رواية حضور الجن الفصل الثامن وعشرون 28بقلم هنا عادل جديده وحصريه
رواية حضور الجن الفصل الثامن وعشرون 28بقلم هنا عادل جديده وحصريه
حضور الجن
الفصل الثامن والعشرون
وبحلول الليل وصل القطر للمحطة المقصودة، نزلوا الشباب وهما بيتفرجوا على محطة البلد اللى اول مرة يزوروها، كانوا معجبين بيها وبيحاولوا ينسوا اللى جايين علشانه وهما بيتفرجو على تفاصيل المكان اللى بيزوروه، طلعوا من المحطة وكانت فيه عربيات كتير فى موقف قصاد الممحطة بالظبط، وكل عربية لها خط سير، اختاروا الشباب العربية اللى رايحة المنطقة المقصودة بالنسبالهم، قلوبهم بتدق وخوفهم بيزيد كل ما بيقربوا، لكن فى النهاية هما عايزين يخلصوا من الشك والعذاب ده، من عربية للتانية، ومن طريق للتاني، وصلوا للمكان اللى عايزينه، تعبانين جدا من المشوار ومدة السفر لكن عايزين يخلصوا بقى، اتكلم ضياء:
- وصلنا يا رانيا، ايه الخطوة الجاية بقى؟ المكان طلع اكبر مما تخيلنا.
رانيا:
- هنسأل يا ضياء واكيد هنوصل للمكان بالظبط.
وفعلا ابتديت رانيا ورنا ومروان يسألوا الناس اللى بيقابلوهم فى طريقهم، ولأن الطقس كان بارد شوية، وفصل الشتا والساعة عدت 10 بليل، فده كان سبب ان الناس تكون قليلة جدا فى الطريق، الناس فى بيوتها اللى نايم واللى بيتسلى مع اهله، واللى قاعد قدام التليفزيون، وجود الناس فى بيوتها مخلي الجو العام للقرية دي مريب شوية، تقريبا محدش ماشي فى الشارع غير الشلة بتاعتنا، اتكلمت اميرة:
- الدنيا برد اوي، ليهم حق اهل البلد يقعدوا فى بيوتهم من بدري.
رنا:
- اااه الدفا حلو، والنوم احلى، بس انتي عارفة يا اميرة ان بيقولوا الزرع اللى على البحر ده بيطلع منه...
اميرة:
- بيطلع منه ايه؟
رنا:
- بيطلع منه الارواح بتاعت الناس اللى اتقتلت فى الزراعات دي...
حسوا كلهم بالخوف بعد ما سمعوا الجملة دي، اتكلمت رانيا بحسم وجدية وقالت:
- طيب خلينا فى طريقنا احسن ونقلل كلام شوية علشان نركز فى الطريق، الكلام هيشغلكم عن ان انتم تاخدوا بالكم.
فعلا كلهم اتحركوا وهما ساكتين، وقت ماشيين فى الضلمة والطريق فاضي لحد ما وصلوا لمكان مهجور كده، كانوا حاسين بالخوف لكن برضو وجودهم كلهم مع بعض مشجعهم شوية، وبعد المكان المهجور ده ارض زراعية واسعة جدا، وقفوا كلهم بيتفرجوا على الارض وافتكروا كلمة رنا بتاعت الارواح، لكن رانيا سابتهم ومشيت جوة الارض اللى مكتوب عليها لافتة بخط عريض( ممنوع الدخول للغرباء، ملكية خاصة)، تجاهلت رانيا المكتوب ودخلت وسط الارض بسرعة غريبة واصحابها اضطروا انهم يتحركوا وراها، ومع الحركة بتاعتهم السريعة حسوا ان فيه حركة بتحوم حواليهم خوفتهم ورعبتهم، وزاد رعبهم لما لاحظوا ان فيه بنادق متوجهة ناحيتهم وصوت بيمنعهم من الحركة ويوقفهم مكانهم:
- انتم مين؟
بخوف وقلق:
- احنا...احنا..
قال الشاب اللى ماسك البندقية:
- بس ولا كلمة.
كان بيتكلم بحسم وهو ماسك فى ايديه صورة بيبص فيها، شاب من بتوع كمال الاجسام دول، حجمه يتخاف منه فى وقت زي ده، غير انه ماسك سلاح فى ايديه، بص الشاب للصورة وبص ليهم وكلهم وركز مع رانيا وهو بيقول:
- يااااه، اخيرا جيتي، مستنيينك من بدري...اربطوهم، وانتي تعالي معايا.
الرجالة اللى طلعوا من وسط الزرع مسكوا رانيا ومشيت معاهم من سكات، وناس تانية ابتدوا يربطوا اصحاب رانيا كلهم مع بعض وهما عاجزين عن انهم يتصرفوا اي تصرف، اتأكدوا ان المكان ده اللى فيه نورا، لكن هما مفيش حاجة فى الوقت ده قادرين يعملوها، ماشية رانيا وقصادها الراجل الضخم ابو بدلة سودة، ووراها رجالة تانية ماسكين سلاح، وقفوا فجأة واتكلم ابو بدلة ده وقال:
- شيل التراب من على الباب.
كانت رانيا عنيها هتخرج من مكانها من الفزع، شايفة حد بيشيل تراب من على...من على بدروم تحت الارض...لالا ده مش بدروم هي كانت بتقنع نفسها بكده تهون خوفها على نفسها شوية، لكن اتأكدت لما اتفتح الباب وظهرت قدامها الدرجات بتاعت السلم اللى تنزل لتحت، واتأكدت ان دي مقبرة، برغم خوفها والرعب اللى جواها...الا انها حاسة بحاجة غريبة، حاسة انها جت المكان ده قبل كده.
يجيلها الصوت:
- خلي بالك يا رانيا وانتي نازلة، احنا عايزينك سليمة.
استغربت رانيا من ان الراجل ده عارف اسمها، نزلت بحذر وهي متأكده ان ده المكان المقصود، نزلت رانيا وهو وراها الراجل الضخم ده بعد خطوات مخيفة على درج غير مستوي، وقفت رانيا مصدومة وهي شايفة نفسها جوة مقبرة...بس مش مجرد مقبرة، ده واضح انها مقبرة فرعونية، الرموز والنقوش اللى على الجدران ظاهرة حتى فى الضوء الخافت اللى جاي من كشاف فى ركن من اركان المقبرة، احساسها بأن المكان ده هي كانت فيه قبل كده بيزيد، قعدت جوة المقبرة لأكتر من نص ساعة مستنية الباشا لما يوصل زى ما قالها الراجل اياه، بتتفرج رانيا بخوف على كل تفاصيل المقبرة، الممر الظلمة ده ورهبتها منه، الاوض المحيطة بالممر ده الرسومات والريحة الغريبة، فصلها عن التركيز ده صوت خطوات على الدرج، بصيت بتركيز علشان تشوفه لما نزل بوضوح، راجل مش صغير، فى الخمسينات تقريبا لكن واضح عليه مهتم بنفسه وصحته، لابس بدلة سودة وواضح انها قيمة وواضح انها بمبلغ وقدره، فيه حد تاني نزل وراه لكن مش شايفاه رانيا كويس بسبب ان النور خافت جدا، قربوا من رانيا واتكلم الراجل الضخم:
- رانيا اهي يا باشا اللى كنا مستنيينها كل ده.
الباشا:
- اخيرااااا جيتي، انا كنت قربت ايأس من ان الوقت ده ييجي.
رانيا اتكلمت بحدة وغضب:
- امي فين؟ انطق انت وديت امي فين؟
الراخل الضخم:
- اتكلمي كويس مع الباشا بدل ما ادفنك هنا.
الباشا:
- سيبها يابني، يا ستي امك كويسة متقلقيش، احنا جيبناها بس علشان نقدر نخليكي تيجي لحد هنا بنفسك، مجرد ما اتأكدت من وصولك عطيت خبر للرجالة يسيبوها تمشي، وهي دلوقتي فى طريقها للبيت، متخافيش بقى احنا مش وحشين.
رانيا:
- وانا ايه اللى يضمنلي كلامك ده؟
الراجل الضخم:
- من غير ضمانات، انتي عايزة من الباشا ضمان اكتر من كلمته؟ دورك ده بقى يلا..
رانيا بتوتر:
- دوري! دوري فى ايه مش فاهمة؟!
يتحرك الشخص اللى كان نازل ورا الباشا ويخرج قصاد رانيا علشان تقدر تشوف بوضوح، واول ما شافت الشخص اتربط لسانها، حسيت ان الدنيا بتلف بيها وهي بتقول بذهول وصدمة:
- أأ...مسس...مستحيييل...انت؟! ازااااااي؟
في الوقت ده يوسف على سريره، نايم لكن فجأة قام مفزوع وبيتنفض، بيرفع ايديه لفوق فى محاولة منه انه يمسك حاجة مش متشافة، ياترى حد بيحاول يمسكة؟ ولا حاجة بتطير فوق وبيحاول يلحقها؟ اكيد حاجة كان بيحلم بيها قبل ما يصحى عرقان ومفزوع كده وهو بيقول:
- رانيا..رانيا، لا مستحيل يكون ده حلم، انا متأكد ان ده حقيقة مش حلم، اعمل ايه يارب؟ انا لازم اتصل بيها اقولها، لو محذرتهاش هنموت كلنا، كلنا واحد ورا التاني.
وفي المقبرة، فوق مربوط الاصحاب مع بعض فى حالة من الصدمة والرعب ميتوصفوش، اما رانيا اللى كانت تحت وواقفة مصدومة من اللى ظهر قدامها فجأة وهي بتقول:
- دكتور سمير؟! مش ممكن!!
رانيا فى حالة صدمة، الدكتور اللى كان بيعاملها على انها بنته، الدكتور اللى كان ساندها ووقف جنبها وقت ازمتها وحاول يعوضلها كل اللى فاتها واتعامل معاها بحنان اب، معقول هو دلوقتي واقف قدامها فى مقبرة زي دي وعارف بوجودها ومستنيه؟! واقفة فى حالة صدمة وكل الافكار بتتزاحم علشان تلاقي تفسير، لكن الدكتور سمير واقف باصص لرانيا وبيضحك بس:
- في ايه يا رانيا؟ ايه كل الذهول والاندهاش ده؟ الدنيا صغيرة ومش كل حاجة تبقى بالمظاهر، انتي حتى اقرب مثال للي بقوله، بنت تافهة اللي رايح واللى جاي كان عاملة النكتة بتاعته، اصحابك بيتريقوا عليكي طول الوقت، كنتي صعبانة عليا فى البداية...لكن انتي تطلعي المفتاح لكل القابر دي؟! انتي اللى الكنوز دي مش هتطلع غير بوجوووودك؟!
رانيا بصدمة:
- انا مش فاهمة حاجة، مقابر ايه؟ وهي ايه دي اللى تتفتح بوجودي؟ لالا انت اكيد مش طبيعي، مستحيل تكون انت، اكيد الراجل ده غسلك مخك.
يضحك سمير وواقف الباشا جنبه وهو بيبص له بنظرة انتصار، يتكلم سمير مع رانيا:
- مفيش وقت كبير للكلام يا رانيا، لكن لحد قبل الساعه 12 ممكن اجاوب على اللى عندك، لحد الساعة 12 بس.
رانيا اتكلمت:
- انت اللى ورا كل اللى بيحصل فيا ده صح؟ حياتي اللى اتدمرت؟ ابويا اللى اتقتل؟ والناس اللى بتظهرلي والكوابيس اللى بشوفها، انت السبب فيه صح؟
يتكلم سمير:
- لو هيريحك اني اقول انا، يبقى اه ياستي انا اللى ورا كل ده.
يبتسم سمير بسماجة ويزيد غضب رانيا وانفعالها، تتكلم وهي العروق هتنفر من جسمها:
- طيب ازاي؟ ده انا لما سألتك عن الوشم ضحكت عليا، اتريقت عليا وقولت متعرفش عنه حاجة، ازاي انا بالغباء ده؟ ازاي مشكش فيك من الاول؟
يضحك سمير من تاني ويقول:
- وهو انتي فاكرة ان دي كانت اول مرة تشوفيه؟
رانيا عنيها هتخرج من مكانها وهي بتقول:
- تقصد ايه؟
سمير:
- يعني انتي شوفتيه قبل كده، بس انتي مش هتفتكري، اوعي تفتكري اني بشتغل فى الاثار، اه المقبرة دي اكتشفناها قبل الدراسة بأيام، لكن انا معايا خُدّام من الجن يا رانيا علشان بس تبقى مستوعبة كلامي وانا بكمله.
رانيا تتصدم اكتر ونظراتها حايرة بين الخوف والغضب، والصدمة والرغبة فى الانتقام ومش لاقية كلام ينفع تقوله..كمل سمير وقال:
- المقبرة دي حاولنا نفتحها كتير جدا، مفيش شيخ قدر عليها، معظم الشيوخ اللى جت هنا ماتت، الموضوع انتشر بين اللى بيفكوا الرصد، جيت انا ومعايا الخُدام بتوعي وحاولنا، كل اللى قدرت اعمله هو اني افتح الجزء اللى احنا فيه ده، وخسرت على فكرة انا مش احسن من الشيوخ اللى ماتوا هنا قبلي، بس خسارتي كانت فى خُدام كتير من اللى كانوا معايا وبيساعدوني، اللى مقدروش عليه بقى هو الجزء اللى وراكي ده...الممر اللى هيوصلنا للهدف، الجزء اللى اتفتح من المقبرة كان فيه الصورة اللى انتي شوفتيها معايا، وده كان طلسم مقدرناش نوصل لتفاصيله، لما جيتي وقولتيلي في ....
رانيا:
- ايه ده؟ انا مش فاكرة اللى حصل بالظبط.
سمير:
- استني اكمل كلامي، لما جيتي وشوفتيه وقولتي انك تعرفيه، بعدها ابتديت احاول اساعدك، قدمتلك عصير فى مكتبي حطيت فيه عقار خاص بفقدان ذاكرة مؤقت..ماهو انا برضو مكنتش عارف انتي منين عرفتي الصورة دي؟ الدوا خلاكي تنسي اللى حصل، اه انا مكنتش عارف ايه حكايتك لكن قلقت برضو، علشان كده اتصرفت معاكي بالطريقة دي، وابتديت بقى اساعدك وكل مرة بساعدك فيها بقدملك فى العصير عقاقير للهلوسة، وابتديتي تشوفي الكوابيس ووصلتي للجنان...خلينا بقى نرجع تاني للمقبرة، المهم اننا وصلنا لباحثين وعلماء فى الاثار نزلوا المقبرة دى، والغريبة ان محدش منهم طلع عايش، وحتى اللى بيطلع عايش بينتحر بعدين، لحد ما جت فكرة اننا نحط كاميرا جوة المقبرة ونشوف ايه اللى بيحصل وده تم عن طريق حد كان بيساعدنا لكن انتحر هو كمان، لكن المهم اننا لما عرفنا الكيان اللى ظهر فى الكاميرا ده اتحضر ازاي ومين اللى كان محضره من ايام الفراعنه، عرفنا ان المقصود هو اللى هيقدر يفتح الممر ده، هو اللى يقدر يطلع كل الكنوز اللى جواها...
قاطعته رانيا:
- طيب ودكتورة مجيدة؟!
سمير:
- متفكرنيش، غبية، كانت شاطرة وكانت هتبقى كويسة معانا بس هي اللى خليتنا نقتلها.
رانيا:
- نقتله؟! يعني انت اللى قتلته؟ انت مستحيل تكون بني ادم، انت شيطان.
سمير:
- لا يارانيا متقوليش عليا كده، انا كنت عايزها معانا، وهي كانت ممتازة فى فك الطلاسم والشفرات، لحد ما شافت الشفرة بتاعت المقبرة دي، طريقتها اتغيرت تماما ومبقيتش زي الاول وخاصة بعد اليوم اللى انتي شوفتي فيه الوشم ده.
كمل سمير وهو مبتسم بسماجة:
- ابتديت تخرف وتاخد ادوية للأكتئاب وحاجات غريبة كده خليتها متبقاش فاهمة بتعمل ايه، وصلت بيها انها راحت عطيت لصاحبتك اميرة حاجات مهمة خاصة بينا، كان طبيعي اقلق منها وكان لازم يبقى بأسرع وقت، سيبنا صاحبتك لأنها هي اللى كانت بتوصلنا بيكي، وعن طريق مجيدة قدرت اعرف ان انتي المقصودة، خصوصا لما قدرتي تتعرفي على الصورة مرة تانية حتى وانا عامل ليكي فقدات ذاكرة مؤقت، انا مش عارف انتي ايه قوتك، ولا انتي ايه اساسا، كل اللى اعرفه دلوقتي هو ان انتي الطريق الوحيد لفتح الممر ده وقبل ما ييجي الريس بتاعنا...ويقتلنا كلنا لو منفذتيش.
رانيا:
- ريس؟! قصدك مين؟
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا