رواية اسيرةفي بيت الامام الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه شيماءطارق حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية اسيرةفي بيت الامام الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه شيماءطارق حصريه في مدونة قصر الروايات
(نادين واقفة عند باب البيت، ووشها متغير، عينيها متجمدة على الست اللي قدامها… ست لابسة لبس مبهرج وملفت جداً للنظر وعلى وشها مكياج تقيل، صوتها مليان خبث وغرور وهي بتبص لنادين)
سمر (بابتسامة بسخريه وهي بتبص لبنتها من فوق لتحت وبتقول): مش ناويه تقوليلي ادخلي يا ماما ولا إيه نسيتي أمك يا نادين؟!
نادين (بصوت مبحوح ودموعها على خدها):
أمي؟! …هو انت لسه فاكره ان عندك بنت اصلا ؟! امي ايوه امي اللي رمت بنتها بعد موت جوزها بأيام وجريت ورا
راجل متجوز وعنده عيال واتجوزته ودمرتله حياته وسابتني وما عبرتنيش من يوميها جايه دلوقتي تقوليلي أمك ؟!
سمر (بتضحك ضحكة عالية، فيها استهزاء وهي مش طايقه بنتها وبتقول):
يا سلام… هو أنا أول واحدة تتجوز بعد جوزها ما يمو'ت يا ست نادين ؟! أنا لسه صغيرة… كان لازما أعيش حياتي ولا انتي عايزاني ادفن نفسي ورا ابوكي ولا اقعد جنبيكي انا كنت مطمع لناس كثير كنت لازم انا اعمل كده؟!
نادين (بتشهق ودموعها بتنزل بحرقة وهي بتقول):
أنا بنتك ما كانش ليا حد غيري
إزاي ترميني؟ إزاي تسيبيني لوحدي وما تفكريش غير في نفسك انتي انانيه؟!
سمر (ردت عليها ببرود شديد وقالت): أنا كنت عايزة أعيش وأتهنّى وأهو ربنا كرمني براجل يصرف عليّ… بدل ما كنتش لاقيه حد يصرف عليا بعد المرحوم وعمك ما اديناش حاجه وانتي اتجوزتي وقعدت هنا وانا قلت اجي لحقك انتي بنتي برده اطلعك من اللي انتي فيه؟!
(نادين بتنهار وبتقع على الأرض، وبتبكي بقهر وصوتها بيتقطع وهي بتقول): ما لحقتنيش ليه وانا كنت في وسط ناس ما ينفعش ابقى في وسطينا؟! ما شفتنيش ليه وانا طول عمري كنت لوحدي ما جيتيش مره خدتيني في حضنك وحسستيني إني بنتك
حتى يوم ما كانوا بيتريقوا عليا وأنا صغيرة محدش وقف جنبي… كنت محتاجة كلمة منك… محتاجة حضنك…للأسف ما لقيتكيش
كنت شايفه ان اي حاجه بتحصل معايا عادي
وده كان بيكسر جوايا حاجات كثيرة جداً راحت وعمرك ما هتقدري ترجعيها تاني !
سمر (وهي بتبص لها ومش فارقه معاها اي حاجه من اللي هي بتقولها خالص بتجيب من الآخر وبتقول):
ودلوقتي… بقيتي مرات الشيخ يحيى، والفلوس بقت معاكي زي الرز بس انا عارفه ان انتي مش عايزاه فجيتلك يا حبيبتي علشان جيت علشان اخلصك من القرف ده كله؟!
(نادين تبص لها بانكسار، ودموعها مغرقة وشها، صوتها كله وجع وهي بتقول): قولي بقى من الآخر انتي جايه علشان الفلوس اللي ما قدرتيش تاخديها زمان عايزة تاخديها دلوقتي بحجه جوازي من يحيى صح؟! وانا اللي فاكرة انك جايه تسالي على بنتك تشوفيها عايشه ولا مي.ته ولا إيه اللي حصلها قلت اول ما تشوفيني هتقوليلي وحشتيني بس للأسف اللي فيه داء عمره ما هيبطله؟!
سمر (بترفع حواجبها وبتضحك بكل استهزاء وبتقول): كفايه اللي انا افتكرتك بعد الفضائح اللي عملتها لنا على كل مواقع التواصل الاجتماعي باللبس اللي انتي كنت بتلبسيه وطريقتك المستفزة؟!
(في اللحظة دي يحيى بيدخل بسرعة، عينيه كلها غضب وهو شايف نادين مرمية على الأرض قدام امها وباين عليها ان هي متضايقه جدا وبتبكي على خيرها ومنهارة)
يحيى (بصوت عالي، مليان رجولة وحزم قال): انتي مين يا ستي انتي وإيه اللي دخلك اهنا وكيف تتحدتي اكده مع مراتي؟!
نادين (تبص له وهي بتبكي وبتقول): دي الست اللي ولدتني يا يحيى اللي فاكره نفسها امي؟!
سمر (بصوت مستفز):
أيوه يا شيخ… أنا أمها… وجيت آخد حقي واخد بنتي معايا مش هسيبها لكم هنا ثاني لان مكانها مش هنا وسط الفلاحين!
(يحيى بيقرب منها بخطوات تقيلة، عينيه كلها غضب هو بيقول):
حق إيه؟! حق الأمومة اللي بعتيه يوم ما سيبتي بنتك لوحدها ورحتِ تجري ورا راجل تاني وجوزك ما كانش مكمل سبوع م-يت؟!
حق إنك تكسري قلبها وتخليها تعيش طول عمرها يتيمة الأم و أمها عايشة اعقل حديتك يا ستي انتي والفلاحين اللي مش عاجبينك دول اشرف منك مليون مرة؟!
(نادين تبص ليحيى، وقلبها بيتفطر وهي شايفه ان الأول مره في حياتها يكون عندها سند بجد في كل حاجه بقى بيدعمها وده البني ادم اللي هي كانت بتكرهه ومصممه ان هي تسيبه )
فجأة أمها بتضحك بسخرية وتقول:
يا بنتي بلاش تمثلي عليا دور الضحية! إنتِ فاكرة نفسك إيه؟ أنا عملت إيه غلط؟ابوك اتجوزني ومات وكان لازم ابدا حياتي ادفن نفسي معاه لقيت اللي يصرف عليا ويعيشني إيه العيب في كده!
وانتي ما تعمليش الغلط وترميه عليا انتي بقى عندك اللي بيطبلك علشان كده بقيتي بتفردي ريشك على امك؟
نادين تبص لها بصدمة وبتقولها:يحيى عمره ما طبل لحد هو بيقول الحقيقه اللي انتي مش حابه تشوفيها ولا تصدقيها
إزاي قلبك جمد كده؟ إزاي ما سألتش عني ولا حتى فكرتي أنا عايشة إزاي وكمان بتلوميني
على خطا انا عملته بسببك ونسيتي انتي عملت فيا إيه ؟
سمر بتقرب منها وبتبص لها باستهزاء وبتقول :
هو أنا ناقصة همّ؟ أنا عايزة أعيش حياتي زي اي ست؟ وبعدين إيه يعني؟ما هو انتي كبرتي واتعلمتي… مش ناقصاكي حاجة جايه دلوقتي بتتكلمي وتنكشي في الماضي ليه ما اللي حصل حصل…
نادين بتنهار وتصرخ وهي ماسكة راسها:
لأ ناقصاني كل حاجة… ناقصاني حضنك، ناقصاني انك تاخديني في حضنك وتواسيني لو في حاجه و ناقصاني إحساس إني ليّا أم! انتي مو'تيها وهي عايشه ؟؟!
يحيى (بصوت عالي عامل زي جمرة النار قال ):
إخرجي من هنا… إنتي ما تستاهليش كلمة "أم"ما اشوفكيش قريبه من نادين واصل
سمر بتزعق وبصوت عالي وبتقول: شايفه يا نادين جوزك بيعاملني ازاي ماشي يا شيخ يحيى
هتشوف في الآخر هتحتاجني ولا لأ…
نادين بتنهار وتبكي بقهر في حضن يحيى، وهو بيحتضنها بقوة ويهمس لها بيقولها بهدوء وحنان: اوعي تزعلي حالك علشان حد ما يستاهلش دمعتي غاليه وانا عمري ما ههملك واصل حتى لو الدنيا كلها ضدك انا هكون وياك يا بت الغالي؟!
سمر أول ما لقيت ان هي خلاص هتخسر حبه تجر ناعم اما شافت بنتها قربت من يحيى وكانت مستغربه جدآ الموضوع لانها كانت عارفه ان نادين مش أي حد يقدر يسيطر عليها قالت:
يا نادين… إنتي مش عارفة أنا قلبي واجعني قد إيه… يمكن زمان غلطت، يمكن كنت صغيرة ومش فاهمة، بس دلوقتي… نفسي تعيشي معايا… نفسي نرجع لبعض زي زمان وتيجي تعيشي معايا في القاهرة وتنسي الصعيد خالص إيه رايك يا حبيبتي انا مش قادرة اشوفك بالمنظر ده لبس المقرف اللي انتي لابساه ليه عملت في نفسك كده يا بنتي؟!
نادين بترفع عينيها لها بدموع وهي مش مصدقه تغير الاحوال بتاع امها اللي كانت من شويه بتقول كلامه و دلوقتي بتقول كلام ثاني حسيت ان الموضوع بدا يتغير وان في ان ردت عليها وقالت :
أنا كبرت يا ماما لوحدي ما كانش في حد معايا واما كنت معايا وهو ابويا عايش كنت على طول لا في النادي لا في حفلاتك وابويا دلوقتي خلاص عند ربنا
وانا دلوقتي ما ليش طلوع من هنا لان ده بيت عمي وبيت جوزي ما ينفعش اطلع منه خالص لحد ما ند'فن في التربه ابويا؟!
سمر فضلت تتمسكن اكتر وقاعد جنبها ومسكت ايديها وهي بتعمل نفسها طيبه وبتقول:
لأ يا حبيبتي، إنتي لسه محتاجة حضني… ويحيى ده مهما كان مش هيعرف يديكي اللي أنا أديهولك… تعالي معايا… خليني أصلح غلطتي…
نادين تبص لها وبتقولها بخوف: انتي عايزاني اسيب جوزي وبيتي واجي معاكي؟
سمر بتضحك بسخريه وفيها كبرياء بتقول:
جوزك ازاي يا ناديني انا عارفه اللي فيها يا حبيبتي هو ده اسمها جوازة ده مجرد راجل صعيدي وانتي بنت متطورة ومتحضره ازاي تعيشي هنا وكمان انا عرفت كل اللي حصل معاكي هنا في البلد يعني ما ينفعش تعيشي بعد اليوم ولو على الجواز وعايزه تتجوزي تعالي عيشي معايا وانا هجيبلك اكبر رجل اعمال في القاهرة وتتجوزيه يا حبيبتي بس سيبك من القرف بتاع الصعيدي وتعالي معايا وانا هخليكي تعيشي متهنيه…
نادين بتبعد عنها وبتقول بصدمه: والله انتي عمرك ما هتتغيري انا عرفت انتي عايزه تعملي ايه انتي عايزه تاخديني معاكي القاهرة علشان تبيعيني اللي يدفعلك اكتر انتي مش هتتغيري انتي الفلوس بالنسبه لك هي كل حاجه وبنتك مش مهم حرام عليكي بقى اعتقيني وسيبيني في حالي؟!
سمر بتبص لها وعامله نفسها غلبانه وهي اصلا بتدبر المصيبه كبيرة قالت:
بيع إيه؟ أنا بديكي فرصة ذهبية… إنتي غبية لو فضلتي هنا… وأنا ما ينفعش بنتي تضيع وسط الناس دي. لو مش عاجبك اللي انا قلته لك انا غلطانه يا بنتي وهمشي من هنا ومش هتشوفي وشي ثاني!
(يحيى واقف قدام سمر، وقال بنبرته كلها نار وصوته مليان رجولة ونادين حضناه بخوف وهي مطمنه جداً وهي في حضنه وحست ان قلبها مسنود عليه )
يحيى (بصوت مليان غضب وهيبه قال ):
اسمعي كويس يا ست… نادين مراتي، وأنا جوزها، وما ينفعش اللي انتي قلته لها ده لو حد غيرك كان قالوا ما كنتش هسكتله واصل بس للاسف انتي امها
واللي بيني وبين مراتي محدش ليه دعوة بيه… لا إنتِ ولا غيرك فاهمه؟!
(بيقرب منها بخطوة تقيلة، ووشه قريب من وشها وصوته بيجلجل البيت وبيقول):
نادين من النهارده ليّا أنا وبس…ما ينفعش راجل يشوف وشها غيري انتي فاهمه واللي في دماغك إنك تبيع وتشتري فيها طلعيه من دماغك خالص علشان انا مش هعملها لواحدة كيفك ؟!
يحيى (بيشاور لها على الباب بحدة):
إسمعيني بقى انا باقي على عضم التر'بة
وأنتي ما لكيش مكان اهنا وسطينا اطلع بره من غير مطرود؟!
(سمر بتحاول تفتح بقها بكلمة، يحيى يقطعها في الكلام بصوت صارم زي السيف):
كلمة كمان هتخليكي تندمي إنك جيتي حدانه او حاولتي تقربي من حاجه تخصنا !
(سمر تبص له بغل، لكن عينيها فيها لمعة خبث واضحة إنها بتدبر، وتقول بصوت واطي فيه سم):
ماشي يا شيخ يحيى… خليك فاكر كلمتك دي… الليالي دولاب، واللي جاي مش زي اللي فات؟
(بتلف وبتخرج من البيت وتبص لهم بنظرات سامه
و يحيى بيبص لنادين وبيرفع وشها بين إيديه ويقول بصوت ثابت وحنون):
إنتِ وياي… ومش هتطلعي من داري ولا من حضني… لو الدنيا كلها وقفت ضدنا.
(سمر وهي خارجة من باب البيت،و تبص ليحيى ونادين بابتسامة بااااردة كلها خبث، وبعدين تقول في نفسها ):
يا نادين… شكلك نسيتي إن اللي خلّفك يقدر يدمرك… وإنتِ مش عارفة انك في ايدي ؟!
(الباب بيتقفل وراها بقوة، ونادين تبص ليحيى بعيون مليانه رعب وايديها بترتعش وهي ماسكه في هدومه ): مش هتسيبني يا يحيى هي مصممه تدمرني زي ما دمرتني وانا صغيرة زي ما عملت في ابويا المصيبه دي مش قادره انساها لحد دلوقتي هتعملها فيا؟!
أسفه على تاخيري الروايه بس للأسف الايام دي بكتب روايه ورقي علشان كده بتاخر عليكم يا ريت ما تنسوش تعملوا لي لايك وتقولوا له إيه رايكم في الرواية وتشاركوني الراي يا احلى فينز
#اسيرة_في_بيت_الإمام
#الفصل_السابع
#للكاتبه_شيماءطارق
نادين (بدموع وبتبص في الأرض):
ـ ليه تعمل فيا كده… دي أمي برضه! إزاي تبيعني وتسيبني بالطريقة دي وكمان بتهددني مش كفايه اللي عملته فيا طول عمري حرام عليها بقى؟
يحيى (بيقرب منها ويحط إيده على كتفها ويقولها بهدوء وحكمه):
ـ اسمعيني يا نادين… اللي باعك مرّة يبيعك ألف ومش هتفرق معاه ما تبكيش على حد ما يستاهلكيش حتى لو كانت امك كل اللي بينك وبينها صله الرحم لو هي محتاجاك هتكوني جنبيها ومش هقدر امنعك عنها علشان دي امك ورحمك مهما سوت فيك معلش استحمليها؟!
نادين (بتنهار وبتقوله وهي بتخبط في صدره بضعف):
أنا ماليش حد يا يحيى… حتى هي راحت وسابتني كل اللي بحبهم سابوني ليه ليه بيحصل لي كده!
يحيى (بيضمها لصدر اكثر وبيقول بحنيه):
ـ لأ… ليكي. أنا اهنا وامي هي امك واخواتي البنات اخواتك احنا اهنا اهلك خلاص يا بت عمي، انسي اللي راح وما تفكريش الا في المستقبل؟!
نادين (بترد وهي في حضنه، بصوت متقطع وبتقول):
ـ أنا تعبت… مش قادرة أتحمل أكتر من كده خلاص ما بقاش في طاقه!
يحيى (بيمسح دموعها، ويبصلها بثبات وبيقول):
كفاية دموع يا نادين إنتي جامدة ما تسويش في حالك اكده… وأنا مش اهملك تواجهي الدنيا لوحدك تاني انا هكون وياك علشانك اكده ما ينفعش تخافي طول ما انا موجود في حياتك؟!
نادين ( بتبص في عينيه وهي منهارة وبتقول):
ـ طب ولو سابتني؟ أنا هعيش إزاي؟
يحيى (بصوت هادي لكنه واثق قال): ما تقوليش اكده لانك هتفضلي طول عمرك عايشه ويانا
وهتعيشي مرفوعة الراس… وسط ناس بتحبك وتخاف عليكي. صدقيني، الليلة دي هتكون آخر مرة تبكي فيها من الوجع والخيانة وفي دار الحج عمران ما فيش دموع تاني؟!
نادين (بتتنهد وتقول بهمس):
ـ نفسي أصدقك؟
يحيى بيقول بحب وثقه: خليكي واثقه فيا وانتي هتصدقي كل حاجه بقولها ومش رايدك تبكي تاني الدنيا مش مستاهله؟!
يلا بقى روحي اقعدي مع البنات وامي لحد ما اطلع الجبل اشوف المشكله اللي عاملها ولد عمي مع المطاريد انتي خابرة اني الكبير ولازما اكون حاضر؟!
نادين (بقلق بتمسك إيده وتقول بخوف): هو انت هتسيبني لوحدي يا يحيى؟
يحيى (بيمسك إيدها التانية ويطمنها ويبوس على راسها ويقول):
ـ مش هتكوني لوحدك. أمي وأخواتي وياكي وبعدين أنا راجعلك والله طوالي بس قولي إن شاء الله ادعيلي بس للموضوع ده يخلص بسرعه؟!
نادين (دموعها مش عايزة تقف وهي بتحاول تبان قويه بتقول):
ـ خلاص… روح. بس أوعى تتأخر؟!
يحيى (بيهز راسه بابتسامة خفيفة):
عشان خاطرك، هخلص بسرعة ما تقلقيش بقى همليني؟!
(بيسيبها وهو بصص لها آخر نظرة كلها طمأنينة، ويمشي بخطوات واثقه ويروح المجلس اللي عامله مع مطاريض الجبل علشان يحل المشكله)
(في المجلس كان عامر كبير المطاريد قاعد ومعاه مطاريض الجبل وفي ناس كثيرة من البلد والجو مليان عصبيه والكل كان قاعد متضايق)
الشيخ عبد الحكيم (من كبار البلد، بصوت مليان غضب قال):
ـ ما يصحش اللي بتسووه يا ولاد، البلد دي ليها حرمة ما ينفعش تطلعوا وتدخلوا كيف ما انتم رايدين!
عامر زعيم المطاريد (بلهجة مليانه تحدي قال):
ـ واحنا لينا حق عندكم… الأرض دي بتاعتنا، وانتو خدتوا خيرها وسايبنا جعانين وما تنسوش ان انتم اهلنا وناسنا واحنا ما فرقناش وياكم قريبين تسيبونا جعانين وتمتمه باخر حاجه ولدكم اللي جه علينا وسوى اللي ما يعجبش حد واصل؟!
(بيدخل يحيى بخطوات واثقة، السلام بيسبق حضوره. وبيسلم عليهم ويقعد في النص)
يحيى هو بيتكلم بمنتهى الاحترام قال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… إهدوا أكده يا رجاله ما فيش حاجة بالخصام تتحل ولا بالمشاكل!
زعيم المطاريد عامر(يبص له بشك بيقول): ما ولد عمك اللي عمل العمله دي يا شيخ يحيى يا امام الجامع يا اللي مش قادر توقف اهلك وناسك ؟!
يحيى (بهدوء ورجولة): علشان اكده انا جيتلك لحد اهنا يا معلم عامر لان ربنا قال في كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم: فأصلحوا بين أخويكم) واحنا اخوات ما ينفعش نزعل من بعضينا؟!
عبد العزيز ابن عمي يحيى قال:
ـ بس يا يحيى، هما اتعرضوا للغفر وكانوا هيولعوا في الزرع !
زعيم المطاريد (بيضرب على الترابيزه وبيقول):
لو ما أخدناش حقنا، نولّع الدنيا كلها مش شويه زرع!
يحيى (يبص له بثبات، صوته واطي لكن مليان قوة):
ـ طيب يا خويا… إيه هو حقك؟ قول قدام الناس وانا هجيبه لك بس لو لينا عندك حق هناخده برده قبل ما نمشي؟!
زعيم المطاريد (يتلجلج شوية،وبعد كده بيقول):
رايدين أمان… ورايدين ناخد جزء من الغلة اللي من أرضنا من بعد ما ترمينا في الجبل وكل الارض بقت للبلد واحنا ما بقيناش منها رغم إحنا من اهلها وناسها؟!
شيخ البلد بيتكلم ويقول:
الأرض ليها أصحاب كيف رايدين تاخدوها ؟
يحيى (بيرفع يده كإشارة للسكوت كله بيقول):
ـ اسمعوني… مش هنخلي الفقر وقله الاكل تتغلب عليكوا علشان تسوي الأفعال دي كلها
نعمل لجنة من أهل البلد تشوف مين ليه حق ومين مظلوم. واللي ليه حق والله ما حد يقدر يمنعه عنه وليكم في الغله وليكم في الوكل والشرب لاننا كلنا بشر ولازما نراضي بعض هو في الاول ولا في الآخر إحنا اهل؟!
زعيم المطاريد (بصوت متردد):
ـ وانت تضمن الحديت ده يا شيخ يحيى؟
يحيى (بحزم):
ـ أضمن… قدام ربنا، وقدام رجالة البلد دي. بس بشرط، توقفوا الأذية والبلطجة والا البلد كلها تقف ضدكم وانا اولهم ؟!
(الكل بيسكت و المطاريد يتبادلون نظرات. ويحيى يبصلهم بعين واثقة.)
مسعد من مطاريد الجبل قال بصوت هادي: الشيخ يحيى معروف بصدقه قدام الناس كلها واحنا نشهد له وما لوش اي مصلحه انه يكذب في حاجه كيف اكده احنا وياك يا شيخ يحيى!
زعيم المطاريد (بيتناهد ويهز راسه ويقول): خلاص انا اديتك كلمه وهنوقف عن الاذيه العداوة؟!
يحيى (بابتسامة رضا قال):
ـ جزاكم الله خير. هو ده اللي يرضي ربنا… ويريّح قلوبنا؟!
(الرجالة بيهللوا ويقولوا "الله أكبر" و"بارك الله فيك يا شيخ
يحيى بياخد نفس عميق وهو مطمئن إن الدم مش هيسيل مره ثانيه)
(نادين قاعدة في
الاوضه وشها لسه باين عليه التعب. أخوات يحيى قاعدين حواليها، بيحاولوا يفتحوا معاها كلام.)
ساميه (اختي يحيى الكبيره في البنات قالت بابتسامه هاديه):
ـ مالك يا نادين؟ شكلك مهمومه يا خيتي خير صار لك حاجه؟!
نادين (تبتسم ابتسامة باهتة):
ـ لأ… مفيش. يمكن تعبانة شوية بس او مرهقه؟!
زينب (وهي بتقرب منها وبتقول بحنيه):
ـ انتي مش غريبة عنّا يا نادين… اعتبرينا أخواتك. اللي في قلبك قوليلنا.
نادين (بصوت متردد وهي بتقول بحزن):
ـ أنا… حاسة إني دخيلة هنا وانتم مجبور انكم تستحملوني علشان خاطر يحيى وعلشان خاطر وصيه عمي ويحيى نفس الموضوع؟!
ساميه (بتمسك إيدها وتضحك بخفة):
ـ دخيلة إيه بس؟ ده انتي نورتي الدار كلتها والله من يوم ما دخلتي وإحنا اعتبرناك اختنا الرابعه؟
نادين (تدمع عينيها من غير قصد):
ـ بجد؟ إنتو شايفني اختكم يعني انتم مش متضايقين من وجودي؟
زينب (بحماس):
ـ أيوه طبعًا! ايوه وكمان اصبري ده انا هتلاقيني روشاكي بستلف منك طرحه النهاردة جلابيه بكره عبايه شويه بلوزة خليكي تزعلي مني وتقولي بلاش منها اخوه؟
(الكل بيضحك، الجو يخف.)
(أم يحيى بتدخل وهي شايلة صينية فيها شاي)
أم يحيى (بصوت هادي): قلت اسوي شاي واجي اشارككم القاعدة الحلوة دي بتسوي إيه يا بناتي ؟!
نادين (بتقوم بسرعة عشان تاخد الصينية منها وتقول): شكرا يا مرات عمي هاتي الصينيه عنك ؟!
أم يحيى (تبصلها برقة، وبتحط الصينية على الترابيزة وتقول):
ـ لا يا بتي، اقعدي. إنتي كيف بناتي بالظبط والله ومعزتك في قلبي كيفهم بالظبط ما تفرقيش عنهم حاجه يا بت الغالي ؟
نادين (بتتأثر جدًا بكلامها وتقول):
ـ زي… بناتك؟
أم يحيى (تبتسم، وتلمس كتفها وتقول):
ـ أيوه يا نادين. من ساعة ما دخلتي بيتنا، بقيتي بتي. ولو حد زعلك… يبقى زعلني أنا ده انتي بت الغالي ومرتي الغالي وحته من قلبي انتي لحمي'نا ود'منا يا بتي؟!
(نادين ما قدرتش تمسك دموعها، وتقوم من مكانها وتروح على مرات عمها وتبوس ايديها )
نادين (بصوت مكسور قالت):
ربنا يخليكي ليا يا مراة عمي… أنا عمري ما حسيت بالحنان ده مع امي ولا عمرها عملت معايا اللي انت بتعمليه معايا من وقت ما دخلت البيت ده.
(البنات بيتلموا عليها والجو بيبقى مليان دفا ونادين بتحس لاول مره إنها مش وحيدة انها في وسط بيتها وعيلتها واهلها وناسها اللي كانت مفتقداهم وهي عايشه لوحديها في القاهرة)
في القاهرة، بالليل سمر ام نادين قاعدة مع رجل اعمال وهو اسمه رفعت الشناوي على ترابيزة في ركن بعيد، وشكله متوتر)
رفعت: (بصوت واطي)
ـ اتأخرتي ليه انا قلت مش هتيجي وهتهربي زي العادة؟
سمر: (بغضب مكبوت) وانا ايه اللي هيخليني اهرب ده انا جايه لك وجايبه لك مفاجأة معايا؟!
رفعت: المبلغ اللي اخذتيه يا سمر مش قليل ولازما الفلوس تبقى عندي في ظرف ثلاث ايام ودي آخر مهله هديها لك؟!
سمر: (بترفع إيدها وكأنها بتهديه وتقول) استنى واهدى بالله ده انا هديك حاجه اضعاف اضعاف المبلغ اللي انا اخذته منك ده انت اللي هتديني فلوس عليها كمان؟!
رفعت: (بشك)
ـ إزاي يعني؟
سمر: (بتبتسم بخبث وبتقول) هجوزك بنتي نادين ويبقى زيتنا في دققنا؟!
رفعت بيقولوا هو مندهش ومش قادر يفهم ازاي بتقوله كده قال:
ـ بنتك اللي اسمها نادين اللي كانت بتطلع على التيك توك بلوجر صح؟! الناس كلها بتتكلم عن اختفاء مش اتجوزت ابن عمها وبقت في الصعيد دلوقتي ازاي هتجوزها لي؟
سمر: (بسرعة)
ـ أيوه، هي البنت دي غالية عنده قوي واللي عايز ياخدها يدفع فيها كثير هديها لك بس تنسى موضوع الفلوس وهساعدك تاخدها وانا عارفه انك عينك منها من زمان!
رفعت: (بيفكر لحظة، وبعدين يضحك بخبث) تمام موافق على الصفقه دي البنت حلوه وعجباني انا مش هعمل حاجه غير انها تجيلي لحد عندي الجواز هيكون عرفي تمام؟
سمر: (بحدة) متجوزها زي ما انت عايز بس اسمع… أنا مش عايزة أي حد يعرف إن ليّا دخل بالموضوع. البنت تتاخد من غير ما اسمي يتجاب.
رفعت: (يهز راسه بثقة) هو انتي عايزاني اني اخطفها يا سمر في إيه انتي اتجننت ؟!
سمر: لو انا بقيت موجودة وتعرفت الموضوع كله هيتقفش وكل حاجه هتبوظ بس لو انت عملتها من بعيد لبعيد ما فيش حد هيعرف؟!
رفعت :تمام يا سمر هبعت الرجاله يخلصوا الشغل من غير ما حد يعرف !
سمر: (قالت بصوت بارد مليان جشع)
خلص الموضوع بسرعة… قبل فرح نادين من يحيى علشان تذوق البسبوسه وهي طازة؟!
رفعت: ماشي يا سمر يبقى لك الحلاوة ولو الموضوع ده خلص؟!
قدّام بيت يحيى بالليل. الجو هادي، نادين خارجة من البيت مع يمنى أخت يحيى عشان يشتروا حاجة من بره فجأة عربية نص نقل بتوقف قدامهم)
يمنى: (اول ما شافت العربيه قالت باستغراب) إيه العربيه دي كلها وايه اللي جابها اهنا حدانا وليه واقفه قدام الدار؟
نادين: (بقلق)
ـ مش عارفة… يلا نمشي بسرعة علشان انا خفت يا يمنى يلا بسرعه.
(بينزل منها ٣ رجالة،ملثمين وبيروحوا التجاهل)
الراجل الأول بيروح على نادين وبيقولها: يلا بسرعه من غير صوت علشان ما تندميش وانتي يا بت ارجعي ورا علشان ما اخدكيش انتي كمان معاها؟
نادين: (وهي بتصرخ على خيرها ومرعوبه قالت)
ـ إنتو مين؟ عايزين إيه؟
يمنى: (بتزعق فيهم بغضب وبتقول)
ـ إبعدوا عنها! دي مرات أخويا ما حدش يقرب منها تعالي يا خيتي!
الراجل التاني: (بيزق يمنى لورا وبيقولها ) بقولك ابعدي يا بت علشان ما اشو'هش وشك دلوقتي؟!
نادين: (تصرخ هي بتقول)
ـ يحيــــــــــــــى!
تكملة الروايه بعد قليل
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا