رواية براءة العاشقين الفصل الثالث والرابع بقلم هدى زايد حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية براءة العاشقين الفصل الثالث والرابع بقلم هدى زايد حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الثالث
♡♡♡♡♡♡♡
ما أن خرج من غرفته ضغطت على شفتاها بتفكير إلى أن اهتدت لأحدى الأفكار الشيطانية خرجت هي الأخرى متجهة حيث حجرتها قبض على ذراعها و قال بجنون :
- كنتي بتعملي إيه في أوضة نصار ؟
- بلاش يا حسين عشان أنا لما بتكلم مبتصدقنيش و
- بقلك كنتي بتعملي إيه ؟
قالي جوازك باطل من حسين و لو حابة تتطلقي أنا هساعدك بس ابقي تعالي بليل بعد العزا في اوضتي و أنا هشوف الموضوع دا
- يعني إيه ؟
- شوف أنت بقى يعني إيه واحد بيطلب من واحدة متجوزة تروح له اوضته بليل في المتأخر عشان يساعدها تتطلق من جوزها .
رد " حسين" بنبرة غاضبة قائلًا:
- بس بقى كفاية كل الناس طمعانة فيكي عاملة نفسك ياما هنا وياما هناك و أنتِ حتة بت لا راحت و لا جت .
التزمت الصمت و لم ترد على حديثه الغاضب كادت أن تتجاوزه لكنه استوقفها قابضًا على ذراعها و قال:
- راحة فين ؟
- عاوز إيه يا حسين ؟
جرها حيث الفراش ثم بدأ في فك أزرار قميصه وقال:
- ناسية وعدي ليكي ولا إيه يا حلوة ؟
حاولت الفرار من بين براثنه لكن دون فائدة
كانت كلمات "نصار" تتردد على مسامعها زواجها منه باطل ما دامت رافضة هذه العلاقة و ماذا عنه هو أيضًا كان ناكرًا لها، استوقفته قائلة بتلعثم :
- قبل ماتقرب مني ولا تعمل أي حاجة قول الأول موافق على جوازك مني
سألها بسخرية :
- على أساس إن اللي حصل كل دا مكنش جواز ؟
- ياسيدي أنت هتخسر إيه قول إنك موافق الأول وخلاص .
دفعها على الفراش بقوة لتفترشه بظهرها اعتلاها وبدأ في أخذ حقوقه الشرعية، كانت كالثلج باردة تماما رغم خوفها الشديد منه مثلها كمثل الفتيات في هذه الليلة .
مر أكثر من عشر دقائق و اعتدل في جلسته أما هي كانت تستر جسدها العاري، مسح حبات العرق المتكونة على جبينه و هو يقول بتوتر ملحوظ :
- على فكرة أنا دماغي مش معاكي عشان كدا
لم ترد على حديثه وهذا ما زاد من غضبه هدر بصوته الجهوري و قال:
- ساكتة ليه ؟
ردت" وصال" قائلة بحيرة و قالت:
- هقول إيه بس يا حسين
صمت لعدة ثوانٍ ثم قالت ببراءة :
- مش يمكن أنا السبب عشان متوترة
رد بسرعة مؤكدًا حديثها مستغلًا قلة خبرتها و قال:
- ايوة ايوة أنتِ السبب ايوة
ارتدت ملابسها ثم قالت بعتذار :
- طب معلش حقك عليا ارتاح شوية و شـ...
قاطعها " حسين" قائلًا بصوتٍ هادئ و عيناها تكاد تخرجان من محجريهما:
- و رب العزة لو ما عرفت حكايتك دلوقتي لاقتـ ـلك دلوقتي يا وصال .
ردت بذعر و قالت:
- حاضر، حاضر .
جلست على حافة الفراش إثر دفعته القوية لها
و بدأ في سرد حكايتها منذ اليوم الذي تقابلت فيه معه
-اليوم اللي أنت شوفتني في كنت راجعة من الشغل ما هو أنا شغالة في محل ملابس و برجع منه على تسعة عشرة بس اليوم دا صاحب المحل منه لله اتعمد يقعدني لحد حداشر بليل و طبعًا علي ما جيت كان الوقت متأخر إصراره مكنش مريحني خصوصًا إنه قالي أنا بس افضل معاه بس بعدها بانت نيته السودا و حاول يتهجم عليا و بهدلني و لما ضربته على دماغه طردني وقالي اني مش وش نعمة رجعت البيت و أنا هدومي متبهدلة زي ما شفت كدا بعينك لو كنت قلت لمحروس اخويا مكنش هيصدقني لاهو ولا مراته اللي منها لله دايما مسممة بدني بالكلام، لاقيتك وصلتني لحد البيت وهي قالت إن حد اتهجم عليا خفت لو قلت إن مش أنت اللي عملت فيا كدا يجوزني لحد من صبيانه الشمامين قمت لازقتها فيك !
سألها " حسين" بدهشة و قال:
- يعني أنتِ لسه بنت بنوت ؟
إيماءة من رأسها علامة الموافقة على حديثه ثم قالت بهدوء:
- ايوة
- طب و الدكتورة اللي قالت إنك مش بنت ؟
- أنا دفعت لها فلوس
- و كل دا ليه ؟
ردت " وصال" بحزنٍ شديد قائلة:
- أنا مليش ذنب في كل اللي حصل يا حسين
- اومال ذنب مين ؟
- ذنب اخويا اللي فاكرني بضاعة بتروح للي يدفع أكتر ذنب مراتهاللي شغلتني في بيت أبويا خدامة ذنـ..
قاطعها متسائلًا بضيقٍ شديد:
- و أنا ذنبي إيه ؟
- ذنبك إنك طلعت في وشي ساعتها
- يعني دا جزاء الخير اللي عملته معاكي جزائي إني ساعدتك توصلي لبيتك ؟ طب لو كان حد تاني مكاني كان لبس في الموضوع ؟
سكت مليًا ثم قال بتذكر:
- و اخويا و ابويا
بلعت لعابها بتوتر ملحوظ ثم قالت:
- مالهم ؟
- كانت عينهم منك بردو و لا دا من ضمن كدبك ؟
ردت بنبرة كاذبةو قالت:
- مش معنى إن كدبت في حاجة يبقى كدابة في كله اللي كدبت في قلت لك عليه يا حسين
قبض على ذراعيها بقوة شديدة بينما نظرت له و قالت:
- سيبك يا حسين من كل اللي فات احنا ولاد النهاردا أنا صارحتك بكل حاجة و لو حابب تاخدني عند أي دكتور و تتأكد إن أنا بنت بنوت يلا بينا أنـ...
قاطعها وهو يقول :
- أنتِ طالـ...
مدت كفها تكمم فمه بقوة قائلة بأعين مملؤة بالدموع :
- لا يا حسين لا ابوس ايدك أنا مليش لا مكانو لا ليا حد اعتبرني خدامة تراب رجليك مش عاوزة منك أي حاجة خلينا نبدأ من جديد خلينا نعيش حياتنا بعيد عن أهلي و أهلك .
سخر منها و قال:
- أهلي ؟! وهما فين أهلي ما خلاص كل واحد و راح لحاله و السبب أنتِ عاوزاني ازاي اكمل معاكي ؟
ردت " وصال" بنبرة حزينة:
- مليش حتة تانية اروحها يا حسين خليني عايشة معاك بلقمتي و أنا راضية بنارك و لا جنة اخويا.
*******
بعد مرور أسبوع كامل لم يحدث فيه أي شيئًا جديد يذكر سوى سوء حالة " حسين" نفسيًا وجسديًا بسبب محاولاته الفاشلة لاتمام زواجه من "وصال" على ما يبدو أنه يعاني من ضعف أو عجز جـ نـسي لا تعرف بالضبط لكن ما هو عليه الآن لايفسره سوى أنه مريض ليس لأن مشوش أو مضطرب كما يدعي، نهضت من فرشها وهي تلتف بالشرشف الأبيض حول جسدها متجهة حيث زوجها الجالس في ركن الغرفة على إحدى الأرائك، وضعت يدها على كتفه و قالت بنبرة متعاطفة:
- متزعلش يا حسين أنا مش مستجعلة و بعدين جايز نكون مأخدناش على بعض وكـ..
رد مقاطعًا حديثها قائلًا:
- ايوة ايوة احنا مأخدناش على بعض
سألته بإقتراح:
- طب إيه رأبك لو نعيش فترة خطوبة
سخر منها و قال:
- خطوبة و احنا متجوزين
تابع بعصبية وهو يصفعهابقوة على خدها الأيسر قائلًا:
- بتتريقي عليا يا بنت الكـ...
تحسـ ـست محل الصفعة ثم قالت بنبرة صادقة:
- الله يسامحك و الله ما كان قصدي كدا أبدًا أنا بقول بس يـ...
دفعها بعيدًا مما جعلها تفقد توازنها وتسقط على منضدة صغيرة ليتهشم زجاجها في جسدها انتشرت قطرات الدماء في أنحاء جسدها ويدها نظرت له و قالت من بين دموعها :
- أنت بتعمل معايا كدا ليه و أنا ذنبي إيه في اللي أنت في ؟ دا يا أخي بحاول اساعدك
جذبها من خصلات شعرها بقوة شديدة بعد ما ختمت حديثها تأواهت بصوتٍ عالي، هبط لمستواها و قال :
- و تساعديني ازاي و أنتِ على كلامك بنت بنوت و ملكيش خبرة في حاجة ها ؟
حاولت أن تتخلص من يده القابضة على خصلات شعرها و هي تقول بنبرة صادقة:
- و الله العظيم أنا بنت و لا حد قرب لي و لا حد بقدر يعملها أصلًا معايا، أنا يا حسين بحاول اساعدك زي ما بيقولوا لي ؟
جن جنون " حسين" حين اعترف بأن هنتك شخصًا ما يساعدها، ظل يصفعها على وجههاو جسدها حتى دفعته بعنفه و هي تقول:
- محدش يعرف اللي أنت في و الله العظيم
تابعت بصراخ وهي تضرب بيدها على صدرها :
- جبت العيب فيا و إني مش عارفة أخليك تقرب لي جبت العيب فيا عشان أنا متربية و عارفة إن كلام زي ميطلعش مهما حصل
ابتسم بسخرية و قال:
- متربية يا بنت شافعي الزبال و أخت محروس تاجر المخدرات ؟ لا و نعم الأدب و الاخترام يا بنت الزبال .
ردت بنبرة غاضبة و هي تكفكف دموعها قائلة:
-الزبال دا أشرف منك و من اللي جابك على الاقل ما بيمدش ايده للناس ويقولوهم ادوني
لم يتحمل غلاظة لسانها نهض من مكانه و جذبها من خصلات شعرها الطيل و قام بضربها و كأنه ينتقم لنفسه، حاولت إبعاده عنها لكنها فشلت تركها بعد أن أفقدها الوعي، نظرلها و لجسدها الهزيل ثم بصق على وجهها وهو يقول:
- اشوفك بتطولي لسانك تاني وأنا اعرفك مقامك كويس يا بنت الكـ...
في عصر اليوم التالي
كانت جالسة في حديقة المنزل، حدثت نفسها وهي تكفكف دموعها قائلة:
- أنا إيه االي عملته في نفسي دا عشان اخرج من نُقرة وقعت نفسي في دحديرة ؟ طب اخرتها إيه بس !
ولج " نصار" باحثًا والده و جده لأمرًايتعلق بالعمل وجدها شاردة و حين سألها عنهما استدارت بجسدها لتغادر الحديقة قائلة:
- معرفش باين كدا في الجامـ...
قاطعها " نصار" قائلًا :
- مين عمل فيكي كِده؟
- وقعت على التربيزة وشي اتبهدل
- وهي التربيزة هتشلفط وشك وتورم عينكي قمان ؟
ردت " وصال" ببكاء و هي تتوسله:
- سيبني في حالي يا نصار بيه الله يخليك كفاية اللي فيا عن إذنك .
حدثها دون أن يستدار قائلًا:
- الراچل اللي يمد يده على مرته ميبجاش راچل و هي لو سابته يعمل كٌده مرة يبجى هيعملها الف مرة والصُح تتدخل أهلها عشان يوجفوا عند حده .
عادت إليه وقالت من بين دموعها :
- و إذا كان الست ملهاش أهل وإذا كانت الست عاوزة تعيش و بتتحمل و إذ....
قاطعها قائلًا:
- لو الست فاكرة إن كِده هتعيش يبجي بتحلم على كِده كلتها يومين ونتفحوا لك تُربتك اهنى .
ردت بنبرة تملؤها الحزن و القهر :
- طب يارب يا خويا عشان اكون ارتحت من الدنيا وبلاويها
غادرت المكان و دموعها تنساب على وجهها استوقفتها زوجة " نصار" تفاجئت بما حدث في وجهها في البداية رفضت أن تذهب معها لغرفتها لتنظف جروجها لكن بعد إصرارها ذهبت. جلست على حافة الفراش وبدأتفي تطهير الجرح و هي تقول بنبرة متعاطفة:
- اللي يمد يده على مرته ميبجاش راچل جطع يده إن شاء الله .
ردت " وصال" بنبرة هادئة:
- معلش بكرا ربنا يهدي ويرجع زي الأول .
سألتها زوجة نصار بفضول قائلًا:
- هو ضربك ليه يا وصال ؟
ردت "وصال " بكذب قائلة:
- عشان مرضتش اقوم اعمله شاي
- وه كل ديه عشان مرضتيش تعملي شاي !!
- معلش بكرا ربنا يهدي .
نظرت لها و قالت بهدوء:
- هو أنا ممكن اسألك سؤال يا وداد ؟
- اتفضلي يا حبيبتي
- هو لما الست جوزها بيزعل منها بتصالحه ازاي ؟
- وقمان عاوزة أنتِ اللي تصالحيه يا حزينة ؟
- هعمل إيه يعني يا وداد ما أنا عاوزة اعيش
-على كِده هنفتحلك تُربتك الچمعة الچاية
ردت بعصبية قائلة:
- هو أنا نصار تحت اطلع الاقيكي بتتكلمي زيه فوق !
ردت بتباهي قائلة:
- طبعًا مش راچلي و تاچ راسي
ابتسمت لها ثم قالت:
- بتحبيه يا وداد ؟
- احبه بس ؟ ديه أني ميهدليش بال غير و هو رايج وضحكته دي من اهنى لحد اهنى، ديه دنيتي و اللي فيها .
ردت بإبتسامة خفيفة ثم قالت:
- ربنا يخليكم لبعض ويبعد عنكم العين يارب .
تابعت بجدية قائلة:
- ها هتساعديني ولالا ؟
- وه ما أنب كنت حبيبتك من هبابة جوام لحجتي تجلبي عليّ يا حزينة ؟
ابتسمت لها ثم دغدغتها و هي تقول:
- مقدرش اقلب عليك ياجميل أنت يا جميل .
احتوتها وداد في خضنها و ربتت على ظهرها بحنانٍ بالغ وهي تقول:
- ربنا يسعد أيامك يا وصال و يهديلك چوزك جادر يا كريم
تابعت بفضول قائلة:
- الا صحيح هو حسين اتچوزك ميتا أني كل علمي إنه كان هيسافر فرنسا يشوف حاله هناك
ردت " وصال" قائلة بفضول:
- و أنتِ عرفتي منين إنه كان هيسافر ؟
- وه ما غيث هو اللي چاب له عقد العمل
عقدت ما بين حاجيبها قائلة بفضول:
- غيث ! مين غيث دا كمان ؟ أنا اللي اعرفهم نصار جوزك و راشد اخوه الصغير بس
ردت " وداد" باسمة و هي تعتدل في جلستها ثم قالت:
- لا في غيث و ديه داكتور بيطري كِد الدنيا توأم نصار چوزي صغير عنه بخمس دجايج بس، بس ميفرجش عنه في شئ نفس الدماغ وتحكمية الرأي ويمكن على أعفش .
ردت " وصال" بفضول قائلة:
- طب و حسين كان هيسافر فرنسا يشتغل إيه ؟
سألتها بنبرة متعجبة قائلة:
- وه وهو مش چوزك كيف متعرفيش چوزك كان بيشتغل إيه ؟
ردت بنبرة متلعثمة و قالت:
- أصل أنا و حسين اتعرفنا على بعض من فترة صغيرة اوي و كمان اتجوزنا بسرعة يلا بقى كملي .
- چوزك كام هيبجى حداد في مصنع ولا معرفش ورشة و الله ما فاكرة بس شغلته كانت حلوة جوي غيث كان بيجولي إنه هياخد منيها فوج العشر تلاف چنيه .
ردت " وصال" بدهشة و دهول شديدان :
- في السنة ؟
- سنة إيه يا أم سنة ديه في الشهر ؟
- في الشهر عشر تلاف جنيه ؟
- و بيجولي قمان لو عچبهم شغله هيفضل هناك و مرتبه يزيد الطاج اتنين و يمكن أكتر .
شردت " وصال" قليلًا و هي تردد بخفوت الرقم الذي كان سيكسبه من عمله بالخارج نظرت لتلك الجالسة تلملم علبة الإسعافات الأولية و قالت:
- قولي لي يا وداد هي الشغلانة دي لسه موجودة ؟
- مخابراش متحددتش تاني في الموضوع ديه مع غيث
ردت " وصال" بنبرة تملؤها الرجاء :
- طب ما تسأليه الله يكرمك ولو موجودة يخلي يسافر و يشتغل .
ردت وداد بنبرة ساخرة دون قصد وهي تصدر صوتًا من أنفها لتخبرها بأنها تعلم كل شئ:
- و هو هياخد چوزك يعمل بيه إيه وهو بيشم
چوزك شمام يا حبيبتي ودول ناس مهتعرفش غير الدُغري و
توقفت من تلقاء نفسها و هي تقول:
- يوه يجطعني و الله ما جصدي
- و لا قصدك ما هي دي الحقيقة بس اللي متعرفوش إني السبب في هو في دا ؟
- كيف يعني ؟
- مش مهم كيف المهم إني اصلح أي حاجة من اللي خربت دي هتساعديني ولا هتتفرجي عليا لحد ما تفتوحوا لي تربة الچمعة الچاية ؟
- بعيد الشر عنك، بس هجول لاول لنصار و اللي هيجولي عليه هعمله
- لا يا وداد مش عاوزة حد يعرف باللي هنعمل احسن حسين يطربقها فوق دماغي تاني
- لا مجدرش اخطي خطوة من أذنه
- ليه بيشك فيكي ؟
- چاكي شكة مين ديه اللي ديه يُشك فيّ ديه دايما يجولي لو سابت وسط ميت راچل و سبتك لما ارچع هلاجيهم مية وواحد يا حزينة .
تابعت بجدية:
- سيبي لي الموضوع ديه بس أني مجدرش افتحه مع غيث غير لما چوزك يخرج من اللي هو في دلوجه .
- خير إن شاء الله، يلا بقى احكي لي ازاي اصالحه و اخليه ميزعلش مني ؟
******
بعد مرور عدة أيام
محاولة جديدة من "وصال" لإعادة جزء تم تدميره بوسطتها لكنها باءت بالفشل الذريع
جميع محاولاتها تجعهل يغضب ويثور لا يعرف هل هو مصاب بشئًا ما أم هو لا يريد الإقتراب منها لذلك لا يشعر بأي شئ تجاهُ
كانت جالسة في بهو المنزل تتناول وجبة الغداء في صمتٍ تام، على عكس وداد التي كانت تتحدث مع زوجها و تشاكسه كعادتها
أما الجد وولده جالسان يتناقشان في أمرًا هام تنفست بعمق قبل أن تفجر قنـ ـبلتها الموقوتة في وجه الجميع قائلة:
- أنا عاوزة احجز حسين في مصحة عشان يتعالج من اللي هو في .
جالك كلامي ياما اهي عاوزة ترمي اخويا في مصحة
اردف " مسعد" عبارته و هو يلج من باب منزل عائلة القصاص، وقفت عن مقعدها و قالت بتوتر ملحوظ:
- مسـ ـع مسعد ؟
- ابوة مسعد اللي اتهمتي زور يا خرابة البيوت مسعد اللي هيوريكي العذاب الوان ويعرفك إن الله حق يافاجـ..
كاد أن يصفعها لكن تتدخل "نصار" قابضًا على يده و قال بنبرة حادة:
- مافيش ست تتدخل دارنا وتنضرب واصل خليك راچل و اتحددت بلسانك و بس .
نزع " مسعد" يده من يد بن عمه و قال بعصبية :
- و أنت بتدافع عنها ليه ؟ تعرف أنت إيه عشان تتدافع عنها، عارف ابويا مات ليه عارف اخويا كان هيقـ ـتلني ليه ؟ عـ...
رد العم و قال بهدوء و حكمة:
- ياما بيحصل في البيوت يا ولدي و بعدين البت من يوم ما چات اهنى و احنا ما شوفناش منيها غير كل خير ؟
رد " مسعد" بغضبٍ جم قائلًا:
- لافت عليك و لا على عيل من عيالك عشان تتدفعوا عنها كدا ؟ دي فاجـ..
ردت " وصال" مقاطعة إياه قائلة:
- اخرس قطع لسانك يشهد الله عليا من يوم ما دخلت هنا و أنا بعاملهم زي أهلي و اخوك اللي أنت محروق عليه اوي كدا كل يوم يصبحني بعلقة و يمسيني بعلقة بسبب القرف اللي بياخده وأنا حاطة جزمة في بؤقي وساكتة .
صفق " مسعد" لها و قال بسخرية :
- برافو لا بجد برافو ينفع تشتغلي في السيما هتبقي ممثلة هايلة بس ورحمة ابويا في تربته ماهيخيل عليا عمايلك السودا دي يا بنت الزبال اللي هدومه اخدت من مصاطب الشوارع الناس رقات وهو بينضف الشوارع
لم تتحمل تلك الإهانة تحديدًا أمام الجميع لم بنفسها إلا و يدها تصفعه صفعة قوية لترد اعتبار والدها، أما " مسعد" فـ لم يتحمل هو الآخر و قام بضربها ضربًا مبرحًا، تدخل " نصار و راشد " محاولين إبعاده، حتى أتى " حسين" وشاهد ما حدث بدأ يسرد " مسعد"
ما خدث له من زوجة أخيه لم يتحمل كلماته هرع تجاهها و قبض على خصلات شعرها و قال بغضبٍ جم وهو يجرها على سلالم الدرج
- بتغلطي في اخويا أنا يا بنت الكلاب مبقاش في غيره عاوزة تتضيعي مني هو كمان .
ركض " نصار و راشد" خلفه لمحاولة إنقاذها
لكنهم تسمروا حين وجه فوهة سلاحًا ناريًا وقال بوعيد:
- محدش يقرب لها عشان محدش يزعل على عمره
حاول "نصار" تهدأته و من الجهة الأخرى كان " راشد" يحاول التسلسل ليقبض على السلح الناري و بين هذا ذاك استطاعت الفرار من من بين يده وقبل أن تصل لبر الامان اطلق رصاصة توسطت كتفها الايسر من الخلف فـ سقطت بين يدي " نصار" كانت عيناه تكاد تخرجان من مكانها ورهو يراها غارقة في دمائها ابتسمت له قبل أن تغلق عيناها
- هتفتحلي التُربة يا نصـ..
يتبع
الفصل الرابع
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ركض " نصار و راشد" خلفه لمحاولة إنقاذها
لكنهم تسمروا حين وجه فوهة سلاحًا ناريًا وقال بوعيد:
- محدش يقرب لها عشان محدش يزعل على عمره
حاول "نصار" تهدأته و من الجهة الأخرى كان " راشد" يحاول التسلسل ليقبض على السلح الناري و بين هذا ذاك استطاعت الفرار من من بين يده وقبل أن تصل لبر الامان اطلق رصاصة توسطت كتفها الايسر من الخلف فـ سقطت بين يدي " نصار" كانت عيناه تكاد تخرجان من مكانها ورهو يراها غارقة في دمائها ابتسمت له قبل أن تغلق عيناها
- هتفتحلي التُربة يا نصـ..
هزها بعنف و هو يقول بصدمة:
- فتحي عينك، وصال فتحي عينك
جحظت أعين" حسين" وهو يرأها غارقة في دمائها كاد أن يهرب لكن قبض عليه " راشد" و دفعه لإحدى الغرف، أما " نصار" حملها بين ذراعيه متجهًا حيث المركز الطبي القريب من منزله ليخرج تلك الرصاصة من جسدها .
لحق به والده و جده تسألوا بلهفة:
- خير يا ولدي ؟ عاملة إيه دلوجه ؟
هز " نصار" رأسه علامة النفي ثم قال:
- لسه محدش رد عليّ يا چدي بيحاولوا يخرچوا الرصاصة .
- ربنا يجدم الخير يا ولدي إن شاء الله .
بعد مرور ساعة تقريبًا
خرج الطبيب من غرفة العمليات و هو بنزع الكمامة عن وجهه و قال بجدية و عملية:
- الحمد لله خرچنا الرصاصة
تنفس الجميع الصعداء حمدًا لله ثم سأل الجد بهدوء :
- و هي عاملة إيه دلوجه ؟
- احمدوا ربنا انكتب لها عمر چديد، يومين وتبجى زينة إن شاء الله بس في حاچة كنت رايد اعرفهالكم
سأله والد نصار قائلًا:
- خير يا داكتور ؟
- خير إن شاء الله دي چريمة شروع في جتل و لازم الحكومة تاخد خبر ديه القوانين وكـ..
قاطعه " نصار" و قال بهدوء:
- ولا چريمة و لا حاچة يا داكتور ديه كان فرح عندينا و الرصاصة صتبتها بالغلط يعني
رد الجد مؤكدًا حديث حفيده :
- كيف ما جالك نصار كِده يا داكتور رصاصة بالغلط .
في المساء
كانت " وداد" جالسة داخل غرفة " وصال" بالمشفى تنظر لها و هي في سباتٍ عميق في عالم آخر لا تدري بمن يراقبها، عادت ببصرها لزوجها و قالت بخفوت:
- هما فين أهلها و كيف سايبنها كِده و إيه اللي خلا مرت عمك تجولك تاخدهم وياك يوم الچنازة ؟
رد " نصار" بنبرة حائرة:
-مخابرش صدجيني مخابرش كل اللي جالته وجتها إنه اتچوز غصب عن أبوه الله يرحمه ورچع من تاني لشرب المخدر ات من تاني وبعدها انشغلت في شغل المزرعة و طلبات غيث اللي مبتخلصش .
تابع بخفوت قائلًا:
- أني ههملك دلوجه و ابجى اتابعك بالتليفون وإن احتاچتي أي حاچة هاچيكي طوالي
- روح متحملش همي وكـ...
عطـ شـ انة عطـ..
قالتها "وصال" و هي مازالت مغمضة العينين
انتبهت زوجة نصار لها ابتسمت و قالت بسعادة:
- الحمد لله اهي فاجت اهي أما اروح انادم على الممرضة
رد" نصار" و قال بهدوء:
- لا خليكي أنتِ و هروح أني
- لا عيب تلاجيهم نايميين خليك أنت و أني هرچع طوالي .
ما إن خرجت زوجته نظر لها و قال بخفوت:
- فين أهلك و إيه حكايتك وياه واد عمي ؟
وصل تساؤلاته لمسامعها حدثته بنبرة منهكة قائلة:
- أنا السبب أنا السبـ..
سألها " نصار" قائلًا:
- كيف يعني ؟
- اتهمته اتهـ...
ردد بخفوت قائلًا:
- اتهمتي كيف يعني ؟
ظلت تردد عبارتها و تحمل نفسها ذنبًا لا يعرفه ويود أن يعرف في أقرب فرصة، ولجت الممرضة و بدأت تتفقدها ثم طلبت منه أن يغادر لتغير لها على جرحها، نفذ طلبها وغادر من الغرفة و المركز بأكمله، عاد لابن عمه الذي فقد السيطرة تمامًا بعد ما حدث وقعة زوجته
أمر رجاله بتقييده و ترحيله لأحدى المصحات النفسية و المعالجة للادمان، ليأخذ أولى خطواته في طريقه الجديد.
*******
بعد مرور ثلاثة أيام
اسكت يا غيث و الله تلبيت جايم مجعدتش و الدنيا فوج دماغ اخوك لما خلاص يا حبيبي جال يا بوووي .
اردفت " وداد" عبارتها وهي تجوب الشرفة ذهابًا إيابًا بينما كانت " وصال" تتناول وجبتها بنفور إثر المضادات الحيوية و مفعولها، خرجت من الشرفة و قالت بتحذير:
- كُلي وكلك كله خلي چرحك يطيب بجى و نخرچه من اهنى .
عادت للشرفة لتتابع حديثها من شقيق زوجها
سردت لها يوم الخادث و ما بعده، هي على تواصل دائم معه تعتبره أخًا لها وهو كذلك
انهت المكالمة سريعة من وجهة نظرها وولجت لتلك العنيدة لتتشاجر معها كالعادة جلست على حافة الفراش و قالت:
- نصار كلمني وجالي إن حسين بيتعالچ
سألتها بفرحة :
- بجد و الله ؟
- ايوة والله
رفعت " وصال" للسماء و قالت بسعادة:
- ربنا يبارك لك يا نصار يا ابن
نظرت لها ثم قالت باسمة :
- هي حماتك اسمها إيه ؟
-قدرية اسمها قدرية
- ربنا يبارك لك يا نصار يا بن قدرية ياقادر يا كريم ويرزق الذرية الصالحة يارب .
ردت" وداد" قائلة بعتاب :
- اخس عليكي و أني مليش دعوة حلوة كيف دعوتك لنصار كده ؟
- أنتِ ؟ دا أنتِ لو فضلت عمري كله ادعي على كل لحظة وقفتيها معايا هتحتاج على عمري عمر و مش هيكفي .
سألتها " وصال" بفضول و قالت:
- ألا قولي لي يا دودو هو أنتِ ونصار متجوزين بقالكم قد إيه ؟
- بجالنا سنة وتلات شهور و عشر ايام
- حاسبهم باليوم والشهر كمان ؟
- ايوة ما هو دا عمري
- اتعرفتوا على بعض ازاي ؟
- بوي و أبوه صحاب من زمان كانوا دايما يچيوا ياخدوا من عندنا المواشي و ابوه شافني مرة جاله هاخدها لولدي وچه نصار و جلبي طل عليه جبل عيني و من يومها و أني عشجته و هو قماني عشجني و يتمنى لي الرضا ارضى .
ردت " وصال" قائلة:
- ياختي قولي ماشاء الله الحاجات دي بتتحسد .
ابتسمت لها ثم قالت بنبرة ماكرة:
- و أنتِ بجى يا وصال اتچوزتي حسين كيف ؟
سكتت مليا قبل أن ترد على سؤالها بكل صدق:
- أنا متجوزتش حسين أنا رميت بلايا عليه
سألتها " وداد" قائلة:
- كيف يعني ؟
ضحكت ثم غيرت مجرى الحديث و قالت:
- ما هو كلامه كل ما يشوفني يقولي أنتِ مش نعمة أنتِ بلاء و بلاء كبير كمان .
*******
بعد مرور أسبوعين
عادت الحياة لمجرها الطبيعي لدى الجميع، و عادت
" وصال" المنزل من جديد، قضت معظم يومها في الغرفة وحيدة لاتفعل شيئًا سوى التقلب في الفراش تارة و مشاهدة التلفاز مرةً أخرى، كانت تشعر بالملل الشديد القت المجلة جنبًا وهي تزفر بضيقٍ شديد
نهضت من الفراش متجهة حيث باب حجرتها ما أن فتحته تقابلت مع " نصار" ابتسم لها ثم قال:
- كيفك دلوجه ؟
- الحمد لله احسن كتير بس زهقانة اتفرجت على كل حاجة في التليفزيون و بردو الوقت مش راضي يعدي
سألها بتعجب قائلًا:
- اومال فين المچلات اللي چابتهالك ؟
- خلصتهم كلهم
رد باسمًا و هو يقول:
- وه ؟! و برضك زهجانة ؟
تنفست بعمق ثم قالت:
- اومال فين وداد مش باينة من الصبح ؟
- في بيت أبوها النهاردا الخميس يومها لما الليل يتمسى هروح اچبها
كاد أن يغادر الرواق لكنها استوقفته قائلة:
-عاوزة ازور حسين يا نصار .
توقف " نصار" ثم عاد لها و قال:
- الزيارة دلوجه ممنوعة بس هخلي الداكتور يرتب لك معاد في أجرب وجت حاچة تاني ؟
- لا شكرًا .
ما إن وقعت عيناها على والدة حسين اعتذرت من "نصار" و هرعت تجاهها، كادت أن توصد باب غرفتها لكنها منعتها وهي تقول:
- عاورة اتكلم معاكي .
- مافيش بيني وبينك كلام
ولجت " وصال" وهي تتوسلها قائلة:
- من فضلك اسمعيني محتاجة اتكلم معاكي
ردت والدة حسين قائلة:
- هتتكلمي تقولي إيه ؟ مين تاني مرمتيش بلاكي عليه وقلتي انه عينه منك ؟
ردت " وصال" بنبرة صادقة تملؤها الندم:
- و الله العظيم ما كنت كل اللي حصل دا غصبني و الله هـ...
قاطعتها قائلة :
- امشي يا بنتي الله يسهلك كفاية لحد كدا ملكيش دعوة بينا
ردت" وصال" قائلة:
- ابنك بيتعالج وهيرجع اخسن من الأول إن شاء الله
- ابني !! هو فين ابني ؟ ابني اللي كل الناس كانت بتحلف بحياته وأخلاقه جه اخوكي في يوم وليلة جره للمخد رات و أبوه
تابعت حديثها وهي تشدد على كلماتها :
- الراجل الطيب أمام الجامع عالجه مرة واتنين وتلاتة و لما ربنا نصره غيث ابن عمه جاب له عقد عمل و اليوم اللي كان خلاص بيلم حاجته جيتي أنتِ و عملتي اللي عملتيه معاه .
اقتربت " وصال" منها مختضنة يدها وهي تتحدث بنبرة صادقة:
- كل دا هيرجع احسن من الأول صدقيني أنا قلت لمرات نصار تكلم غيث سلفها ويشوف عقد عمل تاني و إن شاء الله يلاقي الله يخليكي سامحيني أنا عملت اللي عملته دا من دماغي
تابعت بنبرة حزينة و قالت:
- أنا لا أب ولا أم ولا حتى أخ عدل ملقتش اللي يقولي دا صح و دا غلط دا عيب و دا مايصحش
نزعت والدة حسين يدها بعنف قائلة:
- واحنا مالنا أنتِ زي الزرع الشيطاني ذنبنا احنا إيه في كدا ؟ تجري رجل الناس معاكي ليه في قرفك أنتِ و اخوكي
ختمت حديثها قائلة:
- امشي اطلعي برا مش طايقة اشوف وشك، منك لله ربنا يحر ق قلبك زي ما حر قتي قلبي على ضنايا .
دفعتها بقوة لتسقط أرضًا، تأواهت و هي تتحامل على نفسها لتقف، كان " نصار" يشاهد مناقشاتهما عن كثب فهم جزء من القصة و تبقى جزءٍ مفقود بالنسبة له ربما سيظهر بعد ذلك .
*******
بعد مرور أسبوع
لم يحدث شيئًا جديد يذكر سوى زيارة " وصال" لزوجها كان شاحب الوجه، ضعيف البنية شارد الذهن
كانت تراقب حالته جيدًا، ابتسمت وهي تربت على فخذه وقالت:
- الدكتور طمني وقال إنـ..
باعد فخذه عن يدها فهمت أنه لايريد لمستها البسيطة
طالعها في صمتٍ تام، بينما تابعت هي وقالت:
- بكرا ربنا يكتب لك الشفا إن شاء الله و ترجع احسن من الأول و نعيش مع بعض .
لم يرد على حديثها كل ما فعله هو اصمت التام، لم تستسلم فقالت بحماس :
- عمك و جدك كتبوا لك حتة أرض بإسمك هي صخيح مش كببرة بس اهو تكفي الغرض ناخدها ونعملها مشروع حلو، موقعها حبو اوي يا حسين نصار خدني أنا و مراته وشوفنها مابين مزرعة أخو غيث و أرض نصار هي في النص وفي الوش كدا راشد يعني ولاد عمك محاوطينك يا حسين وهيبقوا سندك بعد ربنا هما كتبوا بس لسه هتتسجل بيع و شرا يوم الخميس إن شاء الله .
خديها يا وصال خليهم يكتبوها بإسمك
اردف " حسين" عبارته ليعلن عن وجوده أخيرًا نظرت
بدهشة و ذهول شديدان، سألته بفضول :
- ليه ياحسين ؟
بلع لعابه و قال بنبرة تملؤها الخزن و القهر :
- دي تمن سكوتك
- سكاتي ؟! سكاتي على إيه يا حسين ؟
طالعها لمدة دقيقين في صمتٍ تام ثم قال بحرج
- هتاخديها في المقابل مش هتجيبي سيرة عجزي معاكي لحد يا وصال .
ردت" وصال " بعتاب قائلة:
- اخس عليك يا حسين ليه بتقول كدا يشهد عليا ربنا ما جبت سيرة زي دي لحد أبدًا يا حسين دا احنا ستر و غطا على بعض
تابعت " وصال " بتفاؤل:
- بكرا ربنا يتمم شفاك علـ...
أنا عاجز يا وصال عاجـــز طع مليش في الستات ولا الجواز يعني أنا حتى لو خفيت من الادمن هتبقي زي البيت الوقف لا طايلة سما و لا طايلة أرض .
اردف " حسين" عبارته بحزن و قهرٍ شديد، بينما تسمرت زوجته في مكانها، مرت أكثر من دقيقة كاملة عليها محاولة أن تستوعب صدمتها، استفاقت من صدمتها نوعاما قائلة بحزنٍ عميق :
- هكمل معاك ما هو أنا مليش مكان تاني اروح له
- و تظلمي نفيك معايا ليه و أنتِ لسه في عز شبابك ؟
ابتسمت رغم مرارة حلقها :
- الدنيا مبتديش كل حاجة للبني آدم يا حسين
سقطت دمعة من عيناها و هي تقول :
- وبعدين مين عالم مش يمكن تيجي من عند ربنا و يشفيك
- ازاي بقى ؟
- ربك رب معجزات وبعدين الطب ملخاش حاجة إلا و اخترعوا دوا واتنين و عشرة
رد" حسين" بحزنٍ شديد
- و دي عجز الطب و الدوا عنها جوا و برا مصر شوفي حالك مع حد تاني و حتة الأرض دي هتبقى هدية طلاقك يا وصـ...
ردت بعصبية و هي تقف عن المقعد الخشبي وقالت بنبرة متحشزجة إثر البكاء المكتوم
- ما قلت لك مش هطلق يا حسين هي شغلانة و لا إيه هسيبك و هبقى ارجعلك لما الدكاترة يوافقوا لي على زيارة جديدة .
*******
داخل سيارة نصار
كانت مستندة بيدها خدها شاردة في اللاشئ، حاول أن يحدثها لكنها في عالمًا آخر، لكنه قرر أن يُعيد سؤاله عليها قائلًا:
- حسين جالك أنه رايد يكتب الأرض باسمك ؟
اه قالي
قالتها " وصال" بنبرة خافتة، تلك النبرة تعبر عن زهدها في الحياة لم يعد يفرق معها شئ حتى الآن هي تحت تأثير الصدمة، حدثها بهدوء:
- طب خلي بالك بجى عشان حاسس إن مسعد عينه منيها
نظرت له وقالت:
- إيه في مرات عمك يا نصار ؟
رد بهدوء وقال:
-هي تبان لك طيبة بس سماوية مبتنساش ابدًا
انتبهت له بكل حواسها ثم قالت :
- طب و عمك الله يرحمه ؟
- عمي الله يرحمه كان غلبان لا بيهش ولا بينش
- وعياله مسعد و حسين ؟!
نظر لها وقال:
- لوفي عجربة وبخت سمها وهو بخ سمه العجربة تموت من سمه!
ردت مؤكدة على كلامه بخفوت:
- كان قلبي حاسس
نظرت له حين ذكر اسم زوجها وقاال:
- چوزك طيب و چدع كيف عمي بس شارب سم اخوه وابوه وبيظهره في الوجت المناسب انما مسعد لا بيحب كل حاچة لروحه و بس برضك بيحب حسين خلينا نجول الحج .
********
بعد مرور عشرة أيام
كانت مفترشة سريرها بجسدها، حاولت أن تغفو قليلًا كي يهدأ بالها من التفكير، طرقات خفيفة بالكاد تسمعها وصلت لمسامعها، عقدت ما بين حاجبيها وهي تنظر في المنبه الموضوع على الكومود، وجدتها الساعةالثانية بعد منتصف الليل، نهضت من الفراش وهي ترتدي ردائدها الأسود لتستر جسدها جيدًا ثم فتحت باب الغرفة حركت رأسها بتساؤل :
- خير يا مسعد في إيه ؟
سألها بهدوء قائلًا:
- إيه االي خلاكي تروحي لحسين ؟
- أنت جاي الساعة اتنين بالليل تقولي رحتي لحسين ليه ؟
- ردي على قد السؤال ؟
- حاضر يا مسعد رحت عشان بزور جوزي فيها حاجة دي كمان ؟
أصدر صوتًا نافرًا من حلقه تبعها لفظًا بذيئًا مما جعل عيناها تكاد تخرجان من مكانهما، لم تتحمل إهانته الوقحة تلك رفعت سبابتها في وجهه و هي تقول بتحذير واضح :
- الزم حدك و إياك تتكلم معايا تاني بالاسلوب دا أنتـ...
قاطعها بغيظٍ شديد قائلًا من بين أسنانه:
- إياكي أنتِ رجلك تخطي المصحة تاني ابعدي سِمك عن اخويا يمين عظيم لو لمحتك مرة تانية بتروحي له لادبحك .
ابتسمت له ثم قالت:
- هروح يا مسعد و طول ما أنا مراته محدش هيقدر يمنعني من زيارته ولـ...
كاد أن يقبض على عنقها ليـ ـقتلها لكنه توقف حين ناداه الجد بصوته المرتفع قليلًا:
- مسعد بتعمل إيه عِنيدك ؟
ابتسم لها قبل أن يستدار ليفُك أولى أزرار قميصه و يمسح بطرف إبهامه شفتاه وهو يستدار ليرد على جده قائلًا:
- أبدًا يا جدي كنت بسألها عن حسين اخويا
وهو السؤال ديه مايحلش غير الساعة اتنين بعد نص الليل ؟!
قالها " نصار" و هو يلج من باب المنزل، رمقها بإشمئزاز ثم عتد ببصره لابن عمه و قال:
- بعد كِده لما تحب تسأل تبجى تسأل في النهار وسط الناس
رد " مسعد " وقال:
- اعملها إيه جيت اسألها أول ما جت قالت لي تعبانة ابقى اكلمك بليل بصيت لاقيتها بتقولي تعال عاوزة اقولك حاجة على خسين .
اتسعت عيناها بصدمة و هي تقول:
- كداب قسما بربي كداب دا هو اللي خبط عليا وقالي متروحيش لحسين تاني و الله العظيم دا اللي حصل !
رد " مسعد" وهو يشيح بنظراته يمينا ويسارًا قائلًا:
- ابتدينا رمي البلا بقى
عاد بنظراته له وقال بغمزة من عيناه :
-إيه يا صولا مش قلنا نبطل شقاوة بقى ورمي البلا .
هدر " نصار" بصوته الجهوري وقال:
- مسعد بطل حديتك الماصخ ديه ومشي على اوضتك
تابع بإشمئزاز و هو يقول:
- و أنتِ اجفلي بابك عليكي و احترمي غياب چوزك يلا بلا جلة حيا.
ردت " وصال" بنبرة غاضبة قائلة:
- قلة الحيا دي تقولها لواحدة شفتها في وضع مش تمام مش واحدة قافلة عليها باب اوضتها و الأذى جالها لحد عندها ! و مش أنت اللي هتقولي احترم غياب جوزي ولالا الحمد لله أنا مخترمة غصب عنك وعن اي حد .
ابتسم الجد و قال بهدوء:
- ادخلي چوا يا وصال و متفتحيش بابك تاني لحد غير لما تتؤكدي مين اللي على الباب .
- حاضر يا جدي عن أذنك .
*******
بص يا حسين أنا حاولت كتير متكلمش في الموضوع بس كدا كتير البت زي ما يكون ما صدقت ترميك في المصحة، دا أنت دخلتها من هنا و هي ماشية مع نصار على حل شعرها من هنا و البجحة بتقولي محدش له حاجة عندي .
اردف " مسعد" عبارته الطويلة يشرح لأخيه آخر أخبار زوجته، كان فب عالمًا آخر على الرغم أنه يستمع له جيدًا إلا أنه لايرد نهائيًا على حديثه إلى أن القى ما جعبته و هو يقول :
- بتقولي عدم اللامؤاخذة يعني يا حسين أنا باخد اللي اخوكي معرفش يدهوني .
التفت له و قال بتلعثم:
- قصدك إيه؟
رد" مسعد" و قال:
- شوف أنت بقى
تابع بهدوء قبل أن يغادر:
- طلقها يا خويا طلقها دي من يوم ما دخلت بيتنا و الخراب جاي في رجليها.
في آخر ساعات الليل نفس اليوم
كان يقف أمام فراشها واضعًا مشرطًا صغير أسفل عنقها وقال بخفوت:
- مش أنا يا وصال قلت لك إن كتبت حتة الأرض باسمك مقابل سكوتك ليه مصممة تختميها معايا بموتك ؟
تابع باسمًا:
- اهو أنا دلوقتي همو تك و مش هاخد فيكي يوم واحد عارفة ليه ؟ عشان هرجع المصحة و الناس كلها هتشهد إني في المصحة يبقى ازاي قتـ ...
قاطعه صوت طرقات خفيفة على بابها تبعها صوت " نصار" و هو يقول:
- وصال افتحي يا وصال بسرعة .
ابتسم "حسين" و قال بخفوت:
- الله دا كلام مسعد صح بقى !
حركت رأسها علامة النفي و عيناها مليئة بالدموع وضع سبابته على شفتاه وقال:
- ششش خلاص وقتـ.....
انفتح الباب فجأة بعدما كسره " نصار" بقدمه
لوح " حسين" بيده و قال بعتاب:
- ليه يابن عمي ليه الضربة تيجي منك ؟ تغدر بيا يا نصار
رد" نصار" قائلًا:
- اغدر إيه يا مخبل أنت همل االي في يدك ديه و مشي معايا على المصحة
حرك رأسه علامة النفي وقال:
- مش قبل من انتقم لشرفي اللي دستوا عليه يا كلاب .
فلتت من قبضة يده بعد ما ضربته في فم معدته ركضت تجاه " نصار" الذي دفعها للخارج و قال:
- مشي عند وداد بسرعة .
كادت أن تخرج من الغرفة لكنها اصطدمت بالجد الذي ربت على كتفها و قال:
- اسم الله عليكي يابتي استري نفسك .
دفعها للخارج لتدخل غرفة "وداد" لكنها لم تستطع الوصول بعد ما قبض على يدها "مسعد" و قال:
- على فين مش تقفي تحصدي زرعتك يا مرات اخويا ؟
نظرت خلفها وجدت زوجها يركضها تجاهها و أخيه قابضًا على يدها حاولت فك يدها من قبضته وهي تتوسله لكن لا حياة لمن تنادي
رفع" حسين" المشرط ليغرزه في قلبها مباشرةً
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا