رواية أغوار عزيز الفصل السادس عشر 16بقلم سارة الحلفاوي حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية أغوار عزيز الفصل السادس عشر 16بقلم سارة الحلفاوي حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل السادس عشر
ساقت عربيتها، بشكل سريع متهور، بتضحك من قلبها، ركنت العربية قُدام البحر و نزلت بعد ما نزعت حذاءها، جريت على البحر بتفتح ذراعيها بتفردها مُبتسمة .. مغمضة عينيها بتستنشق الهواء النقي، إتحولت إبتسامتها لبكاء .. أجهشت بالبُكاء لدرجة إن نفَسها مكانتش قادرة تاخده، قعدت على أريكة خشبية قُدام البحر، بتميل لقُدام بتعيط بحُرقة، لكن توقفت عن البكاء لما سمعت صوت متعرفتش عليه جاي من وراها بيقول بهدوء:
- إنتِ كويسة؟
أسرعت بتمسح دموعها بتعتدل في جلستها، دُهشت لما لقت الشخص المجهول ده بيُقعد جنبها، لكن على مسافة، بيقول و هو بيبُصلها بدهشة:
- إيه كُل العياط ده؟
بصتله بطرف عينيها بضيق و خدت شنطتها عشان تقوم، لكنه أسرع بيمد كفُه ليها بيقول بلُطف:
- إستني بس .. أنا آسف، معاكِ آسر .. آسر شرقاوي!!!
بصتله بضيق أكبر و إنفجرت فيه:
- محدش سألك أصلًا!!!
رجّع كفه لمحلُه و ضحك من قلبه على إنفعالها و ردة فعلها، فـ غمغم برفق:
- إنتِ صح! طب ممكن أسأل أنا؟
لملمت أشيائها تهم بالمغادرة، لا تعلم من أين أتى لها ذلك الأبله، لكنها توقفت فجأة .. طالعته بتردد، و رجعت قعدت بتسأله و هي باصة قٌدلمها بشرود:
- هو لما الراجل يغلط في حق البنت اللي بيحبها .. و يعتذر و يندم و يحاول يعمل أي حاجة عشان يرجعها، و هي مترضاش و تحاول تحافظ على كرامتها .. و .. و فجأة يبطل يحاول .. يبطل يعتذر، هو ده إيه؟
قطب حاجبيه لكلماتها الغير مناسبة لموقفهم مع بعض، لكنه تنهد و بص للبحر بيقول بهدوء:
- جايز حاجات كتير .. جايز زهق .. و شاف إنه عمل اللي عليه و جه على كرامته، و جايز بيهاودها و خلاص و هيرجع تاني، جايز بيختبرها! في إحتمالات كتيرة!
إلتفت لها بيقول متأملًا محياها التائهة:
- لسه بتحبيه؟
- مش عارفة!
قالت بحيرة أكبر، و قامت خدت شنطتها و تليفونها بتتوجه لعربيتها،لكنه قاطع طريقها بيمد الكارت الخاص بيه ليها بيقول بمزاح:
- خلي الكارت ده معاكِ .. أنا دكتور أسنان لو ضرسك وجعك ولا حاجة تعالي العيادة!!
نفت براسها بتقول بضيق:
- لاء متشكرة مش عايزة كروت!
هتف بلطف:
- يا ستي خليه معاكي إحتياطي!
خدته منه عشان يمشي، و بالفعل إستقل سيارته و ذهب، فـ ركبت هي كمان عربيتها بترمي الكارت على الكُرسي اللي جنبها مع شنطتها، ساقت العربية لحد فيلا رفعت محمد والدها
********
بعد مرور يومان، مكانتش بتُخرج من غُرفتها، و على العكس مكانش إكتئاب، كان تخطيط للحياة اللي جاية، بدايةً من قرارها بـ نزول شركة والدها وصولًا لتوسيع دايرة معارفها و أصدقائها، حضرت كُل حاجة و كلمت اللي ماسك الشركة و قالت لـ أعضاء مجلس الإدارة العُليا إنها نازلة تمسك شركة أبوها، و لما جات لنقطة توسيع دايرتها الإجتماعية مفكرتش غير في آسر .. إلتقطت الكارت بتاعُه اللي إحتفظت بيه، و هاتفته، رد هو برزانة:
- ألو!
نضفت حلقها بتقول:
- دكتور آسر معايا؟
قال آسر:
- أيوا يا فندم إتفضلي!!
قالت الأخرى بحرجٍ:
- أنا .. نادين، اللي قابلتها قدام البحر من يومين!!
هتف آسر بلهفة ظهرت في صوته:
- آآه فاكرك طبعًا، ده أنا كنت فقدت الأمل في الرنة دي!!
إبتسمت و سكتت، فِ قال الأخير بإبتسامة متلهفة:
- طب بقولك إيه .. بمُناسبة إن تليفوني نوّر كدا، إيه رأيك نتقابل في مطعم تختاريه إنتِ؟
لفت بعينيها أنحاء الغُرفة بتردُد بتقول:
- ماشي .. في مطعم كويس هبعتلك اللوكيشن بتاعه على الواتس!
- جميل .. هستنى الـ Message
- تمام .. باي!!
و قفلت معاه، إتجمعت الدموع في عينيها، مش قادرة تتقبل صوت غير صوتُه، و لا كلام غير كلامُه، لكنها قررت إن آسر ميكُنش أكتر من صديق بتفضفض معاه بكلمتين مش أكتر!
أتى موعد تقابلهما، فـ إرتدت بنطال من الجينز و كنزة عادية، لملمت خصلاتها للخلف و تركت غرتها، أخذت حقيبتها و غادرت متجهة لذلك المطعم، وجدته جالس ينتظرها، أقبلت عليه بإبتسامة، نهض يمد كفه لها، فـ مدت هي الأخرى كفها قائلة بهدوء:
- أتمنى مكُنش معطلاك!!!
إبتسم بعدما صافحته و قال و هو يجذب لها المقعد لكي تجلس:
- طب ده ياريت تعطليني كدا كُل يوم!!
إدتلع إبتسامة مُجاملة و قعدت و حطت حقيبتها على مقعد جنبها، و أخذت تفرك كفها الذي لمس كفه في بنطالها و كأنها تزيل لمسته عنها، هتفت هي بهدوء:
- بُص يا دكتور .. أنا آآ
قاطع حديثها بيقول بلطف:
- آسر بس .. إحنا مش في العيادة!
قالت بهدوء:
- معلش سيبني على راحتي!
- خلاص زي ما تحبي!
قال بإبتسامة هادئة، إتنهدت و قالت بهدوء:
- بُص يا دكتور .. أنا نادين، اليوم اللي قابلتني فيه ده كنت لسه مطلقة من جوزي .. أنا اللي طلبت الطلاق بالمناسبة!
قال و هو ينصت لحديثها بإهتمام:
- طبعًا .. مافيش واحد في قواه العقلية و يطلقك كدا من نفسُه!
قطبت حاجبيها بضيق و قالت:
- أنا على فكرة مبحبش الطريقة دي!!
- خلاص أنا آسف!!
قال بجدية، فـ إتنهدت و تابعت:
- أنا كنت بحبُه، هو بتصرفاته خلاني أطلب الطلاق، و أنا حاليًا بحاول أتخطى التجربة دي كُلها، قررت أنزل شركة بابا و أشغلها تاني، و قررت أوسع علاقاتي الإجتماعية شوية، و حقيقي مش عارفة أنا ليه هنا معاك بس حسيت إني محتاجة أتكلم مع حد ميعرفنيش!
قال مبتسمًا:
- من حظي الحلو!
ثم تابع بهدوء:
- لسه بتحبيه؟
سؤالُه عرّاها، سكتت، و إلتفتت بوجهها بتدور على الجرسون و هي بتقول:
- أنا جُعت، لـو سـمـحـت!!
نادت لـ الجرسون فـ تابعها بعينيه، ثم إلتفتت له قائلة بإبتسامة:
- هتاكل إيه؟
- مش عارف .. أُطلبيلي إنتِ حاجة على ذوقك بما إنك بتيجي هنا كتير!
- طيب!
أعطت للجرسون طلبها، و رجعت بصتله فـ لقته بيقول بهدوء:
- أنا مبسوط بالمُقابلة دي، و عايزك تعتبري الثيرابست بتاعك، لما تحتاجي تتكلمي مع حد أتمنى أكون أنا الشخص ده!!
*********
بعد مرور ثلاثة شهور، في شركة رفعت للمقاولات، إعتلت وجهها إبتسامة سعيدة مُمسكة بـ بوكيه ورد وُضع عليه كارن و كُتِب عليه بـ الخط العريض "وحشتيني"، علاقتها بآسر تطورت لكن لسه مش قادرة تشوفُه غير صديق مُقرب، قاطع إبتسامتها طرقات على باب مكتبها، فـ تركت الورد جانبًا و قالت:
- إدخل!!!
دلفت سكرتيرتها قائلة بهدوء:
- نادين هانم .. في حد برا عايز يقابل حضرتك بس رافض يقول إسمُه!!
قطبت حاجبيها بدهشة، و قالت:
- رافض يقول إسمُه إزاي يعني؟ أنا مش فاضية يا نيرمين للألغاز دي، خليه يمشي!!
- بس هو بيقول ضروري يا فندم!
قالتها نيرمين بحرج، فـ تأففت الأخيرة قائلة:
- ماشي خليه يدخل! لما نشوف أخرتها!!
- حاضر يا فندم!
هتفت نيرمين بإبتسامة وغادرت، جلست نادين متأهبة لذلك المجهول ترتشف قليلًا من الماء في كوب زجاجي، توسعت عيناها و وقف الماء بحلقها فـ سعلت بقوة و هي تنهض تميل للأمام واضعة كفها على صدرها، لتجد يدُه تمتد لظهرها قائلًا بقلق:
- نادين .. إنتِ كويسة؟!!
رفعت وشها ليه بتحاول تتنفس و عينيها بتطالعُه بصدمة، بتغمغم:
- عزيز!!
إبتسم، أد إيه وحشته، و وحشُه إسمه اللي خارج من شفايفها، مد أناملُه يزيح خصلاتها متأملًا إياها بدايةً من خصلاتها لحد أسفل قدميها بيقول بإشتياق:
- وحشتيني!
كان حالها مثل حالُه، تنظر له بمشاعرٍ مختلطة، و مرت ذكرياتهما قُدام عينيها كإنه شريط سينيمائي، جوازهم و معاملتُه ليها السيئة في اول الجواز، الشهر اللي قضوه حلوين مع بعض بدايةُ من وفاة أبوها، إفتكرت سِجنه ليه في مخزن محدش يقبل يقعد فيه، إفتكرت جوازه من واحدة تانية عشان يذلها، و شُغلها خدامة في قصرُه و نظرات الشماتة في عيون إمه، إنتفضت و بعدت عنه كإن عقرب لدغها، بترتجف و هي بتشاورلُه و بتقول:
- إبعد .. إبعد إنت إيه اللي جابك هنا تاني!
إعتدل هو كمان في وقفتُه و قال بهدوء:
- جاي في شُغل متقلقيش!!
ضربت على مكتبها بحدة و وهي بتقول:
- مافيش بينا شغل ولا عايزة يبقى فيه!!!
قعد على أحد الكُرسيين اللي قدام المكتب، و قال و هو بيشاورلها:
- طب أقعُدي بس نتكــ .. إيـه ده؟!!!
قال بعد ما بلع باقي كلامُه لما إتصدم بوجود بوكيه من الورد الأحمر، إتنفض من على الكُرسي، هي إتخضت و رجعت لِ ورا، إلتقط هو البوكيه بحدة بإيدُه اللي جنب الحيطة، قرأ الكارت اللي عليه، شعور غريب، كإن الدنيا بتلف بيه، إحساس خانق .. و كإن أحجار العالم بأكملها جاثية فوق صدرُه، برودة بأطرافُه، ضربات قلبه تزداد، و معدته تتقلص بعنف رافضة هي الأخرى الأمر، يغمغم بخفوت و عيناه تقرأ الكلمة للمرة الخامسة عشر:
- مين .. مين اللي كاتب كدا!!
كانت بتبصله بخضة، خضة من وجوده .. خضة من ملاحظته للبوكيه، خضة من ردة فعلُه، و عينيه اللي بتهتز و هي بتقرأ الكلمة، عروقة البارزة و نفسُه اللي إبتدى يعلى، هنا عرفت إنها مينفعش هي كمان تتعصب أو تعنِد، لأول مرة تحِس إنها لازم تحتوي غضبُه، إزدردت ريقها و قبل ما ترد كان هو بيصرخ فيها و هو بيضرب البوكيه الحيطة جنبُه فـ تناثرت بتلاته أرضًا:
- رُدي .. مــــيـــن الــــو** الــلــي بــاعـتـلـك ده!!
قطبت حاجبيها .. وخدت خطوتين لـ ورا رجعتهم تاني لما قبض على كتفيها بيشدها عشان تبقى قُدامه، بيهدر في وشها بعنف:
- خليكي هنا و قوليلي .. جايلك منين القــرف ده!!!
للحظة حسِت إنه لو فضل بالحالة دي هيجرالُه حاجة، فـ حاولت تهديه بتقول و إيديها على صدرُه:
- ممكن تهدى و هفهمك؟
- أهدى؟
قالها و إنفجر بعدها ضاحكًا، ضحكات ألمت قلبها أكتر، مكانتش ضحكات مرح، ضحكات حزينة، قلقت عليه أكتر فـ شملتُه بعينيها بتقول بتردد:
- عزيز!!
سكت .. بصلها و دفعها للحائط لكن برفق بيقول بصوت خافت و عينيه بتمشي على وشها:
- عايزاني أهدى و أنا شايف واحد باعت لمراتي بوكيه ورد على المكتب و عليه وحشتيني؟
نفت براسها ببطئ بتقول:
- مبقتش مراتك!!
نفى برأسُه هو بحدة أشد بيقول و هو مشدد قبضتيه على عضديها:
- لاء لسه مراتي .. أنا بعتبرك كدا، و ده مش رد على سؤالي أنا عايز أعرف مين ده؟
تنهدت بيأس من إنه يسيبها غير لما يعرف، فـ رمت القنبلة بوجهه بتقول:
- خطيبي يا عزيز!!!
يُتبع ♥️
#أغوار_عزيز ♥️
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا