القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عشق بلا رحمة الفصل الثامن والتاسع والعاشر بقلم دينا ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات

 


رواية عشق بلا رحمة الفصل الثامن والتاسع والعاشر  بقلم دينا ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات 






رواية عشق بلا رحمة الفصل الثامن والتاسع والعاشر  بقلم دينا ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات 





8/9/10

ردت بعنف ودفاع ...

-اخرس بقا اخرس حرام عليك !! طالما انا وحشه كده عايز مني ايه !!

ليرد عليها بنفس العنف والغضب...

-صوتك ما يعلاش وانتي بتكلميني و عايز ايه !! عايزك تعقلي وتسمعي الكلام وتبطلي غباء !! ..

شهقت بألم عندما شد قبضته اكثر علي ذراعها الذي يرفض تركه !!

-ااااااه ممكن تسيبني بقا انا حاسه ان دراعي اتخدر من كتر الوجع !!!

رفع يده بسرعه كانه تلقي صعقه كهربائية ، ابتعدت هي علي اثرها خطوتين الي الوراء...وهي تمسك بمكان الآلم ..

استطاع ان يري علامات حمراء غاضبه تثور علي بشرتها البيضاء الناعمه... 

زفر بعنف و مسح علي شعره بغضب ..ولكنها تجبره بسذاجتها علي تعنيفها !! 

-بصي عشان نبقي واضحين مع بعض ،اللي حصل ده كان ممكن يبقي نتيجته وخيمه جدا وانا مش هقف اتفرج عليكي بتضيعي نفسك عشان هبل في دماغ واحده مستهتره زيك!!

استدارت وهي تبكي تريد الذهاب من هذا المكان بعيدا عنه وكلامه الجارج ..


ولكن صوته رعد المكان بشده ..

-فاكرة نفسك رايحه فين ؟؟

تجاهلته بقلب يدق رعبا وغضبا ، امسكت مقبض الباب ولكنها ما ان فتحته حتي تم اغلاقه بشده ...امسك يدها وادارها وهو يحاصرها في ظهر الباب ..فاردف بضيق وغضب ...

-انا مش عارف اتعامل معاكي ازاي !

ردت سمر بعصبيه والم ..

-وتتعامل معايا ليه اساسا ؟؟ سيبني في اللي انا فيه ....

زفر بشده وقال بهدوء نسبي لا يعكس العاصفه الهوجاء بداخله مابين صفعها و ضمها اليه !!

-ايه اللي فيكي ممكن افهم ..انا حاسس ان في حاجه كبيرة بتحصل وانا مش فاهم حاجه ؟؟

ردت بانكار وهي تضغط بيدها علي صدره لابعاده فقربه يذبذب جسدها بطريقه مخزيه تجعلها تشفق علي عقلها !!


اغمض عينه لوهله عند ملامستها له ولكنه اعاد فتحها بعد نفس عميق ليقابل نظراتها الغاضبه المحاطه بانكسار ضعفها امامه ....شعرت سمر بزلزال في صدره تحت يدها وقلبه يضرب بعنف اخافها للحظه ...رمشت عده مرات وبللت شفتيها ببراءة وحيرة ...

دن وعي منه وجد نفسه يقترب ويقترب وسط ذهولها حتي اصبحت يداها حبيسه صدرة الصلب القاسي وصدرها ..شهقت بخفوت وفتحت فمها لتصيح به علي جراءته ولكن عيناه الحاده ذات النظرات الناريه الملهبه خطفت الحروف من علي لسانها وقطعت انفاسها ...

رفع يده ووضعها ببطئ علي وجهها الاحمر المتوتر ورفع شعرها المتناثر علي جبينها باليد الاخري ...

غاب عقلها عندما شعرت بملمس يده الخشن والساخن علي بشرتها الرقيقه وتاهت في مدي اختلافهم ..انزلت رأسها قليلا وهي تتنفس بصعوبه من هذا الهجوم المفاجئ ولكنه تسلل بيده لخلف رأسها ليجذب شعرها المموج بسلاسه الي الخلف ،استمر في النظر الي عينيها التي لم تفقد بريقها ورونقها بالرغم من اثار بكاءها الظاهر ...

لا يعلم ما يجذبه اكثر لونها الخرافي والذي يذهب العقل ام ضعفها وحزنها الذي يشعل شعور بداخله يجبره علي التهامها والاحتفاظ بها بداخله ...

اغمضت عينيها و لم تستطع مجاراه نظراته القاتله ،كيف يتحول هكذا من الغضب الي مشاعر اخري اشد خطورة بل كيف تحول هذا الدب البشري الي رجل يشعرها بكامل انوثتها وبانها الانثي الوحيده علي وجهه الارض بتلك العينين الضيقة والتي تلائم وجهه تماما وتعشقها !! 

ليبقي السؤال الاهم كيف الجم لسانها وهو يشعرها بالتخدير اثر لمسته فتقف كالتمثال الاخرق بدلا من ان تصرخ او تصفعه علي تجاوزاته !!

تبخرت افكارها وما استجمعته من شجاعه لدفعه عندما شعرت بلهيب انفاسه علي شفتيها ووجنتها الحمراء....

اغمض مصطفي عينيه وهو يستنشق انفاسها بشعور جعل رأسه يميل للامام اكثر مترنحا من عبق رائحتها.....

كاد ان يلامس شفتيها المرتعشه الا ان بلال كان له رأي اخر فعندما رأي الباب يفتح ويغلق توتر وقرر التدخل .....

فتح الباب مره واحده فاندفعت سمر بقوة الي احضان مصطفي الذي حاول تفادي اصطدامها مع الباب ووضع يديه علي ظهرها وهو يبتعد الي الخلف بسرعه ...


رفع بلال حاجبه من وضعهم هذا وشعر بقليل من الاحراج فقال وهو يتنحنح...

-انا كنت بطمن بس !! واضح ان كله تمام احم طيب انا برا اهوه...

ابتعدت سمر سريعا من بين ذراعي مصطفي وهي تشعر بصدمه وخجل غير مسبوق فعادت الي بكاءها مرة اخري...

نظر الي بلال نظرة قاتله ود لو يخنقه ويتخلص منه هو الاخر !! زفر عندما وجدها تبدأ في البكاء مرة اخري فوجه حديثه الي بلال بغضب...

-هات العربيه ،احنا هنروح ....

وضعت سمر يدها علي وجها تبكي بحراره غير مصدقه استسلامها ، الان سيثبت كلامه بانها مستهتره وفوقها قليله الحياء والاخلاق !!

غضب مصطفي من نفسه فهي الان ستظن به السوء وبانه اسوء من هؤلاء الرجال فعلا وهو يعمل علي استغلالها !!

لم يدري ما العمل الان فقال بصوت اجش من هول المشاعر التي مر بها ...

-يلا هروحك ..

فتح الباب وانتظرها حتي عدلت من نفسها ومسحت دموعها قدر الامكان وخرجت امامه دون كلمه !!

ركب بلال معهم والثلاثه في حاله يرثي لها ما بين خجل و غضب و احراج حتي وصلوا الي منزل سمر ...صعد مصطفي معها ودق علي الباب ...فتحت سلوي بسرعه بلهفه وقالت بدموع وهي تراها....

-كده يا سمر تخضيني عليكي ؟!!كنتي فين كل ده ؟! ازاي تتأخري كده !!

دلفت سمر تحتضنها وتحاول السيطره علي نفسها حتي لا تبكي مره اخري ...

-معلش يا ماما والله حصلت مشاكل ...

ليرد مصطفي بجمود وغيظ...

-مش مشاكل وبس ...بنتك كانت هتتخطف يا حاجه ...

ضربت سلوي علي صدرها وضمت سمر اليها وقالت بخوف...

-يالهوي !! حصلك حاجه ...حد عملك حاجه...

رمقته سمر بنظرة غاضبه لافجاع والدتها بهذا الشكل ....

-محصلش حاجه يا ماما متقلقيش بلال وولاد الحلال لحقوني قدام المطعم...

-الحمدلله ...الحمدلله ....انتي مش هتنزل تاني من البيت ده ، محدش عارف المره الجايه  يخطفوكي فعلا ...

قطعت سلوي كلامها عندما نكزتها سمر حتي لاتفشي سرهم الا ان الاوان قد فات ..نظر بشك الي كلتيهم ثم الي بلال ....

-يعني اللي حصل ده مش عابر ده في حد عايز يخطفها فعلا ؟؟

لم تهتم سلوي بشحوب وجه سمر او قلقها فقد عزمت امرها في رسم ما سيحدث لابنتها منذ الان !!

اقترب منهم خطوة وهو ينظر بجديه تامه الي عين سلوي فقال بهدوء ينذر بالشر...

-بنتك كانت هتروح انهارده ....انتي فاهمه يعني ايه مدي خطورة اللي حصل وانا متأكد ان في حاجه كبيرة وراكم وحتي لو انتو مأجلين ليه الرد في موضوعي ، بعد اللي حصل مش هستني دقيقه واحده !!!....

نظرت الي سمر التي تترجاها ولكنها اخذت قرارها وانتهي الامر....فقالت بجديه وصدق...

-ادخل يا مصطفي انا هقولك كل حاجه !!

دلف مصطفي و بلال وجلسوا في تأهب لسماع ما لديها وطلبت سلوي من سمر بالجلوس بجوارها ...امسكت يدها وضغطت عليها ثم قالت ....

-انا خدت قرار في موضوعك انت وسمر يا ابني...

نظرت لها سمر بصدمه فأخر حديث لها مع والدتها اخبرتها فيه بمداخلتها الطويله من ام عزت ومعرفتها كل صغيره وكبيره عن مصطفي فهو من عائله كبيرة لها وضعها واغنياء بالرغم من بقاءهم في هذا الحي ألا انهم كالسمك في الماء لا يستطيعوا الخروج منه ! 

كما انها تأكدت من اخلاق مصطفي ورجولته مع الجميع وكأنه الحامي للمنطقه فوالده العقل وهو القوة وقد شعرت بموافقه والدتها ومباركتها ولكنهم اتفقوا علي تبليغ والدها اولا هذا ان وافقت هي!!

شعر مصطفي بقليل من التوتر ولكنه لن يقبل بالرفض وعزم علي فعل المستحيل للحصول عليا هي من دق لها قلبه لاول مرة في حياته..

تنحنحت سلوي ثم قالت بحزم ....

-احنا موافقين ....بس كتب الكتاب يبقي بسرعه !

كان كالنيران ينتظرها تتحدث وما ان سمع موافقتها حتي استرخت عضلاته وكأن الماء قد انصب عليه من كل مكان لتهدئة اشتعاله !!

رد سريعا بحماسه : من غير ما تقولي !! انا ان شاء الله بكره هجيب اهلي وهتنفق علي اقرب معاد والاكيد انه مش هيعدي اسبوع الا وهي علي ذمتي !!

لاتعلم سمر سبب اختلاكط مشاعرها فقد كانت تميل للموافقه بالرغم من صلابه هذه الاصوات التي تتعجب من تلك الموافقه ولكن بعد ما حدث في مكتبه اصبح كل شعور في اتجاه داخلها ...وقفت مره واحده تحت انظاره الثاقبه وتوجهت الي غرفتها واغلقت الباب...

نظر بلال الي مصطفي ثم الي سلوي التي بدأت في الكلام مرة اخري....

-الاول في حاجه مهمه لازم تعرفها !!

حاول مصطفي عدم الانشغال بهذا الدخول المفاجئ لسمر وما يشير اليه من رفض له والانتباه لما هو اهم الان حمايتها !!

-انا عايز اعرف كل حاجه ارجوكي !!

سردت له كل ماحدث لوالدها وتعرض له من خداع شريكه ورغبته في العثور علي سمر للمساومة الا ان والدها يخشي ان وصلت له ان لا يرحمها وكيف اختبأوا هنا عن طريق ام عزت التي كانت تعمل لديهم فترة من الزمن فاحبتهم واحبوها و مراد وكل ما يتعلق بهم واخيرا اخبرته باهم ما بداخلها !!

-اكتر سبب خلاني اوفق حتي من قبل ما اقول لجوزي الاول انك اكتر حد ممكن يحميها ...انا اغلي حاجه عندي في الحياة هي ومش مستعده تضيع مني ،كفاية ابوها واللي بيحصلوا....

بدأت في البكاء فتقدم منها بلال يهدئها ويطمئنها....

اقلقها سكوت مصطفي قليلا ولكنه سرعا ما هدم مخاوفها ...

-لما كتب الكتاب يتم ...لموا كل حاجه عايزنها من هنا وهتيجوا تعيشوا في بيت العيله ومتقلقيش هيكون ليكم شقه لوحدكم لحد ما نشوف الفرح هيبقي امتي ، لاني بعد اللي سمعته ده مستحيل تغيبوا عن عنيه !!!

هزت سلوي رأسها بالموافقه بعد ان اطمئنت علي ابنتها...

رن جرس الباب فتوجه بلال لفتحه...دلف مراد برعب يبحث عن سلوي ....

-ايه يا طنط ،سمر رجعت ؟! انا اتهريت اتصل بيكي ملقتش رد قلقت اكتر سيبت التدوير وجيت اطمن يمكن رجعت !

قالت سلوي بامتنان : ايوة يا ابني رجعت ، انا اسفه تعبتك معايا و دوختك ....

لم يلقي السلام علي مصطفي و نظراته الحاده وارتمي علي المقعد ليريح اعصابه التي اتلفت من اختفاءها وظنه بان الخطه التي يرسمها مع والدها قد كشف امرها !!

-اومال سمر فين ؟هي كويس !!انا ليا كلام تاني معاها ،دي سيبت ركبي !!

وقف يعدل قميصه في وسط ذهول مصطفي وهو متجه الي غرفتها يطرق عليها .....اشتعلت النيران في عينيه غير مصدقا جراءة هذا القذر ... رمي نظراته الناريه نحو سلوي التي تلجلجت قليلا ووتوجهت نحو مراد ، لتنحنح وتردف بقلق وتوتر...

-خليك انت يا بني ..هي مش هتفتح ،اقعد مع مصطفي وبلال وانا هجيبها..

هز رأسه بالموافقه الا ان صوتها اوقفه وهي تخبره...

-مصطفي اتقدم لسمر وهيكتبوا الاسبوع ده ...

نظر لها بخضه بينما نظرت له نظرة ذات معني بعدم المعارضه او الاعتراض والتزام الادب...

كان مصطفي يتابع كل هذا بغيظ شديد ..هل كان ينوي الاعتراض ؟هل يحب سمر ويتمناها لنفسه ؟ هل تحبه سمر ؟؟! 

لا يبالي بكلاهما فان كان ذلك ما في الامر سيقتله ويخبأها عن العالم كله حتي تعتاد حبه هو وحده دون غيره !!

توجه مراد بهدوء شديد لا يعكس الغضب والذهول بداخله وجلس يتفحص مصطفي وعقله يقيم مقارنه بينه وبين سمر المسكينه!!

معقول ما يحدث !! هذا الرجل يكاد يصل الي ال 7 اقدام وهذه المسكينه لا تتعدي منتصف ال 5 اقدام ...هو متأكد انها لن تصل لصدر هذا الكائن المرعب !! هل هي موافقه فعلا عليه ولماذا الان في وسط محنتهم ...هناك امر غير منطقي لا يفهمه !!

مراد بحده : اهلا !

هز مصطفي رأسه دون الكلام وهو يغلي من داخله علي هذا الحقير ...

ماهي الا ثواني حتي خرجت سلوي و سمر بلامحها الخشبيه التي تخفي مشاعرها الا انه يستطيع القول بانها غير سعيده ....اعاده قلبه الي لحظتهم معا في المكتب واستسلامها البرئ له دون وعي منها ليهدأ قليلا ...من المركد انها غاضبه بسبب ذلك فهي لا تكرهه هذا هو متأكد منه !!

جلست بجوار مراد وهي تتجاهل مصطفي ....

مراد بقلق وعتاب علي اختفاءها ...

-ايه يا ماما اللي حصل ده !! ينفع كده ..صفيتي دمي !!

ردت سمر بضعف وادب...

-معلش يا مراد انت عارف مش بأيدي...

حك مراد رأسه وهو ينظر بينها وبين سلوي ثم قال ...

-لا الحقيقه انا مش عارف لسه ...هو حصل حاجه !!

ليتفضل بلال بشرح ما حدث له ...نظر مراد بصدمه الي سمر وقال بتأنيب وحزن....

-وتشتغلي ليه يا سمر وانا روحت فين ولا اللي بينا مش زي ما انا كنت فاكر !!

ردت سمر بدفاع وهي تخشي علي حزنه....

-لا والله مش كده انت عارف انت عندي ايه !! بس انا بحب اعتمد علي نفسي ...

ليرد مراد بغضب مكتوم و عتاب....

-لا معلش ما تعتمديش علي نفسك في الظروف دي !! انت كنتي هتضيعي انتي وابوكي مش لوحدك !!!

نظرت الي اسفل بحرج و اسي ...رفع مراد يده يضعها علي رأسها ليواسيها فهو يعلم انه يقسو عليها ولكن صوت كسر دوي في المكان جذب انتباهم ...رفعت سمر عينيها الي مكان التكسير ...فوجدت كوب الماء الذي طلبه بلال متفتت تحت قدم مصطفي الجالس كالوحش المستعد لمهاجمه عدوه ...قضبت حاجبها فنظراته لم تكن عليها بل بجوارها ...نظرت يمينها الي مراد فوجدت يده معلقه في الهواء وهو ينظر بشئ من الذعر والاستغراب نحو مصطفي !!

فهمت و استنتجت ان مراد كان يريد مواساتها وذلك اغضب مصطفي !! لكن لماذا ؟! هل يغار عليها ؟؟؟؟؟؟؟

شعرت بسعاده كبيرة ولكنها ارجعت تلك السعاده الي اكتشاف نفطه ضعف له وطريقه لازعاجه !!!

حاولت سلوي تلطيف الجو عندما رأت بلال الجالس بجوار مصطفي يحاول الامساك به والسيطره عليه قد الامكان ...ذهبت الي سمر لتجذبها وقالت بقليل من الخوف...

-خير خير يا جماعه هاجيب المكنسه وسمر هتجهز العصير...

لم يبد علي الثلاثه انهم قد استمعوا لها ولكنها انطلقت بابنتها الي المطبخ علي ايه حال !! 

انزل مراد يده ببطئ وهو يتعجب من رده فعله تلك !! ايغار عليها ، هو لم يعرف سمر سوي من قليل علي حسب معلوماته !! بالطبع اي رجل سينزعج لقد تقدم للزواج منها علي ايه حال ....ما هذا الغباء الذي يعتريه يجب ان ينتبه لافعاله اكثر وان يمحي نظرته لسمر بانها طفله من رأسه فهي مقبله علي الزواج الان وليس من اي احد بل من ذلك الكائن الضخم الجالس امامه يقتله بعينيه ...


بدأت سلوي وسمر في تجهيز العصير وكل حين والاخر تترك ما في يدها وتحتضن ابنتها...

سلوي بحب وتأنيب ضمير...

-انتي عارفه اني بحبك وعايزة مصلحتك عشان خاطري اسمعي الكلام وبعدين انتي مرفضتيش وانا حاسه انك موافقه لانك لو رافضه كنتي رفضتي من الاول !

هزت سمر رأسها دون كلام وعادت لتكمله ما بيدها، فكيف تخبر امها بانها تخجل من ما حدث او كاد يحدث في مكتب هذا اللعين !!

جلست سلوي معهم وهي تشير لمراد انها تريده.....وقف مراد ليتبعا واردف...

-نعم ؟

اردفت سلوي بصوت خافت حتي لا يسمعها مصطفي ...

-عرفت تبعت الحاجه لعصام ...الفلوس كفت ؟

هز مراد رأسه ...

-ايوة الحمدلله عرف يقعد في بانسيون بياخد فلوس مؤخر وقدرت ابعتله بشركه الشحن علي عنوانه ... بس زعل اوي وزعق انكم بعتوا كل الدهب وقالي كنتوا انتو اولي وهتحتاجوها .....وانا والله لو معايا مبلغ كنت بعتهوله بس علاج امي مخليني مش بقدر احوش

هزت سلوي اكتافها واردفت...

-المهم صحتها ربنا هيكرمك و وسع و قولوا ميزعلش واننا مكفين نفسها علي الاقل احنا وسط اهلنا ..لكن هو مع الغرب ظول ميعرفوش الكرم ....


عادوا مرة اخري وسمر تقدم العصير بملامح واجمه ومصطفي يحاول السيطره علي غضبه من تجاهلها و بعد دقائق معدوده استأذن بلال ومصطفي و تبعهم مراد هو الاخر ....

يتبع لو لقيت تفاعل حلو هنزل حلقه هديه

#الحلقه_ال9

زفر بلال وهو يخلع ملابسه وقال بحنق...

-انت مش هتبطل الجنان ده بقا يا ااخي !! فضحتنا قدام الناس هيقولوا ايه هيجوزواا بنتهم لواحد مجنون !!

رمي مصطفي بجسده علي الفراش و قال بضيق....

-بلال ممكن تخرس...انت ما شفتش كان عايز يلمسها ازاي !!

-يلمسها ايه يابني ده كان بيهديها ...

نظر له مصطفي نظره قاتله وقال بحده...

-و لو ندي مكانها ؟!

ضيق بلال عينيه وقال بحده..

-كنت قطعت ايديه...

ابتسم له مصطفي بلا مرح فقد اثبت وجهه نظره...لكن بلال استكمل ...

-بس بردوا مايمنعش انك اوفر مع البت انت شفتها من امتي اسبوعين ولا شهر !!

-مش فاكر وسيبني بقا في حالي ...

ابتسم له بلال ليتحول بلحظه من الضيق الي السعاده (الجنان وراثه في العيله دي  😂😂)  و اردف بفرحه...

-بس تصدق ياض انا مبسوط اوي انك هتتجوز انت من كتر ما بتحلق للبنات كنت شاكك فيك...

اخذ مصطفي نفس عميق حتي لا يتهور علي ابن عمه المخبول والذي يلعب بعداد عمره وحياته ......

-مش هسأل كنت شاكك في ايه عشان هتعصبني وهقوم اخنقك !!

ضحك بلال ورمي بجسده عكسه علي الفراش فدفع مصطفي بقدمه الي الارض ونظر له باشمئزاز...

-هو انت مش ليك اوضه وبيت تحت طالع تقرفني ليه ؟!

وضع بلال يده علي صدره يصطنع الجرح وقال بمكر..

-بتطردني يا ديشه !! وانا اللي كنت بضحي وهستحملك عشان ننزل نقول لعمي ولا انت ناوي تكتب الكتاب وبعدين تقول !!!

زفر مصطفي بحنق وهو ينظر الي السقف ثم اردف...

-نازل اقوله ومعتقدش هيرفض ...

تأمله بلال قليلا ثم سأل بجديه...

-مش هتقوله علي موضوع ابوها صح...

رفع حاجبه باستغراب وقال...

-واقوله ليه ؟؟ مش مشكلتهم دي مشكلتي انا وانا اللي هتصرف فيها بس اظبط حالي الاول...

تنهد بلال وقال بثقه...

-تظبط حالك يعني تتجوزها وتضمنها في ايدك صح ؟!

لم يجيب مصطفي وهو يكشر وجهه بغضب من وضوحه وتعريه دائما امام اخيه ...


بعد مرور ساعه من الحوارات و المشاحنات بينهم نزلا لتناول الطعام كالعاده مع العائله فمنذ وفاة والدة مصطفي ضمتهم زوجه عمه تحت رعايتها واصرت علي ان تأكل العائله كلها من يدها بالرغم من انتفاضات عمته لها دائما ...

وقد اتفق مع بلال وعزم النيه علي اخبار والده والجميع برغبته في الزواج من سمر...

جلس دياب يأكل ويتحدث مع عبدالله بينما ظل بلال يشير له بحاجبيه للتحدث الا ان عمته زينب سبقته وهي تربت علي ذراعه بحنان مصطنع ...

-وانت عامل يا حبيبي ؟؟ كنت مشغول في ايه دي ندي طول الوقت بتسأل عليك وقلقانه خالص...

توقفت ندي عن الاكل وهي تنظر بخوف وتوتر الي بلال الذي قبض علي معلقته وكادت ان تنحني ....

نظر مصطفي بلا مشاعر الي ندي ثم الي عمته واردف بلا مبالاه...

-كنت في الشغل يا عمتي !!

قالت بخبث له مغزي...

-والله يابني انت حلك انك تتجوز بقا ، لما يكون عندك بيت و وواحده مستنياك هنشوفك اكتر...

كانت ندي علي وشك البكاء وبدأت عيناها تترقرق بالدموع فعلا وهي تعلم اين تتجه والدتها بهذا الحديث !!

نظف مصطفي حلقه ونظر بثقب الي عمته زينب وقال بشبه ابتسامه ...

-والله فيكي الخير وبتحسي بيا ياعمتي ...

رفع دياب حاجبيه واردف بتساؤل....

-ايه ناوي تفرحنا وتتجوز خلاص ؟؟

تنحنح مصطفي قليلا وهو يرد عليه بتأني...

-والله يا حاج كنت علي وشك افتح الموضوع ده بس عمتي سبقتني ...

ظهرت اسارير الفرح علي وجه عمته وهي تشعر باقتراب وقوع مصطفي فن فخها ....فقالت بسرعه ....

-وانا عندي عروستك يا مصطفي ....

نزلت دموع ندي بالفعل وغادة تضغط علي فخدها من تحت الطاوله تطمئنها ..كاد بلال ان يتحدث وهو يشعر بضياع ندي منه الا ان صوت مصطفي الحاد الخالي من المشاعر سبق الجميع...

-لا ياعمتي العروسه عندي فعلا ، كتر خيرك !!

نظرت له بصدمه وغضب واردفت ...

-لا والله ومين دي بقي ؟؟

تحدث والده ايضا بهدوء وفضول...

-عينك علي حد معين من اهل الحارة ولا من برا ...

-احم من برا ومن جوا يا حاج ...

ضحك عمه عبد الله واردف ...

-فزورة دي ولا ايه ؟!

ضحكت منال وقالت وهي تساند مصطفي...

-افضلوا بقي هزروا ونسيب الموضوع المهم !! الواد هيتجوز واختار ده يوم المني يا اهل الدار ،قول بسرعه يا بني شوقتنا !!

غادة بسعاده اردفت بمرح...

-المهم تبقي حلوة ونغشه كده وتصاحبني !!

ليقاطعم صوت دياب بقله صبر...

-نسكت بقا عشان نعرف هي مين !!

شعر مصطفي بقليل من الخجل وهو محاصر بين عائلته الصغيرة ،خجل لم يراه ويفهمه سوي بلال الذي ابتسم بالرغم من الاعصار بداخله ..

سعل واردف سريعا ...

-ناس جداد يا حاج لسه جايين من شهر كده هي بنت ناس و محترمه و ابوها صاحب سلسله مطاعم كبيرة بس عنده ظروف و مسافر برا يعالج اوضاعه ....

تعجب والده قليلا واردف ....

-هو ابن بلد يعني !! اصل صاحب سلسله مطاعم هيجي هنا ليه ؟! 

تدخلت منال لتنقذ الوضع وتسهله علي ابنها الثاني ..

-يوووة يا حاج ربنا جابهم هنا عشان ابننا يشوفها وتبقي من نصيبه ، هنعترض علي امر الله ...

رد عبدالله ضاحكا علي حماس زوجته وقال لاخيه ..

-يا خويا نروح ونشوف الناس ومش هنغلب ،مصطفي مش صغير وعارف يختار ...

ليرد دياب سريعا وهو يأكد علي كلامه...

-ايوة طبعا انا واعد امه قبل ما يتوفاها الرحمن اني اسيبه يختار اللي هيتجوزها وهو عمره ما اتسرع وانا واثق فيه !!!

طغي شعور بالراحه علي مصطفي وهو يشعر باقتراب هدفه ، غير عابئ بغضب عمته واشتعال الغل بداخلها غير مصدقه هذا التحول في خطتها !! 

تنفست ندي الصعداء واوشكت علي المباركه له لولا نظرات والدتها المحذرة بالا تنطق !!

اخبر مصطفي  والده بانه قد اعطي فكرة لوالده سمر بقدومهم في الغد ....

نظر له والده بشك واردف....

-وانت تعرفها بقي و البت موافقه و كده !!

عرف مصطفي انه سؤال فخ من والده فتظاهر بالهدوء التام وهو يجيب ونظره علي دياب وهو يرتسم الجديه...

-لا والله يا والدي ،انا شفتها طالعه بيتهم كام مرة والصراحه حسيت انها مؤدبه و محترمه وشكلها حلو وانا كنت بفكر اتجوز ،و كده يعني  !!...

-امممم ماشي ان شاء الله ، بكره هنروح كلنا نشوفها و ربنا يقدم اللي في الخير...

وبدون مقدمات اطلقت منال زغروطة عاليه في وسط حنق زينب و انزعاجها ...

ضحك بلال : ايه يا امي بيقولك بكره هنشوف ...

لوت شفتيها وكأنها تتعجب من سؤاله ولكن الاجابه كانت من غادة ...

-يابني ده فال حلو ...عشان الموضوع يتم علي خير ...

نزل مصطفي مع والده وغاده هذا اليوم ولم يصعد الي موطنه في السطح فهو يريد لعب دور الابن الصالح والا يفسد الامر علي اخر وقت ....بينما صعدت عمته الغاضبه و معها ندي التي تشعر براحه لاول مره منذ شهور الا ان هذا الشعور لن يدوم كثيرا !!!


..............

في الصباح الباكر توجه مصطفي الي بيت سمر ...التي كانت في غيبوبه نوم منذ ان تركها بالامس ...استقبلته سلوي واخبرها بانهم قادمون بعد صلاة المغرب وعرضت عليه تناول الافطار معهم وبعد الحاح ليس كثير وافق علي امل ان يراها قبل ان يبدأ يومه...

-احم...امال سمر فين ؟

ابتسمت له سلوي واجابت...

-نايمه يا حبيبي ...

ندت سلوي علي سمر لتوقظها وهي تتجه الي المطبخ...

استيقظت سمر علي صوت والدتها ..مطت ذراعيها كالاطفال وهي تتثاءب وشعرها مشعث قليلا ويخرج من الضفيرة التي اعتادت علي النوم بها منذ الصغر ...

ارتدت خفها الصغير مرتديه فستان بيتي قصير يصل بالكاد الي ركبتيها وعليه رسمه تويتي شخصيتها الكرتونية المفضلة لديها ...

فتحت باب غرفتها وهي تتذمر من والدتها التي توقظها من اجمل احلامها فقد كانت علي وشك صفع ذلك المتشرد !! كانت تفرك عينها عندما وقع نظرها علي من اقلق احلامها وهو يجلس باريحيه علي اريكتهم وكأنه يمتلك المكان !!

سمر بصدمه وغضب ...

-انت بتعمل ايه هنا ؟؟؟؟

وقف مصطفي وهو يبلل شفتيه وينظر لها من اسفل الي اعلي يتفحص هيئتها التي ستفقده عقله ، من ذا الذي يسلب عقله بسبب فتاة ترتدي تويتي وخفا !!!!

نظر لها بغضب ولم يأبه لسؤالها ....فاردف غضب مكتوم...

-ايه ده !! انتي نسيتي تلبسي بنطلون ؟!

احمرت وجنتيها وقالت بحده ...

-ده dress  ياvulgar  !! وياريت ما تدخلش بلاش قله ادب !!

رفع حاجبه المقطوع متعجب من لسانها السليط ولكنه متأكد بأنها تظنه جاهل لا يفهمها فقال بتحذير...


-اتلمي واتعلمي تتكلمي مع جوزك ازاي ، هششششش !!

وضع اصبعه علي فمه عندما فتحت فمها لتقاطع حديثه واستكمل بهدوء ينذر بالشر !.....

-اسمعيني كويس انهارده بليل انا وعيلتي هنيجي ياريت ، ننسي اللبس ده ونتأدب شويه ونلبس محترم خلي الليله تعدي علي خير !!

فتحت ثغرها علي اخره غير مصدقه ما يخرج من فم ذلك المتعجرف !! فهاجمته بصوت عالي نسبيا !!!

-انت ازااااي تتجرأ ؟!!!انا لبسي محترم غصب عنك !!!وبعدين انا بقي مش عايزة الليله تعدي ...

اقترب منها خطوة بغضب وهو يلوح باصبعه في وجهها..

-صوتك ما يعلاش !!!! وهتلبسي اللي هقول عليه بعد كده ...

اتسعت عيناها خوفا وقلقا من تقدمه فرجعت خطوتين بتوتر وهي تمسك بجانبي فستانها القطني لتقول بتوتر...

-بس ده ما يمنعش اني ممكن افكر في موضوع اللبس ده  !! بس مش هغيره عشان خاطرك بردو !!!

قالت باقي جملتها عندما ظهر الهدوء علي ملامح مصطفي وسار ليجلس علي مقعدع...

كادت ضحكه ان تفلت من بين اسنانه ، هذه المجنونه ستكون من ينهي حياته فمنذ 30 ثانيه كانت ترتجف منه وما ان اعطاها ظهره حتي عادت لتمردها الذي يعشقه !!

خرجت سلوي بطبقين عندما رأت سمر وقد استيقظت....

-انتي صحيتي !! تعالي ساعديني طيب !!

ابعدت نظرها عن مصطفي وذهبت لمساعده والدتها... كان الافطار ثقيل بالنسبه لها تماما كنظراته والتي تشعرها بان قطارا قد دهس علي جسدها الهش !!

اما مصطفي فقد كان يحارب نفسه في ان يبقي مكانه وان لا يخطفها ويختفي بها بعيدا عن الجميع لتصبح ملكه ..

مصطفي لنفسه : هاااانت اهدي انت بس ، متخلهاش تحس انك مدلوق عليها !!

بعد الافطار استأذن وذهب لاتمام بعض الاعمال ....

وفي المساء توجهت العائلة كلها الي بيت سمر ، وقد غلب عليهم شعور بالسعادة واستبشروا خير ما عدا عمته والتي كانت تفكر في كل الطرق التي ستنسيه تلك الفتاة او تشهر بعدم ملائمتها للزواج منه  ....

سلوي بترحاب وابتسامه : اهلا وسهلا بيكم ، اتفضلوا ارتاحوا ....

نظرت لها زينب وانفها لأعلي ورمت السلام من تحت اسنانها متجها لتجلس بعجرفة بينما اخذتها منال بالأحضان وتبادلوا الكلام الجميل السمح ...


كان مصطفي كلوح من الجليد لا يتحرك او يرف بعينه محاولا اخفاء قلقه وتوتره من ما سوف تقدم عليه تلك الجنيه الصغيرة !!

يتبع

#الحلقه_ال10

سلوي بحب : اهلا بيكم والله اتشرفت بمعرفتكم جدا ....

ردت منال سريعا : الشرف لينا يا قلبي ...ربنا يكرمك والله انا قلبي اتفتحلكم من اول ما شوفت وشك الحلو ده !! اومال فين العروسه ؟!!

لوت زينب شفتيها غير راضيه عن ما يحدث ولهفه منال !!...

نظر دياب الي عبدالله وهز رأسه علي زوجه اخيه العفوية الطاغية بحضورها كالعاده ...

ابتسمت سلوي وهي تتجه نحو باب غرفه سمر لتدقه برقه ...

-يلا يا سمر الناس مستنيه ..اطلعي متكسفيش...

نظرت لهم سلوي وابتسمت تعتذر عن خجل ابنتها .....

كان وجه سمر بالداخل كالجمرة المشتعلة ، فركت بيدها علي الفستان البسيط التي اختارته هي ووالدتها ...اخذت نفس عميق وفتحت باب الغرفه لتقابل الجميع....

توقف قلبه للحظه عندما رءاها تقترب وتبخرت جميع مخاوفه وهو يراها تتهاوي بفستان رقيق و بسيط بلون سماوي منطفئ بخطوط رماديه صغيره طولا وعرضا من نفس النسيج يصل لبعد ركبتيها في رقي و قماشه يداري ثلث ذراعها ....

تابعها بعينيه وهي تصافح الجميع ويري القبول علي وجه والده المرتسم بابتسامه صغيرة وما ان تخطته حتي اتسعت هذه الابتسامه بحاجب مرفوع تجاه مصطفي ....وكأنه يهنأه علي اختيار هذا الجمال الخلاب !!

اما زينب فقد احمر وجها  بغضب عندما رأت جمالها فصافحتها بلا مبالاه وجفاء علي عكس غادة وندي المنبهرتان بجمالها وابتسامتهم من اول وجههم لاخره ....

كانت منال اول من تحدث فيهم ...

-بسم الله ما شاء الله زي القمر ...ربنا يحميها ليكي يا سلوي ياختي...تعالي يا بيضه اقعدي جنبي هنا ....

نظر بلال الي مصطفي وهو يخفي ابتسامته بيده وكأنه يخبره بان الفأر قد وقع في المصيدة ، بسرعه تدخلت غادة بسؤالها....

-انتي عندك كام سنه يا قمر ؟ ولسه بتدرسي ؟!

نظرت لها سمر بابتسامه وهي تشعر بانها ستحب تلك الفتاتان ....

-انا عندي 20 سنه وبدرس في كليه تجارة انجلش في سنه تالته ...

ردت منال ونظرت بفخر الي دياب وكأنها تتحداه ان يرفض ...

-بسم الله ماشاء الله جمال وعقل وادب ....

مصمصت زينب ونظرت للجهة الأخرى الا ان حركتها تلك لم تخفي عن سمر التي توجهت بنظرها لاول مرة منذ دخلت نحو مصطفي الذي اشار لها بعينيه وحاجبه بان تتجاهلها ..فنظرت بعيدا نحو منال مره اخري...

انغمست بينهم وهي ترضي تساؤلاتهم وحماستهم الشديدة واحبت الجميع بصدق ماعدا عمته زينب كما اخبرتها غاده في عرضها للعائلة بلاسم والسن والدراسة وحتي العمل !! احبت تلك المجنونة الرقيقة والمتحمسة ولا تصدق انها اخت لمثل ذلك الكائن المخيف !!!

وبعد تقديم الحلويات والمقبلات وظهور ام عزت التي اخذت تشيد باهل سمر وانهم اهل كرم ثم اتتقلت بدورها تشيد باسم دياب العرابي وعائلتهم وكم كانت والده مصطفي المرحومه حنونه علي الجميع ، وصل مراد والذي تأخر بسبب والدته التي مرضت قليلا ولم يستطع تركها حتي اطمئن عليها ...

مراد بأسف و حزن : انا اسف اتأخرت يا مدام سلوي سامحيني ...

ردت سلوي بادب وصدق...

-عارفه يابني ولا يهمك المهم الحجة بقت احسن ...

-اه الحمدلله ...

دلف مراد يرحب بالجميع بعد ان اخبرتهم سلوي بانه بمثابه ولدها وقريبهم الوحيد بعد والد سمر ....جلس وسط الرجال ولم يلاحظ غادة التي تسمرت عينيها عليه بذهول من ذلك الرجل الوسيم صاحب العيون الرماديه التي لم ترا شبيه له في حياتها سوي في التلفاز !!

نكزتها ندي حتي لا يراها اهلها فرمشت وهي تحاول استيعاب ما يحدث حولها ....

احمرت وجنتها عندما تحدثت والدتها فنظر مراد نحوهم والتقت عيناهم لثواني قبل ان تحمر خجلا وتنظر الي ندي بتوتر وهي تشعر بصدرها يعلو ويهبط من شده الاضطراب...

مالت عليها ندي وقالت بتحذير...

-ايه يابت ما تنشفي كده !! 

ابتسمت غادة لعمتها المراقبة لهم وهي تميل بدورها علي ندي لتخبرها...

-ايووووة شوفتي عنيه !! الناس دي بتاكل ايه ؟!

نظرت له ندي تتفحصه ولكنها التقط ببلال الذي قضب حاجبيه بغضب وصك علي اسنانه عندما رءاها تتفحص ذلك المدعو مراد وامسك نفسه قبل ان يذهب الي هناك ويصفعها...

شهقت بصمت بجوار غاده وعضت علي شفتيها واردفت بسرعه...

-الله يحرقك هتوديني في داهيه بلال شافني !! هيقول ايه دلوقتي ؟!

كانت غاده تحاول كبت ضحكاتها وهي تنظر الي ندي المتوتره وتردف ..

-احسن عشان متبصيش علي حاجه حد وهو مش هيقول ياختي ده هينفخك !!..

نظرت لها ندي بغضب واردفت بغيظ ...

-والله علي اساس انه بتاعك ؛ انا غلطانه اصلا اني بتفرج عليه عشانك !!

وضعت يدها علي يد ندي بابتسامه واردفت بضحك وحب...

-حبي بقا انتي ،انا عارفه يا بت وبضحك معاكي ...متزعليش بقا وبعدين لو علي بلال انتي متعوده علي كده ،ضرب الحبيب زي اكل الزبيب !!

-احمممم احممممم...

تسمرت كلتاهم واتسعت اعينهم عند سماع صوت سمر الاتي من فوق رؤوسهم فقد نسوا انها تجلس بالمنتصف بينهم وانهم يتخذون من ساقها مقرا لأحاديثهم المخزية !!


رفعت سمر حاجبيها وهي مبتسمه في وجوههم الشاحبة فمالت عليهم واردفت بهدوء...

-بياكل عادي علي فكرة بس بيحب كيك البرتقال اوي سوووسه اكل فيها ، كل ما مامتي تعملها ميقدرش يمشي قبل ما ياكلها كلها !! 

ضحكت ندي ولم تسيطر علي نفسها، غير ابهه بنظرات والدتها وبلال المحذرة وتبعتها غادة و سمر منفجرتان ضحكا ...

ضحكت سلوي ومنال علي اثر ضحكاتهم ،بينما اخذ مراد يتلصص ويحاول تصوير ملامح تلك الصغيرة الرقيقه علي يمين سمر والتي تضحك ويدها علي فمها الصغير وعيونها بها سعادة حقيقه غير مصطنعه...

ظن مصطفي ان مراد ينظر الي سمر واخذ يعد انفاسه حتي لا يقتله امام والده وعمه !!

بينما ظن بلال ان تلك الضحكه البلهاء موجهه لندي واخذ يشد علي قبضتيه ويتركها عده مرات متخيلا عنق ذلك الحقير بينهم !!

شعر والد بلال باشتعال اولادهم وتشاحن الجو فقرر التدخل ...فتنحنح وهو يقول...

-وانت بتشتغل ايه يا استاذ مراد ؟

نظر له مراد الحائر قليلا ثم اجاب بموده...

-بشتغل مدير سلسله مطاعم بتاعت ابو سمر و بتدرب في مكتب محاماه ...

-تمام تمام !!

سأل دياب عن موقف والدها ...

-طيب وابوها هناخد موافقته ازاي ؟

تلجلجت سلوي قليلا ....

-هو عارف وموافق طالما انا موافقه ...هو كان نفسه يرجع بس معلش نصيب !

هز رأسه وهو يقلب الاحتمالات في عقله ويستشعر كذبها ولكنه لن يتحدث حتي يختلي بمصطفي ليفهم اكثر ....

هنا تدخل مصطفي سريعا وهو يعلن انهم سيعقدون قرانهم في اخر يوم من اسبوعهم ذلك ....

ضحك عبدالله علي تعجله وهز دياب رأسه لتسرع ابنه الذي يشهده للمرة الاولي في حياته وتأكد ان تلك الفتاة خطفت قلبه بالفعل ...

تم الاتفاق علي عقد قرانهم هذا الاسبوع والزفاف يتم عند عوده ابيها من السفر !! بالرغم من انزعاج مصطفي الذي يريدها ملكه في اقرب وقت ولكنه وعد نفسه بأن يجعل علي عاتقه امر تبرئ والدها واعادته الي احضان زوجته وابنته !!

قطع تفكيرة صوت والده الناهي ....

-انا شايف كفايه كده بقا نروح ونسيب الناس ترتاح ولا ايه يا مصطفي ؟!

هز مصطفي رأسه بالموافقه واردف بصوته الاجش للفتيات ...

-يلا هنروح ...

وقفت منال تخبره وكأنها صاحبه الدار...

-معلش يا مصطفي انت اللي جاي تخطب واحنا اللي سرقنا العروسه ، بس احنا ممكن نروح لو تحب وتفضل معاهم ربع ساعه تتكلم مع عروستك شويه ...

اراد مصطفي تقبيلها وداخله يصييييح (ايييييييه عظمه علي عظمه ياست ) !! ولكنه يعلم برفض والده مسبقا لذلك اردف بدهاء وسرعه ...

-لا مفيش داعي بس انا مكن اقعد مع مراد شويه عشان نتفق علي شويه حاجات قبل ما يمشي !! 

هز عبد الله رأسه بالموافقه ...

-خليك انت معاهم يلا يا جماعه !!

انتصب والده بكامل هيبته وهو يشير برأسه بالموافقه ...

نزل الجميع ماعدا مصطفي ، جلس بجوار سمر علي الاريكه التي لا تتحمل اكثر من فرد قبل ان يجلس مراد ...مما دفع سمر لضم ساقيها اكثر بتوتر وخجل فقد التهم بجسده الضخم اكثر من نصف الاريكه و كلما حرك ساقه يتلامسان  ...

مصطفي بحيرة وتساؤل .....

- بس انا عايز افهم بردو ...هو عمل كده ازاي وضحك علي ابو سمر؟!

اردف مراد بحنق : الثقه الزياده للاسف ده صديق عمره ...

-امممممم يعني انت شايف ايه الحل مفيش مفر او دليل...

-والله انا قاعد وسطهم بحاول اجمع اي دليل بس الحكايه كده شكلها كبيرة اووووي فوق ما نتصور !!

-بتقول كده ليه ؟

-اصل البت الحربايه اللي معاه دي سمعتها بتتكلم في التلفون عن حته تايهه وواضح ان الحته دي اثار ، فلو فعلا في اثار في الموضوع يبقي في حاجه خطيرة انا مش عارف اوصلها !!

فرك مصطفي ذقنه وهو يفكر وسأل مراد...

-واسمه ايه الراجل ده ...

-سعد الراوي ، بس راجل سم وحويط ، سايبني بس عشان كل العماله تحت ايدي بس متأكد انه مراقبني !!


-ماشي بعد كتب الكتاب هنشوف حل للموضوع ده ومش لازم نتهاون انا عندي فكره كده .....

قاطعته سمر المستمعة بتأني لحديثهم ....

-احنا مش بنتهاون بس الحمل كله علي مراد زي ما انت شايف انا محبوسه هنا ...

رد مراد بتهديد: انتي تاني يا بتاعت الحمل !!

رمقه بغيظ ثم وجه عينيه نحوها وهي تبتسم لمراد بمودة ....فردف بشئ من القسوة...

-المهم تسمعي الكلام وتقعدي في البيت !!

عقدت ذراعيها وتناست خجلها وقالت بحده...

-انزل ولا لا انا حرة ...

-لا مش حرة !!

تدخلت سلوي القادمه بطبق من الفاكهه ...

-ايه يا ولاد في ايه براحه شويه ...وانتي اتعدلي يا سمر !!

-اوووف انا بردو يا ماما مش هو اللي بيتحكم فيا...

-حقه يا ماما ده هيبقا جوزك خلاص !!!

ابتسم لها بانتصار ورفع حاجبه بتحدي ثم وجهه حديثه الي مراد..

-الدنيا اتأخرت ، انا شايف يلا بينا وهديك رقمي عشان نتواصل ...

-ايوة فعلا ...يلا بينا...عن اذنك يا حجه ..باي يا سمورة...


لاحظت ملامح الضيق علي وجه مصطفي ..فاردفت بدفئ زائد وابتسامه مشرقه ...

-بااااااي ما تتأخرش عليا اقصد علينا كتير بقا !!

ابتسم لها مراد وقال بحسن نيه...

-لا متخافيش وهبقي اكلمكم كل يوم ...

نظر لها مصطفي بحده وهو يري عبوسها يعود وهي تحيه قبل ذهابه ،تحيه لا تليق بعريس وعروسه طبيعين ولكن لا يهم فمن اين لهم بالطبيعيه !! هو سيعلمها كيف تحبه وتتعامل معه غصبا عن انفها الحاد الرسم و الرائع ...

اوصلتهم الي الخارج ولكن مصطفي باغتها عندما سحب الهاتف من يدها ورن علي هاتفه منه وقال بلا مبالاه ووسط ذهولها...

-هكلمك انهارده !! 

ابتسم لهم مراد ونزل امام مصطفي وهو يفكر في غادة التي خطفت تفكيره اراد سؤال مصطفي عنها ولكنه قلق منه وقرر محادثه سمر اولا ...

مراد لنفسه : انا هعرف بس هي مين مش هتجوزها يعني !!

....................

بعد ان انهت مهامها مع والدتها توجهت للنوم ...تدثرت في فراشها تستعد لنوم هادئ يعيد لها رونقها عندما رن هاتفها بذلك الرقم الغريب ، لديها فكرة عن صاحبه ... اخذت نفس عميق وردت عليه ببرود مصطنع...

-الووو ؟

جاءه صوته القاسي المخملي ...

-الو انتي كنتي نايمه ؟

-لا كنت هنام ....

-امممممممم.. ليه ؟

اتاكد انك عامل متابعة ليا عشان تشوف باقي الرواية 👈 روايات كاتب الخيال 

-ليه ؟! يعني ايه ليه كنت هنام عادي يعني !!

زفر مصطفي بضيق وقال...

-بس انا قلتلك استني مكالمه مني !

ردت سمر بحده : لا والله وانا المفروض كنت استني للصبح عشان استني مكالمه الباشا !!

رد بصوت قوي كالثلج : وتستني لتاني يوم كمان ! انتي واضح مش عارفه نفسك بتتعملي مع مين ...فوقي شويه وبلاش هبل العيال ده !! انا صبري قليل !!

سمر بصوت مختنق منه وهي تحارب دموعها من السقوط ...

-انا غلطانه اصلا اني رديت عليك من الاول ، مع السلامه !!

جاءها صوته كالرعد لتتجمد يدها قبل ان تضغط الزر...

-اعمليها كده واقفلي و شوفي بعد 5 ثواني هعمل فيكي ايه !!

زفرت بحنق وقالت بشئ من الخوف فلديها شعور قوي بانه لا يرمي كلماته في الهواء...

-نعم ، ممكن افهم متصل بيا ليه !!

-في واحده تكلم جوزها كده...احترميني شويه !!

قالت بنفاذ صبر : مش لما تحترم الست اللي هتبقي مراتك !

ابتسم لنفسه فبرغم عنادها هي تعلم جيدا مكانتها كأمراته !!....

يتبع 

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع