القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثالث)جمر الجليد الفصل السادس وعشرون26 بقلم شروق مصطفى حصريه

 رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثالث)جمر الجليد الفصل السادس وعشرون26  بقلم شروق مصطفى حصريه





رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثالث)جمر الجليد الفصل السادس وعشرون26  بقلم شروق مصطفى حصريه




الفصل السادس والعشرون جمر الجليد الجزء الثالث حصري بقلم شروق مصطفى


بعد مرور ثلاثة أشهر، يعود معتز إلى وطنه، متطلعًا لاستعادة ما فقده ذات يوم، وعلى أمل أن تعود حياته إلى طبيعتها مجددًا.


انتهت رحلة العذاب أخيرًا، لكنه لم يعد كما كان؛ تغيرت ملامحه كثيرًا، وتساقط شعره، ونحل جسده قليلًا بفعل العلاج الكيماوي. ترجل من الطائرة ممسكًا بيد شقيقه، تسير بجانبه سيلا، ويتبعهم وليد، جميعهم عائدون،مجبورين.


استقبلهم عامر بحرارة، واحتضن معتز طويلًا، ثم اصطحبهم إلى السيارة. أنزلوا وليد أولًا، ثم توجهوا جميعًا إلى منزل العائلة، بينما هاتف عامر قائلًا:


– وصلت رودينا، هتلاقوها هناك. هخلص كَمّ حاجة وهجيلكم على بليل.


دلفوا إلى الداخل، فاستقبلتهم رودينا بشوقٍ كبير، وخصّت معتز بحض.نٍ حارّ، وكأنها تحتضن فيه الغائب والعائد والناجي في آنٍ واحد.


اتجه معتز إلى غرفته، لكنه قبل أن يدخل، التفت إلى سيلا وقال بنبرة جادة:


– ما تنسيش اللي قولتلك عليه، ماشي؟


هزّت رأسها ردًا سريعًا:


– حاضر يا معتز.


تركتهم وجَلست أمام التلفاز، شاردة الذهن. كانت كلمات معتز تتردد في عقلها: حديثه عن حالته، وطلبه منها أن تجمعهم لشرح كل شيء.


تنهدت بيأس، فجلس عاصم إلى جوارها، يرمقها بدهشة، متأففًا:


– مالك؟ في إيه؟


أجابته دون أن تنظر إليه، متجنبة مواجهته:


– مفيش… عادي، مالي يعني؟ أنا كويسة أهو.


تهرّبت من عينيه، لكنه أمسك بذقنها وجعلها تنظر إليه، وقال بنبرة حانية حازمة:


– ارغي وقولي اللي في قلبك… أنا عارفك من عنيكي، في إيه؟ مضايقة من إيه؟


نطقت فج.أة وكأنها تنفج.ر بالكلمات التي حبستها:


– معتز عايزني أكلم مي وأخليها تقابله، وأنا مش عارفة أعمل إيه! من آخر مرة كلمتها فيديو كول وشافها بعد العملية، وهو بينهار كل ما يشوفها أو يسمع صوتها وهي لسه بعيدة، أمال لو اتقابلوا؟! ما يعرفش هي جواها إيه ناحيته، هل ممكن ترجعلُه؟ وبقول أشرح لها أنا قبل ما يقابلها، مش راضي… مصمم يقولها هو بنفسه!


قهقه عاصم من انفعالها، فاستشاطت غ.ضبًا، وهتفت متغا.ظة:


– بتضحك عليا ليه؟! أنا خا.يفة عليه من والمواجهة، وانت تضحك! طيب اتصرفوا انتوا بقى، مش هخليها تقابله! ها! بس كده!


جلست عاقدة ذراعيها، مطبقة شفتيها للأمام كالأطفال، وأدارت وجهها للجهة الأخرى، غا.ضبة ومتوترة.


ابتسم عاصم وقال بلطف:


– يا بت، بضحك عليكي؟! بالعة راديو، لوك لوك مفصلتيش! طيب، ما تحكي لها عادي، مَهدي لها، شوفي ردة فعلها أيه، سيبك منه هو لما يتقابلوا، الموضوع هيكون أبسط شوية. ومتزعليش نفسك يا قمر انتي.


– تعالي نطلع أوضتنا… مش قادر، جسمي متكس.ر، حاسس إني عاوز أنام شهر كده!


على الجانب الآخر، وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، أنهت مي جلساتها العلاجية، وتمكنت من مواجهة مخا.وفها دون تردد. تبدلت شخصيتها، فأصبحت أقوى وأصفى ذهنًا، ولم تعد بحاجة إلى جلسات أخرى. لم ترَ طبيبها سوى صُدَف عابرة، إما من شرفتها، أو في الأسفل أمام البناية.


احترم ر.غبتها في البعد، فلم يتحدث إليها إلا عند الضرورة، مكتفيًا بترك رقم هاتفه معها، لتتواصل إن احتاجت إليه يومًا.


اليوم، حضرت سيلا إلى العمل بالجريدة بعد انقطاع طويل. شعرت مي بالسعادة لرؤيتها أخيرًا بعد غيابها منذ حا.دث سيلا وأصا.بتها العمى وعودتها المفا.جئة مع عاصم.


هتفت سيلا بابتسامة:


– نخلّص الشغل، وتعالي أقعدي معايا نرغي شوية، إيه رأيك؟


ردّت مي وهي تلوّح بيدها:


– من بيت لبيت لا مش لاعب! تعالي نروح أي كافيه، مش عاوزين خ.نقة بيوت.


أصيبت سيلا بخيبة أمل لإفساد خطتها، فقد كانت تنوي تنفيذ طلب معتز بأن يراها ولو من بعيد. تنهدت وهي تحاول كتمان توترها:


– طيب، خلّصي بسرعة، عشان عايزة أحكيلك اللي حصل.


وبعد إنهاء العمل، ذهبتا معًا إلى الكافيه المعتاد، جلستا على طاولتهما المحببة، وبعد أن طلبتا مشروبهما، هتفت مي بحماس طفولي:


– إحكي! حصل إيه أول ما خ.طفك عاصم مننا؟ عملتي إيه؟ ورجعلك نظرك إمتى؟ والجنان اللي بينكم وصلكم لإيه؟ موعودة تتخ.طفي وتسافري ألمانيا يعني؟


بدأت سيلا تروي ما حدث منذ ذلك اليوم… لحظة اكتشافها أنها وحدها معه، إلى يوم استيقاظها وعودة بصرها. لكنها، مدفوعة برغبة في الانتقا.م مما فعله بها في تلك المهمة التي كانت سببًا في خسا.رتها له، قررت أن تخد.عه.


حين استيقظت ولم تجده بجانبها، نه.ضت تبحث عنه. توقفت عند مقدمة السلم، فرأته بالأسفل، يجلس بجانب المدفأة، ممسكًا بكتاب في يده، يحتسي قهوته بهدوء. خطَت أولى خطواتها نحو السلم، وفج.أة مالت قدمها، فصر.خت باسمه.


هرع إليها تاركًا ما بيده، صا.ئحًا:


– حااااسبي! أوقفي عندك!


كاد أن يصعد، لكنها كانت تنزل بمرح، تقهقه بصوت عالٍ وتخرج لسانها له بطريقة طفولية مستفزة.


هتفت مي وهي تضع كفها على وجهها، مدهوشة:


– عملك بطاطس محمرة أكيد من الخضة؟ يا مفترية!


قهقهت سيلا وهزّت رأسها مؤكدة:


– آه، طلع شرارات من ودانه! خلاني رجعت أجري لفوق وأقول “الحقوني! خلاص حرّمت! وعيب بقى، مش هكمّل… احم احم”.


ارتعد قلبها حين رأته يركض نحوها، كما ارتعد جس.دها كله. أدركت أن اللحظة قد حانت، وأن فعلتها لن تمر مرور الكرام. كانت نظراته كالسه,م، حادة، غا.ضبة، لا ترحم.


اندفع نحو باب غرفتها، طرقه بقوة حتى فتحته وهي تتراجع إلى الوراء، تشرح له وهي تراه يقترب:


– هفهمك، استنى! رايح فين؟ هي جت معايا كده! آه… حرّمت! خلاص، حرّمت!


قبض عليها بسرعة، رفعها من خصر.ها فج.أة، أجلسها على قدميه بوضعية مقلوبة، لتجحظ عيناها من  ، وقد بدأ يصفعها على مؤخرتها ضر.بات متوسطة، وهي تبكي وتصيح كطفلة:


– آه! حرّمت! خلاص! يا ماما تعالي خديني! خلاص، خلاص!


 


هتف بها وهو لا يزال يضر.بها بخفة:


– بقى تعملي فيا كده يا بت؟! والله ما أنا سايبك… خُدي!


– آآه… هزعل منك، إنت و.حش، وأنا اللي فاكراك هتفرح… آه!


صر.خت فج.أة بصوت عالٍ، وهي تحاول التملص من يده:


– إنت و.حش! ابعد عني بقى!  هامسًا:


– ده عقاب صغير كده، عشان خضّيتيني عليكي… ما تعمليش كده تاني فيا.  ..


فجأة، هزّتها مي من كتفيها وهي تشير أمام وجهها:


– إيه يا بنتي فينك؟ إيه اللي جاية تنامي ده يا سيلا؟! تليفونك يا ماما مبطّلش “رن رن”.


أفاقت سيلا من شرودها على لمسة مي، وأخرجت هاتفها من حقيبتها لتنظر إلى الشاشة، فتنهّدت بتوتر حين وجدت اسم “معتز” ظاهرًا. أغلقت المكالمة فورًا، وضبطت الهاتف على الوضع الصامت، ثم التقطت بعض الأنفاس استعدادًا للمهمة القادمة.


سألتها مي بدهشة:


– مردتيش ليه؟! يا بنتي مش ده عاصم؟


هزّت سيلا رأسها نافية:


– لأ، رقم غريب… مش برد على حد. سيبك إنتي، المهم خلينا في اللي جاية لك عشانه.


قالت مي بمزاح وهي تغمز لها:


– ها يا ست أشجيني، يلا، كلي آذان صاغية… وهعدّي لك اللي مرضتيش تقوليه بمزاجي.


قهقهت سيلا على حديثها، ثم قالت مازحة:

– لمّي نفسك يا بت.


لكنها ما لبثت أن صمتت، وتبدلت نبرة صوتها إلى الجدية:


– مي… معتز عاوز يرجع.


صاحت مي بدهشة، غير مصدّقة ما تسمعه:


– إنتي يا سيلا اللي بتقولي كده؟!


صمتت مي قليلًا، تجمع أفكارها، ثم أردفت:


– إنتي مستنية أرد عليكي بإيه؟ أيوه موافقة؟ يا ريت؟ وأعيط من الفرحة؟ ولا إيه؟… في إيه يا سيلا؟! أمال لو ما قولتلكيش على اللي حصل!


قاطعتها سيلا بسرعة لتكمل ما كانت تود قوله:


– يا مي… اسمعيني بس… لو شفتي معتز، … شكله اتغيّر خالص…


 


قاطعتها هذه المرة مي، بنبرة غاضبة:


– ماله شكله؟! إنتي هتستعبطي يا سيلا؟! وتقوليلي إنه يا عيني منها.ر وبيموت من بعدي والكلام ده؟! هتصدقيه بذ.متك؟! وماله شكله يعني؟!


أخرجت سيلا هاتفها وأظهرت صورة له وهو حليق الشعر داخل المستشفى، وضعت الهاتف أمام وجه مي:


– مي… بصّي كده. فعلاً معتز كان بيموت. إحنا كنا مسافرين الفترة دي عشانه.

معتز جاله ور.م على المخ، ونجا من العملية بأعجوبة.

نسبة نجاحها كانت خمسة وستين في المية، وكان المكان حساس جدًا، أي خطأ كان هيؤدي للشلل.


صمتت لحظة تراقب رد فعلها، ثم واصلت الحديث:


– مي، معتز اعترف لي إنك أشرف بنت عرفها، وأول وآخر حب في حياته.

عمل كده غصب عنه، عمل زيي بالظبط لما فقدت الأمل في مرضي وهر..بت…

كان بيحاول يكر.هك فيه، علشان لو… لو…


تلعثمت، لم تقوَ على النطق، ثم قالت بصوت متهدج:


– يعني بعد الشر عليه… ما تزعليش ولا تبكي عليه. والله معتز بيحبك.

كان بينهار مننا لما يسمع صوتك… مرة لما كلمتك، ومرة لما شافك فيديو كول.

وكان هو اللي بيطلب مني كده كل مرة.


تنهدت تبتلع ريقها، ثم أردفت:


– طيب، فاكرة الرقم اللي كان بيزاولك؟ هو اللي كان بيكلمك من أرقام كتير.

وكلمك من الفيس من أكونت فِيك.

عمل كل ده علشان يعرف أخبارك.

عمل كده علشان يبعد عنك كل حزن.

أنا معاكي، تصرفه غبي وغلط… بس…


قاطعتها مي أخيرًا بتعبير خالٍ من المشاعر:


– بس إيه؟ هو في لسه “بس”؟


بدّلت نبرتها وتحدثت بسخرية لاذعة:


– بس كتر خيركم والله!

جايين تقولولي دلوقتي عن حالته ومر.ضه ومعا.ناته؟ ليه؟ مش فاهمة!

أنا أعمل إيه بعد ما أعرف؟ أرمي نفسي تحت رجليه؟ أبوسها وأعيّط؟

ولا إيه؟ الدراما اللي إنتو فيها دي الصراحة أوڤر أوي… يا سيلا، إنتي ولا هو!

جايينلي بعد ما النا.ر اتحولت رماد…

عشان تطفُوها؟!

ما هي انطفت من غيركم… سبحان الله!


توقفت مي للحظة، ثم نظرت لهاتفه بجمود قبل أن تستدير مغادرة:


– لو إنتي جايباني هنا مخصوص علشان الكلمتين الخايبين دول…

إنتي ضيعتي وقتك على الفاضي!

وآه… نسيت، ألف سلامة عليه.

بلّغيه سلامي… سلام.


أشارت بيدها على رأسها وغادرت المكان بأكمله دون أن تلتفت.


وقفت سيلا  من ردّ الفعل، ثم نهضت تحاسب وغادرت هي الأخرى، تحدث نفسها بذهول:


– إيه ده؟ مين دي؟!… دي مي؟!


وصلت إلى المنزل، وما زالت مندهشة من ردّة فعلها، تتكالب الأفكار داخل رأسها، حتى وجدته أمامها، ينتظرها بلهفة، وعيناه تلمعان ببريق أمل.


قال متلهفًا:

– ها… شُفتيها؟

مردّتيش عليا ليه؟


تخطّته، وجلست على أقرب مقعد، تمسح براحة أناملها جبينها بتوتر حاولت إخفاءه:


– استنى… آخد نفسي الأول.

جلس مقابلها، يتطلع إليها بحماس ولهفة:


– كنت لابس ومستني تقوليلي مكانكم علشان أقابلها.

لما لاقيتك ماجيتيش هنا، قلت خلاص…

ها، أخبارها إيه؟

اتكلمتوا في إيه؟

اتكلّمي يا سيلا، أنا بشحت منك الكلام ولا إيه؟!


يتبع انتظروا المواجهه بينهم والمفاج.أة….


تركها تحترق وسط نير.ان الظ.لم، يراقبها عن بُعد، عاجزًا عن مد يد العون. كان يظن أن القس.وة ستحميها، فصنعت منها روحًا باردة، قا.سية، كانت تسكب د.موعها في صمت، تداوي جرا.حها التي خلفها رحيله. ظن أن الوقت سيشفي، وأن المسافة ستخ.فف من الأل.م، لكنه أخطأ.


ما إن خمدت النير.ان، حتى أصبحت آثارها رمادًا عائمًا في الهواء، لا يعيد له الحياة، ولا يعيد لها ما ضاع. جر.حه أصبح ذاكرة، وذكرياتها أصبحت رمادًا لا يمكن إحيا.ؤه. ثم عاد، بعد أن استراحت الرياح وسكنت العا.صفة. عاد ليطلب العفو، يظن أن الكلمات قد تُعيد ما فاته، وأن الند.م قد يداوي الجر.ح. لكنه نسى أن الرماد لا يُشفى. كيف لروح أن تُشفى بعد أن سُحقت، وكيف لذكريات أن تعود كما كانت بعدما ضاع وهج.ها؟


لقد تأخر… وتكررت الأخطاء حتى أصبح الزمن هو الذي لا يعود. الرماد لا يشتعل، والذكريات لا تُحيى، والأل.م لا يندمل بعد أن مضى عليه وقت طويل. فماذا يمكن أن تعني الاعتذارات الآن؟


 

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول 1من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني 2من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثالث 3من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع