القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية لعنه الصعيد الفصل 10الخاتمة بقلم نور الشامى حصريه في مدونة قصر الروايات

رواية لعنه الصعيد الفصل الخاتمة بقلم نور الشامى حصريه في مدونة قصر الروايات  





رواية لعنه الصعيد الفصل الخاتمة بقلم نور الشامى حصريه في مدونة قصر الروايات  



 الفصل العاشر والاخير 

لعنه الصعيد 


كان شهاب جالسًا في المقعد الأمامي للسيارة، متكئا بظهره إلى الكرسي، وعيناه زائغتان لا ترى ما أمامها، كأن ذهنه عالق في دوامة لا تنتهي. إلى جانبه، كان أمين وشهاب السيارة بسرعة جنونية، يضغط على دواسة الوقود كأن الطريق لا نهاية له، والريح تعصف خارج النوافذ، تنذر بالخطر الذي يقترب حتي أدار أمين رأسه ناحيته، وقال بقلق وهو يثبت يده على عجلة القيادة:


يا شهاب، اهدي شوية كده، إنت مش طبيعي… العربية هتطير بينا


لكن شهاب لم يجبه. كان غارقا في صمته، محاصرا بشريط من الذكريات الثقيلة… وفجأة، ارتسمت أمام عينيه صورة سعاد، وهي تقف أمام الضابط، ملامحها شاحبة، وصوتها يرتجف من الندم والخوف وتقول:


أنا بجول الحق، ابني مش مجرم… كمال هو ال جتل عادل وأنا معايا دليل


مدت يدها إلى الضابط وقدمت له هاتفها، وهي تهمس:


اسمع التسجيل ده… بصوته


وانبعث من الهاتف صوت كمال، غاضبا، باردا كأنما يلقي بحكم إعدام:


كان لازم يموت… ولو كان عايش كنت جتلته تاني


اهتز شهاب بقوة، وعاد إلى واقعه على صوت نفسه وهو يصرخ:


انا مش مصدج… اكيد دي خطه 


نظر إليه أمين بسرعة، ثم قال:


يا شهاب، بلاش تقسى عليها… هي مرت، بس بتحبك، ومكنتش تعرف إن الدوا بيأذيه، كانت فاكراه منوم... هي غلطانه بس رجعت لوعيها في الاخر ومتنساش ان كمال ابنها 


زفر شهاب بضيق، وقال بصوت خافت متماسك:


مش وجته الكلام ده دلوجتي، كل ال فارق معايا إني ألاجي عالية ويمنى… لو المكان ال رايحين ليه طلع هو فعلا مكانهم، ساعتها أبجى متأكد إنها بتحبني زي ما انت بتجول


توقف شهاب لحظة، ثم تمتم بصوت مبحوح:


لكن لو طلع غلط… يبجى كل حاجة جالتها كانت كدب ودا ال انا حاسه 


شدد أمين على عجلة القيادة، وعيناه لا تفارقان الطريق، ثم قال بثبات:


إحنا قربنا… اهو البيت ظهر جدامنا 


توقفت السيارة فجأة على جانب الطريق، وتسللت الأنوار إلى بناء مهجور يقف وحيدا في العراء، نوافذه موصدة، وجدرانه متآكلة كأنها تخفي سرا غامضا..... وترجل شهاب من السيارة على الفور، وقلبه يخفق بعنف.. اما داخل المنزل وبالتحديد في الطابق العلوي من المنزل المهجور، كانت الجدران تئن من صدى الصمت، بينما الضوء الخافت المنبعث من النافذة المكسورة يلمع على وجه كمال الذي وقف أمام عالية ويمنى حتي قالت عالية بصوت ثابت، وعيناها لا تزوغان عنه:


اه أنا بحب شهاب… وعمري ما حبيت غيره.. هاا سمعت اكده ال عايز تسمعه 


حدق فيها كمال، وكأن كلمتها الأخيرة صفعت قلبه، لكنها أكملت دون تردد:


عارف ليه؟ علشان هو إنسان… بيخاف عليا، وبيحترمني، وواجف في ضهري حتى لما الدنيا كلها باظت . إنت عمرك ما كنت راجل… إنت بس كداب وضعيف… وأخوك أحسن منك مليون مرة 


ظهرت ابتسامة باردة على وجه يمنى، وتقدمت خطوة، وقالت ببرود ساخر:


معاها حق على فكرة… أنا كمان كنت معجبة بشهاب، رغم إني كنت مخطوبة ليك. بس فرق السما عن الأرض الصراحه 


صرخ كمال بغضب، واندفع نحو يمنى، وصفعها بقوة على وجهها، لكن يمنى لم تبكي بل ضحكت بسخرية مريرة:


اضرب براحتك… بس مهما عملت هيفضل شهاب أحسن منك… في كل حاجة 


زمجر كمال، ونظر نحو عالية، التي قالت بثقة وهي تتراجع خطوة:


أنا عارفة إننا هنخرج من اهنيه … وشهاب مش هيسيبنا، حتى لو إنت ناوي تدفننا جوه البيت ده.... هو هيجي وياخدنا برده 


نظر كمال اليها بغضب واندفع نحوها، وأمسكها من شعرها بعنف وصرخ:


هوريكي… هعمل فيكي إي دلوجتي.. وابجي وريني بجا هيساعدكم ازاي 


لكن قبل أن يتحرك خطوة أخرى، دوى صوت رصاصة قطعت الصمت، واخترقت ذراعه فـ صرخ كمال، وتراجع وهو يمسك بيده المصابة، ثم التف ليجد شهاب واقفا عند الباب، والمسدس لا يزال في يده، وبجواره أمين الذي اندفع خلفه فورا وتقدم شهاب بسرعة نحو عالية، فركضت إليه واحتضنته بقوة، وهي تهمس:


شهاب... انا كنت متاكده انك هتيجي... كنت عارفه والله 


ضمّها شهاب اليه، ثم مال ناحيـة يمنى التي كانت تضع يدها على خدها المتورم، وقال بقلق:


انتي كويسة؟ عمل فيكي حاجة


أومأت يمنى برأسها ورددت:


اه عمل.. بس انا عارفه انه هياخد جزاءه وهيتعاقب علي كل ال عمله 


ضحك أمين رغم التوتر، لكن فجأة سمع صوت صرير، فانتبهوا جميعا لـكمال وهو يزحف نحو الأرض، وقد أمسك بمسدس آخر كان تحت السرير ورفع المسدس ببطء، ووجهه نحو صدر شهاب مباشرة فصرخ أمين:


شهاب... حاااسب 


لكن شهاب دار بجسده فجأة، ووقف أمام عالية ويمنى، ليحميهما بجسده، ثم صرخ وهو يشد قبضته على مسدسه:


خلي البنات يطلعوا… وتعال نصفي حسابنا أنا وانت 


ضحك كمال وهو يشهق من الألم، وقال:


أنا بكرهك… بكرهك من زمان! طول عمرك المحبوب، ال الناس كلها بتجري وراه… حتى أمي كانت بتحبك أكتر مني


اشتعل الغضب في عيني شهاب، فرد عليه بعنف:


أنت ال طول عمرك شايف الدنيا غلط… كنت واخد كل حاجة، بس عمرك ما شبعت. طماع وأناني وحقود… علشان اكده عمرك ما هتحب ولا هتتحب


صرخ كمال:


وأكتر واحد بحقد عليه هو إنت.... وهجتلك دلوجتي.. انا هجتلك يا شهاب 


رفع كمال  المسدس ليضغط الزناد… لكن قبل أن يفعل، انفتح الباب فجأة، واقتحمت الشرطة المكان، وانقض أحدهم عليه من الخلف، وأسقط المسدس من يده، ثم كبله وهو يصرخ:


سيبوني! سيبوني أخلص عليه


تقدمت عالية بسرعة نحو شهاب، واحتضنته من جديد، والدموع تسيل من عينيها:


ربنا نجانا… الحمد لله.. الحمد لله انك كويس 


تنهد شهاب وهو يحتضنها:


انا كويس الحمد لله.... المهم انكم  بخير 


وفي صباحٍ جديد، كانت أشعة الشمس تتسلل عبر النوافذ، تحمل معها دفئا يليق بالبدايات التي تأتي بعد العواصف..... ونزل شهاب وعالية على سلالم البيت وهما يضحكان، ويده ملتفة حول خصرها بحنان، وكانت ضحكتها تنعكس في عينيه كمرآة لا ترى سواها لكن فجأة، توقفت ضحكاتهما على وقع خطوات سريعة، وصوت حقائب تسحب على الأرض فنظر شهاب في دهشة، ورأى الخدم يحملون شنطا إلى الخارج، ووراءهم كانت سعاد تمشي بخطى هادئة، وجهها شاحب لكنه ثابت فـ.اقترب منها بسرعة وقال بدهشة:


في إي.... رايحه فين يا حجه 


نظرت إليه، وابتسامة حزينة تشق طريقها على شفتيها:


كان لازم أمشي من زمان يا شهاب... أنا خلصت دوري اهنيه 


شهاب بصدمه: 


إزاي يعني.... هتمشي وتسيبينا اكده


هزت رأسها بهدوء وقالت:


انا مبجاش ليا  حد اهنيه... كمال اتحبس، ونهايته كانت نتيجة أفعاله. وأنا... أنا مستاهلش أبجى جزء من حياتكم بعد كل ال حوصل 


اقترب شهاب منها خطوة وردد :


وأنا؟ ونريمان؟ مش نريمان بنتك.... وأنا ما كنتي بتجولي دايما إني زي ابنك


اهتزت نظراتها للحظة، وتمتمت:


أنا أذيتك كتير... وكنت سبب في وجعك.


شهاب بلهفه: 


بس لسه جظامنا كتير نعوضه... خلينا ننسى، نفتح صفحة جديدة. أنا مجدرش أعيش من غيرك.


جاء صوت نريمان من الخلف، وهي تقترب وتمسك بيد سعاد:


بلاش تمشي... إحنا محتاجينك... أنا محتاجاكي وشهاب 


ثم قال أمين بابتسامة دافئة وهو يقف بجانبهم:


خلينا نرجع عيلة واحدة تاني... من غيرك البيت ناجص 


تقدم شهاب خطوة أخرى نحوها، ونظر في عينيها وقال:


أنا بعتبرك أمي... حياتي من غيرك هتبجى فاضية. محدش فينا عايزك تمشي… إنتي دايما كنتي سند لينا.. خليكي اكده علطول 


فاضت دموع سعاد أخيرا، واحتضنته بقوة، وقالت بصوت مرتجف:


وأنا بحبك يا شهاب... إنت ابني وهتفضل ابني حتى لو مش من دمي… دايما كنت ابني الكبير.. وسندي في الدنيا دي 


وفي تلك اللحظة، ابتسمت عالية بهدوء، ثم قالت وهي تضع يدها على بطنها بخجل:


بالمناسبة... أنا عايزة أجولكم على حاجة


نظر الجميع نحوها بترقب، فقالت والفرحة تسبق كلماتها:


أنا... حامل. ومجدرتش أستنى أكتر من اكده علشان أجولكم.


ساد صمت مدهوش لثواني قبل أن يقترب منها شهاب، ويده ترتعش من الدهشة، وقال بذهول:


بجد؟! إنتي حامل 


أومأت برأسها وهي تبتسم بدموع الفرح، فضمها إليه بقوة، وهمس في أذنها:


أنا بحبك... أكتر من أي حاجة في الدنيا... شكرا إنك لسه معايا.. انا بحبك جوي والله العظيم 


انهمرت دموع الفرح، والتف الجميع حول بعضهم، عائلة جديدة ولدت من رماد اللعنة…وفي أحضانهم، كان الدفء لا يأتي فقط من الشمس… بل من قلوبهم التي قررت أن تحب… لا أن تنتقم

تمت 

لمتابعة  الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع