القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية نسمه متمردة الخاتمه بقلم أمل مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية نسمه متمردة الخاتمه  بقلم أمل  مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات



رواية نسمه متمردة الخاتمه  بقلم أمل  مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات


نسمه متمردة 

بقلمي أمل مصطفي 

الخاتمه 

********

لا أحد يصدق ما يحدث. الجميع يجلس الآن في أحد المساجد، يحتفلون بزفاف "أيهم" الذي يجلس بينهم كالبدر وقد اكتمل، بعد أيام من نقصانه، ليصبح بهيًّا يخطف الأنظار.


لقد رفض إقامة حفل الزفاف المعتاد عليه، وأراد أن يبدأ أولى خطواته معها في بيت الله. والغريب أنها وافقته دون لحظة تردد. كانت تجلس تشع عيناها فرحًا، ونسوة العائلة من حولها يستمعن بقلب نابض لخطبة الشيخ، التي تحدث فيها عن قوة رابط الزواج ومكانته عند الله.


وبعد الانتهاء، بارك لهما الجميع متمنين لهما السعادة. بينما عيون كل من مروان وسيف وفريد تتابع حالة الفرح الغريبة التي تشع من عيني "أيهم"، ذلك الماجن الذي أضاع حياته في الحرام، يقف الآن بين يدي الله يطلب غفرانه، دون أن يكترث لرأي أحد في قراره هذا.


نزلت فريدة من باب الحريم، وتلك الطرحة البيضاء تُخفي ملامحها عن الأعين. ومن بين الجميع، كان "أيهم" هو من أقبل عليها بقلبٍ يطير. اقترب منها، قبّل رأسها وهو يبارك لها، ثم ضم يدها الناعمة بين كفّيه، واستقلا السيارة.


قادهما الطريق، تتبعهما الزغاريد والتهاليل...


**********


بعد يومين، في منزل أحمد...


جلست "شهد" بجوار "هيام" عندما رن هاتفها، وكان الرقم رقم "أحمد".


–، شهد لهيام وهي تلتقط الهاتف.

هرد على أحمد ثواني و جاية"،


–أجابتها هيام بابتسامة

 "براحتك يا حبيبتي"، 


– "ألو، حبيبي؟"


أتاها صوته العاشق:

– "وحشتيني يا قلب حبيبك، أخبارك إيه؟"


 ردّت شهد بابتسامة خجولة.

الحمد لله، بخير"،


– "القمر بتاعي ممكن يتعطّف ويتنازل ويقبل عزومتي على العشاء؟"


سألها بنبرة مفعمة بالحب، فأجابت بفرحة وعدم تصديق:

– "بجد؟ هنتعشّى بره؟"


– تحدث وهو يضحك 


"لو القمر بتاعي كويس ويقدر ينزل...".


–هتفت بفرح 


 "طبعًا، كويسة!"


– "أنا بعتلك فستان مع يوسف، اجهّزي على الساعة ٨، هكون عندك."


– "حاضر، الساعة ٨ بالضبط هكون جاهزة."


أغلقت الهاتف، ثم عادت إلى هيام واحتضنتها بسعادة.


–سألتها هيام.


 "مالك يا حبيبتي؟"


– "أخيرًا يا ماما! هخرج. بقالي ٣ شهور قاعدة في البيت، أحمد عزمني على العشاء."


– "ربنا يهنيكم يا حبيبتي. هو كان خايف عليكي، أول ٣ شهور من الحمل بيكونوا صعبين. مش عايزين حركة كتير، خلي بالك من نفسك، واطلعي السلم بالراحة."


– "حاضر."


********


هناك، على طريق القاهرة الصحراوي، كانت سيارة "مروان" تندفع كأنها تنهش الطريق، تعبر المسافات بسرعة، بينما هو يلتفت إلى تلك التي تجلس بجواره بهدوء وراحة، غير مستوعب لما يحدث.


قال مروان بدهشة:

– "أنا مش مصدق إن أيهم يفكر كده أو يعمل حركة زي دي!"


ردّت "نسمة" بصوت هادئ، يكسوه بعض الألم:

– "ربنا له حكمة في كل شيء، وأكيد جوا أيهم حاجة كويسة... علشان كده ربنا رضي عنه ورزقه الهداية والزوجة الصالحة في وقت واحد."


ضحك مروان بذهول، فقد رسم في ذهنه كل السيناريوهات الممكنة لزواج أيهم، إلا ما حدث فعلاً. ثم أكمل قائلاً:

– "أنا كنت فاكر إنه أول ما يتجوز هيخرب الدنيا، ويسافر باريس أو إسبانيا أو حتى إيطاليا!

لكن... يروح يعمل عمرة تاني يوم جوازه؟ دي حاجة... مش قادر أصدقها!"


نظرت إليه نسمة بعين دامعة،من ذلك الألم الذي غزها  وأردفت:

– "أيهم، بحكم الحياة اللي عاشها، ما كانش فيه رقابة أو توعية، فتاه.

لكن من جواه إنسان كويس، وأول ما عرف يميّز الطريق الصح، مشي فيه على طول.

ومتخافش... فريدة هتعيد تربيته."


انفجر مروان بالضحك:

– "عندِك حق! ربّيته؟ ربّيته يعني!"


ثم فجأة، قطعت "نسمة" كلامه بصوتها المرتعب::


– "أوقف! أوقف يا مروان!"


توقّف مروان عن الضحك، وأوقف السيارة على جانب الطريق. وقبل أن يسأل عن السبب، كانت "نسمة" قد فتحت الباب، وخرجت من السيارة بسرعة، ثم بدأت تستفرغ ما في جوفها.


فزع مروان واقترب منها، صائحًا بقلق:

– "مالك يا حبيبتي؟"


رفعت "نسمة" يدها تطلب منه التوقف:

– "بلاش تقرّب... ماينفعش تشوفني كده."


لكن مروان لم يستجب، واقترب منها أكثر، وسندها من الخلف:

– "مالك يا قلبي؟"


قالت بصوت متعب، تقاوم وجعها:

– "مش قادرة يا مروان... تعبانة جدًا."


نظر إليها بندم واضح، وقال:

– "أنا غلطان إني خدتِك مشوار المطار ده... ثواني هجيب ميّه."


أسرع مروان وأحضر الماء والمناديل، لكن "نسمة" رفضت الشرب.

غسل وجهها بلطف، لكنها أمسكت بملابسه بقوة، وهمست بصوتٍ مرتجف:


– "مروان... إلحقني!"


ثم فقدت وعيها بين يديه.


فزع مروان، وناداها بلهفة:

– "نسمة! حبيبتي... فوقي، مالِك؟!"


لكن لم يأتِ أي رد...


حملها بسرعة، ووضعها في المقعد الخلفي، ثم انطلق بالسيارة، يقودها بجنون، وكأن الزمن يسابق أنفاسه.

********


في الطائرة...


كان "أيهم" يجلس وهو يحتضن يد "فريدة" بين يديه بعشقٍ واضح، ينظر إليها وكأنها خلاصه من كل ما مضى.


قال بصوت خافت، دافئ:

– "أنا عارف إن في دماغك أسئلة كتير... وهجاوبك عليها.

أولاً، بقالنا يومين متجوزين وما لمستكيش...

لإني إنسان ذنوبي كتير، وخفت ألوّثك.

وده السبب اللي خلاني أعمل عمرة."


أخذ نفسًا عميقًا وأكمل وهو يرمقها بنظرة ندم صادق:

– "وعدت نفسي إني مش هتمّم جوازنا غير لما أطهّر نفسي...

وأمحي ذنوبي...

وأبدأ معاكي حياة جديدة ونضيفة... زي قلبك.

وأنا عشمان إن ربنا يتقبلني... ويسامحني.

وجودك معايا هيكون سبب رضاه عني."


نظرت إليه "فريدة" بعينين دامعتين، وابتسمت بخفة، ثم قالت:

– "أنا اللي ربنا بيحبني و راضي عني... علشان بقيت مراتك.

كلنا بشر، ومافيش حد مننا معصوم من الخطأ.

المهم إننا نتوب."


اقترب "أيهم" أكثر، وقبّل يدها برقة وغرام، ثم قال بوعد لا رجعة فيه:

– "أوعدك... هكون الإنسان الجدير بيكي.

وعمري ما هيكون في حياتي حد غيرك...

لآخر يوم في عمري."


*********

وصل "مروان" أمام المستشفى، يعلوه القلق، وقد حمل "نسمة" بين ذراعيه ودخل بها على عجل.

استقبله الأطباء فورًا، لكنه رفض أن يتركها حتى وضعها بنفسه على سرير لف الكشف.


دقائق وظهرت طبيبة شابة كانت قد جاءت بطلبٍ منه، وبعد الكشف نظرت إليه وابتسمت:


– "مبروك... المدام حامل."


ردّ مروان بصوت خافت، غير مصدق:

– "حامل؟!"


– "أيوه، والتحليل هيبيّن عمر الجنين. ثواني وهتيجي لحضرتك دكتورة نِساء، هتحدد عمر الجنين وحالة المدام."


اقترب منها مروان، وسألها بقلق واضح:

– "طيب... ليه فقدت الوعي فجأة؟"


أجابته الطبيبة بنبرة مهنية:

– "غالبًا بسبب ضعف. الدكتورة المتخصصة هتشرح لحضرتك الحالة والنظام اللي لازم تمشي عليه."


نظر مروان من خلف الزجاج إلى "نسمة" التي كانت لا تزال فاقدة للوعي، وقلبه يضطرب بكل المشاعر... دهشة، خوف، فرحة مفاجئة، وقلق لا ينتهي.

********


عاد "مروان" إلى المنزل وهو في منتهى السعادة، وعلى وجهه ملامح فرح لم يعتد أحد رؤيتها. كانت "سهير" و"حنين" في انتظاره، وسعادتهما لا تقل عن سعادته.


ركضت "سهير" نحوه، تحتضنه بفرحة العمر، وهتفت:

– "ألف ألف مبروك يا حبيبي! أخيرًا هشوف أولادك!"


قالت "نسمة" بفرحة عارمة، وهي تضع يدها على بطنها:

– "أنا مش مصدقة يا ماما... أنا حامل!

في ٣ شهور... ومكنتش أعرف!"


نظرت "سهير" إليها بدهشة:

– "٣ شهور؟!"


– "أيوه، يا ماما... الدكتورة بتقول عليه اسمه حمل الغزلان، بيكون فيه البيريود موجودة مع الحمل، علشان كده ماخدتش بالي."


ابتسمت "سهير" ووضعت يدها على قلبها بامتنان:

– "الحمد لله إنها عدّت على خير."


اقتربت "حنين"، ووضعت يدها الصغيرة على بطن "نسمة"، وقالت بحماس:

– "يعني أختي هنا؟"


ضحكت "نسمة" بحنان، وقبّلت رأسها:

– "مش عارفة يا حنون... أختِك أو أخوكي!"


ردّت "حنين" بسعادة طفولية:

– "أهم حاجة إن هيكون عندي بيبي... بتاعي لوحدي، زي أصحابي."


وفي تلك اللحظة، دخل "وجدي" بابتسامة كبيرة، وقال ممازحًا:

– "إن شاء الله... هيكون عندك إخوات كتير تلعبِي بيهم!"


اقترب "مروان" من والده، و احتضنه بقوة، فضمه "وجدي" إلى صدره بسعادة لا توصف. كانت الكلمات تذوب في حرارة المشاعر، والمشهد كله ينطق بالحب والفرح والامتنان.


*********

بعد خمس سنوات...


وقف "يوسف" أمام مدرسة "حنين" منتظرًا خروجها. ما إن لمحها بين الطالبات حتى ناداها بصوته الحنون:


– "حنين!"


التفتت "حنين" بسعادة إلى مصدر الصوت، وعيناها تتلألآن بالفرح.


سألتها صديقتها "جنى" باستغراب:

– "مين ده يا حنين؟"


أجابت بابتسامة عريضة:

– "ده يوسف!" ثم تركتهن وتقدمت نحوه بخطى سريعة.


قال "يوسف" وهو يفتح ذراعيه لها بحنان:

– "إزيك يا حنين؟"


ردت بفرحة كبيرة:

– "بخير! إنت جيت إمتى؟"


– "لسه واصل حالًا... استأذني من صحبتك وتعالي."


– "حاضر."


استأذنت "حنين" صديقاتها، ثم عادت وركبت بجواره في السيارة.


قال يوسف وهو يقود السيارة بهدوء:

– "أنا كلمت أبيه مروان وقلتله إني هفوت آخدك... وأنا رايح الفيلا."


قالت "حنين" بلهفة:

– "وحشتني قوي يا يوسف!"


ابتسم قائلاً:

– "وإنتي أكتر، يا حبيبتي. عاملة إيه في الدراسة؟"


– "الحمد لله."


– "أنا موجود كام يوم، لو في حاجة واقفة معاكي، قوليلي وأنا أشرحها لك."


ضحكت "حنين" بدلال:

– "أنا شاطرة زي حبيبي!"


تحدث "يوسف" بنبرة تحذيرية، لكن صوته ظل يحمل حنانًا خفيًا:

– "لو عرفت إنك بتكلمي حد من زمايلك الولاد... هزعل منك جدًا."


هزّت رأسها بسرعة، وأجابت بصدق طفولي:

– "والله مش بكلم حد، واللي بيحاول بصده!

أنا مش بحب أزعلك."


**********


دخل "نادر" إلى السوبر ماركت الذي يديره والده، بعد أن تحوّل من العمل على سيارة أجرة إلى إدارة هذا المشروع الصغير، الذي كان ثمرة وصية والد "لمار". فقد كان والدها قد باع الشقة قبل وفاته، ووضع المال في البنك


 باسمها. وبعد وفاته، علمت بالأمر وطلبت من والد "نادر" أن يبحث عن محل بعيد عن الحارة و يفتتح فيه سوبر ماركت، يديره بنفسه.


نادى "نادر" بصوت عالٍ وهو يدخل:

– "السلام عليكم يا حج!"


أجابه والده وهو يترك ما بيده و يحتضنه بحب:

– "أهلاً وسهلاً بنور عيوني... فين حبيب جده؟"


ابتسم "نادر" وقال ممازحًا:

– "وصلته عند الحاجة، وأنت عارف... ساعة ما بتشوفه، عايزة تطرد البيت كله وتخلي الجو ليها معاه!


أنا مش عارف إزاي قابل الوضع ده!"


ضحك والده وهو يهز رأسه:

– "ملكش دعوة... أنا راضي، حتى لو هياخد عيوني."


ثم غيّر "نادر" نبرة الحديث إلى الجدية، وهتف:

– "أحمد كلّمني... محمد طالب إيد (هنا). إيه رأيك؟"


نظر الأب إلى ابنه نظرة تأمل، ثم هتف:

– "إنت رأيك إيه؟"


ردّ "نادر" دون تردد:

– "رأيي إيه يا ولدي؟ أحمد لو طلب روحي، أديها له بنفس راضية... وأخوه ما يتخيرش عنه."


ابتسم الأب بتقدير :

– "اللي تشوفه أنا موافق عليه، بس خد رأي أختك."

********

في فيلا فريد...


هتف "فريد" بصوت مرتفع من أسفل الدرج:

– "يلا يا نغم! اتأخرنا!"


جاءه صوتها من الطابق العلوي، متعبًا لكنه حنون:

– "حاضر يا فريد، بلبّس الولاد... تعالى خد نسمة لحد ما ألبّس حمزة، أنا تعبت!"


ردّ بتململ وهو يتنهد:

– "نسمة مش بتسكت معايا... وبعدين أنا بخاف أشتالها، أصلها صغيرة قوي!"


نادت "نغم" من الغرفة بنبرة ضيق:

– "وبعدين معاك! عمري ما شفت راجل بيخاف يشيل ولاده!"


قال "فريد" وهو يرفع صوته قليلًا، وقد بدا عليه الانزعاج:

– "قلتلك ميت مرة... بخاف عليهم! دي عندها شهرين و طريّة جدًا!"


ردّت "نغم" بحنق ممزوج بالسخرية:

– "ده أحمد اللي بقول عليه هالك، بيشيل ولاده بحب و حنية... ما شوفتش زيها."


سكت "فريد" لبرهة، ثم قال بصوت فيه شيء من الحزن:

– "يعني قصدك إنّي مش بحب ولادي؟"


تنهّدت "نغم"، وقالت بسرعة:

– "يوه يا فريد، إنت دايمًا بتفهمني غلط."


قال بضيق وهو يمد يديه ليأخذ "حمزة":

– "ولا غلط ولا حاجة... خدي نسمة، وأنا هلبّس حمزة."


اقتربت "نغم" منه بهدوء، وأخذت "نسمة" بين ذراعيها، ثم همست له:

– "آسفة والله... مش قصدي أزعّلك."


ثم ارتفعت على أطراف قدميها، و طبعَت قبلة على وجنته.


ابتسم "فريد"، ونظر إليها بحب، وقال:

– "بحبك."


**********


قال "أيهم" بنبرة قلقة وهو ينظر إلى وجهها الشاحب:

– "حبيبتي، بلاش نروح وإنتي كده... باين عليكِ التعب جدًا."


ردّت "فريدة" بصوت متعب، لكنها حازمة:

– "ما ينفعش يا حبيبي...  اسيبها في يوم زي ده."


اقترب منها "أيهم" أكثر، ثم حملها برفق ووضعها على السرير، وقال بإصرار حنون:

– "بس إنتي تعبانة... وأنا خايف عليكي."


نظرت إليه بعينين دامعتين، وتحدثت بصوت مكسور:

– "هو أنا... بقيت وحشة قوي؟"


جثا "أيهم" على إحدى ركبتيه أمامها، و حدّق في وجهها وكأنها آخر نبض في قلبه، وهتف  بحب:

– "مين ده الوحش؟!


حبيبي طول عمرها أجمل وأرق إنسانة شُفتها في حياتي...


ولحد آخر يوم في عمري، ما شفش في جمالها أبدا.


جمالها اللي خطفني من نفسي... ومن الدنيا كلها."


وضعت "فريدة" يدها على فمه برقة:

– "بعد الشر عليك."


أبعد يدها بلطف، وأكمل بنفس النبرة:

– "أنا مش قصدي إنك وحشة... قصدي إن التعب باين عليك، وأنا خايف يزيد."


قالت بإصرار هادئ:

– "بس أنا لازم أكون موجودة النهاردة... وإنت اللي قلت هنسيب نسيبة مع الدادة."


رد "أيهم" وهو يجلس جوارها، ممسكًا يدها:

– "أنا مش عايز حاجة تشغلني عنك وإنتي في الوضع ده."


همست "فريدة" والامتنان يملأ صوتها:

– "ربنا ما يحرمنيش منك أبدًا... يا عمري."


ابتسم "أيهم" و ربّت على يدها:

– "ولا منك يا قلبي."

*********

وصل الجميع إلى مكان جميل 


مطل على البحر، مزين بطريقة رائعة تبعث علي النفس الهدوء  والفرح. 


زُيّنت الكوشة بستائر بيضاء ناعمة تتراقص مع نسمات الهواء، فيما جلس الضيوف على

 الطاولات المزينة بعناية، تنعكس على وجوههم ملامح الانبهار والسعادة.


نظر "فريد"  حوله، ثم اقترب من "أحمد" وسأله باستغراب:

– "ليه عملت عيد ميلاد خالد هنا؟ ما كنت عملتها في فندق أو كافيه!"


ابتسم "أحمد" ابتسامة ذات مغزى، وقال بهدوء:

– "هو إنت مش عارف تاريخ ميلاد ابن أختك؟"


رفع "فريد" حاجبيه وقال بثقة:

– "هو مش النهاردة؟"


رد "أحمد" وهو يغمز بعين واحدة مبتسمًا:

– "الوقت تعرف كل حاجة..."


ثم نظر إلى الساعة، بينما بدأت ملامح المشهد تنبئ بأن هناك ما هو أكثر من مجرد عيد ميلاد عادي.

**********

سأل "سيف" "أحمد" بقلق:

– "مروان ا تأخر ليه كده؟"


نظر "أحمد" إلى ساعته، متردّدًا:

– "مش عارف..."


تابع "سيف" بقلق متزايد:

– "يمكن أختك ولدت."


صُدم "أحمد" وقال بسرعة:

– "مالك يا سيف؟ أختي لسه في الرابع،ولا مش  قادر علي بعد  مراتك."


أوضح "سيف":

– "لا يا أخويا، مش على مراتي... على البنت اللي نايمة على كتفي."

********


سمع الجميع صوت موسيقى طويلة،  طلي  بالأبيض طلي . 


استغرب الجميع، كيف يكون هذا عيد ميلاد وفيه موسيقى زفاف؟


التفت الجميع إلى مصدر الصوت، وجدوا "نسمة" ترتدي فستان زفاف، و"مروان" يمسك يدها بحب، و أمامهم ابنتهم "ندى" ذات الأربع أعوام.


ابتسم الجميع لإطلالتهم الجميلة.


همست "نسمة" بخجل :

– "أول مرة أشوف عروسة حامل و معاها بنت."


ضحك "مروان" على خجلها وقال:

– "أنا شفت كتير."


وقف على المسرح مواجهًا إياها، وقال:

– "أنا بعوض حبيبي عن يوم فرحنا، وفي نفس المكان اللي شفتك فيه أول مرة، و سحرني جمالك."


ردّت "نسمة" غير مصدقة:

– "ساحرتك  أنت؟! ما كنتش طايقني و بهدلتني!"


ابتسم "مروان":

– "ده كان هروب من إحساسي اللي سيطر عليّه يتمنى يقرب من الملاك اللي قدّامه و يلمسه."


قالت "نسمة":

– "بجد يا مروان..."


ضمها "مروان" إلى صدره، بجد الجد يا عمري 

بدأت رقصتهم على أنغام أغنية "على بالي حبيبي" لإليسا، وكانت الموسيقى تعلو في الجو.


********


بدموع الفرح، قالت "فريدة":

– "كنت عايز تحرمني أشاركها فرحتها دي."


قبل "أيهم" وجنتيها برقة:

– "كنت خايف عليك."


 "نسمة" كانت مجروحة من مروان جدًا،  كان مهملً لمشاعرها في الفرح وبعده.


قال "أيهم":

– "عارف كل حاجة وفاهم قصدك، وأنا مبسوط لأنها كانت تتمنى حبه، بس هو دلوقتي بيعشقها و بيتجنن لو بعدت عنه يوم."


********


 "نسمه " بابتسامة عذبة:

– "حبيبي، هيقولوا إيه دلوقتي؟"


ضحك وقال:

– "هيقولوا واحد مجنون بحبيبته ومراته، و بيعيد ذكرى جوازهم... مروان مجنون نسمة


 نسمة اللي تعبته، وطلعت عينه، وعرفت تخليه يتنفسها ومش يقدر يبعد عنها لحظة."


تأمل بحنان وقال:

– "نسمة الناعمة، الرقيقة، الشرسة، المتمردة... كل دول في حبيبي أنا."

*******

تمت


لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع