القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام الفصل الثاني والأربعون 42بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات

 

رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام  الفصل الثاني والأربعون 42بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات




رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام  الفصل الثاني والأربعون 42بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات


#حكايات_mevo 

#عودة_الذئاب... كان أسمر جالسًا بالخارج، لم يستطع أن يُغمض عينيه لحظة.إحساسٌ بالخطأ والتهوّر كان يثقل قلبه، وكلماتها لا تزال تتردّد في أذنه:

"الناس كلها كت مستنيه حب الأسمر يطلع..."


وضع يده على رأسه، وكأن جبالًا من الهموم قد تراكمت فوق قلبه.هَمَس لنفسه بصوت مبحوح:

– ليه يا أسمر... ليه؟! إنت مش اكده... حتى لو وجعتك، ما تعملش اكده.


أغمض عينيه وتنهد بمرارة، فقد جرحت قلبه بكلماتها جرحًا لا يندمل.ظل جالسًا، يتمنى أن يصعد إليها، لكن كبرياءه أبى عليه ذلك.


وفجأة، انتفض قلبه قبل جسده حين لمحها تتسلّل من البيت في جنح الليل.اضطرب نبضه بعنف، وكأن روحه قد عادت إليه بعد غياب.هبّ واقفًا، ولحق بها بخطوات حذرة حتى اقترب من الإسطبل.


ابتسم رغم ما به من وجع، حين رآها هناك...كانت تقف كأميرةٍ حالمة، تلمس الحصان بحنان، تحيط عنقه بذراعيها، وتستند عليه كمن يجد في حضنه الأمان.


"وفي تلك اللحظة، كانت تتمنى لو أن ذراعيه هما الملاذ."


كانت تتمايل بجواره في رقة، والنسيم يداعب خصلات شعرها، في مشهدٍ يلهب القلب ويأسر النظر، لوحةً حيّة لا تملّ العين من تأملها.


اقترب أكثر، غير أنّ النار اشتعلت في عروقه، ففستانها كان مكشوفًا بما يكفي ليزلزل هدوءه.

اندفع بخطوات محسوبة، وفتح عباءته ليحيطها بها في هدوء. كانت عيناها مغمضتين، وشعرت بلمساته تحاصرها بحنان صامت.


أمال رأسه حتى دفنه في خصلات شعرها الأسود، ذلك السواد الليلي العميق الذي يفوح دفئًا وغموضًا. كانت هي في حالة من السكون، لا تستطيع أن تخرج منها، حالمة، وكأنها عادت "مهره" الأنثى التي تهيم بانتظار أميرها بعد أن اقتلع قلبها من جدار صدرها.


أدارها برفق، ليضمها أكثر داخل عباءته، في أحضانه، حتى بدت وكأنها تحت جناحه يخفيها عن العالم بأسره. اقترب أكثر، حتى التصقت أنفاسه بها، ودفن رأسه مجددًا في شعرها، وهي لا تزال مغمضة العينين، لا تتحرك، لا تقول شيئًا.


في داخله، كانت رغبة طاغية تخنقه؛ أراد أن يخطفها من كل شيء، أن يشبعها من مشاعره التي تطحن قلبه بلا رحمة.

أحس أن هذا هو مكانها الحقيقي، لا يليق بها مكان آخر، ولا يمكن أن تكون إلا له… له وحده.

هي فقط، من ملكت قلب الأسمر بجدارة.


أراد أن يصرخ… أن يُفرغ ما يطحن صدره، أن يعترف لها بعشقه الذي لم يعد قادرًا على احتماله.

إلى متى سيظل شارداً بعيداً عن قلب هواه؟ إلى متى سيبقى متيّمًا صامتًا، وهو يراها تزداد سطوة على روحه يوماً بعد يوم؟


كان ينهج بشدّة، يلمسها بحنانٍ خائف، كأنّه يخشى أن تتبدّد من بين يديه، ثم همس بصوت مبحوح متحشرج:

– مهرتي… مهره الأسمر…


كانت هي في عالم آخر، تعيش حلمها المسلوب، حلم الجميلة التي وجدت أميرها، حلم المهره التي تنتمي للأسمر. مغيبة عن دنيا أوجعتها، هائمة عاشقة بين يدي العاشق الولهان.


لكن… فجأة، انتُزعت من حلمها بأبشع طريقة.انتفضت، وعادت إلى نفسها حين اخترق اللحظة صوتٌ حقود، خشن النبرة.


كان جابر قد استيقظ، ورأى الأسمر يتبعها، فتتبع أثرهما، وها هو يقف أمامهما وقد علا حقده وغلي صدره.

صرخ بغضب، وصوته يمزّق سكون الليل:

– إيه يا أسمر؟! هيا عشان كشفت روحها وواجفة تتنحنح بتتهاون وتتنازل ليها من تاني؟! مين دي؟! صحيح… شغل غوازي!

هنا تجمّدت "مهره" في مكانها، وعادت إلى واقعها بأبشع طريقة.

أما الأسمر، فقد تحجّر جسده وقبض على وسطها من شدّة غضبه؛ كان في حالةٍ تكاد تطيح بعقله، والغليان يشتعل في قلبه حتى أحسّ أنّه سيقتل عمّه في تلك اللحظة.


دفعتْهُ بقهر، وارتدّت للخلف، بينما عيناها تقدحان غلاً.

ضحك جابر بقهٍ قبيح، وصوته يقطر سُمًّا:

– اعمليهم يا بت علينا! صحيح… حاجة رخيصة وبلاش!


صرخ الأسمر، وصوته يزلزل المكان:

– إنت بتجول إيه؟! إنت اتجننت؟!


ثم اقترب من "مهره" وهمس لها بلين، كأنه يحاول التمسّك بخيط أخير:

– مهره… أنا…


لكنها نظرت إليه بغلٍّ أسود، وخرج صوتها مغموسًا في حقدٍ دفين:

– تاني مرة تقرب مني… هقطعلك إيدك ورجلك.


ثم دفعته بعنف، ليرتدّ هو للخلف بقهرٍ يحرق صدره، بينما المشهد كله يغلي بالصمت الموجوع.


 هنا طفح الكيل بـ"مهره"، وقررت أن تأكل قلب جابر وتنهي عليه، فقد كفاها صمتًا واحتمالًا.

استدارت نحوه، والنار تشتعل في عينيها، وصرخت بصوتٍ يجلجل:


– وانت… يا اللي الغِل ماليك! عملتلك إيه؟! هتفضل عايش بغلك كده لحد إمتى؟! إيه الشر ده؟! كل ده عشان أبويا كان أحسن منك ومن صنفك؟! هتدور تبُخّ سُمّك ع الكل؟! إيه ده؟! متحالف مع الشيطان؟!


فصرخ جابر، وقد اشتعل وجهه غضبًا:

– أحسن مني يا بت الحرامي؟!


فانفجر الأسمر، صوته يهدّد ويزمجر:

– ما تحترم حالك بقه… ما تخلينيش أخلص عليك!


لكن "مهره" صرخت، وهي تقطع المسافة بينهما بعزم:

– عارف؟! أهو الحرامي ده أحسن من صنفك يا جابر يا أبو الدهب… عارف ليه؟! عشان خد حب الكل!


ثم اقتربت أكثر، وصوتها يقطر غلًّا:

– عشان خد حب شمس… يا جابر.


تسمر جابر في مكانه، نظر إليها برهبةٍ لم يعرفها من قبل، لكنّها لم تمهله، بل صاحت:

– إيه؟ فاكرني هسكت وإنت طايح ودايس؟! هسكت وإنت اتحللت من كتر الغل والسواد؟! قولتلك لمّ نفسك، عشان جوايا مرار وحزن ونجاسة متخبيين… غلبت أقولك سيبني ساكتة يا جابر، بدل ما أطرش حزني عليك وعلى عيشتك النجسة!


تقدّمت خطوة، وصوتها يرتفع كالصفعة:

– بس إنت فجّرت بزيادة… فجّرت ومش راضي ترتدع… ولازم حد يكسر سُمّك! وأنا بقه اللي هكسر السُم ده… وأبلّعهولك حنضل!


رفعت إصبعها نحوه، والشرر يتطاير من عينيها:

– وهفضحك… وهزّفك بالصجاات يا جابر يا أبو الدهب… وهفرّج عليك خلقه!


صرخت "مهره" بحقدٍ لا يُخطئه السمع، وصوتها كالسوط يجلد الهواء:

– كفاية… كفاية! لازم الكل يعرف كرهك لعامر! لا هو فلوس، ولا هو سرقة… كرهك لعامر فضيحة من سواد قلبك وقلة شرفك… عشان كنت عايز تلف من وراه… وتاخد الغازية لنفسك ، يا جابر!


بهت جابر، وقلبه أخذ يرتجف في صدره، وشعور بالرعب يزحف في عروقه؛ ذلك السر لم يعرفه أحد قط.

أما الأسمر، فوقف مبهوتًا، فاغرًا فاهه، لا يكاد يصدق ما تسمعه أذناه.


اقتربت "مهره" من جابر، والشر يتطاير من عينيها:

– إيه؟ فاكرني ما هعرف؟ فاكر مصيبتك وفضيحتك ماتت بموتة شمس؟ فاكر ماحدش هيعرف إنك محروق من أبويا ليه؟ هاااه؟ لما عرفت إن أبويا هيتجوز أمي… كلك قلبك وشبطت النار جواك! غليت من أبويا عشان طال شمس…


اقتربت أكثر، وصوتها يقطر حقدا مستعر:

– بصلي كويس… هاااه… بص عشان أنا هفضحك… وأعلِّم عليك قدام الخلق!


اندفع جابر فجأة، ورفع يده ليصفعها، لكن الأسمر هجم عليه وأمسك يده بقوة، ثم دفعه بعيدًا.

صرخت "مهره"، وصوتها يجلجل متحديًا:

– اضرب… اضرب كمان! طلع غل قلبك كله… بس ما هسكتش! لو هتموتني… ما هسكتش! بنت الغازية جايه بتوصلك رسالة… ماحدش غيري يعرفها! بنت الغازية… عرفت إنت محروق من أبويا ليه، يا جابر يا أبو الدهب!


فصرخ جابر، والغضب ينهش صوته:

– إنت واحدة كدابة! غازية مين اللي هعوزها؟!


فهتفت هي بغلٍّ يقطر مرارة:

– الغازية… اللي لفيت الموالد عليها! هاااه؟! اللي اديتها حِجّة أرض مراتك… عشان توافق تتجوزك بالسر!


بهت الأسمر، وتجمّد مكانه، بينما تراجع جابر خطوة إلى الوراء؛ فقد كانت كلماتها تصيب قلبه كالسهم، خصوصًا وقد سبق أن قال إن الأرض ضاعت منه، وإنه لم يستطع التصرّف في أرض زوجته.

صرخ جابر، يحاول أن يستعيد توازنه:

– كذب!


ضحكت "مهره" ضحكة تحدٍّ جارحة:

– إيه؟ أطلّعها لك وأفضحك، يا جابر يا أبو الدهب؟!


كانت تصرخ والغضب يشعل نبراتها، والنهار بدأ ينسل بخيوطه الأولى.

في تلك اللحظة، كان "عمران" أبو الدهب قد استفاق على صوت الصياح، فاتجه نحوهم ليعرف ما يجري، وأصغى لما تقول.


أكملت "مهره" بصوت يقطر فضحًا واتهامًا:

– لفيت الموالد… بتموت على تراب رجليها! ولما عرفت إن أبويا طالها وتابت لربنا… انقلبت شيطان مسعور، تنهش في لحم أخوك من سواد قلبك!

ومش بس كده… لما تابت لربنا، وأبويا اتجوزها، غلك طاح، وخليت جدي يطرده… وما سكتش!


ثم رفعت صوتها أكثر، والشر يقطر من كل كلمة:

– كملت نجاسة وقلة شرف… وجيت البيت عندنا…


شهق جابر فجأة، وكأنها سددت له طعنة في مقتل، بينما الأسمر ينظر إليه بذهولٍ لم يعرفه من قبل، وعيناه تتسعان مع كل كلمة تخرج من فمها.


قالت "مهره"، وعينيها تلمعان بوهج التحدي:

– مش هنسى اليوم ده… لما جيت، وفتحتلك… وقلتلها: سيبي جوزك، وهصرف عليكي… فضربتك على وشك! فهجمت عليها… فاكر؟ ولا نسيت؟


اقتربت خطوة منه، وصوتها يجلجل وسط الصمت المشحون:

– افتح صدرك، يا جابر يا أبو الدهب… وقولهم علامة كتفك دي منين!


شعر جابر بالرعب يتسرب إلى ملامحه، فوضع يده على صدره يحاول ستره.

ابتسمت بسخرية ممزوجة بالقهر:

– أيوه… لما غرزت السكينة في كتفك… عشان تسيبها! لما قالتلك: أنا أموت، ولا أسلّم حالي لنجس زيك!


رفعت صوتها أكثر، والشرر يتطاير من كلماتها:

– إيه؟ مش عارف إن دُنيتك هتسود… وتتجرس في يوم، وربك يرفع سِتره عنك؟! جاي تقول الغازية؟! أنا بس اللي أعرف… أنا بس اللي كنت حاضرة!


تقدمت خطوة أخرى، كأنها تطعن بكلماتها:

– بتتهجم على ولية لوحدها؟! على مرات أخوك؟! يا أنجس خلق الله… إيه؟! مفيش ربنا خالص؟!


قالت "مهره"، وصوتها يرتجف من الغضب والمرارة:

– كنت صغيرة… وأمي قالتلي ماقولش… عشان أبوكي.

سنين… وأنا عارفة.. بكرهك، وساكته. سنين… وأنا بحافظ على الإخوات… ومش عارفة بحافظ على إيه! سنين… وأنا بكرهك وبكره سيرتك… مش عشان طردت أبويا، لا… عشان شفتك بعيني… لا دين… ولا أخلاق!

وجاي تتبحبح… وتقول شغل الغوازي؟! هعمله لمين، يا جابر يا أبو الدهب؟! لده… مش قادرة أصدق غلك ده! مابيروحش!


ثم اقتربت منه، وصوتها يعلو كالسوط:

– عامر مات، يا جابر… وشمس ماتت… بتغل عليهم ليه وهم ميتين؟! ولا إنت بتغل على خلق الله؟! مش كفاية؟! كفاية! عايز إيه أكتر من اللي حصل؟! هتشبع إمتى سواد وقهر في عامر؟!


عندها، هاج جابر بعينين مسعورتين، وأخرج مسدسه، ورفعه نحوها… وأطلق النار!

لكن الأسمر اندفع كالعاصفة، ودفعها بجسده يفتديها بروحه، لتأتي الرصاصة على كتفه، تخدشه بجرح حارق.


صرخ الألم في جسده، لكن الغضب كان أقوى، فانقضّ على مسدس عمّه، وانتزعه منه، ثم ضربه به على وجهه ضربةً فجّرت الدماء من جبينه، وهو يصرخ بجنون:

– إنت إيه؟! إنت إيه؟! إنت إزاي شر اكده؟!


ثم اندفع نحو "مهره" بلهفة العاشق والخائف، واحتضنها بعنف، وهي ترتجف وتتشنج بين ذراعيه، بينما انهيارها يفيض في صمت 


هنا، اندفع الجد إلى الداخل، ونظره يلتقط المشهد كمن وقع على فاجعة. ارتجفت يداه، وسقطت عصاه أرضًا بقهرٍ مكتوم، فالتفت الجميع نحوه. كان ينهج بقوة، وعيناه تتسعان من الذهول، قبل أن يخرج صوته المبحوح المليء بمرار السنين:

– اللي جالته… ده صوح؟! انطج…


ابتلع "جابر" ريقه، وقد تسلّل الخوف إلى قسمات وجهه من نظرة أبيه.

اقترب "عِمْران" خطوة بخطوة، وصوته يزداد حدة وانكسارًا:

– اللي جالته… ده صوح؟! كنت عايز مرَت أخوك… واعتديت على شرفها؟!


سكت لحظة، كأن قلبه يحاول استيعاب ما يسمعه، ثم هز رأسه ببطء، وكأن الحقيقة تضربه من الداخل:

– أيوه… صح… آه، صوح… ما فيش غير أكده! عشان اكده حاربت… وكنت كيف المجذوب لما طردته… كنت هتتجنن لما اتجوز شمس! وأنا أجول… الواد ماله مغلول اكده… إتاريه عايزها لروحه! يا حزنك يا عمران… لااه… وما كفهوش! بيبص لمرت أخوه… لااه… وبيعتدي على شرفها! يا مُرّك يا عمران… ليه الخلفة دي؟!


صرخ "جابر" بعصبية، محاولًا التشبث بالكذب:

– كدب!


اقترب "عامر" بخطوات غاضبة، وصفع "جابر" على وجهه صفعة دوّت في المكان:

– الكدب… ده انت، ومنجوع فيه!


ولم يمهله لحظة، فصفعه ثانية:

– الكدب… ده حياتك ودنيتك!


ثم صفعه ثالثة، وصوته يقطر قهرًا:

– الكدب… ده شيطان، وتمكّن منك سنين! غلك طايح… إيه، ما فيش رحمة؟! ما ماتو… ماتو! منك لله! كنت بتبص لحرمة أخوك… ورايح تاخد شرفها يا أنجس خلج الله! مخلف إيه… شيطان؟!


ظل يصفعه بلا هوادة، حتى صرخ "جابر" بحرقة، يحاول التمسك بآخر قناع:

– كدابة! بت غوازي!


هنا، انتفض "عِمْران" الجد، وقد تلبسته حالة من الجنون، عروقه تنتفض وغضبه يتفجّر:

– برضَك… برضَك؟!


ثم صرخ بأعلى صوته، يستدعي رجاله:

– يا رشيد! يا فتحي!


حضر الرجلان مسرعين، فأمر بلهجة لا تقبل الجدل:

– امسكوه!


استدار، وخطواته تئن على الأرض، ودخل إلى الإسطبل، ثم عاد وهو يحمل الكرباج، عيناه جمرتان، وصدره يعلو ويهبط كمن يكتم بركانًا. اقترب من ابنه، وانهال عليه بالسوط، والهواء يصفّر مع كل ضربة، وصوت الكرباج يجلد الصمت والعار معًا.


صرخ "جابر" بأعلى صوته، كأن أحباله الصوتية تتمزق، بينما "عِمْران" يهوى عليه بثقل السنين وقهرها، يهدر بصوت مجنون:

– الكدّاب… إنت وصنفك! الكدّاب… إنت يا خِلْفة الشؤم!


وانهال عليه بجنون، وهو يصرخ:

– اشهدو يا خلج… كان ليا عيل… ومًات جابر مات… بس لا.. لازِم آخد حَقج أخوك!


ثم رفع الكرباج عاليًا، يهوي به مع كل جملة، كأن الضربات رسائل بالدماء:

– دي لعامر ولدي!

– ودي لمراته الشريفة العفيفة!

– ودي لنجاستك وشر جلبك… يا عديم الشرف، يا واطي!

– ودي عشان قضيت على عيلة، وسوّدت عيشتنا!

– ودي عشان ولد ولدي، نديم بن عامر… اللي جهرته!

– ودي لشَجَن بنت عامر… اللي لا شافت أم ولا أب!


ثم تعالت نبرته بحرقة تهدّ الجبال:

– ودي لمهرة بنت عامر… اللي كاتمة وشايلة سنين شرك، ومخبية سوادك!

– ودي لمهرة بنت عامر… اللي شافت جهر السنين!

– ودي لمهرة بنت عامر… جبل عيلة أبو الدهب… اللي مَداسها أنضف من صنفك! 


راح يكرر الاسم وكأن الحروف تلسع قلبه قبل جسد ولده، وعيناه جمر مشتعل، يجلد جابر بجنون أعمى، فيما صرخات الابن المكبل بالغلّال تتلاشى تحت هدير غضب أبيه.


اشتعل عمران أكثر، وكأن الدم يغلي في عروقه، ثم انفجر صوته:

— عايز أموّتك!.. عايز أموّتك!..


استدار بعنف، وانتزع سيخ النار المشتعل، ضغطه على كتف جابر المحروق، فاندفعت صرخة مدوّية من فمه، ثم ضرب بطرف السيخ جانب عينيه، حتى تهالك جسده على الأرض.


عندها، رفع عمران رأسه للسماء وصاح بكل ما فيه من وجع:


— آه يا مهرة!..مخبيه إيه يا سوادك يا عمران مخبيه إيه يا فضحتي يا فضحتي منك لله.. 

ليترنح من القهر وقد تهالك جابر الدماء تشع منه.. 

اندفع "أسمر" نحو جدّه، يمسك بذراعه محاولًا تهدئته، لكن "عِمْران" هتف بصوت هادر، عروقه تنتفض:

– خرجوه من الدار دي… إني ماعتش عايزه! إني متبرّي منه! إني ماعتش ليا إلا سلطان وعامر! جابر مات… وهاخد عزاه برّه… برّه!


ثم صرخ بأعلى صوته، وهو يشير بيده نحو الخارج:

– خرجوه برّه! شيلوه! احبسوه في بيت الجرن، في الخلا مع البهايم… يعرهم أكتر ما هو عِرّه! برّه يا عِرّة النسوان! لو شفتك… هموّتك بإيديا! آخرك بيت الجرن… تِجعد مع البهايم! ولو وعيت إنك رحت لحد… تعيّصه بجعدتك عنده… هموتك! يمين الله هموّتك!


ثم أردف، وصوته يقطر قهرًا:

– خرجوه برّه! ما لهوش حاجة عندي… ما لهوش حد! كلب عويل… عدم أهله وناسه!


كان "جابر" قد تهالك تمامًا، فجرّه الغفر إلى الخارج كخرقة بالية، متهالك الجسد والروح، ليأتي يوم يخرج منه أمامهم، ليلاً، ك "عامر" مكسورًا، فاقدًا لكل ماله وعزوته.


وقفت "مهرة" هناك، تشعر بالدنيا تدور حولها، قلبها ينهار وهي تتذكر وعدها لأمّها بألا تنطق، حتى لا يزيد غلّ أخيها أكثر من ذلك… لكن جسدها لم يحتمل، فسقطت مغشيًا عليها من شدّة الكتمان.


أسرع "أسمر" نحوها، فالتقطها بين ذراعيه وحملها على الفور، بينما الجد ينهض بصعوبة ويهتف بامتنان:

– مرتك جبل يا ولدي… والجبل ينهزلُه شنبات! مرتك "مهرة" اتغرز فيها سهام الخلق… وماشية رافعة راسها… اللي زي دي ما حدش يطولها إلا لو كان يستحجّها… يا أسمر!


استدار "أسمر" وصعد بها إلى حجرتهم، يغلق الباب خلفه بقدمه، ثم أسرع يريحها على الفراش، قبل أن يشدّها إلى صدره بقوة، كأنما يعيدها إلى قلبه. أحسّ أن روحه قد عادت إليه بجنون، ولم يهتم بجرحه ولا بجسده… كان مستعدًا أن يفديها بروحه كلّها.


ضمّها بشوق وارتجاف، وهمس بنبرة عاشق، فيها وجع وذهول:

– إيه ده… شايلة إيه جواكي بقالك سنين؟ كاتمة إيه عن الخلايج؟ إني مش مصدّج… إنتِ إزاي أكدته؟! لاه… وزعلان إنك بتنطحي فيّا؟ ده حجّك تطيحي فينا! إيه الجرف ده… كاتمة إيه إنتِ يا مُرارنا؟! لو أخوكي كان عرف… كانت انجلبت تار وعار! شايلة إيه يا "مهرة"… يا أغلى مهرة شُفتها بحياتي؟


كان "أسمر" يضمها إلى صدره، وكلماته تخرج منه ممزوجة بالذهول والقهر:

– حد يشيل كل ده… شايلاه إزاي طيب؟! داني عجلي عيّشت… شفتي كل ده يا جلبي؟!


ظل يتلمس وجهها بيدين مرتعشتين، ثم جلس أمامها وهو ينهج:

– إيه الجرف ده… إني جرفان مننا جوي! عيلة تجرف وتِعَرّ… يمين الله يا جلبي، والله حِجّك عليّا!


أمسك يدها وقبّلها بحنان، صوته يختنق:

– جوكي طيحي فينا كلنا… حِجّك والله، حِجّك! إحنا مانسواش ضفرك اللي بيتنطر منك… يا دي السواد! إيه ده؟ يا فضحتنا… الواطي يعمل كل ده! لاه، و مداريه… لاه، ده يتفضح ويتَرَمي برّه!


أطرق برأسه وهو يضمها من جديد:

– دانتو يتعملّكو مجام في الشرف والصبر… دانتو تجعدو وتحطّو مداسكو على روسنا!


ظل يمسّد على شعرها برفق حتى أفاقت، وفتحت عينيها ببطء، منهكة، لتجد "أسمر" منحنياً على رأسها وجسدها، عينيه تشعان عشقًا وحرقة. أغمضت عينيها سريعًا، تزحزحت قليلًا، وضغطت على قلبها حتى لا تبكي أمامه.


لم يستطع أن يتركها، فملامحها المرهقة تمزق القلب، فشدّها إليه أكثر، وهمس بحرقة:

– بالله عليكي… ما تحمّلي نفسك أكتر من أكده، وارتاحي… ولو حتى حبة صغيرين. بالله يا شيخة… ماحدش بيعيش يكتم حاله أكده.


تنهدت وهي تغمض عينيها، دموعها تنساب على وجنتيها. ضمّها إلى حضنه بقوة وهمس:

– نامي يا "مهرة"… وارتاحي… نامي بالله عليكي.


ظلت تنتفض قليلًا بين ذراعيه، وهو يشدّها إلى قلبه كأنما يخشى أن تفلت منه، حتى هدأ جسدها، ونامت سريعًا، تندس في أحضانه، تحاول الهروب من الدنيا كلها بين ذراعي ذلك الأسمر.


. نعود إلى براء، الذي حمل شجن من غرفة الجد وهي تضربه بقدميها، فدفعها إلى حجرته وأغلق الباب.

صرخت غاضبة:

ـ "افتح الباب! إنت فاكرني هقعدلك وأسكتلك؟ والله لأصوّت!"


اتكأ على الباب، ينظر إليها بعينين تمتلئان حبًا، وقال بهدوء ساخر:

ـ "صوّتي؟ تحبي أصوّت معاكي؟"


ارتفعت حدة صوتها:

ـ "إنت إيه جبلة ما بتحسش؟ عايز إيه؟ اسمع يا بتاع... إحنا اتفقنا سنة ونقطع الزفت اللي بينا عند جدي!"


اقترب خطوة وهو يبتسم بثقة:

ـ "لا، مافيش حاجة هتتقطع... أنا عايزك مراتي."


حدقت فيه بصدمة:

ـ "آه الرخيصة، صح؟ اللي خططت عشان تاخدها عشان الفلوس؟ يا واطي!"


اقترب أكثر، حتى شعرت بالخوف، فتراجعت للخلف:

ـ "بتقرب ليه؟ إبعد عني!"


أمسك بيدها بقبضة قوية وقال بصوت غليظ:

ـ "لسانك ماشي والعدل نفسك... عشان هفلقك نصين!"


دفعته بقوة:

ـ "فَلقة تفلقك إنت! قليل الأدب قوي!"


ضحك بخفة، وعينيه تلمعان بالمكر:

ـ "من جه جليل الأدب؟ جليل الأدب وهجّل أدبي لو ما نكتمتيش عشان تتلمي بقى."


اندفع نحوها فجأة، جذبها إليه، وصوته يشتعل رغبة وغضب:

ـ "اسمعي... مافيش سنة وطين فيه، إنت وأنا وعايزك. هموت عليكي يا غبية."


صرخت في وجهه:

ـ "امشي يا ض! بلا تموت! إنت عبيط باينك؟ عمك اللي بعتك المرّة دي؟ ولا مين؟"


اقترب حتى التصقت أنفاسه بوجهها:

ـ "آه... قراصة!"


صرخت:

ـ "إنت ماعندكش دم! أنا... أنا بكرهك!"


أمسك وجهها بقوة، وصوته يقطر إصرارًا:

ـ "لا... مابتكرهنيش. إنت موجوعة مني، وأنا هداوي القمر اللي عرفت إنه بتاعي، ووعيت إنّي لازم أرجعه مهما كان."


تجمدت لحظة، عيناها ترتجفان، ثم همست:

ـ "ترجع مين وليه؟ إنت مجنون؟!"


شدها أكثر وهمس بحرارة:

ـ "عشان بحبك... يا غبية."


توقف الزمن لوهلة، قلبها يخفق بعنف. لم يعترف لها من قبل، وكأن الكلمات اخترقت جدار غضبها. تراجعت بعنف ودفعته، تتحرك في الغرفة بعصبية:

ـ "ابعد عني! إنت أوجعتني كفاية... أبوس إيدك."


اقترب منها بخطوات بطيئة، صوته مهادن:

ـ "طب... أعملك إيه؟ قولي عشان تحسي بيا."


دموعها انسابت وهي تهمس بمرارة:

ـ "رجع الزمن يا براء... رجّعه لورا. رجّعه قبل ما قلبي يتمزّع حِتَت... قبل ما تقول إني رخيصة قدام الناس. الكلام في وقت الغضب بيطلع من القلب مش من العقل."


حاول لمس يدها لكنها سحبتها:

ـ "أنا تعبت... لحد إمتى؟ ارحمني."


هز رأسه بعناد:

ـ "لا... ماقدرش أسيبك. أطلبي مني أي حاجة تانية."


صرخت وهي تبتعد:

ـ "مش عايزاك! خلص بقى!"


ابتسم ابتسامة صغيرة تحمل عنادًا:

ـ "لو قربت دلوقتي... هتعوزيني. لو جبرتك دلوقتي... هتلاقيني ليك."


دفعته بعصبية:

ـ "غور بقى! إنت فاكرني ضعيفة؟"


اقترب ولمسها بخفة، فانتفضت وهي تصرخ:

ـ "بطل بقى!"


ضحك هامسًا:

ـ "يا لهوي! ضعيفة إيه بس؟ ده حبيبي مزّ عالآخر."


صرخت:

ـ "أنا بكرهك!"


هز رأسه ضاحكًا:

ـ "لا... بتحبيني."


تراجعت للخلف بعينين غاضبتين:

ـ "مابحبكش!"


ضحك أكثر:

ـ "والله بتحبيني!"


صرخت:

ـ "بطل بقى! بكرهك!"


أجاب بثقة:

ـ "وأنا بحبك... أكتر منك بواحد."


اندفع براء فجأة، شدها من معصمها بقوة، وعيناه تحاصرانها:

ـ "مهما حاولتي... إني مالك جلب الجمر، وهصبر. 

تحرك نحو الدولاب، أخرج تي شيرت أبيض، وألقاه عليها:

ـ "يلا يا مزتي... غيري، عشان النهار هيطلع. هتجعدي بلبسك المكتف ده ده، وأنا عايز آخدك في حضني."


صرخت، ملوحة بيديها:

ـ "حضنك قطر يا شيخ! بقى إنت جبْلَه؟"


ضحك بخفة وهو يقترب:

ـ "آه... حجبْلَه، وهتشتمي تاني. وماله! مابحسش، وجَبْلَه، ورَخِم، وبارد... بس بحب المز."


رمَت التي شيرت في وجهه بعصبية:

ـ "خُده وغور!"


لكنّه خطف اللحظة، اقترب منها، بدأ يفك أزرار بلوزتها ببطء:

ـ "سيبيني بس ... هلبسك أنا، وإنت جمر اكده."


صرخت وهي تحاول تغطي جسدها:

ـ "إيدك اتلم بقى!"


ضحك بخبث:

ـ "يا بت... وريني بس، هتفرج. والله التحسيس بعدين، وزمان حبيبي يِهبل من جوّه."


مدت يديها لتمنعه، لكنها وجدت نفسها تلتصق به، تحاول ستر جسدها من عينيه. همس قرب أذنها:

ـ "طب مش تجولي إنك واجعِه؟ يا جماله جمر يا بت الآية."


صرخت بغيظ:

ـ "إنت سافل... وقليل الأدب!"


ابتسم، وخلع بلوزته:

ـ "آه والله... سافل عالآخر. وحالًا لو ما همدتيش... همارس سفالتي عليكي، وأفطسك."


انكمشت أكثر، لكنه لم يتركها حتى ألبسها التي شيرت بنفسه. ثم حملها بين ذراعيه كأنها خفيفة كالهواء:

ـ "ننام بقى... عشان حبيبي يتعود يبقى في حضني."


تململت بين يديه، لكنّه حذّرها بصوت عميق:

ـ "هتتحركي؟ أنا مش مسئول. أنا واحد على تكة، هاه؟ وحايش نفسي. فأعجلي، عشان لو اتسابت... مش هتعرفي توقجفيني."


داعبها بخفة فصرخت:

ـ "بطل بقى! إنت واحد..."


قاطعها وهو يقرصها:

ـ "هاه؟ واحد إيه؟"


ضربته بخفة:

ـ "مافيش! مافيش... عبّوشكلك!"


شدها أكثر، وقبّل رأسها بهدوء:

ـ "نامي يا نجمتي... نامي واحلمي بالنجوم، واحلمي بجلبي اللي هيموت عليكي."


تنهدت بعمق، واستكانت بين ذراعيه. دفء قلبه ونبضاته العاشقة تسربت إلى روحها، حتى أغلقت عينيها ببطء، ونامت. أما هو، فابتسم، وعيناه تلمعان بخطة يعرفها وحده... خطة لاستعادتها كاملة.

*****


جلست "وَجد" في الصباح على فراشها... ظلّت جالسة، غارقة في دوامة أفكارها، تفكر في زوجها، وفي كيف ستبتعد عنه... فهما ليس مقدّرًا لهما أن يكونا معًا كحبيبين، فأبوها سيقف بينهما دائمًا، كجدار لا يمكن تجاوزه.


كانت تشعر بصداع ينهش رأسها، فقامت ببطء واتجهت إلى الحمّام... لتشهق فجأة حين انفتح الباب أمامها؛ شعرت بالرعب، فهناك... "نديم"، واقف عاري الصدر، قطرات الماء تتساقط من شعره المبتل، ولفافة فوطة حول وسطه.


صرخت بعصبية:

– إنت بتعمل إيه؟! إيه سفالتك دي؟! إيه اللي جابك هنا ولابس كده ليه؟!


كان يمسك بفوطة أخرى يجفف بها رأسه، فهتف ببرود:

– إيه يا ستي... باخد شاور، عيب؟


صرخت، وهي ترتجف:

– دي قوضتي! ما تقفش قدامي كده! إيه ده؟!


ابتسم، واقترب منها خطوة... ثم خطوة أخرى، وهي مرتبكة من منظره، إلى أن التصقت بالجدار، وقلبها يخبط كطبل حربي في صدرها. مدت يدها لتبعده، لكنّه أمسك بيدها، فاشتعلت أنفاسها، وهمس بصوت عميق:

– إيه... قلب القمر بيدوق على الآخر! اهدي يا وحش... ده أنا ماعملتش حاجة! أمال لما أعمل... إيه اللي هيحصل؟


كانت ترتجف كعصفور مبلل:

– تعمل؟ تعمل إيه؟...


غمز لها، وصوته ينضح مكرًا:

– إيه يا مز... نسيتِ؟ لا... أزعل "نديم" كده؟ يفكّر القمر!


مد يده إليها، لتصرخ بحدّة:

– بطل! بطل! إيه سفالتك دي؟! إنت اتجننت؟ واحد معتوه! أوعى! بلا قلة أدبك دي!


مال عليها، وانحنى، عينيه تنفذان إلى أعماقها، ونظره يرسو على شفتيها، وهمس بوجع مخملي:

– وحشتيني...


ابتلعت ريقها، وهمست متلعثمة:

– أنا... أنا...


التصق بها، ويدها ترتعش على صدره، وهو يلتهمها بعينيه، ثم قال بنبرة عاشق منكسر:

– إيه... إنت، إنت، إنت قلبي من جوا... والله قلبي من جوا! هتسيبيني كتير كده؟! والله غلبان... شوفي قلب حبيبك بيدق إزاي! إنتِ عايزاني... بتحبيني... وأنا بموت عليكي... ومتأكدة إنك عايزاني... وعيونك بتصرخ بمشاعرك!


دفعته بغضب:

– ، مفيش كده! أنا هطلّق منك... أو بص... هخلعك يا "نديم"، ماشي؟ عشان تبقى تقل أدبك كويس! وهروح أتجوز راجل محترم... لا بينتقم ولا قلبه أسود من جوا!


دفعتْه بعنف، وهمّت بالذهاب... لكنه هجم عليها فجأة، ورفعها بين ذراعيه، لتصرخ...


عايزه ضرب ناااار تعليقات بقه وحركات هرمنا من أجل هذه اللحظه...

اول م هانزلها بالجروب... يا ريت تساعدوني يكبر... تعليقاااات بليز ماتكسفونيش بقه.

تكملة الرواية من هناااااااا 

 لمتابعة باقى الروايه  زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع