القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية منعطف خطر الفصل الرابع وخمسون 54بقلم ملك ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات

 

رواية منعطف خطر الفصل الرابع وخمسون 54بقلم ملك ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات 






رواية منعطف خطر الفصل الرابع وخمسون 54بقلم ملك ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات 


#الحلقة_54

#رواية_منعطف_خطر

#بقلمي_ملك_إبراهيم

ياسمين فضلت ساكتة لحظة،

تفكيرها سريع،

بدأت تشك في خالد. 

غيرته عليها كشفته! 

جاتلها فكرة.

بصّت قدامها وهي بتمسك تليفونها وقالت بصوت رقيق متعمد:

– ده هشام بعتلي رسالة كمان.


وفي اللحظة دي...

خالد مد إيده،

شد التليفون من إيدها ورماه على الأرض بكل قوته،

وقال بصوت مليان غضب:

– ارمي الزفت ده!

مفيش شغل في المصنع تاني،

واللي اسمه هشام ده... مش عايز أسمعك بتنطقي اسمه!


المفاجأة كانت كبيرة،

لكن ياسمين... بصّت له وابتسمت فجأة.

ابتسامة خفيفة، بس مش ساذجة.

ابتسامة واحدة ست عارفة جوزها كويس.


خالد كمل كلامه والغضب باين في صوته ونبرته:

– الكل بيقول إنك مراتي! ومفيش واحدة تسيب جوزها في الحالة دي وتروح شغلها!


كلامه كان زي الطلقة، جه مفاجئ وقاطع.

وصوت بهيرة دخل على الخط بسرعة، مستغلة اللحظة، وقالت بشماتة وهي بصّة لياسمين:

– والله يا حبيبي أنا قولت نفس الكلام ده،

بس باباك بيفضل يدافع عنها!


ياسمين ما ردتش،

حتى ما بصّتش ل بهيرة...

عينها كانت متسّمرة على خالد،

بتتفرج عليه، بتحاول تفهمه،

بتحاول تمسك أي خيط يوصلها ل كشف كدبته. 


خالد قام واقف بتعب،

نفسه تقيل وخطوته بطيئة، بس نبرته كانت مليانة ضيق:

– أنا كنت نازل أقعد معاكم شوية عشان زهقان...

ماكنتش أعرف إنكم هتصدّعوني كده!


بهيرة قامت بسرعة من مكانها، لهفتها باينة في حركتها:

– طب اقعد يا حبيبي... إفطر الأول.


بس خالد ما ردش،

طلع على فوق بخطوات تقيلة،

وبهيرة طلعت وراه بسرعة عشان تساعده.


في اللحظة دي،

سالم كان قاعد مكانه مش مصدق اللي حصل،

اللي شافه ماكانش بسيط...

خالد... غار على مراته؟

ده لأنه فاكرها فعلاً؟

ولا لأنه بس سمع منهم إنها مراته وبدأ يتعامل على الأساس ده؟

الموقف لخبطه، عقله مش قادر يرتب المشاعر دي كلها،

بصّ لياسمين، كانت قاعدة مكانها، ساكتة...

وفي على وشها ابتسامة صغيرة، خفيفة، بس فيها ألف معنى.


سالم سألها بدهشة مش قادر يخبيها:

– إنتي فهمتي حاجة من اللي حصل ده يا ياسمين؟


بصّت له ياسمين، عقلها بيجري أسرع من كلامها،

وقالت بصوت هادي فيه حيرة:

– مش عارفة!


سالم هز دماغه وقال بحنية وهدوء:

– خلاص يا بنتي... خليكي جنبه،

وبلاش شغل في المصنع الفترة دي، لحد ما يخف،

يمكن هو محتاجك فعلاً، حتى لو هو ناسي،

إنتي برضه مراته.


سكتت ياسمين لحظة،

بعدين بصّت قدامها وهي بتفكر، وقالت بنبرة فيها اقتناع:

– حضرتك معاك حق.


وقامت، خطواتها كانت تقيلة،

مش بس من التفكير...

من الحمل اللي على قلبها، من كل حاجة حاسة بيها ومش قادرة تحكيها.


قالت وهي واقفة:

– أنا هطلع أشوفه... يمكن محتاج حاجة.


وطلعت بهدوء،

كل درجة على السلم كانت بتفكر فيها،

بتفتكر اللي حصل من شوية، نظرته، عصبيته، غيرته...

كلهم كانوا بيكشفوه.

ده خالد الدريني اللي هي اتجوزته.


كانت طالعالُه بهدوء، خطواتها ساكنة وقلبها مش ساكت.

وقفت عند باب أوضته...

كانت واقفة من بعيد بتسمع وبتشوف،

وبهيرة جوا بتساعد خالد ينام، وهي بتتكلم بنبرة فيها ضيق، مش واخدة بالها إن ياسمين واقفة وراها:

– صح اللي انت عملته تحت ده يا حبيبي...

كان لازم توقفها عند حدها وتفهمها إنها متجوزة راجل، والمفروض تهتم بيه هو،

شغل إيه اللي هي عايزة تروحه؟

هو احنا محتاجين شغلها ده!


الكلام دخل في قلب ياسمين ووجعها من حماتها،

بس وشها ما اتحركش...

فضلت واقفة بنفس الهدوء، بس جواها نار.

نار من القهر، ومن العجز، ومن الحزن اللي مابقاش له ملامح.


خالد رد بتعب، صوته كان ضعيف ومرهق:

– خلاص يا ماما... لو سمحتي، أنا تعبان وعايز أنام.


بهيرة قربت منه ولمسته بحنان:

– نام يا حبيبي وارتاح.


ولسه بتلف علشان تخرج،

اتفاجئت بياسمين واقفة عند الباب.

بهيرة وقفت لحظة، بلعت ريقها وسألتها بارتباك خفيف:

– انتي واقفة هنا من إمتى؟


ردت ياسمين بنبرة هادية، بس وراها وجع كبير:

– مش مهم...

حضرتك عندك حق،

مكنش ينفع أروح شغلي واسيب جوزي تعبان كده...

أنا جيت أقعد معاه، لو احتاج حاجة.


بهيرة بصت لها كام ثانية،

مكنش فيها شماتة المرة دي،

بس برضو قالت بنبرة جافة:

– كويس إنك عرفتي غلطك.


وعدّت من جنبها وخرجت من الأوضة من غير ما تبص وراها.


خالد غمّض عنيه،

ما قالش حاجة،

حتى بصّش لها،

وكأنه فعلاً هينام.


بس ياسمين كانت شايفة...

شايفة الهروب في حركة عينه،

اللي كانت بتتجنّبها،

والضهر اللي اتسلّم للراحة عشان يبعد عن المواجهة.


كانت واقفة في مكانها مش عارفة تعمل إيه،

جزء منها عايز يقرب،

وجزء تاني مش عارف هو أصلًا عايزها ولا لأ.


بس اللي متأكدة منه،

إن ده خالد...

حتى لو قال انه مش فاكر. 


دخلت وقفلت الباب وراها بهدوء،

كأنها بتفصل العالم كله عن اللحظة دي،

وقربت منه بخطوات حذرة، عينيها عليه، وقلبها مليان كلام.


قالت بصوت هادي:

– هتنام؟


رد وهو مغمض عنيه ونبرته فيها برود وتعب:

– آه، عايز أرتاح بعد الصداع اللي عملتوهولي تحت.


ما تهزّتش،

قربت أكتر،

والابتسامة اللي على وشها كانت باهتة، فيها كسرة:

– هتنام كده على طول؟ ولا ممكن أحكيلك حكاية تسليك قبل ما تنام؟


رد بجفاء وهو لسه مغمض:

– قلتلك عندي صداع، مش عايز أسمع حاجة.


بس هي ما استسلمتش،

قعدت جنبه على السرير، جسمها قريب منه بس المسافة بينهم كانت كبيرة جدًا من جوه.

قالت بنبرة خفيفة وهي بتحاول تخبي رجفة صوتها:

– معلش... تعالى على نفسك شوية،

وبعدين دي حكاية مسلية جدًا.


هو ما ردش،

عينه فضلت مغمضة،

بس هي قررت تكمل كأنها بتحكي لنفسها.


بصّت قدامها،

صوتها كان هادي بس فيه وجع متكتم،

الكلمات كانت طالعة من جوه قلبها، من جُرح مش بيلتئم:

– دي حكاية بنت حبت واحد...

وكانت فاكرة إنه كمان بيحبها،

لا...

دي كانت متأكدة إنه بيحبها حب مش عادي،

كان مستعد يضحي بعمره، بحياته، وبمستقبله عشانها.


سكتت لحظة، النفس اتخنق في صدرها،

بس كملت وهي بتحاول تبتلع الغصة:


– كانت دايمًا شايفه إن حبه كبير عليها،

كانت بتخاف عليه أكتر ما بتخاف على نفسها،

كانت مستعدة تكسر قلبها وتعيش عمرها كله مقهورة على حبه،

بس أهم حاجة إنه ميخسرش مستقبله بسببها...


سكتت لحظة،

وبعدين قالت بصوت أهدى،

بس مليان وجع وحنين:


– بس هو...

هو أخد إيديها وقالها:

"متصدقيش أي حد يقول إن وجودك في حياتي ممكن يضر مستقبلي...

أنا بحبك."


كملت الجملة بصوت شبه هامس،

وكانت بتبص له، مستنية أي رد فعل،

حتى لو كانت طرف عين بيتحرك...

بس هو لسه ساكت.


دموعها بدأت تنزل بهدوء وهي بتحكي،

زي سيل مش قادر يتوقف،

والكلام بقى يخرج من جواها مبحوح، كل كلمة فيها وجع سنين:


– البنت صدقته...

وثقت فيه، وافتكرت إنه فعلاً بيحبها بجد.

بس في يوم... اتحط في اختبار حقيقي،

اختبار ماينفعش يتهرب منه...


صوتها ارتعش وهي بتكمل:

– هو بنفسه قبض على ابن عمها،

ولما بقت قضية كبيرة،

وكل الدلائل قالت إن عيلتها مجرمين...

فجأة هو كمان شاف الحقيقة اللي الكل كان شايفها من زمان...

حضرة الظابط ماينفعش يتجوز بنت من عيلة بالشكل ده...


سكتت لحظة،

وبعدين شهقتها خرجت غصب عنها، والبكاء علا في صوتها وهي بتقول:


– فـ قرر...

قرر يمثل عليها...

قال لنفسه يعمل إنه فقد الذاكرة...

وناسيها هي بس...

فاكر كل الناس،

كأنه بيقولها من غير ما ينطق:

"اخرجي من حياتي زي ما دخلتي،

وجودك بقى خطر على مستقبلي،

بس أنا مقدرش أقولك كده في وشك...

فهكدب... وأبعدك بالكذبة."


ضحكت ضحكة حزينة وهي بتبكي،

الدموع مغرقة وشها، وصوتها بقى أضعف ومكسور:

– بس هي كانت غبية...

مقدرتش تفهم الحكاية من الأول،

وصدّقته،

وعاشت على أمل إنه هيفتكرها،

بس... من دقايق بس،

اكتشفت الحقيقة.


فتح عنيه فجأة،

بص لها بنظرة صاحية،

وسألها بصوت ثابت:

– واكتشفت إنه بيكدب عليها إزاي؟


بصت له،

وعيونها كانت مليانة دموع وصدق،

وقالت بهمس حزين:

– غيرته عليها... هي اللي كشفته.


سكت لحظة،

وبص للسقف، كأنه بيفكر بصوت عالي وقال:

– وغيرته دي...

في الحكاية اللي حكيتيها...

في صالحه؟ ولا ضده؟


هي ما فهمتش قصده،

بصت له باستغراب وعيونها بتسأله،

بس هو لف وشه ناحيتها وبص لها،

وصوته بقى أوضح وهو بيكمل:

– يعني... لو هو مش بيحبها أكتر من حياته...

كان هيغير عليها كده؟


فضلت باصة له،

وعقلها بيدور،

بتفكر في الإجابة،

في معناها...

وفي اللي سمعته منه دلوقتي.


رفع جسمه وسند ضهره على السرير،

كان باين عليه التعب،

اتنهد تنهيدة تقيلة كأنها خارجة من جواه من سنين،

وبص لها وهو مستني رد،

بس هي سكتت...

ولا كلمة طلعت منها.


هو حس بالسكوت،

وسمعه أعلى من الكلام،

اتكلم بصوت حزين فيه كسرة:

– هحكيلك أنا حكاية...

متأكد إنها هتكون مسلية أكتر من حكايتك.


سكت لحظة،

وبدأ يحكي،

وصوته كان متغيّر،

فيه حزن،

وفيه شجن،

وفيه حاجة كانت محبوسة جواه بقالها كتير:


– كان في واحد زمان...

مكانش يعرف يعني إيه خوف.

كان بيعيش يومه بيومه،

وحياته نفسها مكانتش تفرق معاه...


لحد ما في يوم،

قابل بنت... صدفة،

ومن اللحظة دي...

عرف يعني إيه خوف!


خوف إنه يفقدها،

خوف إن يحصلها حاجة،

خوف إنه يكون سبب في ألمها.


ومع كل صدفة جمعتهم...

حبها،

حبها أكتر من نفسه...

كانت هي أغلى من الدنيا،

كان بيكتفي بنظرة منها،

وبيتمنى رضاها أكتر من أي حاجة،

وكان ممكن يضحي بعمره كله،

بس عشان يشوفها بتضحك.


سكت شوية،

وبعدين صوته وطي أكتر:


– وفي يوم...

في شغله...

وهو بيقبض على ابن عمها...


ياسمين بصت له،

مستنية يكمل الحكاية،

لمحت حاجة في عنيه لأول مرة تشوفها...


حزن تقيل،

مش بس حزن،

ده وجع...

كأنه شايل حاجة كبيرة من زمان ومخنوق بيها.


بص في عنيها،

وهو بيكمل الكلام بصوت هادي،

لكن كل كلمة كانت سكينة في قلبه:


– اكتشف إن جده...

أبو أمه،

الراجل اللي كان بيعتبره قدوة،

اللي كان شايفه دايمًا الراجل المحترم اللي ربّاه علي القيم والمبادئ والاخلاق. 

هو نفسه اللي بيسهّل دخول وتوزيع السلاح لجدها...

ولابن عمها...


ياسمين فتحت عنيها بصدمة،

كانت قاعدة جنبه بس فجأة جسمها كله لِف ناحيته،

عدّلت قعدتها كأنها بتحاول تقرب من الحقيقة اللي اتقالت فجأة قدامها.


خالد هز راسه بحزن،

وهو بيكلمها بصوت كله وجع:


– يعني لو هي فاكرة...

فاكرة إنه كدب عليها،

وإنه عمل نفسه ناسيها،

عشان يهرب من الجوازة...

عشان أهلها مجرمين؟

طمنيها...

قوليلها إن مش بس أهلها هما اللي مجرمين.

هو كمان...

بس الفرق،

إن وجعه كان أكبر بكتير...


بص قدامه،

وصوته كان مجروح وهو بيكمل:


– اتصاب برصاصة في قلبه...

قدام عين جده،

وجده سابه،

سابه مرمي على الأرض بيموت،

وهرب عشان ينقذ نفسه.


ياسمين كانت مصدومة،

عنّيها بتلمع من كتر الدموع اللي اتحبست،

مش قادرة تستوعب اللي بتسمعه...

مش مصدقة!


بص لها وقال بحدة هادية:


– لو هي فاكرة إنه كان بيكدب...

وكان بيمثل انه ناسي عشان يحمي نفسه،

الحقيقة إنه عمل كده...

عشان يحميها هي.

جده...

المجرم الكبير،

واللي معاه،

كانوا هيفكروا يخلصوا منه أول ما يفوق،

عشان ميتكلمش.

بس يخلصوا منه إزاي؟

وهو في مستشفى الشرطة وتحت حماية؟


سكت لحظة،

وبص في الأرض،

كأنه بيحاول يلم جرحه وهو بيقول:


– يبقى مفيش غير إنهم يوجعوه...

يضغطوا عليه من أضعف نقطة...

مراته،

اللي جده عارف،

قد إيه بيحبها،

وقد إيه ممكن يضحي بحياته عشانها.


سكت.. الحزن كان تقيل على قلبه. 


ياسمين كانت بتبص له،

قلبها بيتكسر عليه،

دموعها نازلة،

مش بس على نفسها،

على وجعه.


خالد غمض عنيه،

واتنهد تنهيدة تقيلة من جوه روحه:

– ممكن تسيبيني لوحدي شوية؟


هزت راسها برفض،

صوتها متكسر وهي بتعيط:

– لا...

مش هسيبك تاني أبدا.


ورمت نفسها في حضنه وهي بتبكي،

حضنته كأنها بتحاول تعوّض كل لحظة وجع،

وهو ضمها لقلبه،

وباس دماغها بحنان وهو بيهمس بصوت مكسور:

– أنا آسف...

عارف إني كنت قاسي عليكي،

بس كان لازم أعمل كده.


ردت وهي بتبكي جوه حضنه،

كلامها طالع من جوه وجعها:

– ليه خبيت عليا؟

ليه مقلتش؟

كنت قولي،

وأنا كنت هعمل أي حاجة تطلبها مني.


اتنهد وهو بيقربها لقلبه،

صوته كله وجع:

– كان لازم كل حاجة تبان طبيعية...

لو كنت عرفتك إنّي فاكرك،

ماكنتش هقدر أكون قاسي كده،

كان لازم أقنع الكل إني نسيتك،

عشان متتعرضيش لخطر.


بعدت عنه شوية،

وبصّت له،

عنّيها كلها دموع وحنين وعتاب:

– أنا كنت بموت عليك يا خالد...

والله الموت كان أهون عندي

من إنك تبصلي وتقول مش فاكرني.


هو مسح دموعها بإيده بلُطف،

وهمس وكأنه بيكلم قلبه:

– لازم أفضل مش فاكر...

وأقرب الناس ليا يصدقوا،

عشان جدي واللي معاه يصدقوا،

ويطمنوا،

وساعتها بس...

أقدر أحميكي بجد.


ياسمين سألته بفضول وقلق واضح في صوتها:

– وهتعمل إيه دلوقتي... بعد ما الكل صدق إنك ناسي؟


رد بهدوء، وصوته فيه نبرة حذر:

– مش مطلوب مني أعمل أكتر من كده.


خالد مقدرش يقول لياسمين كل حاجة،

في أسرار عن شغله وعن اللي اكتشفوه عن جده لازم تفضل في قلبه.

لأن في جهات أمنية أكبر منه بكتير شغالة على القضية دي دلوقتي،

مخابرات، وأمن دولة،

لأن اللي جده متورّط معاهم طلعوا أخطر من مجرد تجار Sـلاح.

ناس تقيلة، ليهم نفوذ، وبيقتلوا بدم بارد.


هو فاكر كويس أول لحظة فاق فيها جوه المستشفى،

عينه كانت شايفة الدكتور، لكن عقله سبق كلامه.

طلب منه يقول إن عنده فقدان ذاكرة،

وإنه مش فاكر آخر فترة في حياته،

خطة اضطر يعملها في ثواني عشان يكسب وقت ويبعد الخطر .


أول لما دخل عليه معتصم ومهاب،

قالهم كل حاجة…

عن اللي حصل، وعن الرصاصة اللي كانت هتموته،

وعن الجد اللي سابه ينزف وهرب كأنه ولا يعرفه.


ومعتصم ومهاب بلغوا المعلومات اللي قالها،

ومن ساعتها، التحقيقات اشتغلت بصمت وسرية،

وبدأت تتكشف خيوط شبكة كبيرة…

وبالتحريات والتتبع عرفوا إن جده متورّط مع Mافيا كبيرة،

ناس بيشتغلوا في الــSـلاح، تـHـريب، قـTـل...

اللي كان شايفه مجرد تجارة Sـلاح طلع شبكة إجرا مية دو لية.


صوت ياسمين خرجه من شروده وهي بتسأل:

ـ يعني هنفضل مكملين كده.. وانت مش فاكر؟


هز راسه بهدوء وقال بنبرة فيها إصرار:

ـ لازم نفضل مكملين.


بعدت عن حضنه وهي بتقول بنبرة فيها كسرة قلب:

ـ خلاص.. خليني بعيد شوية، عشان لو مامتك دخلت تاني.


شدها عليه بلُطف، وابتسم وهو بيهمس بحب:

ـ خليكي في حضني شوية.. إنتي وحشتيني أوي.


ابتسمت بخجل وهي بتقول:

ـ ولو مامتك دخلت ولقتني في حضنك.. هتقولها إيه؟


ضحك وقال وهو بيغمز لها:

ـ هقولها إنك بتحاولي تخنقيني وأنا نايم.


بصّت له بغيظ مصحوب بابتسامة:

ـ تعرف؟ هتصدق! والله هتصدق وتفكرني كنت بعمل كده فعلاً.. إنت متعرفش مامتك بتحبني قد إيه!


ضحك من قلبه، وضمها أكتر وهو بيقول:

ـ المهم إن ابنها بيحبك وبيموت فيكي.


رغم فرحتها، بعدت عنه بخجل، وقالت بارتباك:

ـ خالد.. مش هينفع، انت لسه تعبان.


قعدت قصاده، وبصّت له بحنية:

ـ أنا هسيبك ترتاح شوية.. شكلك تعبان بجد، وكمان عشان مامتك متستغربش إني اتأخرت عندك.


ابتسم وهز راسه:

ـ طب خليكي معايا شوية.. إنتي وحشتيني.


وقفت وهي بترد وبتضحك:

ـ لا مش هينفع.


كانت هتخرج من الأوضة، بس وقفت فجأة ولفت تبص له وسألته:

ـ آه صحيح.. إيه حكاية نانسي اللي جت تزورك في المستشفى دي؟


خالد كح فجأة وقال وهو بيعمل نفسه موجوع:

ـ آه.. حاسس بوجع جامد في صدري مكان العملية.. معلش يا حبيبتي، اطفي النور وانتي خارجة، عشان أعرف أنام.


وغمض عنيه وهو بيمثل النوم بسرعة.


ياسمين كتمت ضحكتها وقالت:

ـ حاضر يا حبيبي.. هطفي النور من عيوني.

بس احنا لسه مخلصناش كلامنا في الموضوع ده!


وخرجت وهي حاسة إن قلبها بيرقص من الفرحة.. حبيبها لسه فاكرها، ولسه بيحبها.


وخالد فضل مغمض عنيه، وابتسامة دافية على وشه، وهو بيهمس جواه:

ـ لو تعرفي أنا بحبك قد إيه يا ياسمين.

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

ياسمين نزلت تحت ولسه الابتسامة مرسومة على وشها،

بس جواها كان في مزيج غريب من الراحة والخوف.

شافت بهيرة قاعدة في الصالون بتشرب قهوتها، وسالم مش باين في المكان.


قربت منها، وبهيرة سألتها وهي بتحط فنجان القهوة على التربيزة:

– خالد نام؟


ردت ياسمين بهدوء، ونبرة صوتها فيها حذر بسيط:

– آه، نام أول ما حضرتك خرجتي على طول.


بهيرة رفعت عينيها لياسمين وقالت بنبرة فيها صراحة:

– أنا مش عايزاكي تزعلي مني يا ياسمين.. بس خالد ده ابني الوحيد، وأنا زي أي أم.. كل اللي يهمني سعادته وراحته.


ياسمين هزت راسها بشوية تأثر وقالت بصوت هادي:

– أنا مقدّرة اللي حضرتك بتقوليه، وبطلب بس تحطي نفسك مكاني..

تخيلي لو عمي سالم فجأة نساكي، وفاكر كل الناس إلا إنتي.. هتحسي بإيه؟


بهيرة سكتت لحظة، وكأن السؤال لمس حاجة جواها،

وبعدين قالت بعد تفكير:

– هزعل طبعًا.. بس خالد منساش بمزاجه،

إنتي عارفة كويس اللي حصله، ولازم تصبري وتقدّري ظروفه.. لحد ما يفتكر برحته.


ردت ياسمين بهدوء، ونظرة حزن رقيقة في عينيها:

– حضرتك عندك حق.


وأثناء ما هم قاعدين بيتكلموا،

الخدم فتحوا باب الفيلا، ودخل اللواء وحيد، ووراه عبير وكارما.


دخلوا على الريسيبشن، وبهيرة وياسمين كانوا لسه قاعدين.

أول ما بهيرة شافت أبوها، قامت بسرعة، وملامحها اتبدلت من الهدوء للقلق الممزوج بالفرحة:

– بابا.. حمدلله على السلامة.


ضمها اللواء وحيد بهدوء وهو بيرد بنبرة فيها تحفظ:

– الله يسلمك يا بنتي.. طمنيني، عاملة إيه؟ وخالد عامل إيه دلوقتي؟


ياسمين قامت، وجسمها اتشد لا إرادي،

أول ما عينيها وقعت على اللواء وحيد،

بس اللي شد انتباهها أكتر كانت كارما.


كانت باينة مرهقة بشكل واضح،

لبسها غامق، وشعرها مربوط بسرعة كأنها حتى ما بصتش في المرايا قبل ما تنزل،

مفيش أثر لأي مكياج أو اهتمام..

كأنها اتحرمت من النوم، أو فيه حاجة كبيرة جواها مش قادرة تطلعها.


اللواء وحيد بصلها بنظرة فيها غموض وسألها بنبرة هادية بس مش بريئة:

– إزيك يا بنتي.. مش انتي مرات خالد برضه؟


ياسمين هزت راسها وهي بتحاول تسيطر على ارتباكها:

– الحمدلله.


عبير دخلت وقعدت على الكنبة،

وكارما كانت لسه واقفة، متجمدة في مكانها،

عنّيها مش ثابتة، وملامحها شاردة، كأنها مش شايفة حد.


بهيرة استغربت حالها وسألتها بقلق:

– مالك يا كارما؟ انتي تعبانة ولا إيه يا حبيبتي؟


عبير ردت بسرعة وعصبية خفيفة وهي بتحاول تدارى:

– آه، تعبت امبارح شوية، بس الحمدلله دلوقتي أحسن.


وبصّت لكارما بنظرة فيها توتر وقالت وهي بتضغط على أسنانها:

– اقعدي يا كارما.


كارما بصتلها لحظة، وبعدين قعدت من غير ولا كلمة،

كأنها آلة بتتنقل بأمر غيرها،

مافيش روح.. مافيش حياة،

وياسمين كانت مركزة معاها،

حسّت إنها مش طبيعية، وإن في حاجة مش مفهومة في تصرفاتها. 


اللواء وحيد كان قاعد وسكوته فيه تركيز، ملامحه باينه هادية،

بس الحقيقة إنه كان مشغول بحاجة واحدة بس..

عايز يتأكد إن خالد فعلاً لسه ناسي.

سأل وهو بيبص لياسمين بنظرة فيها اهتمام مغلّف بمرح مزيف:

– خالد أخباره إيه؟ لسه ناسي برضه؟ معقول زمانه نسي جده كمان؟


آخر جملة قالها بنبرة خفيفة، كأنه بيهزر،

بس اللي سامع كويس، هيعرف إن الضحكة دي مجرد ستار بيخبي بيه قلقه الحقيقي.


بهيرة ردت:

– هو الحمد لله فاكرنا كلنا، إلا مراته..

الدكتور بيقول انه نسي آخر فترة في حياته، حتى اليوم اللي اتصاب فيه.

كنت لسه بتكلم مع ياسمين في الموضوع ده وبقولها تصبر لحد ما يفتكر برحته.


اللواء وحيد بص لياسمين وسألها بنبرة مهتمة:

– معقول مش فاكر أي حاجة بينكم خالص؟


ياسمين هزت راسها بـ"لا"، بعينين فيها توتر،

بس قبل ما تقول أي رد، بهيرة دخلت في الكلام وهي بتضحك ضحكة فيها خفة مخلوطة بسخرية:

– يفتكر حاجة بينهم إيه يا بابا! ده بيقولها "يا آنسة".


ضحكة عبير طلعت بصوت عالي، وكانت زي صفعة في ودن ياسمين.

حست انهم هيتسلوا عليها، الضيق اتجمع جواها بسرعة، قامت من مكانها وقالت وهي بتحاول تمسك أعصابها:

– عن إذنكم.


خرجت للجنينة، تمشي بخطوات مش سريعة لكن كل خطوة فيها خنقة،

وهي مش قادرة تبين إنها متضايقة رغم إن جواها نار.


عبير كانت لسه بتضحك، وبصّت على ياسمين وهي خارجة وهمست لأختها بصوت واضح ومقصود توصله:

– معقول يا بهيرة؟ مش فاكر أي حاجة بينهم خالص؟


بهيرة ردت عليها بضيق:

– مش فاكر أي حاجة، وهي زي ما انتي شايفة كده..

قالبة وشها، ومش طايقة كلمة من حد، ومش بتعمل حاجة غير إنها تحرق دم ابني وبس.


اللواء وحيد كان ساكت، بس مركز جدًا، كل كلمة بتدخل ودنه وتقعد.

وبهيرة كملت بنفس النبرة اللي مليانة غيظ مقموع:

– نزل يا حبيبي عشان يفطر معانا،

فضلت تضايق فيه وتستفزه عشان يفتكرها،

وهو مش فاكر، يعمل إيه يعني غصب عنه؟

قولتلها تصبر لحد ما يفتكر، بس مفيش فايدة فيها.


الكلام ده ريّح قلب وحيد،

ابتدى يطمن إن توتر العلاقة ما بينهم نتيجة للنسيان،

ولما بهيرة زودت وقالت:

– حتى نقلت حاجتها في أوضة تانية،

وقالت مش هتنام معاه في نفس الأوضة وهو ناسيها،

عملنا اللي هي عايزاه، وبقت هي في أوضة، وهو في أوضة.


وحيد حس براحة أكتر.

بص لها وقال بنبرة رسمية:

– طب أنا عايز أشوفه يا بهيرة وأطمن عليه.


بهيرة قامت على طول:

– طبعًا يا بابا، اتفضل.


عبير قامت هي كمان:

– أنا كمان هاجي معاكم أطمن عليه.


بهيرة لمحت كارما اللي كانت قاعدة من أول لحظة،

ساكتة، ما بتتحركش، كأنها مش موجودة.

بصّت لها وسألتها بنبرة خفيفة فيها حنية واضحة:

– وانتي يا كارما؟ مش هتيجي معانا؟


عبير ردت بسرعة، ونبرة صوتها فيها توتر خفيف وهي بتبص على بنتها:

– لا.. سيبي كارما يا بهيرة، هي تعبانة شوية.


بهيرة هزت راسها وطلعت معاهم،

وحيد كان عقله كله عند خالد،

ولا التفت حتى لحالة كارما اللي كانت ملفتة لأي عين شايفة بجد.


كارما فضلت قاعدة، ثابتة مكانها،

لحد ما صوت خطواتهم اختفى فوق،

ساعتها قامت، وبهدوء دخلت الجنينة عند ياسمين.


ياسمين كانت قاعدة لوحدها،

مخنوقة من الكلام اللي سمعته،

وتفكيرها سرحان بين اللي خالد قاله،

وحقيقة جده اللي عمرها ما ارتاحت له.


فجأة حسّت بوجود حد جنبها،

بصّت، لقت كارما واقفة قدامها زي التمثال،

عيونها مش بتتحرك، وشها شاحب،

ونظرتها فيها رعب مكتوم.


ياسمين اتخضّت، قامت تبص حواليها بسرعة،

مافيش حد من أهل كارما قريب،

سألتها بقلق وهي بتحاول تستوعب الموقف:

– كارما؟ في حاجة؟ إنتي كويسة؟


كارما هزّت راسها بـ"لا"،

وعيونها كانوا متجمدين،

بس بيلمعوا بدموع محبوسة،

ونطقت بصوت ضعيف، لكنه واضح،

سكن قلب ياسمين زي صدمة كهربائية:

– جدو جاي يقتل خالد... بقلمي ملك إبراهيم. 

... يتبع 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع