القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثالث)جمر الجليد الفصل العشرون بقلم شروق مصطفى حصريه

 

رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثالث)جمر الجليد الفصل العشرون بقلم شروق مصطفى حصريه 



رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثالث)جمر الجليد الفصل العشرون بقلم شروق مصطفى حصريه 



20جمر الجليد الجزء الثالث حصري بقلم شروق مصطفى




الفصل العشرون_ جمر الجليد الجزء الثالث حصري بقلم شروق مصطفى


_ مفيش نستنى تاني… سامع؟


اندفع صوته كطلقة، حادًا، غاضبًا، كأن صدره لم يعد يحتمل مزيدًا من الانتظار، وكان يضغط بيده على قلبه.


أسرع إليه شقيقه، صوته مضطرب، ومحاولاته لتهدئته بدافع الخوف عليه:

_ حاضر، حاضر… ممكن تهدى؟ وأنا هسمع كلامك.


لكن عاصم لم يمنحه فرصة؛ رفع رأسه فجأة، وعيناه تتقدان بإصرار لا يعرف الرحمة، وصوته قاطع لا يقبل نقاشًا:

_ هننزل القاهرة حالًا. محتاج كام حاجة من البيت، ونسافر بعدها على طول. تمام؟


هزوا رؤوسهم بالموافقة دون أي جدال، خوفًا عليه لتعرضه لأزمة قلبية.


فالقلب الذي يتألم أمامهم، لم يعد يحتمل خذلانًا جديدًا.


على الجانب الآخر، كان هيثم قد وصل إلى مقر الجريدة، جالسًا ينتظر أخته حتى تنتهي من عملها. بعد قليل، أنهت عملها وجمعت متعلقاتها، هتفت بتوتر عندما رأته أمامها، وازدردت ريقها بصعوبة بالغة نتيجة جفاف حلقها، ثم قالت:

بلاش يا هيثم نروح… هبقى كويسة بجد.


هزَّ رأسه وهو يتطلع إليها بابتسامة مطمئنة.

وضعًا إحدى ذراعيه حول كتفيها، ثم غادرا المكان معًا، وهو يهتف لها:

عارف إن الموضوع صعب شوية، بس إنتِ قدها وهتعدي المرحلة دي. الموضوع محتاج صبر، وإحنا كلنا معاكي، مش هنسيبك يا مي. إحنا استعجلنا، وأنا معترف إنه خطأي قبل ما يكون خطأك، بس أنا هفضل في ظهرك دايمًا، وقوتك وسندك العمر كله.


ازدردت ريقها بتردد وقالت:

مش ذنبك يا هيثم… هو سوء اختيار. صدقت إنه تاب واتغير، وصدقتوا انتو كمان. يعني العيب مش عليكم… هو منه لربنا بس… أنا… أنا خطوة الدكتور حاسة إني مش هعرف بجد أتكلم، خصوصًا إنه متقدم كمان… الموضوع صعب شوية.


لاحَت ابتسامة جانبية على شفتيه وهتف:

“مازن ده شخصية بسيطة جدًا ومريح في الكلام. في ناس كده تحب تكلمها وتحسي إن الكلام يخرج مريح، ترتاحي وانتي بتتكلمي.

هتعرفي بنفسك لو اتكلمتي معاه، ومش هتندمي. اعتبريه بس الطبيب، مش أي حاجة تانية. حتى لو رفضتي الدخول في أي علاقة، هيفضل الطبيب برضه. يلا انزلي، هدخلك ليه.”


تحركت معه بآلية، غير منتبهة لأي شيء أمامها، داخلها مشتت، حتى وجدت نفسها فجأة أمامه.


تركها أخوها منذ قليل ليكمل عمله، بينما كانت واقفة مترددة.

رحب بها بابتسامة هادئة، وملامحه الشرقية الرجولية، وتلك الغمازة بوجنته اليسرى التي منحت ملامحه انطباعًا بالقبول، وهو يهتف:

“هتفضلي واقفة بعيد كده؟ تعالي، مش هاكلك والله. اتفضلي يا ست الكل.”


أشار إليها أن تتقدم وتجلس أمام مكتبه، تقدمت هي وظل يتابعها حتى جلست، ولم تطلع إليه ولا مرة.

تحدثت بخجل:

“احم… يعني موضوع غريب شوية، انت دكتور وأنا مريضة وكده، وموضوع صعب… ولا إيه؟”


هتف إليها لإزالة ذلك الحرج بينهما:

“مي، خلينا نتفق اتفاق كده صغير، طالما جيتي لي هنا، جوه العيادة دي أفصلي، واعملي ستوب عن أي حاجة شخصية اتقالت قبل كده. هنا علاقتي بيكي إني طبيبك وبس، لحد ما أتم مهمتي، وتوقفي على رجلك من تاني، وثقتك باللي حواليكي ترجع، وتقرري أي قرار مصيري بنفسك.

وأنا هساعدك في كده لأنها مهنتي كطبيب. فاهمة يا مي؟”


كان يهز رأسه للأمام في آخر جملة، وشاهدها وهي تؤم برأسها أيضًا.

ابتسم، ووقف وهو يشير إليها أن تنهض وتجلس على مقعد آخر مرتفع من جهة ومنخفض من جهة أخرى، يسمى “شازلونج”، وفوقه إضاءة هادئة.

جلست عليه وهي ترمي بصرها إلى ذلك الضوء، شاردة إليه، تستمع إلى كلام الطبيب ونبرة صوته الهادئة التي دخلت إلى أعماقها، تسترجع ما يجيش بداخلها من ذكريات مؤلمة تريد أن تتخلص منها.

استمعت إلى سؤال الطبيب:

“احكي يا مي عن اللي تاعبك ومخليكي زعلانة… لأني شايف في عيونك حزن.”


عندما استمعت إلى كلمة “حزن”، كانت نبرة صوتها مكسورة وهي تقول:

مش حزن… ده ظلم.

أنا مظلومة ومقهورة. حاسة إني لسه في حلم… كل اللي مريت بيه وبمر بيه حلم، بس طول أوي. نفسي حد يفوقني وأرجع لحياتي.

أنا حياتي كانت جميلة، وكان بينا حب وحياة هادئة. آه، بيكون في مشاكل بين أي زوجين، لكن كنا بنعرف نحتوي بعض وما كانش الخصام يطول بينا.

جوايا وجع مش قادرة أمارس حياتي، أنا بس مستنية أفوق من الحلم… بوخ أوي.”


تنهد الطبيب، وزفر بعض الأنفاس محدثًا لها:

انتي مش في حلم… ده واقع بنعيشه للأسف.

انتي عشان عايشة دور المظلومة والمقهورة من شخص ما، مش هتحسي بطعم الانتصار إلا لما تاخدي حقك.

بس يا مي، حقك عند ربنا مش هيضيع. اللي ظلمك أؤمن إنه مش هيلاقي راحة، وربنا مش بيضيع حق حد حتى لو بعد حين.

سامعاني؟ خرجي اللي محشور جواكي… من أمتى الشعور ده وصلك؟


أخرجت بعض الأنفاس، وهي تنظر إلى الضوء:

كنت برتب لعيد جوازنا الثالث…

جالي اتصال إن زوجي حدث له حادثة، وهو في مستشفى …


عند عاصم، رفض الطبيب الإذن له بالخروج إلا بمرور أربع وعشرين ساعة أخرى للاطمئنان على صحته العامة ومتابعة القلب خلال تلك الفترة.


جلس معتز مع عاصم، فهتف له الأخير محدثًا:

امتى عرفت حالتك يا معتز؟


زفر معتز أنفاسه باختناق لتلك الذكرى التي قلبت حياته رأسًا على عقب:

بعد الحادثة بتاعتي، أثار الخبطة حصل تجلطات دموية، وعرفت وقت ما كنت بحضر في المتابعة.


قطع عاصم بقية كلامه، يهتف بحدة:

“إزاي؟! أنا مسبتكش ولا مرة! كنت فين أنا؟


ضغط الآخر على شفتيه، ومسح على وجهه براحة أنامله، مجيبًا:

مرة وصلتني… وجالك مكالمة ضرورية، وطلعت بره وسبتني مع الدكتور. يومها قالي إن لازم أعمل رنين مغناطيسي على دماغي لأنه شاكك في حاجة في الأشعة الأولية.

فهمته إني هعملها وما جبتش سيرة لحد ما أتاكد، ووافق على كده. وعملتها مرة مكنتش معايا فيها… أخدت واحد صاحبي.

تطلع إليه عاصم بصدمة، ولم يتحدث بعدها.


في حين أكملت مي حديثها للطبيب بصوت مختنق:

_ كان وقتها رجله فيها عجز، مش بيقدر إنه يمشي عليها، شلل مؤقت أثر الحادثة.

بعد ما وصلنا البيت، رفضني تمامًا، تجنب وجودي أو إني أساعده في أي حاجة تخصه.


زفرت بعض أنفاسها ثم أكملت:

_ فضلنا كده فترة لحد ما مسك عكاز.

اتحملت سنتين، بس كنت بقول عشان نفسيته.


أخرجت ما يجول في صدرها دون أن تشعر، كأنها كانت تنتظر تلك المقابلة لتحكي:

_ اتحملت وجيت على نفسي كتير، ملقتش أي تقدير ولا اهتمام.

انتقادات من أقل حاجة… اللي كانت بتعجبه قبل كده بقى صعب أوي.

شخصيته اتغيرت، مش فاهماه، بقى واحد تاني، اتبدل بعد الحادثة.

رغم إني مبينتش له إني متضايقة، بالعكس، بقيت بعمل كل حاجة بحب.

أكل معين، أساعده في دخول الحمام، أساعده في الوضوء، لكن كان مغصوب على أمره وقت ما أقرب منه، بقى مش طايقني.

لدرجة مش مصدقة كمية الكره اللي بيكرهها فيا.


انهارت بعدها عندما تذكرت إهانته لها وانتقاداته لاختيارها ملابسها، خبأت وجهها بيديها تبكي، وأخرجت ما كان يضيق صدرها عند تذكرها النقطة الفاصلة بينهم:

_ لحد ما اكتشفت خيانته ليا… مصدقتش بجد…


لم تقوَ على التحدث أكثر من ذلك، فأوقفها الطبيب بلطف:

_ كفاية لحد كده، إيه رأيك؟


أغلق الطبيب الكشاف الصغير ونهض ليجلس إلى مكتبه، ينتظرها أن تهدأ.

جلست أمامه وهي تشهق بصوت عالٍ خجلًا، وتحدثت:

_ أنا مش عارفة إزاي قلت كل ده… محسيتش بنفسي. بجد آسفة لو ضايقتك.


قهقه الطبيب بصوت عالٍ محدثًا إياها:

_ آسفة على إيه يا بنتي؟ أنا شغلتي إني أسمع أصلا.

اعتبريني صديق واتكلمي براحتك.

أنا عاوزك تخرجي كل اللي جواكي.

صدقيني هتفرق معاكي جدًا، وهتفوقي بعدها، وتحسي إن الدنيا دي مش مستاهلة إنك تبكي على حد أصلا.

وسيبي حقك، هيجيلك في الآخر.

إحنا اللي بنتعب نفسنا والله.


مسحت عبراتها وابتسمت له ابتسامة لم تصل إلى عينيها، قائلة:

_ شكرًا بجد.


ابتسم الطبيب وقال:

_ متشكرنيش يا مي، معملتش حاجة لسه. ميعادنا بعد يومين عشان نكمل جلستنا. هستناكي، ماشي؟


تطلع إليها يتابع ردة فعلها المتوترة حتى هزت رأسها بالموافقة، ووقفت لتغادر:

_ أنا همشي لأني اتأخرت… شكرًا ليك مرة تانية.


تنهد الطبيب بعد أن خرجت، وتمتم:

_ للأسف، انتي لسه بتحبيه، وبتعاني بسبب الحب ده. وأنا هفضل وراكي لحد ما تنسيه وترجعي ثقتك بنفسك تاني. يا رب قويني على الجاي.

يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول 1من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني 2من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثالث 3من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع