سكريبت كنت مروحة من الشغل متأخر كامل وحصري لمدونة قصر الروايات
سكريبت كنت مروحة من الشغل متأخر كامل وحصري لمدونة قصر الروايات
كنت مروحة من الشغل متأخر كالعادة ودا بطبيعة شغلي كممرضة ، يعني حوالي الساعة واحدة ونص أو اتنين إلا كدا ، المهم أن زي كل يوم في الشتاء الفظيعة دي بمشي بسرعة أوي علشان ألحق أروح وأنام كام ساعة ،
الشارع طبعًا شبه فاضي ، واللي ماشي مروح جري زي حالاتي ، الجو كان تلج ، خطواتي محفوظة ، وطريقي معروف ، كل يوم نفس الشوارع سواء الرئيسية أو الجانبية، كل يوم بعدي على معالم الأماكن بعنيا بسرعة لأني حفظتها عن ظهر قلب ، بس انهاردة وقفت ،
لما لقيت الشارع دا منور، معقولة ركبوا فيه نور ، الشارع دا من صغري عمري ما شفته فيه نور، هو شارع جانبي فيه بيت واحد كبير قديم ومهجور من زمان ، مقدرتش اتحكم في فضولي اتحركت ناحية الشارع أشوف معالمه اللي نسيتها لاني بصراحة بخاف منه ومن أني أعدي من قدام البيت دا ، اللي اتقال عليه قصص كتير أوي ،
خطواتي كانت مهزوزة وخايفة أوي بس فضولي كان أكتر بكتير ، علشان كدا رحت الشارع أبص النور اتركب فين والبيت بقت ملامحه إزاي ، طبعًا من بعيد ، هبص بس وارجع لطريقي، الغريب أن الشارع كان منور أوي بشكل غريب ، بصيت بعنيا على مصدر الضوء القوي دا مش شيفاه خالص ، هو منور ، بس منين النور جاي ؟! مش عارفه.
لسه هلف وابعد وأكمل طريقي لقيت حاجه بتلمع أوي على الأرض، فضلت أحاول من مكاني أعرف أيه هي ، معرفتش ، كنت محتاجه امشي كام خطوة في الشارع ، أتلفت حوليا يمكن الاقي حد اطمن بيه ، بس مفيش ، اتحركت خطوتين بس ، اتنين بالعافية من الخوف ، لحد ما وضح أنه قلم مرمي على الأرض ، قلم بيلمع بطريقة رهيبة ، يمكن لو دهب مش هيكون كدا ، بصراحة مقدرتش اسيبه وامشي ، حاولت بعنيا أقيم المسافة بيني وبينه كام خطوة ، تقريبًا تلت خطوات ، هاخدهم جري وهاخد القلم وأكمل جري لحد ما اخرج من الشارع دا ، دي كانت خطتي .
فعلًا نجحت الخطة ، جريت خدت القلم اللي كان ساقع أوي لدرجة أني حسيت برعشة في جسمي لما مسكته وبعدين جريت خرجت من الشارع بسرعة وأنا بتنفس بفرح وانتصار لأن القلم في أيدي ، قلبي وقف فجأة من الخوف وأنا ببص جنبي على الشارع اللي بمجرد ما خرجت منه رجع ضلمة تاني ، ضلمة فظيعة ، سواد في سواد ، خفت واتحركت بسرعة أوي ، رجليا كانت بتلف على بعضها من الخوف ، وحاسه اني مش قادره اخد نفسي ، بس كان لازم امشي وبعدين ابقى افكر في اللي حصل ، فجأة حاجه سخنت في أيدي ، فبصيت في أيدي لقيته القلم اللي ملحقتش حتى اشوفه كويس من الخوف ،
جميل أوي ، بيلمع بشكل يخطفك ، قعدت اقلب فيه ، وابص في تفاصيله لحد ما روحت الحمدلله ، ورميت الشنطة والقلم وكل حاجه ونمت محستش بنفسي غير تاني يوم.
قمت لبست علشان الشغل وخدت الشنطة اللي لسه في مكانها من امبارح فلقيت القلم تحتها ، كنت نسيته ، أو تناسيت كل اللي حصل امبارح علشان ما اخافش ، ودا بقا حالي مع كل حاجه بتضايقني أو تخوفني ، بدفنها جوايا ، واتظاهر بأنها محصلتش أصلًا.
حطيت القلم في الشنطة ، رحت الشغل بسرعة ، ولأنه كان يوم طوارئ وفيه ضغط شغل فظيع حبيت أهون على نفسي وطلعت القلم الجميل دا واشتغلت بيه .
تاني يوم رحت الشغل لقيت المستشفى مليانه شرطة ، ورعب فظيع على وشوش الناس ، جيت ادخل الشرطة منعتني فوريتهم الكارنية واني ممرضة فسمحولي بالدخول ، لقيت واحدة زميلتي فسألتها :
ـ فيه ايه يا ناهد ؟! حصل ايه ؟!
ـ مش عارفه ، الناس كلها ماتت يا سارة ، معرفش ازاي؟!
ـ ناس مين ؟! فهميني براحة .
لسه هترد عليا ، لقيت واحد من الشرطة بيقولي أنهم هيحققوا معايا لاني ضمن الطاقم الطبي للمستشفى ، دخلت وانا مش فاهمه هو فيه ايه ، لقيت ظابط قاعد وحد جنبه بيكتب ، ومدير المستشفى وشوية دكاترة اعرفهم ،
سألني الظابط شوية اسأله معرفش ايه غرضها بس جاوبت وخلاص ، وخرجت من الاوضه وانا لسه مش فاهمه هو حصل ايه ؟!
لقيت زميلتي بتشاورلي بخوف وحرص وبتتلفت حواليها فرحتلها ودخلنا أوضة الممرضات فلقيتها بتقولي :
ـ كل اللي دخلوا امبارح الطوارئ اتق..تلوا .
ـ يعني ايه ؟!
ـ معرفش ، لقوهم مق..تولين بطريقة فظيعة .
ـ انتي بتقولي ايه ؟! يعني ايه ؟! مين قت..لهم ؟! وقت..لهم ازاي احنا في مستشفى وفيه أمن وكاميرات ، وبعدين اشمعنا الطوارئ بتاع امبارح بس ؟!
كان جوايا مليون سؤال ومحدش لاقيله أي إجابة ، تحقيقات طول اليوم ، وقصص مرعبة عن طريقة قت..لهم ، محدش فاهم حاجه ، كله مرعوب ، خدوا بقايا الجثث للمشرحة ، وانتهى اليوم .
تاني يوم كان الدور بتاع الطوارئ مقفول ، فقالولي اني هشتغل في العمليات ، هسجل كل اللي المفروض هيدخل العمليات انهاردة ، ولأن كان فيه ضغط جامد في الشغل فساعدتني ممرضة تانية لأن المستشفى لسه مقلوبة ، شرطة وتحقيقات ونيابة ومرضى محتاجين رعاية فكان يوم مضغوط أوي بس مر برحمة ربنا.
روحت نمت من التعب قمت على اتصال من زميلتي في المستشفى ، رديت وأنا مش فايقة :
ـ فيه ايه يا ناهد؟!
ـ تعالي بسرعة المستشفى.
ـ ليه ؟!
ـ ألبسي وتعالي بسرعة ، بسرعة يا سارة.
بصيت في الساعة لقيتها سته الصبح ، لبست ونزلت بسرعة ، أول ما وصلت لقيت شرطة كتيرة أوي والراجل بتاع الأمن بيشاور عليا لظابط ، وقف قدامي وسألني :
ـ أنتِ سارة أكرم ؟!
ـ أيوة .
ـ طيب تعالي معايا .
ركبت في عربية كان فيها السواق والظابط بس ، نزلنا عند مديرية الأمن وقتها قلبي انقبض وحسيت بخوف فظيع بس أنا معملتش حاجه هخاف ليه ؟!
طلبوا مني أقعد على كرسي أستنى دوري ، شوية وخرجت البنت الممرضة اللي كانت بتسجل معايا الأسماء أمبارح من الأوضة اللي كنت قاعدة قصادها ، كانت بتعيط وجسمها كله بيترعش، مشيت ناحيتها علشان أسالها فيه أيه بس ملحقتش نادوا على اسمي ، فدخلت ، أوضة كبيرة ، وظباط كتير ، ورجاله واقفة وشوشهم جامدة أوي ، حسيت إني مش عارفه أتنفس بس كان لازم أهدى ، أنا معملتش حاجه ، هخاف ليه ؟!
الظابط اللي كان قاعد على كرسي المكتب طلب مني أقعد فقعدت، طلع كشف الطوارئ اللي كنت كتباه قبل يوم القتل وطلع كمان كشف العمليات اللي كتبته أمبارح وسألني :
ـ دا خطك؟
ـ أيوة .
ـ أنتِ اللي كاتبة الأسماء دي ؟!
ـ أيوة ، دي أسماء الطوارئ ، ودي أسماء العمليات .
ـ قصدك أسماء الناس اللي أتق..تلوا من الطوارئ ومن العمليات.
ـ مش فاهمه ؟!
ـ كل اسم كتبتيه هنا سواء في الطوارئ أو العمليات أتق..تل.
ـ يعني أيه؟!
ـ أنا اللي بسألك ، يعني أيه كل أسم كتبتيه أتق..تل ؟! وكأنك بتطلعيلهم شهادة وفاة ؟!
ـ أنا ….أنا مكنتش لوحدي …كانت معايا …منه … البنت اللي لسه خارجه دلوقتي دي ، أنا وهي كتبنا أمبارح العمليات .
ـ ودي المشكلة الأكبر ، وهي أن الأسماء اللي أنتِ كتبتيها بس هي اللي أتق..تلت إنما اللي كتبتها زميلتك محصلهاش حاجه.
يتبع.
وكأن الزمن وقف ، قلبي بقا بيدق بسرعة فظيعة ، دماغي مش مستوعبة ، ومفيش كلام عارفه أقوله ، سكت فطلب مني الظابط أستنى برا .
خرجت وأنا تايهة ، قعدت مكاني ، ولكن فجأة اتنفضت من مكاني لما عقلي افتكر القلم اللي لقيته قدام البيت المهجور، واللي كتبت بيه أسماء الطوارئ والعمليات .
فتحت الشنطة لقيته فيها ، مسكته وقلبت فيه يمين وشمال ، قلم عادي ، ضحكت وأنا مش مستوعبة أني بفكر في أن قلم لقيته هو اللي عامل كل دا .
دخلوني تحقيق تاني وتالت وعاشر، لحد ما تعبت ، وقلت كل اللي أعرفه ، واللي حصل .
سمحولي بأني أروح الساعة تلاتة الفجر ، خرجت وأنا هلكانة من التعب ، ودماغي فصلت ، مش قادره أفكر ولا أعمل أي حاجه ، عايزة أروح أنام وبإذن الله لما أقوم أحاول أفهم اللي بيحصل ، فضلت ادور على تاكسي مفيش ، شوية أمشي وشوية أقعد لحد ما وصلت لعند الشارع اللي فيه البيت المهجور ومكنتش ناوية أبص ناحيته لحد ما لقيت الشارع فجأة نور فبصيت بسرعة لقيت ست كبيرة واقفة في نص الشارع بتشاورلي .
خفت واتحركت بسرعة بعيد عن الشارع فلقيت الست واقفة قدامي ، صرخة خرجت مني من الخوف والصدمة بس الغريب أني مسمعتش صوت الصرخة وكأني في كابوس ، مهما صرخت صوتي مش بيخرج ، قالتلي بصوت مرعب:
ـ إياكِ تكلمي حد عن القلم ، إياكِ حد يعرف حاجه عنه ، هو هيختفي لما يكتفي.
ـ يع…يعني إيه؟! قلم أيه ؟!
ـ القلم اللي لقتيه هنا ، واللي كتبتي بيه ، أكتبي بيه ، لحد ما يختفي لوحده.
مديت أيدي في الشنطة وطلعته ورميته ناحية الست الكبيرة دي ، فلقيته عدى منها وكأنها هوا ، جريت بسرعة الناحية التانية ، جريت ومبصتش ورايا .
رحت عند أختي الكبيرة مرعوبة ، حكتلها اللي حصل في الشغل ، بس مقدرتش أحكي أي حاجه عن القلم ، أنا حاسه أني في كابوس ، أو مش عارفه أستوعب أن اللي بيحصل ده حقيقة .
فضلت نايمة لحد معاد الشغل ، صحتني أختي فلبست ونزلت بسرعة ، ناهد أول ما شافتني فضلت تسأل لحد ما صدعت ، وسبتها ومشيت ، رحت علشان أسجل الطوارئ كالعادة ، مديت أيدي في الشنطة وطلعت القلم ولكن ….إزاي؟! … القلم لسه في الشنطة إزاي ؟!، أنا رميته وجريت أمبارح ، أزاي لسه موجود؟!
رميته على الأرض ، وفضلت أدوس عليه بالجزمة علشان يتكسر ، فجأة حسيت بكهربا شديدة خلت جسمي طار بعيد أوي ووقعت وأغمى عليا .
بعد ساعة تقريبًا فتحت عنيا ، لقيت زمايلي جنبي ولما فقت نادوا الدكتور ، اللي قال أني اتكهربت تقريبًا وأنا بحط الشاحن علشان أشحن الموبايل لأن دا كان التفسير الوحيد بالنسبالهم للكهرباء اللي أتعرضتلها.
قمت بسرعة أدور على القلم فلقيته في الشنطة ، مفيش فايدة ، ولا كأن حصل حاجه ، روحت اليوم دا لأن جسمي كان تعبان أوي ، ومش عارفه أفكر كويس من الإرهاق والضغط، نمت وقمت على كارثة للمرة التالتة ، المرادي كل الطوارئ بتاع أمبارح أتق...تلوا ، فقرروا خلاص يقفلوا المستشفى لحد ما يفهموا الوضع ، هيوزعوا المرضى على مستشفيات مختلفة لحد ما يحققوا في اللي بيحصل ،
وقفت وأنا شايفة المرضى بيترحلوا في الإسعاف واحد ورا التاني ، دماغي واقفة تمامًا ، أنا مكتبتش حاجه إمبارح ، القلم كان معايا طول الوقت ، أتقتلوا إزاي ؟!
جريت على قسم الطوارئ اللي كانت الشرطة مانعة أي حد يقرب منه ، طلبت أشوف الظابط اللي حقق معايا ووراني دفتر الطوارئ ودفتر العمليات قبل كدا ، عايزة أعرف حاجه واحدة بس ، هل نفس القلم ؟! ولا قلم تاني ؟! ولا حصل إيه ؟!
الظابط خلاهم دخلوني ، أول ما شفته قلتله :
ـ عايزة أشوف دفتر الطوارئ بتاع أمبارح ،أرجوك.
ـ وهتقوليلي اللي تعرفيه ؟!
ـ هقولك كل حاجه ، صدقتني أو لأ ، هحكيلك .
الدموع نزلت من عنيا وحطيت أيدي على بقي من الصدمة وأنا ببص للدفتر وللأسماء اللي مكتوبة بنفس القلم وبخط شبه خطي وكأن القلم بيكتب لوحده ، حتى لو أنا مش موجودة ، هو هيوصل للي عايزة .
حاولت أهدى علشان أعرف أحكي للظباط اللي كانوا مليين الأوضة ، واللي فضلوا يضحكوا عليا بعد ما حكيت كل حاجه ، وفضلوا يحققوا معايا ، وجابوا دكتور نفسي يتأكد من صحة عقلي وأني مش مجنونة ، والله أعلم الدكتور قالهم أيه ، حجزوني في أوضة لوحدي فيها سرير وباب حديد .
لأول مرة أعيط ، عيطت كتير أوي أوي ، لحد ما حسيت أني هيغمى عليا ، فحطيت دماغي على السرير ونمت ، لقيت أمي الله يرحمها منيماني على حجرها وبتطبطب عليا فبصتلها وقلتلها :
ـ ساعديني يا أمي ، علشان خاطري، مش عايزة حد يم..وت تاني ، أتخلص من القلم إزاي؟!
ـ القلم مرتبط بيكِ يا بنتي ، مرتبط باللي لقاه واختاره، لو أختفيتِ هيختفي .
صحيت على حد بيفتح الباب ، فلقيته واحد جايبلي أكل ومشي .
فضلت أفكر في كلام أمي ، إزاي هختفي ؟! وهل القلم فعلًا هيختفي؟! وهو فين القلم ؟!
خدوه مني لما حكتلهم على اللي حصل بسببه ، قعدت أدعي ميكنش حد كتب بيه حاجه ، ولا يكون هو بيكتب لوحده زي ما كتب قبل كدا ،
فجأة اتفتح الباب ودخل ظابط متعصب أوي وسألني بعصبية :
ـ فين القلم؟!
ـ قلم أيه؟!
ـ متعصبينيش أكتر وقوليلي فين القلم ؟!
كان معاه بنت فشاورلها فقربت مني وفتشتني ملقتش حاجه ، فضلوا يدوروا في الأوضة وقلبوا السرير ، ملقوش حاجه ، خرج الظابط وهو مش طايق نفسه وقالي قبل ما يخرج :
ـ هرجعلك تاني ولو كان ليكِ يد في إن القلم يختفي ، يا ويلك مني .
فرحت أنه اختفى ، ومش عارفه هو ليه زعلان ؟! ولسه هخبط على الباب علشان أقولهم أن كدا خلاص هو أكيد أكتفى زي ما الست الكبيرة دي قالتلي ، لقيته قدامي على الأرض، رجعت كام خطوة لورا برعب وأنا ببصله لحد ما لزقت في الحيطة ، ووقتها بس أتكرر كلام أمي في ودني (القلم مرتبط بيكِ ، لو اختفيتي هيختفي)
بدون تفكير مسكت القلم وبصيت حواليا على ورقة ملقتش، ففتحت كف أيدي وكتبت عليه (سارة أكرم)
ودي كانت الطريقة الوحيدة علشان القلم يختفي ، إني لازم أختفي وتنتهي كل حاجه.
تمت

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا