القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام الفصل السابع والأربعون 47بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات

 

رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام  الفصل السابع  والأربعون 47بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات





رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام  الفصل السابع  والأربعون 47بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات




#حكايات_mevo 

#عودة_الذئاب... كان نديم يقبّل حبيبته، ودموعه تنزل على وجهها، وشفتاه تُتلمسها بحرقة… ليتجمّد فجأة عندما ارتعشت شفتها تحت شفتيه!

ابتعد مصعوقًا، ينظر إليها وقلبه سيخرج من مكانه. كانت أهدابها ترتعش وتطرف أكثر من مرّة… فصرخ بلهفةٍ وحُرقة:


ــ "وجد… حبيبتي! إنتِ… إنتِ بتحرّكي شفايفك! وجد… إنتِ، إنتِ فُقتي! سمعاني يا وجد… روحي!"


كان يتلمّسها برهبة، يمسك يدها كأنها كنزه الأخير، ثم استدار يصرخ في الأطباء.

أتى الطبيب مسرعًا، وشرع في الكشف عليها. مرّ الوقت عليه جحيمًا لا يُحتمل… حتى استدار الطبيب أخيرًا وهتف:


ــ "ألف مبروك يا أستاذ نديم… مدام وجد بتستعيد وعيها. الحمد لله… ربنا فداها، واستجاب لدعواتنا."


اندفع نديم واحتضنها بجنون، يهتف:

ــ "بجد… فاقت؟! فاقت؟! طب إيه… ما بتفتحش ليه؟! طب… هتفوق إمتى؟!"


ابتسم الطبيب، وقال بهدوء:

ــ "اهدى شوية. دي مسألة وقت مش أكثر… انت معاها، وأول ما تفتح خبرني. الممارس كل شوية هيمر عليكم."


تركهم وخرج… وبقي نديم يتأملها بحب، يقترب منها، يتلمّسها بيد مرتعشة، ويهمس بحرقة:


ــ "سمعاني يا قلب نديم؟… أنا نديم. حبيبك جنبك، ومستنيكي. هتفوقي صح يا عمري؟… حسيتي بحبيبك موجوع؟ أنا عارف حبك كبير… وأنا ماجيش في قلبك حاجة. حبيبي نديم هُوّه تحت رجلك… انتِ شفايفك حسّوا بشفايفي، وحسّوا إنهم صادقين يا عمري. حسيتي إني عاشق؟… ومستني تراب رجليكي…"


انحنى، ووضع رأسه في رقبتها، وبكى بحرقة:

ــ "ارجعيلي… هموت. سيبت الدنيا عشانك… ومش عايز إلا إنتِ."

يسمع فجأة... همسها:

– نديم...


رفع رأسه مسرعًا، قلبه يكاد يقفز من مكانه:

– روح نديم وعمره، قلبي اللي خلع قلبي... حبيبي، إنت اتكلمتي يا عمري!


ابتلعت ريقها، وظلت تطوف بعيونها المرتبكة تبحث عنه... وهنا اندفع يقبّلها في كل مكان، يردد بلهفة ممزوجة بالدموع:

– قلبي... عمري... افتحي عيونك! بصي لحبيبك، والله حبيبك...


كانت هي تأتي من بعيد... صوتُه يطرق عليها كأنه خيط نور يشق الضباب. فتحت عينيها ببطء، فرأته شاحبًا، دامعًا... ظلّت ساهمة فيه، تستعيد وعيها شيئًا فشيئًا، حتى انقشع الضباب.


ابتسم لها بحبٍ غامر وهمس:

– بحبك...


كانت هي تأتي من بعيد... صوتُه الملهوف يطرق عليها كأنه خيط نور يشق الضباب. فتحت عينيها ببطء، فرأته شاحبًا، دامعًا... ظلّت ساهمة فيه، تستعيد وعيها شيئًا فشيئًا، حتى انقشع الضباب.


وهنا اجتاحها شعور غريب... قلبها يئن لرؤيته هكذا، لم تصدّق أن هذا الرجل القوي الذي أحبته حتى العظم، يقف أمامها منكسرًا، دامعًا، يذوب عشقًا فيها. كانت عيناها تتأمله بدهشة وارتعاش، كأنها ترى نديم لأول مرة... ترى صدق دموعه، وحرقته، وشغفه. شعرت وكأن الروح عادت تسكنها بدموعه هو، وأنها وُلدت من جديد في حضن قلبه.


ابتسم لها بحبٍ غامر وهمس:

– بحبك...


تنهدت، وظلت صامتة، فتاوهت محاولة أن تتحرك... فاندفع هو، واحتضنها بكل ما يملك، ورفعها بين ذراعيه كمن يخشى أن تضيع:

– إيه يا قلبي... عايزة إيه؟


فهمست بصوت واهن:

– أنا... فين؟


نظر إليها بعشق وحنين يكاد يحرقه، وقال:

– إنتِ مع حبيبك... ليا شهور مستنيكي، كنت بموت.

نظرت إليه بدهشة باهتة، وهمست بصوت متقطع:

– شهور...


أمسك يدها يقبّلها بعشق يائس:

– كده تعملي فيّا؟ كده تموتيني...


تنهدت بتعب وهمست:

– جدو فين... عايزه جدو.


هتف بلهفة مجنونة، ودموعه تزداد:

– طب ماينفعش نديم؟ نديم اللي هيموت عليكي، والله هيموت! وجد... حبيبتي، بقالك خمس شهور نايمة، موت فيهم يمين الله! سيبيني أشبع منك يا قلبي... سيبيني، وحياة النبي هتجنن...


ضمّها إليه بشدة، وكأنه يحاول أن يلصق روحه بروحها، فتنهّدت هي بإرهاق، ثم استسلمت وغفت بين ذراعيه مرة أخرى. وضعها على الوسادة بحنان، وقلبه يشتعل، ثم خرج بهدوء واتصل بجده، يخبر الكل:

– وجد... فاقت!


مرّ الوقت، وهي ما بين إفاقات ونعاس، إلى أن استعادت وعيها أكثر. جلس نديم بجوارها، عيونه لا تفارقها، وأخذها في أحضانه من جديد.


همست بخجل وهي تحاول دفعه قليلًا:

– ابعد... عيب كده، هيقولوا إيه.


رفعها إلى صدره أكثر، وأطبق عليها بذراعيه وكأنه يتحدّى الكون:

– اللي بيدّيني حاجة ياخدها... واللي عايز يقول، يقول. أسكتي، عشان أنا ممكن آخدك وأطفش بيكي... وأتحبس معاكي في أي حتّة! وجد، وحشتيني يا عمري... أنا حاسس إن روحي اتردّت لي.


كانت الأطباء يدخلون، وهي تشعر بالحرج والخجل، بينما هو لا يُبالي، يكلبش فيها بعناد طفل وجد لعبته بعد ضياع طويل.


دخل الجد، وأتت مهره وأسمر، وامتلأ الجو بفرحة غامرة، كأن الروح عادت إلى البيت كله.


احتضنها الجد بدموعه وهتف بصوت متهدج:

– أكده يا بتي... تخلعي جلبنا أكده؟ حد يموت روحه عشان إيه تكفري يا بتي؟ وجد بتي، ما تعملش أكده...


تنهدت وصمتت، وعيناها زائغتان، بينما جلس الجد قربها يربّت على يدها، وبدأ يحكي لها عمّا جرى أثناء غيبوبتها، كأنما يعيد إليها فصول العمر الضائع.


جلس الجد بجوارها، ودموعه تلمع في عينيه رغم ابتسامته اللي بتحاول تطمّنها. مسك إيدها بحنان وقال بصوت مبحوح:


– يا بتي... ، إنتِ كنتي راجدة جدامي زي الملاك، ما بتتحركيش ولا بتردّي، وكنت أنا سامع أنفاسك بس... لا صوت، ولا نظره. كنت شايل همّ إنك تسيبينا في أي لحظة.


سكت لحظة ومسح دموعه بكفّه الخشن:


– نديم يا بتي... نديم دا اتحرج حرقج لا كل ولا شرب، ولا عرف راحة. كان قاعد عند سريرك ليل ونهار، زي اليتيم اللي فقد حضن أمه. والله كنت أشوفه ماسك يدك ويكلّمك بالساعات، يضحك ويبكي ويجرب وشه لوشك... يجوللك: "أنا نديم، أنا حبيبك... جومي، حسّي بيا".


ارتجفت شفايف الجد وهو يكمل:


– مهره غابت وجهرتنا، . وأنا... أنا كنت أطول: "يا رب، ما تخلّيش روح البتي تروح، ما تحرمنيش منها، ولا تحرِم نديم اللي عايش على أنفاسها".


اقترب منها ومسح على شعرها برفق، وصوته انكسر أكتر:


– خمس شهور يا بتي... خمس شهور، وإحنا ما بين رجاء ويأس. يوم نجول فاجت، ويوم نجول راحت. لولا ستر ربنا، كان جلب نديم هيجف. شُفتيه بعنيكي؟ دا دبل وهزل، وما بقاش نديم اللي نعرفه. بقي شبح... بس ماسك في حبك.


أمسك يدها بقوة وهو يختم:


– يا وجد، ربنا ردّك لينا من الموت. ما تضيعيش عمرك ولا عمرو تاني... حبيبك دا مات ألف مرة وانتِ نايمة. افتحي عينيكي على دنياه، وعيشيله... هو يستاهل، وإنتِ تستاهلي.


تنهدت هيا بوجع... فنظرت لمهرة بحزن، لتسمع جدها يكمل بصوت متكسر:


– أگول إيه... الحال اتبدّل، والدنيا اسودّت. ليا شهور بتحسّر على حالي، مهرة واللي جرالها... وإنتِ وشجن. كنه ذنب، ربنا بيخلّصه مني في عيالي.


تنهد، ومسح دمعة سالت على خده وهو يواصل:


– وآخرتها... أبوكي. اللي انكسر بعد روحتك. الكل نهش فيه، والخِزي ملا وشّه، والفضيحة طالت. ما بيخرج من مجعده، خزيان، بقي عار على عيلة أبو الدهب. عمال يدعي ربنا يتولاه ويرجعك وبس. ماسك كتاب ربنا، والبُكا هري عينيه.


ارتعش صوته أكثر وهو يضيف:


– لما برَك... صحيح عمل كتير، وذنبه كبير. بس الخِزي والعار خلاه عايش ياكل نفسه، وشايل ذنبه. كنه اتبدل يا بتي، بقي واحد تاني. أجول إيه... كان شيطان راكِب.

اقتربت مهره وقبّلت وجَد هامسةً بحب:

– حمدالله عالسلامة يا حبيبتي.


فجأة ارتفع صوت الجد، صوته ممتزج بالرهبة والفرح:

– انتِ ومهره رجعتو في يوم واحد يا بتي… بس الغلبانة اللي ما اتحمّلت، ربنا يشفيها. براءة حت، جافل على روحه وياها ما بيفارقها، والعذاب طايلهم التنين.


تنهدت وجد، وأجابت برفق:

– إن شاء الله هتخف يا جدي.


لكن الجد لم يهدأ، بل ضرب بعصاه الأرض وهتف بعزم:

– طب شدي حيلك بقه، عشان تعاودي وتجومي وتبقي جويه. أنا وجد بتي… لازمن تبقي فوج الكل، والكل يعملها حساب. خلاص زمن الخيبة انتهى، وملكِك ونصيبِك في الشركة… تمسكيه وتفرّحي جدك.


انتفض نديم، عيناه تلتهبان بالغيرة:

– ملك إيه وشركات إيه! وجد هتجعد تستريح… إنت بتجول إيه يا جدي؟!


التفتت وجد إليه، نظراتها مشتعلة، وردّت بحدة:

– وَدا من إيه إن شاء الله يا سي نديم؟! انت فاكرني هقعدلك وما اشتغلش؟! أنا زيي زيك بالظبط.


تدخل أسمر، محاولًا أن يُلين الأمور بكلمة، لكن كلماته كانت كالسهم في صدر وجد:

– يا وجد… الست تراعي راجلها ودارها يا حبيبتي… ما جراش حاجه.


ساد الصمت لوهلة، كأن الكلمات تجمدت في الهواء. هتفت مهره، وهي تقف وسطهم بعزم:

– طب إيه قولكوا انت وهو؟! وجد أنا هدربها وأعلّمها… وتقعد زيّها زينا. زينا مش زيكو… زمن الهبل والضعف خلاص.


اقتربت من وجد، وضربتها بخفة على كتفها وهي تقول:

– وسّع كده يا نديم حبة… إنتِ يا بت هتموتي روحك تاني؟ ولا هتتعدّلي وتبقي جامدة؟!


رفعت وجد رأسها، ونظرت إلى نديم بعينين متحديتين:

– لا… كنت عبيطة. أنا معاكي يا مهره.


ارتسمت ابتسامة رضا على وجه الجد، وهو يتأمل أحفاده، ثم نظر إلى نديم وأسمر الواقفين مذهولين.

فاندفع نديم وهو يصرخ في وجه أخته:

– إنتِ يا زفت… أختي تعصي البت مراتي؟! منك لله يا مهره.


قهقه أسمر، وهتف مداعبًا:

– ما لحقتش تقوم… والوابور اشتغل. ومهره ما تتوصاش!


هنا أدار الجد نظره بينهم بخبث، وقال وهو يمسح لحيته:

– إيه؟ بتتودودوا على إيه؟


وضعت مهره يديها في وسطها، ورفعت حاجبها بجدعنة:

– بيشوفوا هنقعدنا إزاي… نخدم البهوات حريم السلطان!


ضحكت وهي تمسك بيد وجد وتصعد معها السرير:

– يلا بقى هوونا، عشان إحنا تعبانين.


انفجر الجد ضاحكًا وهو يستدير عنهم، بينما أسمر هتف معترضًا:

– ليه بتبصلي؟ ليه؟! إنت مش ماشي أني!


هتف الجد وهو يلوّح بيده:

– يلا يا غجر… البنات تعبانة.


نظر نديم إلى حبيبته برجاء، لكنها أشاحت بوجهها بعيدًا.

تنهد واقترب منها، أمسك يدها هامسًا:

– هتوحشيني… هتوحشيني أوي.


فشدّته وجد قليلًا، ثم تركت يده. خرج نديم مع الجد، فاقترب أسمر بخطواته الثقيلة، لتبادره مهره بحدة:

– نعم؟ بتقرّب ليه؟


ابتسم بخبث وهو يومئ برأسه:

– وجد… بصي هناك أُكده.


التفتت وجد باستغراب:

– إيه؟ فيه إيه؟


فصرخ أسمر فجأة:

– وجددددد!


استدارت وجد بسرعة، وفي اللحظة دي اندفع أسمر، شدّ مهره إلى صدره وقبّلها بقوة، بينما هي تضربه بيديها بعنف. ابتعد مبتسمًا بمكر وهو يهتف:

– هتوحشيني يا وحش… بحبِّك يا ناس!


صرخت فيه مهره وهي تخبطه بيدها:

– امشي! إيه قلّة الأدب دي؟ يلا برّه.


استدار أسمر وهو يدندن بمرح وخرج، تاركًا وراءه صدى ضحكته.


جلست مهره ساهمة، فهتفت وجد بقلق:

– إيه؟ هتنخي ليه؟


تنهدت مهره بحزن عميق:

– تعبت يا وجد… تعبت.


اقتربت منها وجد ببطء، وهمست:

– بتحبّيه يا مهره؟


أغمضت مهره عينيها، وانفلتت تنهيدة من صدرها:

– بحبّه… آه يا وجد، بحبّه. بحبّه لدرجة إني بكره نفسي القويّة… نفسي أبقى ضعيفة عشان أترمي في حضنه. أنا مرعوبة من نفسي، مرعوبة من شخصيتي اللي ما تعرفش غير القسوة. أسمر مش هين، ولا سهل… أسمر قوي… وأنا خايفة يوم أستند عليه، ينكسر ضهري بقوته.


توقف صوتها قليلًا، ثم أكملت بصوت مبحوح:

– أنا شخصية ما شافتش حنية في حياتها… إنت كان عندك جدّك وشجن، وأنا كنت موجودة ليها. إنما أنا… ما حدش كان موجود ليا. بحب المشاعر ونفسي أحسها… بس برضه خايفة. خايفة أحسها وتروح. عندي إحساس إني اتخلقت عشان المشاعر ماتقربش مني…


ابتسمت بمرارة:

– عارفة… حاولت كتير أستسلم له، وكنت حابة أوي… بس يوم ما دخل وفي إيده بنت عمه… حسّيت إنه ما عافرش عشاني، استسلم بسرعة… كإني ماستاهلش يكسر غروره عشاني. ملخبطة… ونفسي أرتاح.


ساهمت وجد طويلًا قبل أن تهمس:

– طب إيه؟ قولي… هنعمل إيه؟ نسيبهم؟ نديم صعبان عليا أوي… بس نفسي أمُوته ضرب.


ابتسمت مهره ابتسامة باهتة، وهتفت:

– إنتي بتحبّي نديم… وضحيتي بحياتك عشانه. مش هتقدري تبعدي عنه.


تنهدت وجد بحرقة:

– إشمعنى أنا اللي ضحيت؟ هو ما ضحّاش ليه يا مهره؟ لولا إني موت نفسي… كان هيفضل يصارع في أبويا. حبّه مش كفاية…


أطرقت مهره رأسها وهمست:

– مش عارفة… تعبت بجد. وشجن… وجعالي قلبي.


تنهدت وجد بهمٍ وهي تستعيد صورة شجن:

– ربنا يشفيها… براء حابس نفسه معاها ومابيخرجش. الواد ده طلع أجدع واحد فيهم، والله طلع شجاع وماعندوش كبر زيهم.


ابتسمت مهره بحنو:

– عشان كده سيباه معاها… ومش هاجي عليه. لما تخف… هيا هتعمل إيه، هيبان وقتها.


•••


كانت شجن قد أعطاها الأطباء بعض المُخدِّر لتخفيف الألم قليلًا. نامت في أحضان براء، تائهة ضعيفة، بينما هو يمسّد على شعرها بحنان لا ينقطع.

همست بصوت واهن:

– موجوعه يا براء…


انحنى عليها يُقبّلها، ثم قال مطمئنًا:

– هانت يا حبيبتي… أيام ونعدي الوقت الصعب. الألم هيخف، والله.


تنهدت وهي تغمض عينيها نصف إغماضة:

– *أنا وحشة قوي. ليه عملت في روحي كده؟


أمسك يدها بين يديه وهمس بحب:

– مين جال إنك وحشة؟ دِنتِ الحنية والجمال كله… دِنتِ سندريلتي اللي ماشية عالأرض. 


همست شجن بصوت مُتهدِّج:

– لا… ماينفعش. سندريلا مش وحشه. شوف شكلي عامل إزاي… وشي أصفر، وتحت عيوني إسود… وإيديا مغرّزة. بقيت وحشه خلاص. سيبني بقه… عشان أنا وحشه.


شدّها براء إلى صدره بحنانٍ قاسٍ على قلبه:

– طب بس… بس! مين اللي وحشه دا؟ حبيبتي قمر.


أطرقت بعينين دامعتين، وهمست بضعفٍ موجوع:

– لا… وحشه. وماعتش حد هيحبني.


تنهد بغُلْبٍ، وهو يضغط على كفها:

– يا قلبي… بطّلي بقه، قلبي وجعني.


انفجرت دموعها، وقالت وهي تتهدّج:

– بطّلت تحبني… عارفه ليه؟ عشان وحشه. ومش هلبس فستان السندريلا… السندريلا مش بتشرب حاجات وحشه. هتتجوز قريبتك خلاص… وتسيبني أنا. أنا قلبي بيوجعني.


كاد ينهَرها، لكن المخدِّر غلبها، فنامت في حضنه. انحنى عليها هامسًا بوجعٍ يتقطّع:

– أبطل أحبك إزاي؟ هو جايب قلبي غير حبك؟ نفسي أغرّقِك بيه يا عمر براء. وهتلبسي يا عمري… هتلبسي، وتبقي أحلى سندريلا، وربنا.


قبّل جبينها، وشدها إلى صدره، ثم غلبه التعب فنام بجوارها.


•••


مرّت أيّامٌ وأيام، بدأت آلامها تزول، وهو لا يفارقها لحظة. في المقابل، كانت وجد ومهره قد عادتا إلى البيت، ترفضان الخروج أو مقابلة نديم أو أسمر؛ حائرات لا تعرفان ماذا تفعلان، فيما الجد يبثّ فيهن من قوّته. مرّ شهر كامل، حتى جنّ جنون نديم وأسمر من غياب البنات.


وفي يومٍ طال انتظاره… عادت شجن إلى البيت.


خرجت مهره ووجد مسرعتين، فصرخت شجن بفرحةٍ مخنوقة، وانطلقت تقابل البنات. شرعن في القفز والأحضان لا تتوقّف.


هتفت مهره:

– حمد الله عالسلامة يا حبيبتي.


ثم التفتت إلى براء:

– إيه الأخبار؟


ابتسم براء بحبٍّ متوهّج:

– الحمد لله… انسحب منها المخدِّر، وبلّغنا عن البنتين. هيا دلوقتي في مرحلة نقاهة ومراقبة.


قاطعتهم شجن بعناد:

– لا، مافيش مراقبة خلاص… أنا بقيت كويسة.


تنهدت مهره:

– لا يا قلبي… الدكاترة قالوا كده يبقى لازم. وخصوصًا إننا راجعين الشغل بكرة.


هتفت شجن بحماس:

– وأنا معاكو… خلاص، هشتغل وأتدرّب.


اقترب براء بعزم:

– لا… لسه شوية. مش هعرف أسيبك.


نظرت إليه بحدة:

– وإنت مالك؟ إنت هتلزقلي! الله… خلاص يا سيدي، خلصنا وشكرًا.


رفع حاجبه باستياء:

– لا والله؟ يعني شهر محبوس معاكي وسايب دنيتي، وتجوليلي خلصنا وشكرًا؟!


أجابته بطفولةٍ مشاكسة:

– ماطلبتش منك أنا حاجة… إنت اللي عملت.


وهنا… دخل نديم وأسمر، يسمعان آخر كلماتها.


هتف أسمر ساخرًا:

– أدي آخِرة خدمة الغُز.


تقدمت مهره بخطواتٍ غاضبة وقالت بحدّة:

– ماحدش طلب منك خدمات.


شدّ براء شجن إلى صدره، فشهقت مرتبكة:

– إيه قلّة الأدب دي؟!


ضحك بعفوية وقال:

– لا… لسان حبيبي يِهدي. بقالك شهر وحشاني. ما تجيبي بوسة، هموت آخد شفايفك وأتوه فيها.


دفَعته بخجل، وهو يضحك أكثر من ارتباكها.


في تلك اللحظة، ارتفع صوت الجد بحزم:

– تمام. دلوقتي البنات هيروحوا الشركة. وأي خناق أو زعل… مش عايز، فاهمين؟! وانتو… تخلو بالكم منهم.


هتفت وجد بعناد:

– مش عايزين.


قطّب نديم جبينه وهتف ضجرًا:

– ما تشوف يا جدي بقه… إحنا زهقنا.


اندفعت وجد غاضبة، عينيها تلمع تحدّيًا:

– لا والله… ما تزهق! إحنا مالنا بيكو؟! خلاص… من هنا ورايح خلصت. مصلحتنا وبس.


شدّت مهره من يدها، واستدارت مغادرة، لكن براء وقف أمامهما، صوته ثابت:

– لا… اتكلي على الله. مراتي متراقبة.


حاولت شجن أن تفلت منه، فابتسم بخبث وأخرج من جيبه كلبش معدني، وأغلقه على يدها في يده.


صرخت بذهول:

– إيه دا! إنت مجنون؟!


اقترب منها أكثر، نظرته مزيج بين الجدّ والهزار:

– هتزودي؟ هكلبش رجلي في رجلك… هاااه؟!


شدّته بعصبية وضربته، فمال بجسده متألمًا، لكنه لم يتراجع، بل حملها بين ذراعيه وهي تصرخ بعناد.

ضحك وهو يصعد بها الدرج:

– عن إذنكم بقه… أنا طالع أعمل العريس. دي مش هتسكت غير لما نجيب عيال وتهمد.


كانت تضربه بيديها وتصرخ:

– فك الزفت ده! بقلك! إنت فاكرني إيه؟!


شدّها أكثر، عينيه تلمعان بالجنون والعشق:

– فاكرك مراتي… مراتي يا شجن. اتلمي بقه، هاه؟ أنا صبرت كتير… وكلها يومين وندخل على حياة جديدة.


صرخت بعناد، دموعها تلمع:

– تدخل فين؟! تولع! عشان ساعدتني تذلّ فيا؟! لا… يلا من هنا. روح ادخل في حتة تانية!


ضحك ساخراً، ثم حاصرها بجسده:

– لا… مانا هدخل هنا. وانتِ يا جمر معايا… هاتي حاجة تلبسيها تبين النار دي. أنا بقالي شهر مكلبش فيكي ومابنطجش… والجمر بين إيديا. ليا حق أتهنّى بقه واتدلع… هاتي بوسة بقى، أنا خلاص!


اندفعت بعناد وصفعته بخفة:

– بوسة في عينك! بلا خلاص… شكراً… يلا أوعي بقه!


ركنها على الباب، عيناه متوسلتان هذه المرة:

– طب ينفع كده؟ دانت خربشتيني وضربتيني لما انهريت. حجي أتهنّى إمتى؟ يا جمر…


تنهّدت بارتباك، قلبها يخونها ويضعف رغم صراخ عقلها. ظل يلازمها، لم يتركها لحظة، كأنه حابس أنفاسه معها.


همست بصوت خافت، ساهم:

– مش عايزة ألين…


اقترب منها، لمسته تفيض بالحنان هذه المرة، كأنه يخشى كسرها:

– أمال عايزة إيه، يا روحي؟


أغمضت عينيها، تستسلم تدريجيًا، تتلقى مشاعره بعشق خفي. كان يحيطها بذراعيه، يلمسها وكأنها كنزه الضائع، وهمس بصوت متهدّج:

– أرضي يا جلبي…


ارتجفت شفتاها وهمست بخضوع ممزوج بالحب:

– حبيبي… راضي… مش اكده؟


همست وهي بين غيابه وغيوم نشوتها:

– امممم… وبيحبني… مش كده؟


أكملت، شفتاها ترتجفان:

– اممم… وعايز يبقى سندريلا بتاعتي… أجبلك النجوم؟


كانت قد تاهت تمامًا بين يديه، لا تملك نفسها ولا قلبها.

اقترب منها، عيناه يشتعلان، وهمس وهو يلهث:

– لأ… أنا كده كتر خيري…


انهال عليها بقبلاته العاشقة، فاستسلمت له بجسدها وروحها، حتى حملها ووضعها على الفراش، يغوص فيها كمن وجد ملاذه بعد صبر طويل. لكنه فجأة تنهد بغُلب، يحاول أن يهدأ، بينما هي ذائبة كليًا بين يديه.


همس بحرقة:

– طب أروح فين؟ أكمل ولا إيه… بالولعة دي؟!


تاهت عيناه في ملامحها، أغمضت عينيها مستسلمة، فابتسم بخبث، داعبها وهو يهمس:

– حبيبتي اللي مش عايزاني… فتحي عيونك يا جمر… بعد ما ولعتِ في أمي.


فتحت عينيها ببطء، نظرت إليه، ارتجفت لحظة، ثم شهق ضاحكًا:

– نار… يا بت إيه ده؟!


انتفضت فجأة، دفعت صدره بعنف وهي تصرخ:

– آه يا قليل الأدب! يا متحرش! أيوه… متحرش وبتعمل حركات قلة أدب! والله ما أقعدالك! ولو ما بطلتش هبلّغ عنك… يا متحرش، يا بايظ، يا بتاع البنات! وقلة الأدب!


انهالت عليه بضربات غاضبة وهي ترتجف، بينما هو يمسك يديها ضاحكًا رغم وجعه، عيناه تلتمعان بعشقٍ جنوني، وهمس متنهّدًا:

– ولو بلّغتِ الدنيا كلها… عمري ما هبطل أحبك يا شجن… فاهمة؟!


صرخت شجن وهي تدفعه بجنون:

– اتعلمت قلة الأدب دي فين؟ انطق يا خاين! أيوه… طلعت بتعرف! أوعي… طلقني يا ذئب، يا خاين!


ثم جرت مسرعة، وجهها يحترق خجلًا كأن الأرض تبتلعها، بينما هو وقف مذهول مكانه، عينيه تتسعان وكأن صاعقة نزلت فوق رأسه.


ضرب كفًا بكف، يهتف بصدمة مجروحة ممزوجة بالضحك المر:

– متحرش… وذئب…؟! أني متجوز هبلة… وطلعت بعرف! يا مصيبتي يا براء! هو لازم أعرف… يا حزينة، أعمل إيه في الهبل ده؟!


رفع عينيه للسقف كالمستغيث:

– يا رب… طب تعالي طاه أصلّح غلطتي… والله أكتب عليكي في القسم… ياغلبك يا براء… يا غلبك!


جلس على طرف السرير، ماسك راسه بين إيديه، يضحك بحرقة ويهمس:

– بحبك يا هبلة… بس إزاي أخليك تصدجي؟ إزاي؟


.كانت مهره جالسة تفكر في أسمر، وابتسامة غريبة ارتسمت على شفتيها رغماً عنها، تتذكر قبلته المفاجئة في المشفى، فتضحك بخجل:

– اتجنن ده خلاص…!


تنهدت، تحدث نفسها:

– مالك يا مهره؟ مبسوطة؟ هو فعلاً اتغيّر… بس إنت خايفة… مرعوبة… هتعملي إيه؟ ماينفعش… يا ربي تعبت!


وقفت مترددة، واتجهت نحو الدولاب. وبين الثياب وجدت فستاناً ناعماً ورقيقاً يخص شجن، لطالما تمنّت أن ترتديه. مدّت يدها والتقطته، ارتدته ببطء، ومع امتلاء جسدها الأنثوي بدت الطلّة أكثر فِتنة. نظرت لنفسها في المرآة، رفعت شعرها الأسود فانسدل على كتفيها، واتسعت ابتسامتها بفخر.


لكن ما إن فتحت الباب، حتى أحست بيدين قويتين تدفعانها للداخل… أسمر كان واقفاً ينتظرها كالصياد، عيونه لمعت لرؤيتها، وأطلق صفيراً عالياً:

– إيه دهاااا! مين… وفين… كل الجمال ده؟!


احمرّت مهره خجلاً، وتصنّعت الجدية:

– إيه ده! إنت إزاي تدخلني كده؟ فيه إيه؟!


ابتسم بخبث، يقترب منها ببطء، عينيه تتفحّصها برغبة ظاهرة حتى سندها على الحائط، يده تحاصرها، وهمس غامزاً:

– الوحش رايح فين كده؟!


ابتلعت ريقها مضطربة:

– إنت… إنت…


أشار بإصبعه على شفتيها واقترب أكثر:

– أنا إيه؟ هاه؟!


ساهمت للحظة ثم دفعت صدره بخجل:

– أوعي… أنا نازله لجدي أشوفه!


لكنه أمسك يدها بقوة، شدّها لتندفع نحو صدره، فوضعت يدها بينهما في محاولة للفصل، لكن يده الأخرى طوقت خصرها، وصوته صار ألين:

– طب… وأسمر؟ مايتشافش خالص؟


قالت بارتباك، تحاول استجماع قوتها:

– مالي بيك أنا؟ قلتلك… أوعي بقه كده!


ضحك وهو ينظر في عينيها:

– مالك بيا؟… دانا كلي ليكي يا جَلب الأسمر… ما بروحش بعيد!


دفعته بخجل أكبر، ابتعدت خطوة وهي تهمس:

– خلاص يا أسمر… سيبني بقه، أنا نازله.


لكنه اندفع من جديد، قبض على يدها، عيونه تشتعل:

– ماهو ماينفعش تنزلي كده… وتسيبيني مولّع بيكي!


قطبت مهره جبينها وهتفت بعناد:

– أنزل كده كده إزاي! ماتوسع يا أسمر.


ابتسم بخبث واقترب منها أكتر وهو يقول:

– يعني ينفع الجمر ينزل وجسمه مفسَّر كده؟ دانا ماسك نفسي بالعافية أصلًا… جمري يلبس حاجه تانية، ما تهبليش. أجولك ارجعي بدكراتي، إلّا إني هفطس.


اشتعلت غضبًا:

– نعم! أرجع بدكراتي؟ طب عشان قلة أدبك هنزل كده!


اندفعت لتغادر لكنه خطفها بين إيديه فصرخت وهي تضربه:

– نزّلني يا أسمر! والله لأموتك!


ابتسم بثبات وهو يكبّلها بيديه:

– من سكات يا وحش… الفستان يتغيّر.


نظرت له بحدّة وقالت متحدية:

– ما غيّرش حاجه… اتفلق.


قهقه وقال:

– يا بت دانا أسمر! هتطلعي يا جمر… وإلا أتصرف.


زفرت بغضب:

– بقولك أوعى… هزعّلك.


ضحك وهو يقرّب صدره منها ويضغطها للحائط:

– لا، أني جبل… ما بزعلش. مد إيده يداعب طرف الفستان


فخبطته بعنف فزاد قربًا، وهمس بنبرة غليظة وهو محاوطها:

– انتي مش قدّي… دماغي طوبة حجر، وما هسيبش جلبي ينزل كده. خلينا لبكره، ونخلي الكل يعرف إننا لبعض… ويفرحوا.


تلوّت بين إيديه بعناد، وهو يضحك عليها.

نظرت له بغضب وهتفت:

– يعني برضه جبل… مافيش فايدة.


اقترب بوجهه وهمس بمرح خطير:

– طب هاتي بوسه… وأنا أسيبك تنزلي.


حدّقت فيه بصدمة فقال ساخرًا:

– أهو… يا البوسه يا الفستان.

اختاري.

علمت إنها لن تقدر عليه، فدفعته وهي تهتف بحدّة:

– "أوعي بلاستك دي! أنا هغيّر… مش عشان حاجة، أصل أنا ماليش في الفساتين."


واندَفعت، وأخذت بلوزة وبنطال، وذهبت نحو الحمّام لتغيّر ملابسها.


أنهت تبديل ثيابها وخرجت، وخطَت من جواره متعمدة تجاهله. إلا أنه مدّ يده إليها، وخاوطها وهمس بصوتٍ دافئ:

– "حبيبي… ليه في كل حاجة بفاستين جمر من غير فساتين جظرين؟"


نظر إليها بعينين مشتعلتين، وهمس من جديد:

– "لا… من غير فساتين، تدوخي إمتى بس؟" وغمز لها بخبث.


اشتعل وجهها غضبًا وحرجًا، وحاولت أن تتملص منه، لكنّه مال نحوها أكثر، وهمس برجاءٍ مخنوق:

– "شهر بعاد… حِجي آخد حاجة حلوة."


شدّها إليه وتاه في ملامحها، بينما هي تضربه بعشوائية، وهو لا يُفلتها… حتى تقطّعت أنفاسها. عندها ابتعد أخيرًا وهو يلهث، قبل أن يضحك ويهتف:

– "مهرتي… خدتي جلبي وعقلي، يمين الله."


شعرت هي بتصاعد الدماء في جسدها، فدفعته بعنف واندفعت تهرب منه. ظل واقفًا، عيونه متعلّقة بأثرها، يهمس بحرقة:

– "هموت عليكي يا جزمة… أعمل إيه بس يا رب؟ اهديها."


دخل الجد على بناته ليجدهن جالسات، فاقترب منهن. فقامت وجد مسرعة، واحتضنته وقبّلت رأسه.


نظر إلى مهره وشجن، وفتح ذراعيه… فترددت شجن، لكن مهره شدت يدها وأخذتها معه، ليحتضنهما بقوة ويهتف وصوته يرتعش:

– "آآآه يا ولاد عامر… حضنكو حلو جوي."


نزلت دمعة من عينه، فمدّت مهره يدها ومسحتها وهمست برجاء:

– "ماتعيطش… عشان خاطري."


هتف الجد والوجع يسكن نبراته:

– "غيبتكو شهور وجعت جلبي… وخيتك اتبهدلت من بعدك، كت بتوجع جلبي. بس أقول إيه…؟ وعِملة وجد جَطمت ضهري… إني حياتي كت غلط… وراحت هدر."


تنهد بعمق ثم أردف:

– "دلوك… إنتو ناويين على إيه؟ البهايم اللي برّه اتربّوا… ورايدينكو."


هتفت مهره بسرعة:

– "بس إحنا مش عايزين يا جدي… مش كده يا بنات؟"


ارتبكت شجن وأطرقت، بينما وجد هتفت مترددة:

– "هاه… آه آه… مش عايزين."


ابتسم الجد بخبث، ونظر إليهن نظرةٍ عميقة:

– "يعني خلاص اكده؟ طيب… إنتو أدرى. أنا الورج أهوه."


وأخرج محفظته، ثم أكمل:

– "خلاص… أني هجطعه، وترتاحوا… وتبقوا متسابين، والرجالة يشوفوا حياتهم. حتي وجد… معتصم كان طالبها، هطلّجها وجتّي. وأَسمر ياخد زهرة… وبراء برضك بت خاله رايداه. وانتو تعاودوا حياتكو يا مهره… إنتِ وخيتك."


تنفس ببطء ثم ختم كلماته:

– "أما أجطع الورج… إني خابر إنه ما ينفعش."


ليمسك الورق بين يديه… ويمزقه أمامهن.


اندفعت الفتيات على صرخةٍ واحدة، صرخة كسرت جدار الصمت… وانكشفت بها الحقيقة.عندنا قالو.... 


🍂🧡#صلو_علي_حبيب_الأمه 🧡🍂


اعذروني لو فيه غلطات مارجعتش بمر بظروف صعبه قوي لأني احتمال اقفل الصفحه والجروب وأبطل كتابه.. دعواتكم الحمد لله

تكملة الرواية من هنااااااااا

 لمتابعة باقى الروايه  زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع