سكريبت ها يا ونس، هتحددي الفرح إمتى؟ كامل وحصري لمدونة قصر الروايات
سكريبت ها يا ونس، هتحددي الفرح إمتى؟ كامل وحصري لمدونة قصر الروايات
ها يا ونس، هتحددي الفرح إمتى؟
اتكلمت بتفكير، وللحظة افتكرت إن عندي امتحانات، ما أنا في تالتة إعدادي، فقولت على طول:
"ممكن بما إن الفرح لسه عليه شهور، نخلّيه في شهر 8."
عمي، اللي هو في نفس الوقت حمايا، قال بضيق:
"ليه يعني كل الوقت دا؟!"
قولت بتوتر:
"عشان امتحانات تالتة إعدادي يا عمو، إنت ناسي ولا إيه؟"
ضحك خالد وقال بسخرية:
"اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله، أدي آخِرة اللي هيتجوز طفلة!"
وبعدين كمّل
"طيب بما إنك قولتي 8، خلاص تمام. يلا يا بابا قوم نِمشي."
وفعلاً خالد خد عمي ومشوا، وبابا بصلي بضيق وقال بملل:
"لازم تقولي يعني الكلمتين دول؟! اهو عمّك اتضايق."
قالي كده وسابني ومشي.
نفضت كلامه من دماغي، وقُمت دخلت أوضتي، فتحت الفون اللي خالد جابهولي، وقعدت أقلب على الفيس شوية، لحد ما لفت نظري صورة سرير أطفال عجبني جدًا.
حفظت الصورة، ودخلت على شات الماسنجر اللي كان فاضي أصلاً، وبعتله الصورة وكتبت له بفرحة:
"بابي، ما تعمل الديكور دا في أوضة الأطفال، عاجبني موووت!"
كانت أول مرة أقول له الكلمة دي — "بابي".
سمعت صحبتي بتقولها لخطيبها، فقولت أقول زيها.
بس ما عداش لحظات، غير لما لقيته رد وقال:
"الديكور دا؟؟؟؟؟ أكيد بتهزري! يستحيل تكوني بتتكلمي بجد!"
مكنتش فاهمة فين المشكلة، بصيت على الصورة تاني، بس هي كانت عاجباني جدًا.
كتبت له بعدم فهم:
"لا، بتكلم بجد، فين المشكلة؟ مش فاهمة!!!"
طوّل شوية في الكتابة، لحد ما وصلتني المسدج:
"المشكلة إني مش ناقص شغل العيال دا، المشكلة أصلًا إنك عيلة لسه! أنا مش فاهم دماغي ولا دماغ أهلك وأهلي فين لما يخلوني أخطب واحدة عندها 15 سنة وأنا عندي 32 سنة!!!"
هو معاه حق.
وبصراحة الكلام لا وجعني ولا حتى زعلني… هو صح.
مش طبيعي ولا معقول إننا نتجوز.
أنا لسه داخلة الدنيا، وهو كام يوم وهيودّع أصلاً.
بس اللي صدمني فعلًا، إن الباب اتفتح فجأة وبابا دخل بعصبية، صوته كان عالي ووشه أحمر كأنه شاف مصيبة.
قال بغضب وهو بيقفل الباب وراه بقوة:
"إيه اللي أنا قريته دا يا ونس؟! هو أنا مربّيش؟!!"
وقتها اتجمدت مكاني، الموبايل في إيدي، ومش قادرة أستوعب هو عارف إيه بالظبط.
حطيت الموبايل ورا ضهري بسرعة وقلت بخوف:
"مالك يا بابا؟! في إيه؟!"
خطف الموبايل من إيدي وقال بصوت مخنوق من الغضب:
"مالك إنتي؟! إيه الرسالة دي اللي باعتاها لخالد؟! إيه كلمة بابي دي؟! دا اللي ناقصني؟!"
اتلخبطت في الكلام، مش عارفة أرد، كنت حاسة إني طفلة فعلاً زعلت أبوها، مش بنت داخلة على جواز.
قولت بتوتر ودموعي على عيني:
"كنت بهزر والله يا بابا، شوفت صحبتي بتقولها لخطيبها فـ..."
قاطعني بعصبية:
"بهزار إيه؟! هو دا هزار؟! خالد اتصل بيا وقاللي نصًا: بنتك محتاجة تتربى الأول قبل ما تتجوز."
الكلمة دي وجعتني جدًا، حسّيت قلبي اتكسر.
يعني حتى ما كلفش نفسه يدافع عني أو يكلمني، لأ، راح اشتكى لبابا!
بابا فضل واقف قدامي، صوته بدأ يهدى بس نبرته كانت حزينة أكتر من الغضب:
"أنا غلطت لما وافقت على الخطوبة دي، إنتي لسه صغيرة يا ونس، ولسه مش فاهمة يعني إيه مسؤولية ولا حياة زوجية. خالد راجل كبير، وهيشوفك طفلة طول الوقت."
دموعي نزلت غصب عني، وقلت بصوت مكسور:
"بس أنا كنت بحبه يا بابا... والله بحبه."
قرب مني وبصلي بجدية وقال بهدوء غريب:
"الحب مش كفاية يا بنتي، لما تكبري هتفهمي. دلوقتي مفيش فرح ولا جواز، والموضوع دا هيتأجل لأجل غير مسمى."
الكلمة دي كانت زي السكينة.
كل حاجة جوايا اتكسرت... الحلم، الفستان، حتى كلمة "بابي" اللي كنت أول مرة أقولها، بقيت كأنها لعنة.
فضلت قاعدة في مكاني بعد ما خرج وسابني، قلبي بيرتعش ودموعي نازلة، والموبايل على الأرض مفتوح على آخر مسدج منه:
"أنا مش ناقص شغل العيال دا..."
قريتها أكتر من مرة، وكل مرة بحسها بتغوص جوا قلبي أعمق.
بس الغريب… الغريب إن قلبي كان هادي.
كأني لأول مرة استوعب فعلاً إن الجواز مش لعبة… وإن في حاجات في الدنيا بتوجع أكتر من الفُراق، زي الوعي المتأخر.
عدّى الوقت...
وسنين كتير راحت كأنها نسمة خفيفة عدّت ومارجعتش.
كبرت، وعدّيت تالتة إعدادي، وثانوي، ودخلت الكلية، واتغيرت حاجات كتير جوايا.
بقالي دلوقتي 22 سنة، وبصراحة كل ما أفتكر اللي حصل بيني وبين خالد، بضحك.
ضحكة فيها شوية وجع، وشوية نضج، وشوية حمد.
كنت فاكرة وقتها إن دا حب، وإن الدنيا كلها بتتلخص في وجوده، وإن كلمة "بابي" دي هتربطنا ببعض للأبد.
بس لما كبرت، فهمت إن كل دا كان مجرد مراهقة...
كان إحساس طالع من بنت صغيرة أول مرة تشوف اهتمام من راجل كبير، فافتكرت إن دا حب.
دلوقتي لما ببص ورايا، بشوف طفلة كانت لابسة فستان أكبر منها بكتير، بتحاول تفهم يعني إيه ارتباط، ويعني إيه جواز، من غير ما تكون عارفة يعني إيه حياة أصلاً.
أما خالد؟
سمعت إنه اتجوز، وخلف بنت…
لما شوفت صورته صدفة على الفيس، ابتسمت.
مش لأن لسه في قلبي حاجة، لأ…
ابتسمت لأن ربنا نجّاني من طريق كنت صغيرة عليه أوي، طريق ماكنش ليّ.
اتعلمت إن في حاجات بنفتكرها "نهاية العالم"، لكنها بعد سنين بتطلع مجرد درس بسيط في أول الطريق.
واتعلمت كمان إن مش كل اللي بنسميه حب، هو حب فعلاً.
في حاجات اسمها "تعلق"، و"فضول"، و"وهم جميل"... بس مش حب.
قفلت الفيس، وبصيت لنفسي في المراية، لقيت بنت تانية غير اللي كانت زمان.
وشي فيه هدوء، ونظري فيه وعي.
ابتسمت لنفسي وقلت:
"كبرت يا ونس... وعدّيتي، الحمد لله."
#تمت

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا