رواية جحيم الغيره الفصل العاشر 10بقلم امانى سيد حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية جحيم الغيره الفصل العاشر 10بقلم امانى سيد حصريه في مدونة قصر الروايات
البارت العاشر
انتهوا من الطعام وجلست وفاء تسمع احاديثهم وتشاركهم بعض الاسئله التى تبدوا عفويه وكانت تخص ابتسام باسئله عن فردوس وابتهال
فى ذلك الوقت كانت ابتهال واقفه فى الشرفه
عندما كانوا جالسين سأل جبران عن ابتهال
وابلغته زوجته أنها واقفه فى الشرفه كاد أن يذهب إليها لكن اوقفه عمران وقرر هو أن يذهب اليها بنفسه
ذهب اليها عمران وجدها واقفه تنظر من الشرفه
وقف عمران خلفها بصمت لثوانٍ، يراقب ملامحها من الخلف، حجابها يتحرك مع نسمات المساء، ونظرتها غارقة في عالم بعيد. لم تكن تلاحظ وجوده حتى قال بهدوء:
ـ بتحبى الهوا كده؟ ولا بتهربى من الجو اللى جوا؟
التفتت إليه ببطء، لم تبتسم، ولم تنطق، فقط نظرة عينيها كانت كافية لتخبره كم هي مرهقة من الداخل.
اقترب منها قليلًا، وأسند ذراعيه على حافة الشرفة بجانبها:
ـ الناس مستنياكى تحت
ـ وليه مستنيانى؟لا احلل قراتها غير على صفحتى قصص وروايات أمانى سيد
ـ علشان تبقى وسطهم. علشان تفتكرى إنك مش لوحدك.
ـ بس أنا فعليًا لوحدى، حتى لما أكون وسطهم.
تنهّد عمران، وحاول أن يحتفظ بهدوئه، وكأنه يزن كلماته بعناية:
ـ ابتهال إنتى عارفه إن ده مش حقيقي.
ـ حقيقي جدًا، إنت بس مش شايف.
سكتت لثواني، ثم نظرت له نظرة مباشرة
ـ هى (وفاء) كويسه؟
تفاجأ بالسؤال، لكنه حاول إخفاء توتره بابتسامة خفيفة
ـ آه، جداً مهذبة، وبتعرف تتكلم.
ـ شكلك اخترت صح.
ـ بس أنا ما اخترتش.
رمشت بعينيها، لم تفهم،
أكمل بهدوء:
ـ كل حاجة بتحصل دلوقتى، ليها سبب. وإنتى السبب.
ـ أنا؟ وانا مالي
كاد أن يسألها عن ياسين ويتحدث معها قاطع حديثهم فردوس.
ـ ايه يا عمران روحت تناديها وقفت جمبها ..
عمى باعتنى عشان اناديكم
لم تجيبها ابتهال ولكن تحركت لمكان جلوسهم وتحرك خلفها عمران
ـ احنا كنا جايين يلا بينا
توجهوا جميعهم لغرفه الجلوس واثناء دخلوهم ابتسمت وفاء وتحدثت بعفويه لابتسام
ـ رغم إن فردوس وابتهال اخوات إلا إن ابتهال اقربلك فى الشكل واسمها قريب ليكى
اكيد هى الاقربلك صح
رفعت ابتسام وجهها تلقائيًا ونظرت نحو ابتهال، التي قابلتها بنظرة ثابتة، ثم حرّكت رأسها للجانب الآخر، لكن ملامحها ظلت واضحة أمام عين أمها.
لسبب لا تعرفه، بدأت ابتسام تدقق في ملامح ابنتها... كأنها تراها لاول مره
جبهتها، عينيها، ذلك الميل الطفيف في الابتسامة حين لا تكتمل.
وفاء استكملت الحديث بنبرة خفيفة:
ـ وياترى بقى واخده طبعك كمان زى الشبه كده؟
قاطعتها فردوس بسرعة، في محاولة لاستعادة الأضواء:
ـ لا لا، أنا شبه ماما أكتر.
ردّت وفاء بابتسامة خفيفة:
ـ في الطبع؟ ممكن...
لكن من ناحية الشكل، لا...
ـ ابتهال أقرب.
نظرة ابتسام لم تغادر وجه ابتهال،
وكأن عقلها يكتشف شيئًا لم يره من قبل،
قالت بهدوء، بدون أي خلفية عاطفية، فقط ملاحظة ناعمة:
ـ فعلاً... خدودها، عينيها...
في حاجات قريبة مني.
ما قالتهاش بتأثر، ولا دفء…
بس كانت المرة الأولى اللي تعترف فيها بحاجة تخص ابتهال من غير مقارنة، ومن غير مبرر.
ابتهال لم ترد،
لكنها سمعت واحتفظت بالجملة دي جواها وتظاهرت ان الحديث لا يعنيها
جلست وفاء بتلقائية بجوار ابتسام، وقالت بابتسامة ناعمة:
ـ واضح إن عندك شخصية قوية يا طنط.
ابتسام رفعت رأسها بشيء من الفخر:
ـ الحمد لله… بحب أكون واضحة.
وفاء هزت رأسها:
ـ باين… وكمان عندك قدرة على الحسم… تعرفي تميّزي كل واحدة من ولادك بطريقتها.
ابتسام ضحكت:
ـ كل واحدة ليها طبعها… وانا بتعامل مع اللي يستاهل.
قالت الجملة بمنتهى العفوية…
لكن وفاء التقطتها بخبرتها
ـ آه طبعاً بس ساعات اللي "مايظهرش" احتياجه…
يكون محتاج أكتر من اللي بيطلب.
ابتسام ردت بجفاف بسيط:
ـ اللي عايز حاجة يقول.
وفاء، بابتسامة متماسكة:
ـ مش دايمًا.
في ولاد… بيصمتوا احترامًا. أو خوفًا من المقارنة.
بس وجعهم ما بيختفيش… بالعكس، بيزيد بصمتهم.
سكتت لحظة، ونظرت لها نظرة شبه عابرة:
ـ أوقات في بيت واحد… بنت تبقى دايمًا في الحضن، والتانية واقفة على الباب.
ابتسام تغيرت ملامحها، وقالت بهدوء، لكن فيه شكة ضيق:
ـ كل واحدة بتاخد مكانها بطريقتها.
وفاء، وهي تقوم، قالت بنبرة باردة ناعمة:
ـ أحيانًا المكان بيتاخد… وأحيانًا بيتمنّع.
شعرت ابتسام أن هناك شئ خلف حديث وفاء هل حكى اها عمران شيئاً او جبران
نظرت ابتسام للجالسين وتحدثت بمرح مصطنع
ـ دكتوره وفاء هو انتى جايه تحللينا ولا ايه
ـ لأ خالص هو الكلام بيجيب بعضه عموماً لو اتضايقنى من كلامى اغيره مع انى شايفه إنه كلام عادى ، او يمكن عشان عندى حاله بتعانى من التفرقه فى التربية وواخده كل تفكيرى
ـ وياترى البنت دى ليها اخت بنت برضوا ؟؟
قالتها ابتسام بإستهزاء
فهمت وفاء تلميح ابتسام لكنها انكرت
جلست وفاء بهدوء، ترفع فنجانها من على الطاولة وتتكلم بنبرة دافئة، لكنها محسوبة:
ـ بالعكس
كانوا بيقارنوا البنت بأخوها دايمًا لانهم بيفضلوا خلفه الاولاد ،
وبيفضلوا يقولوها: "شوفي أخوكى نجح إزاي؟"، "اتعلم إزاي؟"،
بس محدش بيسألها: "وإنتِ محتاجة إيه؟"، "حاسّة بإيه؟".
تنهدت بخفة، كأنها بتحكي عن حالة مشهورة في عيادتها،
لكن الحقيقة إنها بتتكلم عن اللي شايفاه في البيت ده بالضبط.
ـ للأسف، الأهل ما بيقصدوش،
بس بيكونوا سبب في شرخ كبير
شرخ بيكبر مع الأيام
وفي الآخر، الأخوات يبقوا مقاطعين بعض،
أو يمكن بيكر**هوا بعض فعلًا.
مش علشان هما وحشين،
بس لأن حد زمان خلى كل واحد فيهم يحس إنه أقل.
سكتت ثواني، ثم نظرت قدامها، وقالت بنبرة أهدى:
ـ الأهل لما بيموتوا، في اللي بيسيبوا ورث…
عقارات، فلوس، دهب…
بس في نوع تاني من الورث… ما حدش بيكتبه في عقود،
لكن بيعيش جوا الولاد
حب الأخوات لبعض.
نظرت لابتسام بسرعة خاطفة، ثم كملت:
ـ كل حاجة ممكن تنهار…
البيت، الفلوس، العلاقات.
بس اللي ما بيتهزش هو الأخ اللي بيحضن أخته،
والأخت اللي تمسح دمعة أختها من غير ما تتكلم.
ابتسام كانت سكتة
بس وشها اتغير.
مش ضعف لكن فيه حاجة اتحركت جواها،
حاجة مش مألوفة ومش مريحة.
وفاء أنهت كلامها، بهدوء .
ـ ربنا لما بيرزق الأم بطفل بتسعى الام أنها تنجب طفل تانى ،
مش عشان تقارن بينهم لأ عشان يكونوا سند لبعض ومحدش منهم يتربى لواحده .
كلام وفاء عامل زي مرآة فجأة اتفتحت في وش كل واحد فيهم…
وكل واحد شاف حاجة ماكانش عايز يواجهها.
سقطت كلمات وفاء بهدوء، لكن وقعها كان كصفعة خفيفة على وجه الحقيقة.
ساد الصمت في الغرفة
صمت غريب، مش مريح، لكنه ما كانش جارح.
كل واحد منهم انسحب لداخله…
انشغل بحواره الشخصي، بأسئلته اللي ما اتقالتش.
لكن عند ابتسام، كان الأمر مختلف.
حديث وفاء…
سقط عليها كـقلم حاد انزلق من يد الزمن وارتطم بوجهها.
لم يكن مؤلمًا…
لكنه كان كافيًا ليفتح شقًّا صغيرًا في جدار قناعتها.
نظرت وفاء بهدوء لوجوه ابتهال وفردوس،
ثم نظرت إلى ابتسام
الشرود على ملامحهم كان كافي.
هي لم تكن بحاجة لاعتراف،
ولا لكلمة "عندك حق".
كانت فقط تريد أن تصل رسالتها.
وقد وصلت.
بعد إنتهاء حديثها قررت الانسحاب وتنتظر أن يتواصلوا هم معها
ـ عن ازنكم يا جماعه انا اتاخرت ولازم امشى
تحدثت والده عمران
ـ خليكي شويه كمان اليوم ضاع بسرعه ومالحقتش اتكلم معاكى ولا أعرف اتعرفتى ازاى على عمران
ـ معلش يا طنط خليها مره تانيه انا لازم امشى دلوقتي
ـ طيب عمران يوصلك
ـ لأ انا هعرف امشى لواحدى
وبالفعل تركتهم ورحلت وبعدها انصرفت ابتسام مع ابنائها
حاولت فردوس كسر الصمت بالحديث عن وفاء ولكنها لم تستطع لان والدتها كانت شارده طول الطريق
فالتزمت الصمت
جلست ابتسام فى غرفتها تعيد حديث وفاء مرارا وتكرارا داخلها
وظلت تعيد الماضى أمامها مره أخرى وتاكدت انها صنعت فجوه كبيره بين بناتها فجوه لم تستطع غلقها مهما فعلت
ظلت تتزكر ملامح ابتهال أمامها مره أخرى ووقفت امام المراه لتقارن بين وجهها ووجه ابنتها لكنها لم تستطع تزكر ملامح ابتهال جيداً
لهذه الدرجه لم تنظر فى وجهه ابتهال أو تعلم عنها شيئا
فى غرفه ابتهال
ظل هاتفها يرن مره اخرى بذلك الرقم المجهول
اخذها الفضول تلك المره لتعلم هويه المتصل فأجابت على الهاتف
ـ ألو
ـ أخيرا رديتى
ـ عمران ؟؟
ـ أه أنا
ـ خير إحنا كنا عندكم انهارده
ـ حبيت اطمن وصلتوا بالسلامة
ـ اه الحمد لله
ـ مكملناش كلامنا انهارده
ـ إحنا مافيش بينا كلام من زمان يا عمران
ـ لا فيه بس مكنش كمل
ـ كل حاجه انتهت من زمان يا عمران والعتاب مش هيفيد بحاجة انت ارتبطت وانا كمان ارتبطت يعمى كلامنا خلاص معدش ليه لازمه
ـ طيب خلينا نتقابل وبعدها قررى كل حاجه
ـ مش هيفيد يا عمران صدقنى غير إنه هيفتح حاجات اتقفلت من زمان
ـ بس انا مافيش حاجه جوايا اتقفلت يا ابتهال وواثق إنك انتى كمان زيى
ـ ماتقفلتش ازاى امال الدكتوره الحلوه الجميله اللى كانت قاعده انهارده واتعزمنا عندكم عشان نتعرف عليها تبقى ايه
ـ مش زى مانتى ما فاكره بصى أنا بكره هعدى عليكى ونتكلم
ـ لأ يا عمران لا بلاش تفتحلى حاجه انا بالعافيه قافلاها
ـ بس أنا مش قافلها . انا من ساعت ما بعدت وانا كل يوم اقول بكره لكن بكره ماكنش بيجيى
صمت قليلا واكمل بعدها
ـ أنا عارف أنا عارف أنى غلطت وأنك دفعتى التمن لواحدك بس ما ينفعش تنتهى كده
ـ انت عايز إيه يا عمران
ـ نتقابل بس لو نص ساعه عشان خاطرى وعشان الماضى اللى لسه جوانا يا ابتهال
صمتت ابتهال عاجزه عن الرفض
لكنها أيضًا لم تكن تملك القبول.
انكمشت أصابعها حول الهاتف،
كأنها تمسك شيئًا خافتًا…
شيئًا مؤلمًا، لكنه حي.
صوته، طريقته، كلماته اللي خرجت متكسرة،
كلها فتحت نوافذ مغلقة جواها من سنين.
في لحظة،
عادت مشاهد كثيرة لمخيلتها…
ضحكته، خلافاتهما الصغيرة، رسائله، وصوته وهو بينده اسمها كأنه بيدوّي في قلبها.
لكن فوق كل ده،
عادت لحظة الانكسار…
اليوم اللي اختار فيه يرحل… ويسيبها تصارع وحدها.
هي اتعلمت تكتم.
اتعودت تمشي مستقيمة رغم الانحناءات اللي جواها.
بس دلوقتي…
كلامه رجّ المشي جوّاها،
رجّ الجدران اللي بنتها عشان تعيش.
كانت تشعر أن جدارًا قد بدأ يتشقق…
أن القرار اللي ظلت متشبثة به،
بدأ يتسلل الشك إليه.
عيناها امتلأت بالدموع،
لكنها لم تبكِ.
مجرد وجع صامت…
كأن روحها بتقول:
"ليه دلوقتي؟ ليه بعد ما حاولت أنسى؟"
لكن رغم كل شيء…
رغبة واحدة كانت واضحة جواها:
أن تسمع صوته… للمرة الأخيرة.
أن تنهي الحكاية بيدها… مش بموته داخلها.
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا