القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلوب تحت الحراسه الفصل السابع 7 بقلم بشرى اياد حصريه في مدونة قصر الروايات


رواية قلوب تحت الحراسه الفصل السابع 7 بقلم بشرى اياد حصريه في مدونة قصر الروايات  






رواية قلوب تحت الحراسه الفصل السابع 7 بقلم بشرى اياد حصريه في مدونة قصر الروايات  



 #قلوب_تحت_الحراسه

#البارت_السابع، 


الطريق إلى الموقع السري لم يكن طريقًا عاديًا… كان ممرًا صامتًا بين عالمين.


في المقعد الخلفي من السيارة السوداء، جلست ليان تحمل الملف بين يديها كمن يحمل قنبلةً موقوتة، بينما جلس جاد بجانبها، ذراعه مربوطة بضمادٍ مؤقت، ووجهه شاحب.


السيارة تنهب الطريق بسرعة، ورجل الأمن الذي جلس أمامهم لم يلتفت بكلمة، كأنه بلا لسان، بلا ملامح، بلا مشاعر.


همست ليان وهي تفتح ورقة من الملف:


– "كل ما أفتحه، ألاقي اسم جديد. إحنا مسكنا خيط، بس الخيط ده طالع منه مليون عقدة..."


جاد ابتسم بصعوبة:


– "مش يمكن نسيبهم كلهم ونعيش في مكان بعيد، نزرع، نربي كلب، وننسى؟"


– "لو كنتَ فعلاً ناوي تنسى، كنت وقفت من زمان."


– "أنا مش عارف إني أهرب... بس خايف عليكِ. الموضوع كبر يا ليان. بقى أكبر من وجعك الشخصي، وأكبر من غضبك من أبوكي."


نظرت له، ثم قالت بهدوء:


– "يمكن عشان كده لازم نكمّل. لو ههرب، أبقى زيهم."


وصلت السيارة إلى بوابة حديدية ضخمة، في مكان بدا وكأنّه في قلب الصحراء.

كاميرات، بصمات، أجهزة فحص دقيقة… كل شيء محاط بالصمت والاحترافية.


دخلوا.


المكان كان أشبه بمركز قيادة نووي، شاشات ضخمة، خرائط، ضباط يتحركون بصمت مدروس.


اقتادهم الرجل الذي استقبلهم إلى غرفة زجاجية، جلس فيها رجل أصلع في منتصف الخمسينيات، يرتدي بدلة رمادية ونظارات طبية.


نهض وقال:


– "أنا العميد إيهاب سرور، مسؤول القسم المستقل للمعلومات الاستثنائية."


ثم أشار بيده:


– "من اللحظة دي… أنتو مش مجرد شهود. أنتو مشاركين في خيط الحقيقة."


ليان قالت بتحدٍ:


– "الحقيقة بقت دم… وناس ماتت عشانها."


إيهاب نظر لها بحدة:


– "وعلشان كده، لازم نلعبها صح. الملف اللي معاكي؟ فيه أسماء مينفعش تظهر دلوقتي. منهم اللي ماسك مناصب حساسة جدًا، ولو طلع اسمه، هنخسر فرصتنا نوصل للبقية."


جاد قال:


– "يعني نلعبها سياسة؟"


– "نلعبها بذكاء."


ثم فتح شاشة عرض ضخمة على الحائط، ظهر فيها اسم:

"شادي النمس – المدير التنفيذي لوحدة العمليات الخاصة."


إيهاب تابع:


– "ده مش بس مشارك… ده الراس الكبيرة. ولو صح اللي مكتوب هنا، يبقى هو بيحضّر لانقلاب مخابراتي كامل."


ليان همست:


– "كان دايمًا يبص لي كأنه شايفني من جوّا."


– "هو شافك فعلاً، لأنك كنتي جزء من التجربة اللي هو موّلها."


ثم عرض صورة بالأشعة لجهاز إلكتروني متناهي الصغر مزروع في رقبة أحد المتطوعين السابقين.


– "جهاز تتبع وتخزين معلومات… التجربة دي ما كانتش بس نفسية. كانت جينية."


جاد قام من مكانه وقال بصوت عالي:


– "يعني الناس دي لعبت بجينات بشر؟!"


– "بالضبط. وهما شايفين إنهم بيصنعوا جيل مخابرات خارق. لكن اللي فشلوا فيه... إنهم يسيطروا على إرادتهم."


ليان قالت:


– "وسيف مراد؟ كان منهم؟"


إيهاب قال:


– "كان رقم تسعة. التجربة رقم 9. لكنه هرب، وسرق أول نسخة من البيانات، وباعها، وبعدين رجع يطلب حماية مقابل كشف الأسماء."


صمت، ثم نظر لها:


– "بس أنتي... غير عن الكل. عندك شفرة في الذاكرة الخلفية للمخ. شفرة رقمية… لو قدرنا نفكّها، نكشف شبكة كاملة."


ليان توترت:


– "يعني أنا… بدماغي جواها جهاز؟!"


– "مش بالمعنى المادي… الشفرة موجودة على هيئة صور، أصوات، مواقف متكررة. مخك خزّنها وانتِ طفلة."


ساد الصمت…

ثم قال جاد:


– "يعني هتعملوا عليها تجربة؟"


إيهاب نظر إليه بثبات:


– "هندخلها في محاكاة ذهنية. مرة واحدة بس. لو قدرت تتذكّر الحدث الأساسي… هنفك الشبكة بالكامل."


ليان بصوت منخفض:


– "لو فشلت؟"


إيهاب:


– "الشفرة هتتمسح تلقائيًّا… ومعاها كل فرصة لكشف الحقيقة."


نظرت ليان لجاد، ثم لإيهاب:


– "أنا جاهزة."


---


دخلت ليان غرفة المحاكاة.


وضعت الأجهزة على رأسها، وأغمضت عينيها.


وفي اللحظة اللي غابت فيها عن الوعي…


كان أول مشهد يتكون في ذهنها…

هو صوت أبوها وهو يقول لها:


> "لو خفتي… ارجعي لليوم اللي بَدَأ فيه الخوف."


ثم...


تسارعت الصور… وانطلقت الذاكرة.


---


انطفأت الأضواء في الغرفة 

وبدأ كل شيء… باللون الأبيض


ليان كانت جالسة على كرسي معدني بارد في غرفة لا أبواب فيها، لا نوافذ، فقط بياض غامر… وصدى أنفاسها.


ثم بدأ المشهد يتشكّل.


ببطء… ظهرت ساحة مدرسة قديمة، أشجار عالية، وصوت أجراس بعيدة.


طفلة تركض…

ضحكتها كانت مألوفة.


اقتربت ليان أكثر.


الطفلة كانت هي.


لكن عيناها تحملان شيئًا غريبًا… نظرة أكبر من عمرها، وابتسامة فيها ارتباك.


وفجأة… وقفت الطفلة أمام رجل يرتدي بدلة عسكرية.


كان شادي النمس.


انحنى على مستواها، وقال بابتسامة مصطنعة:


– "فاكرة الوعد اللي بينّا؟ متخافيش… بابا قال إنتي جاهزة."


الطفلة قالت بصوت مرتجف:


– "هو قاللي إني شاطرة… بس أنا مش عايزة أروح معاهم."


– "بس لازم… عشان البلد. وإنتي بتحبي بلدك، صح؟"


تراجعت ليان خطوة للوراء داخل المحاكاة، قلبها يدق كأنها هناك بالفعل.


سمعت فجأة صوتًا خلفها…


صوت أبوها، يهمس من داخل ذاكرتها:


> "ما كنتش قصدي… سامحيني. كانوا مهدديني بيكي."


صرخت:


– "بابا؟! كنت بتعرف؟ كنت بتعرف إنهم بيعملوا فيا كده؟!"


الصوت اختفى.


المشهد تغيّر فجأة…


غرفة مظلمة، فيها كرسي وحيد مربوط فيه طفل، وأجهزة تقيس النبض ونشاط الدماغ.


الطفلة – ليان – جالسة على السرير، تراقب المشهد من وراء زجاج.


ثم دخل شادي، ومعه رجل آخر… طويل، وجهه مش واضح.


قال الرجل الآخر:


– "البنت دي هتبقى رقم ١٢؟"


– "أيوه، بس محتاجين نزرع المفتاح جواها الأول. نخلي الذاكرة تتشبّع… وبعدين ندفنها بالصدمة."


شهقت ليان في المحاكاة.


بدأت تفهم.


كل الذكريات اللي ظنّت إنها عادية… كانت مبرمجة.


كل المشاهد المؤلمة… كانت مقصودة.


وفي لحظة خاطفة، صرخت الطفلة في وجه الزجاج:


– "أنا مش عايزة أبقى تجربة! أنا بني آدمة!"


اختفى المشهد مرة أخرى.


كل شيء عاد أبيض.


ثم… ظهرت كلمة واحدة على الحائط:


"اكتملت الاستعادة."


وانطفأ كل شيء.


---


إيهاب سرور كان يراقب الشاشات بانتباه، وجاد كان واقف بجانبه، عينيه لا ترمش.


فجأة، بدأت البيانات تتدفّق على الشاشة…

أسماء، رموز، تواريخ…

ثم ظهرت صورة كاملة للشبكة الكاملة.


إيهاب قال بذهول:


– "هي جابت كل حاجة! اللي ما قدرناش نوصله من سنين… طلع من جواها."


جاد قال:


– "هي بخير؟!"


– "لسه ما فاقت… بس التجربة خلصت."


اندفع جاد للباب، فتحه بعنف، وجد ليان على السرير، وجهها شاحب، عرق على جبينها.


اقترب منها، أمسك يدها:


– "ليان! فوقي! أنا هنا!"


همست بصوت ضعيف:


– "فاكرتهم… كلهم… حتى أنت."


– "أنا؟!"


فتحت عينيها ببطء، نظرت له، ثم ابتسمت:


– "كنت الشخص الوحيد… اللي ما حاولش يسيطر عليا."


ضمها إليه، وهمس:


– "أنا مش هسمح لأي حد يقرّبلك تاني… لا شيفرة، ولا وطن، ولا حتى خوف."


---


في اليوم التالي، كانت الشمس تتسلل إلى غرفة ليان، بخيوط ذهبية لامست وجهها النائم.


لم تكن تتوقّع أنها ستستيقظ يوماً دون صوت إنذار، أو طرق مفاجئ على الباب، أو خوف من اسم جديد في الملف.


هذه المرة… كانت تستيقظ فقط لأن ضوء النهار قرّر أن يدعوها للحياة.


فتحت عينيها ببطء، تحركت بهدوء، واستدارت لتجد جاد نائمًا على الأريكة المقابلة، رأسه مائل، وجسده يبدو مرهقًا، لكنه ساكن… كأنه وجد راحة مؤقتة بعد عاصفة.


ابتسمت لأول مرة منذ أيام… ابتسامة خافتة، لكن صادقة.


قامت، وسارت بخفة إلى المطبخ الصغير الملحق بالجناح الآمن الذي نقلوهما إليه.


فتحت الخزانة، وجدت بعض الأشياء البسيطة… شاي، خبز، مربّى.


قالت بصوت خافت لنفسها:


– "على الأقل، في يوم شبه عادي النهاردة."


أعدّت كوبين من الشاي، ووضعت طبقًا صغيرًا على الطاولة.


ثم عادت إلى جاد، وانحنت قليلًا:


– "جاد… قوم، عملتلك شاي."


فتح عينيه، رمش مرتين، ثم اعتدل في جلسته:


– "إيه ده؟ إحنا في فندق؟"


ضحكت:


– "فندق بيفتح مرّة كل ما الحكومة تقرّر. قوم، شكلك محتاج راحة أكتر من النوم."


– "أنا؟ لااااااااا، أنا ما بنامش غير على صوت انفجارات."


– "بس شاي للي بيصحى من غير رصاص… بيكون له طعم تاني."


جلسا معًا في صمت لحظات.


ثم قال جاد، وهو يراقب البخار المتصاعد من الكوب:


– "عارفة، كنت فاكر إنّي مش هرتاح غير لما نكشف كل حاجة. بس دلوقتي… حاسس إنّي محتاج أفتكر إني بني آدم."


نظرت له بابتسامة خفيفة:


– "وإنت بني آدم… أكتر من أي حد قابلته."


أكمل بعد تردد:


– "بس إنتي… دايمًا بتخبي التعب جواكي، بتلبسي القوة كأنها درع. إمتى هتسمحي لحد يشوفك من غيره؟"


سكتت.


ثم قالت بهدوء:


– "لما ألاقي حد ما يخافش من الحقيقة اللي جواي."


نظر لها طويلاً.


لم يكن هناك داعٍ للكلام… نظرة واحدة بينهما كانت كافية لتكسر جدارًا من الصمت.


نهضت ليان وقالت:


– "تعال، في جنينة صغيرة تحت. نفسي أمشي شوية… من غير ما أعد كاميرات."


نزلا معًا.


الهواء نقي، والشمس خفيفة.


جلسا على مقعد خشبي بين الأشجار.


كانت الحديقة فارغة تمامًا، سوى من طائر صغير يلتقط فتاتًا على الأرض.


قال جاد:


– "عارفة، عمري ما كنت أتخيل إني في وسط كل ده… هلاقي لحظة زي دي. بسيطة… وصادقة."


– "إحنا اتسرق مننا سنين كتير يا جاد… بس اللحظات الحقيقية ما بتيجيش غير لما نكون استحققناها."


ثم نظرت له ببطء، وقالت:


– "حاسّة إني عايزة أعيش… مش أهرب."


ردّ، وصوته فيه صدق نادر:


– "ولو عيشتِ، عيشي وأنا معاكِ."


---


في زاوية الحديقة، كانت ليان تمشي ببطء على الرصيف المرصوف بالحصى.

أوراق الأشجار المتساقطة كانت تهمس تحت قدميها، كأنّ المكان يعترف بوجودها، ويعتذر عن كل لحظة خوف مرّت بها.


جاد كان يمشي بجانبها، يده في جيبه، وصمته أهدأ من نسيم الصباح.


توقّفت فجأة، وقالت وهي تنظر إلى زهرة لافندر نبتت وسط الحشائش:


– "عارف يا جاد؟ الزهرة دي شبهنا... طلعت في مكان مش مكانها، ومع كده واقفة… مش خايفة."


ابتسم جاد، وانحنى يلمس الوردة بإصبعه:


– "بس الفرق إنها مش لوحدها دلوقتي... بقت معانا."


نظرت له، نظرة ما فيهاش دفاع… بس فيها ارتياح، وراحتها دي كانت أغرب من أي ألم.


ثم جلست على مقعد خشبي قديم، ومسحت بجانبها كأنها بتدعوه يقعد:


– "تعال، اقعد… مش هعضّك."


ضحك جاد وقعد جنبها، وقال:


– "أنا اللي كنت مستنيكِ تعزمي… ده شرف كبير إن حُرّاس الذاكرة يريحوا شوية."


– "بلاش سخرية، ده أنا قربت أعيط من كتر التعب… بس بصراحة، تعبت من العياط كمان."


ساد بينهما صمت هادي، من النوع اللي بيخلي القلب يسمع نفسه.


بعد لحظة، قالت ليان، وصوتها أهدى من المعتاد:


– "عارف يا جاد، وأنا صغيرة كنت فاكرة إني لما أكبر هعرف كل حاجة… بس كل ما بكبر، بكتشف إنّي بجهل أكتر."


– "اللي بيفتكر إنه فهم كل حاجة… غالبًا بيبقى أكتر واحد تايه."


– "بس إنت ما كنتش تايه… حتى لما كنت ساكت. دايمًا كنت حاسه إنك شايف أكتر من اللي بتقوله."


نظر إليها طويلاً، ثم تنهد وقال:


– "كنت بشوفك… من أول لحظة شفتك فيها، شفت في عنيكي حاجة... خضّتني. مش خوف، بس… إحساس إن في بيننا رابط ما ينفعش أهرب منه."


– "وإنت هربت فعلاً… أكتر من مرة."


– "كنت خايف أكون نقطة ضعفك، وإنتي شايلة حرب جواكي. خايف أكون اللي هيخلّيكي تقع، مش اللي يشيلك."


– "طب وإيه اللي خلاك تقرّب؟"


– "إني لقيتكِ واقفة... رغم كل حاجة. حسّيت إن حتى لو وقعت، هتقومي، ولو كسرتي، هتعرفي تبني من جديد. وأنا… نفسي أكون جزء من البناء، مش الكسر."


ابتسمت ليان، ابتسامة كانت شبه بكاء، وقالت بهدوء:


– "أنا من زمان ما حدش كلّمني كده… من زمان ما حدّش حس بيا من غير ما أتكلم."


مدّ يده بهدوء، ولمس طرف أصابعها، كأنه بيستأذن يدخل دايرة مشاعرها:


– "ينفع أكون أول؟"


– "أول إيه؟"


– "أول حد تثقي فيه… من غير ما تخافي."


سكتت لحظة، وبعدين حطّت إيدها في إيده… وسابتها.


مافيش وعود، مافيش كلمات كبيرة، بس كان في إحساس… إن يمكن للمرة الأولى، قلوبهم خرجت من الحراسة.


وقعدوا سوا في صمت جميل، والشمس كانت بتغيب ببطء، كأنها مش عايزة تخلص اليوم ده.


---

"


كانت ليان سابّة إيدها في إيده، ونظرتها في الأرض، مش قادرة تبصله على طول…

بس جواها، كانت الدنيا بتتشقلب.


صوت قلبها كان عالي أكتر من أي كلام ممكن يتقال، لكنّه كان مليان حاجة جديدة: سكينة.


جاد بصّ لها، بصّة مطوّلة…

وبصوت واطي، قال:


– "إنتي عارفة أنا كنت بخاف منك؟"


رفعت عينيها عليه، باستغراب:


– "مني؟ أنا؟ بخوفك؟! ده أنا حرفيًا بعيط وأنا بحط عسل على التوست!"


ضحك ضحكة صغيرة، وقال:


– "مش بخاف منك بالشكل اللي في دماغك… أنا كنت بخاف من إحساسي ناحيتك. من إنك تلمسي فيا حاجات كنت فاكر إنها ماتت."


– "طيب ليه تخاف؟ ما كلنا عندنا حاجات بتوجع… بس بنفضل نكمّل."


– "أصل أنا تعوّدت أحارب لوحدي، أكمّم مشاعري زي ما أكمّم ملف سري. أتعامل مع الخطر بسهولة، لكن أول ما شُفتك… حسّيت إن وجودك بيديني أمان، وده… بالنسبة لواحد زيّي… مرعب."


سكتت لحظة، ثم قالت بهدوء:


– "عارف أنا كنت بكره الأمان؟"


رفع حاجبه:


– "بكره؟ ليه؟ ده أمان يعني راحة."


– "كنت بشوفه زي حلم بيصحيني منه كابوس… أو لحظة حلوة أعرف إنها هتخلص بسرعة. فكنت برفضه قبل ما يرفضني. فاهمة إنك تفهم الإحساس ده… صح؟"


– "آه… للأسف."


سكتوا شوية، كل واحد فيهم شايف نفسه في التاني… من غير ما يتكلم.


ثم قالت ليان، وكأنها بتفتح قلبها لأول مرة:


– "أنا مش سهلة… مش من نوع البنات اللي بتدخل في علاقة وتنسى كل حاجة حواليها. أنا متلخبطة، وجوايا جراح كتير، وخوف، ولسّه حتى دلوقتي… أوقات بحس إني ممكن أهرب في أي لحظة."


ردّ جاد، وصوته بقى هادي وحنون أكتر:


– "ومين قال إني عايزك تبقي سهلة؟ أنا مش بدوّر على حب سينمائي. بدوّر على واحدة حقيقية… لو هتعيّط، أسمعها. لو هتزعق، أسمعها. لو هتسكت… أفضّل أقعد جنبها لحد ما تتكلم. بس تكون هي… ليان، زي ما هي، بكل تعقيداتها."


شهقت ليان بهدوء، ونظرتها اتكسرت، وبان في عنيها لمعة دمعة:


– "أنا… مش متعودة أسمع كلام بالشكل ده."


– "مش متعودة تسمعيه، ولا متعودة تصدّقيه؟"


– "الاتنين."


– "طيب جربي… مرة واحدة بس. صدقيني، لو سبتك… مش هيكون عشانك، هيكون عشانكِ تستاهلي أفضل مني. بس طول ما أنا هنا… مش هسيبك."


سكتت لحظة طويلة.


ثم قالت:


– "عارف؟ كنت دايمًا بحس إن كل حاجة حواليا تحت المراقبة… حتى قلبي. زي ما لو في كاميرا جوّاه. دلوقتي… أول مرة أحس إنه ممكن يفتح الباب، ويخرج للنور، من غير ما حد يحاكمه."


– "وإنتي متراقبة فعلًا… بس مش من نظام، ولا أجهزة… متراقبة منّي. وبالمناسبة… قلبي أنا كمان تحت الحراسة، بس شكله ناوي يسلم سلاحه."


ضحكت بخجل، وقالت:


– "طيب، لو قلبك سلّم سلاحه… هتأمن ليه؟"


– "لإنه ما لقيش خطر أكبر منك… ولا أحنّ منك."


سكتت، ثم قالت بنبرة أهدى:


– "أنا مش عايزة وعود. بس عايزة أعيش اللحظة دي… من غير خوف. من غير ما أعد دقايقها، أو أفتكر إنها مؤقتة."


ردّ، وهو بيشد إيديها بإيديه:


– "اللحظة دي… اتكتبت في ظرف سري مخصوص لقلوبنا، ومرسلة من حتة ما فيهاش خيانة… فيها طمأنينة."


وسكتوا.


قعدوا، والنسيم بيعدّي بينهم، كأن الكون قرر يهدى، ويقف شوية، عشان يسمع الكلام اللي ما اتقالش… لكن اتفهم.


الشمس قربت تغيب، بس النور اللي جوّاتهم كان لسه بيبدأ يولد من جديد.


---


> "مش كل القلوب اتخلقت عشان تُؤمن بالقوة… بعضها اتخلق عشان يصدق إن الحنان… كفاية لإنقاذ وطن جوّا بني آدم."


#يتبع 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع