سكريبت كامل وحصري لمدونة قصر الروايات
سكريبت كامل وحصري لمدونة قصر الروايات
_ أنا مش قادر أكمل في العلاقة دي، احنا هننفصل
_ يوه بقى ايه الهزار البايخ ده
رد عليا بقسوة كانت واضحة من صوته الجاد:
" أنا مش بهزر يا ندىٰ، العلاقة دي بقت مُرهقة بالنسبة ليا ومفيش بينا أي حاجة مشتركة"
_ وأنتَ جاي تكتشف ده بعد تلت سنين!
نطقت بصدمة وتعجب وغضب من كلامه، يعني ايه بعد تلت سنين كُنت أقرب ليه من أَهله ومعاه في كل خطوة يسيبني وكأني كُنت مجرد اكسسوار في حياتهُ!
محستش بدموعي البسيطة اللي بدأت تنزل غير لما نطق بسخرية واستهزاء:
" بلاش أوفر يا ندىٰ الموضوع مش مستاهل"
في اللحظة دي أدركت أكبر كدبة في حياتي _ مُعتز _ قلعت الدبلة وحطيتها قدامهُ وأنا بحاول أتماسك، عشان هو ميستاهلش ضعفي يبان قدام اللي هُنت عليه
سَحبت شنطتي بعزم ما فيا وكأني بطلع وجعي وقهري المكبوت فيها، مشيت هايمة، قلبي مكـسـوـر، دموعي بتنزل على وشي بكل حرية وأنا مبقتش قادرة أوقفها
وعقلي مش قادر يقتنع أو يَصدق ازاي يسيبني كده، ازاي الحُب اللي ما بينا يهون!
ازاي قلبي نفسهُ هان عليه، وافتكرت في اللحظة دي كلامه المعسول:
" لو هُنتي على الدنيا كُلها، عُمرك ما تُهوني عليا أنا هِنا علشانك"
كدب مُجرد كدب صَدقته شخصية ساذجة زيي
قعدت على كرسي بإنهزام ويحاول أخد نفسي في محاولة عشان أهدي نفسي بس أنا مجروحة
غطيت وشي بكفوف ايديا وكأني كدا بخفي نفسي من الحُزن وبدي الفرصة لعيني عشان تبكي
_ مفيش حاجة تستاهل العياط ده كله، أو انهزامك بالشكل ده
انتفضت بخفة وأنا ببص اتجاه الصوت، كان شاب قعد على الكُرسي جنبي ومد أيده اللي ماسكة مناديل اتجاهي في إشارة منه إني آخدها وأمسح دموعي
أدركت إن صوت شهقاتي علي، شكلي مثير للشفقة وأنا حزينة على حالي
_ اتفضلي
قالها بنبرة قوية وملامحه لسه زي ما هي هادية، أخدت المنديل أمسح بيه دموعي اللي سابت أثرها على وشي واتمنيت لو مَحيت ذكرياتهُ من عَقلي وقلبي
خدت نفس عميق في محاولة جديدة عشان أهدى، فقال الشاب بلين:
" متخليش حاجة توصلك للمرحلة دي مفيش حاجة تستاهل، دُنيا فانية متعيشيهاش في وجع قلب"
_ وجع القلب هيفضل جوا القلوب طول ما البشر من جواهم مليانيين حُب الأذى لغيرهم
_ خذلك، صح؟
بصيتله بصدمه من توقعه الصحيح
_ عرفت ازاي ؟
_ خبرة.
كان في نبرة سخرية مفهمتهاش وبعد كلمته دي فضلت ساكته وهو كمان، مفيش كلام يتقال والليل مليان أحزان
_ بس المباني دي هايلة
بصيت ليه بعدم فهم واستغراب بأن على ملامحي؛ فضحك ورغم إن ضحكته بسيطة بانت غمازته بشكل لطيف ولمعة عينه الرمادي زادت، استوعبت تركيزي الغير مفهوم ده على صوته وهو بيقول:
" ايه النظرة دي أنا بحاول أفك الدنيا، بالمناسبة أنا أمجد وأنتِ؟"
بصيتله وسكت لكان ثانية وقلت:
" بس أنا مش عاوزة أقوله، بس ممكن أقولك حكايتي عشان أنا مش عارفه أروح فين وأحكي لمين"
بصلي بعدم فهم وكملت أنا بهدوء:
" أنا بس محتاجة أفضفض عشان أقدر أواجهم بعد ما أعرفهم إني فسخت الخطوبة"
_ احكي
قالها وركز معايا وبدأت أحكي اللي جوايا وإن ضغط أهلي كان السبب في الخطوبة السريعة دي لمجرد بس إني بقيت خمسة وعشرين سنة
_ أنا محبتش معتز من البداية بس مع الوقت حبيته وطالت بينا المُدة وفي الآخر الخذلان كان من نصيبي
_ هي دي الحياة اختبارها صَعبة ووقعاتها أصعب، الرّك على الشخص وقدرته في المُحاربة وأنتِ مُحاربة قوية كملي
كلامهُ شجعني شوية حسيت براحة بتغمر قلبي شكرته ووقفت وصاحب وقوفي كلامي:
" شكرا يا أمجد، أتمنى مفيش مواقف تجمعنا تاني بعد كل اللي في قلبي أنتَ بقيت على علم بيه...أتمنالك السعادة وعدم الخذلان".
وفي وسط العاصفة الهوجاء
كانت هُناك رياحُ هُدنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر شهرين على الحادثة الموجوعة دي أو حاليا اللي مبقتش فارقة ليا، ابتديت أطور من نفسي وأثق في نفسي أكتر
بقيت آخد مُحاضرات وكورسات أونلاين في أي مجال أنا حباه
النهاردة أجازتي الأسبوعية لبست جيبة بني وعليها بلوزة من درجات البني وزينت شعري المموج باكسسوارات شعر لطيفة ورشيت من العِطر المُفضل ليا وبوت بكعب لونه أسود وسلسلة فضية على شكل فراشة وبقيت جاهزة لنزول وسط البلد في الجو الشتوي العسل ده
اتمشيت في شوارع وسط البلد بسعادة غمراني وببص على المباني بسعادة من شكلها المُدهش مع السُحب
وصلت المكان المفضل ليا، مكان مليان كُتب وقَعدة لطيفة في البلكونة مع كوباية قهوة مظبوطة وكده كل حاجة تبقى عسل
مسكت كتاب من الأرفف واتجهت ناحية البلكونة وقعدت في وسط الزرع ووسط اندماجي خرجني منه صوت مألوف، رفعت راسي أشوف مين
_ ياه مين كان يصدق الصدفة دي
ابتسمت بهدوء وقلت:
" ازيك يا أمجد"
سَحب كرسي وقعد قدامي وقال:
" ايه المقابلة الناشفة دي!"
_ أحطلك عليها مكسرات يعني!
استفزني ورديت عليه بأسلوبي بمعنى أصح بشخصيتي الحقيقة
_ متبقيش قفوشة يا فراشة
بصيت ليه بإستغراب ورددت:
" نعم!"
_ لحد ما أعرف اسمك هيبقى اسمك فراشة، أو ممكن نثبت الإسم ده
قلعت نضارتي بهدوء وقفلت الكتاب وقُلت:
" ممكن أفهم في ايه، احنا كان اتفاقنا منشوفش بعض ودلوقتي إنت بتخترق مساحتي الشخصية؛ فخير؟"
رجع بضهره وسنده على الكرسي وقال :
" بس أنا ما اتفقتش على حاجة أنا بس خدتك على قد عقلك"
_ متنرفزنيش!
ضحك المرة دي بصوت عالي وغمزاته بانت بشكل مُبهرة، وصوت ضحكته نفسها هادئة ولطيفة مش عارفه ليه شكله بيديني إيحاء بالسلام النفسي والهدوء
هزيت رأسي بسرعة وكأني برجع عقلي مكانه وبردد جوايا إن خلاص مش هكرر نفس الغلطة تاني
نادى عليا لما لاحظ سرحاني وقال:
" أنا من ساعة ما قابلتك وإنت في دماغي مبتسبنيش، بقيتي عايشة جوايا..طول الشهرين كنت بفضل أروح نفس المكان اللي شوفتك فيه يمكن أقابلك تاني، بس محصلش ويشاء القدر إنك تيجي المكان المفضل ليا بردو
تفتكري ده ايه؟"
_ صدفة عادي
قلتها ببرود بس هو جاوبني
" ممكن تكون صدفة بالنسبة ليكي بس أنا بالنسبالي دي مُقابلة ردت الروح"
قرب من الكرسي بتاعي ووقف قدامي ومد أيده ليا
" أنا هِنا صدقيني وعمري ما هخذلك وعد على رقبتي أنا هبقى الحبيب وأنتِ تبقي كل ما ليا".
نبرته بابن فيها الصدق وعيونه بتتمنى القبول اتردت، بس هالته مداياني الراحة والأمان وحاسة بنبض قلبي الفرحان فمديت ايدي وسلمت عليه وقولت:
" ازيك، أنا ندى وأنت"
_ أنا أمجد، وحابب أقولك هايلة المباني دي
ضحكنا على الذكرىٰ اللي كانت بداية اللقاء

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا