القائمة الرئيسية

الصفحات

سكريبت قلبي وقع وأنا ببص في الموبايل كامل وحصري لمدونة قصر الروايات

 

سكريبت قلبي وقع وأنا ببص في الموبايل كامل وحصري لمدونة قصر الروايات 





سكريبت قلبي وقع وأنا ببص في الموبايل كامل وحصري لمدونة قصر الروايات 






قلبي وقع وأنا ببص في الموبايل، الرسالة كانت واضحة جدًا، مفيش فيها لبس ولا غلط  زي ما بيقول.

فضلت ثواني ببص في الشاشة ومش قادرة أستوعب…

"حبيبتي اتصرفتلك في الفلوس وجاهزه معايا دلوقتي"

الجملة كانت بتتردد في وداني كأنها صوت بيحفر في عقلي، وأنا قلبي بيخبط في صدري بخوف وغضب وفضول في نفس الوقت.


كتبتله وأنا إيدي بتترعش:

"اتصرفتلي في إيه؟!

إيه دا مش فاهمة حاجة، لا وكمان حبيبتي؟!"


الهواء اللي في الأوضة اتقل، وكأن الدنيا كلها وقفت لحظة وأنا مستنية رده.

الموبايل رنّ بنغمة الإشعار…

فتحته بسرعة، وإيدي متوترة، ونفَسِي متقطع.


ردّ عليا وقال:

"إيه ده يا حور أصلًا المسدج اتبعتت غلط، ده كان قصدي أبعتها لمحمد صاحبي أصلًا، و(حبيبتي) غلطة من الكيبورد."


قريت كلماته كذا مرة، كل مرة أعيني بتقع على كلمة حبيبتي، وكل مرة وجعها يزيد أكتر.

حسيت بدفا الموبايل في إيدي بيتحول لبرود، والعرق بدأ يطلع من كفي.

إزاي يعني؟ غلطة كيبورد؟

الكلمة اتكتبت كاملة، بحروفها، بنقطها، مش حرف ناقص ولا زيادة…

وأنا المفروض أصدق إنها "غلطة"؟


قلبي بيقول حاجة، وعقلي بيحاول يهديّني.

بس نظري وقع على توقيت الرسالة… الساعة 11:47 بالليل.

محمد صاحبه؟ في الوقت ده؟!

وهو أصلًا ماكلموش من أسبوعين لما اتخانقوا في الشغل!


قعدت على السرير وأنا ماسكة الموبايل، ووشي بيولع.

الأسئلة بتتكاثر في دماغي زي خيوط عنكبوت بتخنق التفكير.

مين المقصودة بالرسالة؟

وفلوس إيه اللي "اتصرفت" فيها؟

وليه كل حاجة في كلامه باين فيها ارتباك؟


كتبتله:

– "محمد إيه اللي هتتصرفله فلوس؟ هو أنت بقيت تشتغل بنك ولا جمعية؟!"

بس قبل ما أبعت، فضلت أبص على الكلمة "حبيبتي" تاني.

الوجع كان أقوى من الغضب.

رجّعت الموبايل على السرير وقلبي موجوع…


هو بيكذب عليا؟ ولا فعلاً غلط؟

بس ليه حاسه إن في حاجة ورا الكلمة دي؟

ليه الإحساس اللي جوايا بيقول إن اللي وراها مش مجرد غلطة كيبورد…

بل بداية حاجة أكبر وأوجع؟


قعدت أبص في السقف وأنا مش قادرة أهدى، كل ما أغمض عيني الكلمة دي تطلع قدامي كأنها مكتوبة بالنار…

"حبيبتي اتصرفتلك في الفلوس"

كنت حاسة إن في لغز ورا الجملة دي، لغز كبير أنا مش فاهمة منه حاجة.


عدّى اليوم التاني وأنا شبه تايهة، لا قادرة أكل ولا أتكلم معاه.

هو كان بيتعامل عادي جدًا، كأنه مفيش حاجة حصلت، بيضحك وبيتكلم وبيسألني أكلت ولا لأ، بس جواه في حاجة متغيرة… في توتر مستخبي في عينيه.


لحد ما في يوم، كنت قاعدة في الصالة بليل، والموبايل بتاعه بيرنّ وهو في الحمّام.

المتصل كان رقم غريب، واسم غريب أكتر: "رانيا SmartCoin"

عينيا اتسمرت على الاسم، وقلبي بدأ يدق بسرعة.

اسم مريب، وورا الاسم كلمة غريبة "SmartCoin"؟ شكلها تطبيق ولا شركة.


فضل الموبايل يرن، لحد ما وقف… وبعدها جت رسالة جديدة.

الفضول غلبني، مسكت الموبايل وفتحته.

الرسالة كانت بتقول:

"تمام يا أستاذ ياسر، الأرباح جاهزة، والمبلغ الجديد اتحوّل، ابعتلي التأكيد بس."


وقفت مكاني مش فاهمة… أرباح إيه؟ ومبالغ إيه؟

دخلت بسرعة على المحادثة، وبدأت أقلب فيها وأنا نفسيتي بتتلخبط كل ثانية أكتر.

كانت كلها أرقام، تواريخ، نسب، تحويلات، وكلمة "استثمار" بتتكرر كتير.

بس اللي شدني فعلاً، إن الرسالة اللي شُفتها عندي كانت متكررة في الشات دا!

نفس الجملة بالضبط، حتى الكلمة اللي كسرت قلبي:

"حبيبتي اتصرفتلك في الفلوس وجاهزة معايا دلوقتي."


بس هنا، وهي مكملة الرسالة، الكلمة كانت باينة إنها اسم رمزي مش أكتر.

"حبيبتي" دي كانت اسم واحد من البرامج اللي بيستخدموها في التعاملات، زي رمز أو شفرة!

رسالة شغل مش أكتر…


حسيت بدموعي بتنزل، بس المرة دي مش من وجع… من صدمة.

أنا كنت فاهمة غلط.

هو ما كانش بيكلم واحدة.

هو بيتعامل في فلوس، بس مش فلوس عادية.


فضلت أقلب أكتر، وقلبي بيدق بسرعة وأنا شايفة تفاصيل مخيفة.

حسابات برا مصر، تحويلات بمبالغ خرافية، وبرامج غريبة شبه مواقع المراهنات بس بشكل رسمي!

وكل حاجة مكتوبة كأنها شغل سري بيتعمل في الخفاء.


رجع ياسر من الحمام، وأنا قافلة الموبايل بسرعة، بس ملامحي كانت فاضحة كل حاجة.

بصلي بتركيز وقال:

– "مالك يا حور؟ وشك عامل كده ليه؟"


قولتله وأنا بحاول أثبت صوتي:

– "رانيا دي مين؟ وSmartCoin دي إيه؟"


وشه اتبدل في لحظة، اتجمد مكانه، وعينيه بدأت تدور شمال ويمين كأنه بيدور على رد.

– "إنتِ فتّحتي موبايلي؟!"

– "لما الرسائل تبقى بتتبعتلي بالغلط يبقى من حقي أفهم، ولا أنا غلطانة؟!"


فضل ساكت ثواني طويلة، وبعدين قعد جنبي وقال بصوت واطي جدًا:

– "أنا ما بخونكيش يا حور، بس الشغل اللي أنا فيه مش قانوني أوي… أنا شغال في تحويلات مالية، استثمارات، حاجات ليها علاقة بالعملات الرقمية."


بصيت له وأنا مش مستوعبة:

– "يعني إيه مش قانوني؟!"

– "يعني في ناس بتستغل البرامج دي لغسيل أموال، وأنا كنت جزء من المنظومة دي من غير ما أقصد في الأول… ولما عرفت، كنت خلاص دخلت لحد رقبتي، ومش عارف أطلع."


اتسعت عيني بخوف وأنا بسمعه بيحكي، صوته مهزوز بس صادق.

– "الفلوس اللي كنتِ شايفاها مش فلوس حد، دي فلوس الشبكة اللي بنتعامل معاها، و(رانيا) دي المسؤولة عن التطبيق. الرسالة اللي جاتلك كانت نسخة من رسالة شغل، بعتها بالغلط لأن اسمك كان بعد اسمها في الكونتاكت."


كنت حاسة بالراحة والخضة في نفس الوقت، مش عارفة أعيط ولا أتنفس.

يعني ما خاننيش… بس اللي بيعمله أخطر بكتير من الخيانة.


قمت من مكاني وبصيت له بعيون مليانة خوف:

– "ياسر، اللي بتعمله دا ممكن يوديك في السجن."

ابتسم بسخرية مرة وقال:

– "عارف… بس خلاص، أنا ناوي أخرج من دا كله، عندي صفقة أخيرة وبعدها همسح كل أثر ليا."


قربت منه بخوف وأنا بمد إيدي على إيده:

– "اخرج النهارده، قبل بكرة. الفلوس عمرها ما كانت أمان."


بصلي نظرة طويلة غريبة فيها وجع وندم، وقال بهدوء:

– "أنا كنت فاكر نفسي بلعب في الفلوس… بس طلع الفلوس هي اللي بتلعب فيا."


سكتنا سوا، وكل واحد فينا غرق في خوفه…

بس في لحظتها، كنت متأكدة إن الرسالة اللي كانت ممكن تهدّ حياتي،

طلعت هي اللي فتحت لي باب لحقيقة أكبر بكتير —

حقيقة إن جوزي مش خاين…

بس واقع في لعبة أخطر من الخيانة نفسها.


عدّى أسبوع تقيل، كأنه سنة.

ياسر اتغيّر تمامًا، بقى ساكت أغلب الوقت، مش بيضحك، مش بيخرج، وبيفضل قافل على نفسه في الأوضة بالساعات.

كنت ببصله وأنا مش عارفة أعمل إيه… أساعده؟ أواجهه؟ ولا أسيبه يواجه نفسه؟

بس اللي جوايا كان واضح: أنا مش هسيبه يضيع.


في ليلة مطرها كان بيخبط على الشبابيك، كنت قاعدة في الصالة بقرى شوية قرآن، والبيت كله هادي إلا من صوت المطر.

فجأة، خرج ياسر من الأوضة، وشه شاحب وعينيه فيها دموع لأول مرة من سنين.

قعد قصادي وقال بصوت مبحوح:

– “حور، أنا لازم أقولك كل حاجة.”


سكت وأنا قلبي بيتقبض، وكمّل:

– “من أول يوم دخلت الشغل دا وأنا كنت فاكرها حاجة عادية، أرباح على استثمار إلكتروني… بس بعدين اكتشفت إنها شبكة لغسيل أموال، وكل خطوة كنت بعملها كانت بتربطني أكتر.

الفلوس كانت بتغريني، المبالغ اللي بشوفها كانت بتخليني أعمى عن الحرام،

بس بعد اللي حصل… بعد الرسالة اللي اتبعتتلك بالغلط… أنا فوقت.”


دموعي كانت بتنزل من غير صوت، وهو بيكمل كلامه بوجع حقيقي:

– “الليل اللي بعد الرسالة، فضلت أفكر، لو كنت موت وأنا في الطريق، كنتِ هتفتكريني خنتك… كنت هسيبك شايلة وجع من غير ذنب منك.

وقلت لنفسي: هو أنا وصلت لإيه؟

فلوس؟ ولا نار بتاكل في قلبي كل يوم؟”


قرب مني، مسك إيدي، وقال:

– “أنا تبت يا حور، والله العظيم تبت.

كلمت واحد صاحبي من الأمن، حكيتله كل حاجة، وهو ساعدني أقدّم اعتراف رسمي.

هتتحجز شوية، بس المهم إن ضميري ارتاح.”


وقتها وقفت، وأنا مش مصدقة اللي بسمعه.

– “يعني سلّمت نفسك؟”

– “آه… لأني مش عايز أعيش في خوف تاني، ولا أكذب عليكي تاني.

أنا ضيعت كتير، بس مش عايز أخسرك انتي كمان.”


حضنته وأنا ببكي بحرقة، حسيت كأن جبال اتشالت من على صدري.

هو اختار الطريق الصعب، بس الصح.


بعد أيام، الجهات أخدت أقواله، وساعدهم يوصلوا لباقي الشبكة.

التحقيقات كانت طويلة، بس في النهاية اتأكّدوا إنه ما كانش الرأس الكبيرة، وإنه ساعد في كشف باقي الناس.

وخُفّف الحكم عنه، وخرج بعد فترة قصيرة.


ولما رجع البيت… كان راجع بنيّة جديدة تمامًا.

بدأ يصلي، ويقرا قرآن، ويبعد عن كل حد من الماضي دا.

حتى اللابتوب اللي كان سبب كل المصايب، باعه وتبرع بنص فلوسه لمستشفى خيري.


وفي يوم، وهو واقف جنبي في البلكونة، ماسك المصحف، قاللي بابتسامة دافية:

– “تعرفي يا حور؟ زمان كنت فاكر إن الفلوس هي اللي بتأمّن الإنسان…

بس الحقيقة إن الأمان الحقيقي هو لما تبقي راضي ربنا.”


بصيتله وأنا قلبي دافى، وقلتله:

– “وأنا كمان اتعلمت إن الشك ساعات بيكون طريق للحقيقة، بس التوبة هي الطريق للراحة.”


المطر بدأ ينزل تاني وقتها، بس المرة دي كنت حاساه مريح…

زي تطهير، زي بداية جديدة.


والرسالة اللي كانت ممكن تخرّب بيت،

بقت أول باب لحياة أنضف،

وحبّ أصدق…

ونهاية ما فيهاش خيانة،

فيها توبة.


#تمت

تعليقات

التنقل السريع