رواية براءة العاشقين الفصل الأول والثاني بقلم هدى زايد حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية براءة العاشقين الفصل الأول والثاني بقلم هدى زايد حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الأول
========
كانت نازلة من على سلالم أول حارتهم و هي بتحاول تستر نفسها هدمها متقطعة و شعرها متبهدل مظهرها مش مظهر واحدة دخلت خناقة ف هدومها اتقطعت لا دي واحدة اتعرض لها حد و عمل عملته معها وسابها، في اللحظة دي كان هو واقف بيلم عدته عشان يقفل الدكان بعد ما عمل الجرد قبل ما يقول يا هادي في رحلة شغله الجديد، رفع وشه عشان يقابلها بالصدفة وهي بتحاول تسند على الحيطة عشان توصل جري عليها و ساعدها وهو بيسالها :
- أنتِ كويسة ؟! مالك مين عملك فيكي كدا يا آنسة وصال ؟!
وصال مكنتش عارفة تقوله إيه بس كل اللي قدرت ترد بيه هزة من راسها بانها مش كويسة خالص ساعدها في انها تستند عليه عشان توصل بيتها بسرعة وهو كان طول الطريق ساكت كان نفسه يسالها مين اللي عمل فيها كدا وليه ؟! بس فضل إن ميتكلمش عشان ميزودش عليها التعب وكفاية حالتها اللي هي فيها وصال وصلت بيتها اخيرًازو كان قلبها بيدق بسرعة كل اللي عملته كوم و إن اللي اخوها يقتنع باللي هتقوله دا كوم تاني لوحده اول ما حطت رجليها على عتبة البيت لاقت مرات اخوها بترمي الصينة بتاعت الشاي من ايدها و بتثوتزو هي بتنادي جوزها و بتقوله
- الحق يا محروس اختك اغتصبو ها يا محروس يا فضيحتنا يا لهوي يالهوي
محروس خرج من الأوضة وهو بيجري بص لاقى اخته متبهدلة وهدومها متقطعة و حالتها فعلا حالة واحدة اتعرضت للا غتصـ ـاب مسكها من دراعها و سالها بغضب مالي عينه
- مين اللي عمل فيكي كدا انطقي يا بت !!
وصال كانت مش عارفة تقول ايه و لا تتكلم ازاي هي دلوقتي في ورطة بس مضطرة تخرج منها زي ما زخلت نفسها فيها بصت لـ حسين و قالت بدموع مزيفة و هي بتترمي في حضن اخوها و بتقول:
- حسين يا محروس حسين هو اللي عمل فيا كدا
وهنا وقعت الصدمة على حسين اللي بسبب كلامها حس ان في حالة ذهول مخرجش منها غير على ايد محروس اللي قبضت عليه و بيضربه بكل قوته و هو بيقول:
- بقى أنت اللي عملت فيها كدا أنت يا ندل يا جبان اللي تعمل كدا في اختي دا انا م هسيبك
الدنيا في لحظة اتقلبت و مرات محروس فتحت الباب على الآخر وطلعت برا البيت و بدات تصوت و تعرف الناس كلها إن حسين هو اللي عمل عملته البشعة دي في أخت جوزها
مرات محروس مكنش الغرض من صراخها إن
الناس تنقذ الموقف و تفرق بين حسين اللي بدأ يدافع عن نفسه ويضرب حسين زي ما بيضربه لا دا عان هي حابة تفضح وصال اللي بكل أسف كانت فاكرة إن الموضوع هياخد منحي تاني خالص غير كدا
بعد مرور حاولي ساعة كاملة من الخناقة و اللي انتهت بقعدة عرفية بين الطرفين و جه فيها كبار الجلسات العرفية اللي حكموا إن وصال تروح لدكتورة نسا عشان تحكم إمن كانت وصال ظالمة ولا مظلومة و لو ظالمة تدفع مبلغ تعويض منها لحسين و لو حصل العكس حسين يكتب عليها رسمي و ياخدها عنده البيت .
تاني يوم فعلا وصال و مرات أخوها و أم حسين كانوا في عيادة عند دكتورة نسا بتكشف الدكتورة طلبت من الكل يخرج برا لحد ما تخلص كشف بس أم حسين رفضت و قالت:
- أنا ابني متهم انه اغتـ ـصبها يا دكتورة و يكون في علمك مش هخرج من الأوضة لحد ما اعرف الحقيقة .
الدكتورة ردت و قالت بعملية:
- بس دا ممنوع من فضلك اخرجي برا
و بعد مناقشات كتيرة بين إم حسبن و الدكتورة نجحت الدكتورة في انها تخرجها برا فعلًا و بدأت تتكلم مع وصال و بتقول:
- ممكن أسالك سؤال
وصال كانت حاطة عينها في الأرض ومبتردش عليها بس رفهت وشها من الأرض لما الدكتورة قالت بكل هدوء:
- قولي لي الحقيقة يا وصال هو ابنها فعلا هو اللي عمل كدا ولا ؟!
وصال كانت ساكتة طول الوقت مش راضية تتكلم لحد ما ال كتورة هددتها بشكل غير مباشر و قالت:
- وصال لو طلعتي بتكدبي ابنها ممكن يرفع عليكي قضية وهتتحبسي فـ صارحيني يمكن اعرف اساعدك .
تنهدت وصال و بعدها قالت للدكتورة
- أنا عاوزكي تقولي انك كشفتي عليا و اني فعلا اتعرض للاغتـ صاب
- ليه ؟!
وصال بصت للدكتورة و قالت:
- اعملي اللي بقولك عليه و بس
الدكتورة ابتسمت و قالت:
- و دا بقى كدا من غير مقابل ؟!
- لا طبعا اكيد بمقابل اومال أنا صممت اجاي عندك أنتِ بالذات ما هو عشان عارفة انك هتساعديني بمقابل
الدكتورة كتبت في تقرير انها اتعر ضت
للاغتـ صـاب و إن داحصل فعلًا ليلة امبارح
وصال ابتسمت بعد ما قرأت التقرير حطيته ع المكتب و قالت للدكتورة بابتسامة واسعة
- ودلوقتي بقى نادي على ام حسين خليها تدخل وتعرف إن ابنها هو اللي عمل كدا .
ام حسين دخلت ومعها مرات محروس اللي الصدمة كانت كبيرة فعلا عليهم، وهنا مرات محروس مقدرت تتكمل الصدمة و بدأت تضرب في وصال اللي كانت بتمثل الزعل و هي بتفادي وشها من الضرب، الدكتورة اتدخلت وحاولت تتكلم بهدوء بس فشلت .
في مساء نفس اليوم
اتلموا تاني في قعدة هرفية عشان يحكموا على حسين يكتب الكتاب على وصال بس حسين رفض يروح الجلسة بعد ما عرف إنها فعلا تم اغتـ صبها أمه كانت بتحاول تفهم ليه مش عاوز يروح بس هو كان رافض يتكلم كان بيلم هدومه في شنطة سفره و هي بتروح و تيجي معاه من السرير للدولاب و هكذا و هي بتقول:
- البت طلعت مظلومة و أنت ظالم يبقي لازم تكتب عليها فاهم ولالا ؟!
حسين ضرب بيده ع دماغه و قالها بصراخ
- بقولك إيه طلعيني من دماغك أنتِ وابويا البت دي كدابة و أنا مش هكتب عليها تروح تشوف مين اللي عمل فيها كدا و تخلي يكتب عليها و سبيني بقي عشان الحق المركب
دخل ابو حسين وفي ايده سبحته و الغضب ملى عينه من تصرفات ابنه، وقف على باب الاوضة و قال بامر:
- سيب شنطة هدومك دي و تعال معايا عشان تكتب الكتاب يا حسين
حسين ساب اللي في ايده فعلا و رتح ناحية والده و قال :
- يابا و الله ما لمستها ولا جيت جنبها دي كدابة !
ابو حسين رد بغضب و قال:
- كدابة ؟! بتقول كدابة ؟! و هدومها المتقطعة دي ايه ؟! و الدكتورة كدابة و مرات اخوها كدابة
حسين صرخ بكل قوته و قال:
- ايوة كدابين كلهم كدابين و الله ما قربت لها و لا شفتها اصلا غير امبارح ووصلتها عان كنت شايف انها محتاجة لمساعدة و الله يابا ماليا دعوة باللي حصل دا !
والد حسين رد و قال:
- اخر كلامي البس هدومك و يلا عشان تكتب الكتاب يا كدا يا يمين عظيم ما أنت ابني و لا أنا اعرفك ليوم الدين
حسين استغرب من والده اللي صدق الغريب و كدبه ساله بضيق و قاله:
- أنت ليه بتعمل معايا كدا ؟! اشمعنى انا من بين كل اخواتي اللي دايما ظالمني اشمعنى انا رد عليا أنت ازاي ظالم كدا !!
والده ضربه بالقلم و دي طبعا مش اول مرة يعملها و على طول بيعملها، والده كم بغضب شديد وقاله:
- انا عمري ماظلمتك يا شمام يا قليل الادب انا عملت معاك اللي معملتوش مع اخواتك ف لو حد هيحاسبني يبقي اخواتك اللي صرفت عليهم اقل من اللي صرفته عليك في المصحات يا شمام
رد حسين بضيق و هو بيطلم على وشه و قال:
- وتُبت و الله تُبت عن الحرام و ناسه و كنت مسافر عشان اشوف حالي
رد والده بسخرية وقال:
- تُبت !! تَبت و أنت كل ليلة تقعد مع محروس !! عاوزني اصدقك و أنت مصاحب محروس اللي فاتح دولاب للمخدرات أول امبارح و امبارح عملت عملتك القذرة مع اخته يا كلب
والده كمل عليه ضرب ومسكه من ياقة قميصه و قال:
- قدامي و هتكتب كتابك عليها و بعدها ماشوفش وشك قدامي
ردت ام حسين و قالت:
- هبروح فين بس يا حاج !
- يغور في اي حتة الا بيتي انابيتي مبيدخل في غير الناس الشريفة
ابو حسين ساب ابنه و هو بيبص عليه بحسرة و قال:
- يا خسارة يا الف خسارة على الفلوس اللي دفعتهالك عشان تتعافى من القرف دا بس اقول ايه ولا هستنى ايه من شمام زيك غير القرف .
بعد ساعة رجع حسين و معاه وصال اللي دخلت بيته بشطنة هدومها و بس هما الاتنين وقفوا على سطح البيت في انتظار والدته اللي جت بسرعة و قالت له بحنية
- خد يا حبيبي دا مفتاح الاوضة اقعدوا فيها وانا يومين يهدأ بس ابوك من ناحيتك و هخليه ينزلك انت ومراتك .
وصال دخلت ورا حسين الأوضة وابتسامة انتصار ملت وشها اخيرًا خطتها نجحت و هربت من سجن اخوها لكن فجأة و بدون سابق انذار حسين مسكها من دراعها و سالها بغيظ:
- أنا عمري شوفتك و لا كلمتك غير امبارح
- حسين اهدأ بس عشان افهمك
- تفهميني إبه يا كدابة إنا نفسي اعرف عملت لك إيه عشان تعملي فيا كدا مين الكلب اللي عمل معاكي كدا ؟! انطقي
وصال كانت عارفة إنه هيسألها و انها هتتعرض للضرب بس من اول لحظة كدا و قبل ما تتكلم لاقت حسين ماسك السـ ـكينة وحطها على رقبتها و قالها:
- أنا النهاردا يا قا تل يا مقـ ـتول لو معرفتش مين اللي عمل فيكي كدا و حطتيها فيا أنا
وصال بلعت ريقها و قالت:
- اخوك هو اللي عمل فيا كدا و قالي اني اعمل كل دا عشان يكتب عليا و قالي اني لازم اتجوزك و بعدها هيخليك ترجع للمخدر ات من تاني عان يعرف يقـ ـتلك من غير ما ياخد فيك يوم واحد سجن و بعدها اورثك و اتجوزه .
يتبع
الفصل الثاني
♤♤♤♤♤
أنا عمري شوفتك و لا كلمتك غير امبارح ؟
- حسين اهدأ بس عشان افهمك !
- تفهميني إيه ؟ يا كدابة أنا نفسي اعرف عملت لك إيه عشان تعملي فيا كدا ؟ مين الكلب اللي عمل معاكي كدا ؟! انطقي !
كانت "وصال" تعلم جيدًا أنها ستمر بهذه المرحلة في أول لقاءٍ بينهما
اطبقت على جفنيها بعنفٍ إثر ضغط "حسين" على كتفيها، فتحت عينها بصدمة ما إن رأته يوضع نصل السـ ـكين على رقبتها وقال :
- أنا النهاردا يا قا تل يا مقـ ـتول لو معرفتش مين اللي عمل فيكي كدا و حطتيها فيا أنا
بلعت"وصال " ريقها و قالت بكذب:
- اخوك هو اللي عمل فيا كدا و قالي اني اعمل كل دا عشان يكتب عليا و قالي اني لازم اتجوزك و بعدها هيخليك ترجع للمخدر ات من تاني عان يعرف يقـ ـتلك من غير ما ياخد فيك يوم واحد سجن و بعدها اورثك و اتجوزه .
كلما أرادت الفرار من مأزقٍ وقعت في آخر أشد قسوة أما "حسين" كان يشعر بالتخبط و الحيرة الشديدة معًا، و لأن من أكثر العيوب لدى "حسين" هو الإستماع لغيره و يتأثر دون أدنى تفكير، نجحت " وصال" في بخ سُمها داخل عقل زوجها مما جعله يثور و يغضب مرددًا عبارة الوعيد و القتـ ـل لأخيه و لكل من تسول له نفسه بالتأمر عليه .
سأل حسين قائلًا :
- مالك يا حسين نازل و عفاريـ...
تفاجئ بـ حسين ينقض عليه و يضربه بكل قوته، دافع عن نفسه وضرب أخيه و كانت هذه المرة الأولى التي ضرب فيها " خالد" أخيه "حسين" هرع والدهما و حاول التفرق بينهم بعد معاناة كبيرة فيهذا التوقيت تحديدًا كانت" وصال" واقفة تشاهد ما يحدث
وبعد معاناة نجح الأب في إبعادهما عن بعضهم البعض ليسرد " حسين" ما قالته " وصال" رد والد حسين و قال بعصبية:
- كلام إيه اللي بتقوله دا و لما خالد اخوك يعرفها من الأول ما راحتش قالت ليه الكلام دا لاخوها ؟!!
نادى بصوته العالِ لتهبط " وصال" نزلت بالفعل و قالت ببراءة وكأنها لم تفعل شيئًا حين سرد ما قاله ابنه :
-أنا يا عمي قلت كدا ؟! طب إمتى و لا فين ؟
ثم نظرت لـ حسين وقالت بعتاب:
- اخس عليك يا حسين بقى أنا مراتك مبقاش ليا ساعة معاك تتطلع عليا كلام محصلش وكمان تتهم في مين ؟! اخوك ابن امك و ابوك !!
كاد " حسين" أن يفقد عقله ما هذه السرعة لقد تغيرت أقوالها في طرفة عين، ما زاد الأمر أكثر تصديقًا حين كشفت رقبتها أمام والده لتُظهر جرحها و هي تقول بحزن مصطنع:
- شايف يا عمي أول ما اتقفل علينا باب اتعمل فيا كدا و كان عاوزني اشهد ضد اخوه و اقول اللي هو قاله دا ولما رفضت هددني بالقـ ـتل
ردت والدة حسين على كلامها بتأيد لها و قالت:
- اخوك يا حسين عمره ما فكر يزعلك تقوم تقول عليه عاوز يقتـ ـلك و بيعرف وصال لا يا حسين !!!
كان والد حسين يراقب تصرفات ابنه وزوجته من الصادق و من الكاذب هل صدقت هي و هو من الكاذبين أم كذبت هي و كان هو من الصادقين لماذا تصمم على أن حسين هو من فعل فعلته ما دام ابنه يسرد له أن أخيه من فعلها انتشله من بئر أفكاره " حسين"و هو يسحب زوجته من خصلات شعرها الطويل
جرها كالبهائم وسط صراخها محاولة الاستنجاد بأحدهم لكن لم يتحرك أحد قيد أنملة دفعها في غرفتهما بأعلى سطح المنزل و اوصد الباب ثم قال:
_ انا النهاردا يا قا تل يا مقتـ ـول فهميني بقى ايه اللي حصل بالظبط ؟
زحف " وصال" للخلف حتى اصطدمت رأسها في الجدار لا مفر لن يهدأ حتى يصل لإجابة تُرضي فضوله ضغطت على شفتاها بتفكير ثم قالت:
_ على فكرة ابوك كداب !
صفعها " حسين" على خدها و قال:
_ ابويا انا كداب يا بنت الكل'ب
تحملت الصفعة ثم تحاملت على نفسها وبدأت تتحدث بحقدٍ و كُره و هي تقول:
_ على فكرة ابوك يبان طيب انما هو اصلا عينه مني اوعى تصدق انه شيخ جامع بحق و حقيقي دا كان بيبص لي يا حسين وأنا بكشف له رقبـ...
رمقها " حسين" و قبل أن يرد عليها قاطعته قائلة :
_ قبل ما تتكلم هقول على إمارة، بأمارة ما دخل عليا المطبخ و انا بعمل القهوة .
بدأ يقتنع بكلامها و تسأل بشرودٍ ممزوج بدهشة:
_ ابويا انا بيبص لك !
*******
في الصعيد
كان جالسًا وسط مجموعة من الرجال بهيبته وكامل أناقته يستمع لجلسة عرفية جديدة و مشكلة جديدة و التي كان يعرغ حكمها من بدايتها لكنه فضل أن يستمع لجميع الأطراف كعادته ليكشف نواياهم تنهد بعمق و قال:
_ بزياده لحد كده حديت أنت خدت اكتر من وجتك و عشان نخلص الليلة ديه أنت هتدفع غرامة عشرين ألف
رد الرجل معارضًا و قال:
_ بس ديه كاتير جوي يا راشد بيه ليه يعني عشرين ألف
وقف "نصار" ليُنهي الجلسة ووقف الجميع احترامًا له وقال:
_ خلص الحديت لحد كده و دلوجه كل واحد يروح على داره
رحل الجميع و بقى هو ينهي آخر أعماله قبل بدء عطلته الأسبوعية ولج أخيه الأصغر و قال:
_ الحج يا نصار
_ فيك إيه يا فواز چرا ايه ؟
بلع لعابه و هو يقول :
_ حسين ابن عمك اتعارك مع اخواته و ابوه
وجتـ ـل ابوه
هب واقفًا متسائلًا بدهشة و ذهول شديدان
- بتجول إيه يا مخبل أنت كيف ديه حُصُل و ميتا ؟!
- الأخبار لسه واصلة دلوجه و باين كِده الموضوع واعر جوي .
التقط عبائته السوداء و قال بجدية:
- هم بينا خلونا نشوف إيه اللي حُصُل .
******
عودة لمنزل "حسين"
نفخت في شرارة الغضب فتحولت لنيران أشبه بنيران البراكين، فعلت المستحيل لتُبعد التهمة عنها و بكل أسف "حسين" من ساعدها على ذلك بسبب تشوشهُ الوضع لا يمكن أن يهدأ بهذه الطريقة أبدًا، بل تفاقم حين سقط والد حسين مفارقًا الحياة بعد أن صُعق من اتهامات ابنه، مشهد لن يتكرر أبدًا داخل منزل الحج محمد القصاص ذلك الرجل التقي الذي يحافظ على صلاته وصيامه و قيام الليل، ذلك الرجل حسن السير و السُمعة، يالها من
شيـ ـطانة نجحت في تفرقة العائلة في أقل من ست ساعات فماذا سيحدث إن مكثت لمدة عامًا أو أكثر.
انتقل جثمان الحج محمد لأحدى المستشفيات الحكومية لمحاولة إنقاذه لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يدخل من باب المشفى حتى تلك الأزمة القلبية الحادة التي أتته إثر محاولة ضرب ابنه له، تم حجزه لحين الإنتهاء من الإجراءات اللازمة، و هم الآن في إنتظار عائلتهم من أحدى محافظات الصعيد و تحديدًا محافظة الأقصر .
*******
في عصر اليوم التالي
انتهت جميع مراسم الغُسل و حان الآن موعد الذهاب لمسقط رأس الحج محمد، بكى عليه كل فرد في حارته حتى الأطفال لم يتوقفوا عن البكاء كانت جنازته مهيبة حقا الجميع يتسابق ليحمل صندوق الجثمان، زوجته في حالة من الصدمة أين زوجها رفيق دربها الرجل الذي لم يفعل أي شئ سوى أن يغار عليها من نسمة الهواء و حين يغضب منها يناديها بإسمها فقط دون مغازلة أو مشاكسة أين الرجل الذي تربت في كنفه طوال الثلاثون عاما
أين الرجل الذي كان يربت على ظهرها ويسألها عن حالها فتجيب ما دمت بخير أنا بخير أين أنت يا محمد، صرخة مدوية خرجت منها تنادي فيها وتتوسله يعود و تفعل له ما يريد مهما كلفها الأمر .
كان "حسين" واقفًا أمام السيارة التي ستنقل أبيه وحاله لايفرق كثيرًا عن حال أخوته، غجأة و بدون أدنى مقدمات وجد يدٍ من حديد تقبض على مؤخرة رأسه لتجبره الدخول في سيارة فارهة من اللون الأسود، حاول معرفة هوية الشخص الذي تجرأ على فعل ذلك ليجد "نصار" بن عمه من فعلها حاول أن يتحدث معه بنبرة هادئة لكن لم يتلقى منه سوى تقييد في قدميه ويدهُ، تتدخلت "وصال" لإنقاذ زوجها و هي تحدثه بنبرة غاضبة
- أنت مين و بتعمل في إيه جوزي يا جدع أنت ؟
دفعها الأخرى دخل السيارة و هو يجيب على سؤالها :
- اني اللي هربيكم من أول و چديد يا بنت الكلاب
صاحت لترد على وقاحته معها لكنه حدجها بنظرة من عيناه جعلتها تعود للخلف في هدوءٍ تام نظرت لزوجها تسأله بخفوت:
- مين دا يا حسين ؟
- نصار ابن عمي
- و إيه اللي يخلي يعمل فيك كدا ؟
رد بنبرة مغتاظة قائلًا:
- منها لله أمي السبب هي اللي قالت له ياخدني معاه و حكت على اللي حصل .
ردت بنبرة مغتاظة قائلة:
- هي الولية دي إيه مبتتهدش أبدًا مش كفاية اللي عمله جوزها فينا ؟
نظر لها و قال بنبرة هادئة عله يستشعر كذبها
- صارحيني يا وصال أبويا بصلك فعلا و لا كلام منك وخلاص ؟
دام الصمت لعدة ثوانٍ قبل أن تقول بنبرة هادئة لكنها لا تخلو من الكذب :
- مش عاوزاك تزعل مني يا حسين بس أبوك مكنش الراجل الطيب التقي اللي بيصلي الفرض بفرضه لا دا كان بتاع ستات أنا لما كشفت الجرح اللي في رقبتي عشان يشوفه
لاقيت عينه نازلة على باقي جسمي من فوق ولما حاولت تضربني كان كان
سألها بعضبية قائلًا:
- كان إيه ما تنطقي ؟
- كان بيحضني و ايده بتفعص في جسمي ارتاحت كدا ؟
ختمت حديثها قائلة:
- الزفت اللي بتتعاطى يا حسين مش مخليك تفرق بين الصح و الغلط مش مخليك واخد بالك إن الطيب دا فعلا طيب ولا لا
نظر لها و قال بأعين تملؤها الخزن الشديد على حاله الذي آل إليه :
- منك لله أنتِ السبب في كل اللي أنا في دا دلوقتي زماني كنت مسافر و عايش حياتي بشكل طبيعي
تابع بوعيد وهو يقول:
- اوعي تكوني فاكرة إني مش هعرف حكايتك اتقلي عليا يا حلوة اوصل بس وهعرفك مين هو حسين القصاص االي كان موقف الحارة كلها على رجل يتقفل علينا باب واحد و بعدها كل حاجة هتبان .
******
بعد مرور عدة ساعات
كان " نصار" يبدل ملابسه ليستقبل العزاء في عمه طرقات خفيفة ثم أذن بعدها للطارق بالدخول تفاجئ بها تقف وسط الحجرة و تتحدث بنبرة هادئة عكس التي كانت عليها قبل وصولها الصعيد، سألها بهدوء قائلًا:
- خير؟
-وهيجي منين الخير و أنت عاوز تحبسني مع واحد شمام في بيت لوحدنا ؟
رد " نصار" بإبتسامته الساخرة و قال:
- الشمام ديه يبجى چوزك ولا أنتِ ماوخدش بالك ؟
جلس على الأريكة ليرتدي حذائه أما هي بدأت مسلسلها الذي لم تكل ولن تمل منه حين قالت:
- حسين مش جوزي و أنا مبحبوش ولا راضية على الجوازة دي اخويا اللي منه لله جوزني بالعافية
يبجى چوازك باطل منيه
قالها "نصار" وهو يضع عبائته السوداء على كتفيه ثم نثر العطر، أما هي حالة من الصدمة تلبستها حين أخبرها ببطلان زواجها، كاد أن يذهب من غرفته لكنها قبضت على ذراعه و نظرت للأعلى نظرًا لفارق الطول الشاسع بينهما ثم قالت بنبرة تملؤها الدهشة و الذهول
- يعني إيه جوازي باطل ؟ طب والمأذون و الشهود كل دول يبقوا إيه كلهم باطل مزورين ؟
تنهد بعمق ثم قال بهدوء:
- لا مش مزورين بس الچواز أساسه الرضا و الجبول ومادام في طرف من الطرفين مرضيش على الچوازة تبجى باطلة .
- طب ولو أنا رضيت بالجوازة من حسين يبقى كدا بقى رسمي وشرعي خلاص ؟
نظر لها نظرة مطولة ثم قال بفضول:
- أنتِ عمرك كِده إيه ؟
- تمناتشر سنة بتسأل ليه ؟
- مچرد سؤال مش أكتر عموما اجفي چار چوزك و خليه يطلع من اللي هو في ديه و بعدها نشوف هتكملي وياه ولا
ردت" وصال" و قالت بذعر من وعيد زوجها لها
- لا مش هكمل ومش هقف جنب حد دا بيتعاطى مخد رات و مش أي نوع دا الآيس يعني سكة االي يروح و ميرجعش
- و أنتِ عرفتي منين الحاچات ديه ؟
أجابته بحزن :
- ما أنا اخويا بيتاجر فيهم
رد بنبرة ساخرة
- أنعم و أكرم على النسب اللي يشرف بصحيح يا حسين يا واد عمي .
- ربنا يسامحك أنت ليك حق تقول كدا ما هو أنت متعرفيش اللي فيها .
كاد أن يغادر لكنها استوقفته قائلة:
- مش هتحل لي موضوعي مع حسين
- بعد العزا يبجى نشوف الموضوع ديه
ما أن خرج من غرفته ضغطت على شفتاها بتفكير إلى أن اهتدت لأحدى الأفكار الشيطانية خرجت هي الأخرى متجهة حيث حجرتها قبض على ذراعها و قال بجنون :
- كنتي بتعملي إيه في أوضة نصار ؟
- بلاش يا حسين عشان أنا لما بتكلم مبتصدقنيش و
- بقلك كنتي بتعملي إيه ؟
قالي جوازك باطل من حسين و لو حابة تتطلقي أنا هساعدك بس ابقي تعالي بليل بعد العزا في اوضتي و أنا هشوف الموضوع دا
- يعني إيه ؟
- شوف أنت بقى يعني إيه واحد بيطلب من واحدة متجوزة تروح له اوضته بليل في المتأخرعشان يساعدها تتطلق من جوزها .
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا