رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل السادس والثلاثون 36بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل السادس والثلاثون 36بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
فريده نزلت السلم بخطوات بطيئه وهاديه، كل خطوه كانت تقيله عليها من كتر التوتر، قلبها بيدق بسرعه، أخدت نفس عميق وهي داخله الصالون، عينيها بصت لحظه في الأرض وبعدين رفعتها بهدوء، أهل حسام كانوا قاعدين بوقار وهدوء واضح، أول ما دخلت حسام كان أول واحد عينيه تقع عليها، لمعه انبهار وحب باينه في نظرته، ابتسامته ظهرت فورا، ابتسامه كلها فخر وفرح، أهله لاحظوا ده، خصوصًا مامته اللي بصت بين ابنها وفريده بنظره فيها رضا وارتياح.
مامته وقفت أول ما فريده قربت، ابتسامتها كانت رقيقه ونظرتها مليانه حنان وهي بتقول بنبره مديح صافي
" اهلا يا حبيبتي، ماشاء الله ايه الجمال ده، ليه حق حسام يختارك"
فريده حست بخجل شديد، خدودها احمرّت وقالت بابتسامه بسيطه
"ده من ذوق حضرتك."
بعدين فريده اتجهت تسلم على أبو حسام، استقبلها بابتسامه واسعه وصوت كله وقار ودفا
"أهلاً بيكي يا بنتي، ماشاء الله ما شاء الله."
مد إيده بحراره واضحه، فريده سلّمت بخجل، بعدها راحت ناحيه حسام وسلمت عليه، بس أول ما مدّت إيديها تسلّم عليه لقت ايديه ساقعه جدا من التوتر اللي كان بيحاول يخبيه"
سحبت إيدها بهدوء وابتسمت بخجل بسيط، وبعدين راحت قعدت جنب اسلام بتوتر واضح وارتباك، اسلام لاحظ توترها وحاول يطمنها
"اهدي يا فريده، ليه كل التوتر ده."
فريده ردت بابتسامه خفيفه بس قلبها لسه مش مستقر، وبدأت تحس إن كل العيون عليها، خصوصًا عيون حسام اللي عينيه مفارقتهاش لحظه.
القعده كانت هاديه، كلام بسيط عادي في الأول وبعد لحظات أبو حسام رفع صوته باحترام وقال وهو موجه كلامه لاسلام وايناس
"طبعًا حضراتكم عارفين سبب زيارتنا النهارده، إحنا جايين رسمي نطلب بنتكم فريده لابني حسام."
كلامه كان واثق، صوته راقي وفيه هيبه وبعدين كمل بابتسامه خفيفه
"حسام اختار، وأنا كأب لازم أقف وراه، خصوصًا لما يكون اختياره بالشكل ده."
إيناس فضلت مبتسمه بهدوء، وسابت اسلام هو اللي يرد بهدوء
"أكيد ده شرف لينا، بس طبعًا الرأي الأول والأخير لفريده."
في اللحظه دي، كل الأنظار اتوجهت على فريده، حسام كان بيبصلها بثبات، نظرته كلها رجاء وتعلق بس هيا باصه في الأرض، فضلت ساكته ثواني، إيديها متشابكه بتوتر، فضلت ساكته لحظه وبعد ما جمعت نفسها، بصوت واطي بس واضح قالت
"موافقه."
الكلمه خرجت منها مرتبكه شويه، حسام ابتسم ابتسامه كبيره، عينيه اتملت بالرضا والامتنان، مقدرش يخفي فرحته، عينيه فضلت متعلقه بيها، ملامحه كلها ارتاحت كأنه كان مستني اللحظه دي من زمان
مامت حسام قالت بفرحه
"ألف مبروك يا حبيبتي، ربنا يسعدكوا ويتمملكوا بخير"
فريده ابتسمت ابتسامه خفيفه بخجل، أبو حسام بص لإسلام وقال
"كده إحنا عايزين نبدأ خطواتنا زي ما الأصول بتقول، وعايزين نحدد معاد قريب ونعلن الخطوبه بشكل رسمي."
إسلام رد بابتسامه فيها احترام
"إن شاء الله طبعا"
أبو حسام رد بابتسامه
" نقرأ الفاتحه؟"
عند ياسمين
أول ما فتحت الباب، اتصنمت في مكانها، قلبها وقع في رجلها، يوسف كان واقف ثابت، عينيه فيها غضب مكبوت وبيبصلها بغيظ وباباها واقف عينيه فيها عتاب صامت، أقسى من أي كلام.
ياسمين حسّت إن الدنيا لفت بيها، قالت بهمس
"بابا....يوسف"
اتراجعت خطوه لورا، كأنها مش مصدقه إنهم بجد قدامها.
باباها دخل بخطوات بطيئه، ملامحه تقيله بالصمت، سألها بوجع
"هو ده الطريق اللي اخترتيه لنفسك؟"
دموع ياسمين نزلت من غير ما تحس، فضلت تبص في الأرض ومش لاقيه كلمه ترد بيها ويوسف واقف صامد، عينيه عليها بغضب
باباها قال تاني
" دي الحياه اللي عجباكي؟!"
ياسمين فجأه انهارت على ركبتها، دموعها نزلت وقالت
"بابا...سامحني بالله عليك، عارفه غلطت، عارفه كسرت قلبكوا...بس ضعفت، ضعفت لحظه وضيعت كل حاجه، سامحني يا بابا، مش قادره أعيش وأنا شايفاك زعلان مني بس غصب عني، غلطت غلطه كبيره في لحظة ضعف ضيعت مني كل حاجه، غصب عني"
مسكت ايديه تبوسها بس هو شد إيديه بسرعه وقال
"اللي عملتيه مش هينفع يتنسي، انتي مش بس غلطتي، انتي خونتي ثقه بيت كامل، خنتي أختك، وخنتيني أنا كأب، وخونتي اخوكي"
صوتها اتكسر أكتر وهيا بتقول
" غلطت وغلطتي متتغفرش عارفه، بس لحظة ضعف وندمانه عليها، والله كل يوم بدفع تمن اللي عملته، محدش منكوا كان يستاهل مني كده بس غصب عني، محدش فاهمني"
يوسف انفجر بغضب، قال بصوت عالي
" أنتي دمرتينا! أنتي السبب في كل حاجه وحشه حصلتلنا، للأسف انتي اختي ومفيش حاجه هتغير الحقيقه دي، فاكره إن بكلمتين دموع هننسى اللي حصل؟!"
ياسمين بصتله وقالت بندم حقيقي
"يوسف، أنا ندمانه، ندمانه على كل يوم عشته بعيد عنكوا فعلا وإني غلطت غلطه زي دي، ومعترفه إني غلط، مش عايزه حاجه غير انكوا تسامحوني وبس"
باباها أخد نفس طويل وقال بصوت متماسك فيه نبرة مراره
"للأسف، هتفضلي بنتي مهما حصل، مش قادر أسيبك تتهاني في الشارع عند كل واحد شويه، وتبقي ملطشه ومش لاقيه مكان، أنا أبوكي وده مش هيتغير، والبيت هيفضل بيتك"
ياسمين دموعها سالت من غير ما تقاوم، صوتها متكسر وهي بتحاول ترفض
"بابا...لاء... مش قادره... يسر... يسر مش هتسامحني أبداً، إزاي هرجع أبص في وشها؟ إزاي؟"
باباها شدد كلامه بحسم
"يسر هتفهمني وهتتقبل، يسر مش زيك... يسر عندها قلب وعقل، هتحاول تنسى اللي عملتيه، يمكن مش دلوقتي، لكن في يوم."
ياسمين قالت برجاء
"مش هقدر أرجع! مش قادره أبص في وشها... ومش قادره حتى أبص في وشك إنت، ازاي هتعامل مع نظراتكم؟ ازاي هرجع تاني بعد اللي عملته؟!"
باباها انفجر بغضب، صوته علي وهو بيقول
"أنا قلت كلمه! يعني كلامي مش هيتنفذ؟!"
انهارت أكتر وقالت بتقطع
"بابا... غصب عني... أنا مش هقدر أرجع، هفضل هنا عند صاحبتي، في حاجات كتير إنت مش عارفها، مش هقدر على الأقل دلوقتي"
اتنفس بغضب ولف ضهره وخرج ويوسف خرج وراه من غير حتى ما يبصلها، الباب اتقفل جامد وهيا قعدت تعيط بحرقه ودموعها مخنوقه، صاحبتها جريت ليها، حضنتها وهي بتحاول تهديها.
عند فريده
دخلت اوضتها وقفلت الباب ووقعت على السرير براحه وهي بتزفر تنهيده تقيله، يسر دخلت وراها وقعدت على الكرسي اللي جنب التسريحه مستنياها تتكلم
فريده رفعت عينيها وقالت بصوت مرهق
"كنت خايفه من النهارده بجد."
يسر سألتها
"المهم... حاسه بإيه دلوقتي؟"
فريده عدّلت قعدتها، عينيها سرحت للحظه وبعدين قالت
"مش عارفه تصدقي، بس يمكن عادي، كأنهم كانوا ضيوف وهيمشوا ومش هشوفهم تاني."
يسر رفعت حواجبها وقالت بنبره جاده
"لاء يا بنتي ركّزي، دول حماكي وحماتك."
فريده ضحكت بخفه وقالت
"إيه الألقاب الجديده دي؟"
يسر ضحكت معاها وقالت
"معلش، هتتعودي."
فريده بصت قدامها وهيا بتلعب في إيديها وقالت
"أنا طول الوقت كنت بقول لسه بدري، ومكنتش بوافق حتى أشوف حد، ليه وافقت على حسام؟ يعني... إيه السبب؟"
يسر أخدت نفس وقالت بصراحه
"بصراحه يا فريده، حسام يستاهل وميترفضش اصلا، فيه مميزات كتير أوي، شكله حلو، استايلست، محترم جدًا، بيهتم بنفسه جدا وبجسمه، بيحترمك وبيحترم وجودك، وغني، والأهم من كل ده... بيحبك بجنون، مش شايفه غلطه واحده فيه؟ أي إنسان عنده عيوب، بس هو لحد دلوقتي مشوفتش فيه أي عيوب وبصراحه كده أي واحده تتمناه"
فريده بصتلها وقالت بحيره
"هو فعلًا مليان مميزات، انا برضو مش شايفه اي عيوب"
يسر كملت كلامها وأكدت
"وعمره ما هيبص لواحده غيرك، شخصيه تقيله... تقيله أوي فوق ما تتخيلي."
فريده رفعت حواجبها وقالت بنبره متردده
"بالعكس، أنا ساعات بحسه مدلوق كده، أو دايما بصراحه"
يسر قالت بدهشه
"مين ده اللي مدلوق؟ ده شخصيه! ده في مره كان مستنيكي في المستشفى، وداليا شافته، عجبها وراحت تحاول تطبّقه بس كان تقيل موت، معرفتش تسحب منه كلمه، لدرجه إنه سابها وخرج استناكي بره."
فريده عضّت شفايفها وقالت بنبره حاده
"طب وهيا ليه تروح تتكلم معاه وهي عارفه إنه جايلي أنا؟"
يسر ضحكت وقالت
"الحلوه بتغير."
فريده قالت بضيق
"أنا مش بهزر يا يسر، ليه راحت تشقطه؟"
يسر هزت راسها وقالت
"مكانتش تعرف إنه جايلك أصلًا، وبعدين ده كان في الأول خالص، مكانش في بينكم حاجه"
فريده سكتت ويسر قالت
" المهم يعني اتفقتوا على ايه؟! "
فريده قالت وهيا بتفكر
" قرينا فاتحه والخطوبه بعد أسبوع"
يسر قالت بفرحه
" طب كويس جدا"
قامت قعدت جنبها وحضنتها وقالت
" الف مبروك"
فريده ابتسمت وقالت
" عقبالك يارب"
يسر ابتسامتها اختفت وسكتت
لحظه وفون فريده رن، فريده رفعت الموبايل ليسر وقالت بتهكم
"التقيل بيرن."
يسر انفجرت ضحك وقالت
"طب والله ده التايب! معاكي انتي بس مدلوق موت"
عند تيم
كان واقف في الجنينه بيسقى الزرع بتاعه اللي بيهتم بيه بنفسه ودماغه مش موجوده، كأنه بيحاول يهرب من كل حاجه بس مش عارف، سمع صوت خطوات بيقرب منه، لف ولقاها صابرين، قال بسرعه وعلى وشه قلق
"إنتِ كويسه؟ ايه اللي قومك؟!"
ابتسمت ابتسامه صغيره وقالت بهدوء
"أنا كويسه... مفيش حاجه."
سكتت لحظه وبعدين كملت
"تيم، سالي اه عرفت اللي كنت مش عايز حد يعرفه، بس خلاص مشيت، ومهما كانت... هيا مننا وعلينا، يعني عمرها ما هتتكلم."
تيم شد نفسه، صوته جه جاف وهو بيرد
"والمطلوب؟!"
قربت خطوه، مدّت إيدها تطبطب على كتفه وقالت
"كل حاجه رجعت لأصلها، البيت هيفضل زي ما هو، مفيش بنت هتدخل أو هتخرج من هنا، الفتره اللي فاتت لازم تطلعها من دماغك تمامًا، تنسى كل حاجه فيها، المايه رجعت لمجاريها."
تيم رفع راسه كأنه بيحاول يستجمع نفسه، شد أنفاسه وقال ببرود متعمد
"وأنا مش بعمل حاجه غير كده أصلًا، متقلقيش، كل حاجه هترجع زي ما كانت."
صابرين ابتسمت ابتسامه رضا وقالت
"طمنتني."
فضل ساكت، عينيه على الزرع قدامه، بس جواه كان فيه بركان مكتوم، كأنه بيمثل الاستقرار وهو من جوه أبعد ما يكون عنه.
عند يسر
كانه قاعده على السرير، الموبايل في إيدها، فاتحه شاشة الواتس ومثبته نظرها على كلمه "أونلاين" تحت اسم يونس، قلبها كان متلخبط... مش فاهمه هو ليه اختفى فجأه؟ هل زهق منها؟ ولا كان بيلعب وخلاص؟ ولا في حاجه فعلًا حصلت معاه؟ كل الاحتمالات بتلف في دماغها.
قاطع شرودها فريده اللي دخلت بعد ما خلصت مكالمتها مع حسام، فريده وقفت قدام دولابها تطلع هدوم ليها تغير، يسر رفعت عينيها وقالت بنبره جديه
"انتي كنتي قايله إنك هتقوليلي اللي حصل الصبح، بس لحد دلوقتي معرفتش، في حاجه كبيره؟!"
فريده تنهدت بهدوء وقالت
"مش حاجه كبيره أوي، بس خالته تعبت ودخلت المستشفى."
يسر قالت بقلق
"بجد؟! طب إيه السبب؟"
فريده ردت بسرعه
"مش عارفه، بيقولوا ضغطها واطي، يعني سالي كلمتني وقالتلي، بس خلاص، بقت كويسه دلوقتي وخرجت، وسالي كمان سافرت."
سكتت يسر لحظه طويله، مسكت الموبايل في إيديها كأنها بتضغط عليه من غير وعي، وقالت بنبره فيها تفكير
"يمكن... يمكن لأنها متضايقه إن سالي هتمشي."
فريده رفعت حواجبها وقالت بخفه وهي بتحاول تقفل الموضوع
"يمكن؟! انسي الحوار... خلص خلاص."
يسر سكتت لحظه وبعد كده سألت
"طب... وتيم و...ويونس كانوا كويسين يعني؟"
فريده ردت
"تيم طبعاً مكانش كويس كالعادة، ويونس كان هادي وساكت على غير العاده"
يسر ابتسمت ابتسامه خفيفه، غطت بيها قلقها وسألت
"بس كان كويس؟"
فريده قالت بهدوء
"آه... كانوا كويسين عادي."
يسر قالت
"طب… كويس"
فريده دخلت الحمام ويسر قامت بهدوء، مسكت موبايلها وخرجت البلكونه، وقفت تحاول تاخد نفس عميق وبعد كده قررت ترن على يونس، رنت وكان بيرن، رنه، اتنين، تلاته، بس مفيش رد.
فضلت تبص للشاشه وهي بتطفي، كأنها مش مستوعبه أنه مردش، حست بضيق شديد وهيا مش فاهمه ماله، قعدت على الكرسي في البلكونه، حطت إيدها على خدها، وعيونها لمعت شوية بدموع محبوسه، كان جواها صراع بين إنها تدي لنفسها أمل، وبين إنها تواجه فكره إنه ممكن يبقى بعد خلاص.
عند يونس
كان قاعد مع صحابه، الجو مليان دوشه وضحك، بس هو مش مركز، فونه رن، شاف اسمها، قلبه اتقبض وبعدين قفله من غير ما يرد.
واحد من صحابه لاحظ شروده وقال وهو بيضحك
"إيه يا يونس... سرحان في إيه؟"
يونس رفع عينيه وبصله بنظره بارده
"أكيد مش بفكر فيك يعني."
ضحكوا كلهم وواحد تاني قال
"طب سرحان في ايه؟ مش عارف تعلق يسر بتاعتك دي ولا إيه؟"
يونس قال بضيق
"بقولك فكك مني، وفكك من الموضوع كله"
صاحبه رد بسخريه
"يبقى شكلك مش عارف تجيبها، كرفِتلك يعني"
يونس وقف فجأه وهو بيزق الكرسي وراه وقال
"ده انتوا بقيتوا صحاب تقرف أقسم بالله."
صحابه حاولوا يهدي الجو، واحد فيهم مد إيده وقال
"اقعد بس، رايح فين؟ دي السهره لسه في أولها."
يونس قال وهو بيلم حاجته بغضب
"مليش مزاج."
وبكل برود انسحب بضيق من المكان كله.
تاني يوم
في المستشفى، يسر كانت واقفه مركزه في ملف بكل جديه، فريده كانت قاعده جنبها ماسكه النوته الصغيره بتاعتها بتسجل آخر معلوماتها بتركيز، الباب خبط خبطه خفيفه ودخل يونس، الاتنين رفعوا عينيهم ناحيته.
يسر قلبها دق بسرعه وعرفت إنه أكيد جاي عشانها بس هو مبصلهاش أصلًا، عينيه راحت على فريده وصوته جه جدي على غير العاده
"فريده... عايزك ثواني."
فريده اتفاجئت وقالت باستغراب
"حاضر يا يونس... ثواني."
قفلت النوته بهدوء، حطتها في شنطتها وقامت وراه، يسر فضلت واقفه مكانها، متغاظه من تجاهله وكأنه مش عامل أي حاجه.
فريده خرجت وراحت ليونس، وقفت قدامه وقالت بقلق
"يونس... مالك؟ حساك متغير."
أخد نفس قصير وقال بنبره فيها ضيق مشافتهوش بيها قبل كده
"فريده... أنا بقالي يومين مش قادر أبطل أفكر في اللي بيحصل في البيت عندنا، سالي قالت كلام فوقني، طول عمري مكنتش بهتم بأي حاجه في البيت، بقول لنفسي ميهمنيش، كنت فاكر إن الموضوع تافه، إن ماما رافضه تدخل بنات البيت وخلاص علشان حريه شخصيه، بس سالي كلامها خلاني أحس إن الموضوع أكبر بكتير، ومش عارف... تفكيري مش بيقف."
فريده اتنهدت، بصتله بهدوء وقالت
"وانت متخيل إني أعرف حاجه يعني؟"
يونس رفع صوته شويه بتوتر
"سالي في الفتره الأخيره كانت معاكي طول الوقت، حتى لو مش عارفه الحقيقه كلها، أكيد عارفه نصها."
فريده أخدت نفس طويل، صوتها كان هادي
"يفضل يا يونس تعيش حياتك زي ما كنت، بلاش تدور زي سالي، اللي إنت فيه ده أحسنلك."
يونس بصلها بحسره، صوته فيه عجز
"فكرت إنك ممكن تقوليلي، فريده... أنا مش قادر، مش ببطل أفكر... كلام سالي مش بيخرج من دماغي... أنا عارف إن في حاجه كبيره... صح؟!"
فريده سكتت لحظه وبعدين قالت بحذر
"يونس... أنا مش عارفه كل حاجه صدقني، كنت بساعد سالي عشان هي طلبت مني، بس خلاص… هي قررت تنسحب، حتى هي معرفتش كل حاجه، بلاش تدور، وعيش حياتك."
يونس شد ضهره وقال بضيق
"على أساس إني محاولتش؟ حاولت كتير، بس مش فاهم، حتى اللي قالته عنك إنتي وتيم، لما قالت إن هو بيحبك وإنتي بتحبيه... طب ليه وافقتي على حسام؟"
فريده اتصدمت من كلامه وقالت بحده
"يونس... الكلام ده غلط، أنا وتيم مفيش بينا أي حاجه، ولو هو من ناحيته في حاجه اتأكد إنها مش راجعه من ناحيتي، أنا دلوقتي مخطوبه."
يونس هز راسه وقال
"وأنا مش جاي أتكلم في حياتك... دي حياتك إنتي، أنا بكلمك في حاجه تخصني دلوقتي، تخص عيلتي."
فريده بصتله بتركيز وقالت
"أنا رأيي ليك ياريت تعيش حياتك زي ما كنت، بطل تدور يا يونس."
يونس قال بضيق وصوت متحشرج
"إنتي عارفه أكتر ما بتقولي يا فريده، انا جاي اعرف حاجه مش اخد رايك، عايز اعرف أي حاجه، حتى لو مش الحقيقه كلها، إنتي عارفه إن اللي بيحصل في البيت مش طبيعي، وأنا مش غبي يا فريده."
فريده حاولت تمسك نفسها وقالت بهدوء
"يونس، بقولك صدقني، أنا مش عارفه حاجه كامله."
يونس ضحك بسخريه وقال
"انتي عارفه ايه إحساسي دلوقتي؟ إنك إنتي كمان جزء من التلاعب اللي حاصل."
فريده اتصدمت من كلامه وقالت
"يونس! إنت بتظلمني."
هز راسه بقهر وقال
"معلش... يمكن بظلمك، بس أنا مضغوط ومش فاهم، وكل ما أفتكر كلام سالي يجيلي صداع، وأنا مبحبش أحس إني لعبه في إيد حد"
فريده قالت وهيا بتحاول تفهمه
"أنا عمري ما لعبت بيك يا يونس... عمري."
يونس لف وشه يمشي وقال
"يبقى يا فريده بلاش تكوني سبب إني أفضل تايه أكتر من كده."
سابها ومشي بسرعه، خطواته كانت متوترة ومليانه غضب مكتوم، وهي وقفت مكانها، قلبها بيتقبض، مش عارفه تعمل إيه ولا تقول إيه.
قبل ما يخرج من باب المستشفى لقا يسر واقفه قدامه، بصلها بحزن مستنييها تتكلم
"انت كنت عايز مني إيه؟" قالتها بصوت مبحوح وهي بتبصله بعينين غرقانين دموع.
يونس وقف مكانه، عينيه حمرا من السهر والضغط، قال بأسف
"يسر... أنا آسف على كل اللي حصل، آسف لو ضايقتك... بس صدقيني، أنا مش عايز منك حاجه."
مشي خطوه بس يسر بسرعه وقفت قدامه، عينيها كلها غضب وانكسار
"طب ليه؟! ليه ظهرت من الأول؟! كنت بتلعب يعني؟! بتلعب معايا أنا؟!"
يونس رفع صوته شويه وهو بيحاول يشرح
"يمكن في الأول آه... كنت بتعامل معاكي زي أي بنت تانيه، بس بعدين... فهمت إنك مش زيهم، إنك أكبر من كده... وانسحبت، دي كل الحكايه."
يسر عينيها دمعت أكتر وقالت بصوت بيترعش
"يعني دخلت حياتي عشان تلعب بيا... وبمشاعري؟!"
يونس هز راسه بأسف وقال
"ده في الأول، أيوه... لكن بعد كده؟! بعد كده حسيت إنك متستاهليش ده مني، فسيبتك في حالك."
يسر صوتها اتقطع، قلبها بينهار
"بس… بس أنا، أنا ك...."
الكلمه وقفت في زورها، ودموعها غلبتها، غمضت عينيها بألم، وقبضت إيديها، وضربته في صدره بكل اللي فيها من قوه من غيظها منه.
يونس اتفاجئ بالضربه، اتراجع خطوتين، وشه اتشنج فجأه، غمض عينيه بألم شديد، إيده مسكت صدره، وكحه قويه هزته.. وكحه وراها تانيه... لحد ما الدم نزل من بقه.
يتبع.......
تكملة الرواية من هنااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا