القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حطمت اسوار قلبي( الجزء الثاني) البارت الاربعون والحادي والاربعون والثانى والاربعون بقلم بسمله حسن

 رواية حطمت اسوار قلبي( الجزء الثاني) البارت الاربعون والحادي والاربعون والثانى والاربعون بقلم بسمله حسن





رواية حطمت اسوار قلبي( الجزء الثاني) البارت الاربعون والحادي والاربعون والثانى والاربعون بقلم بسمله حسن


البارت الاربعون♥ 

 الجزء الثاني 

حطمت اسوار قلبي 

 

_______________________________________


قالت ليان بسعاده شديده: بجد يادكتوره انا حامل بجد 

فاق فارس من صدمته ونظر الي ليان وقال بعصبيه: انا مش كنت بسالك دايما بتاخدي البرشام ولا لا وانتي بتقوليلي اه خدته.. كنتي بتكدبي عليا ياليان!! 


ابتلعت ليان ريقها بصعوبه وقالت بتلعثم: ااا 

قاطعها فارس وهو يقول بجديه شديده: دكتوره شوفي للاجراءت اللازمه عشان عشان الحمل ده ينزل 


حاوطت ليان بطنها بيدها بخوف ونزلت دموعها بغزاره واردفت ببطء: فاا فارس انت بتقول ايه... 


فارس بجديه: زي ما سمعتي ياليان.. الحمل ده مستحيل يكمل 

ليان ببكاء: لا لا مستحيل اقتل ابني 

تحدثت الطبيبه وقالت بنبره لينه: ليان الحمل ده غلط جدا عليكي وهيعرض حياتك للخطر 


نهضت ليان من علي المقعد وقالت ببكاء وهي تهز رأسها نافيه: لا لا.. 

ثم تابعت وهي تنظر الي فارس: انا عايزه عايزه اروح دلوقتي 


كان فارس علي وشك التحدث ولكن قاطعه صوت الطبيبه تقول: ياريت تخدها وتروح دلوقتي وحاولوا تتفهموا قي البيت براحه.. لان القرار في الاول والاخير هيرجعلها هي.. وبدون موفقتها مش هنقدر نعمل اي حاجه 


نهض فارس وقال بغضب: ماشي يادكتوره.. بس هنكون عندك بكره عشان نتفق علي معاد العميله 

تابع وهو ينظر الي ليان: اتفضلي.. 


خرجت ليان من الغرفه وهي تضع يدها علي فمها لتمنع صوت شهقاتها 

تحرك فارس خلفها ولكن توقف ونظر الي الطبيبه التي قالت: سياده المقدم ياريت تحاول تفهمها بهدوء وانك بتعمل كده عشان خايف عليها ومش هتقدر علي خسرتها.. لان العصبيه مش هتحل حاجه بالعكس 


اومأ فارس رأسه وقال: تمام يادكتوره.. شكرا 

انهي كلامه ثم تحرك بخطوات مسرعه ليلحق ب ليان.. 


وبعد مرور ربع ساعه 

فتح فارس باب شقته وقال ووقف جانبا وتحدث اخيرا وقال: ادخلي

فمنذ خروجهم من المستشفى وركوبهم السياره لم يتحدث احد منهم طوال الطريق 

فقد كان فارس يقود سيارته بملامح جامده 

اما ليان فهي لم تكف عن البكاء ثانيه..


دخلت ليان الشقه ووقفت في منتصف الصاله ومازالت دموعها تغرق وجهها 

وقالت باصرار وبكاء عندما اقترب منها فارس: البيبي ده مش هينزل يافارس.. مستحيل.. دي اللحظه اللي كنت مستنياها من زمان!!  


قال فارس بصوت عالي نسبيا: وانا مش عايزوا.. هنروح بكره للدكتوره وتنزله ونرجع نعيش حياتنا تاني عادي 

ليان ببكاء شديد: ببساطه كده.. هتقدر تعمل كده يافارس!!  

فارس بصوت قوي: اااه هقدر اعمل كده وابو كده.. اللي مش هقدر عليه بجد هو اني اخسرك ياليان.. 


ليان بهستريه: لا مستحيل ده يحصل.. مستحيل اخليك تيجي جنب ابني يافارس.. 

فارس بعناد وصوت عالي: تمام ياليان هنشوف كلام مين هيمشي 


ليان ببكاء وصوت عالي: فارس انت لو عملت اللي ف دماغك انا مستحيل اعيش معاك ثانيه واحده.. البيبي ده لو مات انا كمان هموت 

فارس بانفعال شديد وصراخ: انتي باين عليكي اتجننتي مش كده.. 

سمع فارس صوت جرس الباب فنظر لليان بتوعد 

ثم اتجه للباب وفتحه فوجد والده امامه الذي قال بقلق: في ايه يافارس ياابني.. صوتكم عالي كده ليه 


حاول فارس الثبات وقال: مف

قاطع حديثه صوت ليان الباكي خلفه: عمو الحقني 

قال عبدالعزيز بخضه وهو يتخطي ابنه ويتجه الي ليان: ليان.. مالك يابنتي في ايه 

احضتنته ليان وظلت تبكي بقوه 

فربت عبدالعزيز عليها برفق ونظر لفارس الذي ينظر  نحو ليان بغضب ويتنفس بصوت عالي من شده الانفعال: انت عملت ايه فيها يافارس 


لم يرد عليه فارس 

فتحرك عبدالعزيز بليان وجلس الاثنان علي الاريكه وقال عبدالعزيز مهدائا اياها: بس بس اهدي ياحبيبتي اهدي وقوليلي عملك ايه الزفت ده 


خرجت ليان من احضانه وقالت من بين شهقاتها: انا انا حامل 

ارتسمت ابتسامه سعيده علي وجهه وقال: بجد الف الف مبروك يا بنتي طيب طالما حامل بتعيطي كده ليه 


ليان ببكاء: فارس فارس عايز ينزل البيبي 

انهت كلامها ثم اسندت رأسها علي صدره مره اخري  وواصلت بكاءها 

فنظر عبدالعزيز لفارس بغضب وقال: انت اتجننت يافارس..

فارس بانفعال: اسألها اسألها ليه.. ولا اقولك انا.. الحمل ده لو كمل يبقي انا كده بقضي عليها هي.. مستحيل اخلي الحمل ده يكمل وانا عارف ان تمنه هيبقي حياتها.. 


زاد بكاء ليان اكثر وبدأت تشعر بنغزات في قلبها واصبح لون شفتيها ازرق من شده بكاءها وانفعالها

وقد لاحظ فارس ذلك فقال بانفعال شديد نابع من خوفه عليها: كفايه زفت عياط كفااايه 


انتفضت ليان بسبب صراخه وقالت بصوت متقطع: عاي عايزه بابا 

اشار عبدالعزيز لوالده بتحذير وصرامه ليصمت ثم قال بصوت حنون وهو يربت علي ظهرها: اهدي ياحبيبتي.. انا هنا اهو.. مش انتي قولتيتلي انك بتعتربني باباكي.. اهدي عشان خاطري اهدي 

انا معاكي خلاص مش هيقدر يجي جمبك اهدي اهدي 


ظل عبدالعزيز علي هذا الوضع لدقائق يهدأ فيها 

وبدأت ليان تستجاب له 

ترك فارس المكان واتجه الي غرفتهم 

وبعد ثواني كان قد عاد وهو يحمل في يده احد عبوات البرشام وكوب من الماء وقال بصوت متحشرج وهو يمد يده نحوها: خدي البرشامه دي 


هزت ليان رأسها نافيه وزادت من ضمها لعبدالعزيز فرفع فارس احد حاجبيه باستنكار وغيره 

اما عبدالعزيز فابتسم وقال: هات انت وملكش دعوه بيها.. انا هديها العلاج.. ابعد انت 

ثم تابع بحنان: يلا ياليلو خدي العلاج ياحبيبتي عشان خاطري 


خرجت ليان من احضانه واخدت منه العلاج 


تابعها فارس بغيظ وقال: وده اسمه ايه ده ان شاءالله 

لم تنظر له ليان 

فتدخل عبدالعزيز وقال: اقعد يافارس وخلينا نتكلم بهدوء ياابني 


فارس باصرار: بابا الموضوع منتهي بالنسبالي.. خليها تعتير ان الحمل ده محصلش وانها لسه بااخد برشام منع حمل.. انا اصلا متجوزها وانا مش حاطط في دماغي موضوع الخلفه ده 


نظرت ليان لعبدالعزيز وقالت بصوت باكي ورجاء: ياعمو الله يخليك قوله اني مش هقدر علي حاجه زي كده.. قوله اني هبقي كويسه وان مفيش اي حاجه هتحصلي.. حضرتك مش متخيل ازاي فرحت بالخبر ده.. انا اليوم ده بحلم بيه من زمان ومش معقول لما ربنا يحققلي حلمي اوافق علي اللي بيقوله ده 


فارس بانفعال: انتي..

قاطعه عبدالعزيز بصرامه وقال: اايه هتزعق تاني.. مش محترم اني موجود خلاص 

زفر فارس بعنف وقال: بعتذر يابابا 


عبدالعزيز بنفس النبره: اقعد بقا عشان نعرف نتكلم بهدوء الشغل اللي انت عامله ده مينفعش 

ده قرار يخصكم انتو الاتنين مش انت بس 


جلس فارس علي الاريكه امامه وقال بغضب مكتوم: تمام يابابا.. اتفضل انا سامعك 

صمت عبدالعزيز ثواني ثم قال بهدوء: فارس انا مقدر خوفك عليها بس انت لازم تتصرف بحكمه.. الطب دلوقتي اتطور واكيد في حالات زي ليان وعايشه حياتها ومخلفه والدنيا تمام.. حاول تشوف كذا دكتور مشهور وشاطر يمكن الدكتوره اللي روحتولها دي كبرت الموضوع زياده.. شوف وعلي الاساس ده قرر 


ثم تابع بنبره حنونه وهو ينظر اوي ليان: وانتي ياليان متزعليش منه.. هو عمل كده من حبه وخوفه عليكي.. قدري ده ياحبيبتي.. ولازم تعرفي يابنتي ان وجودك معانا اغلي من اي حاجه 

انا بقولك الكلمتين دول عشان بعد ما فارس يعمل اللي قولتله عليه ولقدر الله شاف ان فعلا الحمل خطر جدا عليكي فساعتها هيكون فارس عنده حق ف الخطوه اللي عايز ياخدها 

ومش انا بس اللي هكون معاه ف القرار ده.. هكون انا وكل عيلتك 


ابتلعت ليان ريقها بتوتر وخوف وقالت نافيه: ان شاءالله ياعمو مش هيبقي في خطر 

عبدالعزيز بابتسامه: ان شاءالله ياحبيبتي 

صمتت ليان لثواني ثم قالت وهي مازالت تتجنب النظز نحو فارس: بس انا عندي طلب

عبدالعزيز: طلب ايه ده يابنتي 


ليان: مش هنعمل حاجه الاسبوع ده خالص.. لحد ما فرح ابيه وادم وكارما يعدي.. وانا مش هقول لحد من عيلتي علي موضوع حملي ده.. ممكن 

عبدالعزيز: ممكن ياحبيبتي 

ثم تابع وهو ينظر نحو فارس الذي لم يبعد نظره عن ليان منذ جلوسه: ولاايه يافارس 


فارس: تمام 

نهض عبدالعزيز وقال: اروح شقتي انا بقا 

نهضت ليان وقالت: ما تخليك شويه ياعمو 

عبدالعزيز: عمو معاد نومه جه من ساعه.. ده انا سهرت انهارده.. يلا تصبحوا علي خير 

ليان: وحضرتك من اهله 


نظر عبدالعزيز لفارس واشار له بعينه فنهض فارس وسار خلف والده 

وعند الباب قال عبدالعزيز بلوم لابنه: براحه عليها يافارس.. بلاش عصبيتك دي ليان مش قدها 


اعاد فارس خصلات شعره للخلف بغضب ولكن قال بتماسك: حاضر يابابا.. متنساش حضرتك تاخد علاجك قبل ما تنام 

عبدالعزيز: حاضر يابني.. وربنا يهدي الحال بينكم 

فارس: يارب 


وبعد رحيل عبدالعزيز من الشقه 

عاد فارس للصاله ولم يجد ليان وعندما سمع صوت حركه في غرفتهم تنفس بعمق ثم توجه نحو الغرفه 

وعلم انها بالمرحاض عندما سمع صوت المياه من الداخل 


فتنهد ثم بدأ في تبديل ملابسه الي اخري مريحه 

وبعد مرور دقائق خرجت ليان من المرحاض وعينيه حمراء منتفخه من كثره بكاءها 


ولم تنظر الي فارس الذي كان يجلس علي الاريكه  منتظر خروجها 

جلست علي الفراش وبدأت تستعد للنوم 

فقال فارس : انتي هتعملي ايه.. 

ليان دون النظر نحوه: هنام 


فارس: مفيش نوم قبل ما تكلي وتاخدي العلاج 

ليان: مش جعانه 

فارس: مفيش حاجه اسمها مش جعانه 

وتابع بانفعال خفيف: ولما اكلمك تبصيلي 


نظرت ليان له بدموع بسبب انفعاله عليه مره اخري 

وعندما رأى فارس دموعها زفر بعنف ونهمض من علي الاريكه وخرج من الغرفه بخطوات سريعه غاضبه 

تابعت ليان خروجه بحزن ثم وضعت بعدها رأسها علي الوساده وبدأت تبكي بصمت 


وبعد مرور دقائق دلف فارس الي الغرفه وقد احضر لها بعض الاطعمه الخفيفه ومعهم دواءها 


وضع حامل الطعام علي الكمودينوا ثم جلس علي طرف الفراش وتحدث بهدوء قائلا: ليان قومي لو سمحتي كلي ومتعانديش.. انا بتكلم بكل هدوء اهو.. 


ليان بصوت متحشرج: مليش نفس

فارس بهدوء: مفيش حاجه اسمها مليش نفس.. طيب قومي كلي اللي تقدري عليه وخدي العلاج 

تنهدت ليان ثم نهضت وجلست علي الفراش 

فوضع فارس الطعام امامها ومدت ليان يدها وبدأت تتناول الطعام يراقبها فارس باعين عاشقه حزينه 


وبعد مرور فتره اخد فارس منها كوب الماء بعدما اخذت دواءها ووضعها علي الكمودينوا 

القي نظره سريعه علي ليان فوجدها تنظر لها والدموع في عينيها 

فقال بقلق: مالك بتعيطي ليه.. في حاجه وجعاكي؟! 

هزت ليان رأسها نافيه  


فتنهد فارس وقال: اماال في ايه بس 

وتابع عندما رأى نظراتها المعاتبه له:  ليان انتي عارفه انا بحبك قد ايه وبخاف عليكي قد ايه.. وانا عصبيتي انهارده من خوفي عليكي.. انا مش عايز غيرك وميهمينش حد في الدنيا غيرك 


كانت ليان علي وشك الحديث ولكن قال فارس: كفايه كلام لحد انهارده.. انسي اللي حصل من شويه ده ويلا ننام دلوقتي وبكره نبقي نتكلم بهدوء تمام 

اومأت ليان رأسها بتعب 

فتسطح فارس علي الفراش وجذب ليان نحوه وضمها لصدره بحب وخوف شديد من فقدانها..


وبعد مرور عده ايام 

جاء اليوم المنتظر للجميع 

الا وهو فرح ادم وكارما  


وفي قصر قاسم

وبالتحديد في غرفه ادم  

طرقت حنين علي الباب بخفه ثم فتحته 

فوجدت ادم يقف امام المرآه مرتديا بدلته السوداء الانيقه التي زادته وسامه فوق وسامته 


التفتت ادم لها وابتسم ابتسامه جميله وقال: تعالي ياامي..

اقتربت حنين منه ووقفت امامه وظلت تتأمله والدموع في عينيها 


اقترب ادم منها وقال بحنان وهو يسمح دموعها بانامل اصابعه : طيب وليه الدموع دي بس 

ردت عليه بصوت حنون باكي: طول عمرك ليك مكانه مميزه في قلبي ياادم.. حتي فرحتي بيك انهارده مميزه.. الف الف مبروك ياحبيبي.. ربنا يسعدك ويهينك مع كارما 


مال ادم وقبل يديها وقال بابتسامه: الله يبارك فيكي ياامي 

تابعت حنين حركته باعين دامعه وعندما رفع رأسه وضعت هي يدها علي خده وقالت وهي تتفحص ملامح وجهه: 

السنين عدت بسرعه اوي.. مش متخيله اني لما ادخل اوضتك بعد كده بالليل عشان اطمن عليك مش هلاقيك موجود.. حاسه اني لسه مشبعتش منك 


ادم بابتسامه ومرح يحاول التخفيف عنها: متقلقيش هعدي عليكي كل يوم اقعد معاكي شويه وامشي وكل فتره هبقي اجي انا وكارما ونقضي كام يوم هنا.. لان انا اللي مش هقدر اعدي يوم من غير ما اشوفك

وتابع بعدها وهو يغمز بعينيه:  

واقولك علي حاجه بس متقوليش لقاسم باشا عشان ميزعلش 


اومأت حنين رأسها والدموع تنهمر علي وجهها من فرط سعادتها بحديث ادم 

فتابع ادم بابتسامه: مهما تمر شهور وسنين هتفضلي انتي ملكه قلبي الاول ومستحيل حد يعرف يوصل لنفس مكانتك عندي..

ضحك وقال: حتي فكره اني اعبر عن اللي جوايا مش بقدر اعملها غير معاكي..


احتضنته حنين وارتفع صوت بكاءها الممزوج بضحكات صغيره 

ضمها ادم اكثر اليه وقال وهو يربت علي ظهرها برفق: مش بحب اشوفك بتعيطي.. كفايه بقا عشان خاطري 

ابتعدت حنين عنه وقالت بصوت متقطع: انا بعيط من فرحتي بيك يادومي 


مسح ادم دموعها وقال بابتسامة: ربنا يخليكي ليا ياامي ثم تابع بعدها وهو ينظر لملابسه: ايه رايك.. انفع عريس وكده ولاايه

حنين بسعاده: زي القمر ياادم.. ربنا يحفظك ويحميك يارب.. انا خايفه عليك تتحسد انهارده والله 

ادم بمشاكسه: مش اوي كده 


حنين بنفي: لا كده واكتر كمان.. انت من صغرك جميل وقمر ياادم 

ابتسم ادم فتابعت حنين وقالت: خلي بالك من كارما ياادم وبلاش تزعلها.. ولو عملت حاجه غلط فهمها غلطها براحه وبلاش تقسي عليها.. كارما بتحبك وانا عارفه انها هتريحك 


ادم بابتسامه: متقلقيش كارما في عيني..

نظر بعذها نحو الباب هو وحنين عندما سمع صوت طرقات عليه 

ووجدها لُجين التي قالت بمشاكسه: ينفع ادخل؟! 

ادم بابتسامة: اكيد 


اقتربت منهم لُجين وقالت بإعجاب شديد: ايه ده ياابيه ايه الشياكه والحلاوه دي كلها..  

حنين بعتاب: قولي ماشاءالله يالُجين 

لُجين بضحكه: ماشاءالله ماشاءالله.. زي القمر ياابيه 


ادم بابتسامه: من بعض ما عندكم 

لفت لُجين حول نفسها وقالت بسعاده: الفستان حلو ياابيه مش كده 

ادم بابتسامه: جميل يالُجين 

حنين بقله حيله: ربنا يعدي الفرح دي علي خير انا خايفه عليكم بجد 

لُجين بمرح: متقلقيش يامامتي هيعدي علي خير ان شاءالله.. صحيح بابا كان قالي انادي عليكي 


اومأت حنين رأسها وقالت: هروح اشوفه بقا.. لما تخلص ياادم ابقي قولي عشان نتحرك 

ادم: انا يعتبر خلصت مستني بس مكالمه كارما  

حنين: ماشي ياحبيبي 

انهت حنين حديثها ثم خرجت من الغرفه وبعد خروجها قالت لُجين لاخيها بسعاده: الف مبروك ياابيه مش متخيل انا فرحانه ازاي انهارده.. انا حاسه انه فرحي والله 


ضحك ادم وقال: الله يبارك فيكي.. وعبال فرحك انتي كمان

احضنته لُجين بحب شديد 

تفاجأ ادم بحركتها ولكن ابتسم بهدوء وبادلها 

ثم سمع بعدها صوتها الهامس يقول: انا بحبك اوي اوي ياابيه.. متنسانيش لما تتجوز بقا وابقا اتصل عليا كتير اوي اوي 


ادم بابتسامة: انساكي ازاي بس.. علفكره انا هفضل زي ما انا وجوازي مش هيغير حاجه

ابتعدت عنه لُجين وقالت بابتسامه واسعه: مكنتش هقدر اعدي اليوم ده من غير ما احضنك واقولك الكلام ده.. 


ادم بمرح: اعملي اللي انتي عايزاه ياستي ولو في حاجه تاني انا تحت امرك 

لُجين بضحكه: لا خلاص كده مفيش حاجه تاني 


ابتسم ادم ثم  نظر الي هاتفه الذي تصاعد رنينه فسحبه من علي الطاوله وعتدما نظر للاسم قال بابتسامة: دي كارما اكيد خلصت.. انتي خلصتي مش كده 

لُجين بحماسه: ااه خلصت.. والمفروض يحيي هيعدي  عليا عشان ياخدني 

بمجرد ما انهت كلامها حتي سمعت صوت بوق سياره من الاسفل فقالت بسعاده: اكيد ده يحيي.. هنزله بقا.. ومبروك مره تانيه ياابيه 


اومأ ادم رأسه بابتسامه وبعد خروج لُجين من الغرفه اخد هو متعلقاته ونظر لنفسه في المرأه لاخر مره ثم خرج بعدها من الغرفه 


ذهب ادم الي كارما 

وعندما ظهرت كارما امامه وهي تنزل علي الدرج تضع احد يدها في ذراع ابيها والاخري في ذراع يحيي 

الذي بمجرد ما ان رائ اخته احتضانها بقوه وادمعت عينيه بالدموع وبادلتها كارما وادمعت عينيها هي الاخري وظل علي هذا الحال لفتره ولم يفيق علي صوت والده يطلب منه الابتعاد ليبارك لابنته 


نظر ادم باعجاب شديد نحو فتسانها الابيض الواسع من الاسفل وملامح وجهها التي ازادت جمالا ببعض اللمسات التجميله الخفيفه والرقيقه 

تقدم ادم منهم بابتسامه وبعد توصيات عديده من يحيي ومازن وبعدما ابتعدوا عنهم مسافه صغيره احتضنها ادم وقال بصوت هامس في اذنها: زي القمر ياكارما 


فابتسمت كارما له بخجل وفرحه 

ثم تحرك الجميع بعد ذلك وتوجهوا الي مكان الفرح 

ولم يكن في قاعه كالمتوقع 

وانما ارادت كارما ان تجعل يومها هذا بسيط ومميز فقررت ان تقيم عرسها في مكان واسع مطل علي البحر 

وكان المكان مزين بشكل جميل ورقيق مثلها 

ولم يحضر احد العرس الا واعجب بالمكان وطريقه تزينه 


وبعد مرور حوالي ساعه من بدأ الحفله..


كان فارس يقف وينظر يغيظ الي تلك التي تقف مع الفتيات حول كارما وتصقف بحراره معهم 


التفتت حوله ووجد لُجين امامه فاقترب منها وقال بهدوء: لُجين لو سمحتي ناديلي ليان.. مش هعرف اناديها انا عشان البنات اللي واقفين معاها دول 

اومأت لُجين رأسها بابتسامه وقالت: حاضر 


اتجهت لُجين الي اختها واخبرتها بان فارس يريدها 

نظرت له ليان فاومأ برأسه بمعني ان تأتي فتركت ليان الفتيات واتجهت نحوه وقالت بابتسامه وانفاس حاولت ضبطها: ايوه ياحبيبي 

قبض فارس علي يده عندما لاحظ انفاسها المتلاحقة: ليان احنا اتفقنا علي ايه قبل ما نيجي الفرح 


ليان ببراءه: اتفقنا علي ايه؟!  

ابعد فارس نظره عنها واخد نفس عميق محاولا عدم الانفعال عليها 

وبعد ثواني نظر اليها مره اخري وقال بغضب مكتوم: اتققنا متتحركيش كتير ومتعمليش مجهود عشان متتعبيش.. لكن ازاي تسمعي الكلام لا طبعا لازم اعاند ويولع فارس بقا 

حاولت ليان التحدث ولكن تابع فارس حديثه بغضب: من ساعه ما جينا الفرح وانتي واقفه مقعدتيش ثانيه 

واتفرجي شوفي حالتك دلوقتي مش قادره تاخدي نفسك.. انتي بتعملي فيا وفيكي كده ليه؟! 


ليان بحنان: ياحبيبي انا كويسه وبعدين انا واقفه بسقف بس مش بعمل حاجه 

فارس بغضب: ده علي اساس اني مش شايف يعني.. انتي لسه كنت بترقصي مع كارما من شويه احنا هنستهبل.. 


ليان بدموع: يافارس انت بقيت عصبي كده ليه.. طيب خلاص اسفه شوف ايه يرضيكي وانا هعمله 

مسك يدها برفق وتحرك بها نحو احد الطاولات وقال: اتفضلي اقعدي وياريت متتحركيش عشان متتعبيش اكتر 


ليان بصوت حزين: حاضر هقعد لوحدي واتفرج عليكم بس.. كده انت مبسوط؟! 

فارس: انتي اللي وصلتينا للمرحله دي ياليان!!  

ليان بسرعه: علفكره الحمل مش مسببلي اي تعب والدكتوره اصلا مكبره الموضوع 


مال فارس عليها وقال: الكلمتين دول تقوليهم لحد غيري ياليان.. انا اكتر واحد عارف انتي تعبانه ازاي من الحمل ده.. وعمتا فرح ادم يخلص وهنعمل اللي اتفقنا عليه وكلام الدكاتره هو اللي هيحدد ساعتها


نظرت له ليان بخوف ودموع 

فاستغفر فارس ربه ثم جلس علي الكرسي جانبها وظل ينظر امامه بملامح عابسه

وبعد ثواني سمع ليان تهمس ببكاء وتقول: روح يافارس اقف مع ادم وانا هقعد ومش هقوم.. متربطش نفسك جمبي 


قال فارس وهو يتابع النظر امامه: انا لسه سايبه.. هرتاح شويه وبعدين هقوم 

ليان بتنهيده: ماشي 


لمح فارس بطرف عينيه حركات يد ليان المتوتره فعلم انها تحاول ان تمنع بكاءها بصعوبه 

فاستسلم اخيرا لقلبه 

ومد يده ممسكا يدها وقبلها برفق وقال وهو ينظر لعينيها الممتئله بالدموع: اسف.. انا بس خايف عليكي وانتي عارفه ده.. 

اومأت ليان رأسها بهدوء وابتسامة مرتعشه مرتسمه علي وجهها 


فتابع فارس حديثه بنبره ندم: خلاص بقا امسحي دموعك.. انا والله كنت ناوي اعدي اليوم انهارده من غير مشاكل عشان عارف انه يوم مهم بالنبسالك بس لما شوفتك كده مقدرتش اسكت.. متزعليش 


اتعست ابتسامه ليان وقالت: خلاص مش زعلانه.. 

ابتسم فارس بهدوء ومد يده ومسح دموعها 

تابعت ليان بسعاده وهي تنظر امامها: الله بص بيرقصوا سلو.. شكلهم جميل اوي.. ربنا يسعدهم يارب 


نظر فارس نحوهم 

وابتسم بهدوء وظل يتابع صديقه باعين سعيده 

فبالرغم من تلك الفتره الصعبه التي يمر بها الا انه سعيد وبشده لصديقه طفولته..


______________________________________


كان ادم يحيط خصر كارما بيد وبيد الاخري يمسك يدها الصغيره ويتمايلان بهدوء علي صووت الموسيقي الرومانسيه 


مال ادم علي اذنها وقال: مالك متوتره وايدك بترتعش ليه.. وكمان مش راضيه تبصيلي

تابع بعدها بمرح خفيف: اهدي الناس تلاحظ يقولوا غاصبينها علي الجوازه 


ابتسمت كارما بتوتر وقالت: لا انا كويسه مفيش حاجه 

ادم: متاكده؟!  

اومأت كارما رأسها بتوتر فقال ادم: طيب بصيلي عايز اقولك علي حاجه 

رفعت كارما نظرها نحوه وقالت: ايه 


ادم: احنا مسافرين بكره الصبح 

توسعت عين كارما وقالت: مسافرين فين.. انت قولتلي هناجل شهر العسل اسبوع ولا اتنين 

ادم بابتسامة خفيفه: لا خلاص انا ظبط كل حاجه وحجزت تذاكر الطياره وطيارتنا بكره الساعه 1 بعد الضهر 


كارما بسعاده: ايه ده احنا هنسافر بره مصر 

اومأ ادم راسها بابتسامه 

فقالت كارما بحماسه شديده: هنسافر فين بقا

ادم وهو يغمز بعينيه: لادي خليها مفاجأه وانا متاكد انها هتعجبك 


كارما بسعاده شديده: واثقه انها هتعجبني 

ثم تابعت بعدها بخجل: وبعدين كفايه اني هكون معاك 

ضحك ادم بخقه وقال بخبث: ده احنا اتطورنا خالص وبقينا نعرف كلام حلو اهو

ابتسمت كارما بخجل واسندت رأسها علي كتفه 

فضمها ادم اليه اكثر وقد ارتسمت ابتسامه خفيفه علي وجهه ..


_________________________________________

سارت لُجين نحو يحيي الذي يقف بمفرده وينظر نحو اخته بابتسامه فرحه 

مسكت يده واسندت رأسها علي ذراعه ونظرت نحو اخيها ادم وقالت بسعاده: انا فرحانه بيهم اوي 

  

يحيي بشرود: مش مصدق ان اللي قدامي دي كارما.. كبرت امتي دي وبقت عروسه!!  

تنهد وتابع:  ومش متقبل فكره اني لما ارجع بالليل بعد كده واعدي علي اوضتها مش هلاقيها.. رغم اني فرق السن مش كبير بينا الا اني دايما بحسها بنتي مش اختي 


لُجين بابتسامة: عارف..بالرغم من ابيه طول عمره مش قريب مننا وتعامله وكلامه معانا كان قليل جدا.. بصراحه يعني انا كنت بخاف منه انا وليان مع انه عمره ما عمل لينا حاجه بس هدوءه وهيبته دول يخوفوا.. بس لما جات فتره معينه ووقف جمبي فيها ندمت اني كنت بعيده عنه كل السنين دي.. ابيه بقا اقرب واحد لقلبي من اخواتي.. مشفتش في حنيته..بجد ابيه ده يستاهل كل حاجه حلوه في الدنيا.. وانا متاكده انه هيحافظ علي كارما وهيحطها في عينيه 


ابتسم يحيي ونظر لها وقال: طيب ايه بقا مش هناخد الخطوه دي  ونتجوز زيهم 

ابتعدت عنه لُجين وقالت بتوتر: ما احنا متجوزين 

يحيي بابتسامة: لا قصدي نعمل فرح وتيجي تعيشي معايا...ايه رايك اكلم خالو ونتفق ونعمله علي الشهر الجاي 


توترت لُجين اكثر وقالت: لا طبعا شهر جاي ايه يايحيي

يحيي باستغراب: انتي ماالك متوتره ليه.. وبعدين لازمته ايه التاخير في الجواز 

لُجين برفض وخوف حاولت اخفاءه: لا يايحيي معلش نخليها شويه.. انا مش مستعده لخطوه زي دي دلوقتي

تابعت برجاء عندما رأت ملامح وجهها العابسه: عشان خاطري يايحيي انا كده هبقي مرتاحه اكتر عشان خاطري نستني شويه 


تنهد يحيي وقال باستسلام: ماشي ياتاعبه قلبي نستني شويه بس مش كتير ها 

ابتسمت لُجين بارتياح وقالت: ماشي.. 

________________________________________

وعلي الطر الاخر 

اقترب يزن وحنين من ورد ووالدتها 

وقالت حنين بترحيب وابتسامه بشوشه: وانا اقول المكان نور ليه 

والده ورد بابتسامه: المكان منور بيكم ياحبيبتي.. الف الف مبروك ربنا يسعدهم ويهنيهم يارب

حنين  بابتسامة: الله يبارك فيكي 


نظرت لورد وتابعت بنفس الابتسامه: ازيك يارورو عامله ايه 

ورد بابتسامة خجولة: الحمدلله ياطنط وحضرتك اخبارك ايه 

حنين بابتسامه: الحمدلله ياحبيبتي 


وبعدما حياهم يزن 

قالت حنين وهي تشير بيدها بترحيب: تعالوا اتفضلوا اقعدوا 


اتجهوا الي احد الطاولات وجلسوا علي المقاعد 

وبعد مرور فتره

مال يزن علي ورد مستغلا انشغال والدته في الحديث مع والده ورد وقال: وحشتيني 

نظرت له ورد بخجل ولم تعلق 

فابتسم يزن وتابت قائلا: كنت هزعل لو مجتيش الفرح 

ورد بتلقائيه: والله ماما مكنتش راضيه بس انا فضلت ازن عليها كتير وعيطلها بقا لحد ما صعبت عليها ووافقت 


ضحك يزن عليها فاستوعبت ورد ماقالته ونظرت ارضا بخجل 

قال يزن بمرح: ده علي كده بقا لما نتجوز وتيجي تقوليلي علي حاجه واقولك لا هتقعدي تعيطي عشان تصعبي علي واوفق.. لا ده انتي طلعتي لئميه بقا وانا معرفش ..

قالت ورد مغيره مجري الحديث: بس المكان هنا حلوو اوي ماشاءالله.. وكمان العرسان شكلهم قمر رينا يسعدهم 


يزن بضحكه: ماشي ياستي توهي براحتك..فعلا الجو جميل.. عبال ليلتنا ياوردتي وتبقي زي كده واجمل.. 

ابتسمت ورد بخجل وقالت: ان شاءالله 

______________________________________


وبعد مرور عده ساعات 

وبعد انتهاء الفرح 

في شقه ادم.. 

طرق ادم علي باب غرفه النوم طرقات خفيفه 

وقال: كارما انتي لسه مخلصتيش كل ده 


فقد بدل ادم ملابسه في غرفه اخري وجلس قليلا علي الاريكه في الصاله ولم يود ان يزعحها او يوترها اكثر وتركها علي راحتها ولكن مر وقت طويل بالنبسه له وهي بالداخل فشعر بالقلق.. 


مرت ثواني وفتحت كارما الباب وقالت بتوتر: اا لا خلصت 

تفحصها ادم بعينيه وابتسم عندما رأها ترتدي روب طويل يصل لكاحلها وقد احكمت رابطه حزامه حول خصرها 

فلم يظهر منها اي شئ حتي ذراعيها فقد غطتها اكمام الروب الطويله الواسعه 


لم يعلق ادم فهو مقدر خوفها وتوترها الشديد منه وقال: اتوضيتي 

اومأت كارما رأسها فقال ادم بابتسامه: طيب البسي الاسدال ويلا عشان نصلي 

كارما بخفوت: حاضر 


وبعد مرور حوالي ربع ساعه 

وقف ادم وطوي سجاده الصلاه ووضعها علي الاريكه 

ثم نظر لكارما التي تقف تنظر ارضا وتفرك اصابعها برفق 

فقال ادم بابتسامه ماكره: طب ايه هتفضلي بالاسدال ده كتير 


نظرت كارما له بخوف فضحك ادم وقال: يابنتي في ايه.. اهدي انا مش هاكلك والله 

وبعدين انا عامل عليكي بس عشان لابسه كذا حاجه فوق بعض واكيد بقيتي حرانه 


ابتلعت كارما ريقها بتوتر وقامت بعدها بخلع اسدالها 

تحت نظرات ادم المراقبه لها 

وبعدما انتهي اقترب ادم منها بخطوات بطيئه وقال وهو يمسك حزام روبها: وعلي ما اعتقد الروب ده ملهوش لازمه بردو


وضعت كارما يدها علي يده بسرعه وهزت راسها نافيا 

فطمئنها ادم بابتسامه هادئه وقال: ممكن تهدي خالص ومتخافيش مني 

كارما بتوتر: بس 

ادم: مفيش بس 

وتابع بابتسامه: اهدي ياكارما اهدي 


اومأت كارما رأسها بتوتر وابعدت يدها 

ولكن شهقت بعنف عندما وجدت نفسها بين ذراع ادم الذي قال بمشاكسه: ايه ده ياكارما.. مكنتس متخيل انك تقيله كده 


انكشمت ملامح كارما وقالت بغيظ: علفكره انا مش تقيله وو 

ضحك ادم فقد نجح في تخفيف توترها وقال: اهدي بهزر 

ثم تابع قائلا: بالعكس انا حاسس اني شايل طفله صغيره.. قوليتلي انتي كام كيلو.. ولاسيبك من  المووضع ده انا عندي موضوع احلي نتكلم فيه 

انهي كلامه ثم وضعها علي الفراش برفق وتسطح هو جانبها.. 

_______________________________________


وبعد مرور يومان 

تململت كارما في نومتها ثم فتحت عينيها بنعاس وكسل 

نظرت جانبها فوجدت ادم غارق ف نوم عميق 

ابتسمت بسعاده عندما تذكرت وجودهم في جزر المالديف 

وتذكرت ايضا سعادتها الشديده واحتضناها لادم بحب شديد عندما علمت بتلك المفاجأة فهي كانت احد احلامها ان تأتي لمثل هذا المكان ولم تتوقع ان ادم سيحقق لها هذا الحلم


اعتدلت في جلستها وظلت تنظر الي ملامح وجه ادم الوسميه باعين ملتمعه من شده السعاده 

مدت يدها ومررتها برفق علي لحيته الخفيفه قائله بهمس: لو حد كان قالي قبل كده ان هيجي يوم   وهعيش اللحظات دي وهحقق الاحلام اللي كنت بتمنااها طول عمري  مكنتش هصدقه 

لحد دلوقتي مش مصدقه اني بقيت مراتك وانك نايم جمبي دلوقتي..انا من كتر سعادتي حاسه اني بحلم وان ده مش حقيقه 


صمتت لثواني وقالت: انا بحبك اوي ياادم اوي.. ونفسي يجي اليوم اللي تقولي الكلمه دي وساعتها بقا هكون حققت احلامي كلها 

انهت كلامه ثم مالت عليه بجراءه لم تعتادها وقبلته من وجنتيه بحب شديد 

ابتعدت عنه مسافه وتفحصت ملامحه مره اخري 

ثم قامت وبهدوء شديد بوضع رأسها علي صدره واحاطت خصره بيده ثم اغمضت عينيها براحه وسعاده 

ولم تمر دقائق وذهبت في نوم عميق 


وعندها فتح ادم عينيه وابتسم بخفه 

فهو قد استيقظ عندما تحركت من جانبه وسمع حديثها الهامس 

وعندما تاكد من نومها مره اخري حرك يده وضمها نحو بشده وقال بصوت همس وهو يقبل اعلي راسها: وانا اوعدك ان حلمك ده هيتحقق قريب اوي ياكارما... 

_______________________________________


مرت الايام وقضي ادم وكارما اسبوع في حزر المالديف 

فعل ادم ما بوسعه ليجعل كارما سعيده وقد نجح في ذلك واستمعت كارما بكل ساعه قضتها هناك وادم كذلك 


وبعد مرور اسبوع عاد الاثنان الي ارض الوطن 

حزنت كارما قليلا لانتهاء تلك العطله ولكن لم يدوم حزنها طويلا فهي مقدره عمل ادم وأهميته.. كما ان سعادتها بذلك الاسبوع وتذكرها بما حدث فيه قادره ان تجعلها تنسي اي شئ يحزنها 


وبعد مرور شهران 

في شقه قُصي 

وقف قُصي علي باب المطبخ يراقب حبيبه التي كانت منهمكه في تحضير الطعام حتي انها لم تشعر بحضوره 


توجه بنظره نحو بطنها الي ظهر بروزها قليلا 

وارتسمست ابتسامه سعيده محبه 

اطلق تنهيده خفيفه وتذكر بسعاده يوم معرفتهم بنوع الجنين

وسعاده حبيبه الكبيره وصراخها عندما علمت انها فتاه فقد كانت تتمني ذلك وبشده 

ولم تقل فرحتها عن فرحه قُصي الذي اصبح  يقضي اجمل ايام حياته بوجود حبيبه وتلك الفتاه التي لم تظهر للحياه بعد ولكن واثق انه عشقه لها لن يقل عن والدتها ابدا.. لم ينكر انه احيانا يشعر بالغرابه بسبب تقلبات مزاج حبيبه المفاجئه وطلباتها الغربيه في منتصف الليالي ولكن بالرغم هذا ينفذ طلباتها بكل حب 


لاحظ عدم انتباه حبيبه له فابتسم بمكر واقترب منها بخطوات خفيفه ووقف خلفها ومال علي اذنها قائلا بابتسامة: صباح الفراوله يافراوله 

شهقت حبيبه بعنف والتفتت له وقالت وهي تضع يدها علي قلبها من شده الخضه: بسم الله الرحمن الرحيم 


ابتسم قُصي وقال بمرح :ايه شوفتي عفريت ولااايه 

نظرت له حبيبه بغضب ولكمته في صدره وقالت: حرام عليك ياقُصي حرام عليك هتموتني في مره  بعمايلك دي 

ضحك قُصي وقال: بعد الشر عليكي ياروح قلب قُصي 

نظرت حبيبه له بحنق 

فتابع قُصي قائلا بخبث: لسه زعلانه.. لا ده انا لازم اصالحك بقا 


اقترب منها وضم وجهها العابس بين يده ومال عليها ولثم جبهتها وقال بصوت هامس: حقك عليا 

ثم اكمل وهو يقبل احدي وجنتيها ببطء وحب: اسف مش هعمل كده تاني 

كان علي وشك تقبيل خدها الاخر ولكن ابتعدت حبيبه عنه بضيق وقالت: ماشي خلاص كفايه


ضيق قُصي عينيه وقال: طالما خلاص قالبه في وشك ليه 

حبيبه بضيق: مفيش انا كويسه 

اقترب قٌصي منها بهدوء وقال وهو يمرر اصايعه برفق علي خدها: مالك ياحبيبتي ايه اللي حصل 


ثم تابع بعدها بمكر وهو يحاول تغير مزاجها: ده احنا كنا زي الفل امبارح.. زي الفل اوي يعني 

انهي كلامه وغمز بعينيه بعبث 


فتوترت حبيبه ولكن قالت بضيق: قُصي لو سمحت روح غير هدومك اكون انا خلصت الفطار 

قال قُصي بانفعال خفيفه: ياينتي انتي هتجنيني.. ما احنا كنا كويسين امبارح ونايمين مبسوطين ومفيش اي حاجه.. مالك صاحيه مش طايقه نفسك ليه 


حبيبه: زي ما قولت مش طايقه نفسي ولا طايقه حد ولو سمحت سبني بقا.. وبطل تفكرني باامبارح كتير عشان انا لما بفتكر بتضايق تمام.. 


قُصي باستنكار: وبتتضايقي ليه اان شاءالله وبعدين  ما كله كان بمزاجك 

حبيبه: لا مش بمزاجي انت بتضغط عليا بتصرفاتك 

توسعت عين قُصي بصدمه من حديثها وقال باستنكار: بتت ايه ياختي.. انتي مستوعبه انتي بتقولي ايه 

ابعدت حبيبه عينيه عنه ولم تتحدث 


فقال قُصي بغضب وانفعال: لا اسف يااستاذه حبيبه اسف اوي اني بضغط عليكي 

انهي كلامه ثم رحل من المطبخ واثناء خروجه ركل احد الكراسي بغضب شديد فارتطم الكرسي بالارض محدثا صوت عالي انتفضت حبيبه علي اثره 


تابعت حبيبه خروجه باعين نادمه لما قالته 

لا تعلم لماذا اندفعت وتفوهت بتلك الكلمات ولكن منذ استيقاظها صباحا وهي تشعر بالضيق الشديد من  كل شئ حولها 

تحدثت بصوت هامس وقالت بتأنيب لنفسها: ايه اللي انتي قولتيه ده ياحبيبه.. غبيه غبيه.. انتي عارفه انه عمل حاجات كتيره اوي امبارح عشان يبسطني ومرحش الشغل عشان خاطري 


تافأفت بضيق وقالت بصوت باكي: انا مش عارفه مالي..اكيد زعل مني دلوقتي ومش هيرضي يصالحني.. 

مسحت عينيها من الدموع وقالت بحماسه لنفسها: انا هعمله الفطار وهدخل اعتذرله واقوله دي هرمونات  حمل وهو اكيد هيصالحني.. 

انهت كلامه ثم عادت تباشر عمل الطعام من جديد 


اما في غرفه قُصي 

كان يقف امام الخزانة ويبحث بغضب وعصبيه عن بلوفر محدد له 

ظل يبعبث في الملابس الموجوده بعصبيه شديده وهو يقول: قاعد من شغلي وعملت كل اللي اقدر عليه عشان اسعدها وفي الاخر تقولي بتتضغط عليا بتصرفاتك.. ستات نكديه ومش وش دلع 


دفع باب الخزانه بعصبيه شديده عندما لم يجد البلوفر  ونادي بصوت عالي وقال: انتي يااستاذه حبيبه فين البلوفر الزفت بتاعي 

ثواني واتت حبيبه وقالت بتوتر عندما رأت هيئته الغاضبه: بتقول ايه.. 

ثم تابعت بلهفه: وبعدين انت مش لابس حاجه ليه من فوق حرام عليك هتاخد برد كده 


زاد غضب قُصي اكثر لحديثها معه بتلك النبره وكانها نست ما قالته منذ قليل 

وقال بنبره منفعله: فين البلوفر البني بتاعي 


حبيبه: في الدولاب عندك 

قُصي بغضب: مفيش حاجه في الزفت 

حبيبه وهي تقترب من الخزانه: لا متاكده انه موجود انا حطااه باايدي اول امبارح 


وقفت امام الخزانه ولم تمر ثواني الا واخرجت البلوفر من الخزانه 

مدت يدها به نحو وقالت: كان قدامك علفكره انت اللي مدورتش كويس 


جذب قُصي منها البلوفر بغضب وابتعد عنها 

فقالت حبيبه بتساؤل : انت لابس كاجول ليه انت مش رايح الشركه 

ارتدي قُصي البلوفر بحركة واحده ثم توجه نحو المرآه وبدأ يصفف شعره ولم يعيرها انتباه 


فكررت حبيبه سؤالها وقالت: قُصي انت سامعني.. بقولك رايح فين 

غضبت عندما لم يجاوب علي سؤالها وقالت: ماشي براحتك ياقُصي متردش عليا 


صمتت حبيبه ثواني حاولت فيهم الهدوء وترتيب الكلمات بداخله حتي تصالحه 

عادت بنظرها نحوه وكانت علي وشك التحدت ومصالحته ولكن عندما وجدته يمسك زجاجة العطر الخاصه به قالت بلتقائيه: لا عشان خاطري متحطش البرفيوم ده ريحته بتقلبلي بطني!! 


انهت حديثها ثم وضعت يدها علي شفتيها بصدمه مما تفوهت به فقد زادت الامر سوءا 

اما قُصي فابتسم بسخرية وقال: البرفيوم اللي انتي مش طايقه ده انا بحطه من سنين وانتي ياما قولتيلي انك بتحبي ريحته.. من الواضح ان المشكله مش في البرفيوم المشكله في صاحبه.. بس متقلقيش صاحبه رايح في ستين داهيه وسايبلك الشقه كله..


حبيبه بسرعه: قُصي انا اسفه والله مش قصدي 

لاحظت توجهه قُصي نحو باب الغرفه ليخرج منها فكانت هي اسرع منه ووقفت امام الباب وفردت ذراعيها وقالت باسف: انا اسفه اسفه متزعلش مني 


قُصي بغضب مكتوم: اوعي ياحبيبه من وشي 

هزت حبيبه رأسها نافيه وقالت: لا م

قُصي بانفعال: اوعي ياحبيبه من وشي خليني اخرج..ده الافضل ليكي عشان مترجعيش تقولي انت همجي وعصبي وتزعلي في الاخر 


ادمعت عين حبيبه ونظرت له بحزن ولكن لم يهتم قُصي وانما ابعدها بيده وخرج من الغرفه ومن الشقه باكملها 

اتجهت حبيبه للفراش وجلست عليه بحزن وقالت وهي تنظر لبطنها: بابي زعل مني اوي.. وحقه انا بصراحه زودتها اوي المره دي.. بس غصب عني والله 

تنهدت بقله حيله وقالت: هصالحه ازاي ده بس ياربي.. 

_______________________________________


في شقه ادم 

كانت كارما تجلس علي الاريكه تنظر للتلفاز بممل شديد 

مردفه: وبعدين في الممل ده بقا 

فكرت لثواني ثم جذبت هاتفهها وقامت بالاتصال علي احد الارقام الذي لم يكن صاحبها سوي ادم 


وبعد مرور مده قصيره 

قالت كارما بصوتها الرقيق: ازيك ياادم 

ادم: الحمدلله بخير.. وانتي عامله ايه 

كارما: زهقانه وعشان كده اتصلت عليك.. عشان اقولك عايزه اروح لماما اقعد معاها شويه 


ادم بهدوء: انتي مش كنتي لسه هناك امبارح واول امبارح!!  

كارما بتذمر: طيب اعمل ايه زهقانه وعلطول قاعده لوحدي ومفيش اي حاجه اعملها 

ثم تابعت بنبره راجيه: عشان خاطري ياادم.. هروح عندها وانت لما تخلص شغل عدي عليا 


ادم: لا بلاش انهارده.. وبعدين المكان من الشقه للفيلا بعيد وانا مش هقدر اسيب الشغل دلوقتي واجي اوصلك 

كارما بسرعه: طيب هتصل علي يحيي يجي ياخدني  هو اصلا بيخلص شغل في المعاد ده 

ادم: لا ياكارما 


كارما بحزن: عشان خاطري ياادم عشان خاطري 

ادم بصرامه: كارما اظن ردي كان واضح.. قولت لا 

وبعدين انا مش حابب مرواحك كل يوم هناك.. انا بحب اخلص شغلي وارجع بيتي علطول والاقيكي فيه.. 

كارما بتذمر: يعني انا اعمل ايه دلوقتي.. انت علطول سايبني وفي الشغل وبترجع متاخر  وانا مفيش حاجه تسليني هنا.. انا خلاص قربت اتجنن وشي بقا في الحيطه اربعه وعشرين ساعه 


ادم: والله شغلي ده مش حاجه جديده وانتي عارفه طبيعته كويس اوي.. واتصرفي اعملي ايه حاجه اتفرجي علي فيلم.. اعملي اكله جديده اي حاجه 

ثم تابع منهيا حديثه: انا هقفل عشان عندي شغل 


كارما بانفعال وصوت عالي نسبيا: اه اقفل اقفل اسفه لو عطلت حضرتك عن شغلك 

ادم ببرود: لما ارجع نبقي نشوف موضوع الصوت العالي ده.. سلام 

انهي كلامه واغلق المكالمه 

ووضع هاتفه علي المكتب وعاد يباشر عمله من جديد 


اما كارما فالقت الهاتف بجانبها بغضب وحزن وقالت وبعض الدموع ترقرقت في عينيها: اوف بقا اوف.. 


وبعد مرور عده ساعات 

حل الليل واصبح الجو اكثر بروده وبدأت الامطار تتساقط في الخارج 

انتفضت كارما مكانها عندما سمعت صوت ارتطام باب احد الغرف بسبب قوه الرياح

نظرت كارما الي الباب بفزع ثم حاولت تهدأه نفسها قائله: اهدي ياكارما ده اكيد بسبب الهوا اللي بره وكمان انتي سايبه الشباك مفت

لم تكاد تنهي كلمتها الاخيره الا وسمعت صوت ارتطام اقوي في احدي الشبابيك ومن ثم سمعت صوت الرعد القوي 


فصرخت بخوف ثم مسكت هاتفهه بيد مرتشعه وقامت بالاتصال علي ادم ليأتي 

فهي تخاف كثيرا من تلك الاجواء وعندما كانت تعيش بفيلا والدها ويحدث مثل تلك الاجواء كانت تخرج من غرفتها بسرعه وتذهب لاي شخص من افراد عائلته وتجلس معه.. 

انتظرت ثواني وعندما لم تجد اجابه من ادم بكت اكثر وقالت بصوت مرتعش: رد بقا ياادم رد.. 


اما عند ادم 

كان ادم يجلس في مكتب اللواء هبدالله يتحدثا الاثنان في احد القضايا المهمه 

وبعد مرور بعض الوقت 

قال عبدالله وهو ينظر نحو الشرفه: الجو قلب جاامد.. مع ان الجو كان كويس من شويه 


ادم: ااه 

مرت علي باله كارما وتذكر انه اخبرته في احد الايام ان تخاف بشده من تلك الاجواء فنهض بسرعه وقال: بعد اذنك يافندم في حاجه مهمه لازم اعملها 

اللواء: ماشي ياادم 

خرج ادم من المكتب واتجه نحو مكتبه بسرعه شديده 


دخل المكتب  وجذب هاتفهه من علي المكتب بسرعه 

ووجد اكثر من مكالمه فائته من كارما 

فجذب مفاتيحه وخرج بسرعه من المكتب وهو يحاول الاتصال بها 


لم تمر ثواني قليله الا وردت عليه كارما وقالت بصوتها المرتعش الباكي: انت فين حرام عليك انا ميته من الرعب 

قال ادم بسرعه وهو يسرع في خطوات اكثر واصبحت اشبه للركض: انا جاي حالا.. اهدي انتي وانا ثواني وهبقي عندك 


قالت كارما بانيهار وخوف يتزايد مع صوت الرعد: انا خايفه.. قولتلك اروح عند ماما انت اللي مرضتش 

ورنيت عليك كتير وانت مرضتش عليا.. انا انا مش عارفه اتنفس 

انهت كلامها ثم تعالت صوت انفاسها 

فزاد قلق ادم عليها اكثر وقال وهو يركب سيارته: كارما كارما ركزي معايا.. مفيش حاجه هتحصل.. اهدي اهدي وخدي نفسك براحه وانا جاي حالا 


ساق ادم سيارته بسرعه عاليه 

وظل واضعا الهاتف علي اذنه يحاول ان يهدأ كارما 

وظل علي هذا الوضع لدقائق 

ولكن فجأه سمع صوت رعد قوي ثم سمع بعدها صوت صرخه عاليه من كارما 

فقال بقلق وخوف وهو يزيد من سرعه سيارته: كارما حبيبتي في ايه..؟! 


لم يسمع منها رد فقال بقلق اشد: كارما ردي عليا.. كاا 

ابعد هاتفها عن اذنه فوجد ان هاتفهه نفذ شحنه وفصل 

فالقي هاتفهه بغضب شديد وزاد من سرعه سيارته اكثر واكثر ووو..

_________________________________________


انتهي البارت


تفااااااااعل كومنتات ولايكات كتييير 👏👏 وانزل بارت كمان 👏



البارت الواحد والاربعون♥ 

 الجزء الثاني حطمت اسوار قلبي

_______________________________________


كان ادم يقف امام باب شقته ويحاول فتح الباب بسرعه

فقد اخبره البواب بالاسفل انه الكهرباء انقطعت عن العماره باكملها فزاد خوف وقلق ادم علي كارما اكثر 

وعندما رأى البواب يحمل بين يديه ما يسمي ب(الكشاف) استأذنه واخذه فهاتفه نفذ شحنه منه وصعد بعدها بسرعه لاعلي.. 


دلف ادم من باب الشقه وظل ينادي علي كارما بصوت عالي حتي تسمعه ولكن لم يسمع اجابه منها 

وقبل دخوله لغرفتهم ليبحث عنها سمع صوت همهمه خلفه فالتفتت بسرعه ووجه الضوء اتجاه مصدر الصوت ووجد كارما تجلس علي الاريكه تغمض عينيها بقوه شديده وهي تضم قدمها لصدرها وتهمهم ببعض الكلمات 

اقترب منها بسرعه وجلس جانبها وجذبها لاحضانه بسرعه وقد لاحظ ارتعاش جسدها بين يديه 


تحدث ادم وحاول تهدأتها قائلا: كارما كارما فوقي انا خلاص جيت.. انا ادم ياحبيبتي افتحي عينك 

سمع صوتها المرتعش الهامس: ااد ادم تعالي 

زاد ادم من ضمها نحوه وقال بحنان شديد وحزن علي ما توصلت اليه: انا هنا ياكارما افتحي عينك يلا انا جنبك اهو 


وبعد مرور فتره من كلمات ادم المتواصله لتهدأتها فتحتت كارما عينيها بخوف وعندما رأت ملامح ادم قالت ببكاء: اادم.. انت جيت.. انا كنت خايفه اوي.. صوت صوت الرعد كان مخيف اوي و كمان وكمان الدنيا ضلمت فجأه.. متسبنيش تاني لوحدي عشان خاطري 

انهت كلتمها ثم انهارت في البكاء 


قبل ادم اعلي رأسها باسف وقال: حقك عليا.. لو كنت اعرف ان الجو هيقلب كده مكنتش سبتك لوحدك والله.. اهدي عشان خاطري ياكارما ااهدي 

سمعت كارما صوت الرعد القوي بالخارج فانتفضت برعب في حضنه وقالت ببكاء : سمعت ياادم شوفت مخيف ازاي


ادم بهدوء وصبر: انا خلاص جمبك اهو.. مفيش داعي للخوف وشويه والجو هيهدا والنور هيرحع وكل  حاجه هتبقا تمام.. 

بمجرد ما انهي ادم كلامه حتي اُشعلت الاضاءه في ارجاء الشقه 

فابتسم ادم بهدوء وقال: النور رجع الحمدلله.. اهدي وارفعي راسك وبصيلي يلا.. 

ابتعدت كارما عن احضانه ونظرت له باعينها وانفها التي يسود عليهم اللون الاحمر 


فمد ادم يده وقال وهو يمسح دموعها: شايفه عنيكي احمرت ازاي من العياط.. كفايه بقا واهدي عشان عينك متوجعكيش 

كارما بصوت باكي وهي تنظر له: انا زعلانه منك 

ابتسم ادم بخفه وقال: حقك عليا ياستي.. بس انا مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل...


كارما وهي تمسح باقي دموعها بظهر يدها كالأطفال: طيب هسامحك بس بشرط 

ادم بتساؤل: شرط ايه ده بقا 

اشارت كارما بيدها علي احد الغرف وقالت: اعرف ايه اللي في الاوضه دي.. انت قولتلي قبل كده مجيش جمبها وانا احترمت قرارك ده بس انا عايزه اعرف فيها ايه دلوقتي.. انا كنت خايفه منها وكنت حاسه ان في حد هيطلعلي منها 


نظر ادم الي ما تشير وعندما وجدها غرفه التي تحتوي علي رسوماته ابتسم ونظر لها قائلا: لا لا الاوضه دي متخوفش خالص.. وانا لما كنت بقولك مش عايز افتحها عشان بجهزلك فيها حاجه حلوه 

كارما بلهفه وقد اندمجت في الحديث ونست ما حدث منذ قليل: بجد ايه هي 


ادم بابتسامه: سبيني يومين بس اكون خلصت المفاجأة دي واوريهالك اتفقنا 

كارما بحماسه: اتفقنا 

ادم بمشاكسه: طيب ايه كده سامحيتني ولا لسه 

كارما بطيبه: لا خلاص سامحتك انا اصلا مش بعرف ازعل منك خالص 


جذبها ادم اليه ومرر يده في خصلات شعرها وقال: ده انتي عشيتني لحظات!!  

رفعت كارما رأسها نحوه وقالت بلهفه: خوفت عليا 

ادم بتاكيد: ااه طبعا.. وكنت خايف يجرالك حاجه بسبب خوفك ده بس الحمدلله انها جات لحد كده 


لاحظ ادم ارتعاشها الخفيف فقال بتساؤل: انتي بترتعشي كده ليه.. انتي لسه خايفه ولا برادنه ولاايه 

كارما بخفوت: برادنه شويه اه 

قال ادم وهو ينهض وهو يحملها بين يديها بخفه: طيب تعالي.. 


دخل بها للغرفه ووضعها علي الفراش ثم وضع عليها الغطاء الثقيل حتي تشعر بالدفء 

جذبته كارما من يده وقالت بخوف: تعالي نام معايا.. متمشيش 

تدم بابتسامه مطمئنه: هغير هدومي وهجيلك علطول 

هزت كارما رأسها نافيه وقالت: لالا نام كده.. متسبنيش عشان خاطري 


استجاب ادم لها وقال: اوامرك ياكارما هانم 

جلس جانبها علي الفراش فوضعت كارما رأسها علي صدره بارتياح وقد شعرت بالراحه الشديده بوجده جانبها 


وبعد مرور ثواني 

جذب كارما يد ادم ووضعتها علي شعرها وقالت بخفوت: اعملي زي ما كنت بتعمل بره 

ادم بعدم فهم: اعمل ايه 

كارما وهي تنظر له بعينيها الواسعه: حرك ايدك علي شعري!!  

ضحك ادم وقال وهو يحرك يده برفق: حاضر حاجه تانيه 

ابتسمت كارما وهزت رأسها نافيه ثم اغمضت عينيها براحه وهي تشعر بحركه يده علي شعرها 


وبعد فتره قليله ذهبت في ثبات عميق بعد شعورها بالراحه والامان بوجود ادم 

اما ادم عندما لاحظ انفاسها المنتظمه ابتسم بهدوء ثم اغمض هو الاخر عينيه وذهب في نوم عميق.. 

_______________________________________


كان فارس يقف في الشرفه يدخن بشراهه 

وهو شارد في ليان ما سيحدث الايام المقبلة 

اطلق تنهيده حاره وهو يتذكر عندما ذهب للعديد من الاطباء ليعرفوا وضع ليان ومدي خطوره الحمل لديها 

البعض منهم حذرهم من اكتمال هذا الحمل والبعض الاخر طمئنوهم الي حد ما 


الي ان استقر بهم الحال علي طبيب مشهور ومعروف بخبرته العاليه وكان من طرف قاسم 

فقد اخبرت ليان  عائلتها بخبر حملها ليقفوا بجانبها وايضا ليقفوا امام فارس حتي لا يقوم بتنفيذ ما في باله 


تذكر فارس كلمات الطبيب الاخيره: منكرش ان الحمل هيكون صعب عليها بس في حالات كتيره زيها واصعب منها وحملت وخلفت وعايشه حياتها 

..هي ممكن تستمر في الحمل ده بس طبعا هيكون ليها معامله خاصه تماماً 


وبعد حديثه هذا معهم صمتت ليان علي رأيها اكثر واكثر وحاولت اقناعه بشتي الطرق ان يتنازل عن قراره ووعدته انها ستتبع تعليمات الطبيب كامله 


وتحت ضغط من ليان وبكاءها المستمر وضغط من والده وجميع عائله ليان حتي ادم

تخلي فارس عن قراره وحاول اقناع نفسه انه باتباع تعليمات الطبيب لم يصيب ليان شئ 

وكانت سعاده ليان حينها لا توصف 


مر فتره وكان الوضع مستقر 

التزمت فيهم ليان بتعليمات الطبيب وكان فارس يتباعها وعائلتها كذلك 

ولكن منذ اسبوعان وبدأ فارس يلاحظ تعبها وارهاقها التي تحاول ان تخفيهم عنه

وعادت مخاوف فارس من جديد وندم علي انه  تراجع عن قراره ولكن لم يفيد الندم بشئ 

فقد مرت عده اشهر علي الحمل واي قرار سيتخذه سيكون الثمن حياه ليان 


فاق فارس من شروده علي صوت سعالها فنظر خلفه ووجده تقف وتضع يدها علي انفها وفمها بسبب رائحه السجائر 

القي فارس سيجارته بسرعه خوفا عليها وقال بقلق وهو يقترب منها: انتي ايه اللي قومك من السرير..

ليان بحزن علي حالته: انا بقيت كويسه يافارس.. انا بس كنت تعبانه شويه الصبح عادي زي زي اي واحده حامل.. والحمدلله دلوقتي احسن 

تابعت بعدها بتنيهده حزينه: مش كفايه سجاير بقا يافارس حرام عليك انت كده بتدمر صحتك!!..


فارس بهدوء: انا كويس كده.. ادخلي الاوضه وارتاحي علي السرير يلا 

ليان بدموع: فارس انا مش عايزه اشوفك كده.. انا كويسه والله وهبقي كويسه ان شاءالله بطل السجاير دي بقا عشان خاطري.. انت لما بتقعد بس في البيت بتخلص علبه بحالها واكيد بتخلص زيها كده واكتر في الشغل 

ثم تابعت لتضغط عليه: وبعدين انا بتعب جامد من ريحه السجاير دي حتي لو بتدخن في اوضه تانيه بردو بشمها وبتعب 


تنهد فارس وقال: ومقولتليش ليه من الاوول الكلام ده.. عموما مش هدخن في البيت تاني 

ليان بحنق: هو انا بقولك كده عشان تقولي مش هدخن في البيت.. انا مش عايزك تدخن في اي حته لا في البيت ولا في غيره 


فارس بعدم اهتمام: ان شاءالله.. 

تابع بعدها بتذكر: اه صحيح هو اللي سمعته من بابا ده صح 

ابتلعت ليان ريقها بتوتر: سمعت ايه 

فارس بغضب: بابا قالي ان سمع صوت المكنسه انهارده شغاله وكان يحسب ان الست اللي بتنضف جات انهارده فقالي ليه مجبتهاش شقتي تنضفها 


اقترب منها وقال بغضب اكثر: انتي نضفتي الشقه انهارده عشان كده لما جيت لاقيتك تعبانه مش كده

نظر حوله وقال بتاكيد: ااه فعلا الشقه دي متنضفه 

نظر لها بغضب شديد وقال: انتي بتعملي كده ليه انا مش فاهم.. مش الدكتور الزفت قالك لازم ترتاحي في السرير عشان متتعبيش.. قال ولا مقالش ياليان 

انهي كلامه بصوت عالي 


فانتفضت ليان وقالت بتوتر: بص هفهمك.. انا معملتش مجهود والله.. اننا لاقيت نفسي كويسه جدا الصبح فقولت اكنس الشقه عشان متربه.. روقت كده علي الماشي بس والله يافارس 


ضحك فارس بعدم تصديق وقال: ااه وعلشان لقيتي نفسك كويسه قولتي تتعبيها بقا.. تراب ايه اللي في الشقه.. ما تولع الشقه كلها.. وبعدين انا مش كنت متفق معاكي انك مش هتعملي حاجه في الشقه وانا هجيب واحده تنضف كل اسبوع 

انتي غاويه تتعبيني وتتعبي نفسك صح؟!!! 


ليان بدموع: يافارس.. 

فارس بغضب: بلا فارس بلا زفت.. بصي بقا ياليان والله العظيم لو الحركه دي اتكررت تاني هيكون ليا موقف تاني معاكي .. المره دي اتكلمت المره الجاي هيكون حاجه تاني 


ليان بحزن: ايه هتضربني ولاايه 

اغمض فارس عينيه وقبض علي يده بعنف 

ثم قال بثبات مصطنع: ادخلي جوه ياليان 

وعندما وجدها مازالت امامه تابع بصوت غاضب: ادخلي ياليان قولتلك 


ردت عليه ليان بانفعال وبكاء: افضل انت بس دايما تزعق فيا وتعاملني وحش..انا لو مموتش بسبب الحمل ده هموت بسبب العياط ليل نهار علي معاملتك ليا.. 

توقفت عن الحديث ووضعت يدها علي فمها بصدمه مما تفوهت به وظلت تنظر الي فارس الذي ينظر بها بملامح جامده 

وبعد ثواني تحدث فارس وقال بسخرية: كويس انك عارفه ان الحمل ده خطر عليكي من الاول


اقتربت منه ليان واحضتنته بكل قوتها وقالت باسف شديد: انا اسفه اسفه.. والله العظيم مش قصدي اقول كده.. انا كويسه والله يافارس ومش هيحصلي حاجه ان شاءالله.. انا بس غبيه واندفعت ف الكلام 


ابتعدت عنه عندما لاحظت جموده وعدم مبادلته لحضنها 

فاحاطت وجهه بين يدها ترغمه على النظر نحوها وقالت بدموع: والله يافارس مش قصدي.. عشان خاطري انسي اللي قولته ده ولا كأني قولت حاجه.. واوعدك انها مش هتكرر تاني وكمان وكمان مش هتعب نفسي في شغل البيت تاني ابدا والله.. فارس رد عليا 


خرج فارس عن صمته وقال بجمود: يلا ننام ياليان.. انا تعبان وعايز انام 

ليان ببكاء: لا مفيش نوم.. فارس عشان خاطري متعملش كده 

مد فارس يده ومسح دموعها وقال: ممكن تبطلي عياط عشان انتي علي الوضع ده هتتعبي 


هةت ليان رأسها نافيه وقالت: لا هفضل اعيط كده ومش هسكت غير لما تسامحني 

تنهد فارس وقال: خلاص ياليان سامحتك.. ممكن تهدي بقي 


ليان بطفوله من بين بكاءها: لا قولي سامحتك ياليلو 

ابتسم فارس وردد قائلا: سامحتك ياليلو 

ليان بنفس النبره: لا قول سامحتك ياليلو ياروح قلبي وبوسني من هنا 

انهت كلامها واشارت نحو خدها فابتسم فارس وقبل خدها وهو يقول: سامحتك ياليلو ياروح قلبي وحياتي كلها كده كويس؟!  


ابتسمت ليان باتساع وقالت وهي تمسح عينيها من الدموع: اااه.. ولا اقولك في حاجه كمان قولي بحبك انت من فتره كبيره اوي مقوولتليش بحبك.. ولا انت مبقتش تحبني بقا اعترف اعترف..


احضتنها فارس وقال بنبره عاشقه: انا محبتش حد قدك ياليان.. بحبك ياتاعبه قلبي 

ضحكت ليان وبادلته الحضن بحب شديد وقالت: وانا كمان بحبك اوي اوي يافارس 

ابتعدت عنه ليان ووضعت يده حول عنقه وقالت بدلع: فسفس 


ضحك فارس باستسلام وقال: عيونه 

ليان وهي تنظر له ببراءه: ممكن اطلب منك طلب صغنون 

وضع فارس يده علي خصرها وقربها منه اكثر وقال بمهس رجولي: اطلبي اللي انتي عايزاه 

ليان بدلع: ممكن تسهر معايا انهارده ونسمع فيلم سوا زي ما كنا بنعمل زمان 


فارس بابتسامة: بس كده.. من عنيا 

ابتعدت ليان وقالت بفرحه: بجد موافق 

فارس بابتسامه: ااه بجد 

صفقت ليان بيدها بحماس وقالت: تمام اووي.. ايه رايك نعمل فشار سوا وبعدين نقعد نسمع الفيلم 

جذبها فارس من يدها وقال: لا انتي تقعدي هنا زي البرنسيس وتدوري علي فيلم كويس اكون انا جهزت الفشار 


ليان ببراءه: ما نجهزه سوا 

فارس بهدوء: وبعدين ياليان احنا اتفقنا علي ايه 

ليان بسرعه: خلاص خلاص روح انت جهزوا اكون اختارت انا فيلم 

وتابعت بعدها بتذكر: ااه صحيح في تسالي عندك في المطبخ هاتها معاك


فارس بابتسامة: حاضر عايزه حاجه تانيه 

ليان بحماسه: لا.. بس متتااخرش

اومأ فارس رأسه بابتسامه وقبلها اعلي رأسها ثم توجه للمطبخ ليحضر الفشار.. 

_______________________________________


وفي الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل 

دلف قُصي من باب شقته بعدما شعر بالتعب والملل من سيره بالسياره في الشوارع بعدما انهي اعماله 


وجد المكان هادئ بشده استغرب ولكن لم يهتم وانما سار باتجاه غرفته 

فتح الباب وثبت مكانه عندما رائ حبيبه تقف وهي ترتدي احد الفساتين القصيره ذات اللون الاحمر الداكن الذي يعشقه عليها  

وكان بجانبها طاوله صغيره موضوع عليها بعض الاطعمة ومعهم شمعتين اضافوا رومانسيه للجو اكثر 

بجانب الاضاءه الخافته المووجوده في الغرفه 


تحدث قُصي لنفسه وقال: طيب دي امسكها دلوقتي وابوسها علي حلاوتها دي ولا اعمل ايه 

ولكن تابع مشجعا نفسه: لا اجمد كده ياقُصي ومتنساش اللي قالته الصبح.. دي نشفت دمك علي الاخر 


فاق من حديثه مع نفسه علي صوتها الرقيق تقول: ادخل ياحبيبي واقف عندك ليه 

ابتلع قُصي ريقه بصعوبة عندما سمع نبرتها تلك ولكن تحلي بالثبات وتقدم داخل الغرفه وقال بجمود مصطنع: اترددت ادخل عشان بس ريحتي متقلبش بطنك ولا حاجه 


تنهدت حبيبه واقتربت منه وقالت باسف ونبره هادئه: انا اسفه حقك عليا.. انا مش عارفه كان مالي الصبح.. بس دي هرمونات حمل ولازم تستحملها ياحبيبي 

قالت اخر كلامتها بنبره شبه مرحه 

وعندما لاحظت صمته وملامح وجهه التي مازالت جامده: صاصا 

قُصي بانفعال قليل: متقوليش الكلمه دي بتنرفزني 


ضحكت حبيبه بخفوت وقالت: عايزه ادلعك اقولك ايه يعني 

قُصي بحنق: متدلعنيش 

ابتسمت حبيبه ابتسامه صغيره ماكره واقتربت منه ووقف علي اطراف اصابعه حتي تصل لطوله 

ومن ثم مدت يده وبدأت بأناملها الصغيره والرقيقه تمررها علي طول عنقه ببطء 

وقالت وهي تنظر لعينيه بحب شديد: خلاص بقا ياحبيبي سماح المره دي 


مال قُصي برقبته قليلا وابعد يدها عن عنقه وقال: ابعدي بس ايدك الاول كده 

ضحكت حبيبه وقالت بعدم تصديق: ايه ده انت بتغير من رقبتك؟!!  


ضحكت اكثر عندما نظر لها قُصي بغيظ 

قُصي بحنق: اي عجبتك اوي 

وضعت حبيبه يدها عاي فمها لتكتم ضحكاتها وقالت: خلاص خلاص 


صمتت لثواني ثم قالت بدلع: طيب ايه هتفضل مخاصمني يعني.. حتي بعد الجو الرومانسي والفستان ده 

قُصي بنبره مستفزه: لو سمحتي ياحبيبه انتي باللي بتعمليه ده بتضغطي عليا وانا مبحبش كده 


ضيقت حبيبه عينيها وقالت بغضب مكتوم: انت بتتريق عليا مش كده؟!  

قُصي بسخريه: ايه اوعي تكوني زعلتي؟!  

حبيبه بانفعال: علفكره بقا بنتك هي السبب في اللي حصل ده مش انا.. وتابعت بعدها بتهديد: والله ياقُصي لو مصالحتنيش دلوقتي لهقعد اعيط ومحدش هيعرف يسكتني..


قُصي: حبيبتي لو ناسيه  انتي اللي مزعلاني مش العكس..

حبيبه بنبره بريئه: واعتذرتلك وعملتلك جو رومانسي وعملتلك الاكله اللي بتحبها ولبست الفستان اللي بتحبه.. اعمل ايه تاني يعني 


قُصي ببرود مصطنع: طيب طيب سبيني افكر اصالحلك ولا اخاصمك كام يوم 

حبيبه بدلع وهي تميل عليه: كام يوم وهتستحمل تخاصمني كام يوم اخص عليك 

ابتلع قُصي ريقه وقال: ده سبحان من عدا الساعات اللي فاتت دي عليا من غير ما اكلمك 


ابتسمت حبيبه باتساع وقالت بحب: والله بحبك اوي ياقُصي.. ومش قصدي اللي حصل الصبح ده وعلفكره بالعكس بقا انا انبسطت باليوم امبارح اخر انبساط والله.. وريحه برفانك دي انت عارف انا بحبها ازاي.. انا اسفه سامحني بقا 


قُصي بابتسامة: خلاص سامحتك.. قولتيلي عامله اكل ايه؟! 

حبيبه بحماسه وسعاده: عملتلك مكرونه بشاميل.. اتصلت علي طنط حنين وسألتها عن اكتر اكله انت بتحبها وقالتلي بيعشق حاجه اسمها مكرونه بشاميل وانت من حظك الحلو بقا اني بعرف اعملها حلو اووي 


قُصي بابتسامه عاشقه وهو ينظر في عينيها: والله انا ما بعشق غيرك 

ابتسمت حبيبه فزحه شديده من حديثه ثم قالت بلهفه وهي تجذبه من يده: يلا تعالي دوق وقولي رايك بصراحه.. ان شاءالله هتعبجك

قُصي وهو يسير خلفها: اكيد هتعجبني.. كفايه انها من ايدك.. 

______________________________________


وبعد مرور اسبوعان 

فتح ادم باب مكتب صديقه فارس ليتناقنش معه في بعض الاعمال 


ثبت مكانه ولم يتحرك لثواني عندما وجد حاله فارس

فقد كان يجلس علي المقعد واضعا قدمه علي المكتب ويدخن بشراهه وهو ينظر امامه بشرود 

  وعندما لاحظ فارس دخوله اعتدل ف جلسته بهدوء واطفأ سيجارته وقال له: في حاجه ياادم 


تقدم ادم داخل المكتب واغلق الباب خلفه وهو مازال يتطلع الي صديقه بهدوء واردف: ايه اللي انت عاملوا ده؟!  

ابتسم فارس بسخريه: عامل ايه 

ادم بنفس الهدوء: ايه السجاير دي كلها.. وبعدين من امتي وانت بتشرب سجاير؟!  


فارس بالامبالاه: عادي شربتها من فتره.. متشغلش بالك انت بالموضوع ده 

ثم تابع وها ينظر نحو الملف الذي بيده: جاي عشان  القضيه اياها مش كده 


القي ادم الملف علي المكتب ثم توجه اليه ووقف امامه: يعني ايه مشغلش بالي 

نهض فارس واقفا امامه وقال بانزعاج: ادم بالله عليك سبني في حالي انا فيا اللي مكفيني 

ادم: وايه هو اللي فيك ياافارس 

صمت لثواني ثم تابع بهدوء: لو فاكر انك كده بتهون علي نفسك مشكله ليان تبقي غبي 

انهي كلامه بصوت عالي نسبيا 


ابتعد فارس عنه وقال لينهي الموضوع: غبي ولا مش غبي دي حاجه ترجعلي.. شوف الشغل اللي كنت عايزاني فيه وسبني لوحدي 

حك ادم ذقنه يحاول ان يظل ثابتا علي هدوءه وقال: تمام.. لو عرفت انك شربت سجاره تاني بعد كده هزعلك 


فارس بسخريه: ايه بقا هتروح تشتكيني لابويا ولا هتعمل ايه 

اقترب منه ادم وقال بنظرات بارده: لا ابوك ايه.. انا هتصرف 


انهي كلام ثم لكزه في صدره بعنف شديد وقال: فوق يافارس فوق بدل ما افوقك غصب عنك 

دفع فارس قي صدره بغضب وقال: اطلع بره ياادم وسبني عشان لو فضلت اكتر من كده هنخسر بعض 

ادم ببرود: لا وريني هنخسر بعض ازاي..  انت باين عليك اتجننت ومحتاج حد يديك علي دماغك عشان يفوقك 


فارس بسخريه: وانت بقا اللي هتفوقني 

ادم بقوه: وافوق عشره زيك ياض.. ودي بقا عشان نبره السخريه اللي بتكلمني بيها من ساعه ما دخلت 

انهي كلامه ثم لكمه بعنف تأوه فارس علي اثرها 

نظر له فارس بغضب وعصبيه شديده وقال وهو يدفعه في صدره بقوه شديده: غور من وشي ياادم.. انا لحد دلوقتي ماسك نفسي عنك بالعافيه!! 


ضربه ادم بظهر يده علي صدره وقال بخشونه.: لا متمسكش نفسك ياخفيف

طفح الكيل بالاخر وقال بغضب شديد: انت اللي جبته لنفسك 

انهي كلامه ثم لكمه بقوه شديده 

وضع ادم يده مكان لكمه ثم فجأه ردها له بنفس القوي 


ومن هنا بدأ الشجار وبدأ الاثنان يضربا بعضهم بعنف شديد 

قال ادم بصوت عالي  من بين لكماته التي يوجهها ويتلاقها من فارس: انت بني ادم غبي وضعيف وبتضيع نفسك وصحتك بالهباب ده يامتخلف.. 


فارس وقد بدأ يشعر بالتعب من هذا الشجار العنيف 

فقال بغضب اشد: ملكش دعوه حياتي وانا مر فيها.. اشرب سجاير اشرب زفت انت مالك؟!  


جذبه ادم من قميصه بعنف وقال: لو ناسي انك  صاحب عمري فمتنساش  انك متجوز اختي.. وانا مستحيل اسيب اختي تنهار لما تشوف جوزها بيدمر صحته باايده 

انا وانت عارفين كويس ان الموضوع ده لو موقفش مش هيبقي سجاير بس 

لو متعدلتش يافارس انا هاجي واخد اختي ومفيش مخلوق هيقدر يوقفني عن اللي هعمله حتي لو انت يافارس 


لكمه فارس بعصبيه شديده: وااضح انك انت اللي اتجننت.. علي جثتي حد ياخد ليان مني انت فاااهم يااادم 


كاد ادم يبادله اللكمه ولكن دخل اللواء عبدالله في تلك اللحظه الذي اتي اليه احد الظباط وأخبره بالشجار الذي يحدث بين ادم وفارس فهو يعلم انه الوحيد القادر علي ايقافهم 


قال اللواء عبدالله بصرامه شديده: ثابت ياحضره الظابط انت وهو 

ابعتدا الاثنان عن بعضهما في الحال وادوا التحيه  العسكريه ونظروا امامهم بثبات وكأن شئ لم يكن 


اقترب منهم اللواء بعدما اغلق الباب حتي لا يسمع احد من الخارج بحديثهم 

قال اللواء بسخريه: ايه شغل المراهقين اللي انتو عاملينوا ده 


وتابع عندما لاحظ صمت الاثنان: انا عايز افهم حالا سبب المهزله اللي حصلت دي..

تحدث ادم بثبات: مفيش سيادتك حصل بس خلاف بسيط وانا كبرتوا شويه.. بعتذر لحضرتك عن اللي حصل 


نظر اللواء للاثنان بتفحص ثم قال بعدها: المهزله دي لو حصلت تاني مش هتعدي علي خير وهتاخدوا جزا..

ردد الاثنان في وقت واحد: تمام يافندم 

  

تحدث اللواء بنبره لينه تلك المره وقال: انا كملتكم كرئسيكم في الشغل ودلوقتي هكلمكم وكانكم ولادي.. لو نسيتوا افكركم انا انتو صحاب وملكوش غير ومهما كان الخلاف بينكم ميوصلش للمرحله دي مره تانيه.. انا عارف انكم هترجعوا وتتصافوا وتتصالحوا 

بس اللي حصل ده ياريت ميتكررش تاني 


تحدث ادم وقال بابتسامه مصطنعه: اكيد يافندم زي ما حضرتك قولت احنا صحاب ومش اي صحاب كمان.. مش كده ولاايه يافارس

نظر له فارس بندم ولكن اومأ رأسه بهدوء وبطء 


نظر لهم اللواء لاخر مره ثم خرج من المكتب وخلفه مباشره ادم بعدما نظر لصديقه نظره سخريه ممزوجه بغضب 

وبعد خروجهم القي فارس كوب الماء علي الارض بقوه فتهشم الي قطع صغيره..

وبعد ذلك جذب مفاتيحه وخرج من المكتب ومن مقر العمل بالكامل.. 


عاد ادم لمنزله وهو غاضب بشده من صديقه ومن تصرقاته 

استقبلته كارما كعادتها وعندما رأت هيئته الغاضبه توترت قليلا ولكن قررت تتحلي بالشجاعه وتسأله عن سبب غضبه بالرغم من شعورها بالخوف قليلا من ان يصب غضبه عليها 


سألته وبعد اصرار منها اخبرها ادم بما حدث 

حزنت كارما من اجلهم وحاولت تهدأه الوضع قائله: متزعلش منه ياادم هو اكيد مش واعي للكلام اللي بيقوله بس انا واثقه انه هيجي ويصالحك فارس بيحبك اوي وهو طيب وقلبه ابيض والله 


ابتسم ادم ابتسامه صفراء وقال: وايه كمان 

كارنا بعدم فهم: وايه كمان ايه 

ادم: كملي مدح في الاستاذ 

كتمت كارما ابتسامتها بصعوبه وقالت: في ايه ياادم.. انا مش بمدح ولا حاجه انا بقولك علي صفات فيه وعلي مااعتقد انت عارف كده 


جذبها ادم من يدها وجعلها تتسطح علي الفراش وقال وهو يحصرها بيده: لا فارس ولا غيره تمدحي فيه قدامي عشان مقلبش عليكي ماشي 

كارما ببراءة: ليه.. هو انت بتغير عليا مثلا 


قال ادم وهو يميل عليها: انتي شايفه ايه 

كارما بخجل وهي تدفعه في صدره: شايفه انك تبعد وتسبني اقوم عشان ناكل.. انا مستنياك ناكل سوا 

ثم تابعت بحماسه شديده وهي تجلس علي الفراش: عملت اكله جديده وماتحرقتش او باظت مني..  وطعهما جميل اوي ياادم 

ادم بابتسامة خفيفه: ما تدوقيني كده!!  

كارما بحماسه: ماشي ثانيه وااحده 


وبعد مرور دقائق كانت كارما تجلس امام فارس تراقب تعبيرات وجهه بلهفة 

وعندما لاحظت صمته قالت بقلق: ايه ياادم هي مش عجباك ولاايه 

راقب ادم تعبيرات وجهها القلقه ولهفتها الشديده لتعرف رأيه فابتسم بهدوء وقال: جميل ياكارما تسلم ايدك.. روحي جهزي الاكل بره بقا عبال ما اخد شاور سريع كده عشان انتي جوعتيني اكتر بالاكله دي 


كارما بسعاده شديده: حاضر..

انهت كلامه ثم توجهت للخارج اما ادم فاتجه نحو المرحاض...

_______________________________________


وبعد مرور يومين 

في قصر قاسم 

اجتمعت جميع افراد العائله في هذا اليوم 

وكانت هذه فكره حنين التي اشتاقت لهذا التجمع 

واتفقت مع قاسم علي ان يتم هذا التجمع يوما في الاسبوع ولم يعترض قاسم ابدا كحال باقي افراد العائله 


مال قاسم علي حنين التي تبتسم بسعاده وهي تنظر لهذا التجمع الجميل وقال: لووكنت اعرف انك هتنبسطي كده كنت جمعتهم من زمان الكلاب دول 

حنين بسعاده: مبسوطه اوي ياقاسم اوي.. انت كمان مبسوط بالتجمع ده مش كده 


قاسم بابتسامة: اكيد.. ومبسوط اكتر وانا شايف فرحتك دي 

حنين بحب شديد: ربنا يحفظك ليا ياقاسم وميحرمنيش منك ولا من وجودك جمبي 

قاسم  بابتسامة: ولا يحرمني منك ياحنيني 


نظر قاسم نحو فارس الذي تحدث وقال بهدوء: هو ادم مش هنا 

تحدثت كارما وقالت: لا كان هنا ولسه خارج من ساعه قال انه عنده شغل هيخلصه بسرعه وهيجي.. زمانه جاي 

اومأ فارس رأسه بتفهم ولم يعلق 

ونظر جانبه نحو ليان التي قالت بحنان: هتكلمه انهارده ياحبيبي مش كده 

فارس بابتسامة باهته: ان شاءالله 

ثم تابع بتساؤل: انتي كويسه في حاجه تعباكي 


ليان بابتسامه واسعه: انا كويسه وكويسه جدا كمان متقلقش عليا 

اومأ فارس رأسه بابتسامه صغيره ولم يتحدث 


وبعد مرور ساعه 

دلف ادم للقصر والقي السلام ثم لمح بطرف عينيه صديقه يجلس بجانب اخته 

فقال بهدوء وهو يتجنب النظر الي فارس تماما: ازيك ياليان عامله ايه


ليان بابتسامة: الحمدلله ياابيه وانت اخبارك ايه 

ادم بابتسامه هادئه وهو يجلس بجانب كارما: الحمدلله.. 

مالت كارما علي ادم وقالت: متاخر ساعه علفكره انت قولتلي ساعه وجاي 


ادم بابتسامة: ده انتي قاعدالي بالساعه بقا 

اومأت كارما رأسها بابتسامه وكان ادم علي وشك التحدث ولكن قاطعه صوت فارس المسموع للجميع يقول: ادم عايزك شويه بره 

قال كلماته وهو ينهض من مكانه 

فقال ادم ببرود بعد صمت دام لثواني: اتفضل 


خرج فارس وخلفه ادم للحديقه 

وقف ادم وقال ببرود: نعم 

فارس بلطف وهو يشير الي احد المقاعد: ممكن تقعد 

جلس ادم وجلس فارس امامه 

وبعد فتره قصيره دامت من الصمت قال فارس بتنهيده حزينه: انا اسف حقك عليا ياصاحبي 


وتابع بحزن اكبر بعدما لاحظ ملتمح وجه ادم التي مازالت جامده: ادم والله انا فيا اللي مكفيني ومش هقدر علي زعلك انت كمان.. عارف اني غلط واسلوبي معاك كان زفت بس انا كنت مخنوق ومازالت ومكنتش مستحمل اي تعليق من اي حد..  


خرج ادم عن صمته اخيرا وقال: وانت فاكر ان بالسجاير دي خنقتك هتروح.. علفكره انا خناقي وزعيقي معاك مش عشان بتشرب سجاير بس.. لا عشان عارف اني لو سبتك ومفوقتكش من اللي انت فيه الموضوع مكنش هيبقي سجاير بس لا هيبقي حاجات اكبر وساعتها مكنتس هتفوق بجد غير لما تخسر كل حاجه.. شغل،، مراتك،،وصاحبك 


فارس بتنهيده متألمه: علفكره انا جيت فتره وبطلتها لما عرفت ان ليان بتتعب من ريحتها وانها غلط عليها بطلتها عشانها.. بس رجعت تاني لما شوفت ان تعب ليان بيزيد ومشاكل الحمل بتزيد.. ليان بجانب تعب قلبها ده فهو الحمل نفسه في مشاكل .. انا مبقتش لا عارف انام ولا اكل ولا اشتغل من كتر التفكير فيها وفي ايه اللي هيحصل بكره.. وكل يوم بندم اني اتراجعت عن قراري ووافقت ان الحمل ده يكمل  


مش سهل عليا ان ليان كل يوم والتاني تنام معيطه بسبب اني زعقتلها من خوفي عليها 

مش سهل عليا اشوفها بتتالم قدامي وانا مش عارف اعملها ايه او اخفف المها دي ازاي.. 


ابتلع ريقه بالم وتابع: ليان لو جرلها حاجه بسبب الحمل ده انا مستحيل احب او اتقبل الولد او البنت دي.. مش هقدر اشوفهم غير انهم السبب في انهم يموت..

لم يستطيع اكمال كلمته الاخيره فصمت ونظر ارضا وقد ترقرقت الدموع في عينيه 


تنهد ادم بحزن ثم قال بنبره لينه: والله دي كلها هتطلع هواجس وليان ان شاءالله هتقوم منها سليمه 

بطل تفكير في الوحش يافارس لان محدش ببتعب غيرك.. اتفائل يااخي وادعي ربنا انه ميوجعش قلبك وفابنا عليها وانها تقوم بالسلامه هي واللي في بطنها 


فارس بتنيهده متألمه: يارب ياادم.. يارب تطلع هواجس فعلا 

صمت لثواني وقال بابتسامه باهته: طب ايه افهم من كده انك سامحتني 


ادم بهدوء: السجاير دي تبطلها يافارس 

اومأ فارس رأسه بطاعه وقال: حاجه تانيه 

ادم بمشاكسه: وتبطل تزعق لاختي يااض انت فاكر ان ملهاش اهل ولاايه 


ضحك فارس باستسلام وقال: حاضر.. بس هديها عليا ياعم ادم وقولها تسمع كلامي 

ادم بمشاكسه: لا انت تقول الكلمتنين دول لحنون حبيتك وهي هتقوم بالواجب 

انهي كلامه ثم نهض وقال: يلا ندخلهم 

نهض فارس واحتضن صديقه بقوه وقال بتنيهده: حقك عليا مره تانيه 

بادلها ادم العناق وقال بأسف: وانا كمان اسف.. عارف ان ايدي كانت تقيله شويه بس انت اللي استفزتني 


فارس بابتسامه بعدما ابتعد عنه: وانا مسامح ياسيدي 

ادم بابتسامه: وانا كمان مسامح.. 


انتهي الاثنان من حديثهم ثم دلفوا للداخل وانقضي باقي اليوم في قصر قاسم في جو عائلي جميل استمتع به الجميع.. 

_______________________________________


وبعد مرور ثلاثه اسابيع 

وفي مقر عمل ادم وفارس  

كان الاثنان يقفان بشموخ لا يليق الا بهم امام اللواء عبدالله الذي استدعاهم منذ دقائق 


اشار اللواء بيدها نحو المقاعد ليجلسوا فنفذوا امره في الحال 

تحدث اللواء وقال بهدوء: في عمليه جديده ومش شايف انسب منكم يعملوها لانها عمليه مش سهله.. 


ادم بهدوء: عمليه ايه دي ياسياده اللوا 

اللواء: نفذتوا زيها قبل كده.. في شمال سينا 

ومهمتكم هي... 

ظل اللواء يقص عليهم تفاصيل العمليه ما يجب القيام به 

وبعدما انتهي من حديثه 

فقال ادم بثبات: تمام ياسياده اللوا.. المفروض هنسافر امتي 


اللواء وهو ينظر لفارس الذي كان ملتزم الصمت ينظر الي الاسفل بهدوء وقال: بعد يومين 

ثم تابع وقال: خير يافارس يعني ساكت 


رفع فارس نظره نحو وقال بهدوء: فندم انا عايز اعتذر عن العمليه دي.. ممكن سيادتك تشوف اي حد بدالي 

اللواء بتساؤل: وده ليه؟!  

نهض فارس وقال بثبات: اسف يافندم بس مش هقدر اطلع العمليه دي.. وانا كنت جاي لحضرتك عشان عايز اخد اجازه من الشغل لفتره.. 


نهض اللواء ونهض ادم ايصا الذي يتابع ما يحدث بصمت 

اللواء بغضب: مفيش حاجه اسمها مش هقدر ياسياده المقدم.. العمليه دي لازم تطلعها انت مطلوب بالاسم.. بعد العمليه ابقي خد اجازه زي ما انت عايز 


ثم تابع بنبره سخريه: واجازه ليه صحيح.. ما انت من شهور وانت واخد احازه.. اوعي تكون فاكر اني مش واخد بالي انك مبقتش مركز في شغلك وانك بقيت تيجي هنا يوم اه وعشره لا.. لو مبقتش قد الشغلانه استقيل احسن 


فارس بتبرير: ياسيا..

قاطعه اللواء وقال بصرامه ونبره لا تقبل النقاش: مفيش نقاش في الموضوع يافارس.. انت طالع المهمه مع ادم اخر الاسبوع الجاي.. 

انفعل فارس وقال: مش هقدر.. مش هقدر اسافر واسيب مراتي هنا بين الحيا والموت.. انا لو طلعت العميله دي هتفشل بسببي.. لو سمحت اعفيني منها وانا جاهز لاي جزا اخده.. بعتذر من حضرتك 


انهي كلامه ثم خرج من المكتب بسرعه شديده 

وبعد خروجه نظر ادم الي اللواء وقال: بعتذر لحضرتك بالنيابه عنه.. فارس بس مضغوط جدا الفتره دي.. انا عارف انه شغلنا ملهوش دعوه بحياتنا الشخصيه بس فعلا فارس في مشكله كبيره.. واكيد ده واضح لان فارس طول عمره مركز في شغله وعمره ما اعتذر عن مهمه قبل كده 

حضرتك انا مستعد اطلع المهمه دي لوحدي وباذن الله مش هخيب ظن حضرتك وهحقق النجاح المطلوب .. بس اعفي فارس من المهمه دي 


تنهد اللواء وقال: ماشي ياادم.. انا عشان عارف فارس كويس هعفيه من المهمه دي.. بس مينفعش تطلعها لوحدك.. هكلم المقدم ياسر وهيطلع معاك ده انسب واحد يطلع معاك بذل فارس 

ادم بتساؤل: ياسر مين.. ياسر هندواي 


اللواء: ااه.. في حاجة ولاايه 

ابتسم ادم ابتسامه صفراء وقال: لا ياسياده اللواء.. انا خارج ولو في اي جديد حضرتك بلغني 

اومأ اللواء رأسه ثم خرج ادم من المكت واتجه نحو مكتب فارس 

دلف المكتب دون ان يطرق الباب حتي 

ووجد فارس يجلس علي الكرسي يسند رأسه للخلف ويغمض عينيه بتعب 

وعندما لاحظ دخول تحد المكتب فتح عينيه وقال بسخريه عندما وجده ادم: ايه خدت جزا ولا اتفصلت 


جلس ادم علي الكرسي وقال: ياريت يااخي كنت خدت جرا بدال اللي انا في ده

فارس باستغراب: في ايه.. ايه اللي حصل 

ادم بابتسامة صفراء: اللوا عفاك من المهمه دي.. وتخيل مين طالع معايا بدالك 

فارس بملل: مين يعني 

ادم بابتسامه سخريه: ياسر هندواي 


ضحك فارس وقال من بين ضحكاته: قول والله 

نظر ادم له بغيظ فتابع فارس وقال بضحك: وسياده اللوا ملاقش غير ده ويطلعه معاك.. ده مفيش كلمه انت بتقولها الا وبيعترض عليها.. ده مش بيطيقك 

انهي كلامه بضحكه عاليه 


فقال ادم بحنق: ربنا يستر ويعديها علي خير.. وياريت يكون فاهم ومقدر ان اي خطوه هناخدها هناك هتبقي بحساب وان العند والكلام الفاضي ده هيخسرنا حياتنا احنا وكل اللي معانا 


فارس بلا مبالاه: لو عمل حاجه اكسفه قدام الرجاله ومش هيطلعله حس باقي العمليه 

اومأ ادم رأسه بهدوء ثم تابع قائلا: ليان عامله ايه.. انا كلمتها امبارح وكان صوتها كويس 

تنهد فارس وقال بألم : ليان حتي لو تعبانه فمش بتين لحد ودايما تحسسك انها كويسه وكل حاجه تمام.. بس هي تعبانه انا عارف.. كل ما بتقرب من معاد الولاده كل ما تعبها بيزيد اكتر 


ادم بحزن علي حاله صديقه واخته: ان شاءالله هتكون كويسه يافارس وهتولد وهتقوم بالسلامه  

فارس بخفوت: يارب 

نهض ادم وقال: انا هروح اكمل شغل.. متنساش تعدي علي اللواء تعتذرله علي اللي حصل.. 

اومأ فارس رأسه وهو يقول: كنت هعمل كده.. 

_______________________________________


وفي يوم سفر ادم 

خرج ادم من المرحاض بعدما انتهي من اردتداء ملابسه 

ووجد كارما تقف تضع ملابسه في الحقيبه ودموعها تنهمر علي وجهها بصمت 


ابتسم ادم ابتسامه صغيره ثم اقترب منها ومسك احد يدها وورفع وجهها نحوه وقال: مش كفايه عياط بقا ولااايه.. من ساعه ما قولتلك اني مسافر وانتي بتعيطي


كارما والدموع ممتلئه في عينيها: هو كان لازم تروح المؤموريه دي ياادم.. ينفع متروحش.. انا قلبي مقبوض وخايفه 

ابتسم ادم وقال برفق وهو يسمح دموعها: مروحش ازاي بس.. متقلقيش عليا انتي بس خايفه عشان مش متعوده علي سفري ..بس  بكره وبعد تاخدي مناعه من الموضوع 


تابع بعدها وهو ينظر نحو الحقيبه: خلصتي ولالسه 

اومأت كارما رأسها بحزن 

فقال ادم: مش كنتي خلصتي حاجتك بالمره وكنت خدتك في طريقي وصلتك الفيلا 

كارما بخفوت: في كام حاجه لسه هعملها ومش عايزه اعطلك.. وبعدين انا اتفقت مع يحيي يجي ياخدني 


اومأ ادم رأسه بتفهم ثم جذب الحقيبه وحملها علي ظهره وبعد ذلك اقترب من كارما وقال بحنان: خلي بالك من نفسك ياكارما.. وانا هتصل عليكي كل يوم ان شاءالله اطمن عليكي 


احضتنه كارما وبدأت في البكاء وقالت: هتوحشني اوي ياادم 

رفعها ادم وضمها اكثر وقال بنبره حنونه: وانتي كمان والله.. اوعدك مش هتاخر عليكي 

كارما وهي مازالت تحتضنه: خلي بالك من نفسك والبس تقيل الجو في الغردقه برد جدا 

خرجت من احضانه وقالت بغيره: واوعي تبص لبنت كده او كده انا عارفه ان البلد مليانه سُياح هناك.. عارف ياادم لو بصيت لواحده هعمل فيك ايه ..


قاطعها ضحكه ادم الذي وهو يقرص خدها بخفه: لا مش عارف.. قوليلي هتعملي ايه يامدام..

عقدت كارما حاجبيها وقالت بغيره اكبر: يعني ايه هتبص؟!  


ادم بابتسامة: انا مليش في الحاجات دي.. وبعدين ابص ازاي بس وانا متجوز احلي واحدة شافتها عيني 

ضحكت كارما بخجل وقالت: بجد انا حلوه؟! 

غمز ادم بعينيه بمشاكسه وقال: لا الموضوع ده يطول شرحه اوعدك ارجع من العمليه دي ونتناقش في الموضوع ده علي رواق.. 


اومأت كارما رأسها بخجل

فابتسم ادم ومال عليها مقيلا جبهتها بحب ثم قال بعدها: انا ماشي.. خلي بالك من نفسك ياكارما ماشي 

كارما وقد عادت الي حزنها مره اخري: وانت كمان


خرج ادم من الغرفه وتوجه الي باب الشقه وفتح الباب 

نظر خلفه نحو كارما التي قالت بلهفه: اول لما توصل كلمني ياادم 

ادم بابتسامه: حاضر..

كان علي وشك الخروج ولكن توقف عندما نادت عليه كارما فالتفت لها مره اخري فقالت كارما: لا اله الاالله 

ادم بابتسامة: محمد رسول الله.. 


خرج ادم واغلق الباب خلفه وبعد رحيله جلست كارما علي اقرب اريكه وقالت بخوف والدموع تنهمر علي وجهها: يارب احميه واحفظه ياارب ..انا مش هستحمل ابدا ان حاجه وحشه تحصله.. 

----------------------------


مرت عده ايام ولم يعد ادم بعد 

اشتاقت له كارما بشده ومن شده اشتياقها ولولا وجود يحيي ووالدتها ووالدها جانبها دائما واهتمامه به لكانت ظلت تبكي ليلا ونهارا 


وفي احد الايام 

كانت  كارما تجلس علي الفراش 

وتضع علي الهاتف علي اذنها وهي تقول باشتياق شديد: وحشتني اوي ياادم مش هتيجي بقا انتي باقيلك اسبوع بعيد عني 


سمعت صوت ادم الهادئ يقول: هانت ياحبيبتي كلها يومين ولا تلاته 

كارما بحب: تيجي بالسلامه ان شاءالله 

تابعت بعدها بخجل قائله: عارف ياادم 

ادم: ايه 


كارما بنفس النبره: لما بتقولي كلمه حبيبتي دي بحس ان طايره من الفرحه وقلبي بيقعد يدق كتير اوي.. هو انت مش بتقولها كتير بس كل مره بتقولي فيها الكلمه دي بحس نفس الاحساس 


ضحك ادم وقال: يااه للدرجه دي.. ده انا اقولهالك دايما بقا 

كارما بلهفه: ياريت 

لاحمت لهفتها الشديده فقالت بتلعثم: ق قصدي اا 


ضحك ادم وقال: انا فاهم قصدك.. قوليلي ايه الاخبار عندكم الشبكه عندي وحشه جدا ويادوب بعرف اكلمك انتي وامي وبابا 


كارما بابتسامه: الحمدلله كويسين.. ناقص وجودك معانا بس

ادم بابتسامة: هاجي قريب ان شاءالله 

كارما: ان شاءالله 

صمتت لثواني وقالت بتردد: ادم في حاجه عايزه اقولهالك.. ااا يعني حابه اني اقولهالك اوي دلوقتي 


ادم باستغراب: حاجه ايه دي 

كارما بنبره رقيقه عاشقه: انا بحبك اوي ياادم.. ومفتقده وجودك جمبي اوي الايام دي ونفسي تعدي بسرعه اوي عشان ترجعلي تاني 


ابتسم ادم وقال بصوته الهادئ: وانا..

قاطع حديثه عندما سمع صوت طلقات نيران في الخارج فانتفض مكانه وسمع صوت كارما الخائف يقول: اادم في ايه ايه الصوت ده 


لم يستيطع ادم الاجابه عليها بسبب دخول احد العساكر يقول وهو يلهث بعنف: الحق يااقائد في عربيه مفخخه داخله علي المبني بتاعنا وضد الرصاص ومش عارفين نعمل ايه 


ادم بصوت جهوري: اخلي المكان بسرعه 

ولكن للاسف لم يستطيع التنفيذ ف كانت السياره اسرع منهم واصطدمت  بالمبني ولم يكن بالانفحار الهين ابدا فقد ادي الي انهيار المبني تماما فوق رؤوس كل العساكر والضباط 


وعلي الطرف الاخر قالت كارما بصراخ وبكاء بعدما سمعت صوت انفجار شديد ومن ثم انقطاع الخط : اادم ادم حبيبي رد عليا 

دخل يحيي ومازن ورهف علي صوت صراخها 

وقال يحيي بفزع وهو يقترب منها: في ايه ياكارما 

كارما وهي تنتظر له بانهيار: ااادم انفجاار اادم

انهت كلامه ثم سقطت مغشيا عليها بين يدي اخيها الذي توسعت عينيه بصدمه مما قالته كحال مازن ورهف التي صرخت بفزع و...

_________________________________________


انتهي البااااارت


تفااااااااعل كومنتات ولايكات كتييير 👏👏


البارت الثاني والاربعون (قبل الاخير) من الجزء التاني من حطمت اسوار قلبي 

By: basmalahassan 

_______________________________________


تملمت كارما في نومتها وهي تهتف بصوت باكي هامس: اادم ادم لا متسبنيش 


مررت رهف يدها علي خصلات شعر ابنتها بحنان وقالت ببكاء هي تنظر لمازن: وبعدين يامازن 

مازن بحزن: مش عارف.. مش عارف اتصل بقاسم اقوله علي اللي حصل ولا اتصل بمين 


تحدث يحيي الذي كان يجلس علي الطرف الاخر بحانب اخته التي اعطااها حقنه مهدأه بعد انهيارها التام بعدما فاقت من اغمائها 

فلم تستجسب لاحد منهم وظلت تصرخ وتنادي علي ادم بصوت عالي فخاف يحيي عليها من شده انفعتلها وبكاءها العنيف وقرر ان يعطيها حقنه مهدئه 


يحيي: انا هتصل بفارس 

رهف بلهفه وبكاء: ااه اه اتصل بيه.. هو ليه طريقته وهيعرف يتصرف ويجبلنا معلومات عن ادم 

تابعت بعدها بحزن شديد: ابيه لو عرف اكيد حنين هتعرف وحنين مش هتستحمل خبر زي ده 

يحيي وهو ينهض من علي الفراش: هروح اجيب التليفون من الاوضه وارن عليه وان شاءالله يبقي عنده معلومات ويطمنا علي ادم 

مازن ورهف: ياارب 


نظرت رهف لابنتها الي مازالت تتحدث بهمس وبكاء 

وظلت تتابعها ودموعها تنهمر علي وجهها بينما يدها تتحرك برفق على خصلات شعرها.. 


ذهب يحيي لغرفته وقام بالاتصال علي فارس والذي لم يكن يعرف اي شئ وعندما  قص عليه يحيي ما حدث 

انتفض فارس من علي مقعده واغلق مع يحيي ثم  توجه الي مكتب اللواء عبدالله 

دلف للمكتب ووجد اللواء يتحدث في الهاتف وهو يقول بجديه: الدعم يروحلهم حالا.. مش عارف اتواصل غير مع المقدم ياسر وده في مبني تاني غير المبني اللي اتفجر وهو ميعرفش ايه الوضع هناك.. الدعم يكون عنهم في اسرع وقت انا مش عايز اخسر واحد فيهم ياحسين.. 


انهي اللواء حديثه ثم نظر لفارس الذي يتابع حديثه بصدمه 

ابتلع فارس ريقه بصعوبه وقال : ايه اللي حصل يافندم 

اللواء وهو يضع وجهه بسن يديه: محدش عارف حاجه لسه يافارس.. كل اللي نعرفه ان حصل هجوم ارهابي علي رجالتنا وحاليا في اشتباك بين الرجاله والارهابيبن.. الدعم رايحلهم وان شاءالله خير 


فارس ببطء: مفيش اخبار عن ادم 

هز اللواء رأسه وقال: لا محدش يعرف حاجه عنه ولا عن الرجاله اللي في المبني اللي هو فيه كل اللي عرفته ان المبني متدمر بعد ما ******* دول فجروه 

لم يتحمل فارس الوقوف والصمت طويلا فخرج بسرعه من المكتب ولم يهتم لنداءت اللواء عبدالله له 

ركب سيارته وقادها متوجها الي شمال سيناء فهو علي علم بمكان الموجود به ادم بالتحديد فقد اخبره ادم بالمكان ذات مره .. 


وبعد مرور نصف ساعه 

كان فارس يقود سيارته بسرعه عاليه وهو خائف  وبشده من فقدان صديقه 

امسك هاتفه وقام بالاتصال باحد الارقام وبعد ثواني قال فارس: الو ايوه ياقُصي 

قُصي: ازيك يافارس عامل ايه 

فارس وهو ينظر الي الطريق امامه بتركيز: الحمدلله.. قُصي انت فين 


قُصي ياستغراب: في الشارع كنت بجيب شويه حاجات.. خير يافارس في حاجه 

فارس: كنت عايز اطلب منك تروح لليان 

قُصي بقلق: ليان.. مالها ليان حصلها حاجه 


تنهد فارس وقال: ليان كويسه انا بس مسافر حالا ومقولتش لحد حتي هي ومش عارف هرجع امتي.. عايزك تروح تقعد معاها وتاخد بالك منها عشان لو تعبت في اي لحظه 

قُصي بقلق اكبر: في ايه يافارس.. ايه اللي حصل 

تنهد فارس وقال بألم وحزن: انا مسافر لادم في العريش.. حصل هجوم ارهابي عليهم هناك وفجروا المبني اللي فيه ادم وانا مش عارف هو فين دلوقتي ولا فيه ايه


قُصي بصدمه: ايه!! .. انت بتقول ايه يافارس؟! 

فارس بحزن شديد: زي ما قولتلك كده.. اهم حاجه ياقُصي متقولش حاجه لاي حد.. انا شويه وهوصل واعرف الاوضاع واطنمك وان شاءالله ادم يطلع بخير 

قُصي بحزن: ان شاءالله يافارس.. ابقي طمني بالله عليك.. وانا هروح لليان دلوقتي 

فارس: متقولهاش حاجه ليان مش هنستحمل 

قُصي: متشلش هم انا هتصرف اهم حاجه انت بس خلي بالك واول ما تعرف حاجه عرفني 

فارس: حاضر 


اغلق فارس مع قُصي وقال بعدها والدموع تترقرق في عينيه: ياتري انت عامل ايه ياادم.. يارتني ما كنت اعتذرت عن العمليه دي وطلعتها معاك ياارتني..

______________________________________


وبشمال سيناء تحديدا العريش 

وصل احد العساكر الي المبني المنهار تماما ليتفقد الوضع فيه ووضع الظباط والعساكر 

وفي اثناء وهو يحمي نفسه من طلقات الرصاص المنتشرة بكثره من حولها 


وجد امامه قائده ادم وهو ملقي علي الارض وفوقه الكثير من الحجاره الكبيره الناتجه من انفجار المبني 

  وصل اليه بصعوبة وجلس علي قدمه امامه وقال: قائد  ياقائد انت سامعني 

لم يجد رد منه فبدأ العسكري ابعاد تلك الحجاره عن جسده 


وجد صعوبه في انتشال الحجاره عنه لكبر حجمها وثقلها ئبعد محاولات عده استطاع في ان يبعد كل الحجاره عن جسد ادم 

حاول ايقاظه مره اخري ولكن لم يستجيب له ادم 


وعندما لاحظ جسد احد العساكر علي بُعد مسافه منه ترك ادم وتوجه نحوه ليحاول انقاذ ذلك العكسري

استجاب له العسكري سريعا ولم يصيب باضرار بالغه بسبب الانفجار 


حرك ادم اصابعه بحركه خفيفه ومن ثم بدأ يفتح عينيه ببطء وهو يشعر بالالم في جميع انحاء جسده 

اقترب منه العسكريان عندما لاحظوا افاقته وقال احدهم: ادم باشا انت سامعني 


تذكر ادم ما حدث وعندما سمع صوت طلقات الرصاص 

حاول القيام بصعوبه قائلا  : سلاحي سلاحي فين 

جذب العسكري احد الاسحله القريبه منهم فاخده ادم منه وقال بنبره قويه غير عائبا بالالم جسده: ايه الوضع بره ياسعد 


اخبره سعد بالوضع وعندما انتهي اخبرهم ادم بمهمه كل شخص منهم فذهب الاثنان لتنفيذها وتحرك هو الاخر من مكانه ووصل الي مكان اخر  يستطيع فيه رؤيه العناصر الارهابيه بوضوح ليطلق الرصاص بحريه اكثر 

اختبأ خلف حجازه كبيره واسند سلاحه امامه وقال: بسم الله 

وبدأ بعدها يطلق الرصاص بمهاره عاليه 

واسقط الارهابيون واحدا تلو الاخر.. 

_______________________________________


وبعد مرور عده ساعات..

في فيلا مازن

بدأ مفعول المهدأ التي اخذته كارما يزول 

ففتحت كارما عينيها ببطء ووجدت والدها يجلس علي طرف ويحيي علي الطرف الاخر 


عقدت حاجبيبها بعدم فهم ومن ثم بدأت بعض الذكريات تهاجمها 

وبعد مرور دقائق نهضت من علي الفراش بفزع وقالت بخوف وفزع: ادم.. ادم فين 

نظرت لوالدها وقالت ببكاء: بابا ادم كويس مش كده.. ادم مش هيسبني مش كده يابابا مش كده 


مازن وهو يربت علي ظهرها يحنان: ان شاءالله هيكون كويس ياحبيبتي ومش هيحصله حاجه 

كارما ببكاء وهي تضع علي رأسها علي صدره باستسلام: انا مش هقدر استحمل انه يسبني يابابا مش هقدر 

تنهد مازن بصوت عالي ثم مال وقبل اعلي رأسها بحزن وهو يدعي داخله ان يعود ادم اليهم سالما دون ان يصيبه اي مكروه.. 

_________________________________________ 

عوده لشمال سيناء 

ظل تبادل اطلاق النار مستمر وبدأت العناصر الإرهابية تنسحب واحدا تلو الاخر خاصه بعد حضور قوات الدعم وزياده قوتهم اضعاف 


لاحظ الارهابيون ما يقوم ادم بفعله وانه اسقط العديد منهم 

فتقدم واحدا منهم والقي نحوه قنبله يدويه 

وعندما رائ ادم القنبله علي بُعد مسافه صغيره منه ركض بسرعه مبتعدا عن القنبله 

ولكن للاسف تأثر بها عند انفجارها ومن شده الانفجار ارتطام ارضا بقوه شديده وعندها لم يشعر بنفسه الا وهو يفقد الوعي.. 


وبعد مرور ساعه اخري 

بدأ الوضع يستقر بعد معركه كبيره دارت ما بين الطرفين 

حضر فارس في تلك اللحظه ولاحظ وجود سيارات الاسعاف لنقل الجرحي والشهداء 


اتجه فارس الي اقرب ظابط امامه وقال بتساؤل: فين المقدم ادم العامري 

نظر الظابط حوله وقال: مش عارف

نظر فارس امامه ووجد المسعفين يخرجون من من المبني المنهار وهم يحملون ادم الذي مازال فاقدا للوعي علي ما يسمي (التروالي) 


فاتجه نحوهم بخطوات سريعه اشبه للركض وقال بقلق شديد وهو يسير معهم: هو ماله 

رد عليه احد المسعفين وقال: فاقد للوعي وواضح انه جسمه اتضرر جامد بسبب الانفجار ده.. وعلي العموم هيروح المستشفي وهناك هيقولوا فيه ايه بالظبط


اومأ فارس رأسه بقلق ثم اتجه بعدها لسيارته وسار خلف سياره الاسعاف ليلحق باادم ويكون بجانبه..


وبعد مرور حوالي نصف ساعه 

خرج الطبيب من غرفه الكشف فاتجه الي فارس وقال: طمني يادكتور ايه الاخبار 

الطبيب: جسمه متضرر جدا من الحادثه وفي كدمات كتيره في ضهره وصدره.. بس الحمدلله انه مفيش نزيف داخلي او كسور 


زفر فارس بارتياح وقال: هيفوق امتي وهنقدر نمشي من هنا امتي يادكتور 

الطبيب: هو فايق جوه وتقدروا تمشوا بعد ما يخلص  المحلول اللي متعلقله.. وابقي عدي علي مكتبي عشان  اقولك علي العلاج اللازم ليه 

اومأ فارس رأسه وبعد رحيل الطبيب دلف لغرفه ادم ووجده يجلس علي الفراش فاتجه نحوه وجلس امامه علي الفراش وقاال بهدوء: حمدلله علي السلامه ياادم 


اومأ ادم رأسه وقال: الله يسلمك 

ثم تابع بتساؤل وضيق: متعرفش كام واحد استشهد  من رجالتنا 

فارس: معرفتش تفاصيل.. 

ادم بضيق: تمام.. معلش ناديلي حد من الممرضات يجي يشيل البتاعه دي خليني امشي 

توسعت عينيه بتذكر وقال: كاررما..

نظر لفارس وقال بسرعه: معاك تليفون؟! 

فارس بأسف: لا للاسف فصل شحن مني 


زفر اذم بضيق شذيد وقال: طيب شوفلي حد من الممرضات يافارس 

فارس: طيب ما تستني لما المحلول يخلص 

ادم بنفاذ صبر: لا لازم امشي دلوقتي.. اكيد الدنيا مقلوبه عليا وانا حتي مش معايا تليفون اطمنهم عليا 

تنهد وقال: يارب امي بس متكونش عرفت حاجه 


فارس: متقلقش محدش عارف حاجه غير مراتك واهلها بس وقُصي عشان راح يقعد مع ليان 

اومأ ادم رأسه وقال: ماشي.. قوم بقا شوفلي ممرضه 

فارس وهو ينهض: حاضر.. 

______________________________________


وبعد مرورو ساعات اخري 

توجهت رهف بخطوات بطيئه حزينه نحو الباب عندما سمعت صوت الجرس  

فتحت الباب وبمجرد ما ان رأت الطارق حتي توسعت عينيها بصدمه وسعاده وقالت بعدم تصديق والدموع تنهمر علي وجهها: ادم؟!  

انهت كلمتها ثم اقتريت منه واحنتضه وقالت ببكاء: حبيبي ياادم وجعت قلبنا عليك 


حرك ادم يده بصعوبة وبادلها العناق وهو يقول بتنهيده: اهدي ياعمتي انا كويس

خرجت رهف من احضانه وقالت بلهفه شديده: كارما هتتجنن عليك ومنهاره فوق من العياط تعالي ادخل بسرعه 


جذبته من يده بسرعه ودلفت الي الداخل وقالت بصوت عالي فرح ممزوج ببكاء: كااارما اادم جه ياكارما.. ادم عايش ياحبيبتي 

لحظات ورأى ادم كارما تقف علي بدايه الدرج تنظر  له باعين حمراء من شده البكاء 

نزلت كارما علي الدرج بسرعه شديده حتي ان ادم خاف عليها من ان تسقط علي الدرج 


لم تمر ثواني واحضتنت كاارما ادم بكل قوتها وظلت تبكي بعنف 

ضمها ادم اليه اكثر واغمض عينيه بحزن علي توصلت اليه كارما 

قالت كارما من بين بكاءها العنيف: ادم انت عايش صح.. انا مش بحلم مش كده.. رد عليا ياادم رد عشان خاطري 


ادم: هششش اهدي ياكارما انا عايش ياحبيبتي عايش 

كارما ببكاء شديد وهي تدفن رأسها في عنقه: حرام عليك اللي عملته فيا ده.. حراام 

ادم بهمس: انا اسف 


ابتعدت كارما عنه بفزع وقالت وهي تمسك وجهه بين يدها وتتفحصه بخوف شديد: هو هو كان ف انفجار صح.. عشان كده الكدمات دي موجوده 

وضعت يدها علي صدره فانكمشت ملامح ادم بالم وعندما رأت كارما ذلك قالت ببكاء: انا اسفه.. انت متصاب جامد مش كده؟!  

يلا يلا نروح لدكتور طيب 


تنهد ادم ثم جذبها برفق لاحضانه وقال بهدوء: انا كويس ممكن تهدي.. 

نظر ادم لمازن الذي قال: ايه ياادم اللي حصل.. احنا كنا بنموت من كتر خوفنا وقلقنا عليك 

ادم بأسف: بعتذر عن القلق اللي سببته ليكم بس مكنش فيه فرصه اني ارن عليكم اطمنكم عليا 

مازن: متقولش كده يااادم انت ابني.. وحمدلله علي سلامتك ياادم اهم حاجه انك رجعلتنا تاني بالسلامه 

يحيي: حمدالله علي السلامه ياادم.. ربنا يحميك ويحفظك 


اومأ ادم برأسه وقال: الله يسلمكم 

يحيي: تعالي ياادم نطلع فوق واشوف الجروح اللي عندك دي 

كارما بلهفة شديده ودموع: ااه اه تعالي ياادم 

ادم بنبره لينه: انا روحت المستشفي في العريش وهما عالجوني هناك.. 

اغمض ادم عينيه بندم فقد نسي تماما كذبته علي كارما 


تحدثت رهف قائله بتساؤل: عريش ايه ياادم كارما قالتلنا انك سافرت الغردقه 

قالت كارما بخفوت والدموع في عينيها: انت كنت بتكذب عليا ياادم.. قولتلي انك في الغردقه وانت في العريش؟!  

   

ادم بهدوء: ممكن تطلعي تغيري لبسك ونبقي نتكلم في البيت 

كانت كارما علي وشك الاعتراض ولكن قاطعها مازن الذي قال: يلا ياكارما اسمعي كلام جوزك واطلعي  غيري وروحي معاه ولاحظي انه تعبان وعايز يرتاح 

نظرت كارما لملامح وجهه ادم المرهقه وقالت بطاعه: حاضر..


صعدت كارما لاعلي 

وبعد صعودها قال مازن لرهف: اعملي كوبايه عصير لادم يارهف.. ولا اقولك جهزيله اكل 

رهف بلهفه: حاضر ثواني والاكل يكون جاهز 

ادم: لا ياعمتي متعمليش حاجه انا مش جعان 

رهف: بس 

ادم بابتسامة خفيفه: مش جعان والله.. اكيد لو جعان مش هتكسف اقول يعني 


رهف: طيب اقعد وانا هروح اعملك عصير 

ثم تابعت بسرعه: ومتقولش لا 

ادم بتنهيده: ماشي ياعمتي اللي يريحك 


اتجهت رهف للمطبخ وجلس ادم علي الاريكه خلفه بتعب وجلس مازن جانبه اما يحيي فجلس علي الاريكه التي امامه 

تحدث مازن وقال: ايه اللي حصل ياادم 

ادم بهدوء: حصل هجوم ارهابي علي المنطقه اللي قاعدين فيها..

مازن: وهو فعلا كان في انفجار 

اومأ ادم رأسه وقال: فجروا عربيه في المبني اللي كنا فيه.. والكدمات اللي فيا دي بسببه 


مازن وهو يربت علي قدمه بخفه: الحمدلله انها جات  لحد كده ياحبيبي 

ادم بتنهيده: الحمدلله 

تحدث يحيي وقال: حد مات من رجالتكم 

ادم بأسف: استشهد 10 مننا.. ولاد***** كانوا جاين وعاملين احتياطتهم.. بس الحمدلله الرجاله قدرت  تسيطر علي الوضع في الاخر 

يحيي: ربنا يرحمهم ويصبر اهلهم 

ادم: يارب 


جاءت رهف وهي تحمل كوب العصير فاخده ادم منها وشكرها 

وبعد دقائق نزلت كارما بملامح وجه حزينه وهي تحمل الحقيبه فنهض ادم واتجه نحوها حاملا بدلا منها الحقيبه وقال وهو ينظر لهم: نستأذن احنا بقا 

رهف: ماشي ياحبيبي.. خلي بالك من نفسك ياادم وخد علاجك ياحبيبي وحمدالله علي سلامتك مره تانيه 

اومأ ادم رأسه مره اخري ثم قال لكارما: يلا 

كارما: يلا.. بس هات امسك انا الشنطه انت تعبان 

ادم بهدوء: انا كويس.. اتفضلي يلا 


وبعد مرور حوالي ربع ساعه 

دلف ادم للشقه خلف ادم وهو يحمل الحقيبه 

وضعها جانبا ثم توجه بعدها الي غرفته دون حديث 

ذهبت كارما خلفه ووجدته يقف امام الخزانه 

واخرج ملابس بيتيه له 

تحدثت كارما وقالت: انت هتاخد شاور؟! 

اومأ ادم رأسه ايجابا ثم توجه بعدها للمرحاض 


وبعد مرور دقائق 

خرج ادم من المرحاض وقد ظهرت علي وجهه ملامح الارهاق والالم

نهضت كارما من علي الفراش واقتربت منه وقالت بخوف: انت كويس ياادم 

ابتسم ادم ابتسامه مرهقه وهو يومأ رأسه ايجابا 

وعندما وجدته كارما يتحه نحو الفراش قالت: ايه ده انت هتنام.. مش المفروض في علاج تاخده واكيد الكدمات دي ليها مرهم 


ادم وهو يجلس علي الفراش: روشته العلاج مع فارس ونسيت اجيبها منه.. بكره ان شاءالله ابقا اخدها منه واجيب العلاج 

جلست كارما امامه وقالت: بس ياحبيبي انت كده هتتعب جامد ومش هتعرف حتي تنام... انا ممكن اقولك علي نوع مسكن وبعد مااشوف الكدمات اللي عندك اشوف مرهم مناسب وممكن تبعت عمو البواب يجيبلك العلاج ده مم الصيدلية .. متقلقش انا خريجه صيدله لو ناسي وعارفه هكتبلك  ايه 


ادم: انا معنديش اي مشكله وواثق فيكي وفي شطارتك.. الفكره كلها هتقدري تتحملي تشوفي الكدمات دي ولا هتعيطي 

ابتعلت كارما ريقها بصعوبه وقالت: لالا مش هعيط 

ادم بهدوء: ماشي ياكاارما 

قام ادم وبحذر شديد بخلع تشيرته 

وضعت كارما علي شفتيها من الصدمه فهي لم تتخيل انها ستري كل تلك الكدمات 

قال ادم بهدوء: كارما احنا قولنا ايه 

اومأت كارما رأسه وقالت بثبات مصطنع: انا معملتش حاجه 

لم يتحدث ادم فبدأت كارما تنظر للكدمات بتمعنن وهي حزينه بشده علي اصابه 


طلبت منه ان يتلفتت لترا ظهره فوجدت ان حاله ظهره اصعب بكثير وتوجد كدمات اكثر واصعب 

لم تتحمل كارما كثيرا وقالت وهي تحاول التماسك وعدم البكاء: خلاص شوفتهم.. البس عشان متاخدش برد 

ارتدي ادم تيشيرته وهو ينظر لها بهدوء فهو يعلم انها تمنع نفسها من البكاء بصعوبه وليهون عليها قال: طب ايه مش هتكتبي العلاج 

كارما وهي تنهض من علي الفراش بسرعه: حاضر هكتبه في ورقه


وبعد مرور ربع ساعه 

كان ادم يغلق باب الشقه بعدما شكر البواب علي ذهابه وشرائه للعلاج 

دلف للغرفة فاتجهت كارما نحوه وقالت وهي تاخد منه العلاج: البرشام ده هتاخده دلوقتي عشان يسكن الالم.. ولو هتنام دلوقتي يبقي ندهن الكدمات دي دلوقتي بالمرهم 


ادم بهدوء: اه هنام دلوقتي 

كارما: طيب خد البرشامه واقعد وانا هدهنلك 

اومأ ادم رأسه ثم توجه للفراش وبعدما اخذ العلاج 

نزع تيشيرته مره اخري ونظر لكارما ااتي تنظر له بتردد وارتباك فقال: لو مش هتقدري تدهني مش مشكله 


كارما بنفي: لالا هقدر 

اقتربت منه وبدأت وبرفق شديد تضع المرهم علي الكدمات وتحرك يدها بحركات دائريه ببطء وخفه شديده حتي لاتؤلمه 

وكانت كل فتره تنظر لملامح وجهه وتري ان كان يتألم بسببها ام لا 

ولكن كل مره تنظر له تجد ملامح وجهه ساكنه 


جائت عند اكبر كدمه واصعبهم وبمحرد ما وضعت يدها عليه انكمشت ملامح وجهه ادم بألم 

فابعدت يدها بسرعه وقالت بأسف: وجعتك.. انا اسفه والله مش قصدي اس 

قاطعها ادم وقال برفق: كارما كملي انا كويس.. متبصليش وانتي بتعملي اتفقنا 

ابتلعت كارما ريقها بتوتر واومأت رأسه ثم تابعت ماتفعله برفق وخفه 


وفعلت كذلك مع ظهره ولكن سمعت تأوهات ادم الخافته عندما اقتربت من اخر كدمه فقال والدموع في عينيها: اسفه مش قصدي اوجعك

تحدث ادم بنبره جافه تلك المره بسبب الالم تلك الكدمات التي اصبحت لا تحتمل: كارما كملي بقا خلينا نخلص من الليله دي 


حزنت كارما من نبرته الجافه وقالت بصوت باكي: حاضر 

انهت كارما دهان اخر كدمه ثم ابتعدت عنه وقالت بصوت خافت: خلصت..

اومأ ادم رأسه ثم نهض من علي الفراش وظل يسير في الغرفه ذهابا وايابا وهو يشعر بألمه تتزايد اكثر واكثر 


نظر الي كارما التي تتابعه باعين دامعه ولا يعلم لما تحدث معها بنبره منفعله قائلا: مش هتقومي تغسلي ايدك مكان الزفت ده 

ارتبكت كارما وخافت من هيدته وتحدثت قائله بخوف بريئ: ها.. حاضر قايمه اهو 

توجهت كارما الي المرحاض بسرعه 

وبعد دخولها زفر ادم بغضب وعنف بسبب انفعاله عليها وقال لنفسه: اهدي كده ياادم وبلاش تطلع غضبك عليها.. مش كفايه الحزن والتوتر اللي عيشتها فيها من شويه 


خرجت كارما من المرحاض وظلت تنظر له بتوتر وخوف قليل 

فقال ادة بنبره حاول جعلها لينه: نامي ياكارما انا عارف ان اليوم كان صعب عليكي 

كارما بلهفه: وانت مش هتنام 

ادم: شويه وهنام 

كارما: وانا هنام معاك 

تنهد ادم وتوجه للفراش وقال بهدوء: تعالي طيب.. خلاص هنام دلوقتي 


اتجهت كارما نحوه وجلست علي طرف الفراش 

ادم بهدوء: نامي ياكارما 

تسطحت كارما علي الفراش ونامت علي جانبها وظلت تنظر له بترقب 

اما ادم فحاول التسطح علي الفراش ولكن لم يستيطع بسبب كدمات ظهره ولاحظت كارما ذلك فقال ببراءه: ممكن تنام علي جنبك زي كده.. 


نفذ ادم فكرتها وشعر بالراحه الي حد ما 

نظر ادم لها ثم مد يده وابعد خصلات شعرها خلف اذنها ثم قال بهدوء: متزعليش مني عشان اتعصبت عليكي من شويه.. انا بس اليوم مكنش سهل عليا 


كارما بابتسامه صافيه: مش زعلانه.. ومش بعرف ازعل منك حتي او عملت ايه 

ابتسم ادم بهدوء ثم وبحذر مد يده علي الوساده لتضع كارما رأسها عليها 

نظرت كارما له بتردد وقالت: هوجعك كده 


نفي ادم رأسه بابتسامه هادئه فوضعت كارما رأسه علي يده واقتربت منه وقالت بصوت خافت حزين:  ادم هو ايه اللي حصل معاك 

ادم بنبره متعبه: ادم مش قادر يتكلم ممكن نأجل كلامنا ده بعدين 

اومأت كارما رأسه بطاعه فقبل ادم رأسه ثم اغمض عينيه وحاول الاسترخاء وكذلك كارما.. 

_______________________________________


وفي اليوم التالي

قرر ادم الاتصال علي والده واخباره بما حدث حتي لا يعلم من احد غيره ويغضب منه 


وبعد مرور ساعه من حديثه مع والده سمع صوت جرس الشقه فاتجه اليه وفتحه ووجد لُجين ووالدته ووالده امامه 

اتجهت اليه حنين واحتضنته بخوف وبكاء وحاول ادم تهدأتها ولم تستجيب له وتتوقف عن البكاء الا بعد فتره طويله 

وبعدها بنصف ساعه حضر جميع اخوته وظلوا جالسين معه ساعات 


وبعد رحيلهم حاولت كارما معرفه ما حدث معه في العريش  ولكن تهرب من سؤاله ولم يجاوب لانه يعلم ان قص  عليها شئ لن تتحمل ستنهار في البكاء.. انا كارما فلم ترد كارما ان تضغط عليه اكثر حتي لا يعضب وينفعل عليها 


مرت ايام اخري دون حدوث اي جديد الا ان ادة اصطحب كارما وتوجه بها الي القصر وقرر الجلوس هناك لمده عده ايام تنفيذا لرغبه حنين..

وقد بدأت كدمات ادم تتعافي بعد ان كان لا يتسطيع ان ينام الليالي من شده الالم 


وفي احد الايام 

في قصر قاسم 

نزل ادم وكارما من علي الدرج وعندما وجدت كارما اخيها يجلس علي الاريكه يتطلع نحو هاتفهه

ركضت نحو وهي تقول بحماسه: يويو 


رفع يحيي رأسه وابتسم عندما رأها وقال بحب وهو ينهض: قلب يويو 

احضنته كارما بفرحه وهي تقوول: وحشتني اوي.. انت جيت امتي 


يحيي وهو يبادلها العناق: وانتي اكتر ياكوكو.. جيت من شويه قولت اقعد معاكي شويه عشان وحشتيني وكمان عشان هخرج انا ولُجين شويه كده 

ثم تابع حديثه وهو ينظر الي ادم الذي يتابع ما يحدث بصمت وقال: ازيك ياادم

ادم بهدوء: الحمدلله 


جلس يحيي وجلست جانبه كارما ومازالت باحضانه 

اما ادم جلس علي الاريكه امامهم وظل ينظر لهم بملامح جامده 

حضرت حنين  وهي تحمل في يدها كوب عصير ليحيي وقالت عندما رأت ادم وكارما: ايه ده انتو نزلتوا امتي 


ادم بهدوء: لسه دلوقتي 

وضعت حنين العصير امام يحيي وجلست بجانب ادم وقالت وهي تربت علي قدمه برفق: انت كويس ياادم في حاجه وجعاك 

ادم بابتسامه وهو يضع يده علي يدها: انا كويس الحمدلله 

حنين باطمئنان: الحمدلله ياحبيبي 


مرت دقائق  

وظل ادم يتابع بعينيه جلوس كارما في احضان يحيي واندماجهم في الحديث سويا 

تململ في مكانه بضيق ثم نهض فجأه وتوجه للمطبخ وهو متوقع ذهاب كارما خلفه خاصه عندما لاحظت هي ملامح وجهه الحناقه 


ظل في المطبخ لعده دقائق منتظر حضورها وعندما لم تأتي زفر بغضب: هي بتستهبل دي ولاايه 

خرج من المطبخ وعندما وجدها علي نفس وضعها 

صعد لغرفته بضيق وقد لاحظت حنين تصرفاته  وابتسمت بخفه لانها تري ادم علي تلك الحاله لاول مره 


نزلت لُجين في تلك اللحظه وعندما رأت يحيي ابتسمت باتساع واتجهت نحوه 

وبعد تبادل التحيه بينهم وجلوس لُجين بجانب والدتها قالت بتساؤل: هو ابيه ماله 

كارما باستغراب: ادم.. ماله؟! 


هزت لُجين كتفيها بعدم معرفه وقالت: معرفش لما قابلته وانا نازله وشه كان باين عليه متضايق ورد عليا بالعافيه 

كانت كارما علي وشك التحدث ولكن قاطعها صوت رنين هاتفهها 

نظرت للمتصل وعندما وجدته ادم شعرت بالتوتر فجأه وقالت: ده ادم 


حنين بابتسامه حانيه: اطلعي ياحبيبتي شوفيه عايز ايه وابقي انزلي تاني 

اومأت كارما رأسه ثم نهضت وقالت وهي تنظر لاخيها: متميشيش يايحيي هطلع اشوف ادم عايز ايه وهنزل تاني

  يحيي بابتسامه: انا قاعد ياحبيبتي 

ابتسمت له كارما ثم توجهت بعدها للدرج صاعده لاعلي 


فتحت باب الغرفه فوجدت ادم يقف في منتصفها وعندما رأها قال بغضب خفيف: اتاخرتي كده ليه؟! انا رنيت عليكي من بدري 

كارما باستغراب: من بدري ايه ياادم.. ده انت مكملتش دقيقه واول ما انت رنيت انا طلعت علطول 


زفر ادم بغضب ثم وابعد نظره عنها 

فتابعت كارما حديثها قائله: انت كنت عايز ايه مني 

ادم 

ادم ببرود: جهزيلي لبس عشان خارج 

استغربت كارما من طلبه فلاول مره يستعين بها لتجهيز ملابسه ولكن قالت: رايح فين ياادم 

ادم بضيق: رايح مكان ما رايح


اقتربت كارما منه وقالت بحنان: مالك ياحبيبي ايه مضايقك انت كنت كويس من شويه 

ادم بضيق: تصرفاتك اللي مضايقني ياكارما 

كارما باندهاش: اناا.. وانا عملت ايه بس 

ادم بنفس النبره: والله فيه ان من ساعه ما نزلنا ولقيتي اخوكي تحت وانتي نسياني خالص وقاعده في حضنه عماله تهززي وتضحكي معاه كأني هوا قاعد.. قومت ودخلت المطبخ علي اساس تيجي ورايا مجتيش.. طلعت الاوضه ومطلعتيش بردو الا لما رنيت عليكي.. 


كارما بعدم تصديق: ادم ده اخويا.. وبعدين يحيي انا مشفتوش من اسبوع وانا مش متعوده ابعد عنه كده.. ولما انت طلعت الاوضه قولت طالع تجيب التيلفون بتاعك او تعمل حاجه وهتنزل علي طول..

ادم بصرامه وغيره : نهايه الموضوع ياكارما المكان االي ابقي فيه تبقي انتي فيه.. وموضوع قعدتك في حضن يحيي ده من ساعه ما جه ميتكررش تاني ماشي ياكارما!! 


كارما باعتراض: بس 

ادم: مفيش بس اللي اقوله يتنفذ .. اتفضلي بقا جهزيلي اللبس عبال ما اخد شاور 

انهي كلتمه ثم اتجه نحو الحرحاض تاركا كارما تنظر لاثره باندهاش وبعد رحيله قال بهمس: هو ماله.. معقول يكون بيغير عليا من يحيي 

ضحكت بعدم تصديق ثم توجهت بعد للخزانه وبدأت تخرج ملابس مناسبه لادم وهي مازالت من تصرفاته الغريبه.. 


وبعد خروجه من المرحاض حاولت كارما تخفيف حده الجو واعتذرت منه وقررت ان تسايره واخبرته ان ما حدث لن يتكرر مجددا الا انها بداخلها ترفض تماما فكره عدم احتضناها لاخيها.. وقد استطاعت كارما ببراءتها وكلامتها الرقيقه ان تهدأ ادم الذي ابتسم وقال منهيًا الحديث: خلاص ياكارما مش زعلان.. 

_______________________________________


وفي الاسفل 

تركت حنين يحيي ولُجين وصعدت لاعلي لتقوم بمهاتفه ليان والاطمئنان عليها 


وبعد صعودها نهض يحيي من مكانه وجلس بجانب لُجين ثم تحدث بهدوء وقال: وبعدين يالُجين 

لُجين بعدم فهم: وبعدين ايه؟!  

يحيي: هتفضلي تأجلي في الفرح لحد امتي.. باقيلك شهور علي الوضع ده وانا صبرت عليكي وقولت بلاش اضغط عليها واسيبها علي راحتها بس الموضوع زاد عن حده...مش لاقي مبرر للي انتي ببتعمليه ده.. علي ما اعتقد اننا خدنا علي بعض كفايه اوي وكل حاجه جاهزه مش ناقص غير موافقتك بس 


ارتبكت لُجين وقالت: اصل اصل 

قاطعها يحيي وقال بهدوء شديد: لُجين هو انتي مش بتحبيني 

لُجين باستنكار: ايه اللي انت بتقوله ده يايحيي 


يحيي: بقول اللي انا شايفه وحاسه.. مش شايف سبب للي انتي بتعمليه غير ده!!  

لُجبن بخفوت: يحيي انت عارف كويس اوي اني بحبك وبحبك جدا كمان 

يحيي بجديه: تمام اثبتيلي ده 

نظرت له لُجين بعدم فهم فتابع حديثه قائلا: فرحنا الاسبوع الجاي يالُجين.. اظن كفايه تأجيل اوي لحد كده.. ولو انتي فعلا بتحبيني يبقا توافقي علي اللي قولته ده 


ابتلعت لُجين ريقها بتوتر ونظرت ليحيي باستعطاف لعله يتراجع عن رأيه ولكن ظلت ملامح وجهه جامده مصممه علي رأيه 

لُجين بنبره لينه: طيب مينفعش نخليه الشهر الجاي 


هز يحيي رأسه نافيا وقال: الاسبوع الجاي يالُجين ومش هتراحع عن القرار ده الا اذا 

لُجين بتساؤل: الا اذا ايه 

يحيي: الا اذا قولتيلي سبب رفضك للموضوع ده.. 

تابع بعدها وهو ينظر لها بتمعنن: لُجين انتي خايفه مني؟!! 


لُجين بسرعه وتوتر: لا طبعا هخاف ليه يعني 

ثم تابعت بعدها بثبات زائف: خلاص يايحيي انا موافقه وفرحنا هيبقي الاسبوع الجاي 


ابتسم يحيي ابتسامة خفيفه وقال: ماشي يالُجين هفاتح خالي في الموضوع وبعدين هبدأ في تربيات الفرح 

اومأت لُجين رأسها بتردد وابتسمت توتر ولم تتحدث.. 

_______________________________________


علم الجميع بخبر زواج لُجين ويحيي 

وبدأت تحضيرات الفرح المعتاده 

مرت الايام بسرعه حتي جاء اليوم المتتظر 

اقُيم حفل الزفاف في قاعه من اكبر القاعات الموجوده بالاسكندريه وكانت لُجين كالاميره المتوجه  بفتسانها الواسع وميكاجها الهادئ الجميل 

وبالرغم من توترها وخوفها من تلك الليله الا انها استعمت بكل لحظه في الفرح 


مرت ساعات الفرح وقد استمتع الجميع به 

وبعد انتهاء الفرح توجه يحيي بلُجين الي الفيلا بعدما خصص لهم جناح مخصوص بالفيلا 


دخلت لُجين الجناح الخاص بهم  وخلفها يحيي

توففت في منتصف الغرفه ونظرت ارضا وظلت تفرك في يدها بتوتر 

اقترب منها يحيي وقال بابتسامة وهو يحاول تقليل توترها:انتي مش متخيله انا فرحان ازاي انك خلاص بقيتي معايا وفي بيتي 


ابتسمت لُجين بتوتر ولم تعلق فتابع يحيي حديثه قائلا: مقولتليش ايه رايك في الجناح 

نظر لُجين حولها ثم قالت وهي تعاود النظر ارضا: ااه جميل 


اقترب يحيي منها وقال بمرح وهو يمد يده ليقرص خدها: مش متعود انا علي خجلك ده يالوجي.. انا عايز لُجين الشرسه العنيده اللي مطلعه عيني 

ابتعدت لُجين عنه بتوتر فقال يحيي ياستغراب: يابنتي مالك متوتره كده ليه اهدي انا مش هاكلك والله 


تنحنحت لُجين وقالت بتوتر: انا انا بس عايزه ااغير الفتسان ده عشان تقيل ونفسي مكتوم بسببه 

يحيي: تمام ياحبيبتي انا هدخل اوضه اللبس اغير جوه وانتي غيري هنا براحتك ولما تخلصي نادي عليا 

اومأت لُجين رأسها بسرعه 

فرحل بحيي من امامها وتوجه لغرفه الملابس 

وبعد اختفاؤه من امامها شرعت لُجين في تغير فستانها بسرعه شديده خوفا من ان يدخل يحيي في اي وقت


وبالفعل غيرت فستانها في وقت قياسي وارتدت فستانها الحريري القصير ولكن غطته بروبها فلم يظهر منها شئ 

اخذت نفسي عميق ثم نادت بعدها علي يحيي بصوت ليس بعالي ولكن سمعه يحيي 


توجه يحيي نحوها وقال باعجاب وهو يتفحصها: ده ايه الحلاوه دي كلها 

اقترب منها اكثر وقال بصوت هامس: زي القمر يالوجي 

انهي كلامه وامسك خصله من شعرها بين اصابعه 

فقالت لُجين بتوتر وخوف: يحيي ابعد 


اقترب يحيي منها اكثر وقال بحب وهو يمرر يده علي خدها برفق: اهدي ياحبيبتي اهدي خالص 

لاحظت لُجين اقتربه الشديد منها فخافت اكثر وبكت قائله: لالا ابعد عني ابعد


ابتعد يحيي في الحال وقال بقلق من هيئتها: لُجين انتي بتعيطي.. انا اسف مش قصدي اخوفك والله انا اسف 

اقترب منها واحتضنها فقالت لُجين ببكاء وهي تدفن رأسها في صدره: مش هقدر مش هقدر ارجوك بلاش ارجوك 


تنهد يحيي وزاد من ضمها اليه وقال بنبره حنونه: خلاص يالُجبن اهدي ياحبيبتي.. مش هقربلك خالص اهدي 

لُجين بصوت باكي متعب: انا انا تعبانه وعايزه انام 

تحرك يحيي بها الي الفراش وقال وهو يساعدها علي التسطح: نامي ياحبيبتي 

مد يده ومسح دموعها وقال: بطلي عياط بقا عشان خاطري 


لُجين بصوت باكي: انا اسفه والله اسفه.. بس مش هقدر.. انا خايفه 

جلس يحيي جانبها وقربها منه بحذر وقال: هششش اهدي.. انا مش زعلان والله.. انا اهم حاجه عندي راحتك.. يلا غمضي عينك ياحبيبتي ونامي 


اغمضت لُجين عينيها بتعب والدموع مازالت تنهمر علي وجهها 

سمع يحيي همسها الباكي تقول: متزعلش يايحيي انا اسفه اسفه

تنهد يحيي وقال بصوت هامس حزين: شكلي مشواري معاكي طويل يالُجين.. بس انا هفضل وراكي وجانبك لحد ما اقضي علي خوفك ده.. 

_______________________________________


وبعد مرور شهر

وفي احد الايام 

عاد ادم من عمله مبكرا هذا اليوم 

دلف من باب الشقه وعندما لم يجد كارما تجلس في الصاله توجه الي غرفته بخطوات هادئه 

وقبل دخوله للغرفه رأي كارما تجلس علي الفراش وتضع الهاتف علي اذنيها وتتحدث بصوت لم يسمعه جيدا 


لم يعير الامر انتباه ودلف للغرفه ولكن شعر بالاستغراب الشديد عندما انتفضت كارما مكانها وابعدت الهاتف عن اذنها وقالت بتوتر : ادم خضتني 

ادم باستغراب: معقول محستيش بيا.. وبعدين انتي كنتي بتكلمي مين 


كارما بتوتر: ها.. ده ده يحيي كنت بكلمه عادي 

اومأ ادم رأسه بهدوء وظلت ينظر لها بتمعنن 

توترت كارما من نظراته ولتهرب منه قالت: غير هدومك عبال ما اجهزلك الغدا اكيد جعان 


انهت كلامه ثم جاءت لتمر من جانبه اوقفها صوت ادم يقول: متأكده انه يحيي ياكارما 

هزت كارما رأسها ايجابا بسرعه وقال: ااه صدقني يايحيي.. وانا هكدب ليه يعني 

ادم بهدوء شديد: فعلا هتتكدبي ليه.. انتي عارفه اننا متفقين سوا ان اكتر حاجه بكرها في حياتي هي الكدب.. فاكيد مش هتكدبي عليا في حاجه عشان مضايقيش منك مش كده 


كارما بسرعه وابتسامه متوتره: اكيد طبعا ياادم.. وانا كمان اصلا مش بحب الكدب 

اومأ ادم رأسه وقال: تمام روحي حضريلي الاكل عبال ما اغير هدومي 

كارما بطاعه: حاضر 


خرجت كارما من الغرفه 

وبعد خروجها نظر ادم الي اثرها وقال في نفسه: ياتري بتعملي ايه من ورايا ياكارما.. يلا ما هو انا لو معرفتش انهارده هعرف بكره اكيد 

انهي كلامه ثم توجه الي المرحاض وعقله مشغول بكارما وتصرفاتها..

_______________________________________


وفي المساء 

في شقه فارس. 

وضعت ليان يدها علي قليها واغمضت عينيها بألم شديد بسبب تلك النغزات التي تصبيها وتزداد بمرور الوقت 


نظرت جانبها نحو فارس النائم 

ثم بهدوء وخفه شديده حاولت القيام من جانبه فهي لا تريد ازعاجه يكفي انه لا ينام الا ساعات قليله تلك الايام 


خرجت من الغرفه بهدوء وهي مازالت تشعر بتلك النغزات 

خرجت للصاله ووقفت في متتصفها ووضعت يدها علي قلبها وتأوهت بخفوت عندما اصابتها نغزه قويه 

نزلت دموعها بصمت وحاولت كتم تأوهاته بوضع  يدها علي فمها حتي لا يسمعها فارس 

بدأت تشعر بضيق في نفسها فاغضمت عينيها وقالت بخفوت وهي تحاول تنظيم انفاسها  والدموع تنهمر علي وجهها: اهدي ياليان اهدي.. 


شعرت بيد توضع علي كتفها فالتفتت بخضه ووجدت فارس ينظر لها يحزن شديد وألم بسبب رؤيته لها بتلك الحاله  

ابتسمت ليان من بين دموعها وقالت بصوت هامس متقطع: متقلقش هبقا كويسه..

اقترب فارس منها اكثر وضمها اليه بخوف وحزن شديد وبادلته ليان العناق 

تحدث فارس بهمس حزين وقال: ليه ياليان وصلتينا للمرحلة دي.. ليه 


انهي حديثه وضمها اكثر اليه وقد نزلت بعض الدموع من عينيه 

وبعد فتره سمع تأوهاتها الخافته ف ابتعد عنها بسرعه وقال والدموع مازالت في عينيه: انتي ايه اللي واجعك 

ليان بألم: مش عارفه اخد نفسي كويس.. وو وقلبي وجعني 


ابتلع فارس ريقه بصعوبة ثم حلمها بين يديه واتجه بها الي غرفتهم 

وضعها علي طرف الفراش برفق وتحرك بعدها بسرعه ليحضر لها علاجها 

وبعدما اخذت علاجها جلس امامها علي الفراش وامسك يدها وقال: ان شاءالله العلاج ده هيخليكي تهدي.. حاولي انتي تغمضي عينيك وترتاحي 


اومأت ليان رأسها بابتسامه باهته ثم اغمضت عينيها بتعب 

راقبها فارس باعين دامعه ثم قال بداخله: يارب متحرمنيش منها دي الحاجه الوحيده اللي مش هقدر استحملها يارب 

فتحت ليان عينيها وقالت: تعالي نام جنبي 

استجاب لها فارس وتسطح جانبها 

وضعت ليان رأسها علي صدره واغمضت عينيها براحه 

ولكن عادت فتحهما من جديد عندما سمعت فارس يهمس وهو يمرر يده علي شعرها: عمي قاسم وطنط اتصلوا عليا امبارح وقالولي انك تروحي القصر الايام دي عشان طنط تاخدها بالها منك طول الوقت.. عشان انا طول النهار في شغلي وبعيد عنك 


نظرت له ليان وقالت: وانت هتيجي تقعد معايا مش كده 

فارس: مش بعرف انام غير في الشقه.. بس هعدي عليكي كل يوم بعد الشغل وهرجع الشقه علي النوم بس وهصحي الصبح اعدي عليكي قبل ما اروح الشغل 


ليان برفض: لا لا كده مش هينفع.. اصلا المسافه ما بين الشقه هنا والقصر بعيده والشغل بعيد عن الاتنين.. لالا كده انت هتتعب اوي.. خليني هنا في شقتي وخلاص 


فارس برفق: لازم تروحي ياليان انا كده هبقي مطمن عليكي اكتر.. ومفيش تعب ولا حاجه وبعدين انتي  فداكي حياتي كلها 

ليان بدموع: بس انا مش هعرف انام وانت مش جنبي 

ضمها فارس وقال بتنيهده حزينه متألمه: ربنا يهون علينا الفتره دي ياليان.

ليان بحزن: هو انا هروح عند بابا امتي 

فارس: بعد بكره بعد ما نطلع من عند الدكتور هنروح  القصر 

اومأت ليان رأسها فتابع فارس قائلا بقلق: لسه قلبك واجعك ومش عارفه تاخدي نفسك 


ليان بنفي: لا الحمدلله العلاج اللي خدنه حاب نتيجه 

فارس براحه: الحمدلله.. يلا نامي بقا 

ليان وهي تغمض عينيها: وانت كمان نام يافارس.. انا  والله بقيت كويسه 

فارس بهمس: حاضر..

_______________________________________


وبعد مرور ثلاثه ايام

دلفت كارما من باب الشقه وهي تتحدث في الهاتف قائله: خلاص تمام اتفقنا يااحمد.. وعلي معادنا كمان يومين 

واثناء مرورها في الصاله شهقت بفزع عندما وجدت ادم يجلس علي الاريكه وملامح وجهه بارده وقاسيه في نفس الوقت 


قالت كارما بتلعثم وخوف من هيئته: ادم.. يعني جيت بدري.. قصدي ااا 

رجعت خطوتان للخلف عندما اقترب ادم منها وتابعت حديثها قائله: اادم في في ايه 


منعها ادم عن الرجوع للخلف عندما جذبها من ذراعها بقسوه وقال وهو يضغط علي اسنانه بعنف: كنتي فين!! ومين ده اللي كنتي بتكلميه 

كارما بخوف وقد ترقرقت الدموع في عينيها: ايدي ياادم.. 


زاد ادم من ضغطه عليه وتحدث بغضب شديد: ردي عليا يااكارما كنتي فين وازاي تخرجي من غيري اذني 

..بتعملي ايه من ورايا يااكارما 

كارما ببكاء شديد: مش بعمل حاجه... سيب ايدي حرام عليك..


وبالفعل ترك ادم يدها فوضعت كارما يدها الاخري عليها وظلت تبكي بألم تحول الي صرخات عندما جذبها ادم من حجابها وقال بقسوه شديده لاول مره تراااه: انطقي ياكارما عشان مخليش يومك اسود انهارده.. 

ثم تابع بغضب شديد وصوت عالي: انتي بتستغفليني ياكارما؟؟! 

كارما ببكاء شديد وهي تحاول ابعاد يده عنها:ااه ابعد ايدك ياادم.. انت اتجننت؟! 

تحول ادم فعليا ولم يدرك ما يفعله في تلك الصغيره  

فجأه رائ نسرين امامه وشريط ذكرياته معاها وخيانتها لوالده تمر امام اعينه..

________________________________________

انتهي البارت


تفااااااااعل كومنتات ولايكات كتييير 👏👏 ونودع روايتنا جميلة ❤️🥹🥹

تكملة الرواية من هناااااااا 



تعليقات

التنقل السريع