رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل السابع وعشرون 27بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل السابع وعشرون 27بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
الباب اتفتح ببطء قدامهم، بصوا لبعض ودخلوا بهدوء، بخطوات محسوبه، اول حاجه شموها كانت ريحة تيم المميزه، الدنيا كانت ضلمه جدا، دخلوا اكتر
سالي همست بفزع
"مش شايفه حاجه خالص..."
فريده فتحت فلاش الكاميرا بسرعه، ظهر لمحات من الأوضه، لفت الفون يمكن يكون في نور تشغله، كان في زرار على الجنب، فريده مدت إيدها وشغلته، كان نور أبيض واضح، مش مزعج ومريح للعين، كشف المكان بشكل أوضح
أول حاجة ظهرت قدامهم كانت لوحة كبيرة متعلقة على الحيطة، فريده كانت مرسومة فيها، تفاصيل وشها واضحة بشكل يخض، الملامح، الشعر، حتى اللمعة في عنيها، كانت كأنها صورة متصورة بكاميرا احترافية مش رسمه ابدا
الاتنين وقفوا مكانهم مصدوومين.
سالي قالت بصوت متلغبط
"دي... دي إنتي يا فريده..."
فريده كانت مزهوله وهيا بتبص للوحه، كانت مصدومه وهي بتقرب بخطوات بطيئة من اللوحة، قلبها كان بيدق بسرعة، مدّت إيدها ولمست اللوحة بخفة، الملمس كان ناعم بس تفاصيل الرسم كانت واقعية بشكل مرعب.
قالت لسالي وهي بتهمس بانبهار
"ده... إزاي؟ التفاصيل دي... كأنها مطبوعة مش مرسومة..."
سالي كانت بتبص حواليها وعينيها بتدور في الأوضة، لمحت مكتب صغير عليه أوراق، قربت وقالت بسرعه
"الحقي يا فريده... هنا كمان!"
فريده سابت اللوحه وجريت عليها، لقت ورق كتير عليه رسومات ليها، أول رسمة شافتها كانت وهي لابسه الفستان اللي لبسته في خطوبة إسلام، التفاصيل كانت دقيقة بشكل يخلّي أي حد يتلغبط إذا كانت صورة ولا رسمة.
قلبت الورق بسرعة، لقت 4 رسومات تانية بفساتين مختلفة، دي نفس الفساتين اللي كانت بتقيسهم وقت ما راحت معاه تختار فستان لكتب كتاب يسر، حتى الإضاءة اللي كانت في المحل وقتها، كانت مرسومة في الخلفية.
فريده وقفت بتبص عليهم بانبهار وخوف، وشها كان بين الدهشة والقلق، وكل رسمة كانت بتوقع قلبها أكتر من اللي قبلها.
قلبت ورقة كمان، لقت رسمة ليها هي وحسام، واقفين جنب بعض في لقطة كانت فريده فاكرة إنها لحظة عابرة، بلعت ريقها بغصة، لمست الصورة بخفة وقالت بصوت واطي
"ده... إمتى رسم دي..."
سالي كانت واقفة جنبها، ووشها مش مصدق، قالت وهي بتبص حواليها
"هو أنا ليه حاسة إني في حلم... أو مش مستوعبة..."
فريده ردت وهي بتاخد نفس عميق
"أكيد مش أكتر مني..."
كانت بتقلب في الورق، لقت رسومات تانية ليها في حالات مختلفه، وهي بتضحك، وهي بتبص بعيد، وهي سرحانة، وهي متضايقة... كل حاجة كانت مرسومة بتفاصيل دقيقة مرعبه
سالي بصت حواليها وقالت
"في كمية أدراج هنا... أكيد فيهم حاجات تانية كتير."
فريده سابت الورق مكانه، وقالت بعد ما لفت حوالين نفسها وهي بتاخد نفس
"طيب... تعالي نشوف..."
سالي وقفت قدام الأدراج، عينيها بتجري على اللزق الأسود اللي مكتوب عليه سنين متتاليه من 2004 لحد 2025، أرقام واضحة ومترتبة بنفس الخط، بنفس الحجم، بنفس الطريقة المنظمة اللي كانت متوقعة من تيم.
سالي قالت بصوت واطي، فيها توتر واستغراب
"إيه الأرقام دي؟"
فريدة ردت وهي بتحاول تخبي ارتباكها
"كل السنين اللي فاتت... غالبًا..."
سالي مدّت إيدها ببطء، فتحت أول درج قابلها، كان مكتوب عليه 2019، سكتت لحظه وبعدين بدأت تقلب في الورق والصور اللي جواه.
أول صورة كانت صورة واضحة لواحده ست اول مره تشوفها، هيا مش عارفاها اصلا، لكن اللي شدّ انتباهها إن على أول صورة كان مكتوب بخط مرتب
رقم (10) وتاريخ 2019.
سالي قلبت الصورة اللي قبلها، كانت صورة بنت مختلفة، ملامحها حزينة شوية، ومكتوب عليها رقم (9) وتاريخ 2017،
واللي قبلها صورة تانية، ورا التانية، كلها بتواريخ مختلفة، كل صورة كان فيها أشخاص بأعمار وأشكال مختلفة، وتواريخ مترتبة، وكانت الأرقام بتنزل كل ما رجعت ورا في الصور بنفس الترتيب
كان فيه صمت غريب، إلا صوت قلبهم اللي بيخبط جوة صدرهم بشده
سالي قالت بسرعه
"فريده... صوري الورق ده بسرعة يا فريده"
فريدة طلعت الموبايل بسرعه من جيبها وبدأت تصور، واحدة ورا التانية، إيديها بتترعش بس بتحاول تظبط الكاميرا.
سالي راحت على اول درج اللي مكتوب عليه 2004، فتحته بحذر، أول رسمه شافتها، كانت غريبه، التفاصيل مش واضحة أوي، لكن الشكل العام معروف، الصورة كانت لتيم، ماسك قلبه بإيده وبيديه لصابرين، سالي شافت الرسمه اللي قبلها، لقت تيم قاعد وصابرين قاعدة لمستواه، كأنها بتتكلم معاه أو بتوعده بحاجه، واللي قبلها كانت صابرين بتحاول تلحقه وهو داخل البيت، باين عليه كان صغير وقتها.
سالي وقفت، نفسها بدأ يتقل، قلبها بيخبط، وعايزه تفهم ايه ده، بس قبل ما تشوف الرسمه اللي قبلها الموبايل رن بيعلن عن انتهاء الوقت اللي محددينه واللي رجعهم للواقع بسرعه.
فريده وسالي اتنفضوا من مكانهم في نفس اللحظه، فريده بسرعة قفلت الصوت وهيا بتقول
" الوقت خلص"
سالي قالت وهي بتاخد نفس سريع
"لازم نخرج دلوقتي... دلوقتي حالًا يا فريدة..."
فريدة قالت وهي بتلم نفسها بسرعه
"استني بس ثانية... ثانية واحدة بس... اخر صوره"
سالي كانت وقفة، مش قادرة تتحرك للحظة، عينيها كانت لسه على صورة تيم وهو ماسك قلبه لصابرين، وبعدين بسرعة شدت نفسها وقالت
"يلا...بسرعه"
فريده كانت لسه بتصور آخر ورقه، قلبها بيدق بسرعة، بصت لسالي وقالت بهمس
"ثانية... بس ثانية أخيرة."
سالي قالت بإصرار وهي بتسحب الموبايل من إيديها
"مفيش ثانيه، يلا نرجع كل حاجة مكانها بسرعة."
قفلوا الأدراج بسرعه وحسّوا إن كل ثانيه بتعدي أطول من اللي قبلها، فريدة قالت وهي بتبص حوالين الأوضة قبل ما تخرج
"اتأكدي من كل حاجه.. متخليش أي أثر لينا..."
سالي عملت مسح سريع بنظرها، وقالت وهي بتخرج من الباب
"تمام كده، يلا"
خرجوا من الأوضة بسرعه، فريده قفلت الباب وراهم بنفس الطريقة اللي فتحته بيها، ايديها بتترعش وقلبها بيدق بسرعه
سالي بصتلها وقالت
"كده تمام؟"
فريده أخدت نفس وقالت
"تمام... يلا"
خرجوا من الدريسينج، سالي قربت بهدوء من تيم اللي كان نايم، بصت عليه وهو نايم، وشه هادي جدًا، ملامحه في هدوء غريب، نفسه منتظم، اللحظة كانت تقيلة على قلب سالي، وفريده كانت واقفة من بعيد، بتبص على تيم، قلبها كان بيتشد ليه، حسّت للحظة إنها عايزة تجري عليه وتحضنه.
بمجرد ما سالي رجعت الخاتم مكانه بنجاح، بصت بسرعة لفريده وقالت بهمس مرتعش
"يلا... بسرعه."
فريده هزت راسها وهي بتاخد نفس طويل مليان خوف وراحة في نفس الوقت، بصت على تيم للمره الأخيرة قبل ما تخرج
خرجوا بسرعة من الأوضه، وبمجرد ما خرجوا اتنهدوا بعمق في نفس اللحظة، كأنهم بيطلعوا كل الخوف اللي كان محبوس جواهم.
نزلوا الصالون، سالي قعدت بسرعه على الكنبة وهي بتاخد نفسها بصعوبة، قالت لفريدة بصوت متوتر
"فريدة... انتي... انتي فهمتي حاجة من اللي شفناه فوق؟ أنا حاسة إني في حلم... أو في فيلم غريب، مش قادرة أستوعب، حاسه في حوار، وحوار كبير"
فريدة قعدت جنبها، بلعت ريقها وقالت
"مش... مش عارفة يا سالي، بس اللي شوفناه فوق حاجه عمري ما توقعتها بجد، واضح أنه مش بني ادم عادي، مش قادره افهم "
سالي رفعت وشها بسرعة وقالت
"إيه الرسومات دي؟ والسنين دي كلها؟ والناس اللي مرسومين... وتاريخهم... ايه كل ده؟ ملحقتش افهم"
فريدة اتنهدت وقالت
"الله أعلم... يمكن كانت طريقته الوحيدة إنه يحتفظ بالحاجات اللي بتحصله... أو يمكن بيحاول يفهم نفسه... أو يمكن..."
سكتت لحظة وقالت
"يمكن الموضوع أكبر من اللي احنا فاكرينه وفي حاجه كبيره شافها في الماضي أثرت عليه ورسم حياته تدريجيا "
سالي قالت بسرعه
"بس... انتي كنتي مرسومة كتير... كتير جدًا يا فريدة... ليه؟"
فريدة رفعت عينيها وبصتلها وقالت بصوت مخنوق
"مش عارفة يا سالي... مش عارفه"
سالي عضت شفايفها وقالت بعد لحظة صمت
"أنا ملحقتش أشوف كل حاجة... كنت لسه عايزة أعرف أكتر."
فريده ردت وهي بتقلب في الموبايل
"أنا صورت الناس اللي مرسومه... بس برضو مين دول؟ أو نقدر نعرف مين دول ازاي؟"
سالي قالت، صوتها مليان توتر
"وبرضو... تيم وهو بيدي قلبه لماما... يعني إيه؟ هيا قالتله إيه خلاه يعمل كده؟ أنا مش فاهمة... وملحقتش حتى أكمل"
فريده رفعت عينيها وقالت
"ده إيه ده؟ ده كمان كان مرسوم؟!"
سالي هزت راسها وقالت
"آه... كنت عايزة أكمل، بس ملحقتش ومكنش ينفع نفضل "
فريده قالت بهدوء
"إنتي عرفتي الطريقة خلاص..."
سالي زفرت وقالت
"بسهولة كده؟! ده أنا كنت بموت من التوتر... كنت حاسة إني بسرق بنك! مش هقدر أعمل كده تاني ولوحدي"
سكتت لحظة وقالت وهي بتبص للأرض
"هل لو قلت لتيم اللي عملناه... ممكن يحكي؟ يمكن لما يعرف إننا شوفنا كل ده..."
فريده قالت وهي بتقفل موبايلها
"هسأل ايه، بس دلوقتي الأول نحاول ندور على الناس دي، يمكن نفهم حاجة."
سالي قالت وهي بتفرك ايديها
"يمكن لو كنا فتحنا الدرج اللي قبله... كنا فهمنا أكتر."
فريده قالت
"بس خلينا في اللي معانا الأول... مين دول؟ وإيه اللي حصلهم؟"
سالي قالت بتردد
"نسأل آيه، هيا أدرى."
فريده قالت وهي بتبص في ساعتها
"طيب... هكلمها بكره ،أنا همشي دلوقتي عشان متأخرش أكتر."
سالي قالت بسرعه
"استني... هخلي السواق يوصلك."
فريده قالت
"معايا عربيتي."
سالي قالت بهدوء
"طيب... خلي بالك."
قبل ما فريده تتحرك، سالي نادتلها بسرعه
"فريده؟!"
فريده بصتلها، فسالي قالت بهدوء
"أظن... صدقتي دلوقتي... إن تيم بيحبك."
سكتت، وبعدين بصت بعيد قبل ما ترد
"تصبحي على خير."
خرجت فريدة من البيت، ركبت عربيتها، وقلبها لسه مشغول بكل اللي شافته، إزاي كان بيرسم ملامحها بالدقة دي؟ للدرجة دي حافظ تفاصيلها؟ للدرجة دي مركز معاها؟
كانت سايقة وسرحانة، في وسط شرودها رن فونها وكان اسلام
ردت بسرعة وقالت
"ألو؟"
إسلام قال بضيق
"لسه كل ده؟"
قالت وهي بتحاول تكون هاديه
"أنا خلاص مشيت"
صوته علي شويه وقال
"ليه أنا مستني اتصالك؟"
قالت وهيا بتتنهد
"مفيش داعي تيجي، أنا معايا عربيتي خلاص"
إسلام اتنفس بحده وقال بعصبيه
"إنتي بتهزري؟ إزاي تيجي لوحدك من مكان بعيد بالليل؟"
قالت ببرود وهي بتنهي المكالمه
"خلاص يا إسلام"
وفصلت الخط، بس رن تاني، بصت للموبايل بغيظ، ردت ببرود
"نعم؟"
قال بصوت حاسم
"إنتي فين بالظبط؟"
سألت
"ليه؟"
قال بسرعه
"اخلصي إنتي فين؟"
قالت اسم المكان اللي هي فيه، فرد بسرعه
"طيب، هقابلك في الطريق بأوبر"
قالت بنبرة ضيق
"إسلام صدقني، مفيش داعي"
قال بنبره قاطعه
"فريدة، جاي هقابلك في الطريق"
وفصل الخط.
اتنهدت بملل، رمت الموبايل جنبها، ضغطت على دواسة البنزين، وسرّعت عربيتها أكتر، وبرغم هدوء الشارع بس دماغها كانت مليانة دوشة، كل شويه تتخيل الرسومات قدامها وبتسأل نفسها
"إزاي قدر يرسمها كده؟ إزاي حافظ تفاصيلها للدرجة دي؟"
سرّحت عن الطريق ثانية، بس فوقت بسرعه وضغطت فرامل.
في اللحظة دي، رن فونها تاني، بصت ع الاسم وكان اسلام، اتنهدت وردت
"أيوه؟"
إسلام كان صوته هادي بس فيه نبرة جديه
"فينك دلوقتي؟"
قالت وهي بتلف بعربيتها
"عديت على المحطة خلاص، فاضل عشر دقايق وأكون على الطريق الرئيسي"
قال
"تمام، أنا كمان قربت أوصل، خلي بالك"
" سلام"
دخلت على الطريق الرئيسي، وبعد دقايق، لمحت نور أوبر على جنب الطريق، وإسلام واقف مستني.
هدت السرعة، وقفت العربية، نزلت من العربية، اسلام قرب منها وقال بنبرة فيها عتاب خفيف
"هتفضلي تعاندي لحد إمتى، ها؟"
فريدة قالت ببرود
"خلصنا؟"
إسلام قال وهو بيشاور على العربيه
" اركبي"
ركب مكانها وهيا ركبت جنبه بهدوء، اتحرك بالعربيه وهيا سندت راسها على الإزاز، وعينيها كانت شاخصة على الطريق قدامها.
إسلام بصلها وقال بهدوء
"مالك؟"
ردت بسرعه
"مفيش، عادي."
بص قدامه تاني وسأل
"سالي كانت عايزاكي في إيه؟"
ردت
"حاجة تخصها، مش هقدر أقولها."
إسلام رفع حاجبه وقال
"بس شكل الحاجة دي مأثرة عليكي جامد اهو."
فريدة قالت بنبرة خافتة
"متهيألك."
إسلام قال بخفه
"يعني أنا مش حافظك مثلاً علشان تكذبي عليا؟"
سكتت، بعد لحظة قال بنبرة هاديه
"فريدة، متسيبيش نفسك للتفكير لوحدك... متنسيش إني موجود، ودايمًا كنتي بتقوليلي كل حاجة بتحصل معاكي... بس للأسف، بقيت كل ما بقرب منك، بتبعدي... عمرك ما كنتي كده."
فضلت ساكتة شوية، وبعدين ردت وهي بتبص من الشباك
"لأني مش فاهماني أصلاً يا إسلام... بس أوعدك، لما أفهم نفسي، هبقى أقولك."
إسلام بص قدامه وقال بنبرة هادية كأنه بيطمنها
"وأنا مستني."
رجعوا البيت، طلعت أوضتها علطول وهي دماغها لسه مشوشة بكل اللي حصل.
قعدت على مكتبها، فتحت مذكرتها بسرعه، وكتبت في أول صفحة قدامها تيم وطلعت سهمين تحت الاسم وكتبت أوضة سريه والسهم التاني رسومات
قعدت تبص للكلمتين بصمت وقلبها كان بيدق بسرعة، حاسّة إن حياتها كلها لسه هتتقلب بسببهم.
تاني يوم
فريدة كانت في المستشفى، راحت ليسر وقالت بهدوء
"يسر، ممكن تخبي عليا لحد ما أرجع؟"
يسر بصتلها باستغراب وسألت
"ليه رايحة فين؟"
فريدة ردت بسرعه
"هقولك لما أرجع، المهم دلوقتي أخرج."
يسر قالت بهدوء
"تمام، بس متتأخريش."
فريدة خرجت بسرعة من المستشفى، وركبت اوبر وراحت شركة تيم، لما وصلت هناك حاولت تدخل، لكن الأمن منعها، محدش رضي يدخلها أو حتى يخليها تقرب من الشركه
وقفت قدام البوابة، طلعت موبايلها ورنت عليه.
في نفس الوقت
كان تيم في مكتبه، شغال بتركيز وقاطعه فونه اللي رن باسمها، قلبه دق بسرعه، رد بسرعة جدًا وقال
"فريدة؟!"
ردت، صوتها كان متوتر
"تيم، أنا... أنا تحت."
تيم قال باستغراب
"تحت فين؟!"
قالت
"تحت قدام الشركه... كنت عايزة أدخل بس محدش رضي."
تيم قام من مكانه بسرعة وهو بياخد حاجته وقال
"مش فاهم... إيه اللي جابك؟"
فريدة قالت
"أكيد مش هقولك على الفون."
تيم قال بسرعه
"طيب، استني، نازل فورًا."
قفل الفون ونزل بسرعة، خرج لقاها واقفة بعيد شويه، قرب منها، ملامحه كان باين عليها القلق وسألها
"إيه اللي جابك هنا؟"
فريدة ردت بسخرية خفيفة وهي بتزفر
"أنا كويسة الحمد لله، وانت؟"
قال بنبرة هادية فيها توتر
"فريدة، جيتي ليه؟"
قالت وهي بتبص في عينيه بثبات
"عايزة أتكلم معاك... ممكن؟"
قبل ما يتكلم، كملت بسرعه
"ودي آخر مرة... وعد... صدقني، دي آخر مرة هكلمك أو حتى هجيلك."
تيم وقف لحظة وهو بياخد نفسه وبعدين قال
"طيب، أكيد مش هنتكلم هنا، اتفضلي."
راح ناحية عربيته، وهي مشيت وراه وركبت جنبه، اتحرك بالعربية، وفي الطريق كان ساكت، وهي ساكتة، وكل واحد فيهم كان بيبص قدامه والتوتر مالي العربية.
وقف عند أقرب كافيه ودخلوا، قعدوا على أقرب ترابيزة فاضية وهو سألها
"تحبي تشربي حاجة؟"
فريدة قالت بسرعه
"مش عايزة حاجة."
قال وهو بيبصلها بثبات
"تمام... يبقى ادخلي في الموضوع على طول."
فريدة سكتت لحظة وهي بتبص حواليها بتوتر، وبعدين قالت بصوت واطي
"حسام."
تيم بصّلها بجمود وقال بهدوء غريب
"ماله؟"
قالت بتوتر وهي بتلعب في ايديها
"حسام... صاحبك."
تيم قال بنفس الجمود، كلامه كان بارد
"كمّلي، ماله حسام؟"
فريدة أخدت نفس وقالت
"أنا معرفش حسام كويس بصراحة... يعني أنا مش هوافق على حد أنا مش عارفاه، ولا حتى... بحبه يعني."
تيم رفع حواجبه وقال بهدوء
"وبعدين؟"
فريدة بصتله وقالت
"إنت صاحبُه، وعارفه أكتر مني... وأنا بقالى كتير بفكر ولسه مردّتش... فـ... إيه رأيك مثلًا؟"
تيم سكت لحظة، وبعدين قال بجمود وجديه
"وأنا مالي؟... هو أنا اللي هتجوزه ولا إنتي؟"
فريدة قالت بعصبية خفيفة وهي بتحرك إيدها
"بس هو صاحبك إنت، علشان كده بسألك... إنت عارفه أكتر مني!"
تيم قال بنفس البرود
"إنتي حرّة... أنا مليش دعوة."
فريده رفعت حاجبها وقالت
"يعني؟!"
تيم قال بهدوء
"يعني هو طلب رأيك إنتي، مش أنا... متجيش تسأليني."
فريدة بصتله بحدة وقالت
"طيب وأنا بطلب رأيك في صاحبك، لو جيت وطلبت رأيك... هتقولي إيه؟"
تيم سكت... ليه بتعمل كده معاه؟ ليه بتعجزه بكلامها ده؟ ليه بتدخله في اللي مش عايز يدخله؟ ليه؟
فريدة قالت بإصرار
"هااا؟"
تيم قال بعد تردد
"حسام كويس."
فريدة رفعت حاجبها وهو كمل
"وكويس جدًا... يعتمد عليه... ولما بيحب، بيحب بجد."
فريدة قالت بهمس
"يعني هو فعلاً... بيحبني؟"
تيم قال بجمود وهو بيبص بعيد
"دي حاجة تخصكوا إنتوا... إنتي طلبتي رأيي وقولته... هو فعلاً كويس، وبس كده."
فريدة بصتله، وقالت بصوت هادي بس مليان غضب
"يعني أوافق؟!"
تيم سكت لحظة وقال بعدها
"قولتلك... مش أنا اللي هتجوزه... بس هو كويس... ومش هتندمي لو وافقتي."
فريدة وقفت بسرعة وبصتله بحدة، عيونها كانت مليانة وجع وغضب وقالت
"مشوفتش أغبى منك بجد... هتخسر كل حاجة في حياتك علشان إنت شخص جبان ومتخلف... وفوق كل ده، فعلاً إنت واحد سايكو ومش معترف حتى... خليك كده بقى طول حياتك."
ومشيت من قدامه بعصبيه، خطواتها سريعة، قلبها بيدق جامد، سابته قاعد مكانه، مكور ايديه بغضب وعينيه ثابتة في الفراغ.
كان بيفكر...
ليه جت وكلمته؟
ليه مهتمه برأيه؟
ليه هو؟
افتكر كلامها في الآخر، صوتها كان باين فيه وجع وكأنها مستنيه منه رد تاني
"هتخسر كل حاجة في حياتك علشان إنك شخص جبان ومتخلف... وفوق كل ده، فعلاً إنت واحد سايكو ومش معترف حتى..."
بص قدامه بشرود
"جبان؟
سايكو؟
هي شايفاني كده؟
ولا هي بتحاول تهزّني علشان تعرف مني حاجه؟
هي ليه زعلانة أصلًا لو وافقت أو لاء؟
هي... مهتمه للدرجه دي؟"
غمض عينيه وسحب نفس ببطء، وحس إنه لأول مرة الكلام دخل جواه وبيوجعه برغم من إن سالي مش مقصره.
خرجت فريده من المكان، ركبت أول أوبر وقف قدامها، قفلت الباب بسرعة وهي بتزفر، حست إنها مش قادرة تكمل اليوم، وإن كل حاجه جواها تقيلة ومشدودة على أعصابها فقررت ترجع على البيت.
وصلت البيت أخيرًا، ولما دخلت لقت إيناس قاعده في الصالون.
رفعت عينيها وقالت
"جيتي بدري النهاردة يا فريده، في إيه؟"
فريده حاولت تبتسم وقالت
"عادي يا ماما، خرجت بدري شويه"
إيناس كانت هترد، لكنها سكتت لحظه وبصتلها، فريده كانت طالعه اوضتها بس ايناس ندهت
"فريده!"
فريده وقفت مكانها، لفتلها وقالت
"نعم يا ماما؟"
إيناس قالت بتوتر
"تعالي هنا، محتاجة أتكلم معاكي شوية."
فريده قربت منها وقعدت وهيا حاسه ان الكلام اللي هتسمعه مش هيعجبها، بس مهمهاش، اكيد مش هيكون اسوء من كلام تيم
إيناس بصتلها وقالت بصوت متردد
"فريده..."
فريده رفعت عينيها وقالت بهدوء
"سامعاكي يا ماما."
إيناس اخدت نفس وقالت
"أنا... خلاص اتطلقت."
فريده سكتت لحظه وبعدين قالت ببرود
"تمام، مبروك."
إيناس رفعت حاجبها وقالت
"بتتريقي يعني؟"
فريده هزت راسها وقالت بجديه
"لاء طبعًا مش بتريق، بجد مبروك."
إيناس بصتلها وقالت
"بس إنتي كنتي متضايقة..."
فريده قالت وهي بتزفر
"ده في الأول بس، من حقك تعيشي حره يا ماما."
إيناس بصت في الأرض وقالت بصوت واطي
"فريدة، أنا اتجوزته غصب بجد... بابا أجبر صابرين تتجوز، وبعدها أجبرني أنا كمان، مكانش قدامنا حتى اختيار لا نرفض ولا نقبل... كنا مجبرين نتجوز وبس، واديكي شوفتي حظي كان عامل إزاي، مش هنكر إنه كان كويس في الاول، بس هو اتخلى عني يا فريده... وأنا فضلت صامدة، ومعرفتكوش حتى إنه مبقاش بيكلمني... كنت بقولكوا إنه بيكلمني كل فترة، ولما..."
فريدة قاطعتها وقالت بثبات
"لما علي دخل حياتك حسسك إنك بني آدمه تستاهل تتحب وتعيش حياة إنتي راضية عنها، عارفة كل اللي هتقوليه، ومعنديش مانع لو اتجوزتي تاني، من حقك تعيشي الحياة اللي معيشتهاش وتختاري الشخص اللي قلبك عايزه."
إيناس كانت مصدومة، وقالت بهمس
"فريده..."
فريده كملت وهي بصالها بتركيز
"علي فعلا بيحبك، وإنتي كمان بتحبيه، مفيش داعي تأجلوا جوازكوا، اتجوزي يا ماما وعيشي حياتك."
فريدة قامت من مكانها، وإيناس وقفت بسرعة وقالت بتوتر
"فريدة، أنا مش هتجوز لو إنتي..."
فريدة قاطعتها وقالت بسرعه
"اتجوزي وعيشي حياتك، صدقيني مش فارق معايا... مبروك مقدما."
ومشيت من قدامها، سايبة إيناس واقفة مكانها، مش قادرة تتحرك من الصدمة، وعنيها بتلمع بدموع محبوسة.
فريدة طلعت أوضتها وهي حاسة إن دماغها مليانة أفكار متلغبطة، قلبها كان بيدق بسرعة وهي بتحاول تهرب من التفكير، لكنها مش قادرة.
قعدت على السرير، فتحت فونها، وبصت على اسم "حسام" شوية قبل ما تضغط على اتصال، رنت ومن اول رنه رد عليها كأنه مستني مثلا
رد بصوته اللي كان باين عليه التوتر والاشتياق
"أخيرًا يا فريدة!"
فريدة قالت بصوت هادي
"إزيك؟"
قال بسرعة وهو مبتسم
"أنا بخير طول ما إنتي بخير."
فريده ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت
"يارب دايمًا."
سكت لحظه وقال بصوت دافي
"أنا قولت أسيبك براحتك، ومش هضغط عليكي أبدًا... أكيد بتكلميني دلوقتي علشان تقوليلي ردك، صح؟"
فريده خدت نفس وهي مغمضه عينيها، قالت بصوت ثابت رغم الارتباك اللي في قلبها
"حسام... أنا موافقه"
يتبع....
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا