رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثالث)جمر الجليد الفصل الرابع عشر14 بقلم شروق مصطفى حصريه
رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثالث)جمر الجليد الفصل الرابع عشر14 بقلم شروق مصطفى حصريه
الفصل الرابع عشر
جمر الجليد الجزء الثالث حصري بقلم شروق مصطفى
مرت ساعة تقريبًا، خيم خلالها الصمت على المكان، وكأن الزمن تجمد بين ما حدث وبين ما سيأتي، حتى خرجت مي وهمسة متوجهتين إلى الشاليه المجاور.
بعدها بقليل، دلف عاصم إلى المنزل. وجده هادئًا كأن لا أحد فيه، فهو كان قد درس المكان بأكمله حين تواجده سابقًا. لكن المش.كلة الآن في والدة مي، فهي لم تخرج من البيت، ومن الممكن أن تتسبب له في مش.كلة ما، لكن لم يعد الأمر يهمه، فسوف ينفذ ما جاء من أجله. ثم هاتف رقمًا ما، وفتح الباب ليدخل شخصان معه إلى غرفة زوجته، ثم…
في تلك الأثناء، عادت مي وهمسة بعد أن انتهيا من تنظيف المكان لدى عاصم. هتفت همسة على زوجها ليأتي به، وذهبوا إلى الشاليه الخاص بهم، دخلوا بإرهاق واضح. دلفت همسة للاطمئنان على أختها، فيما توجهت مي إلى غرفة والدتها لتبديل ملابسها. لكنها لم تكد تدخل، حتى هرولت على أثر صرا.خٍ عالٍ من همسة داخل غرفة سيلا.
حضرت نبيلة ومي على الفور، وكان وليد قد وصل إليهم لتوه.
– سيلا فين؟ راحت فين؟ الحقنا يا وليد!
صر.خت همسة ب وهي لا تجد أختها على الفراش، رغم علمها التام بأنها غير قادرة على الحركة.
نظرت إلى زوجها بنظرات شك.
حاول وليد تهدئتهم، وقد لاحظ انهيا.ر مي أيضًا، فقال:
– ممكن نهدى كده وأنا هقولكم على كل حاجة… هي أولًا مع عاصم، وهو اللي أخدها.
– إزاي يا وليد تعمل كده؟! مش هي محلفاني؟ ليه كده؟! – هتفت همسة بغضب.
ثم نظرت إلى نبيلة بعتاب:
– كده يا طنط؟ مش تمنعيه ياخدها؟ دي مأكدة علينا.
ردت نبيلة بهدوء ممزوج بالحزن:
– يا حبيبتي، ملهاش غير جوزها. هو الوحيد اللي قادر يصلح بينهم. وطول ما هي معانا، هتفضل تتحامى فينا وتبعد ويطول البُعد بينهم. أنا فعلًا كنت همنعه، لكن لما فتحت الباب أطمن عليها، لقيته خ.ايف وملهوف عليها ومعاه فريق إسعاف كامل. شفت في عينيه إنه الوحيد اللي يقدر يخرجها من اللي هي فيه ويصلح اللي عمله.
نظرت مي إلى والدتها، وقد بدا عليها التشتت:
– أزاي قدر يدخل هنا؟ وإزاي هي سابته كده؟
سادت لحظة صمت قصيرة، لكنها كانت كافية لتفض.ح التوتر الذي بدأ ينسلّ إلى صوت وليد وهو يرد، محاولاً أن يبدو متماسكًا:
– احم… الحقيقة هو اتفق معايا ياخدها، والممرضة حقنتها نسبة مخد.ر عشان يقدر يسافر بيها ألمانيا. ونقلوها بطيارة مجهزة. هناك هو بيتعامل معاها…
تنهد ببطء وكأن الحمل لا يزال على كتفيه:
أنا شايف ده الحل الأنسب، لأنهم أعند اتنين قابلتهم في حياتي. لا هي كانت هتقابله، ولا هو هييأس.
مي بتأييد واضح:
– عندك حق… ربنا يقومها لنا بالسلامة ويرجع نظرها من تاني.
هزت همسة رأسها بالإيجاب، ثم قالت:
– طيب، كده قعدتنا هنا ملهاش لازمة… نمشي إحنا كمان ولا إيه؟
رد وليد:
– نجمع شنطنا ونرجع الصبح بإذن الله.
نبيلة وهي تُنهي الحديث:
– على خير الله… يلا يا ولاد، تصبحوا على خير.
بقلم شروق مصطفى الجزء الأول والثاني متوفرة واتباد
ظل يربت على رأسها وهي نائمة كالملاك، يهمس قرب أذنها بنبرة حانية:
– هتفضلي طفلتي، حبيبتي… مفيش غيرك في قلبي يا سيلا. انتي ملكتيني. صدقيني، ما خنتش ثقتك.
أخرج أنفاسه الحارة بجانب وجهها، تأوّه بألم عالق في صدره:
– جميلة وانتي هادية كده… آاااه لو تفضلي كده لحد ما تفتحي عيونك اللي زي القطط دي… طريقنا شكله صعب وطويل.
اقترب أكثر، .. لكنه تراجع، مغلوبًا على أمره. اعتدل بجلسته وهو جالس على الأرض، ثم نهض بتثاقل، يسحب خطواته بهدوء. زفر أنفاسه مغلقًا عينيه، كأنه يحبس صراعًا داخليًا لا يريد أن يظهر:
– ومن إمتى كان سهل أصلًا…
**
مرت دقائق من السكون، قبل أن يخترق الهدوء صوتها الواهن، يتردد في أرجاء الغرفة.
نادت سيلا على أختها، وقد استغربت هذا الصمت المخيم في الخارج. لم تسمع ضحكات بنت أختها الصغيرة، ولا صوت مي أو والدتها، كأن الحياة أُغلقت على بابها:
– همسة؟ انتو فين؟ يا مي، انتو فين؟
كان واقفًا خلف الباب، ينصت لكل كلمة، مترقبًا اللحظة التي ستثور فيها. دخل الغرفة، وانحنى حتى اقترب من وجهها، يهمس بصوت رخيم هادئ:
– أنا جانبك… محتاجة حاجة أعملهالك أنا؟
لكن الصمت لم يدم طويلًا… فقد اجتاحه شعور غريب، وبدأت الأحداث تتسارع كأن الزمن اختن.ق فج.أة. جاءت لحظة رفضها… لحظة الفز.ع الحقيقي.
صر.خت بفز.ع حين شعرت بملمسه، محاولة سحب يدها من بين يديه بع.نف، رأسها يتأرجح يمينًا ويسارًا، ترفض سماع صوته:
– ابعد… ابعد عني! اوعى تلم.سني! ابعد… مش طايقة ريحتك! يا همسة! انتي فين!
مد يده محاولًا تهدئتها، يتكلم بصوت خا.فت وهو يتراجع قليلًا:
– هشّش… سبتك خلاص، ممكن تهدي…
لكنها لم تهدأ. على العكس، ازدادت رفضًا وعن.فًا في ردة فعلها.
استجمع نفسه، واستطرد في حديثه محاولًا إدخال بعض الطمأنينة إلى قلبها المرت.جف:
– محدش غيري هنا يا سيلا… أنا بس. انتي في ألمانيا، في بيتنا… ممكن تهدي؟
لكنها صر.خت بانفعال، عيناها مغلقتان بقوة، صوتها يعلو مع كل كلمة:
– مش عايزاك جنبي! مش قادرة أسمع صوتك! امشي! امشي! آاااه!
كررتها مرارًا، وكأنها تطرد شيئًا أثقل من وجوده، حتى انسحب من الغرفة وهو يهتف بصوت مختنق:
– خرجت أنا بره الأوضة… ممكن تسمعيني؟! أنا جبتك هنا مخصوص علشان تسمعيني… وهتسمعيني برضه! إحنا ملناش غير بعض، افهمي بقى!
كانت في حالة انهي.ار تام. د.موعها تسيل بحرارة، ونبر.تها ترتع.ش:
– خا.ين! انت إنسان خا.ين! روح لها وسبني! مش هعيش معاك تاني… ط.لقني يا عاصم! آاااه… طل.قني! طلقني!
تأثر صوتها من كثرة الص.راخ، بدأت حبالها الصوتية تضعف، جسدها يرتجف من فرط الانهي.ار.
دخلت إحدى الممرضات مسرعة بعدما سمعت الض.جيج، وبدون كلمة، أعطتها حقنة مهدئة. هدأت ملامحها تدريجيًا، واستسلم جسدها المنهك للنوم.
وفي الخارج، كان يقف هو، يبكي في صمت، عاجزًا عن احتواء الجرح الذي تسبب فيه… وكل شيء فيها يتهاوى بسببه.
مرّ يومان وهو يراقبها من خلف زجاج الغرفة، يحدّق في ملامحها المنهكة وقلبه يتفتّت مع كل تنهيدة تتسلل من صدرها. لم يكن بيده شيء، عاجز أمام وجعها، صامت أمام انهيا.رها.
خرجت الممرضة أمامه بعد أن انتهت من تبديل ثيابها، أومأت له بهدوء، ثم غادرت.
دلف إلى الداخل بخطوات حذرة، عينيه لا تفارقان وجهها المستيقظ، يتابع حركة أنفاسها باهتمامٍ صامت، كأنما يستنشق معها الأل.م ذاته.
التقطت حواسها وجوده، فزفرت بأنفاس عالية، تحمل في نبرتها الرفض الصا.رخ لقربه.
اقترب من الفراش، انحنى حتى صار على مستوى وجهها، لكنّها أدارت رأسها بعيدًا، تتهرب من أنفاسه التي امتزجت بأنفاسها، محاولة أن تسيطر على غ.ضبها، فهتفت بحدة:
– أطلع برا! مش طايقة قربك ولا ريحتك!
لكنّه لم يعبأ بكلماتها، لم يتحرك من مكانه. على العكس، اقترب أكثر حتى التصق جبينه بجبينها، وأحاط وجنتيها بكفّيه محاولًا تهد.ئتها:
– اهدي، هفهمك كل حاجة… أسمعي–
قاطعته فج.أة، تحاول أن تفلت من بين يديه، تهز رأسها يمنة ويسرة في توتر شديد، وكأنها على حافة الانهيا.ر:
– لأ! لأ! ما تلم.سنيش… أبعد! أبعد! كدّاب!
أنا شوفتك بعنيا… مكنتش أصدق لو حد قال إنك ممكن تخو.ن، لكن أنا شوفتك!
رصيدك انتهى بخيا.نتك… مش هقبل أي كلام منك!
اقترب أكثر وافترش الأرض بجانبها، مدّ راحة يده ليضعها على رأسها، محاولًا تثبيتها، وهمس بنبرة مكس.ورة:
– عمري ما خ.نتك… انتي طفلتي، ازاي أخو.ن ثقة طفلك؟!
والله ما خ.نتك، ومستعد أحلف على المصحف.
انهارت حصونها أمامه، تهاوت بين ذراعيه، وأنفاسها المختلطة بأنفا.سه تشهد على وجعها. خرجت كلماتها من بين شهق.اتها المرتجفة:
– شوفتها… بتلم.سك وتح.ضنك!
ليه بالطريقة دي؟!
أغمض عينيه كمن يتجرّ.ع مرارة ما سيقوله، ثم أجابها بصدقٍ محمّل بالثقل:
– يا سيلا، دي جاسوسة… تبع مهمة سرية…
أنا بتعامل معاها في شغل تبع المخابرات، وكان لازم أتصرف بالشكل ده.
ما إن أنهى جملته، حتى دفعت يده بعيدًا، وقامت بضر.به بيدها السليمة عدة مرات في صدره، تصر.خ بكل ما فيها:
– حتى ولو مهمة! مش معنى ده إنك تخو.ني كده!
أمسك بيدها وأحكم قبضته عليها، يحاول تهد.ئتها مجددًا:
– برده ما خنتكيش، ولا لم.ستها!
في طرق لازم نتعامل بيها في الحالات دي…
ممكن تهدي بقى؟ عشان أعرف أشرحلك… تعبتيني بجد!
أدارت وجهها ناحية أخرى، تصرّ على البُعد، وقسمت بأنها لم تعد تحتمل حرارة أنفاسه:
– أبعد عني! مش عارفة أتنفّس!
ابتسم رغم كل شيء، وقد لمحت عيناه خج.لها المختبئ تحت طبقات الغضب، ثم همس بعاطفة لم يستطع كتمانها:
– طفلة… برده… وبحبك… أعمل ايه وحشتيني يا شيخة.
يتبع
تكملة الرواية بعد قليل
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول 1من هناااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني 2من هناااااااااا
الرواية كامله الجزء الثالث 3من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا