سكريبت أنا مش من البنات اللي بتحب المفاجآت كامل
سكريبت أنا مش من البنات اللي بتحب المفاجآت كامل
أنا مش من البنات اللي بتحب المفاجآت، بس لما بييجي من الشخص الصح… الدنيا كلها بتوقف شوية، وقلبي بيرقص لوحده.
كان يوم عادي جدًا، أو أنا كنت فاكرة كده… قاعده على السور اللي دايمًا بقعد عليه، تحت نور ضعيف وموسيقى جاية من بيت الجيران… وفجأة لقيته جاي من بعيد، لابس قميص أبيض، ووشه نصه في النور والنص التاني في الضلمة. بس عينيه… كانوا باينين جدًا.
قرب مني وأنا ببصله بنظرة ماعرفش كانت فيها إيه بالظبط، يمكن شوق، يمكن خوف، ويمكن إني كنت مستنية اللحظة دي من زمان ومش عارفة أعبر.
كان ماسك حاجة ورا ضهره، وبيضحك الضحكة اللي دايمًا بتخليني أنسى أي حاجة مضايقاني.
قالي:
– "حاسبتي إني نسيت؟"
– "نسيت إيه؟"
– "أول مرة قلتلك فيها إنك مختلفة."
كنت هرد، بس الكلام وقف في زوري… لأنه طلع من ورا ضهره بوكيه ورد بسيط جدًا، بس فيه لون من كل لحظة عشتها معاه.
ومعرفش إزاي ولا إمتى… بس وأنا ببصله، حسيت إني مستعدة أحب تاني، أبدأ من أول وجديد، وأراهن على قلبه وقلبـي.
اللحظة دي؟
هفضل أفتكرها دايمًا… لأنها اللحظة اللي حسيت فيها إني متشافه، ومحبوبة، وبأمان
أكيد، هكملها بنفس الروح:
قالي وهو بيقرب أكتر :
– "الورد ده مش بس علشان النهاردة، ده علشان كل مرة كنتي فيها جنبي وأنا ماكنتش مستاهل."
الكلمة دي خبطتني في قلبي… يمكن علشان أنا فعلًا كنت مستنية أسمع حاجة زي كده. أنا من النوع اللي بيحب من قلبه، وبيعافر عشان اللي بيحبه، بس ساعات كنت بحس إني بدي أكتر ما باخد… ولما قال كده، كأن جوايا حاجة اتصلّحت.
قرب وقعد جنبي، ومدلي الورد، وأنا خدته بإيد بتترعش شوية… مش علشان خايفة، بس علشان اللحظة كانت أكبر مني.
سألته:
– "إنت جاي كده ليه دلوقتي؟"
ضحك وقال:
– "علشان كنت محتاج أشوف نظرتك دي تاني… النظرة اللي بتحسسني إني مش لوحدي."
أنا سكت، ومابصيتش بعيد، فضلت أبصله… كأن عنينا بيتكلموا بلغة مش مفهومة لحد غيرنا.
وبعد لحظة طويلة من السكوت، قالي:
– "ينفع نبدأ من أول؟ بس المرة دي، نكون إحنا الاتنين في الصف؟ لا حد بيجري، ولا حد بيستخبى."
حسيت الكلام طالع من قلبه، مش محفوظ… ومكنش عندي إجابة غير إني ابتسمت.
وهو فهم…
قام بهدوء، ومد إيده وأنا قومت معاه، حسيت وأنا مسكة إيده إن الدنيا مهما كانت معقدة، في لحظة ممكن تبقى بسيطة جدًا… لو اتحبت صح.
في الليلة دي، وأنا ماشية جنبه، قلبي كان خفيف، كأني أخيرًا رجعت مكاني، رجعتله.
أنا وهو؟ إحنا مش قصة حب مثالية زي اللي في الأفلام…
إحنا حكاية فيها ضحك كتير، بس كمان فيها وجع.
بقينا مخطوبين من سنة ونص… في الأول كل حاجة كانت حلوة، كلام كتير، خروجات، ضحك ما بيخلصش… بس بعدين، الحياة بدأت تكشّر عن وشها.
خلافات صغيرة كبرت، وكلام اتقال ماكانش المفروض يتقال… وأنا، زي أي بنت، كنت بستنى منه يهدّي، يطبطب، يحنّي شوية، وهو كان بيبعد أكتر.
مرينا بفترة شبه انفصال… بس من غير كلمة "فسخ". كنا سايبينها كده، معلقة، لا إحنا سوا، ولا إحنا بعيد.
ومن وقتها، كل واحد فينا كان بيختبر التاني بطريقته…
أنا كنت بفتش في نظراته عن القديم، عن أول يوم جابلي فيه وردة من غير مناسبة، وهو… كان بيراقبني من بعيد، بس مايتكلمش.
بس الليلة دي…
كانت غير.
اللحظة اللي قرب فيها مني ومدلي الورد، كانت كأنها "هدنة" من كل الحروب اللي بينا.
قالي:
– "عارفة؟ يمكن كنت عنيد، ويمكن إنتي كمان دمّك حامي… بس أنا تعبت من الخصام، وتعبت أكتر من فكرة إني أعيش من غيرك."
أنا ساعتها حسيت إن في حاجة بتتكسر جوايا… مش قلبي، لا، دي كانت الحيطة اللي بنيتها حوالين قلبي.
– "كل اللي بينا يستاهل نكمل عشانه؟"
سألته وأنا قلبي بيرتعش.
رد وهو ماسك إيدي:
– "لو إنتي معايا، يبقى أيوه… كل حاجة تستاهل."
وبصراحة؟
أنا كمان تعبت من الجفا، من العناد، ومن الفراغ اللي كان بيكبر بينا.
فهمت إن الحب مش دايمًا بييجي في صورة ورد وهديا… أوقات بييجي في صورة "فرصة تانية".
ومن الليلة دي…
قررت أدي قلبي فرصة إنه يحب تاني… نفس الشخص، بس بطريقة أنضج، أهدى، أصدق.
إحنا مش المثاليين… بس إحنا اتنين اختاروا يفضلوا جنب بعض، حتى بعد التعب.
من بعد الليلة دي، كل حاجة اختلفت…
مش بمعجزة، ولا بقلب اتغير في ثانية، بس بإرادتنا إحنا الاتنين نرجع نتعلم نحب بعض تاني، من الأول… بس من غير ما نمسح اللي فات.
رجعنا نحكي… نفتح جروحنا، بس المرة دي من غير ما نهرب.
كنت بقوله على كل حاجة كانت بتوجعني منه، وهو كان بيسمع، ووشه مكسور شوية… بس مش تكبّر، لا، مكسور ندم.
وهو كمان… فتح قلبه، قالي حاجات عمره ما قالها، عن خوفه من إنه يخسرني، عن غبائه أوقات، عن كرامته اللي كانت ساعات بتغلبه على حبه.
وعدني إنه هيتغير، وأنا وعدته إني هخف شوية… أدي مساحة، وأصدق فيه من تاني.
رجعنا نرتب ليوم خطوبتنا من جديد، كأنه أول مرة…
بس المرة دي كنا إحنا الاتنين واقفين جنب بعض مش قدام الناس، لأ، جنب بعض بجد… سند.
فاكر يوم الخطوبة التاني؟
كل حاجة كانت بسيطة، بس قلبي كان طاير…
هو واقف جنبي، ماسك إيدي في إيده، وأنا ببص له نفس البصة اللي شافها في الليلة بتاعة الورد، بس بعيون أهدى… عيون بتقول "أنا معاك، وهفضل."
حتى ماما، اللي كانت فاكرة إننا خلاص مش هنكمل، قالتلي يومها:
– "أنا ماشوفتش عنيكي مرتاحة كده من زمان."
وأنا فعلاً كنت مرتاحة…
مش علشان رجعلي، لأ… علشان إحنا الاتنين اختارنا بعض من تاني، واحنا عارفين إن مفيش علاقة بتكمل من غير تعب، بس فيه قلوب بتستاهل التعب.
وبعدها؟
بدأنا نحلم سوا، نحوش سوا، نخطط لبيت صغير…
وأوقات بنتخانق، طبعًا بنتخانق! بس بنتصالح من غير ما نكسر اللي بنيناه، من غير ما نجرح بُعدنا زي زمان.
أنا وهو؟
بقينا أهدى… أقرب… وأكتر حبًا من الأول.
يمكن لأننا عرفنا قيمة بعض لما كنا بنضيع من إيدين بعض.
يوم كتب الكتاب
أنا كنت متلخبطة بين فرحة ودموع، بين "أخيرًا" وبين "معقولة؟ ده بجد؟".
صحيت بدري جدًا، مع إن ما نمتش غير ساعتين… ماما كانت بتجري في البيت، وأختي بتزعق علشان المكياج، وأنا قاعدة على السرير ماسكة التليفون، ببص على صورتي معاه…
وقلت لنفسي:
– "هو ده اللي كنت بستناه؟ ولا اللي كنت خايفة منه؟"
بس أول ما وصلت القاعة، وكل العيون عليّا، وأنا لابسة الأبيض البسيط اللي اخترته بقلبي، مش بتريندات الفستان… شُفت عينيه.
واقف هناك، وسط الناس، لكن عينه عليّا بس.
كان لابس بدلة رمادي، مش بتاعة الأفراح الغالية، بس باينة عليه… عليه هو.
ومجرد ما شُفته، قلبي قالّي:
– "آه… هو ده، ده اللي كنتي مستنيا تبقي مراته."
قرب مني، وهمس:
– "قلبك بيخبط زي قلبي؟"
ضحكت، وقلتله:
– "أنا مش حافظة الشهود ولا إيه اللي هيتقال… بس حافظاك."
وقعدنا، وبدأ الشيخ يقول الكلام اللي بيوثق كل حاجة بينا، اللي بيحول الحب لعقد، والنية لرباط، والدنيا كانت بطيئة جدًا، بس قلبي أسرع من كل الناس.
ولما قالوا "بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير"،
أنا مكنتش سامعة غير صوت دُعانا اللي بقاله شهور بيطلع من قلبنا.
بعد كتب الكتاب، الناس كانوا بيضحكوا، ويهزروا، وأنا كنت ماشية جنبه، ماسكة إيده بإحساس مختلف…
إنك تبقي لحد، رسميًا، قدّام ربنا والناس… إحساس مش بيتوصف.
ويوم الفرح؟
أنا مش كنت عروسة تقليدية… كنت أنا، بس لابسة فستان أبيض وقلبي خفيف كإنه بيرقص.
القاعة كانت بسيطة، مليانة ناس بتحبنا، والدي بيعيط في حضني وهو بيقولي:
– "كبرتي… وبقيتي في إيد أمينة."
وهو؟
كان واقف هناك، مش قادر يبعد عني لحظة، كل شويه يقرب يطمن إني مش متوترة، يهمسلي:
– "خلاص… بقينا لبعض بجد، وجمبك طول العمر."
ولما رقصنا، ماكنش في موسيقى بس… كان في حنين، وذِكرى أول مرة لمس إيدي، وأول مرة زعلنا، وأول مرة قلنا "نبدأ من جديد".
الليلة خلصت، بس إحنا بدأنا…
ركبنا العربية، سايبين ورا ضهرنا سنين كانت كلها استعداد للحظة دي.
وهو وهو سايق، بص لي وقال:
– "أنا مش هعرف أعيش من غير خناقنا… بس الأكيد، إني مش هعرف أعيش من غيرك."
ودي كانت ليلة عمرنا…
مش علشان كانت كاملة، لكن علشان كنا إحنا فيها حقيقيين، لا بنمثّل، ولا بنخاف، ولا بنهرب.
كتبنا أول صفحة من كتابنا…
كتاب مش لازم يكون حكاية مثالية، بس لازم يكون "بتاعنا".
حاضر، هكملها وهندخل دلوقتي على أول أيام بعد الجواز، ونشوف الدنيا مشيت إزاي معاهم، بنفس الأسلوب والدفا اللي بدأنا بيه:
بعد الجواز
محدش بيحكي عنه صح… الناس يا إما بتلمّع الصورة، يا إما بتسوّدها، بس مفيش حد بيقول الحقيقة زي ما هي:
إنه مغامرة… فيها أيام بتعدّي كأنها حلم، وأيام تانية بتحس إنك بتتسحب منها نقطة نقطة.
أول يوم صحيت فيه جنبه بعد كتب الكتاب، بصيت له، وقلبي اتخض…
مش خوف، بس رهبة…
إن الشخص اللي كنت زمان بستناه في آخر اليوم، بقى جنبي طول اليوم.
هو كان نايم، وشه هادي جدًا… إيده ماسكة إيدي، حتى وهو نايم…
ساعتها فهمت إن الحب مش في الكلمة، ولا الوردة، ولا حتى الوعود… الحب في "الإيد اللي ما بتسيبكش".
عدّت علينا شهور فيها ضحك، وطبخ بايظ، وغسيل محطوط غلط، ونوم متأخر، وشاي الساعة 2 بالليل…
بس كمان، فيها نقاشات كانت بتكبر أوقات عن حاجات تافهة، وكلام كان بيطلع مننا مش قصدنا، بس طالع من تعب اليوم، أو من ضغط الشغل، أو من خوف جوانا لسه ما خلصناهوش.
بس الفرق؟
إني بقيت أعرفه… مش الشخص اللي كنت بحبه وخلاص، لأ، بقيت أعرفه زي ما بعرف نفسي، لما يصمت أسمع جوّاه، ولما يضحك أعرف إذا كانت ضحكة حقيقية ولا بيخبّي.
وفي ليلة من الليالي، بعد خناقة صغيرة على حاجة مالهاش لازمة – زي مين نسي يجيب سكر
لقيته جايبلي كوباية شاي، وبص لي وقال:
– "أنا مش هعرف أكون الشخص المثالي، بس هفضل أحاول أكون الشخص اللي يهون عليكي الحياة."
كملت شاي، وبصيت له… وسكتنا، بس كان أحلى سكوت.
إحنا الاتنين مش شبه حد، ولا قصتنا تشبه قصص حد…
بس إحنا اللي اخترنا نكمل، رغم كل حاجة، كل تعب، كل وجع، كل خناقة… واخترنا نكون بيت لبعض.
والنهاردة؟
وإحنا قاعدين سوا، على نفس السور اللي بدأت منه القصة، ببص عليه وبسأله:
– "فاكر أول وردة؟"
يضحك ويقول:
– "فاكر كل لحظة… وعايز أكمل باقي اللحظات معاكي."
وبين كل لحظة والتانية…
بحس إن قلبي كان صح لما اختار يستنى، لما اختار يسامح، ولما اختار يحب من جديد… نفس الشخص، بنفس العين، بس بقلب أقوى.
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا