القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية أباطرة العشق الجزء الثاني (عشق من نار) الفصل التاسع عشر والعشرين والحادى وعشرون الأخير بقلم نهال مصطفى حصريه في مدونة قصر الروايات

رواية أباطرة العشق الجزء الثاني (عشق من نار) الفصل التاسع عشر والعشرين والحادى وعشرون الأخير بقلم نهال مصطفى حصريه في مدونة قصر الروايات




رواية أباطرة العشق الجزء الثاني (عشق من نار) الفصل التاسع عشر والعشرين والحادى وعشرون الأخير بقلم نهال مصطفى حصريه في مدونة قصر الروايات




عشق من نار( اباطرة العشق2)

الفصل 19  


" سكة الصبر اخرها جبر مهما طالت " ......


■■■ 


تجلس امام المرآه تضع بعض لمسات التجميل الاخيره وتتأكد من تهدب شعرها كما يروق لها .. تناولت قلم "الروج " باللون الكشميري وتمرره على شفتيها بفظاظه ليتناسب مع لون فستانها القصير الذى يبرز معالم جمالها .. نظرة اخيره وهى تنصب عودها امام المراة وهى تتخلص من رباط ساعدها قائله بتنهيده تعب

- تعبت معايا يامجدى .. وكفايه بقي لازم اعوضك عن كل التعب دا .. 


استدارت لتبحث عن هاتفها لتتصل به وبجوفها جيوش شغف تجذبها بكلها الى بين ذراعيه تحديدًا .. ولكنها فوجئت بفتح باب غرفتها بدون استئذان وتبدو على ملامحه اثار غضبٍ مكبوت .. فاستدارت نحو الباب بلهفه 

- كنت لسه هكلمك .. 


لم يجذب انظاره ما ترتديه ولا يتحرك له جفن الرقه رأفة بتلك الحوريه التى غادرت محيطها واتت لعشه .. عمت سحابه الغضب عيناه ليركل الباب خلفه بشده اثارت فضولها وطوت ابتسامتها شيئا فشيئًا 

- انت مالك ؟! فيك حاجه وشك متغير ليييه ؟! 


دنى منها مجدى بخطوات متباطئه وهو يطيل النظر بعيناها قائلا بغلٍ

- لا برافو .. عجبتنى ؟! 


- هى ايه دى ؟! 

- لعبت القذرة اتكشفت خلاص يادكتورة .. 


بللت حلقها وهى ترمقه بعيون متأرجحه 

- مجدى .. ممكن تقول لى فى ايه ؟! انا مش فاهمه اى حاجه ؟! 


فتح مجدى الورقه التى ييده قائلا بنبرة غاضبة وهو يقترب منها 

- دى ؟! تقدرى تقوليلى تعملى حاجه زى كده ليييه ؟! 


القت نظرة خاطفه على الورقه فعلمت ما بها ثم زفرت باختناق 

- هو انت مش قولت بلاش نزرع شوك الماضي فى الحاضر ؟! 


قبض مجدى على ذراعيه بكفه الحديدى حتى غرزت انامله بجسدها وهو يرجها بقوة 

- دا مش شوك .. دا غدر وطمع وكشف نوايه ؟! ليه ناقصك فلوس تعملى كده ياصفوة .. ليه مصممه تبنى الف سور ما بينا بعافر عشان اهدهم .. انت ازاى تعملى كده ... عاوزه تاخدى حاجه مش من حقك بالسرقه ؟!


فرت دمعه هاربه من طرف عينيها .. مردفه بنبرة باكيه 

- اللى عملته انا نفس اللى عملته بالظبط .. ما انت كمان خدت حاجه مش من حقك وبالسرقه كمان .. على الاقل انا احسن منك حته ورقه كنت هساومك بيها عشان تطلقنى واهى رجعتلك اما انت اللى خدته منى ما بيرجعش يامجدى .. 


رخى مجدى قبضته ببطء وهو 

- انت بتبررى ايه !! وكمان ليك عين تقاوحى .. 


ابتعدت عنه قاصده ان تخفى منه دموع ضعفها متسلحه بكبريائها

- انا من الاول قولتلك احنا ماننفعش لبعض .. واظن كده كويس اووى .. جبرت يامجدى .. 


نظر لها باحتقار وهو يردف بصعوبه 

- مكنتش مفتكر انك بالكُره والغل دا ..


ثم طبق الورقه بيده باشمئزاز والقاها بوجهها 

- للاسف ياصفووة ..


صمتت قليلا ثم اردفت بحزن يقرضها من الداخل 

- طول ما لسانك سابق تفكيرك عمرك ماهتتغير .. 


■■■


- ايوة ياحبيبي انت فين دلوقت !! 

اردفت ماجده جملتها وهى تجوب غرفتها ذهابا وايابا .. فرد ادهم قائلا 

- بفكر كيف اصطاد الحيتان ... 


بللت حلقها وكل ما بجوفها يرتعد 

- انا هقولك تعمل ايه .. بس قول لى الاول انت فين ؟! 


- انا فى المخزن اللى ورا مصنع البوتجاز القديم .. والبنات هنا .. 


- انا عاوزه اجيلك يا ادهم مش عاوزه اسيبك لوحدك ... 


جلس ادهم فوق صخره فى الظلام الدامس

- لا ياحبيبتى .. انت هتجهزى عشان بكرة هنسيبوا البلد ونطفشوا .. 


فكرت ماجده لبرهه فاردفت بحزن بالغ

- ادهم .. احنا لازم نعرف السر اللى امى وعمك خافينه .. لازم  نعرف هما مخبين ايه يا ادهم ..


حك ادهم ذقنه وهو يثنى ركبته 

- ودى هنعرفوها ازاي يا ادهم ؟! 


فكرت ماجده لبرهه فاردفت بعجز

- مش عارفه مش عارفه .. هتجنن واعرف هما مخبين ايه ؟! المهم انت هتعمل اى فاللى عندك ... 


اردف بشرا يتناثر من عيناه وهو يشعل النار بولاعه السجائر


-  محدش فيهم هيطلع حى .. سواء البنات او غيرهم .. نار غضبى هتحرق الكل من غير ما ترحم يا ماجده .. من اول نسل الخياط لحد حيدر عمى ... 


- لا يادهم احنا لازم نعرف السر .. لازم نعرف اللى ورا امى وعمى ......


■■■ 


اجتمعوا الرجال بغرفه الضيوف حتى توسط مجلسهم حمزه الخياط وزوجته التى تجلس بعيدا بجوار عفاف وكل ما بقلبها يتمزق اشلاء .. جهر سليم بنفاذ صبر

- احنا هنفضل قاعدين كده ومش عارفين هما فين ؟! ..


وقف حمزه الخياط والغضب يتقاسم ملامحه 

- تفتكروا الزفت دا ممكن يكون مخبى العيال فين ... وحيدر ليه يعمل اكده !! انا راسي هتنفجر .. 


وقف عماد بتردد ثم اردف 

- انا شاكك فى حاجه كده ومش عارف .....


رمقه سليم بلوم لانه فهم مغزى كلماته فتدخل سريعا 

- مش عاوزين نظلم ياعماد .. متنساش ان كل دا من نسيج افكارنا .. 


النقيب حمزه باندفاع : فى ايه ياعماد .... مااالك انطق .. 


صمت عماد قليلا ثم اردف 

- ثريا مراة عمى .. انا واثق انها تعرف علاقه حيدر بالموضوع دا .. 


صمت تام خيم عليهم .. فتدخل حمزه الخياط قائلا 

- فهمنى ياعماد .. قصدك ايه !! 


حكى عماد ما يدور بأفكار وشكوكه من ثريا فاستمع له حمزه الخياط وجميع الحضور باهتمام شديد .. حتى اردف بثقه 

- محمد روح خلى مراة عمك تعملنا شاى 


اتسعت العيون باستعراب صوب جملة حمزه الخياط التى لم تعد بمحلها ولا بموعدها .. فجلس حمزه وكأنه ينتوى لشيء 

- اسمع الكلام يامحمد ... وتجيبه بنفسها هى يلا ..


نفذ محمد ما اُمر به .. اما عن نورا فهى تجلس بجوار وعد وتربت على كتفها 

- اهدى طيب الحالة دى مش هترجع عشق واكيد حمزة بيه هيتصرف ... 


اجهشت وعد بالبكاء : معنديش استعداد اخسر بنتى ولا اتعذب تانى .. بنتى حامل يانورا وعلى وش ولاده وانا هتجنن عليها .. ياريتنى صممت انها ماتخرجش انا اللى وقفت قصاد جوزها وحمزه انها تروح معاه قنا ... 


زفر عفاف باختناق وهى تتحرك من مقعدها لتجلس بجوارها قائله بحسره

- ادى اخرة النسب اللى يعر .. وادى اخره الدم وبيبانه اللى ماعتتقفلش ...


جحظت نورا لعفاف لتصمت فاردفت بنفاذ صبر 

- يلا ربنا يرجعهم سالمين ... 


■■■ 


- ياوجد احب على يدك فوقى انا مش عارفه اعمل حاجه .... 

تضرب ورد على وجنتى وجد برفق لتوقظها وبجسد ينتفض على صرخات عشق المتأوهه .. فلم تجد فائده من استيقاظها فركضت نحو الباب تضرب بكلتا كفيها بصراخ 


- يااادهم افتح حرررام عليك ... البت بتمووووت .. 


وقفت ورد على طراطيف اصابعها لتنظر من فتحت الباب الحديدي لتجد بعض الرجال يطوفون امام عيناها مع اختراق انفاسها رائحه الغاز .. فقفزت عدة مرات محاوله استيعاب من اختلط بأنفاسها .. الى ان انغمست قديمها بقطرات الجاز المتسربه من اسفل الباب ورجل يمسك بدلو منه ويحاوط المخزن  .. فتضاعف خوفها للحد الهستيري وهى تضرب على الباب بقوة 

- انت هتعمل اييه .. بقولك افتحلنا ... ياااااارب ..... ياادهم ماينفعش والله ... طيب حقك معايا انا سيب وجد وعشق ياااااااااادهم انت فين .. 


دارت ورد نحو وجد التى بدات ان تستعيد وعيها اثر رائحه الجاز .. فجثت على ركبتيها متلهفه بأمل 

- وجد ياووووجد فوقى والنبى يااالا ... الحقى .. 


فتحت وجد عيناها بتثاقل محاوله ان تستجمع ذكراياتها 

- ورد !!!! احنا فين .... 


لم تجيبها ورد لانهما التفتوا سريعا نحو صراخ عشق المكتوم .. فزحفت ورد صوبها ثم تابعتها وجد بلهفه 

- مش دى بنت حمزه بيه الخياط ... 


تتساقط قطرات العرق من مسام وجهها وتلتقط انفاسها بصعوبه بالغه مردفه بصوت متقطع 

- انا مش قادره .. ابنى ياوجد .. لازم تنقذيه .. 


فزعت وجد كالملدوغه لتفخصها بلهفه وبعد مرور قليلا من الوقت 

- اهدى ياعشق اهدى .. دا وجع عادى مافيش حاجه اهدى والنبى ... 


ورد بخوف : هو بتتالم ليه كده ياوجد ... هى مش هتولد ..


مررت وجد كفها على شعر عشق لتطمئنها 

- اهدى هى قربت بس .. دى وجعه عاديه والمفروض تروح المستشفى عشان تاخد حق طلق بس ان شاء الله قبل ما دا يحصل هنكون خرجنا من هنا ... تعالى يا ورد تعالى نيميها على رجلك وارفعى ضهرها من الارض .. 


نفذت ورد ما طلبته منها وجد التى ركضت نحو الباب جاهره بصراخ 

- انتوا يلى بره .. افتحوا الزفت دا ... 


هتف ورد والرعب يكسو صوتها

- دول محاوطين المكان بالجاز ياوجد ... هما هيعملو ايه ... 


عادت وجد لاختها وهى تربت على كتف عشق 

- مافيش حاجه هتحصل انا متاكده .. ادهم عمل كده عشان يجيب رجل سليم وحمزه واللى هما اكيد مش هيسكتوا .. اهدوا وكلها كام ساعه وهنخرج من هنا .... 


■■■ 


دخلت ثريا وخلفها بنت من الخدم تحمل صنيه فوقها ابريق الشاى واكواب زجاجيه مشيره لها 

- حطيها هنا يابت ... 


اشار محمد للخادمه ان تنصرف ثم شرعت ثريا فى صب كاسات الشاى .. اما عن حمزه الخياط واصل حديثه وهو يمعن النظر بعفاف


- احنا بالساعه اللى لقناها دى اكبر دليل ان اللى قتل سالم وناصر هو حيدر .. واحنا لازم نتحرك قبل ما يعملوا حاجه فى الينات ونعرف مين اللى شاركه فى الجريمه دى .. 


لاحظ حمزه الخياط التفات اذان ثريا وكل تركيزها مع حديث حمزه الخياط الذي تأكد من شكوكه نتيجه امتلاء الكاسات حتى فاض معيارها وانسكب بالصنيه بدون وعى .. تبادلوا الانظار جميع فواصل حمزه الخياط حديثه وهو يتفتها ببراعه حتى أسقط الساعه الفضيه بقصدٍ من يده فشهقت ثريا بانتفاضه وهى تدور بجسدها نحو مصدر الصوت .. 


تبادلوا الانظار جميعا حتى تدخل عماد سريعا 

- يسلموا ياحماتى .. مكانك انا هكمل ..


انصرفت ثريا وهى تاكل خطاوى الارض غضبا شارده فى حديث حمزه الخياط فاشار حمزه لعماد اشاره فهم مغزاها فاومىء ايجابا بأن " كل شيء على مايرام" .. واصل حمزه حديثه بثقه 

- انا اتاكدت انها ليها علاقه بحيدر .. دى اول ماسمعت اسمعه براد الشاى اتهز من ايدها وبص على الكوبابات مافيش ولا كوبايه فيهم اتملت اد التانيه .. اللى هتلاقي نصها المليان او اللى فاض منها الشاى .. ودا يعنى ان الموضوع يهمها للدرجه اللى مااخدتش بالها من اللى في ايدها ..


اردف عماد بسرعه 

- انا فهمت امى تعمل اي ... 


النقيب حمزه باغتياظ : هو ما حدش اتصل ليييه ... والزفت دا خاطفهم ليه طالما متصلش يقول عاوز ايه ؟! 


سليم بغضب مكبوت : ادهم اذكى من انه يعمل كده لانه عارف مش هيقدر يواجهه هو دلوقت بيفكر يلعبها صح !! لو حطينا نفسنا مكانه ممكن نتصرف ازاى نخطف تلات بنات عشان يجيب رجل هدفه الاساسي المفروض انه يتصل ويقول طلباته لكن ادهم مش هيعمل كده ... ادهم عاوز يخلص مننا احنا والبنات بضربة معلم وهو يطلع منها زى الشعرة من العجينه ..


تدخل يوسف سريعا : او يلبس عمه كل الليله وهو يخرج منها شاهد ملك .... 


انضم مجدى لمجلسهم محاولا اخفاء غضبه حتى فوجىء لماجده تركض لتقف خلفه على اعتاب المجلس قائله بقلب مرتعد 


- الحق وجد والبنات ياسليم .. 


وقفوا جميعا اثر جملة ماجده المفاجئه .. فوقف سليم امامه والغضب يتقاسم معالمه 

- فى ايه يا ماجده انطقى ... 


بللت حلقها بخوف فاطرقت قائله 

- ادهم خاطف البنات فى المخزن اللى ورا مصنع البوتجاز القديم وناوي يقتلهم .. الحقهم والنبى يااسليم بسرعه .. ادهم مش ناوي على خير .. 


هتف محمد من الخلف :  انا عارفه المخزن دا .. 


مسكها سليم من ساعدها بغضب 

- وانت عرفت منين الكلام دا ..


- مش وقته ياسليم .. الحق وجد والبنات والنبى مافيش وقت .... صدقنى ياسليم انت لو متحركتش دلوقت ادهم هيخلص عليهم .....


نظرها سليم بشك ثم التفت لحديث النقيب حمزه

- احنا لازم نروح المكان اللى بتقول عليه ياسليم .. يلا مافيش وقت ... 


ساد الصمت بينهم قليلا تحت انظار ماجده التى لم تخل من نظراتهم المرعبه .. اما عن نورا وصفوة الاتى انضمن اليهم بعدما قصت نورا ما حدث لصفوه التى اردفت سريعا

- انا هاجى معاكم ...


هجر محمد بعصبيه : تيجى فين انت كمان هى رحله ؟! ماتتكلم يامجدى ..


اردفت صفوة بحزم 

- مجدى ملهوش دعوة ... 


زفر حمزه الخياط بغضب 

- مافيش وقت يارجاله يلا بينا .. 


اقترب صفوه منه برجاء 

- عمو لو سمحت نورا قالتلى ان عشق حامل واحتمال تكون تعبانه ووجد اكيد مش هتقدر تعملها حاجه انا هاجى معاكم اقعد فى العربيه ان لزم الامر ..


هجر مجدى غاضبا : تروحى فين انت كمان .. ما تقعدى على حيلك .. 


تدخلت نورا : صفوة خطر عليك دول يعتبر طالعين الجبل ... 


- ياجماعه انا خايفه على عشق لقدر الله لو وجد مغمى عليها او حاجه مين هيساعدها .. ياعمى انا هقعد فى العربيه وهستناكم بره .. 


تبادلوا الانظار جميعا حتى جهر مجدى 

- قولت لا يعنى لا ياصفوة .. لمى دورك واختفى من وشي ..


تدخل عماد سريعا 

- كلامها صح يا مجدى واحنا مانعرفش اى حالتهم واكيد محمد مش هيكون فاضي لحد ... 


سليم بصيغه امرة 

- مجدى انت خليك قاعد هنا مع امك والبنات وانت ياصفوة يلا تعالى معايا ... 


مجدى بغضب : تيجى فين يااسليم انت اتجننت .. انتوا هتاخدوا بنات معاكم مش كفايه اللى عندهم ... 


تجاهلت صفوة حديثه واندفعت للخارج نحو سيارة سليم لتقطن بها .. فاستدار حمزه الخياط ليضع خطته سريعا 

- يوسف انت هتروح على المديريه وتجيب قوة وانا هكلم مدير الامن يتحرك .. واحنا يارجاله مافيش وقت لازم نروح المكان اللى ماجده قالت عليه ... نورا يابتى خلى بالك على وعد دى لما بتتجنن مش بتشوف قدامها .. جهزوا اسلحتكم يارجاله ويلا ... سليم لم الرجاله بره .. 


مجدى بحزم : جاااي معاكم ...


محمد وهو يعد سلاحه : برجلك دى بطل جنان .. 

- منا مش هلبس طرحه واقعد جنب الحريم يامحمد .. 


عماد بحكمه : مجدى متسبش البنات لوحدهم واحنا هنتصرف ماتقلقش .. 


ركضت يسر صوب محمد هامسه : اى الجنان ده .. انت مستحيل تتحرك .. 


شد محمد سلاحه بتوعد : دى فرصتى وجات لحد عندى يايسر ولازمًا تار راجح يرجع .. تقلقيش عمر اللى على حق ما هيتهزم .. 


اقتربت نورا من عماد لتهمس فى اذنه قائله لخوف مكبوت وهى تتشبث فى كفيه برجاء 

- انا مش همنعك تروح بس هتوعدنى انك تخلى بالك على نفسك عشان ابننا اللى جاي فى السكه ياعماد .. 


نظر لها بذهول فاومأت بخفوت وهى تبتسم وتهمس فى اذنه بفرحه 

- لسه عامله اختبار الصبح .. 

ثم ابتعدت عنه ولازالت تتشبث بكفه 

- يلا الرجاله طلعوا .. 


خبر مفرح اقتحم حزن ايامه .. قشعريره انتابت بدنه ما بين الفرح والصدمه وعدم التصديق ظل يرمقها طويلا ثم طبع قبله طويله على رأسها 

- الف مبروك ياحبيبتى .. خلى بالك على نفسك

ثم مسك ذقنها بأمل 

- لما ارجع لينا احتفال خاص انا وانت .. يلا لا اله الا الله .. 


قبلت كفه بحب وعيون تأثر عبراتها : سيدنا محمد رسول الله ... 


ودعها عماد ثم لحق بالرجال فى الخارج اما عن مجدى يأكل خطاوي الارض غضبا على رد فعل صفوة وعفويتها .. على حدا تشبثت نورا بساعد ماجده قائله بحزم 

- عاوزاك .. 


تألمت ماجده قليلا وهى تسير معها 

- اى يانورا ماسكانى كده ليه .. 


- الكلام اللى قوليه لهم دا لو صح عرفتيه منين !! هما لو صدقوكى دا عشان متعلقين فى قشايه .. ماجده قوليلى لو فى حاجه نلحقهم والنبى ..


حررت ماجده ساعدها بصعوبه من قبضة نورا متألمه 

- عرفت وخلاص يانورا .. ماتقلقيش صح وواثقه جدا كمان .. وان شاء الله هيقدروا يرجعوا وجد والبنات انا واثقه ..


- ايوة بقي واثقه منين !! قوليلى ... 


تدخلت يسر من الخلف متوعده

- اقسم بالله لو كنت بتوقعيهم فى فخ من حركاتك الزفت دى ماهيحصل طيب ياماجده .. 


اغرورقت عيني ماجده بالدموع 

- اللى عاوزاكم تعرفوه ان الموضوع اكبر من خطف البنات .. احب اعرفكم حقيقه امكم الموقره انها متجوزه فى السر من كبير العتامنه .. تقدروا تفهمونى واحده معارفاش اذا كان جوزها ميت ولا عايش ومتجوزه .. 


جمرات من نار قُذفت على قلوبهم فرددوا بصوت واحد : اييييييه !! 


ندبت عفاف من الخلف 

- يامرى !! هى عملتها ؟! 


تبادلوا الانظار جميعا ثم ركضوا جميعا يتسابقون الخُطى لاعلى .. فلحقت بهم عفاف بخطوات متثاقله .. التفت وعد لحركتهم العجيبه فتجاهلها وخرجت فى الجنينه تجوبها ذهابا وايابا وهى تناجى ربها ... 


" فى الخارج " 


تأهبوا الرجال للمعركه وتركهم يوسف ذاهبا لمديريه الامن .. احتشاد كبير من الخفر سار امامهم وخلفهم ثلاث سيارات واحده بها سليم وصفوة والثانيه بها محمد وعماد والاخيره النقيب حمزه وحماه الذي يأكلون خطاوي الارض رعبا ... 


■■■ 


- كح كح ريحة الغاز دى خنقتنى ياوجد .. انا حاسه نفسي هيروح .. 


اردفت ورد جملتها وهى تهدب شعر عشق التى لا حول لها ولا قوة .. خلعت وجد شالها قائله 

- خدى حطيه على نفسك انت وعشق .. 


ثم وقفت لترفع انظارها صوب النافذة المرتفعه التى يتوسطها ضياء القمر 

- يااارب يارب بحق ما جمعتنا انا وسليم وسط النار نجينا منها زى ما انقذت نبيك ابراهيم .. انت فين ياسليم اول مرة تتأخر عليا كل ده .. طول عمرك قبل ما قلبى يتمناك بيلاقيك .. هات العواقب سليمه يارب ..... 


صرخه قوية دوت فى المكان من جوف عشق التى فقدت زمام السيطرة .. فركضت وجد نحوها سريعا 

- ايه ياعشق استحملى بالله عليك .. هانت خلاص 

■■■ 


- هو مش كفايه بقي تمثيل وتفهمينا في ايه !!

اردفت ماجده جملتها وهى تقتحم غرفه امها التى القت هاتفها سريعا بمجرد ما رأتهم .. 


- انتو كيف تدخلوا اكده !! 


ركضت يسر نحو هاتف امها لتلتقطه بنظرات استكشافيه 

- انت كنت بتعملى ايه ؟! 


حاولت ثريا ان تجذب الهاتف من ابنتها ولكن بدون جدوى ابتعدت يسر عنها لتفتحه فوجدت رساله مكتوبه لرقم غير مسجل

- " بكرة لازمًا اشوف فى مطرحنا " ..


ثم دارت الشاشه نحو اخوتها بسخريه

- وهو مين دا اللى لازما تشوفيه فى مطرحكم .. 


التوى ثغر ماجده ساخرا وهى تعقد ذراعيها امام صدرها

- الا هى الست ازاى تتجوز راجل تانى وهى لسه على ذمته جوزها ..


سؤال كالخنجر طعن فى قلب ثريا التى تلجلجا فى مكانها وهى تنهر ابنتها 

- جرى لمخك اي يابت انت .. ما تتحدتى عدل . 


رجعت ماجده حاجبها مستنكرة 

- ما هو طول ما الحديت مجايش على هوانا عمره ماهيكون عدل ... 


ثم صرخت جاهره بنبره صعيديه

- كيف جالك قلب تتجوزى حيدر الهواري وابويا غايب له سنتين ..... 


- اكتمى يابت اقفلى خشمك ... انت ادبيتى يااااك ؟! 

تدخلت نورا بهدوء 

- الكلام دا صح ؟! انت ايه علاقتك بالراجل دا .. 


- انتوا جرالكم ايه يابنات نااصر .. !! 


ضحكت ماجده ساخره : تصدقى حتى دى مابقتش مصدقاها !!!! 


صفعتها ثريا على وجنتها بكل قوتها 

- اكتمى يابت ياقليله الربايه ... 


فى نفس الوقت اتصلت يسر بالرقم صاحب الرساله وبعد قليلا من الوقت اردف حيدر قائلا 

- ايوة ياثريا عندى مصلحه مستعجله هخلصها واجيلك ...


قفلت يسر الخط سريعا بعدما سمعت اخوتها جملة حيدر قائله

- هااا اي قولتلك ؟؟!


دنت منها ماجده مردفه : على فكره يايسر بالمناسبه اللي حطلك حبوب الاجهاض هى امك مش انا .. واذا كنت قولت كده قدام محمد فـده عشان اجيب اخرها واخليها تطمن ..


غصة علقت فى حلقه يسر محاوله استيعاب حديث اختها فتحركت لتقف امام امها معاتبه

- انت عملت كده ؟؟! قتلتى ابنى ليه قبل مايشوف الدنيا ..


تدخلت نورا سريعا : بلاش نحكى فالللى فات يايسر .. خلينا نشوف الست امنا مخبيه علينا ايه تانى ..


هتفت عفاف من الخلف : اما حرمه قليله الاصل صوح !! بقي مكفاكيش كل اللي حصل زمان من تحت راس التعلب ده رايحه تتجوزيه .. لولاش حرام لكنت قتلتك بيدى ..


اقتربت نورا من امها بهدوء : ياما عشان خاطرنا كلنا قولي لنا مخبيه ايه عننا .. واى علاقة بالراجل ده .


جهرت ماجده بصوت عالٍ: انا بنفسي مشيت وراها لحد الفندق اللي بيتقابلوا فيه والموظف قالى انهم متجوزين ... ناصر الهواري ابويا فين يااما ؟؟!


- انطقى يا ثريا .. ولادى التلاته رايحين لنار العتامنه برجليهم وانت ساكته .. لو تعرفى حاجه قولى .. 


صرخت ثريا : معرفش .. معرفش .. واطلعوا بره كلكم ؟؟!


صرخت عفاف وهى ترجها بقوه : انت اييه مصنوعه من اييه .. معجونه بميه عفاريت !! عقولك عيالى طلعوا وماعارفش اذا كانوا هيرجعوا تانى ولا لا وانت بمنتهى البرود متجوزه التعبان اللي اسمه حيدر


اقترب نورا منها راجيه والدموع تنهمر من مقلتيها 

- ياما احب على يدك .. اعملى حاجه واحده تغفرلك .. بصي بلاش تحكى بس ساعدينا نعرفوا الحقيقه متسيبناش كده ..


اندفعت ماجده : عارفه اللي زي مايستاهلش يبقي ام اصلا من ساعه ما قستينا على جوزانا وكل هدفك الورث والفلوس .. وانت لما قولتى لنا المشتري جاهز يتحمل شيلة اراضينا كان قصدك مين !! هو مش اكده ..


واصلت يسر حديثها وهى تلقى الهاتف : عال انتوا الاتنين تداروا ورا ستارة التار والخلافات بين العيلتين لحد ما يقضوا على بعض وفى النهايه كل الهلمه دى ليكم .. خطه فى منتهى الذكاء 


ردت عفاف غاضبه وهى تدور حولها بغضب مردفه

- دا لو مكانوش هما اللي زرعوا بذرة التار من البدايه .. انا واثقه ان ناصر كشف لعبتك وقرر يخلص منكم فقومتوا اتغديتوا بيه قبل ما يتعشي بيكم !!


زالت نورا دموع عينيها صراخه : قتلتى ابونا !! قتلتى ناصر الهواري !! طب لييه اى الجحود دا ..


سدت ثريا اذنيها ومشهد ذكريات قتل زوجها تدور امام عينيها فصرخات باعلى صوت بها كأنها تريد ان تفيق من غيبوبتها صارخه

- محصلش ..

ماجده بنفاذ صبر : اوماااال ايه اللي حصل .. !! اى اللي يخليكى تتجوزى غريب وانت مش متأكده ان ابويا مات ..


- متجوزتهوش !!! 

ماجده بذهول : اومال ماشيه فى الحرام .. كمان !!! عذر اقبح من ذنب !!


تحركت ماجده حولهم بتثاقل مواصله حديثها لتستدرج امها فى الحديث 

- طيب انا هقولك كلام محدش يعرفه .. الاول بس عاوزه اهنيكى على بذره الشر اللي زرعتيها جوانا فهى كبرت .. لدرجه اللي خلتنى اروح اشترك مع ادهم ضد وجد وسليم عشان ابعدها عن طريقه .. لحد ما فوقت فى الوقت المناسب وده من فضل ربنا .. واضطريت ارجع لادهم عشان اعرف ناوي على ايه والحق وجد منه يمكن اقدر اعتذر لسليم بطريقتى .. بس الغريب بقي ان حيدر بنفسه مكلم ادهم وقاله انه عاوز يخلص منك عشان سركم يدفن ... اى السر اللي عاوزين تدفنوه واللى عاوز يقتلك بسببه عشان هو يعيش !!


اتسعت عيون ثريا بذهول وهى تتراجع للخلف لتجلس على طرف الفراش بذهول

- التعبان عاوز يخلص منى !! بعد العمر دا كله ..


جثت نورا على ركبتيها متوسله : قولى فين اي عشان نلحق نتصرف .. قولى يمكن نفكر ونخرجك منها .. مهما غلطتى لازم يكون عندنا فرص تانيه عشان نكفر .. وحيات الدم اللى بيجري مابينا احكى واعملى حاجه واحده صح .. 


جهرت يسر بحزم وانتقام : لا مش هنتطق .. بس انا هعرف ازاي اخليها تنطق ....


***


وصلت السيارات المدججه بالرجال الي منطقه قريبه من المخزن .. فدلفوا جميعا من سيارتهم ملتفين حول بعضهم .. فاردف حمزه الخياط 

- حمزه خد سليم ولفه سريعه حولين المكان وتعالوا نشوف هنخش ازاي .. وانت ياعماد وزع الرجاله حولين المخزن بهدوء من غير ما حد يحس .. وانت يامحمد تعالى معايا ..


اشار سليم لحد الرجال بنظره امره : تقف جنب العربيه اللي فيها الدكتورة متتحركش واي حركه غريبه تاخدها تروحها .. فااااااهم !!


تأهبوا جميعهم للحركه منتشرين حول المكان .. ظلت صفوة ترمقهم بخوف يغمرها من الداخل وهى تترقب خطاهم ومهارتهم فى تسلل الجدران .. مردفه بقلق 

- استر يارب .. هاتت العواقب سليمه ..


"فى القصر "


خرج مجدي الي الجنيه الذي بدا القلق يتأكل فى جوفه وهو يرمى عكازه بعيدا محاولا الوقوف على ساقه متحديا المه .. خطى عدة خطوات ببطء فشعر بتحسن فى حالته .. فاعتزم امره 

- لا انا ماينفعش اقعد هنا وانا هتجنن عليها .. مقدرتش تمنعها لييييه يامجدي !!


ركضت وعد صوبه بخوف ووجه شاحب : انا قلقانه عليهم يابيشمهندس .. خدنى عند بتى ..


اطرق مجدي بحيره : انا هروح اشوفهم وانت اطنى وخشي اقعدى مع الحريم جوه .. حمزه بيه موصينى عليك !!


تشبثت وعد بكفه وبعيون راجيه : بالله عليك يابنى خدنى معاك .. انا حاسه برج من دماغى هيطير .. 


فكر مجدي لبرهه فاردف

- والله ماينفع .. انا هتجنن اكتر منك ولازم اروحلهم وعلى اتصال 

وعد بحزم وامر منتهى : قولت هاجى معاك .. يلا .. زي ماانت قلقان على مرتك انا قلبى بيتقطع على بتى ..


ظل مجدي يرمقها طويلا 

- اووووف يلا طيب وربنا يسترها ...


"عوده لساحه المعركه "


عاد سليم وحمزه ركضا فاردف حمزه 

- فى جوه حركه 15 راجل وكلهم مسلحين .. المخزن متأمن من 3 جهات والجهه الرابعه من الغرب مافيش غير شخصين وتقريبا دى اضعف جهه ممكن نخش منها .. فى ساحه فاضيه محاصره المخزن ومليانه بشكاير الرمل .. وباين على المكان قديم ومجهور من زمان


فأكمل سليم : شرق المخزن ادهم وحسن قاعدين وبيتعشوا .. فى باب خشب صغير على جنب دا انسب مكان نخش منه اللى الناحيه الغربيه وزي ما حمزه قال مافيش غير راجلين ..


- تمام اتوزعوا زي ما كنتوا وعماد نبه على الرجاله شكل بهدوء من غير دم خليهم هما يحمونا من بره واحنا اللي هنخش جوه نخلصوا .. - ثم التف حمزه الخياط نحو محمد محذرا - مش عاوز تهور يامحمد .. ويوسف هيلحقنا بالقوات ان شاء الله 


شدو جميعهم اجزاء اسلحتهم وسار كل منهما فى طريقه المحدد حول المبنى المتوسط الاتساع .. دلف سليم وحمزه بحرص شديد وهما يتحدثون بالنظرات فاختبئ حمزه خلف شجره اما عن سليم تعمد ان يلقى قطعه خشب للفت انظار الحارس قاصدا ان يري ظله .


دار الرجل نحو مصدر الصوت جاهرا " مين هناك " ظل يتقدم فى الخطى حتى تعمد سليم جذب انظاره اكثر فغير مكانه .. اسرع الحارس صوب الظل وهو يصدر فوهة سلاحه .. وفى لمح البصر ظهر سليم امامه مستسلما .. شرع الرجل ان يجهر بصوته فانقض عليه النقيب حمزه بحركه بهلاوانيه اسقطته ارضا مع ضربه قويه على رأسه بمؤخره سلاحه فتغيب عن الوعي ..


اشار سليم بحرص : فى واحد تانى هناك ..


امام حائطه منخفضة تسلق حمزه الخياط بمساعده محمد بحرصٍ شديد فجلسا سويا فوقها لبرهه يكتشفان المكان فهمس الخياط

- دي ملغمة رجاله !! ماينفعش ننزل .. كده مش هنحل حاجه 


فكر محمد لبرهه : هناك فى 4 رجاله والناحيه دي على اليمين ف 3 

واصل الخياط حديثه : وقدامك فى اتنين !!


- احنا ننزل ونخلص عليهم كلهم ..

- جرى اي يادكتور هما مش علموك فى الجيش طريقه الصيد ؟!


رفع محمد حاجبه فواصل الخياط حديثه : مش دايما الكثرة تغلب الشجاعه .. الصياد برمي شباكه فى قلب البحر ويصطاد سمك .. احنا هنعمل كده .. هنصطاد السمك .. شايف الشجره دي انا هركب فوقها وانت احمى ضهري .. ولما تشوفنى استقريت انزل واركب على الشجره اللى هناك بخفه وانا هحمى ضهرك .. ركز يادكتور !!


هبط الخياط بحرص مختبئا خلف الاشججار حتى تم مخططه الاول بنجاح فأشار لمحمد ان يتحرك فهبط الاخير ببراعه وهو يندس خلف الاشجار ليقف وراء واحده امام مرمى انظار حسن وادهم .. هتف الخياط بصوت مكتوم 

- يلا يامحمد .......


تجاهل محمد هتافه فصوب سلاحه نحوهم بغل .. هتف الخياط باغتياظ : بطل جنان واتحرك .. 


لم يستمع محمد لتعليمات وفشل مخططه ايضا لان ادهم تحرك لغسل يده .. واصل محمد حركته وتسلل بحرص حتى فوجئ بشخص يغرز فوهة سلاحه بظهره قائلا بتهديد

- ارمى سلاحك ؟؟!


توقف محمد قليلا ليفكر كيف يخرج من ذلك المآزق فاستدار ببطء وهو يرقع كلتا يديه باستسلام قائلا : تمــام تمــام اهووو ..


فى لمح البصر انقض الخياط على رأس الحارس بمؤخره سلاحه بقوة فوق راسه فسقط مغشيا عليه  محدثا صوتا لفت انتباه بعض الحرس الذي هتف 

- ميييين هنااااك ..


رمقه الخياط بنظره تحذيريه : والله انا ما خايف غير منك عشان كده خليتك معايا .. اركب فوق شجره وحط كاتم الصوت لسلاحك واضرب فى اماكن ماتموتش .. شل حركه الهدف احنا مش قتالين قتله ..


انضم عماد لحمزه وسليم فاردف بحرص 

- البنات جوه ياسليم وللاسف الباب مقفول بالقفل ..


حمزه بحرص : التلاته الواقفين هناك دول .. سليم روح اظهرلهم نفسك وانا وعماد هنصطاهم من هنا .. 


اختبئ عماد وحمزه فى اماكن متفرقه فاشار لهم سليم بحرص بالموافقه .. فاومئ حمزه ايجابا وهو ينظر لعماد : جاهز ..


اردف عماد وهو ينبطح على بطنه ممازحا : طول عمرى 


تحرك سليم بحريه حتى وهو يقترب من اجتماع الثلاث رجال فاتسعت عيون عماد وحمزه الذي اردف

- المجنون دا بيهبب ايه ..


- والنبى ياخينا ملاقيش معاك ولاعه ..

اردف سليم جملته وهو يقترب من الثلاث رجال بقدوم .. فالتفتوا جميعا مصوبين اسلحتهم فاردف احدهم 

- انت مين ؟؟!


- شكلكم مش معاكم ولاعه طيب خلاص مااعطلكمش ..

دار سليم بجسده فنهره الخفير بقوة : مكانك ياجدع انت !!


اخرج سليم سلاحه من سترته ببطء وهو يتأهب للهجوم وعلى حدا همس حمزه لعماد

- هيودينا فى داهيه اخوك !! اضرب ياعماد 


دارسليم بخفه وبحركه بهلاوانيه وهو يركل السلاح من يد الخفير بقدمه وعلى الفور انهالت ضربات الرصاص نحو الخفر فى مناطق تشل حركتهم .. اشعل سليم الحرب ثم تحرك داخل المبنى الذي يغسل ادهم به يده مقتحم صفواه جاهرا 

- والله ووقعت ومحدش سمى عليك ياعتمانى !!


ارتعدت وجد من مكانها بعدما كانت مستنده على الحائط باستسلام

- فى حركه غريبه بره .. انا سمعت ؟!


ورد بيأس : تلاقي حركه المقاطيع .. ربنا يخلصنا منهم 

فى نفس اللحظه انفجرت عشق صارخه من بعد حملة التألم التى عانتها .. فركضت وجد نحوها بلهفه قائله 

- يالهووووى دي بتولد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


ركضت ورد نحو الباب لتضربه صااارخه وبحركات جنونيه : الحقنننووووووووونااااااا


فى نفس ذات اللحظه شرع محمد والخياط فى اقتناص ضحاياهم بمهاره قتاليه محديثن اصابات فى ذراعيهم وارجلهم حتى نهض حسن مفزوعا رافعا سلاحه مناديا على احد الحرس

- فى اييييه عندك ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


ركض الخفير : شكل فى حد فى المكان ؟؟!


التوى ثغر حسن ساخرا فاذا بالحال رصاصة محمد التى فشل مقصدها وهو ساق حسن فثبتت ف المنضده الخشبيه القديمه .. ركض حسن بعيدا بيختبئ خلف مجموعه الاخشاب قائلا بمكر 

- كنت عامل حسابى .......................


توجهت رصاصه حسن نحو الشجره التى يقطن بها محمد فتفادها بخفه وهو يقفز لاعلى منتقلا على فرع اخر .. تسلل حسن خفيه وهو يخرج علبه الكبريب ويقترب من جهة المخزن .. 

- كل حاجه معمول حسابها كنت متأكد انهم جااااايين ..


نجح حسن فى فتح باب المخزن قائلا ببرود : فى ايه ..

صرخت وجد بقلة حيله : دي بتولد الله ينتقم منكم .. طلعونا من هنا ..


التوى ثغر حسن ساخرا وفى لمح البصر كان ذراعه ملتفا حول عنق ورد ويسحبها للخارج ولازالت تقاومه بكل قوتها وتضربه به : سيبنى قولتلك ....


القى حسن ولاعه النار و فى جزء اقل من الثانيه تكاثرت النيران حول المخزن الذي يقطن بداخله وجد التى فقدت قدرتها ان تنقذ اختها وعشق التى تفقد وعيها شيئا فشيئا  اصبحت النار كحلقه كامله ... جن جنون الجميع فركض عماد وحمزه فى منتصف الساحه ليقتنصوا كل من يعوق طريقهم حتى جهر عماد وهو يطلق الرصاصه من مسدسه

- حااااسب ياحمزه ...

- البنات جووه البنات جووووه ياعماد ....


فزع الخياط من موضعه بمجرد ما راي اشتعال النيران : بتىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى !!


فوجئ محمد بحمزه الخياط يترك مكانه ويركض بجنون نحو باب المخزن .. رفع محمد سلاح ليحمى ظهره بمهاره قتاليه مردفا : ياوووولاد الكلللللللللب .............


احتشد الخفر حول المخزن ليمنعوا اقتراب احد منهم .. لازالت وجد تصرخ من الداخل وهى ترى النيران ترتفع امام عينيها عاجزه غير قادره على فعل اي شيء غير الصراخ 


جفف ادهم يده فى جلبابه ولم يلتفت الى سليم فاردف ببرود

- طب زين .. جيت لى قبل مابعتلك ..

شرع سليم ان ينقض عليه ففاجئه ادهم بضربه قويه تحت عينه مما جعله يتراجع للخلف .. دخل يده بسترته ليخرج مطوه 

- اخرتك تبقي فى كبانيه ؟؟!!! وعلى يدى شووف يااخى الزمن وغدره ..


ركل سليم المطوه بقوه ليحاصر عنق ويضغط عليه بقوة 

- انت ايه الشر اللي فيك دا ياخى ؟؟!


ضغط ادهم على قدم سليم بقوة ليرخى قبضه وضربه برأسه فى انفه بقوة فتراجع سليم للخلف .. سرعان ما تناول ادهم خشبه من الارض وضرب بها سليم فوق رأسه فسببت له دوران على الفور .. ركض ادهم للخارج ليتفاجئ بمعركه قويه ينهال فيها طلقات الرصاص كالمطر .. ركض اتنين من الحرس صوبه 

- هنعمل اي يادهم بااشا ..


تناول ادهم من مسدس قائلا 

- غطى ضهري يلااااا وتعالى وراء ..


اختبئ ادهم بين رجاله لير النيران ترتفع لاعلى وتتكاثر بشكل مرعب .. خلع ادهم عبائته القطنيه ليطفى بها نيران مدخل المخزن تحت اصوات ضربات الرصاص المتبادله .. صرخت وجد بمجرد ان راته فانقضت على سترته

- البت بتمووووووووت 


جذبها ادهم امامه كدفاعا له بقوه وهو يخرج محتميا برجاله من الجههه الاخري .. لاحظ محمد الذي يجلس فوق الشجره حركته المريبه وهو يجذبها بقوة .. سرعان ما دلف خلف 

- ااااه يااكلللللللللللللللللللب .. قتلك على يدى .. 


ركض محمد خلفه متسلل فى خفيه وسرعان ما اطلق رصاصه بجوار قدمه جاهرا 

- والله ووقعت ومحدش سمى عليك ياادهم .. ياخى الدنيا دي صغيره قوووى 


وقف ادهم خلف وجد وهو يصوب السلاح على راسها 

- انسي انك تقرب خطوه ..


صرخت وجد : بت حمزه الخياط يامحمد .. الحقها جووه وسيبك منىىىىىىىىىى ...


وفجاة انقض احد حرس ادهم بمؤخره سلاحه على عنق محمد فسقط مغشيا عليه ..


ات حمزه الخياط من الخلف لتصيب رصاصته ظهر احد الخفر ولكنه فوجئ باخر يأتيه من الخلف 

- ولا حركه ؟؟؟!!!


 وعلى حدا جهر النقيب حمزه وهو يركض فى ساحه المعركه 


- مرتى ياعماد هتروووووووح منى ........


يتبع 

*

عشق من نار(اباطرة العشق 2)

الفصل 20  القسم الاول   (1)


اللهم اشغلنا بذكرك عن كل ذكر، وبطاعتك عن كل طاعة، رب أنت الميسر، وأنت المسهل، سهل أمري، وحقق مطلبي، وسخر لي ما هو خير لي في كل أمر.


*****

- هتعملى ايه يايسر !!

اردفت نورا جملتها وهو تقترب من اختها بفضول .. فاجابت بغل 

- لازم الزفت دا يجي هنا عشان ناخد حقنا منه ..


ماجده بعتب لثريا : عاجبك كده ؟!عاجبك كل اللي بتعمليه فينا ده .. - ثم التفت الي يسر-"انت بتفكري فى ايه "


اردفت يسر وهى تفتح هاتف امها وتكتب رساله نصيه : هتعرفى دلوقت ..

" حيدر الدنيا اطربقت فوق دماغنا .. القصر هيكون فاضي الصبح لازم تيجى عندنا مواضيع مهمه نحكوها "

ثم ضغطت على زر ارسال .. شدت ثريا منها الهاتف بصراخ

- انت هتهببى ايييييه !!


يسر بنفاذ صبر : طالما انت مش هتقولي لنا الحكايه يقولنا هو ..


نورا بتوسل وهى تجهش بالبكاء : ابوس على ايدك قوليلنا ايه اللي مخبياه من ورانا !! احنا معاك مش ضدتك ..


نهضت عفاف من مقعدها وهى تراقب حديثهم باهتمام فاردفت 

- انا هقولكم الكلام اللي كدبته اكتر من 30 سنه .. امكم من وهى عيله ماشيه مع الواد ده .. ولما وقفت قصادها عشان تبعد عنه كرهتنى واعتبرتنى عدوها .. حاولت احميها منه ومن شره بكل الطرق له ببساطه كان بيحاول يلف عليا فلما ملقاش منى سكه راح لامك فاكر انه بينتقم .. بس الغبيه امك صدقته ووقعت فى شباكه ... لما خلصنا الاعداديه جيه عمنا راجح واتكلم مع اخواته ابويا وابو امكم وعاوز يجوزنا لولاده ... طبعا هى اتفرعنت ورفض وانا الوحيده اللي كنت عارفه السبب .. اتكلمت مع امها الله يرحمها وقولتلها ناصر زين وراجل وكفايه انه تربيه راجح الهواري .. وثريا لو رفضت الجوازه دي شرارة النار هتولع فى قش البيت ومحدش هيوقفها .. وفعلا اتجوزت انا وثريا فى ليله واحده .. بس اللي حصل واللي اكتشفه ناصر انها كانت بتاخد حبوب منع حمل اكتر من 5 سنين عشان مش حباه ولما كشف مخططها قالها هطلقك خافت واتراجعت وجات نورا وسافرت معاه على مصر ..... وعشتوا حياتكم هناك كنت اسمع اخبارهم من فين لفين .. وكانت تزورنا بكل بت فيكم اول ما تولدها وبعدين مانشوفش وشها تانى ... ومرت الايام لحد ما دخان الاشاعات طلع وجاتلى "زينب " الشغاله عندكم كان عمى راجح باعتها تخدمها عشان مابيثقش غير فيها ... فاكره زينب ياثريا !! وقالتلى ان بت عمى على علاقه مع راجل غير جوزها .. مصدقتهاش وهددتها وطردها وماتت زينب محروقه بعدها بكام شهر .. وقولنا قضاء وقدر .. وكتير كتير لحد ماوصلنا للوقفه دى !! بالمختصر امكم خاينه عيله طايشه بتجري وراء اوهامها .. والصوره وضحت دلوقت بكلامك ياماجده   


جمرات من النار تتقاذف على قلوبهم .. ربطت الصدمه افواهمم يتبادلون الانظار فيما بينهم بذهول ودهشه .. تعكزت نورا على عكاز دهشتها لتردف بعدم تصديق

- الكلام ده حــ صــ ــل !!


لم تجد ثريا مفرا غير الاعتراف .. فنطقت صارخه : كنت بحبه ومحبتش غيره !! عمرى ماحبيت ابوكم .. حيدر الوحيد اللي خلانى اقدر اعيش معاه العمر ده كله ؟!


هتفت ماجده بذهول : اااه وده من علاقتك معاه فى الحرام !!!!!!!!!!!!!! 

يسر باستنكار : انا قرفانه من نفسي انك امى .. 


واصلت عفاف حديثها : انت اللي قتلتى ناصر ياثريا !! مش كده .. انا عارفه من اول يوم غاب فيه انه اتقتل .. ناصر لما خرج انت مكنتش فى البيت ومن ساعتها مارجعش ..


سدت نورا اذانها فلم تتحمل ان تستمع للمزيد صارخه : ايه الشر دا !!!!!!! 


وقفت يسر وهى تجهش بالبكاء : ابونا اتقتل !! قتلتى ابونا .. لا ماتقوليش !!

هزت ثريا راسها نفيا وهى تلتقط انفاسها بصعوبه :حيدر اللي قتله زي ماقتل سالم ............


***


ركض محمد خلفه متسلل فى خفيه وسرعان ما اطلق رصاصه بجوار قدمه جاهرا 

- والله ووقعت ومحدش سمى عليك ياادهم .. ياخى الدنيا دي صغيره قوووى 


وقف ادهم خلف وجد وهو يصوب السلاح على راسها 

- انسي انك تقرب خطوه ..


صرخت وجد : بت حمزه الخياط يامحمد .. الحقها جووه وسيبك منىىىىىىىىىى ...


وفجاة انقض احد حرس ادهم بمؤخره سلاحه على عنق محمد فسقط مغشيا عليه ..


جاء حمزه الخياط من الخلف لتصيب رصاصته ظهر احد الخفر ولكنه فوجئ باخر يأتيه من الخلف 

- ولا حركه ؟؟؟!!!


ثبتت خطوة الخياط مفكرا ببرعه فتعمد ان يرجع للخلف بخطوات سلحفيه ليتعرف على سلاح عدوه الذي تعمد غرزه فى ظهره .. فهم الخياط ما يحمله الحارس بنقدقيه فسرعان ما ركل قدمه للخلف ليصيب الرجل فى ركبته وفى لمح البصر دار بمهاره قتاليه وهو يقبض على فوهة البندقيه ويدفعها للخلف فتصيب مؤخرتها ذقن الرجل فيتراجع متألما .. لك يكف عن ذلك فانهال عليه ببعض اللكمات القويه التى فقدته وعيه .. 

اصبحت النيران تتنقل شيئا فشئيا وتمسك فى الاخشاب الموجوده بالمخزن حتى اختنقت انفاس عشق التى فقدت القدره على التحرك .. استجمعت كل قوتها بتقف على رجليها مستنده  على الحائط وهى تتلوى الما واختناقنا وتسعل بقووة حتى انعدمت كل مقاومتها ولم تتحمل الالم اكثر حيث سقطن مغشيا عليها فى بركه المياه التى انفجرت منها 


 ركض سريعا حتى وصل اى مسقط النيران التى تكتسح كل ما يقابلها .. فنزع عبائته سريعا وهو يضفىء النيران التى تحاصر الباب جاهررا 

- متخافيش يااعشق ..........

 وعلى حدا جهر النقيب حمزه وهو يركض فى ساحه المعركه 


- مرتى ياعماد هتروووووووح منى ........

ركض عماد خلف حمزه وهو يقتنص اعدائهم بحرافيه  .. ومن ناحيه اخري وجدوا انفسهم محاصرين بين تلاته من الحرس .. فلم يتحمل النقيب حمزه اكثر حيث استجمع كل ثورات غضبه وهو يقفز بخفه ويركل الشخص الذي يقف امامه وفى نفس اللحظه انطلقت احدى الطلقات الطائشه من احداها فتلقاها النقيب حمزه فى صدر الشخص الذي هاجمه .. اما عن عماد فطوق ذراعه بحرافيه حول عنق الاخر وهو يحتمى بجسده ليضرب من اطلق النار على النقيب حمزه فاصابت رصاصته ذراعه والثانيه كانت فى ساقه فرفع سلاحه ويضرب بموخرته الشخص الذي يحاصره بذراعيه ..


***


يخرج سليم من المكان الذي فقد وعيه به متجها على صوت صراخ وجد التى تقاوم ادهم بكل قوتها .. ركض خلفهم باتزان مختل وهو يتمايل يمينا ويسارا .. جاهرا 

- غبى لو كنت مفكر انى هسيبهالك ؟؟!


اسرع ادهم فى خطاه ليختبىء خلف سيارته ويطلق رصاصته عليه  :

- وتبقى غبى لو فكرت انى هسيبك تتهنى بيها بعد النهارده ...


اختبئ سليم وراء مؤخرة سياره ادهم ليتفاد رصاصته قائلا بحده

- انا شايف انك تخرجها هى من الحساب اللي ما بينا .. ونتحاسب راجل لراجل


ضحك ادهم بسخريه وهو يحكم قبض يده على شعر وجد وهو يلهث

- مابلاش وتتكلم على قدك .. انا اللي معايا السلاح ياولد الهواري ..


طافت عينى سليم بحذر وهو يترقب لمخرج فاردف بسخريه قاصدا ان يشغله 

- عمرها ماكانت بالسلاح .. 


تحرك سليم ببطء على حافة السياره لينقض على ادهم ولكنه فوجئ بالرجل الذي ضرب محمد

- اقف مكانك ..


جذب ادهم وجد من شعرها فتعمد ان يفقدها وعيها وهو يضربها بقوة على راسها اصدرت صرخه قويه ارعدت قلب سليم الذي جن جنونه وانقض على الرجل المسلح بجبروت وبضرب مفضى الى موت .. استغل ادهم اشتباك سليم مع الحارس  وادخل جثمان وجد فى الكنبه الخلفيه وسريعا صعد سيارته -الجيب شروكى-  وتأهب للانطلاق فرجع  للخلف قاصدا ان يتخلص من سليم ولكنه سريعا ما حدف الرجل مكانه وقفز هو ليتمسك بالسياره .. تعمد ادهم ان يرتطم بالجدران والاشجار ليفلت قبضه سليم وللاسف فاز فى ذلك .. دار مقود السياره ليفر هاربا من البوابه ولكنه فوجئ بقوات الشرطه تقتحم المكان .. لف سريعا وهو يلعن الحظ منطلقا نحو الباب الخشبي الخلفى هاربا ...


ركض سليم بكل قوته صوب سيارات الشرطه ليدفع يوسف الذي يندلف من سيارته ويحتلها بجنون ... هتف يوسف صارخا 

- يااااسليييمممم انت هتعمل ايه ؟؟


تجاهل سليم نداء يوسف وانطلق بسيارته خلف ادهم .. اما يوسف فتحرك سريعا ليصعد هو الاخر البوكس ويعطى الاوامر للعساكر سريعا 

- نضف لى ياابنى المكان ده .. يلا ...


انطلق يوسف خلف سليم بنفس السرعه التى تسببت فى احداث سحابه من الاتربه تشوش الرؤيه ..


***


نجح الخياط فى انقاذ ابنته من بين النيران .. فحملها بين ذراعيه وركض بها للخارج فتلقاها منه زوجها وهو يأكل خطاوى الارض ركضا 

- عشق ... عشق انت كويسه ؟؟


بسط حمزه جسدها على ساقه وهو يتوسل لها رجيا ان تفيق .. اما عن ابيه الذي انخلع قلبه وهو يقبل كفها ولثانى مره تخدعه دموع عينيه وتتساقط امام احد غير امها .. 


لاحظ عماد من بعيد حركه محمد وهو يستعيد وعيه فاسرع اليه وهو يتشبث بيده ليساعده على النهوض

- انت كويس يامحمد !!


- ادهم خد وجد يااعماد ومعرفش اتلحقها ...


- يوسف طلع وراه فوق بس وتعالى الحق مراة حمزه ...


***


دلفت صفوة بارتباك من السياره للخفير : هما اتاخروا اووى جووه ... انا قلقانه يكون حصلهم حاجه ...


الخفير بحزم : ان شاء الله خير يادكتورة .. الحكومه وصلت جوه وهينقذوهم كلهم ..


صفوة بقلق وهى تهز راسها نفيا : لالا انا لازم اروح اشوفهم حصل اي .. منا مش هقعد متكتفه كده ..


وقف الخفير امامها ليعيق طريقها : ماينفعش جنابك .. كده هنخالف اوامر سليم بيه ..


زفرت صفوة باختناق : خلاص انا هقعد فى العربيه وانت تروح تطمنى حصل ايه .. نفذ يلا يااما هروح اشوف بنفسي ....


- خلاص خلاص جنابك .. ارتاحى فى العربيه وانا هروح واطمنك ....


- يلا بسرعه طيب ... 


ذهب الخفير بنفاذ صبر بعد اصرار صفوة التى تقف على اوتار القلق مزفره

- استرها يارب ومايكنش حد فيهم جراله حااجه ..


وسرعان ما خطف اذانها صوت صراخ مكتوم يبتعد عن المكان .. فحددت مصدر الصوت وهى تقترب بخطوات استكشافيه وتنظر يمينا ويسارا تحت ضوء القمر فى ليله تمامه .. حتى وضحت لها الرؤيه عندما وجدت حسن يفر هاربا بــ ورد التى اتخذها حمايه له .. اتبعت صفوة خطاه بحرص شديد .. وهى تختبئ خلف الصخور .. فسقطت عينها على حجر كبير فى الوقت التى عضت به وجد كف حسن ونجحت فى التخلص منه وهى تصرخ بقله حيله محاوله الهرب منه .. استجمعت صفوة كل قوتها فهجمت على رأسه بضربه قويه اثرها سالت الدماء من راسه .. شهقت ورد وهى تحتمى بها 

- انت عملت ايه .. يلا نجرى من هنا ..


اردفت صفوة بتساؤل وهى تتشبث بكفها : انت اخت وجد ؟؟!


ظل حسن يتأوه قليلا حتى رأي الدماء تتساقط من رأسه فجن جنونه .. فقفز خطوه واسعه لينقض على صفوة من شعرها التى تراجعت صارخه .. وعلى حدا انهالت عليه ورد بضربات جنونيه كى يفك قبضته من عليها .. دفعها حسن بكل قوته فأطاح بجسدها بعيد لترتطم رأسها بحجر صخرى فتقد اتزانها .. صرخه صفوة مستغيثه وهى تحاول التخلص من قبضته .. فصفعها حسن بقوة على وجهها قائلا بنبره تهديديه

- وده رد خفيف عشان تحاولى تمدى يدك على حسن ابو قبيل ..


ثم دفعها بقووة وركض نحو الطريق السريع فصدمته سيارة مجدي التى يقودها باقصي سرعه .. فرمل مجدي على صوت صراخ وعد

- حاااااااااااااااااااااااااااااااااسب يامجدى .. .


تحمل حسن على ساقيه محاولا القيام ودلف مجدي سريعا فاتبعته وعد بخوف يقطم جوفها .. ركضت صفوة عليه مستنجده 

- متسبهوش يهرب يامجدى ...


انقض عليه مجدى بلكمه قويه انهت كل قوته 

- والله ووقعت فى يد اللي ما بيرحمش ..


وعد بلهفه : صفوة طمنينى على بنتى .. جرالها حاجه ...


فاقت ورد من اثر الصدمه وهى تقترب منهم

- عشق كانت مع وجد لما حسن ولع فى المخزن .. لازم نلحقهم ..


مسكت وعد كف ورد راجيه وهى تشدها بقوة 

- تعالى تعالى نطمن على بتى ..

اما عن صفوة فالتفت لنداء مجدى اضعف قوة حسن قائلا 

- هاتى حبل من شنطه العربيه بسرعه ...........


***

ياكل خطاوي رمال الصحراء بسرعه محاولا الهرب من سليم الذي يلاحقه ... اما عن وفلازالت مغيبه تحت تاثير ضربه ادهم شارده فى عالم اخر لا تبحث فيه الا عن قلبها .. تستلذ فى منامها بصورة سليم الذي يمازحها ويركض خلفها جاهرا 

- هتروحى منى فين ؟؟!

لتصدر ضحك فى منامها عاليه تبث المرح بجوفها 

- منا لازال اتعبك شويه عشان تستمتع بطعم الحاجه .. اومال تاخدها كده بالساهل يعنى ..


استطاع سليم ان يضرب جانب سيارة ادهم بحرفيه فاندفعها اثرها للامام وهو يلعنه بابشع المصطلحات .. داس ادهم بنزين وهو يلتفت للخلف بخطف نظره على سياره سليم التى بعد عنها قليلا ونظره اخرى لوجد قائلا بتوعد

- لازم احرق قلبه عليك .. انت نقطة ضعفه وانت نفسك نقطه قوتى !!!!!!!!!!!!


يحاول من الخلف يوسف ان يلحق بسياراتهم التى لم ير منها الا انوار تملا المكان واتربه تحجب الرؤيه وهو يضرب مقود السياره بغل ويضغط بنزين ..

- يلعن كده ياااخى ..


تعمد سليم ان يغير مسار ادهم ناحيه ارتفاع الجبل .. فدار مقود سيارته للجهه الاخرى وهو يقترب منه حتى اصبحت سيارته من الشمال يحاصرها الجبل وصخوره وومن الامام سيارة سليم .. لم يجد ادهم حلا الا المواجهه .. شد اجزاء سلاحه متوعدا 

- حفرت قبرك بيدك يااااهواري ...


دلف سليم من سيارته ومن الناحيه الاخرى ادهم الذي ضرب عدة رصاصات نجح سليم فى تفاديهم .. قفز فوق السياره بخفه وهو يركل بساقه السلاح من يد ادهم وبمهاره قتاليه حاوط عنقه برجليه وهو يجلس فوق مقدمه السياره ..


لم يجد ادهم مفر من قبضة سليم الا انه يتراجع للخلف ببطء وهو يلتقط انفاسه بصعوبه .. اردف سليم بغضب

- كده نتحاسب راجل لراجل ..


تحلص ادهم من حصار سليم بصعوبه وهو يتراجع للخلف مختلا اتزانه .. اندلى سليم من اعلى ليقف امامه 

- لا لسه دانا عاوزك حي انا هتفيص من اولها ... دا حساب وبيتاخد ..


فاجئه ادهم بلكمه قويه وبعد ركض من امامه .. لم يهتم سليم به فلحق به ثم امسك بملابسه من اعلى وهو يديره ليردها له بضربه اقوى ثم اخرى على انفه جعلت الدماء تتدفق منها قائلا بنبرة قويه 

- طول عمرك عايم فى بحر الشياطين اللى كله كره وغل وحقد .. وده لانك ناقص .. وسبق وقولتهالك الناقص هو اللي بيبص فى طبق غيره ... بس جيه الوقت اللي اريح فيه الناس من شرك ..


انقض سليم على ملابسه بكلتا يديه وهو يرجه بقوه 

- انت ايه ؟؟! مش بنى ادم !! طيب قبل ماتلعب بالنار ماجاش فى بالك انها ممكن تلسعك .. مش دمك ولحمك اللي انت مبهدلها دى !!


عدة لكمات من سليم طفرت بها ملامح وجه ادهم حتى جثى على ركبيته متأوها .. لم يكف سليم عن ذلك فركلها بساقه بعيدا حتى القى ارضا وهو يسعل بقوة ويلهث رمال الصحراء قائلا

- ااه وتوجع قلب بت عمك اللي غرقان فيّ .. ماجده هى اللي قالتلى اخطفها كان شرطها الوحيد انى اقهر قلبك على وجد عشان تتجوزنى .. وانا كنت بنفذ .. شوفت انتوا كمان ياهواره ناب الشر فى سنانكم..


توقف سليم لبرهه محاولا استيعاب كلماته قائلا : ماجده ؟!


انحنى كى يقفه امامه مره اخرى ولكنه فاجئه بوضع الاتربه بعينه ليبتعد عنه .. نصب سليم عوده وهو يتراجع للخلف اثار الام عينيه .. وفى تلك الاثناء وقف ادهم الذي فوجئ بسيارة الشرطه تقف امامه ..


دلف يوسف سريعا وهو ينقض عليه ولكنه فشل فى اصابته باى مكروه لان ادهم هجم على خصره وتراجع به للخلف ليرتطم بالسياره .. كتم يوسف اصوت تألم .. فرفع كوعه بقوة وانهال على ظهره .. ارخى ادهم قبضته وهو يتراجع للخلف قليلا ثم يندفع بقوة بجسده ليضرب بيوسف ولكن مخططه فشل تلك المره فسرعان ما دار يوسف بمهاره قتاليه ليبتعد عن مقصده ..


شرعت وجد ان تستعيد وعيها شيئا فشيئا لتر نفسها ملقاه داخل سياره تكره اركانها فنهضتت ببطء محاوله ان تتذكر ما مرت بيه لتلتف انظارها نحو الشجار الناشب بالخلف .. فهتفت بفرحه 

- سليم !!!!!!!!!!!!!!


طوق سليم خصر ادهم من الخلف فاسقط يوسف بعض لكماته الحديديه على وجهه فلم يستلسم فسرعان ما ضرب انف سليم برأسه وركل يوسف فى بطنه مبتعدا عنهم ويخرج سلاحا ابيض من سترته "مطوه " ويلوح امامه وهو يلملم ما تبقي من قوته 

- محدش فيكم يقرب .. انا خلاص مابقتش باقى على حد ..


قرب يوسف خطوه سلحفيه فجهر ادهم بصوت هستيري : قولت محدش يقرب ..


فى تلك الاثناء اندلت وجد بهدوء من السياره لتسير فى خفيه حتى وصلت لسيارة يوسف وسقطت عينها على سلاحه الملقى بالداخل .. فوقت لبرهه تترقب الوضع حتى عزمت امرها وانحنت لتأخذه ..


لازال ادهم يلوح بمطوته ويتراجع للخلف ويهذى بكلمات غير مفهومه 

- انا ههرب ومحدش فيكم هيقربلى .. بـــ س بس حط فى بالك ياهواري هرجع تانى واكون اقوى من الاول وهحرق قنا باللى فيها !! انا راجع .. راجع وهحرق قلبك .. انا اللي هكسب فى الاخر ...


كانت تلك اخر جملة اردفها ادهم قبل ما تنطلق رصاصة الثار من جوف وجد الي صدر الهدف الذي سقط فى الحال .. نظره خاطفه من عيون سليم ويوسف نحو جثمان ادهم الذي لقى مصرعه فى الحال ونظره اخري نحو مصدر الرصاصه ..


القت وجد السلاح من يدها وهى تجهش بالبكاء الهستيري 

- خدت تار اخويا ..... كان لازم يدفع تمن كل الشر اللي عمله ...


ركض سليم نحوها ليلتهمها فى حضنه ويتحسس جسدها الذي يترعد وانفاسها التى تحترق قائلا

- اهدى يااوجد اهدى !!


اما عن يوسف فجثى على ركبيته سريعا لينتاول سلاحه ويمسح اثار وجد قابعا اثار يده فوق السلاح قائلا بسرعه

- اهدى ياوجد .. ده مجرم وكان لازم ياخد عقابه ..


صرخت وجد فى حضن سليم : انا قتلته ياسليم .. هو يستاهل هو اللي جابه لنفسه هما اللي قتلوا اخويا ....


ضمها سليم الي صدره بقوة محاولا تهدئتها 

- اهدي خلاص اهدددددددي !!!!!!!!!!!!!!!!!

***


"صباحا"


- اهدي ياوعد .. هتبقى كويس !!

حضن الخياط زوجته التى تقف امام غرفه العمليات فى المستشفى وكل ما بجوفها يرتعد الما .. فتشبث بذراعه 

- ليهم تلات ساعات جوه .. بتى هتروح منى خلاص ياحمزه !! اعمل حاجه ..


- هتقوم ان شاء الله .. دي بت حمزه الخياط قويه وهتتحمل .. وانت كمان اهدي وبلاش توتر ..


صرخت وعد بألم : خايفه يحصل فيها زي اللي حصلى .. مش هقدر اشوفها متعذبه زي مانا اتعذبت واتحرمت من الخلفه باقيه عمرى .. واتحرمت ان يكونلى ولاد كتير منك .. انا لاول مره اكون جمبك فيها مرعوبه ياحمزه .........


قبل حمزه كفها لتتساقط دموع عينيه قائلا بحزن

- وانا لاول مره اكون مطمن بيك .. ربنا عادل ياوعد مش هيوجعنا مرتين ..مش دى نتيجة صبرنا وعوضنا .. خلى ايمانك بيه كبير ..


اقترب النقيب حمزه الذي تدهورت ملابسه قائلا بلهفه : هما بيعملوا ايه جوه لكل ده !!


التفتوا جميعا نحو صوت فتح الباب فخرجت الممرضه وبيدها طفل صغير وعلى ثغرها ابتسامه فرحه 

- الف مبروك ولد زي القمر ...

وعد بلهفه : امه عامله ايه .. طمنينى بتى كويسه ..


اومأت الممرضه ايجابا : هى حالتها كانت صعبه اوي بس دلوقت هى احسن ونايمه ساعتين كده وهتفوق متقلقوش .. الف مبروك ..


تناول الخياط حفيده بين يديه بشغف وهو يقبله بحب ضم عليه حمزه ووعد الذان انفجرت اصوات ضحكهم من جوف الحزن وهما يقبلان الصغير بشوق وارتياح بعد رحلة عناء ...

هجهر حمزه الخياط قائلا 

- اهلا بالخياط الصغير اللي نور حياة جده ؟!


رفعت وعد عيونها مستنكره : انت هتسمى الواد اييه !!

حمزه باصرار : قولت الخياط على اسم جدي ؟

رد النقيب حمزه بعدم تصديق : حمايا بيهزر يادودو متاخديش على كلامه ..

اقتضبت ملامح حمزه وتحولت من الفرح للعبث 

- انت بتدلع مراتى قدامى كمان !! دانت يومك اسود معايا ...

التقطت النقيب حمزه ابنه اخيره من قبضه الخياط قائلا بمزاح

- بااااااس انا هاخد ابنى وانت خد مراتك ونفضها سيره .. انا ولدى يتسمى الخياط لييه !! خلصت الاسامى من البلد !! دا الواد يطلع يتحسبن فينا !!


- سامعه الواد اللي مترباش ياوعد .. طاب هنشوف كلام مين فينا اللي هيمشي ياسياده النقيب .. وكلمة حمزه الخياط مش هتنزل الارض


جهر الخياط جملته باغتياظ فضحكت وعد وهى تعانقه بحب وتتخلص من احزان قلبها قائله

- تؤ هو حمزه الخياط واحد بس ماينفعش يتكرر ؟؟!


اخفض نظره اليه ليقول بحب : ممم خلاص هسيبهاله المره دي عشان الكلمتين الحلوين دول ياوعد ..................


***

خرجوا جميعهم من قسم الشرطه ولازالت وجد عالقه بذراع سليم بخوف وتقف صفوة بجانبها تربت على كتفها بهدوء تحت انظار مجدي الذي يتفرسها بعينها .. اتى يوسف من الخلف ليقف بين عماد ومحمد قائلا 

- ماتقلقوش ياجماعه كله سهل .. مافيش غير شخص واحد اللي مات من الحرس والنقيب حمزه قال ان هو اللي ضربه .. وكمان وجد مافيش اي شبه ناحيتها لانها لما ضربت النار كان بسلاحى وانا قولت انى ضربته اثناء مطاردتى له .. وتقدروا تروحوا ولو فى اي استدعاء من النيابه هكون صوري بس مش اكتر ..


تدخلت ورد سريعا فى الحديث : يعني خلاص على كده هنعيش مرتاحين .. مافيش خووف ؟؟!

ابتسم يوسف مردفا بدون وعى : طول ماانا موجود مافيش حاجه تخافى منها !

لكزه محمد فى ذراعه فتنحنح يوسف ليعدل كلامه سريعا

- قصدى كلنا يعني .. رجاله الهواري ياكلو الزلط ياورد ...


تدخل عماد سريعا 

- طيب دلوقت احنا عرفنا ادهم ومات وحسن فى الحبس .. حيدر بقي فينه راس الافعى لسه موجوده ؟!


ربت سليم على كتف وجد باطمئنان ليردف بثقه عارمه 

- دي عليا انا بقي ... حبيت اموته بالبطئ ..


التفتوا جميعهم الي سليم بصوت جمهوري : ايييه اززاي !!

ابتسم سليم بكبرياء : ازاي دى هتعرفوها فى وقتها .. المهم يلا نطمن على مراة النقيب حمزه !!


وقفه عماد قائلا : يابنى البيت والع حريقه وامك على اعصابها وكمان نورا صوتها مش عاجبنى .. 


تدخل مجدي سريعا ليردف : المهم دلوقت انا حد يخفينى مش وش حمزه الخياط عشان لو شافنى هيخلى الطب يحتار فيا ...

ضرب محمد فى كتف مجدي بسسخريه 

- بقي الراجل يقولك خلى بالك على مراته .. تقوم تجيبهاله وتيجى !!

ضحك مجدي بصوت هادئ ليردف بثقه 

- حبيت ابهركم بانجازاتى ..

يوسف ممازحا : سلملى على الانجازات دي لما يقابلها الخياط ...


***


" صباح الفل الاول .. قبل ماتخش المخزن عاوزك تجمد قلبك لان كل بضاعتك عامت جوه وبقيت سحلب .. مع تحيات سليم الهواري ..(اصل دم راجح مش هيروح هدر بالبطئ كله هيستوى)

ورقه بيضاء بالخط العريضه موضوعه على باب المخزن الذي ذهبت له وجد سابقا لتعد المخدر تركها احد رجال سليم الهواري الذي يتابع خطى حيدر منذ فتره .. فنجحوا فى تدمير بضاعة من الممنوعات يتجاوز سعرها ملايين الجنيهات .. قرأ حيدر الورقه الذي جاء ليطفر بامواله قبل ان يغادر البلد ولكنه احتل ملامحه الذهول محاولا استيعاب مفردات الورقه وما تحمله بين ثناياه .. فتح القفل سريعا ليتفاجئ بالمياه اذابت كل شيء .. انغمست قدميه فى بركه المياه المتعفنه وهو يطوف بعيناه فى ارجاء المكان يبحث عن بضاعه وامواله فصرخ جاهرا 

- ياولاد الكلب ... ياولاد الكلب 


ثم دخل فى غيبوبه ضحك هستيري كأنه ارتدي ثوب الجنون ليتفاد صاعق صدمته .. يحرك اقدامه فى المياه بتقاثل وهو يلهث ضاحكا 

- الفلوس كانت هنا ... البضاعه اللي خدت عربونها .. كلهم كانوا هنا ...


ثم جحظت عيناه الاتى التهبت غضبا مردفا : هتدفع التمن غالى ياا ولد الهواري ..


***

امراة تختبئ داخل ثوبها الاسود تحمل حقيبه من القماش على كتفها وتركض متسلله خلف الاشخار تبحث عن طوق النجاه 

- يلا ياساميه .. لازمًا تمشي من اهنه !! يلاااا مافيش وقت قبل ماحكايتك تتكشف .. 


وصلت ساميه للطريق السريع لتقف امام شاحنه ضخمه وتلوح بكفيها .. فصف السائق جنبا وهو يخرج راسه من النافذه 

- في ايه .. عاوزه ايييه ؟؟!


وقفت ساميه تحت النافذه لتتوسل اليه

- شالله تعيش ياخويا خدنى لمصر فى طريقك ....انا واقعه فى عرضك .


رمقها السائق بحيره ثم اردف قائلا بشك 

- تعالى .. اركبى ..


فرحت ساميه وهى تهذي بعدم تصديق 

- روح اللهى يسترك ومايوقعك فى ضيقة ابدا ....


دارت ساميه لتصعد الشاحنه بعتب بجوار السائق وهى تشكره كثيرا .. شرع السائق بالتحرك اما عنها فاستندت برأسها على النافذه تسترجع ذكريات الماضي 


#فلااااش بااااك 

فتاة فى منتصف العشرينات ترتدي ملابس خليعه فى احد غرف الملهى الليلى لتتدلل امام انظار فؤاد العتمانى " اتاخرت عليا المره دي .. هونت عليك "


نهضت ليحتضنها بلهفه فابتعدت عنه بميوعه ودلال : هو مش باين انى زعلانه ولا ايه ؟؟!

- هو الموضوع بجد ولا ايه ..

اومأت ايجابا وهى تتدلل امامه : بص يافؤش انت خدت وقتك وفكرت ياما يابن الناس تكتب عليا وابنك يتربي فى عزك .. يااما تدينى مبلغ معتبر يسكتنى ويادار ما دخلك شر ..


- بس انا عحبك ياساميه ؟!


- يبقي تكتب يافؤاد !!


- دول كانوا يقتلونى فى البلد .. مانا مش هتجوز غزيه ؟؟!!


- والغزيه مش عاوزه تعرفك تانى !! يلا طريقك اخضر ..

رمقها فؤاد بنظرات حائره ثم خرج بنيران غضبه .. ظهرت امراه اخر من بين الملابس لتردف بلوم

- ياجبروتك ياشيخه .. افرضي عرف انك مش حامل ؟؟!!


ضحكت بمكر وهى تنزع حذائها العال : كله معمول حسابه .. هو واقع فى ساميه وساميه مش هتسيبه وهيرجع تانى بس لما اختفى واخليه يدور عليا الاول ..


- انت ناويه على اي ريحي قلبي يابتى ؟؟!!


- انا تعبت ياما من شغل الكباريهات عاوزه ارتاح ومافيش غير فؤاد هو اللي هيريحنى من القرف ده هياخدنى الصعيد عندهم مكان بعيد ومحدش هيعرفنى وكمان راجل متريش ومعاه خير يبقي اسيبه ليه ؟؟!


- واي حكايه العيل دا ؟؟!

التوى ثغرها ضاحكا بمكر : اهو نكسب ثواب فى اي عيل من بتوع الملجأ ..............


#بااااااااااااااااااااااااااااك

نفس الابتسامه شقت جوفها ولكنها اكثر الما 

- 30 سنه اربي فى واد مش ولدى .. جيه الوقت اللي ارجع فيه لارضي للمكان اللي اتبرت عليه وسبته .. 


يتبع 

*


عشق من نار(اباطرة العشق 2)

الفصل 20  القسم "2" 


" اسفه على الاخطاء الاملائيه لانى مراجعتش الفصل .. 


تدون اناملة اخر كلمات عالم وهمى خلقته افكارى .. واليوم تنتهى منه بألم يتسلل بهدوء كم هو مرهق .. شيء يشبه الم الفراق والوداع والاحضان الاخيره التى نغسل اكذوبتها بدموع قلوبنا .. اليوم ادركت ان كل البدايات جميله كأباطرة العشق وان النهاياته قاتله .. ياليت كل النهايات كبدايه بلقاء جديد وصدفه جديده وحضن اخر يدمرها للنهايه .. لاول مرة تاسرنى رواية بين كلماتها وحروفها للحد الذى اتأكد انهم اشخاص موجودة حولى وفى عالمى .. يرفض قلبى اى فكرة اخرى " كالوهم " مثلا .. هما بداخل كل منا بذكرياتنا وفى قلوبنا .. هما احلى خدعه احبها قلبى ....


 لما كتبت " في مهب الريح : 2015 .. وكانت حوالى 56 فصل .. عشقتها بكل تفاصيلها ولحد

دلوقت ساكنه فيا بكل دقه قلب قولت " انا مستحيل هكتب روايه تاني بنفس قوتها ... ولما

اتوقفت فتره وكتب" عشقتك وحُسم الأمر": خرجت فيها كل حاجه جوابا قولت اني صعب جدا

اكتب روايه بنفس المستوى ده والناس تحبها كده .. ولما كتبت بعدها " لازلت اتنفسك " وحقيقي

انا فخورة بيا في كل سطر كتبته فيها لانها خرجت احلى مما اتوقعت وخايفه اعملها جزء تاني

مايطلعش بقوة الأول .. بعدها على طول كتبت "أباطرة العشق " ودي حكايتهاحكايتها حكايه ...

ده

و كنت نايمه وحلمت حلم وصحيت قرب الفجر مش فاهمه في ايه غير اني بمسك الفون وبكتب ..

قومت صليت ورجعت تاني مسكت الموبايل مافوقتش غير على أذان الضهر لقيتني كتب

فصلين .. كل حاجه فيا كانت متخدره تحت تاثيرها في الوقت اللي كنت مفكره اني مش هكتب

روايه بمستوى اللي عدوا فحرفيا انا غرقت في كل كلمه من الرواية عن كل الكتابات اللى عده ..

تاريخ ميلادها كان 2 ابريل 2015 .. والنهاية 15 فبراير 2020 .. 10 شهور كنت عايشه في

مكان وحان الوقت اني اودعه زي كل حاجه بنودعها يومياااا .....


***


غرفه واحده لاول مره تنغلق لمده ليله كامله على ثريا وعفاف اكثر من 35 سنه .. كل منهما يجلس فى ركن خاص سابحا فى همومه .. والفتيات كذلك فهم يجلسن فى اماكن متفرقه من الغرفه وحاله من الحزن تخيم على جميعهم .. كابوس لعين تمرد واخترق القوانين ليقتحم الاذهان وهى يقظه .. لاول مره تشرق شمس يوم جديد ولا زالت ظلمة ليلهم محتله قلوبهم .. صمت دائم احتل افواههم كطفل نسي ان يتعلم النطق حتى كبر.. رفعت ثريا رأسها المدفونه بين كفها قائله بحزن


- انا مابقتش عاوزه اى حاجه غير انكم تسامحونى !!


تنهدت عفاف بكلل وحزن : لله الامر من قبل ومن بعد .. الله يرحمك ياعمى .. زين انك موتت قبل ما تشوف المصيبه دي والا كنت هتموت وقتها ..


مسحت نورا دموعها مردفه بهدوء : يعني انا دلوقت ابويا مات !! او اتقتل وانا طول الوقت ده مستنياه وبكتبله كلام كتير على امل انه يرجع !!


فاقت يسر من صدمتها صارخه :

-  وهو الزفت ده قتله ليه ؟! انا عاوزه افهم وماتقوليش فلوس وحساب انا ادينى سبب مقنع يخلى اللى اسمه حيدر ده يقتل ابويا ..


انتفض جسد ثريا حتى بدا الارتباك يتقاسم معالم وجهها 

- اللى اعرفه قولته ؟!


تحركت ماجده من مجلسها وهى تقترب من ثريا قائله وهى تلوح بيدها مسترجعه كلمات امها

- يعني هو دا السر اللي مخبياه حيدر قتل اخوه  بالغلط والقصد كان يقتل ابويا عشان شويه فلوس .. حلو !! هوب يتنشر فى البلد ان ابويا قتل سالم وهرب عشان البيه يطلع منها وفى نفس اللحظه تولع نار التار بين العلتين والدم بقي للركب والبيه ولا على باله .. لا وكمان تقومى معاليك تتجوزيه وتخططوا ازاى تكوشوا على كل حاجه !! 


ثم صفقت بغل : لا بجد ضربه معلم !! دماغ شغاله مابتلعبش !! انت مرتاحه كده ؟؟!


انفجرت ثريا باكيه وهى تنهض من موضعها محاوله ان تحتضن ابنتها  فدفعتها باستنكار 

- لا انت مش امى ولا ينفع تكونى ام اصلا 


انفجرت ثريا باكيه : انا عملت كل ده عشانكم ..


يسر بمراره : انت عملت كل ده عشانك انت .. مش عشاننا .. احنا عاوزين حق ابويا اللي اتقتل مش نروح نداري على القاتل ...


" يا ولد الهواري !!!!!!!!!! يااااسلييييييييييييييييييم !! انت فين "


صوت فوضوى قوى يحدث من الخارج .. فسرعان ما ركضوا جميعهم نحو النافذة ليروا مصدر الصوت .. فاردفت ماجده بسخريه 

- لا ده كمان له عين يجي لحدت اهنه ؟؟! خليه يتأكد انه حفر قبره بيده ؟؟!


ارتعدت ثريا وهى تتراجع ببطء للخلف خشيه من انكشاف سرها الذي اندس فى ضباب ظلمته لشهور .. اوشكت شمس الحق ان تشرق فتذوبه ليكون مطرا تزهر به الارض .. فمهما طال ليل الشر لابد من نسمات الفجر ان تهزمه .. ركضت عفاف والفتيات للخارج وهما يهذون بكلمات غير واضحه .. لم تجد ثريا مفرا الا ان تلحق خُطاهم بتردد وخطاوى مهتزه ..


وصلوا جميعهم الي الحديقه فجهرت ماجده لاحد الغفر 

- خليه يدخل نشوفه عاوز ايه ؟!


نورا بصدمه وهى تقف امامها : انت اى الجنان اللي بتقوليه دا ؟! يدخل فين ؟؟!

ماجده بصوت عال : خليه يجى .. اوعى تكون صدقتى الكام كلمه والشويتين اللي عملتهم امك ..


اقتحم حيدر مجلسهم فلاحظت نورا عدم اتزانه وحركته المختله .. فبدا امامها يتمايل يمينا ويسارا كمن فقد عقله .. فاردفت عفاف من الخلف 

- والله زمان ياحيدر .. ياخى الدنيا دي صغيره قووي ..


هجر حيدر بصوت مهتز غير واعى بما يهرب من بين شفتيه 

- ولدك فين ياعفاف .. هقتله !! لازمًا اخد حقى منه ..


اندلت عفاف درجه واحده من فوق السلم 

- ااه انت مستعجل بقضاك عااد ؟؟! خاف على روحك طاب عشان لو حد من ولادى شم خبر انك اهنه هيقتلك ؟؟!!! وساعتها مش هياخد فيك يوم ؟؟!


تقف ثريا على اعتاب باب القصر ترمقهم بنظرات حانقه .. تراهم خلف سحابه فوضتها الداخليه بمقلتيها الذابلتين .. اقتربت ماجده منه لتشير للخفير 

- سيبه وامشي انت فى موضوع عائلى حبتين محتاجين نتكلم فيه ..


اردف الخفير باعتراض : ياست ماجده ماينفعش اصل ــــــــــــــ


اجابت ماجده مقاطعه : قولت امشي انت دلوقت ؟؟!!!


طأطا الخفير بطاعه ثم تراجع للخلف : اللي تأمرى بيه جنابك ..


ارسل حيدر اليهم نظرات مستنكره .. محاولا استيعاب حجم خطأه الفادح الذي ارتكبه .. فهو الان يقف فى منتصف بيت الهوارة بمفرده بدون خدمه وحراسه .. اقدامه خطت البيت الذي يتسابق على مصرعه .. اردف حيدر بنبره شر

- ولدك فين ياعفاف ...


صرخت ماجده بوجهه وهى تقف امامه 

- قتلت ابويا ليه ؟؟؟!


شهقت ثريا من الخلف كشهقه طلوع الروح فرفع حيدر مقلتيه اليها بتساؤل .. فرمقته بنفس النظرة ولكنها اكثر رعبا وهى تهز رأسها نفيا .. فواصلت ماجده حديثها 

- انت بتبص على مين !! هى خلاص اعترفت وهتطلع دلوقتى معايا على القسم هتشيلك الليله كلها وتبقى انت الضحيه ياحرام يااااجوز امى ؟؟!!


قهقهه حيدر بصوت هستيري وهو يتحرك بعشوائيه امامه عينهم قائلا

- هى قالتلكم اكده ؟؟! انى انا قتلت ابوكم ؟؟!


تدخلت يسر بصوت منتفض لتقف امامه بهئيتها الضئيله قائله بثبات

- ااااه وقتلت سالم اخوك ؟؟! 


فواصلت نورا حديثهم قائله بقوة : يعنى حبل المشنقه هيتلف حولين رقبتك يعني هيتلف ؟؟!


رفع حيدر انظاره لثريا مهددا : 

- انت قولت اكده !! فهمتيهم انى قتلت ابوهم ؟؟! وهو انا اللي دفنته حى ياثريا ... لا بقولك اي مش حيدر اللي هيتغدر بيه ويسكت .. وطالما فهمتى بناتك انى ورا كل المصايب دى لوحدى .. يسمعوا منى الحقيقه ..


ركضت ثريا وهى تجهش بالبكاء نحوه حتى فوجئت بعفاف تعوق طريقها بحزم 

- انت رايحه فين .. اقفى اهنه وخلى شمس الحق تنور ... لكل ظلم له اخر يابت عمى ..


رمقت ماجده اختها نورا بنظره خاصه ثم واصلت حديثها وهى تعقد ساعديها امام صدرها 

- بقي انت سبب كل المصايب دى كلها .. طب ليه !! استفدت ايه ؟!


فواصلت نورا حديثها : عمرك مافكرت فـ حبل المشنقه اللي هيتلف على رقبتك !! عاوزه اقولك انك لبست وخسرت كل حاجه .. حتى امى باعتك وهتروح تعترف عليك دلوقت ..


فالتوى ثغر يسر ضاحكه مردفه بسخريه : وابقي خلى كل الفلوس والجشع اللي جريت وراهم ينفعك ...


فاتاهم صوت عفاف الساخر من الخلف : هى امك مقالتلكش ان الكفن مالهوش جيوب ياولد العتامنه !!


ثارت جيوش غضب حيدر وهو يدفع ماجده بقوة من امامه ويقترب من ثريا الواقفه بعيدا وجيوس انفاسه تتسابق بداخله .. اصحبت مقلتيه كجمرتان من نار .. فانفجر قائلا

- بعتينى ياثريا !! وغدرتى .. بس لا انا مش هخش السجن لوحدى ولا حبل المشنقه هيتلف حولين رقبتى لوحدي ؟؟! 


ثم دار بجسده حول البنات مكملا حديثه 

- انا هقولكم الحقيقه اللي امكم ضحكت عليكم بيها وفتحوا ودانكم زين ...


اقترب خطوة واحده منهم وهو يشير بسبابته فاجهش غضبا 

- واحده فيكم انتوا التلاته بتى ؟؟! ااه ماتستغربووش وهتعرفوا هى مين بس لما اخلص كلامى ..


صاعق كهربى لُجم به قلوب البنات وهن ينظرن اليه بعيون متسعه وثغر مفتوح .. ندبت عفاف على وجنتيها بذهول ثم استدارت لثريا وترجها بقوة : 

- نهارك مطين ؟! اللى عيقوله ده صح ؟؟!


صرخت ثريا راجيه : اسكتتت سوقت عليك النبى تسكت ....

فتح ذراعيه بلا اهتمام كمن يتحرر من زمام الحياه قائلا 

- اسكت !!!! لا مش هسكت ياثريا .. لازم يعرفوا انك يوم مااتقتل سالم وناصر كنتى فى حضنى .....


#فلاااااااش باكككك 


- ياترى مين اللي جايلنا دلوق ياحيدر ..

اردفت ثريا جملتها وهى تترك الطعام من يدها .. فنهض حيدر ليرتدي جلبابه الفضفاض 

- ياخبر بفلوووس هروح اشوف مين ؟؟!


تشبثت بذراعه راجيه

- ما بلاش قلبي متوغوش ..


وضع سلاحه فى سترته فاردف بثقه عارمه 

- جرى ايه اومال !! انا معاكى متخافيش من حاجه .. هشوف مين وراجع 


مر قليلا من الوقت وهى ترتعد حتى التفت قلبها لصوت تعلمه جيدا .. فركضت على اعتاب باب الغرفه لتردف بذهول 

- يامرك ياثريا ؟!!! ناصر ؟؟


ارتفع صوت الشجار بين حيدر وناصر الذي اصر على تفتيش منزله وكان الاول يمنعه بكل قوته .. حتى دفعه ناصر بهيئته الضخمه فوقع ارضا واقتحم حرمت بيته جاهرا

- انا متأكد انك هنا .. الخفير بنفسه بيراقبك وقالك انك هنا ...


وصل سالم الذي يركض بسرعه فائقه لاعتاب منزل حيدر وهو يمسك بقلبه مناديا 

- ارجع ياناصر !! وبطل جنان ..


يبحث فى غرف البيت كالمجنون وهو يضرب كل ما يقابله .. فاقترب منه حيدر قائلا

- قولتلك مافيش حد .. هتمشي ولا ابلغ ؟؟!


تقف ثريا خلف باب الغرفه ترتعد حتى جف حلقها وسجنت انفاسها اخرجت رأسها قليلا لتر الوضع فسقط حقيبه يديها العالقه فى مقبض الباب فاصدرت ضجيجا ركض نحوه ناصر كالمجنون ففوجئ بها امام عينيه .. ظل يرمقها بعيون ثابته لوقت طويل حتى ثارت جيوش غضبه فانقض على عنقها بقبضته الحديديه جاهرا 


- طول عمرى بشك فيك وبقول ده الشيطان .. طلعت انت الشيطان نفسه ياثريا ..

ثم جذبها بقوة ولازال يحاصر عنقها حتى اختنقت انفاسها 

- لازما تموتى واغسل عاري منك .. قصرت معاك فى ايه انا فهمينى ؟؟!


احتضنه سالم من الخلف متوسلا

- احب على يدك ياناصر .. اعقل متوديش نفسك فى داهيه ؟؟! سيبها سيبها قولت ..


دفعه ناصر بقوة للخلف بكوعه جاهرا 

- لازما تتقتل هى والخاين اللي معاها .. هقتلهم ياسالم .. اللي زيهم حرام يعيشوا لحظه ...


اقترب منه سالم مرة اخرى وهو يتشبث بذراعه القابض به على عنق ثريا فبعد محاولات كثيره استطاع ان يفك قبضته من عليها واقفا امامه 

- اهدى ياصاحبى الله يرضي عنك .. بلاش جرس وفضايح وبلاش تضيع بناتك ومستقبلهم .. فكر بعقل ...


زاحه ناصر بقوه بعيدا عنه فسقط فوق الفراش وفى التو انهال ناصر على زوجته باشد انواع الضرب المبرح حتى باتت ان تفقد انفاسها بصعوبه .. اخرج حيدر سلاحه من سترته وشد اجزاءه فلاحظ سالم مايفعله اخيه وفى نفس اللحظه التى تحرك بها ساالم ليمنع اخيه من فعله الدنئ هربت الرصاصه من فوهه سلاح حيدر لتصيب سالم فى بطنه ...


التفت ناصر وهو يخرج سلاحه من سترته فدارت ثريا فى الحال لتضربه بقوه على رأسه بمضفأة السجاير الزجاجيه .. فسقط مغشيا عليه .. 


ذهول تام من حيدر وثريا جمدت الدماء فى عروقهم .. بعد قليلا ركض حيدر نحو الباب الموارب لبتأكد من غلقه ثم عاد اليها مره اخري صارخا 

- هنعمل ايه ياثرياااا فى المصيبه دى ؟؟!!


تلفظ سالم وهو يتأوهه بتعب : اطلب الاسعاف ياخوى انا بموت ؟؟!


صرخت ثريا معارضه : لا ياحيدر هنروحوا فى داهيه وهنتحبس ..

اردفت ثريا بعد تفكير : انا هقولك نعمل ايه ؟؟!!


#باااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك 

واصل حيدر حديثه وهو يتمايل بحركات جنونيه 

- عارفين امكم قالت ايه ؟؟! قالت اننا ندفن ناصرر فى مكان محدش يقدر يوصله ونرمي سالم فى اي مكان بعد ما يكون طلع فى الروح .. ودفنا ناصر وهو بيتنفس قدام اخويا سالم .. فى نفس الاوضه اللي شافنا فيها .. وبعربيتى خدت سالم للمكان اللي بيعقد فيه دايما هو وناصر وسبته ومشيت ... 


اختل اتزان عفاف فلم تتحمل ساقيها اكثر فجثت على الارض وهى تندب على رأسها .. تحركت ماجده بتثاقل لتقف امامه مستنده على عكاز فضولها

- مين فينا بنتك ؟!


دار حيدر لثريا ضاحكا بسخريه 

- انت كمان ماقولتلهمش دي ؟؟! طبعا خايفه على صورتك قدام بناتك ؟!


صرخت ماجده بجزع توالى خلفه قنبله موقوته من الدموع انفجرت 

- مين فينا بتك .... انطق ..


اقتربت نورا منها بهدوء لتربت على كتفها 

- اهدى ياماجده .. اكيد بيقول ايه كلام .. كلنا بنات ناصر الهواري .. انا واثقه ..


مسكت يسر بكم حيدر وهى تديره امامها صارخه 

- اوعى اكون انا ؟! انا لو بتك هقتل نفسي ولا ان الدم اللي فى عروقى ده يكون دمك ؟؟!!


صف من السيارات اقتحم قصر الهواري .. فادلف سليم من سيارته بدون انتظار توقفها جاهرا 

- يادى النور يادى النور .. وانا اقول البيت منور ليه ؟؟! بقي حيدر الهواري عندنا !! يامرحب ياااامرحبببب ..


تابعت وجد خطاوي سليم التى تبدل لون جهها واصبح اكثر شحوبا مناديه عليه 

- سليم .. سليم انت هتعمل ايه ؟؟!


هتف عماد من الخلف جاهرا : هو الواحد مننا كل مايكبر كل ماعقله يخف ؟! حد يجي لقضاه برجليه يااخى ..


نحرت ماجده بنفاذ صبر 

- قولتلك مين فينا بتك .. رد ...


ثم دارت برأسها نحو امها : طيب ردى انت .. قولى ان كل كلامه ده مش صح ..


احتل الذهول ملامح الجميع فاردف محمد وهو يقترب منهم : فى ايه مالكم ..


اجابت عفاف بعويل نساء 

- تعالى شوف النصيبه التقيله اللي حطت فوق راسنا ياولدى ..


التفتوا جميعم الي حديث عفاف .. فأطرق سليم قائلا

- فى اي ياما .. طيب ردى انت ياماجده الزفت ده عمل ايه ؟!!


اقترب محمد من امه الجالسه فوق السلم بفضول : انت قاعده كده ليه ياعفاف ؟؟!


استندت عفاف على ساعد ابنها بتثاقل حتى نصبت عودها بصعوبه 

- عمكم ناصر وابوكى ياوجد .. اتقتلوا على يد عمك اللي واقف جارك ؟؟!!


حاله من الصمت التام خيمت عليهم قليلا مع تبدل ملامح وجههم وشحوبها المفاجئ .. تحركت وجد ببطئ لتقف امام عمها بعيون اضعف من انها تحتبس دموعها 


- انا كنت حاسه !! بس ليه ؟؟! تعمل كده فى اخوك وفيا انا لييه ؟؟! 


فواصلت عفاف حديثها وهى تشير على ثريا الجالسه ارضا والتى فقط كل اسلحه تمردها 

- وكمان فى بت من بنات ثريا تبقي بته 


تدخل سليم سريعا ليبعد وجد من امامه قائلا باعتراض

- متصدقوش كلامه ده قاصد يوقعنا فى الغلط .. الكلام ده محصلش .. هو بيقول اي حاجه وخلاص عشان يشفى غليله من اللي عملته فيه .. مافيش الجنان ده طبعا ..


يقف حيدر فى المنتصف وهو مغيبٌ عن وعيه تماما وخلفه عماد وورد واقصي شمال صفوة ومجدى .. وعلى يمينه وجد وسليم وماجده .. ونورا ويسر وعفاف يقفن امامه اما عن محمد فاقترب من حماته بعدم تصديق ليردف 


- انت ساكته ليه ؟؟! ماتقومى تنكرى كل كلامه ده .. انت مالك مستسلمه ليه .. قولى ان كل الكلام ده كدب والهوارة راسهم هتفضل طول العمر مرفوعه .. مالك ساكته ليييه ..


جميعهم التفتوا لحديث محمد مع ثريا الذي اجهشت له العيون حزنا وتأكل له القلب الما .. فتراجع حيدر خطوه للخلف بحذر وهو يراقبهم بتمعن فأدخل كفه بسترته واخرج سلاحه وفى نفس اللحظه زاح وجد بكل قوته جنبا وبدون تردد انفجرت رصاصته فى جوف هدفه صارخا 


- هاخد حقى منك ياسلييييم ...


فى لمح البصر انقض عليه عماد ليكبل ذراعيه صارخا بقوة : ماجــــــــــــــــــــــده !!!


صرخت ثريا بعدم استيعاب وهى تندب على وجنتيها بحركات هستيريه 

- قتلت بتك يااااحيدرررررررررر !!!!


وقف من كان جالسا وركضت من كان واقفا وجثى من وصل لمرمي رصاصة حيدر .. حاله من الذهول والدهشه .. كل منهما يلهث يصرخ يبكى ويتجمد غير قادرا على استيعاب ماحدث .. 


جثت نورا على ركبيتها فتابعتها يسر صااارخه باسم اختهم : مااااجده !! متهزريش !! قوومى ..


تحركت وجد ومحمد فى آنٍ واحد ليلفتوا حول تلك التى لقيت حدفها بين ذراعي حبيبها الاول والاخيرة ..


دمعه فرت من طرف عينيها حجبت الرؤية  عن الجميع الا هو .. رفعت عيناها بتثاقل اليه وعلى ثغرها ابتسامه رضا وهى تسعل بضعف 

- بت الزنا ماينفعش تعيش ياسليم .. 

زالت وجد "اشراب" رأسها بلهفه لتكتم به منفذ الدم .. فجهر محمد : يلا ناخدوها المستشفى انتوا هتتفرجوا ..


رمقت محمد بنظرة توسل وهى تلتقط انفاسها بصعوبه ثم عادت النظر بمقلتيها لسليم مع اخر دقيقه تلفظ فيها انفاسها

- امنيتى اتحققت وهموت بين يدك وقصاد عينيك انا مش عاوزه حاجه تانى .. لسه بردو مصدق انى مش عشقاك يابن عمى !!!


كانت اخر جملة اردفتها ماجده قبل ما تغيب روحها عن عالمهم .. ضربها سليم بكفه الذي لطخ بدمائها ذاهلا فوق وجنتيها 

- ماجده !! فوقى ياماجده .. فوقى ماينفعش تموتى .. الرصاصه دى قصدانى انا مش انت !! 


فزع الجميع على صوت رصاصه طائشه ممزوجه بصرخه قويه نابعه من جوف حيدر ومن الناحيه الاخرى تلقى ثريا السلاح من يدها الذى وجدته فى سيارة سليم لتنفجر ضاحكه 

- قتلته ؟؟!! كان لازم يتقتل زى ماقتل بتى .. قتلته وريحت الناس من شره ..........


حاله من العجز والذهول خيمت على جميع اهل البيت كل منهما ينظر للاخر بعيون ثابته ودماء متجمده فى العروق .. حاله من كأن الموت ذاته آت اليهم على اقادمه ليقتنص ضحاياه ببراعه .. بدا عليهم الحزن المصحوب بالذهول حتى انفجرت اصوات النساء صارخه ولاول مره يضم سليم ماجده الي صدره قائلا بتوسل 


- سامحينى !!


ضمه قويه طرقعت فيها عظام جسدها كأنها تود ان تخبره بعتاب " ليتك فعلتها ولو لمرة واحده وانا اقف امام عينيك .. فجميعنا نحيا بلمس حبه وبضمة شوق .. فعلتها بعدما فرت روحى من طيله انتظارك جازعه !! فعلتها وانا بين ذراعيك جثه هامده لاحول لها ولا قوه .. جسدى الهالك بين يديك كان ينتظر لمسه حب منك .. ولكننا جميعا لا نعرف الندم الا بعد ضياع الفرصه .. فلو فعلنا كل شيء بوقته لِمَ لم يكن للندم بيننا ظلٌ ........




عشق من نار(اباطرة العشق2)

الاخيره

" بعد مرور 3 شهور "


اصعب فترة مرت على الجميع مابين غياب ماجده وتحمل الصدمات وحبس ثريا فى مستشفى الامراض العقليه لاصابها بالجنون ... ووفاة حيدر وعودة ساميه الى مسرحها وعالمها الدنئ .. انتهت ورد من اختبارات الثانويه العامه بتشجيع من يوسف الذي لم يغيب عنها لساعه .. 


تجلس وجد بصحبة امها فى جنينه الهواري .. فاردفت كوثر بحنيه 

- جوزك عامل ايه دلوقت ياوجد .. لسه ساكته ومش عيرد على حد ..


فرت دمعه من مقلتيها بألم مكبوت : هو احسن بس من ساعة موت ماجده وهو حاسس بالذنب وعلى طول عندها وبيقرالها قران حتى انا مابقتش اشوفه غير صدفه .. والله انا تعبت ومش عارفه اعمل معاه اي ؟؟!


قضبت كوثر حاجبيها بضيق وحذر 

- بقولك اي ياوجد هتكتمى فى نفسك وتحزنى مش هتاخدى غير العيه يابتى وانت حبلى وغلط على العيل ده حتى يطل فال شوم والواد يعيش متنكد طول حياته ..


- اومال اعمل ايه انا بس ياما .. والله غلبت ومابقتش طايقه جو البيت ..


- هما شهور الحمل يعودوا وهتبقي زينه وتتعافى .. المهم شدى عودك وهاتك لجوزك الواد اللي يفرحه وينسيه وجعه .. وهاتيلى حفيدي اللي يعوضنى عن اللي راح ..


وضعت وجد كفها على بطنها بحيره لتردف بتنهيده 

- انت املى الوحيد اللي فاضلى .. مستنيه سليم يرجعلى بيك ...


لاحظت وجد عفاف التى انزلقت رجلها فى التربه بعيدا .. فوثبت قائمه ركضا مما اثار جنون كوثر 

- شوف البت اقولها خلى بالك على نفسك تجري كيف !!!


تجلس عفاف فى الارض متألمه من رجلها .. فجثت وجد على ركبتيها بلهفه

- مالك يااماما ... الف سلامه على رجلك .. اســ


بعدت عفاف كفها بكرهه : انا مش امك .. امك اهى هناك قاعده .. ومين قالك انى عاوزه مساعدتك .. دا جزع بسيط وهيروح ..


تجاهلت وجد سُم كلماتها فعرت ساقها بلهفه : فى  مرهم للعروق عندى جوه .. هدخل اجيبه متتحركيش ...


ذهبت وجد اما عفاف فعاندت وحاولت ان تقف على رجلها لتثبت لوجد انها لازالت بقوتها ولكنه دون جدوى فسقطت متألمه ... عادت وجد لمنزلها مره اخري واحضرت المرهم سريعا اليها قائله 

- اول مااحط بس هتبقي كويسه .. افردي رجلك براحه بس ..


اجابت عفاف بغيط : قولت مش عاوزه حاجه منك ..


جلست وجد على ركبتيها وهى تبتسم بحب على اسلوب عفاف وشرعت فى وضع المرهم بلطف وهى تمرر اناملها فوق ركبتها .. تأوهت عفاف بألم فاردفت وجد بحب

- معلش استحملى وهتبقي زي الفل ..


جهرت عفاف بغضب : انت عتوجعينى اكتر ويدك تقيله !! اقولك ايه اوعـــ


لم تكمل عفاف جملتها عندما رأت سليم يقف خلف وجد مشيرا اليها الا تلفت انتباها لوجوده .. رفعت وجد حاجبها مستنكره 

- اي كملى زعيق مش بزعل انا والله .. ممم ولا بقيت احسن دلوقت !!


تردد عفاف فاردفت : لا انا عزعق فيك لمصلحتك ومصلحه ولد ولدى اللي فى بطنك ماينفعش يابتى تقعدي اكده ؟؟!


عقدت سليم ساعديه ليترقب تحول امه المفاجئ الذى اثار فضول وجد فردت ممازحه

- يعني انت خايفه على الواد مش عليا ؟؟!


تلعثمت الكلمات فى حلقها لبرهه فهى لا تعرف للكذب سبيل فاردفت

- اااه الواد مننا ومن دمنا وانت ..


زمجرت رياح صوت سليم : ممممم عفاف !!


غيرت عفاف حديثها سريعا : وانت بردك بتى يابتى .. وسلامتك من سلامته ....


نصبت وجد عودها لتقف بجوار سليم قائله بمزاح

- امك بتموت فيا ياسليم .. واخد بالك ..


هز سليم رأسه بتفهم : ايوة ايوه واخد بالى هى وعدتنى انها هتحبك وبصراحه عفاف عمرها ماوعدت بحاجه وخالفت .. مش كده يااما ...


التوى ثغرها باستنكار مصطنع التعب : خد بيدى ياولدى ووصلنى لجوه بدل القعده دي !!


تأهب سليم ليساعد امها فى القيام وهو يرمى على اذان وجد جملته بهدوء

- عاوز اتكلم معاكى .. هوصل عفاف واجيلك اسبقينى انت ....

***


- يابنتى انت قريتى كميه كتب فى ايام انا مقرأتهاش فى سنين !! اى يانورا انت بتنتقمى من نفسك ؟!

اردف عماد جملته وهو يقتحم المكتبه التى تجلس بها نورا .. فـقفلت الكتاب ووضعته جنبها قائله بحزن 

- الحاجه الوحيده اللي بتخدر كل اوجاعى ياعماد ..


جلس بجوارها وعلى ثغره ابتسامه حب قائلا

- ومادام الكتب بتعمل كده انا اي لازمتى فى حياتك ..


تشبثت بكفه سريعا بلهفه وهى تطيل النظر بعيناه

- انت لو مكنتش فى حياتى بعد كل اللي حصل ده انا كنت هتجنن ياعماد .. ربنا قبل ما يوقع على قلوبنا البلاء بيمنحنا الصبر وانا كنت صابره ومستقويه بيك .. ممتنه للحب اللي جمعنا ..


اقترب منه وهو يهدب شعرها بشوق 

- وانا ممتن للنصيب اللي خلاك ليا .. اسمحيلى اعترفلى انى كنت مستقوي بيك .. وحقيقي لولا وجودك وعيونك الحلوين دول اللي منورين حياتى انا كان زمان فى وضع تانى خالص ..


ابتسم برغم صخور حزنها : اللي هو ايه بقي ؟!

غمز لها بطرف عينه : كان زمانى بدور عليك بردو .. ماهى سهله اي يانورى ..


- ربنا يباركلى فى حبك وفيك ياعماد ..


وضع يده فوق بطنها بفضول وهو يتسائل

- الواد اللي جوه ده عامل اي .. اوعى يكون تاعبك !!


- انت متأكد ليه انه ولد !! على فكره انا حاسه انها بنوته ..

هز رأسه نافيا : لا لو سمحتى اول خلفه عماد الهواري لازم تكون واد يقف فى ضهره ..


- يااسلام !! يعني لو جات بنت مش هتحبها ...

- يعني انا بعشق امها مش هحب البت !! طب يارب تيجى بنت وتكون شبهك كده وتبقي حقيقي يابركه دعواتك ياعفاف ..


مالت برأسها على صدره لتطمئن شيء ما بداخلها : بنت ولد اهم حاجه انك ابوهم ياعماد ربنا يباركلى وجودك وينوروا حياتنا ...

 قبله خفيفه طبعها على جبهتها وهو يضمها اليه بحب قائلا

- حياتى منوره بيك .. واى اضافه تانيه منك هديه من عند ربنا ده كرم كبير قووي ..


اكتفت نورا بتقبيل كفه بشغف مردفه : معاد زياره نيره النهايه .. انت ماروحتش الاسبوع اللي فات ..


تنحنح عماد بخفوت : ومين قالك انى ماروحتش ؟!

- انت ماقولتليش انك روحت !! يبقي ماروحتش ..

ابتسم عماد بحب فاردف بصوت هادئ : لا ياستى انا روحت وكان الزياره كلها بحكي لها عنك .. ونسيت اقولك بس انشغلت فى اكتر من حاجه ..


رفعت انظارها اليه بفخر : الاول كنت تروح وتخبى عليا عشان خايف ازعل .. ودلوقت مافتكرش ان فى عذر يخليك تروح من غيري .. متتصورش فى الكام مره اللي روحت معاك فيهم قلبى ارتاح ازاي ...


- مادام قلبك بيرتاح يبقي هاخدك معايا المره دي .. وهو انا اقدر ارفضلك طلب !!


طرق مجدي الباب متنحنحا .. فاعتدلت نورا فى جلسها وهى ترمي حجابها فوق راسها بعشوائيه .. وقف عماد قائلا

- اي ياهندسه خلاص نويت ؟؟


فرك مجدي كفيه بحماس : كفايه ياعم ليا اسبوع قاعد معاكم مزهقتوش منى ..؟!


احتضنه عماد بحب وهو يربت على ظهره بقوة 

- توصل بالسلامه .. شد حيلك .. 

ثم همس له قائلا 

- وبالنسبه لصفوة هتفضلوا ماتتكلموش كده كتير .. مش تبطل شغل عيال ياض انت ؟؟!


زفر مجدي باختناق : اول مره معرفش اسامحها .. مش عارف ليه ؟!


- الغريب ياخى انها سامحتك على مصايبك السوده ؟! وجاى فى دي ومش عارف تسامحها ..


- مش عارف ياعماد .. حقيقي مش عارف او تعبت من كتر المحاولات لحد مافقدت شغف العوده 

- طيب ماتطلقها !!

- انت اتجننت انا بحبها ياعم ..

- انت هتجننى ليييه !!!


رفع مجدي حاجبه بنفاذ صبر : هى مصدره دايما الوش الخشب وكل ما اقولها نتكلم تقول لى عندى مذاكرة ومش فاضيه .. ياعم كبر دماغك سيب الايام تصلح اللي تكسر ..


اقتحمت صفوة مجلسهم فجاة قبل ما يردف عماد رده قائله بغضب 

- عماد انا عاوزاك ترفعلى قضية طلاق !!


نظر عماد لاخيه فبداله نفس النظره ولكنها اكثر لا مبالاه متجاهلا جملتها وهو ينادى على نورا قائلا

- هااا يامراة اخويا اشوف وشك بخير ..

- الله يسلمك يامجدى .. توصل بالسلامه ..


رد عماد على صفوة قائلا : معنديش مانع .. عاوزه امتى وانا ارفعهالك ..


عقدت صفوة ذراعيها امام صدره وهى تهز ساقها اليسري بتحد 

- ياريت لو دلوقت !!

حك عماد ذقنه وهو يرمق مجدي بعيوون ضيقه وعلى حدا كان الاخير يأكل بنظراته الملتهبه غيظا .. فواصل حديثه 

- بقولك اي ماتخليها خلع اضمن .. وتوجع !!


صفوة بعاند : معاك فى اي حاجه المهم نخلص 


تدخلت نورا سريعا : اى الجنان دا بتاعكم انتوا الاتنين 

رد مجدي باختناق : ماتسكتى جوزك اللي عاوز اى جنازه يشبع فيها لطم


تجاهل عماد حديث اخيه فوجه حديثه لصفوة قائلا 

- هااا ايه اسبابك بقي ؟؟!


نظرات له صفوة من اعلى لاسفل فاردف

- مش عاوزاه يبقي على ذمتى .. ده سبب كفايه ياعماد ..


كتم عماد صوت ضحكته فثار مجدي ساخرا 

- دي بتقولك على ذمتى !! انت اللي على ذمتى يااهانم .. انا الراجل لو مش واخده بالك .. انت حوله ؟؟!


- ضيف عندك ياعماد سب وقذف كمان ..


تشبث عماد بكف نورا هامسا : تعالى معايا .... - ثم جهر قائلا- طيب انا هسيبكم تتحاسبوا هنا ولو متفقتوش مضطر انى ادخل ..


لم يعط لهم عماد اى فرصه للرد .. جذب نورا خلفه وخرج من المكتبه وتعمد ان يغلقها بالمفتاح فسألتها نورا باستغراب 

- بتعمل ايه !! مش خايف دا مجدي هيقتلك ..


- والله انا ماخايف غير على مجدي من اختك اسكتى .. وبعدين هما مش عاوزين غير كده عشان يتلموا .. - ثم غمز لها بطرف عينه - وبعدين سيبك انت المكتبه دي مبروك وانا متفائل بها خير ....... هنبه على عفاف الباب ده لو اتكسر خبط محدش يفتح وادى كمان المفتاح هاخده


***

قُبله خفيفه نثرت على عنقه بشوقا وهو يضمها اليه هامسا 

- انا اسف .........


اغمضت عينيها لبرهه كأنها تحاول ان تهدا روع شوقها مردفه بارتياح

- وحشتنى اوي ..


ابتعد سليم عنها ليغلق باب غرفتهم ثم عاد اليها وهو يجذها من كفها ويجلسها امامه على الاريكه

- انا محتاجه اعتذر لعيونك ورموشهم ولقلبك ولكل جزء فيك كنت سبب فى انه يزعل ياوجد ..


- سليـم .. انا مش زعلانه منك ..


- عارف ياوجد .. وعارف ان قلبك احن من انه يزعل منى .. بس انا اللي زعلان من غيبتك عنك .. 3 شهور ماسمعتكيش كلمه حلوة .. 3 شهور شخط وزعيق وشخص انا ما كنتش اعرفه .. انا غصب عنى مكنتش شايف قدامى ولاول مره يخدعنى قلبى ويبعدنى عنك .. اسف بعدد كل دمعه نزلت من عينك واسف على كل لحظه وجع معرفتش اكون فيها جمبك ومعاك .. واسف انى خيبت ظنك .. واسف عن كل ليله نمتها بعيد عنك .. وجد سامحينى ..


فرت دمعه من طرف عينيها فابتسمت قائله

- كل اللي وجعنى انك كنت توحشنى ومكنتش اعرف القاك .. حتى لو عرفت نفسي حامل معرفتش اقولك بالطريقه اللي تسعدنى .. مالقتش منك الحضن اللي تقول لى فيه مبروك لينا .. كل الحلو والمر عشناه سوا اشمعنا الازمه دي اللي بعدت فيها ..


طبع قبله طويله على كفيها ثم نظر في عيناها بولهٍ

- عشان اثبت لنفسي انك الارض اللي منها وليها اعود ياوجد وهفضل اقولها لاخر نفس فى عمري .. انا لما بعدت وكنت ابات بالليالى من غير ماشوفك مكنش يفرق معايا ليل من نهار .. كل الايام كانت ضلمه وانت الوحيده اللى لقيت عندك النور .. اوعدك انى مش هبعد عنك تانى !! ولا هزعلك مهما حصل ومهما حصل مش هسمح لقلبك انه يشتاق لسليم ميلاقهوش .. ولا ايه ..


- اقولك على سر بس ما تضحكش ..


- موعدكيش .. بس قولى ..


- كنت كل ليله بقف فى نص الاوضة هنا وافضل اخلق حوارات وهميه مابينا وانا هكشر فى وشك ومش هرد عليك حلو وفى نفس الوقت كنت القى رجليا وخدانى قدام الدولاب محتاره ياتري البس ايه !! وبفضل على الحال ده لحد ماانت تخيب ظنى وماترجعش ولحد ماانام وانا مستنيه .. بس لاول مره ابقي مستنيه وانا مطمنه ومتنونسه بابنك اللي كنت اشتكيله منك دايما .. وخلاص بقي جيه الوقت اللي اشتكى منك ليك ... 


مسكت ذقنه برفق وه ترمقه بعيون لامعه لتردف بلهجه صعييديه

- وحشتني يااولد الهواري .. وحضنك وحشنى .....


مسك وجنتها بشغف مردفا

- وانت كمان وحشتني للدرجه اللي خايف ارتكب فيها جنايه دلوقت ومحدش مانعى عنك غير ابن ال*******


- اششششش بقولك اي ماتشتمش ابنى ولا ابوه لو سمحت !!

دنى منها اكثر ليردف بشوق : ماهو يستاهل الشتيمه .. مش كفايه انه حارمنى منك !!

احمرت وجنتها بخجل ثم اردفت بضحكه واسعه : ومين قال انه حارمك منى !! انت اللي بتتلكك ؟؟!


رفع حاجبه وبدات اقدام الفرحه تكسو ملامحه قائلا باندهاش

- يعني هو ينفع !!

- اللي هو اييييه ؟؟!

- لا بقولك اي هتعملى نفسك من بنها هتغابى عليك .. 

ضحكت بصوت عال قاصده ان ترد الفرح فى جدران جنتهم مره اخرى لرفعت راسها قليلا لتطبع قبله خفيفه ثغره قائله بشوق 

- وحشتنى ياسليم ...........


&&جروب / روايات بقلم نهال مصطفى &&


***


- هااا بقي والحلوه اي اللي مش عاجبها فيا !!

اردف مجدي جملته وهو يجلس على المقعد الجلدى لمكتبه بنبره ساخره فاجابته صفوة باغتياظ

- اهو مزاجى كده ... ولو سمحت انجز انا عاوز اشوف حياتى ومستقبلى ومن حقى احب واتحب ..


نهض مجدي وبداخله جيوش عارمه من الغضب 

- من حقك ايه يااما ؟؟!

هزت كتفيها بلا مبالاه : احب وتحب ....واشوف مستقبلى 

- جاكى كسر حقك انت كمان !! وطلاق مش هطلق ...


رفعت انظارها اليه باغتياظ فاردفت بغل : ابقي ماتزعلش لما اخلعك انا واخوك ..


- سيبك من اخويا ده مترباش .. والحلوة بقي هتقول اي للقاضي لما يشوفنى راجل ملوى هدومى كده والف مين تتمنانى ..


نظرت له بعيون ضيقه ثم اردفت بثقه : مقصر فى حقوقى الزوجيه ياسياده القاضي ..


ضغط مجدى على شفتيه السفليه بغضب وهو يرمقها بعيون متسعه ويتقدم نحوها بتباطئ 

- مقصر في ايييه ياحلوه ..


ارتعد جوفها خوفا من نظراته فاردفت سريعا

- مش بيصرف عليا ولا بيأكلنى ولا بيشربنى ...


لم يمنع مجدي نفسه ان ينفجر ضاحكا على تلقائيتها فنظر اليها قائلا 

- ايوه كده اتعدلى ...


اشارت اليه بسبابتها وهى تقترب من الباب وبنبره تهديديه : انا حبيت بس اديك خبر عشان ماتتفاجئش ..


- لا كتر خيرك .. يكرم اصلك والله ..


حاولت صفوة ان تفتح الباب فدارت اليه بدهشه : الباب مابيفتحش !!

طقطق مجدي صوابعه وهو ينظر لها بعيون ضيقه متظاهرا بالتفكير مرددا بصوت منخفض

- ميكنش عماد الهواري عملها .. ورحمه ابوه دانا ابوس دماغه لو اللي فى بالى صح ..


- انت بتقول ايه !! بقولك الباب مقفول ..


- حلو ادينا قاعدين بندردش ونتعرف على بعض ..


- اوووووووف .. اى برود الاعصاب بتاعك ده ؟! اتصرف افتح الباب .. 

تجاهل مجدي حديثها وذهب الي المكتبه يطلع على الكتب الموجوده بها باهتمام .. فضربت الارض بساقيها بحركه طفوليه وهى تقترب منه 

- هو انا مش بكلمك !! انا عاوزه اخرج من هنا !


دار مجدي برأسه نحوها فوجودها تقف خلفه .. فسقطت عيناه على حجابها الذي يتدلى شيئا فشيئا فجذبها بلهفه ممزوجه بصوت شهقتها ليضعها تحت حصاره قائلا بهدوء وهو يستد بذراعه على المكتبه


- نتكلم كده احسن طيب ..


رفعت انظارها اليه فسرعان ما اخفضتهم بخجل قائله بتوتر 

- مجدي في ايه ؟!


مسك ذقنها برفق ورفع وجهها اليه بلطف قائلا

- وحشتينى ...

- هاااااااا !!


ابتسم مجدي بحب فاردف : لسه زعلانه منى !!


اومأت ايجابا بصمت تام ولازالت تتفتنه بعيون لامعه .. فضحك ضحكه ساحره وهو يهمس لها

- هصلح غلطى حالا ..


وضعت كفيها على صدره لتمنعه من الاقتراب منها قائله بعتاب 

- على فكرة انت معندكش دم ..


قطب مجدي حاجبيه بدهشه فواصلت صفوة حديثها ممزوجا بنبرة باكيه

- ايوه معندكش دم .. سبتى فى اصعب ظروفى وسافرت سبتنى وانا محتاجالك .. سبتنى وانت عارف انى بحبك .. هتقول لى حاولت كتير وانا مسمحتش .. بس انا كنت مستنيه منك فعل اقوى مستنيه منك تاخدى فى حضنك غصب عنى .. انا كنت هرتاح كده .. لكن انت مشيت وسبتنى على راحتى ونسيت ان راحتى معاك وبس يامجدى .... انا نزلت اقول لعماد يطلقنى منك عشان اوصلك رساله انى مش عاوزاك تمشي انك شاغل فكرى دايما .. مش عاوزاك تغيب تانى زي ماكل حاجه غابت .. مجـــدى متسبنيش تانى .. ممكن ..


- انا عمري ماسبتك اولانى ياصفوه بس ماكنتش حابب اكررى غلطى مرتين .. كنت مستنيك تيجى انت هتلاقى دراعتى مفتوحين لك وساعتها عمرهم ماكانوا هيسمحولك تبعدى تانى ... 


ظل يعبث بخصيلات شعرها بشوق فواصل حديثه قائلا

- عارف انكم لما بتحبوا بتبقوا مجانين مش بتقدروا تتحكموا فى مشاعركم بتاخدوها على كفكم وترموها قدام عنينا واحنا وحظنا .. المحظوظ بس هو اللي هيكوش على كل الحب دا لحسابه والغبي اللي هيتجاهله او يستغله غلط .. وانت اهو جيت وغرقانه فيا زي ما انا غرقان فى عيونك دول ... واوعدك من النهارده مافيش اي خناقه غير فى حضن مجدي ياست الددكتوره ...


وقفت على طراطيف اصابعها لتعانقه بلهفة فؤاد عطش من جفاف غيابه قائله بتوسل 

- انا ازاى كنت غبيه وسمحت لنفسي احارب مشاعري بالجبروت ده ..


ولاول مره يظفر بقربها عن تراضي فضمها حتى استشعر طرقعت عظامها بين يديه قائلا بدفء

- لكل بعد مهما طال عوض ياصفوة .. 


***

طرقت على باب مكتبه بتردد .. فرفع رأسه من بين زحمة الاوراق التى تسرق انتباه قائلا

- اتفضل ؟؟!


فتحت يسر باب متنحنحه بخفوت : وحشتنى قولت اجيلك ؟!


ترك القلم من يده وهو يتكئ على ظهر مقعده قائلا باستغراب 

- خلاص هدينا والاكتئاب والنكد والحزن راحوا !!


قفلت الباب خلفها بهدوء وهى تقترب منه مكتبه بتساؤل

- للدرجه دي كنت لا اطاق !!


نهض محمد من فوق مقعد وهو يرمقها بنظرات مدججه بالحب قائلا

- قدرى لازم استحمل هعمل ايه يعني بحبك ومجبر ..


رفعت انظارها اليه باعجاب 

- شكلك حلو فى البالطو ...


رفع حاجبه متسائلا بغمز: اااممم فى البالطو بس !!


- لا ياعم متوقعناش فى الغلط .. انت حلو فى الاوقات بس فى البالطو محلو زياده ..


جلست يسر فوق مكتبه بدلال وهى ترمقه بعيون لامعه 

- انا لقيتنى كنت خنيقه اوى الفترة الي فاتت وانت استحملت كتير .. فقررت اصالح واجى لحد عندك واجيبلك هديه كمان .. 


اقترب منها محمد وهو يقبل كفيها 

- انت هديتى يايسر .. وكلنا مرنا بفترة صعبه وغصب عننا لازم نتجاوزها ..

فرت دمعه من طرف عينيها بحزن : ماجده وحشتنى اوى يامحمد .. هى اتظلمت اوي وملقتش اللي يعوضها ..


وضع كفه على خدها قائلا بهدوء

-  احيانا الموت بيكون اكبر مكافئه للعبد يا يسر .. وخلينا متفقين ان ماجده مشيت وكلنا بنحبها وبندعيلها .. هى دلوقت عند الكريم اللي احن عليها من اى مخلوق .. ولا ايه !!


اومأت ايجابا وهى تتشبث بذراعه : معاك حق !!

اردف مبتسما : مش هتقولى جيتى ليه ؟!

ابتسمت بصعوبه فاطرقت قائله : جيت اخطفك يومين من شغلك وعيانينك .. تسمح لى !!

- ياباشا انا كلى ليك .. انت تأمر بس المهم انى اشوف الضحكه الحلوة اللي اتحرمت منها 3 شهور ..


دلفت يسر كالطفله المشاغبه وهى تبعده عنه مقتربه من الباب قائله

- هروح اجهز حاجاتنا وبالليل نروح اي مكان بعيد عن القصر ... ممممم وخلى الهديه بعدين بقي لما نسافر


دار محمد بلهفه ليقفل الباب الذي فتحته سريعا .. فدارت بجسدها تحت حصاره قائله 

- فى ايه يامحمد !!


- فى ايه انت !! حد سمحلك تخرجى !!


- مش فاهمه !! انت قصدك ايه ..


مد محمد يده خلف الباب ليقفله بالمفتاح قائلا بغمز

- هتفهمى حااالا ...

دارت برأسها للخلف لتر ماذا يفعل فصرخت باندهاش 

- اى الجنان ده .. انت عاوز ايه !!!


انحنى محمد ليحملها بين ذراعيه قائلا بشوق

- مش عاوزه تجربى الشازلونج اللى جوه ؟؟!


- يامحمد ماتتجننش احنا فى المستشفى !!

هز كتفه بلا مبالاة : والمستشفى بتاعتنا .. حد له عندنا حاجه !!

- طيب نزلنى  وبعدين نشوف الموضوع ده ..

اصدر من ثغره صوتا نافيا وهو يضعها فوق الشازلونج بلطف ويدور ليشد الستار قائلا

- انسي !!! انا لو ضيعت الفرصه دي هابقي غبى .....


- طيب انت بتشد الستاره ليه وهو فى حد غيرنا !! دانت غريب !!

- صح !! يلا الاحتياط واجب بردو  ..

- لا دانت اتجننت رسمى !!

اقترب منها اكثر وهو يتأملها بعيون محب فاض من جوفه بحور الشوق 

- ما احنا لازم نعوض العيل اللي راح ولا انت شايفه ايه !! كفايه كده كتير يايسر !! ولاد الهواري كلوا وشي ..............


***


- ايوة يعني انا اجى اخطبك امتى !!

اردف يوسف جملته بنفاذ صبر وهو يخرج من قسم الشرطه ويتحدث فى الهاتف مع ورد التى فزعت من مجلسها قائله

- ماينفعش يايوسف .. وانا لما فكرت لقيت انه مش هينفع !!

فتح يوسف باب سيارته قائلا بسخريه

- وانت بتفكري باى حق .. ومين سمحلك اصلا تفكري وانا موجود .. تصدقى انا غلطان انى باخد رايك !!


- يايوسف افهمنى بس .. انت ظابط وليك وضعك وانا بنت اهلها قتالين قتله يعني لو اتجوزنا مش هتقدر تخلى ابنك زيك ويبقي ظابط .. وغيره وغيره وبعدين اهلك فى القاهره مش هيتقبلونى يايوسف .. لو بتحبنى بجد سيبنى .. سيبنى وخد واحده تستاهلك وتفهمك ..


- انت مجنونه ياورد !! انت شايفه بتتكلمى فى كام سنه لقدام .. يعني 18 سنه وانت ضامنه انى اطلع بخلف يعني مش يمكن فيا عيب لقدر الله وابقي خسرتك كمان .. وانت باى حق تحكمى على مستقبل ولادك من دلوقت يمكن يطلع شاطر زي خالتو ويهوى الطب او الهندسه زى امه .. انت جري لعقلك حاجه ؟؟!!


زفرت ورد بضيق : انت التفاهم معاك صعب اي الدماغ دى ؟؟!

ضحك يوسف بصوت عال : دماغكم بقي شكل قعدتى فى قنا غيرت دماغى ؟؟!


- يوســف .. انا فايق لكلامك ..


دور يوسف سيارته قائلا : وانا وبكلمك لا !!

- نــعم ..

ضحكة ضحكة اخري ساحره فاردف بثقه : والله مابهزر .. اول مابسمع صوتك كل حاجه بتبقي سراب قدامى .. لا اري لا اسمع لا اهوى غيرك .... وبعدين انا ليا 3 شهور طالع عينى معاك واجيب فى  مدرسين واسمع واحفظ واسهر للفجر وقراية الفاتحه اللي مع امك واختك دى !! دانت وقعتك سوده !! لا بقولك اي تعبى وشقايه يتردلى من فضلك ..


اجابته بمزاح : انت اللي جبت لنفسك اعملك ايه ؟!


فكر يوسف لبرهه : يبقي توافقى نتجوز واهو يبقي زيتنا فى دقيقنا ومافيش حساب ولا ديون واخلص كل حاجه بطريقتى بقي ..


كتمت صوت ضحكها قائله بجديه 

- يووووسف .. اتــلم .


- والله انا على كده ملموم .. ماشوفتيش الوش المبعتر بتاعى ... تستعجليش نتجوز بس وهوريهولك ....


كتمت ورد صوت ضحكتها وتعمدت ان تغلق الهاتف فى وجهه بدون اي مقدمات قائله 

- ربنا مديلوه لسانك اطول منى .. اوووف انت وقعتى ولا ايه ياورد ..


وقفت امام المراة وتكرر نفس السؤال حائره 

- هو بصراحه وقعت من ساعه ما جيه يشوف قلبه وقع فين ؟!


***

فاقت صفوة من مخدر حب لتغلغل اصابعها باصابعه وتثبنى ساقيها على الاريكه لتستند براسها على صدره مردفه

- هنرجع القاهرة ؟!مش كده ..


ضمها مجدي اليه بشوق

- وانت فكرك عاوزانى اسيبك لحظه بعد ما لقيتك !!


- احم !! انا اللي مش هسمحلك تسيبنى لحظه بعد ما دوقت طعم الحب معاك ..مجدي 


نظر الي عيناها التى ارتفعت اليها باهتمام قائلا : عيون مجدي ..

تعمدت ان تلف ذراعه على خصرها لتقترب منه اكثر كأنها ترمم شقوق روحها منه قائله بحب 

- أنا بحبك ..

تعمد ان يتجاهل كلامها قائلا : منا عارف .. ومن زمان كمان ؟!

ضربته على صدره باغتياظ : اى تقل الدم دا ؟! لا بقولك اي انت هتشوف نفسك عليا عشان قولتلك بحبك ومعرفش اي هقلب على الوش التانى !!


ضحك مجدي بصوت عال وهو يطبع قبله طويله على جبهتها : منا هرجعك تانى وبطريقتى بردو ..


- اي الثقه دي يابااااي ... 

- طيب قومى نشوف حد يفتح لنا الباب ده عشان انا الود ودى اخدك ونطير لمكان بره الدنيا ...

- منا براها فعلا يامجدي انت مابتكذبش .. لاول مره احس بطعم الراحه غير فى حضنك ...


- وانا اول مره اعرف ان عفاف راضيه عنى اوى كده ؟! 

- ياسلام عفاف بس ؟!

- لا ..

- احم اومال مين كمان !!

- راجح قبل مايموت كان راضى عنى ؟؟!

ابتعدت عنه بنفاذ صبر وهى تقول : قومى افتح لنا الباب ده احسن ارتكب فيك جنايه دلوقتى .. يلا .....


- ليه بس دا حتى المكان طلع بركه .. دانا حتى بفكر كل ماتعصلجى معايا هجيبك هنا .. انا دلوقت فهمت ليه عماد راشق فى المكان ده طول الوقت

***


- هاا ياسيدى جايبنا هنا ليه ؟!

فى الجنينه الصغيره خلف منزل سليم وبالاخص خلف اول شجره بها شهدت على عشقهم يستند سليم على الشجره يتأملها بحب 

- فاكره المكان ده ؟!


ضحكت بصوت مكتوم ثم عادت لتنظر لعيناه الاتى تستمد منهما الامل قائله

- وده مكان يتنسي بردو .. انا هنا عرفت يعني اي معنى الحب معاك .. واد ايه انا مقدرش استغنى عنك ..


جذبها اليه من خصرها قائلا 

- وهنا انا اتولدت على ايدك .. بستغرب على الناس اللي بتحتفل بعيد ميلادها بحتة تاريخ مسجل فى شهاده .. انا تاريخ ميلادى الحقيقى مع اول لمسه حب منك .. اول نظر رضا من عينك .. اول كلمه بحبك انا سمعتها .. مع اول طفل هينور حياتنا بعد ملحمه الحب دي كلها .. انا تاريخ ميلادى الحقيقي وانت جمبى ومدفى بحبك وتايهه فى سحر عيونك .. 


بللت حلقها عدة مرات وهى ترمقه بعيون متأرجحه

- سليم فى ايه ؟؟ 


عبث فى شعرها بحب فاردف بهدوء 

- فى شويه كلام محبوس جوايا وانت لازم تسمعيه ياوجد .. انا لما بعدت عنك كنت محتار تايهه .. صدمة ماجده كانت صعبه اوى ان قلبى يعديها بسهوله .. كنت بلوم نفسي طول الوقت .. حسيت انى انانى .. بس لما هديت وفكرت لقيت ان ربنا له حكمه فى كده .. له حكمه انه ياخد ماجده عنده عشان يعوضها نتيجه صبرها لانه عارف ان سليم عمره ماهيسعدها عشانى قلبي مدقش غير لواحده بس حارب الكل ومستعد يقوم الف حرب تانيه بس شعرها يتفرد على كتفه كل ليله .. لومت نفسي انى معطتش ماجده فرصه بس لقيت الحل مشكله فى نفس الوقت .. ماجده فدتنى بعمرها .. انا كنت تايه ياوجد لاول مره ابقي شخص انا ماعارفهوش ..


وضعت اناملها على ثغره 

- سليم انت بتقول كده ليه دلوقت ...

قبل اناملها بحب فواصل حديثه 

- عاوز اقولك واعترفلك قدام ابننا اللي لسه مشافش نور الشمس ان حبك فى قلبى اكبر من وصفه بشويه كلمات .. كفايه انك الوحيده اللى جرتينى من قلبى ليك ولقلبك ولعينك .. وحدك اللى نمت ليلى اقول يارب "هى" ومش عاوز غيرها .. كل مره كنا نبعد فيها بعدها بفترة كنا نرجع اقوى بحب اشد وشوق اكبر .. كل مره كنت تمشي فيها عمرك ما فلتى ايدك اللي قابضه على قلبى وكانت تجيبنى من ضفايره ليك .. انا محاوط بطيف عشقك .. جبتك هنا اقولك اسف على كل اللي فات وكل اللي جاي .. وجد سليم لقى نفسه معاكِ وبيك ومعندهوش استعداد تغيبى عنه للحظه ....


تنهدت بحب مردفه : احيانا كل لخبطه المشاعر بتهدا بضمة .. ضمه واحده كافيه انها تقدم اعتذار عُمر ..


حضن قبضه كفها بلهفه

- وضمة منك هتحينى عمر ..

طوقت عنقه بشغف وحب فاض بقلبها 

- بعشقك ياسليم العمر ..

دفنها بين احضانه هائما

- بعشق عمرى طول ماهو متحاوط بوجد عشقك ..


لا يوجد بيتا خاليًا من قدح القلوب التى التهبت عشقا دون ان تنضفى بضمه .. فى كل بيت نافذه يزورها القمر وتراقبها النجوم  دائما لتشهد على احتراق قلوب توهجت غياب وانضفأت فراقا .. هناك انين خافت يصدر لكل ليله من قلب احداها لا تضمه الى الوساده .. هناك قلوب تحترق بالحب وقلوب تحترق للحب ليكون لها فى نهايه المطاف .. فعندما يقع الامبراطور فى بحور العشق غارقًا فيصبح عشقا من نار تأكل كل من يعوق طريقها .. ليصبح العالم ساحة معركته والبشر اعدائه وعشقه درع حماتيه ليخوض حربا بكل ما اوتي من وّله ليظفر بقلبٍ اسره .. مع صوت كل دقه قلب عوض يأتيك ركضا ليظللك بمظلة حب ابدى .. 

"فى الحب والحرب لازما نخلعوا عقولنا ياما "

قالها كلمه ووفاها .. 


وسلمَ جريح القلب من سكين البعد بوجد اللقاء وضمة البقاء ونجى من الموت على مركبه جفن عيناها فرسى فوق قلبها الذى اذابه عشقا ...


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الأول من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع