مش قادر انفذ والله ما قادر و لا لساني و لا قلبي هيكون راضي بكده


ابتسمت قائلة :

بتحبها للدرجة دي يا دكتور


اومأ لها مردداً بعشق :

انا كنت ايه قبلها ، كنت مين مجرد شخص عادي مفيش اي حاجة تخليه عاوز يعيش ، بس هي دخلت حياتي و حلت ايامي ، معاها بحس اني اب و اخ و صاحب ، انا عيشت كل دول معاها ، مش هبالغ لو قولت اني بصحى كل يوم عشان اشوفها


سألته بهدوء :

ندمان عشان حبيتها ، ندمان عشان حبيت واحدة بتحب غيرك !!


رد عليها بصدق و عشق :

لو كان الموضوع بأيدي كنت اختارت احبها بردو ، مش ندمان على حبها بالعكس ندمي اللي بجد لو مكنتش حبيتها او لو مكنتش موجودة في حياتي

.......

كان يجلس بغرفة مكتبه بعد حديثه مع الطبيبة القلق ينهش قلبه و لا يفارقه يتذكر حديثها معها بخصوص ذلك الموضوع و كيف رفضت الإجابة على السؤال


قلبه يؤلمه و الآن فكيف سيكمل حياته بدونها ، كيف سيتحمل ان تأتي إليه و تخبره انها لا تريده و تريد الطلاق لتبقى برفقة الآخر مجرد التخيل يؤلمه بهذا القدر فكيف ان كان واقع !!


دخلت عليه دون ان تطرق الباب قائلة بحماس :

فارس دخلت مع دكتورة سلوى عملية ولادة ، جابت بنوتة زي القمر سموها " تاج " عسولة اوي ما شاء الله عيونها لونهم حلو......


لم تكمل حديثها و شهقت بتفاجأ عندما جذبها من يدها يعانقها بقوة و يدفن رأسه بعنقها رددت بزهول :

فارس بتعمل ايه !!


حاولت دفعه برفق لكنه لم يسمح تشبث بها اكثر مردداً بصوت خافت متألم :

خليكي يا ميان ، احضنيني كأنها آخر مرة ممكن


رددت بصدمة :

انا مش فاهمه حاجة يا فارس ليه بتقول كده !!


من تشبثه بها بتلك الطريقة فهمت انه لا يريد بهذا الوقت سوا عناق فقط لذا بدون تردد كانت تضمه إليها و تمرر يدها على خصلات شعره بحنان


انحنى يحملها بين يديه ثم جلس على الاريكة و هي فوق قدمه يدفن وجهه بعنقها رافضاً النظر إليها حتى لا ترى عيناه التي تكاد تصرخ من شدة الألم


لكنها ابت ذلك وضعت يدها على وجنتيه بحنان قائلة بصوت رقيق :

مالك يا فارس ، حصلت معاك حاجة


نفى برأسه ثم باللحظة التالية التهم كرزيتها بقبلة شغوفة مليئة بالعشق تفاجأت هي من فعلته !!


بحث بيده عن خاصتها حتى وجدها فجعلها تحاوط عنقه حتى تبادله سيل قبلاته ترك اسر شفتيها أخيراً ثم انحنى يقبل عنقها بحب و يشتم عبقها المميز


نطقت بخفوت و هي تحاول الابتعاد دون ان تسبب له اي حرج او تجرحه لكنها حقاً لا تستيطع البقاء و التحمل أكثر من ذلك تلك الذكريات لا ترحمها و كذلك التوتر و الخجل شعر بضيقها و انها تحاول الابتعاد دون ان تسبب له حرج


ابتعد طابعاً قبلة صغيرة على كرزتيها بحب طرق على الباب جعلها تنتفض من على ساقه تضبط ثيابها و تهذب هيئتها التي تبعثرت


فعل المثل لتدخل الممرضة قائلة بجدية لميان :

الدكتورة رغدة عايزة حضرتك في مكتبها


طبيبتها النفسية لما تستدعيها بهذا الوقت و هي تعرف بوجود فارس اومأت لها فغادرت الأخرى كادت ميان ان تخرج لكنها توقفت على صوت فارس قائلاً بصوت حزين و حب :

ميان ، انا بحبك


منحته ابتسامة صغيرة قلقه تتساءل ما به فارس اليوم  !!!!!

........

- ليه عملتي كده !!!

قالتها ميان بحدة للطبيبة ما ان علمت انها استدعت سفيان لتتحدث معه


رددت الأخرى بهدوء :

كلامك معاه ضروري بس بهدوء ، طلعي كل اللي جواكي يا ميان اسمعيه و خليه يسمعك


صرخت عليها بغضب :

مفيش كلام بيني و بينه


رددت الطبيبة بهدوء :

لأ فيه ، يمكن تكوني فاكرة كده بس في كلام بينكم لسه متقالش


ثم رددت بعد صمت للحظات :

على فكرة يا ميان سفيان بيتعالج بقاله كام جلسه بس ، انا اتواصلت معاه لأنك محتاج يكون هنا ، يمكن اكتر منك !!


دخل سفيان بعد دقائق و جلس امامها و الطبيبة تتابع الحوار الدائر بينهما بصمت تترك لهما الفرصة للحديث 


سألها بصوت متألم حزين :

حبتيه يا ميان ، حبيتي فارس !!!


ردت عليه بتهكم :

ايه اللي يخليني محبوش السؤال هنا ليه احبك انت ، سؤال بقالي فترة مش قادرة اتخطاه


اشارت لنفسها قائلة بحدة :

ازاي كنت بالغباء ده !!


اومأ لها قائلاً بسخرية مريرة :

عندك حق , اي واحدة تحبني تبقى غبية ، حتى انا بسأل نفسي نفس السؤال !!


صمت و صمتت ليسألها :

كل الطرق اتقفلت بينا خلاص يا ميان مفيش امل ، قلبك خلاص مفيش جواه اي ذرة حب ليا ، اقسملك اني هحارب لحد ما تسامحيني بس لو فيه امل


اشاحت بوجهها بعيداً عنه ليردد هو بحزن :

انا حبيتك.....


قاطعته قائلة بحدة :

متقولش حبيتك انت متعرفش تحب و لا تعرف يعني ايه حب


ثم تابعت و هي تتذكر مواقف فارس معها :

الحب كلمة كبيرة اوي مفهومها بعيد عنك


اشارت لنفسها قائلة بحزن :

انا كمان حبيتك او كنت بحبك او كنت فاكرة اني بحبك ، مش عارفه بس اللي أعرفه اني مبقتش عايزاك و لا حتى قابله كلامي معاك


نزلت دموعها و هي تردد بصوت متألم :

انا عطيتك كتير استحملت منك كتير مقابل انك عمرك ما عطيت لنفسك فرصة تسمعني حتى ، قدمت ليك و لعيلتك كلها و في المقابل خدت منكم كل اذى


نفت برأسها قائلة :

الحب كلمة كبيرة اوي ، مفهومه عرفته مع فارس


أخذت تعد على يدها ما قدمه فارس لها و ما رأته منه طوال الفترة الماضية :

الحب أفعال و هو عمل و قال ، وقعت و سندني ، اتوجع مني بس عمره ما لف ضهره ليا زي ما انت ما عملت مع انه كان ليه الحق يعمل كده ، عكسك انت


نفت برأسها قائلة بتهكم :

عمري ما شوفت في عيونك نفس نظرته ليا ، انت عملت فيا كتير اوي لحد دلوقتي مش قادرة اتخطاه

حتى لما قولت هسامحك بدور على حاجة حلوة ليك مش لاقيه ، شريطك معايا كله وجع وبس


رفعت يدها تضعها على رحمها قائلة بدموع :

يومها كنت هسامحك عشان خاطر ابني ، كنت مقهورة بس مع الوقت حمدت ربنا ع اللي حصل ، ربنا كان رحيم بيا و فهمت ده متأخر ، كل مرة كان بيحطلي اشارة عشان ابعد عنك بس انا اللي كنت عامية و عاندت كتير ، حتى بعد اللي حصل كان رحيم بيا و مرضيش يربطني بيك اي حاجة


كان يستمع لها بقلب متألم حزين نادم مسح دموعه التي انسابت من عيونه رغماً عنه قائلاً بتأييد لحديثها :

قدام كلامك ده كله معنديش حاجة اقولها و لا عندي تبرير بالعكس انتي صح يا ميان ، كل كلامك صح ، ربنا كمان كان كل مره يعطيني إشارة بس انا العند كان عاميني فضلت اتمرد لحد ما خسرتك بجد


مسح دموعه مردداً بقهر :

كنت زمان شايف نفسي كتير عليكي بس كنت غلطان انتي اللي كتير عليا ، انا منفعش ليكي انتي تستاهلي فارس  !!!


توقف ليذهب قائلاً بصوت مختنق :

على قد ما انا مكنتش بطيقه ، بس هبتدي احبه عشان قدر يعمل اللي انا مقدرتش اعمله ، بالعكس كمان هو صلح ورايا ، ربنا يسعدكم سوا ، بس عايز اطلب منك طلب


نظرت له بصمت فردد بتوسل و صوت مختنق قبل ان يغادر :

لو في يوم قدرتي تسامحيني سامحيني ، ممكن !!

.......

خرجت من عند الطبيبة و قد علمت لما كان فارس يتصرف هكذا لقد ظن حقاً انها ستختار سفيان !!


دخلت عليه قائلة و هي تغلق الباب خلفها :

كنت عارف اني بتعالج عندها


اومأ لها بصمت و هو يتحاشى النظر إليها فسألته بتعجب :

مقولتليش ليه !!


ردد بهدوء مفتعل :

لو كنتي عايزة تقوليلي كنتي جيتي من الأول ، محبتش أسبب ليكي حرج


سألته بمكر :

عرفت ان سفيان كان موجود انهارده


اومأ لها قائلاً بعدما ابتلع غصه مريرة بحلقه متوجهاً حيث واجهة مكتبه الزجاجية التي تطل على الشارع :

شوفي عايزه امتى نتطلق عشان......


اقتربت منه تقف امامه قائلة بصدمة :

طلاق ايه !!


ردد بصوت حزين و هو يتحاشى النظر إليها :

مش عايزه ترجعي ليه !!!


حاوطت بيدها وجهه مرددة بما جعل الصدمة حليفته حتى ظن انه اصيب بالصم :

انا عايزاك انت يا فارس


رددت مرة أخرى بخجل و هي تخفض رأسها بخجل :

عايزاك انت و بس


ردد بصدمة و هو يشير بيده :

طب و هو !!!


ضحكت قائلة بمشاكسة :

هو مين


رددت بمرح و هي تتحرك لتذهب للخارج :

هسيبك بقى لما تفوق من الصدمة ابقى.....


جذبها إليه يكبل شفتيها بخاصته بقبلة تحمل قدر كبير من العشق الخالص لها وحدها بادلته اياه على استحياء سرعان ما انتفض الاثنان عندما فتح باب المكتب فجأة و ظهر من خلفه !!!!!!!!

.........

البارت خلص ♥️



 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع