القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية _خاطبة يا ماما الفصل الأول حصريه لمدونة قصر الروايات


رواية _خاطبة يا ماما الفصل الأول حصريه لمدونة قصر الروايات 




رواية _خاطبة يا ماما الفصل الأول حصريه لمدونة قصر الروايات 



 _خاطبة يا ماما ! باعتة صورتي لخاطبة!

هتبطلي تصرفاتك دي أمتى!

كنت راجعة من الشغل متعصبة، مخنوقة، مش طايقة دبان وشي زي ما بيقولوا، لقيت واحدة باعتالي ماسدج بتقول لقيتلك عريس لقطة وبعتالي صورته، يادي النيلة! 

بصتلي وهي مكشرة وقالت بعصبية: 

_فيها أيه يعني؟ 

عايزة أشوفك عروسة، بنات كتير بيعملوا كدا مش عيب.

_مش أنا يا ماما، أنا مش عايزة أتجوز كدا !! 

مش عايزة أتجوز دلوقتي، مش عايزة أصلًا.

_بقىٰ كدا؟ مش عيزاني أشوفك عروسة قبل ما أموت.

_يوه يا ماما بقىٰ.

قعدت على السرير جنبها وقلبي مليان عصبية وزعل 

_ الكلمة بقت دايمًا على لسانك!

فكراها سلاح عشان تكسبي بيه أي نقاش !!

حطيت وشي بين كفوفي وأخدت نفس طويل

قالت وهي ساندة على ضهر السرير 

_ما أنا عندي حق! 

شيفاني في ريعان شبابي يعني؟ 

بصت على الكرسي المتحرك جنب السرير وكملت

_ولا أنا عارفة أتحرك لوحدي!

مسحت وشي بضيق وبصيتلها 

_ ماما، إحنا ماشيين في جلسات العلاج الطبيعي وإن شاء الله ربنا يجيب الشفاء، هتبقي زي الفل، ومتعمليش فيها كبيرة أنتِ عندك ٥٠ سنة يا سمر بلاش اسطوانة قبل ما أموت دي بقىٰ.

ضربتني في إيدي وهي بتضحك: 

_أنا كبيرة غصب عنك يا بت أنتِ وأقول إلي أنا عيزاه 

_قولي يا ستي قولي.


أخدت نفس وملامحها هديت وحطت إيديها على خدي وقالت بحنية

_أنا مش فارق معايا في الدنيا غيرك يا ذكرىٰ! 

اتبهدلتي بسببي من شغلانة لشغلانة عشان توفري كل حاجة، نسيتي نفسك عشاني.

_أنا زي الفل، و إلي بتتكلمي فيه دا نصيب، يجي ساعة ما ربنا يأذن 

رفعت الموبايل قدامها ووريتلها الماسدج

_مبيجيش برسالة لخاطبة.

_هي لقت عريس! 

_أرحمني يا رب! 

_دماغك ناشفة زي أبوكِ.

ضحكت على ذكرآه وقلنا في نفس واحد وإحنا مبتسمين

_ربنا يرحمه

سِكتت فقولتلها:

_بقولك أيه؟ تيجي نشوف فيلم سوا؟

_ماشي يلا.

_هغير هدومي على ما تختاريلنا حاجة.

ساعدتها تقعد على الكرسي بدأت تجر عجله للصالة وأنا وراها

_بس بلاش رد قلبي والحاجات القديمة بتاعتك دي.

_هقول أيه ما أنتِ هايفة، أيه فهمك أنتِ في القديم.


عملتلها فشار، قعدت سوا أنا وهي نتفرج سوا على فيلم نامت في نصه، كنت محتاجة أنام زيها، قفلت التلفزيون وزقيت الكرسي للأوضة ففاقت وقالت بصوت نعسان.

_عايزة أقعد معاكِ يا ذكرىٰ 

_أنتِ محتاجة تنامي يا حبيبتي، بكرا نقعد سوا.

نيمتها وغطيتها وبوست راسها، قفلت النور وخرجت برا.

لفيت طرحة سريعة، أخدت نفس وأنا بدخل البلكونة، غمضت عيني وسيبت الهوا الساقع يحرك طرحتي وقلبي، أخدت نفس طويل وفتحت عيني المدمعة وأنا بسند على سور البلكونة، كمان كام يوم وهيبقى عدى سنة! 

سنة على أصعب يوم في حياتي 

رحلة جميلة في أخر أيام الصيف 

أنا وبابا وماما وأخواتي 

عربية على السريع وكلنا مبسوطين وبنغني

وفجأة كل حاجة أسودت 

حادثة؟ مصيبة؟ 

كارثة خرجت منها بماما بس 

وبابا وأخواتي سبقونا عند ربنا 

مش عارفة عديت الأيام دي إزاي 

مش عارفة قمت على حيلي إزاي 

ربنا قواني عشان ماما 

حبيبتي خرجِت من الحادثة بصدمة 

وكرسي متحرك وقلب مكسور 


دخلت أوضتي وغيرت ونمت،  مش عايزة أعيط، مش عايزة أنهار ولا أفتكر ولا أسلم نفسي للحزن بنفسي، مشاعر مهلكة ومُخيفة، مقبضة لحد الهروب منها، أنا مبحبهاش، ومش عايزة أحس بيها.


صحيت من الفجر عشان ميعاد دوا ماما، وبدأت أجهز عشان شغلي خرجت من أوضتي بعد ما جهزت لقيت صباح في وشي

_صباح الفل يا ست ذكرىٰ

ابتسمتلها بود وسلمت عليها

_صباح الخير يا صباح، عاملة أيه؟

_الحمدلله يا حبيبتي بخير، الحاجة تمام؟ 

_الحمدلله كويسة، الأكل أنا مجهزاه في التلاجة على التسوية بس، زي ما أنتِ شايفة الشقة محتاجة ترويقة بسيطة وسيبتلك دوا ماما بتاع بعد الغدا على الكومودينو.

_أنتِ تاعبة نفسك ليه! أنا أعمل للحاجة كل حاجة.

ابتسمتلها وأنا بقول: 

_حبييت أعملها الفراخ إلي بتحبها بإيدي النهاردة.

_يسلموا إيديكِ يا ست البنات، أنا هدخل أشوف الغسيل.

هزيت راسي بماشي وسيبتها تشوف إلي وراها.

صباح مراة عبد الجواد بواب العمارة، ولأنها درست تمريض بس مبتشتغلش حبت تساعدني أنا وماما في ما يخصها،  من بعد الحادثة، ومع الوقت بقت تساعدني في البيت وتشيل عني الي مبقدرش عليه بسبب الشغل، ووافقت بالعافية هي وعبد الجواد تاخد حق تعبها بعد إقناع طويل.


دخلت لماما أوضتها وصحيتها وسلمت عليها قبل ما أنزل، ونزلت ليومي الطويل المعتاد.

.

.


_سمورة دي خطيرة والله! 

أفكار الجواز كلها خلصت مفاضلش غير الخاطبة! 

_كانت هتجنني يا زينة، بتقولي عايزة أجوزك قبل ما أموت! مكنتش عارفة أخانقها ولا أحضنها.

_دي بتتكلم بجد بقىٰ؟

_أيوا، مستسلمة، كلمة قبل ما أموت دي على لسانها على طول، حتى جلسات العلاج الطبيعي مبتجيبش معاها نتيجة! 

_طب وبعدين؟

أخدت نفس طويل ورديت عليها 

_لما سألت الدكتور قال مهما عملنا لازم هي تكون عايزة تقوم، لازم تكون عايزة تتحسن، وهي من بعد بابا معندهاش أمل في حاجة، وأنا مش عارفة أعمل أيه؟

نهيت كلامي وأنا بمسح على وشي بيأس 

غقربت زينة وأخدتني في حضنها طبطبت عليا 

_أنتِ ما بين تعبها، وبين الشغل إلي متبهدلة فيه طول اليوم، أنتِ كويسة؟

شديت على حضنها ودموعي بتنزل بصمت وأنا ساكتة، الدنيا صعبة أوي يا زينة، مكنتش أعرف أنها صعبة كدا، بابا كان مسهل علينا كل حاجة، كنت متدلعة حاجات كتير مكنتش بضطر أعملها، مكنتش أعرف إن الدنيا هتقلب عليا فجأة كدا وتوريني أنيابها، بقالي سنة تايهة، سنة مش لاقية طريق البيت، ممكن حد يتوه كل دا !! 


رجعت بليل منهكة كالعادة بس مبسوطة، قبضت وجبت دواء ماما الناقص وطلبات البيت، دخلت وفي إيدي أكياس كتيرة قابلتني صباح وأخدتهم من إيدي عشان ترتبهم في المطبخ ودخلت لماما أوضتها، كانت خلصت صلاة وهي قاعدة على الكرسي حضنتها من ضهرها، فباستني من خدي

_حمدلله على سلامتك يا حبيبة قلبي.

_الله يسلمك يا سمورة بتعملي أيه كدا؟

_صليت وقاعدة، بصراحة عايزة أستحمى.

_طب ما أنا جيت أهو يلا عشان تستحمي 

قُمت وروحت ناحية الدولاب بطلعلها لبس وأنا بقول: 

_ يلا اسبقيني على الحمام.

زقت عجل الكرسي بإيديها وهي بتقول: 

_صباح كانت عايزة هي إلي تحميني، البت أتجننت.

_مفيش الكلام دا طبعًا، أنا معاكِ أهو.

مشيت وراها في الشقة وهي بتقول: 

_كانت مُصرة، مسمعتش الكلام غير لما شخطت فيها.

طلعت صباح من المطبخ :

_والله يا ست ذكرى كانت مدايقة وعايزة أساعدها مقصدش حاجة.

ابتسمتلها وشكرتها 

_أنا عارفة إن قصدك خير كتر خيرك يا صباح بس أنتِ عارفة ماما متتكشفش على حد غيري معلش.

_ربنا يديها الصحة ويباركلها فيكِ.

_تسلمي يا حبيبتي، أنزلي أنتِ يلا جوزك سألني عليكِ وأنا طالعة.

أول ما جت سيرة جوزها وشها نور وسلمت علينا ونزلت.


حميت ماما وقعدت وراها بسرحلها شعرها إلي خف من بعد الحادثة،  وكأن وجع قلبها مش كفاية، كل حاجة فيها دبلت، شعرها نصه وقع والخصلات البيضاء إلي فيه بدل ما هم واحدة ولا أتنين زادوا، زادوا وخوفوني، رغم أن ماما مش كبيرة أوي، بس أنا بخاف، كل حاجة بعد الحادثة دي كشفتلي  إن مفيش ثوابت، مفيش عمر للموت، ولا هروب من القدر، كل حاجة بقت بتخوفني على ماما، لدرجة قبلت مساعدة صباح لينا بالعافية، حتى دور البرد بيصحيني جنبها طول الليل مرعوبة.

من بعد الحادثة دي مرتحتش، مهديتش، عقلي شغال طول الوقت، شغال حتى وأنا نايمة، بينسج أحلام بتصحيني من النوم مرعوبة، مش سهل أبدًا  أعيش طول الوقت في خوف، خوف من أقل حاجة وكل حاجة.

_فاضل أربع أيام.

قالتها وصوتها بيرتجف فظهرت الدموع في عيني وأنا برد عليها بغصة في صوتي: 

_ربنا يرحمهم ويغفرلهم ويسكنهم الجنة.

أمنت على  كلامي وكملت وعنيها بتبص للفراغ وأنا بضفرلها شعرها:

_ساعات بفكر، لو كنت عارفة إن الطريق دا فيه خراب مكنتش سيبت أبوكِ يمشي فيه، لو كنت أعرف أنها آخر مرة، مكنتش سيبته.

قلت بصوت بيرتجف وإيدي بتترعش وأنا ماسكة شعرها: 

_قدر ربنا نافذ يا ماما، محدش يقدر يأخره.

_ونعم بالله، بس  مش بإيدي التفكير ولا بإيدي أبطل ندم، أنا بكره الفراق إلي بيسرق مننا الناس فجأة، بيسيب وراه ١٠٠ سؤال ملهمش إجابات وذكريات تاكل في البني آدم حتة حتة لحد ما ينتهي، بيسيب وجع يهد جبل، وأنا اتهديت، بس الذكريات مسابتنيش، ولا لقيت إجابات تشفي قلبي.


خلصت آخر عقدة في الضفيرة ولفيت أخدتها في حضني فعيطت وهي بتنادي على بابا واخواتي، كأنهم سامعينها، مع كل شهقة والتانية  قلبي بينهار وبيبكي ١٠٠ مرة، بس بحاول أهديها، فضلت تعيط لحد ما نامت ليلتها في حضني، دموعها على خدها.


كأننا خلصنا العياط كله الليلة دي، مبقاش في مكان لدموع تاني، يوم السنوية جهزنا ونزلنا من بدري نزورهم، ملبسناش أسود عشان بابا مبيكرهش في الالوان قده، وجيبنا الورد إلي ندى أختي بتحبه، وقفنا ودعينا وقرأنا الفاتحة، وقبل ما نمشي ماما أصرّت نزرع شجرة جديدة جنب القبر، عشان تخلي المكان حلو، وعشان حبيبها كان بيحب الشجر.


يوم طويل مليان ذكريات انتهىٰ بقعدتنا بليل على السرير بنقلب في الصور القديمة، شوية نضحك وشوية نعيط ونحضن بعض، لحد ما قابلتني صورة لماما وهي صغيرة، جنبها واحدة معرفهاش، قلبت الصورة وقرأت إلي على ضهرها

_أجمل أيام العمر مع سمر.

ناولتها الصورة وسألت

_مين دي يا سمورة؟

مسكتها وابتسمت، قالت بدهشة وحنين 

_يآه، دي مريم، مريم عاصم.

أخدت منها الصورة ودققت فيها

_شكلكوا حلو أوي! 

دي صاحبتك من زمان؟ 

_مريم كانت جارتي وأقرب صاحبة ليا، 

بعد الصورة دي بكام شهر عزلوا، أبوها كان بيسافر على طول 

وقرر إنهم يستقروا برا.


دققت في الصورة تاني

بنتين شعرهم سايب حُر 

 فساتينهم رقيقة 

وضحكة بكسوف اتقسّمت عليهم هم الأتنين 

وهم حاضنين بعض.


ضحكت ماما ضحكة فرحتني

_يومها كنا في النادي، والواد إلي بتحبه كان موجود وكل شوية يبصلها ومكسوف يجي يسلم عليها، وهي عيزانا نقوم نمشي، وأنا مصرّه نقعد يمكن يتلحلح ويكلمها.

_وبعدين؟

ضحكت وهي بتكمل

_جه وكلمها فعلا، قالها بحبك، وعارفك من زمان.

_وهي عملت أيه!

فطست ماما من الضحك وقالت:

_ضربته بالقلم.

ضحكت معاها لحد ما هديت وبصت في الصورة تاني 

_وحشتني أوي، آخر مرة شفتها كنا في ثانوي.

فتحت تليفوني وقلتلها وأنا فتح سيرش الفيسبوك 

_بسيطة نشوفلك هي فين.

عينيها لمعت بأمل وقالت: 

_بجد ممكن نلاقيها؟!

حركت راسي بآه وأنا بكتب اسمها 

طلعت كذا أكونت ووريتها لماما بس ولا واحدة فيهم كانت هي، فضلنا ندور كتير بس ملقيناش حاجة، فاقترحت عليها ننزل بوست في جروب كبير للبنات.

_وهي هتشوفه إزاي بس!

 افرضي مبتستخدمش نت أصلًا! 

_ مفيش حد حالًا مبيستخدمش نت

وبعدين ممكن يكون عندها بنت، أو حد من قرايبها يشوف البوست.

_خلاص نزلي.


نزلت بوست بالصورة قلت فيه إني بدور على صاحبة ماما، حكيت تفاصيل صغيرة ماما تعرفها عنها، واستنيت.


تاني يوم كان عندنا جلسة علاج طبيعي، وكالعادة مفيش تقدم، كنت بشوف دا في عيون الدكتور، مش عارفة ماما هتتحسن امتى، مش عارفة هتقوم تمشي تاني ولا لاء، الجلسة دي بقت تقيلة مش بس عشان صعوبة حركة ماما،  وكمان عشان بواجه كل مرة نفس السؤال، إلي مش لقياله إجابة لحد حالًا، أخدت نفس طويل وبصيت في ساعتي كنا 

في نص الجلسة جالي تليفون فخرجت برا العيادة ورديت، خرج من التليفون صوت واحدة ملهوفة

_ألو، أنتِ ذكرىٰ؟

_أيوا مين معايا؟

_أنا مريم عاصم.

.

.

.

_أنتِ وخداني على فين يا ذكرىٰ! 

_عملالك مفاجأة يا سمورة.

نفخت بضيق وقالت:

_مفاجأة أيه! 

أنا مبحبش أنزل يا ذكرىٰ، وأنتِ عارفة كدا كـ...

سكتت لما شافتني بزق الكرسي بيها لبوابة النادي، فقالت باستغراب

_إحنا بنعمل أيه هنا !

_هتعرفي حالًا.

كنت متحمسة يمكن أكتر منها، دخلت الكافتريا إلي كانوا بيتقابلوا فيها زمان، نفس المكان بس بعد سنين طويلة، سنين مغيرتش إلي في القلوب ولا قست البعيد ولا نَست من قلة الوصال.

 كانت قاعدة ومديانا ضهرها

ست من سن ماما، رجلها بتتهز بتوتر وهي بتبص في ساعتها مستنية.

وقفت الكرسي وراها وقلت بسعادة

_إحنا وصلنا.

قامت فجأة وبصتلي بفرحة، نقلت بصرها لماما بسرعة وهي بتضحك 

_سمر! 

_مـ مريم!!

معقولة! 

لفت ليا بصدمة وقالت: 

_أنتِ لقيتيها!! 

هزيت راسي بآه وأنا بضحك

فبصت لصاحبتها تاني والمرة دي وهي بتضحك

_أنتِ لقيتيها !! لقيتي مريم! 

هزت مريم راسها وعنيها بتدمع وقربت من ماما، نزلت لمستوى الكرسي وقعدت قدامهت وعنيها مدمعة زي ماما تمام، قالت بصوت مليان شوق وهي بتميل براسها 

_أنتِ وحشتيني أوي يا سمورة !

عيطت ماما وهي بتحضنها بشوق

_وأنتِ وحشتيني أوي يا مريم! 

وقفت أبص عليهم عدوني بعيونهم البلور فمسحت دموعي وأنا بلف وشي بعيد، رجعت عيوني ليهم بالعافية، شكلهم يفرح القلب، كأن حتة من كل واحدة فيهم كانت غايبة عنها ورجعتلها، كل واحدة فيهم باصة للتانية بعدم تصديق، بتخضنها وتبوسها وتضحك في وشها، وتتعرف على ملامحها إلي غيرتها السنين مكانوش مصدقين أنهم هيشوفوا بعض تاني ! 

كل واحدة فيهم كانت بتعيط من فرحتها، من شوقها، ومن الدنيا، كأنها بتقول للتانية بصي يا صاحبتي؟ 

شفتي الدنيا عملت فيا أيه؟


بدأوا يهدوا لما الناس في المكان ركزوا معاهم مسحوا دموعهم وقربت مريم شدت كرسي ماما وقربته من الترابيزة وقعدت قدامها وهي بتقول:

_تعالِ، تعالِ عندي كلام كتير أوي عايزة أحكيهولك 

ضحكت ماما وهي بترد عليها: 

_وأنا كمان، حصل حاجات كتير، دي ذكرىٰ بنتي.

قالتها فجأة وهي بتشاور عليا فردت 

_أيوا أنا عرفتها، بنتك زي السكر، أنا كمان عندي بنتين، سماح ورانيا الأتنين متجوزين وبعيد عني، إلي معايا يوسف، ابني الكبير.

اتلفتت حواليها

_هو وصلني وخرج يعمل تليفون مش عارفة راح فين.

دورت عليه بعينها لحد ما شاورتلي عليه 

_أهو هو إلي  داخل من الباب دا.

لفيت وبصيتله بصدمة

_هو دا ؟ دا يوسف ابنك؟!!

_أيوا يا حبيبتي ماله! 

حطيت إيدي على شفايفي بصدمة وأنا بقولها:

_مالوش يا حبيبتي! 


دا ....دا 

يوسف يسري 

٣٠ سنة، دكتور أسنان شاطر 

شاب رياضي، طويل، دقنه خفيفة

دا الشاب إلي الخاطبة بعتتلي صورته!


يتبع..


تعليقات

التنقل السريع