رواية خيانه الفصل التاسع 9بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات
رواية خيانه الفصل التاسع 9بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات
الفصل التاسع
كان يجلس على مائدة الطعام يتناول وجبة الإفطار، حين سمع صوتها وهي تُلقي تحية الصباح على حليمة، التي بادلتها التحية وعرضت عليها الإفطار.
لكنها رفضت بابتسامة عذبة، مطمئنة إيّاها:
– هفطر في الكلية مع صحباتي.
هتفت حليمة بإصرار:
– خلاص، هجبلك عصير.
ردّت الفتاة بلهجة مطمئنة:
– والله يا دادة، هفطر، متخافيش.
مرّت بجوار غرفة الجلوس، خفضت وجهها وهي تُلقي عليه تحية الصباح دون أن تنتظر ردّه، لأنها تعلم جيدًا أنه لن يهتم، وهذا ما كان يؤلم قلبها بشدة.
---
وصلت إلى كليتها، توجّهت إلى مكان جلوسها، وجدت هاجر تستقبلها بابتسامة عريضة:
– القمر نزل! إزاي يوم صباحيته؟
قالت ريم بابتسامة متحيرة:
– صباحيتي؟
غمزت هاجر وهي تتحدث:
– آه، مش الـ"مز" بتاعك رجع إمبارح؟ أصل البت جنة بتقول إن خالد عملها "عزل إجباري" عشان وحشته!
طافت سحابة من الحزن في عينيها، وهمست:
– ده خالد...
سألتها هاجر باستغراب:
– يعني إيه؟ مش فاهمة.
زفرت ريم بحرقة، وردّت:
– يعني ده واحد بيحب مراته، وراجع مشتاق لها...
أردفت هاجر بتعجب:
– يعني خالد مشتاق، لجعفر وعمرو مش مشتاق لحِتّة الملبن دي؟
تنهدت ريم بوجع، وقالت:
– لما افتكرت ردّ فعله يوم رجوعه... الحب مالوش دعوة بشكل ولا طبع، دي مشاعر بتغزو قلوبنا من غير ما نقدر نتحكم فيها. خالد بيحبها، شايفها كل الكون.
ثم ارتمت في أحضان هاجر، وبكت بحزن على حالها وسوء حظها:
– مش بيحبني، ولا حتى طايق وجودي... وكل ما أحاول أقرّب منه، يجرحني ويهينّي. مش عارفة أعمل إيه يرضيه!
فزعت هاجر من حالتها، وهتفت بقلق:
– مالك يا حبيبتي؟! عشان خاطري، قوليلي إيه اللي حصل؟ ثم اكملت تعالي نقعد بعيد عن هنا
تحركت جوارها جسد بلا روح قلبها يحمل اطنان من الأوجاع فوق طاقه البشر
جلسوا في مكان شبه منعزل و بدأت ريم تقصّ عليها، من بين شهقاتها، كل ما حدث معها منذ ليلة زواجها...
نظرت لها هاجر بصدمة، وهتفت بعتاب:
– ليه ما حكتيش من الأول؟ كنا خدنا حقك منه، و خليناه يعرف إن ليكي أهل!
تابعت ريم وهي تبكي:
– كنت خايفة على جنة وخالد... حرام أخرّب حياتهم، وهم مالهمش ذنب. أنتي عارفة جنة... مجنونة، وممكن تاخد خالد بذنب عمرو.
تنهدت هاجر، وهي تعترف في قرارة نفسها بأن ريم معها كل الحق، وقالت:
– من ناحية إنها مجنونة... فهي مجنونة رسمي! بس خلاص، مافيش حاجة تجبرك إنك تفضّلي معاه. اطلقي منه وارجعي لحياتك.
خفضت ريم عينيها بألم، وهمست:
– أنتي عارفة... أن عمري ما مريت بتجربة حب قبل كده، في شهر واحد اللي هي فترة الخطوبة قدر يكسب قلبي ومشاعري. أنتي مش عارفة كان بيعاملني إزاي... خلاني أحب الحياة. مش هقدر أبعد عنه، أنا حبيته أكتر من نفسي.
ردّت هاجر بهدوء:
– يبقى لازم تحاربي عشانه.
رفعت ريم عينيها للسماء بحزن:
– اللي بيحارب بيكون عارف بيحارب مين، وعشان إيه... أنا هحارب عشان حاجة مش بتاعتي! هو لا بيحبني، ولا عايزني...
حاولت هاجر مواساتها، وبثّ الأمل فيها:
– بصي يا حبيبتي، عارفة ميار زميلتنا؟
– آه، مش دي اللي اتجوزت وإحنا في تانية كلية؟
– أيوه، هي. برضه واجهت شوية مشاكل أول جوازها، وقالت إن في رجالة بتتكبّر، وتستنى الست هي اللي تبدأ، وتاخد خطوة القرب والمُحايلة، وبعد كده الدنيا بتتظبط.
هتفت ريم بخجل مخلوط بالخزي:
– لا، مش ممكن... هيفكر إني مش كويسة! مش ممكن أعمل كده...
---
تململ مالك على صوت رنين هاتفه، وردّ بتثاقل:
– صباح الخير يا بوص... صاحي بدري ليه؟
ردّ عمرو بملل:
– كويس إنك رديت، الباشا التاني قافل تليفونه.
ضحك مالك ضحكة رجولية، وقال:
– انسى إن خالد يفتحه قبل أسبوع! ده كان مجنني وإحنا في المهمة.
ردّ عمرو بدهشة:
– أسبوع؟! هو إزاي؟ مش فيه شغل؟
قال مالك:
– طبيعي بعد كل مهمة بناخد أجازة أسبوع، ولا نسيت؟ آه صح، أنت كنت بترفض الأجازة... بس أنا افتكرتك هتتغيّر بعد الجواز!
هتف عمرو بضيق:
– آه، أنت هتفوق عليا بقى؟ أنا رايح المكتب... سلام.
– تمام، وأنا هاخد شاور عالسريع وأحصلك.
أتاه صوت عمرو الساخر:
– ليه؟ الباشا مش متجوز وعايز يقعد أسبوع جنب مراته؟
ضحك مالك، وقال:
– على الورق بس يا خويا! أمها واخداه بعقد احتقار من الفجر!
قهقه عمرو وهو يقول:
– تستاهل!
قال مالك مازحًا:
– مش عارف ليه يا أخي دايمًا بحس إنك ضرتي وفرحان فيا... سلام!
---
دخل يامن إلى غرفة جده للاطمئنان عليه، ليتفاجأ به ملقى على الأرض مغشيًّا عليه، فصرخ بفزع وهو يهتف:
– جدي! رد عليا يا جدي!
أسرع أسر وهو يهتف بقوة:
– يلا بسرعة، ناخده المستشفى!
حمله الاثنان، وتحركا برعب حتى وصلا إلى باب المشفى، حيث هرع المسعفون إليهما، وحملوا الجد إلى الداخل.
مضى الوقت ثقيلًا مشحونًا بالقلق والخوف من الجميع، حتى جاء كريم ورحاب، وبعد انتظار مرهق، خرج الطبيب من غرفة الطوارئ، فاجتمع الجميع حوله.
قال الطبيب مطمئنًا:
– ضغطه ارتفع فجأة، وده كان نتيجة ضغط نفسي، بس الحمد لله إنكم جبتوه في الوقت المناسب، وإلا كان راح فيها.
أنا كتبتله علاج مؤقت لحد ما حالته تستقر، وممكن تشوفوه لو حابين.
اندفع الجميع إلى الداخل بلهفة، بينما لحقت بهم رحاب، تتقدم بخطواتها الثقيلة، تغلي الغيرة في صدرها.
وقفت أمام والدها بعينين تتقدان غضبًا، وقالت بعنف:
– لسه لحد دلوقتي فاكرهم وحزين عليهم؟ وأنا قدامك مش فاكرني أصلًا!
هتف كريم بتحذير:
– مش وقت الكلام ده، يا رحاب.
لكنها صرخت بغضب:
– لا، هو وقته! أنت ليه مش بتحبني زيهم؟ هو أنا مش بنتك؟ ليه دايمًا بتلغي وجودي؟!
تدخل أسر بحدّة:
– ماما، لو سمحتي! جدي تعبان ومش ناقص كلام.
استدارت إليه وهي تهتف بعصبية:
– أنت اسكت خالص!
ثم عادت بنظرها إلى والدها، وقالت بإصرار:
– عايزاك ترد عليا!
تنهد فارس بتعب، وصوته يحمل وجع السنين:
– لأن طول عمرك قلبك أسود... عايزة كل حاجة لنفسك. حتى أمك وأختك، كان قلبك قاسي عليهم.
عمرك ما حبّيتي أختك الصغيرة، رغم إنها عاشت وماتت وهي بتحبك.
يا ريت كان جواكي ربع حنيّتها على الكل، حتى ابنك... كانت بتعشقه وبتخاف عليه من الهوا، وكل ده ما شفعش ليها عندك.
أنا كنت بشوف الكره والغل في عيونك ليها.
وإنتي... إنتي السبب في بعدها عني.
صرخت رحاب بعينين دامعتين من الغضب:
– لا، مش أنا! أنت السبب في الكره ده!
دلعك ليها... كل حاجة بتتطلبها كانت أوامر ولازم تتنفذ.
حتى أنا، جوزتني لواحد ما بحبوش، وتحايلت عليك تفسخ الجواز ورفضت!
ثم أردفت بانفعال:
– بس هي... رغم إنك كنت رافض جوازها، سكت عشانها، عشان ما تكسرش بخاطرها!
بتخاف عليها كأن ما فيش عندك غيرها!
أنا بكرها... وبكرهك!
صرخ فارس وهو يرفع يده:
– اطلعي برا! مش عايز أشوف وشك! ولحد ما أموت، حتى جنازتي مش عايزك تمشي فيها!
نظرت إليه بحقد شديد، وقالت:
– وأنا كمان... نفسي تموت عشان أرتاح!
ثم خرجت من الغرفة، يتبعها لعنات الغضب، يتمنّى كل من فيها ألا تعود.
وقف يامن وأسر مصدومين، يتبادلان النظرات الغاضبة، لا يصدقان ما سمعاه من أمهم.
تقدما من جدهما من طرفين مختلفين، واحتضناه بحب:
– بعد الشر عليك يا جدي... أوعي تزعل من كلامها.
طبطب فارس على يديهما بحنوّ، وقال بصوت متهدج:
– ما فيش حد يهمني في الدنيا غيركم... أنتم قوتي وكنزي، اللي بدعي ربنا كل يوم إنه يحفظهولي لآخر العمر.
كان كريم يراقبهم من بعيد، يبتسم بسعادة، فقد أدرك أن ابنه وابن أخته هما سبب تمسك أبيه بالحياة، وهما البلسم الذي يهوّن عليه ألم فراق الأحبة.
***
---
داخل كابوسٍ مُفزع...
ظلت تصرخ بأعلى صوتها، والدموع تنهمر بغزارة:
– "عمرو! عمرو! لا... حرام عليكم، سيبوه! عمرو لا! بلاش تموتوه... حرام عليكم! عمرو... لاااا!"
استيقظت فزعة، تلهث بأنفاس متقطعة، وهي تردد الشهادة وتستغفر ربها في رعبٍ خالص. كانت تبكي بحرقة، تتوسل ألا يتحقق حلمها، فقد باتت أحلامها في تلك الفترة مصدر إزعاج ورعب دائمين.
ارتدت روبها الصوفي على عجل، وتوجهت إلى غرفته تمشي على أطراف أصابعها بخفة.
دلفت إلى الداخل بخطواتٍ حذرة، واقتربت من الفراش بهدوء. وقفت تتأمله طويلًا، تحمد ربها أن وجدته نائمًا بسلام، حيًّا يُرزق. جذبت الغطاء برفق وغطته جيدًا، ثم انحنت فوقه في رعبٍ خفي، وطبعَت قبلة خفيفة على وجنته، قبل أن تغادر الغرفة وتغلق الباب خلفها بهدوء.
لكنها لم تكن تعلم أن من أساسيات مهنتهم... ألا يغمضوا أعينهم في نومٍ عميق.
فما إن أغلقت الباب وغادرت، حتى فتح عينيه ببطء، وحدّق في السقف بنظرة مختنقة. كان هناك شيء قوي يجذبه إليها، لكن ما هو أقوى... يدفعه بعيدًا. تمنى لو استطاع أن يعيش حياة طبيعية، لكنه أي عقل يمكن أن يكون سويًا، وهو قد مرّ بما يكفي ليُحطم التكوين النفسي لأي إنسان؟
عادت إلى غرفتها، وجلست تدعو له من قلبها، تتمنى له الخير من أعماقها:
– "يا رب، والنبي حبيبك، ما توريني فيه يوم وحش... واجعل يومي قبل يومه. أنا مش عارفة هو بيكرهني ليه؟ بس أنا مش قادرة أكرهه، وأنت عالِم بالجوا قلوبنا..."
---
في شقة خالد وجنة...
هتفت جنة بضيق واضح، وهي تلوح بيديها في وجه خالد:
– "يا خالد ما ينفعش! أنا طالبة في كلية، وفيه حضور وغياب وعملي ودرجات... أنا مش موظفة في شركة! هطلب أجازة إزاي؟! وبعدين دي آخر سنة، وعايزة أجيب امتياز!"
اقترب منها خالد واحتضنها بحنان، وقال باستعطاف:
– "أنا غايب عشرين يوم، مش معقول مش واحشِك..."
ردّت وهي تشيح بوجهها قليلًا:
– "والله وحشتني جدًا يا حبيبي... بس أنا بقالي كام يوم مش بحضر."
قال خالد بإصرار:
– "ما هاجر وريم بيحضروا، يبعتولك المحاضرات."
رفعت حاجبها باستغراب وسألته بحدة:
– "شُفت؟! أهي ريم بتحضر، جوزها مش حابسها زيك! مش هو كان معاك وغايب زيك؟!"
نظر لها بتوتر، وهتف سريعًا:
– "أصل عمرو بيعشق الشغل، ومش بيحب قعدة البيت..."
تضايقت جنة، وقالت وهي تضم ما بين حاجبيها:
– "يعني إيه؟ هو بيحب شغله أكتر من ريم؟!"
– "لا، مش قصدي... بس فيه راجل بيحب بعد التعب يرتاح ويقعد في بيته، وفيه راجل تاني ممكن يوم واحد يعوضه ويرجع يِجري على شغله... فهمتي؟"
ردّت بلهجة تحمل تهديدًا:
– "خلاص... النهاردة آخر يوم."
ضمها خالد بقوة وهو يقول بصدق:
– "ماشي يا قلبي، براحتك... تعالي نعمل أكل."
ابتسمت بحب، وردّت:
– "يلا."
---
عند المقابر...
ترجلت من السيارة بخطواتٍ متثاقلة، ودخلت المدافن حتى وصلت أمام إحدى المقابر. جلست على الأرض، وبدأت تبكي بحرقة، تمد يدها لتتلمس القبر وكأنها تلمس أرواحهم:
– "وحشتوني قوي يا حبايبي... أنا تعبانة قوي من غيركم. يا ريتكم فضلتوا معايا... أو أنا جيت معاكم."
مسحت دموعها، ثم همست بخفوت:
– "أخبارك إيه يا بابا؟ وأخبارك يا ماما؟ أنا عارفة إني اتأخرت عليكم... بس أنا اتجوزت في مكان بعيد عنكم. عارفين؟ أنا بحبه قوي... بس مش أكتر منكم، لأنكم كنتم بتحبوني من غير شروط."
صمتت لحظات، ثم تابعت بحنين:
– "نفسي يا ماما أخده في حضنه مرة واحدة... علشان أحس بالأمان. فاكرة يا تيته لما كنتِ بتقولي لي: أميرتي؟! وهياخدك أمير على حصان أبيض، ويحارب الدنيا كلها علشان يكسب حبك؟! طلع مافيش أمير... ولا حصان أبيض! جدتك كانت بتضحك عليكي علشان تنامي."
سحبت أنفاسها، وأكملت بأسى:
– "قولولي أعمل إيه؟ أسيبه وأمشي؟ ولا أصبر يمكن يحبني؟! مش عارفة آخد قرار..."
مسحت دموعها بكُمها، وتابعت:
– "يا ريت كان ليا أخ أو أخت... كان نصحني ووجّهني أعمل إيه، ووقف في ضهري."
ابتسمت رغم الألم، وقالت:
– "هاجر وجنة... إخواتي، صح؟ هما بيحبوني زيكم... يمكن أكتر كمان. وأنا بحبهم قوي قوي، بس بخاف أتكلم مع جنة، علشان هي متسرعة، وهتخسر جوزها اللي بيحبها جدًا."
ثم وضعت رأسها على القبر، وبكت بحرقة حتى غفت فوق التراب، وكأنها تبحث في النوم عن حضنٍ فُقد إلى الأبد...
---
---
طرقات غير مُنتظرة
في منزل هاجر
سمعت طرقًا على الباب، فتحت بتثاقل، لتُفاجأ بخطيبها ماهر واقفًا أمامها.
ضيّقت الباب وقالت ببرود: – خير يا ماهر؟ جاي من غير اتصال ليه؟
ابتسم بسماجة وهو يرد: – هو لازم أتصل علشان أشوف خطيبتي؟
هتفت بملل: – أيوه، لازم. ممكن أكون مش موجودة، أو ظروفنا مش سامحة نستقبل حد، أو أهلي مش موجودين... زي الوقت ده.
مدّ يده يناولها بعض الأكياس: – طيب، دخلي الحاجات دي جوه.
ترددت، كانت تريد أن تُغلق الباب في وجهه، وألا تأخذ شيئًا، لكنها تناولتهم بضيق، وهي تهتف: – بس ما ينفعش تدخل، أنا لوحدي.
ابتسم بخبث وهو يرد: – مش هدخل، بس دخّلي الحاجات دي المطبخ، وتعالي، هقولك حاجة وهمشي على طول.
دخلت المطبخ لوضع الأشياء، وهي تتمنى أن تُنهي تلك الخطوبة بأي وسيلة، فقط لتتخلص من بروده وثقل دمه. ما إن التفتت لتخرج، حتى وجدته قريبًا منها. تراجعت بظهرها إلى الخلف، ثم صرخت بحدة: – إنت دخلت ليه؟ هو إنت مش بتفهم؟! ومقرّب مني كده ليه؟! اطلع برّه يا حيوان، أحسن أصرخ وألمّ عليك الناس!
تحدث بسخرية: – ليه؟ هتعملي عليّا "خُضرا الشريفة"؟! أوعي تكوني فاكراني عبيط ومش واخد بالي من نظراتك لآدم، ولا غيرته عليكي كل ما أطلب نخرج أو نقعد سوا! مش أنا اللي أتشال ليلة حد تاني!
رفعت يدها و صفعته: – اخرس يا حيوان! أنا أشرف منك ومن أهلك!
انقضّ عليها بغضب: – أنا حيوان؟! طيب، هوريكي الحيوان بيعمل إيه!
جذبها بعنف وهو يحاول تقبيلها، تعاركت معه، تصرخ باسمه، ولكن للأسف، كانت القوة الجسدية بين الرجل والمرأة غير متكافئة. وقعت على الأرض، وهو فوقها، يقبّل عنقها بشراهة، وهي تغرز أظافرها في وجهه وتصرخ بقوة:
– آدم! آدم!
---
نداء استغاثة
سمع صوت هاتفه، سحبه من جواره وهو ما يزال مغمض العينين، فتح الخط دون أن ينظر إلى اسم المتصل، فأتاه صوت خالته القَلِق:
– إيه يا خالتي؟ خير؟
– معلش يا آدم، أنا صحّيتك؟
اعتدل في جلسته وهو يمسح وجهه ليفيق: – خير، في حاجة؟
– كنت عايزاك تروح تطمِّن على هاجر في البيت. بتصل بيها مش بترد.
طمأنها بلطف: – عادي يا خالتي، ممكن تكون بتصلي أو نامت.
لكنها أجابت بقلق: – ما هو ده اللي مخليني خايفة. أنا سايبة الأكل على النار، وروحت مع جارتي تكشف عند الدكتور اللي في أول الشارع، وقلت لها ما تناميش قبل ما تطفي الأكل... خايفة تكون نامت!
نهض آدم من على السرير وهو يتناول تيشيرته: – خلاص، هروح وأطمنك.
– طيب يا حبيبي، المفتاح زي ما أنت عارف.
أغلق الخط، واتصل على هاجر وهو ينزل السلم، يحدث نفسه: – من إمتى بقى نومك تقيل كده؟ وده مش وقت صلاة... يمكن عاملاه صامت ونسيته. لما أشوف وشّها بس.
أوقفه أحد أصحابه: – آدم، على ميعادنا!
أجابه بثقة: – أيوه يا عم، ما تقلقش. وإن شاء الله تتم على خير.
ابتسم الشاب بامتنان: – أنا واثق إنه هيوافق... لأنك معايا.
– لا، هيوافق... لأنك جدع وابن حلال، وبتحب بنته.
وصل تحت المنزل، وفجأة، سمع صراخها. قفز بفزع، وأخذ المفتاح، وهو ينادي باسمها. توجه بسرعة خلف مصدر الصوت حتى وصل إلى باب المطبخ. فتح الباب، فأُصيب بصدمة عمره... رأى ماهر يعتليها، وملابسها ممزقة، وهي تقاومه بشراسة!
هجم عليه بكل حقد وغيرة، ينهال عليه بالضرب، لا يدري ما يفعل به ليُشفى غليله من لمسه لها. هي التي حرّمها على نفسه، لأنها ملكه... كيف لهذا القذر أن يفعل بها ذلك؟!
لملمت ملابسها وهي تبكي بقهر، أما آدم، فأفقد ماهر وعيه من شدة الضرب. ثم نظر إليها، ينهج
بعنف، وعندما رأى انهيارها، جلس جوارها وضمّها بإنهيار ممي رأي ، لتتمسك به بقوة وتنهار في البكاء... يبكيان معًا، كلٌّ على وجعه.
هاجر، وهي في حضنه، بشهقة: – كان هيضيعني... منه لله! لو ماكنتش لحقتني...
آدم وهو يشدد من ضمته ويبكي بحرقة: – مش هو اللي ضيّعِك... أنا اللي ضيعتك بإيدي. سامحيني... أنا الغبي اللي سلّمتك بإيدي لحيوان زي ده! بس وحياتك... لازم أندمه على كل لحظة كنتي فيها في خياله.
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا