رواية أغوار عزيز الفصل التاسع 9 بقلم سارة الحلفاوي حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية أغوار عزيز الفصل التاسع 9 بقلم سارة الحلفاوي حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل التاسع
- هو مش إكده؟!! هو اللي أبوكي إتفج معاه عشان يقطع فرامل عربية إبني و يعمل حادثة!!
إلتفتت نادين لـ عزيز اللي كانت عينيه عليهم بنظرات غامضة نقدرتش تفسرها، بترجوه بعينيها إنه يخلصها من براثن أمه لكن كان واقف زي الصنم مبيتحركش، هزتها أمه بعنف عشان تتكلم فـ إنهارت في العياط و صرّخت فيها:
- إبـعـدي عــنـي!!! إنتِ ناسية إن إنتوا كمان قتلتوا أخويا!!!!
ثم نزعت كفها من على جسمها و جريت بتمسك في لبس عزيز بتقول بـ عياط:
- عزيز .. حبيبي بُصلي! أنا .. أنا ماليش دعوة و الله بالكلام ده يا عزيز والله ما كُنت أعرف حاجة!
غمّض عينيه فـ حاوطت وشه بتقول و هي بتنفي براسها:
- لاء .. لاء متغمضش عينك و بُصلي!! متعملش فيا كدا!!
فضل على حالُه فـ إزداد وتيرة بُكائها بتلتفت لـ أمه بتصرّخ فيها بحدة:
- إنتِ عايزة مننا إيه!!! عايزة تدمري حياتنا لــيــه!!!
- إخـــرســـي!!!
أتاها صوته من وراها فـ إنتفض جسمها بتلتفت و بتبصلُه بألم، إنقض عليها بيمسك ذراعيها غارزًا أناملُه فيهم بعنف وجعها بيصرخ في وشها:
- لو حد حياته هتدمر هتبقى حياتك مش حياتي!!! هدمرلك حياتك يا نادين .. هدمرك و هقهر أبوكِ عليكِ يا بنت رفعت!
نفت براسها و جسمها بيترعش بين إيديه، بتمسك دراعه اللي قابض عليها بتقول برجاء باكي:
- عشان خاطري إهدى و إسمعني .. و الله أنا ما كُنت أعرف والله!
مسمعهاش، شدّها من دراعها وطلع بيها على السلم، كانت بتحاول تجاري خطواته لكن مقدرتش و وقعت على الدرج فـ قومها مرة تانية بعنف أكبر و دخل بيها جناحهم، و بعنف شديد كان بيزُقها في الأوضة فـ إرتطم ضهرها بـ ضهر السرير، تجاهلت الوجع الرهيب اللي ضرب بضهرها و إنكمشت برُعب لما لقته بيُقبل عليها .. بيمسكها من شعرها لدرجة إنها حسِت بـ جزورُه هتتقطع في إيديه بيهزها فـ ألمها بيتضاعف بيقول بعنف رهيب:
- بتستغفليني!!! بتضحكي عليا يا بنت رفعت و عايشة معايا ده كلُه و مش معرفاني إن أبوكي اللي قتل أخويا!!!
بكت بحُرقة لأول مرة تبكي بيها، و قهرة رهيبة في قلبها، مقدرتش تنطق و هي شايفه ملامحه اللي لطالما كانت محببة لقلبها بقت أشبَه بملامح وَحش! ساب شعرها و مسكها من أكتفها بيدفعها ضد السرير جاعلًا من ألم ضهرها لا يُطاق بيصرخ في وجهها:
- إنتِ زبــالــة!!! و أنا هخلي حياتك جـحـيـم يا نـاديـن!!
غمضت عينيها حاطة إيديها على ضهرها بوجع رهيب، بتحاول تزقه من كتفه عشان تبعد قبضته عنها فـ إزداد غضبُه، و محسش بنفسه غير و هو بيشدها من دراعها بقسوة بيجرها برا الأوضة و بينزل تاني للبهو و من البهو للجنينة تحت أنظار ثُرية والدتُه الشامتة و قلبها بيتراقص فرحًا على تلك المسكينة، فـ هي تعلم جيدًا غضب إبنها الذي يشبه تسونامي .. لا يرحم أحدًا!
مشي بيها في الجنينة فـ شهقت و هي شايفة رايح لمكان أشبه بالمخزن، مسكت في هدومه بتقول بذُعر بتحاول تثبت رجليها على الأرض عشان ميعرفش يشدها:
- إنت موديني فين!!! لاء يا عزيز مش عايزة أقعد هنا لاء!!!
شدها بقوة أكبر فـ مقدرتش تقاوم جسمُه اللي بيفوقها قوة بمراحل، و فتح الباب و رماها لـ جوا من غير رحمة! شهقت من ظُلمة المكان و ريحته العفنة و شعورها بحاجات بتتحرك حواليا .. و أصوات فيران!! حالة من الهيستيرية تلبستها، و جريت على الباب قبل ما يقفلُه بتمسك في مقدمة صدره بتخبي جسمها في حضنه و رافعة وشها ليه بتصرخ فيه بعياط يليّن الحجر:
- متسبنيش هنا يا عزيز أنا بخاف من الضلمة .. متسبنيش أرجوك هنا!!
أزاح كفها بعُنف و صرخ في وشها بقسوة بيقول بحدة:
- إياكي تحُطي إيدك الزبالة دي عليا مرة تانية، قولتلك هحول حياتك لجحيم و النهاردة يادوبك أول يوم!!
وقف مصدومة و عينيها حمرا من شدة العياط، بيننا قفل هو الباب عليها بعنف حاسس بـ نار قايدة جواه، فضل واقف دقايق مش قادر يمشي و لا قادر يقف و يسمع توسلاتها ليه عشان يخرجها، قرر مغادرة القصر بأكملُه، و بالفعل سابها بتعيط لحد ما حست بأحبالها الصوتية بتتمزق! و إيديها ورمت من كُتر الخبط على الباب، و ضهرها واجعها بشكل رهيب، عيطت أكتر و صرخت و هي حاسة بحاجة بتمشي على جسمها، بعدت الحاجة دي و إتضح إنها فار صغير، حضنت نفسها بتردد كل الأدعية اللي تعرفها، بتخبط على الباب من حين لآخر قائلة بإرهاق إتمكن منها:
- حد .. يخرجني .. إفتحولي .. الباب!!
حسِت بـ غمامة سودا بتبلعها، ف سقطت على الأرض بوشها مستسلمة لتلك البقعة تمامًا!!!
وقفت المدعوة ام حمادة مشرفة الخدم في المطبخ، بتقول بحزن:
- يا عيني عليكي يا نادين هانم، حسبي الله و نعمة الوكيل فيكي يا ثُرية .. البيه هيموتها!!!
هتفت خلدمة أخرى بنزق:
- طب ما ليه حق يعمل فيها أكتر من كدا كمان، ده أبوها قتل أخو البيه و حسر قلب امه عليه!!
طالعتها أم حمادة بحدة:
- إخرسي إنتِ، عايزة جنازة و تشبعي فيها لطم!! طول عمرك كارهة نادين هانم!!
ألقت المدعوة رانيا الطبق في الحوض لدرجة إنه إتهشم و قال دت بحدة:
- و أنا هكرها ليه يعني!! تيجي إيه دي فيا عشان أكرها!!!
هتفت بحقد شديد:
- هي بس إكمنها معاها فلوس مخلياها حلوة شويتين، و عندها زوج الواحدة مننا تتمنى ضُفره .. طول بعرض زي بتوع السيما! و حالتها مرتاحة عشان كدا بتصرف على نفسها!!
لاحت شفتيها بإبتسامة شامتة بتقول:
- يلا أهو كل ده راح .. و جرّها وراه زي الجموسه و حطها في المخزن .. طب دي حتى الجاموسة تقرف تقعد في المكان ده!!!
- رانــيــا!
صرخت فيها أم حمادة بحدة فـ إلتفتت رانيا تكمل عملها بإمتعاضٍ!!
• • • • • • • •
كان بيمشي بالعربية بـلا هوية، لا عارف يروح فين ولا قادر يفضل في الڤيلا، صوت صريخها .. ترجيها ليه .. عينيها اللي كانت زي الدم من العياط، حاجات لسه محفورة في دماغه، لحد ما الفجر أذن عليه، هو سايب البيت من الصُبح! ركن عربيته جنب أحد المساجد، و نزل بلهفة للقاء ربه للذي بالتأكيد سيربط على قلبه و يلهمه الصبر، توضأ و أدى فرضه في المسجد ثم خرج حاسس براحة كبيرة، ركب عربيته و فجأة حَس بـقلبُه بيتعصر، قطب حاجبيه و ساق العربية حاسس إن في مكروه أصابها، مشي بالعربية بسُرعة جنونية عشان يوصلها، بيسابق الهوا و الرياح، وصل فعلًا في زمن قياسي، نزل و إدى المفاتيح لأحد حُراسه عشان يركنها سايب باب العربية، تقدم من المكان و طلع مفتاحه من جيبُه، فتح بأنامل بتترعش، لقاها تحت رجلُه مُغشى عليها، نزل لمستواها و شالها بين إيديه و هو حاسس بـ ذلك العضو اللي سماه (أبلَه) بيتمزق عليها، خرج من المكان و أول ما النور نزل عليها و قدر يشوفها بوضوح إتصدم! جروح في ذراعيها و لبسها فيه خروم بسيطة توقع إنها من الفار، وشها شاحب بشكل أول مرة يشوفها عليه، مهتمش بريحتها اللي بقت نفس ريحة المخزن المُنفِّرة و قرّبها من صدرُه بيُعاني ألم عاشق جُبر على نزع عشقها من قلبه، طلع السلم وسط الضلمة وراح لجناحُه، دخل و دخل الأوضة و حطها على السرير برفق، وضع إصبعه أمام أنفها فوجد تنفسها طبيعي، أخد برفانه من على التسريحة، و نثره على كفه و حاول يخليها تشمُه عشان تفوق، و بالفعل فاقت بتحاول تفتح عينيها لكن بتتصدم بنور قوي على عكس ما إعتادت في ظُلمة سجنها، إعتدل في وقفته و قد عادت له ملامحه الجامدة، بصتلُه نادين بإرهاق رهيب و غمغمت:
- عـ.. زيز!!!
قال بحده و هو بيبعد عنها و بيقلع قميصه:
- إستغلي الكام ساعة اللي هتبقي فيهم برا المخزن و قومي نضّفي نفسك، ريحتك مش قادر أطيقها!!!
- آآآه!!
تآوهت بألم .. مش عارفة ده من صدى كلماته على قلبها و لا من محاولاتها للنهوض فـ كل إنش في جسمها بقى بيوجعها، ضهرها المكدوم و معدتها الخاوية و صدرها اللي بقى واجعها من شدة بكاءها، صوتها المبحوح و رجليها اللي بتخونها لما بتحاول تقف، فروة راسها المُلتهبة من شدة قبضته على خصلاتها .. حتى دراعها حاسة بجروح فيه، حسِت بـ عجز .. فـ أجهشت بالبكاء بترجع براسها لـ ورا بتخفي وشها عنه بوجع و هي نايمة على السرير بعد محاولات فاشلة للنهوض، لكنها شهقت لما لقت نفسها متعلقة في الهوا بين إيديه، مسكت في لبسه فـ وقف و بص لإيديها بيقول بقسوة:
- شيلي .. إيدك!!
فعلت فورًا تنكس عيناها بحزن رهيب على حالتها معه، دخل المرحاض، نزلها و وقفها على رجليها فـ أسرعت بتُقعد على التويلت المقفول غطاه مش قادر تُقف، بصلها بضيق و نزل قعد على مرفق ركبتيه قُدامها، نزع عنها كنزتها برفق لتآوهاتها و هي بترحوه:
- بالراحة عشان خاطري .. جسمي كلُه تعبان!!
قال بهدوء شديد و هو بينزع بنطالها:
- مالكيش خاطر عندي .. فـ متحلفينيش تاني بيه!!
سكتت .. و إبتلعت باقي كلامها في جوفها حاسة بـ غصة مؤلمة في حلقها، كانت قُدامه بـ ملابس داخلية و هم هو بنزعها لكنها قالت بصوت بيترعش:
- لاء!!
بعد إيده عنها، و إتعدل في وقفته و مسك دراعها عشان يقومها فـ قامت بالراحة، سندت على دراعه عشان تدخل جوا البانيو، بينما هو نزع عنه قميصه و بنطاله في لحظة سايب نفسه بـ لبسه الداخلي بردو بس، دخل البانيو و وقف جنبها و فتح الصنبور رفـ هدرت المياه عليهما، وقفت منكمشة بتحاوط جسمها بذراعيها، أخد هو علبة الشامبو، و حط شوية على إيدُه و حطها على فروة راسها اللي أول ما لمسها صرّخت من شدة الألم بتقول بوجع حقيقي:
- آآآه راسي .. راسي وجعاني!!
إزدرد ريقه، و برفق كان بيدلك راسها بالشامبو بيغسلها شعرها، نزلت الدموع من عينيها من شدة الوجع و ما عانته فـ إختلطت بالمياه، إتأكد إن شعرها نِضف و شطفُه كويس، فـ إلتقط لوف و شاور كريم يخصها، أفرغ الكثير على اللوف بيبص لحالة جسمها السيئة، و بدأ يمشي اللوف برفق على جسمها المجروح وسط أنينها و الخجل اللي لاحظُه بسهولة لما وشها بقى أحمر، نزل شوية عشان يفركلها رجلها باللوف فـ بأنامل مرتجفة سندت على كتفُه خايفة إنه يزعقلها عشان لمستُه، لاحظت جسمه السُخن جدًا أول ما لمسته، ظنت إنه لربنا أصابه برد، مكانتش تعرف إن لسه تأثيرها عليه موجود، و إنت وقوفها قدامه شبه عارية سوى ملابسها الداخلية و هو اللي بيسحمها مكنش شيء هين عليه، إعتدل في وقفتُه و قال بهدوء:
- لفي!!
شهقت بخجل شديد و رجعت لـ ورا و قالت بتوتر:
- خلاص سيبني أنا هعرف أتعامل!!
و بحدة كان بيشد دراعها و بيلفها، فـ إنكمشت بخجل شديد و هي خاسة باللوف بتمشي على كل جزء في جسمها، قطب حاحبيه لما وقعت عينيه على كدمة مش هينة، فـ سألها بهدوء:
- من إيه الكدمة دي؟
قال بتوتر لا تُحسد عليها:
- لما زقتني الصبح .. إتخبطت في ضهر السرير!
سكت، وشطف جسمها شطفة أخيرة قبل ما يقفل الماية، و يطلع من البانيو بيلتقط منشفتها الوردية الكبيرة اللي كانت جنب منشفته السودا، حطها على كتفه و مد كفه ليها عشان تطلع من البانيو، مسكت في إيده و طلعت مش قادرة تبص في عينيه، لَف المنشفة على جسمها جاعلًا منها شبه قابعة في حضنه، مشيت ببطء برا الحمام و هو وراها، قعدت على السرير و بصت في الأرض و عينيها إتملت دموع، لا هي قادرة تاخد منه موقف و لا تصرخ في وشه بشراسة كما إعتادت، ولا قادرة تقرب منه و تفهمه اللي حصل، هي عالقة في المنتصف، و ما أسوأ المنتصف!!
لقته بيقول بجمود بعد ما خرج من غرفة تبديل الملابس وجابلها بيچامة:
- الصبح يطلع و هخلي أم حمادة تنضف المخزن و هرجعك هناك تاني!!
رفعت عينيها ليه بصدمة، وقامت وقفت قصاده بتبصله برجاء و بتقول:
- أرجوك يا عزيز مترجعنيش هناك تاني، و حياة مامتك!! المكان ضلمة أوي و مُرعب أرجوك يا عزيز .. إعمل فيا اللي إنت عايزه هنا بس بلاش ترجعني المخزن ده .. تاني!!
أنهت كلماتها ببكاء شديد، فـ أخفى تأثُره بدمعاتها و كلماتها و شهقات بكاءها و نزع من عليها المنشفة، سكتت و إبتدى يلبسها منامية مُريحة، و لمل خلص بصلها و قال ببرود:
- أجيبلك أكل؟
طالعت الأرض بخجل بسبب معدتها الللي بتؤلمها من شدة جوعها! و همهمت:
- ماشي!!
سابها و خرج فـ قعدت حاطة راسها بين كفيها بتبكي بألم شديد مش قادر تتخيل إنها هترجع المكان ده تاني، دخل فـ كفكفت دموعها، قعد على الكنبة و قال و هو بيحك الطبق على الطاولة الصغيرة قدامه:
- تعالي!!
نهضت و إتجهت نِحيتُه، قعدت جنبه و بدأت تاكل بشراهة أسفل أنظاره، و لما خلصت الأكل سألها بهدوء:
- أجيبلك تاني؟
- شـ .. شكرًا!
هتفت بعد أن هزت راسها بخجل، طال الصمت بينهم لحد ما قطعته لما رفعت عينيها ليه و قالت بدموع محبوسة في مقلتيها:
- هترّجعني هناك؟
- آه!
قال بشكل قاطع و هو بيبصلها بثبات، فـ شهقت ببكاء و برُعب بتقول بصوت باكي:
- متعملش فيا كدا عزيز أرجوك .. عاقبتي هنا زي م إنت عايز بس بلاش تحطني في المخزن!!
هتف بحدة:
- و إنتوا عملتوا فيه كدا ليه!! كان لسه بيبتدي حياته قتلتوه بدم بارد ليه!!!
نفت براسها بتقول بعياط:
- و الله العظيم أنا لو كنت أعرف إن بابا هيعمل كدا كنت منعته، و رحمة بابا ما كُنت أعرف!!!
غمض عينيه و هدر فيها بعنف:
- إخرسي .. مبقتش طايق أسمع صوتك!!
سكتت حاسة بنغزات في قلبها، راقبته بعينيها و هو بيقوم بيدور في دُرج الكومود على حاجة معرفتش هي إيه، لحد م ـ طلع مَرهم، بصلها و قال بجمود:
- تعالي نامي على بطنك على السرير!!
قطبت حاجبيها بعدم فهم، قامت و راحتله و هي بتقول بحيرة:
- ليه؟
شهقت لما مسك دراعها و زقها على السرير مخلي ضهرها في مواجهته، حاولت تقوم بتصرخ يحدة:
- لاء بقولك إيه كلُه إلا قلة الأدب اللي إنت عايز تعملها دي! هي وصلت معاك تغضب ربنا!!!
كان بيفتح المرهم و بيسند ركبته على السرير و رجله التانية على الأرض، لكن وقف للحظات مصدوم، و قال بضيق:
- م إنتِ دماغك زبالة هقولك إيه! أنا هحطلك مرهم على الكدمة اللي في ضهرك يا غبية!!
كتمت شهقتها بكفها من الحماقة اللي قالتها، و إستسلمت نايمة على كفيها ساندة راسها عليهم، رفع هو بلوزتها، و فضَّى المرهم على ضهرها فـ حسِت بـ برودتُه، مخدش بالها و وزعه بقوة من ضيقُه من الموقف برمته، فـ هدرت هي بألم:
- آآه يا عزيز بالراحة بتوجعني!!
وعي على نفسُه و حرك الكريم على موضع الكدمة برفق، حَط أكتر من طبقتين من المرهم لإن الكدمة مكانتش هينة، و قرب بشفايفه منها بينفخ في المرهم عشان ينشف، إبتسمت نادين بحُزن، لو كان بيعمل كدا في العادي كان زمانها لفتله و حضنته على إهتمامه بيها، لكن هو دلوقتي مش طايق حتى إيديها تلمسُه، نزل البلوزة و بِعد عنها معتدلًا في وقفته ، شدها من دراعها بيقومها بيقول بهدوء زائف .. فـ لمسة جسدها أسفل أنامله أعاد له ذكريات لا يود أن يتذكرها:
- قومي عشان ننزل!!
- هنروح فين؟
قالت و هي بتقعد قدامه بعيون بريئة بتحاول إستمالته بيهم، بينما هو أشاح بنظره عنها و قال بضيق:
- المخزن!!
نفت براسها و مسكت إيده و رأسها قُريبة من معدته لإنها قاعدة وهو واقف قدامها بتقول برجاء:
- يا عزيز مش عايزة مخازن أنا بخاف من الضلمة أوي مش هقدر أستحمل ممكن أموت فيها!!
شدها من دراعها بعدم تأثر خارجي فقط، هي لما ذكرت سيرة الموت قلبه إتنفض مش قادر يتخيل حياته من غيرها، مشي بيها و اللي إستغربه إنها فضلت ساكته، عينيها بتلمع بالدموع و خطواتها بطيئة معاه كإنه بيسوقها للموت، طلع من القصر تحت نظرات الخدم اللي كانت منهم متشفية و منهم مُشفقة، توجه ناحية ذلك المخزن و خرج المفاتيح و فتح الباب، و قبل ما يدخلها كانت هي بتدخل و بتقعد في زاوية في المكان ضامة ركبتيها لـ صدرها، قطب حاجبيه بضيق حقيقي، و قبل ما يقفل الباب قلبُه هزمُه و قال بحدة:
- هخرجك من هنا على شرط!!!
و بسرعة رفعت راسها ليه، و راحتله بعيون علقت الدموع فيها، بتقول بلهفة:
- موافقة!!!
قال ببرود:
- هتشتغلي خدامة هنا في القصر .. هتخدمي جوزك و حماتك و هتعملي شغل البيت مع زمايلك!!
يُتبع❤️
#أغوار_عزيز
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا