القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية منعطف خطر الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم ملك ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية منعطف خطر الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم ملك ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات 





رواية منعطف خطر الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم ملك ابراهيم حصريه في مدونة قصر الروايات 


#الحلقة_35

#رواية_منعطف_خطر

#بقلمي_ملك_إبراهيم

أنا هفضل معاكي لآخر لحظة في عمري.

بعد عنها خطوتين، وفتح دراعه للسماء، وقال بصوت عالي يرن:

ـ انا بحبك من كل قلبي يا ياسمين... بحبككككككككك.


جريت عليه ورمت نفسها في حضنه، لف بيها في دوامة عشق، حضنه كان أمان، وكان وعد، وكان بداية لحياة جديدة...

تبدأ من هنا.. من وسط الجبال.. من صدى صوته وهو بيعلن حبه ليها، ومن ضحكتها اللي رجعت للحياة من تاني.

...........

في مكان مهجور.

وقفت العربيات تبع يحيى، ونزلوا منها زينة وهي عينيها مليانة رعب، وقلبها بيرجف من الخوف.

كان المكان كئيب، عبارة عن مخزن قديم تابع ليحيى، كانوا بيخزنوا فيه السلاح زمان، جدرانه مقشرة وريحة التراب والزيت تقيلة في الهوا.

عيون زينة كانت بتدمع بصمت، وشفايفها مقفولة بلاصق خنق صوتها زي ما الرعب خنق نفسها.


قعدوها على كرسي حديدي مهزوز، وربطوا إيديها ورا ضهرها بحبل خشن زاد من وجعها، بس وجع القلب كان أعمق.

دخل يحيى بخطوات ثابتة، في عينيه نظرة قسوة مش غريبة عليه، وعلى شفايفه ابتسامة سخرية.

قال بنبرة باردة، فيها نوع من الجنون المقنع بالهدوء:

ـ بقى حتة عيلة لسه مولودة امبارح.. تستغفلني أنا؟ تيجي المستشفى تمثلي إنك صاحبة ياسمين، وانتي أصلاً جاية تستكشفي المكان لجوزك وصاحبه عشان يجوا يخطفوها؟


هزت راسها بـ"لا"، ودموعها نزلت بغزارة وهي بتنهار بصمت.


أشار يحيى لأحد رجاله، فقام وفك اللاصق من على بؤها.

اتكلمت زينة بصوت متقطع، مشوش بالبكا:

ـ أنا فعلاً صاحبة ياسمين، وبحبها.. كنت خايفة عليها منك.. وجوزي وصاحبه أنقذوها، مش خطفوها!


ضحك يحيى ببرود، ضحكة ما فيهاش رحمة، وهو بيقرب منها خطوة بخطوة، كأن قربه في حد ذاته تهديد.

قال بنبرة رخيمة لكنها مرعبة:

ـ آه.. وتفتكري إن ياسمين ممكن تردلك الجميل ده ؟ وتيجي تنقذك هي كمان؟


سكتت زينة، ونظرتها ليه كانت مليانة قرف وخوف في نفس الوقت.


قرب منها أكتر، ولمعة عينه كانت باينة، لمعة الراجل اللي فقد الإحساس بوجع الناس.

قال:

ـ ياسمين فين؟


ردت بأصرار وهي بتحاول تثبت نفسها وسط الخوف:

ـ معرفش!


مسك تليفونه، وابتسامة هادية مرسومة على وشه، بس كانت أخطر من أي غضب.

قال بثقة وهو بيبص لها:

ـ هنعرف مع بعض دلوقتي.


اتصل برقم خالد، وبعد ثواني بسيطة قال بسخرية:

ـ إيه ده! تليفون الباشا خارج الخدمة!


وبعين ماكرة سألها:

ـ رأيك يكون فين دلوقتي؟


زينة فضلت ساكتة، ورفضت تجاوبه، كانت عارفة إن أي رد هيضر ياسمين وخالد.


هز يحيى راسه، وقال بصوت منخفض وهو بيركز نظراته عليها:

ـ عندك حق.. أنا عارف مين اللي هيعرف يوصله.


مسك تليفونه تاني، واتصل باللواء وحيد، وفضل مستني الرد كأنه متأكد إن الطرف التاني هيرد.


ـ سيادة اللواء.. أخبارك؟


رد اللواء بنبرة حادة:

ـ عايز إيه يا يحيى؟


ـ عايز الباشا حفيدك.. هو فين؟ وتليفونه ليه خارج الخدمة كده؟


اللواء وحيد قال بصرامة وقلق بدأ يظهر في صوته:

ـ انت مالك ومال حفيدي؟ مش جدك فهمك تبعد عن الموضوع؟ وأنا وعدته إني هرجعلكم بنت عمك!


قعد يحيى على كرسي قصاد زينة براحة، وكأن المشهد كله تحت سيطرته، وقال:

ـ يا سيادة اللواء.. أنا مش عايز أتعبك معانا.. واطمن، أنا اتصرفت. بس بلغ الباشا حفيدك إن زي ما هو معاه أمانة تخصني.. أنا كمان معايا أمانة تخصه. ولو عايز يرجع أمانته.. يرجعلي أمانتي.


اللواء سكت لحظة، قلبه بدأ يدق بسرعة، وهو بيحاول يلم أطراف الخيوط اللي بدأت تتشابك في دماغه.

ـ أمانة إيه اللي عندك يا يحيى؟ إنت عملت إيه؟


رد يحيى بنبرة باردة مميتة:

ـ خليه يكلم صاحبه الظابط معتصم.. وهو يقوله أنا عملت إيه.


وقفل المكالمة، وهو بيبتسم ابتسامة خبيثة بانتصار، ونظراته لزينة كانت كلها تهديد.


زينة بصت له بخوف حقيقي، وشعرت لأول مرة إن الشخص اللي قدامها مش انسان عادي. ده مريض نفسي خطر.

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

عند اللواء وحيد، في أوضة مكتبه.

كان واقف، بيخبط بإيديه على المكتب بعصبية شديدة، صوته الداخلي بيصرخ من القلق والغضب.

كلام يحيى كان خطر، وأسلوبه كان أخطر.

يحيى مش طبيعي.. وعايز ياسمين بأي تمن.

وخالد مستعد يواجه الدنيا كلها عشانها.


فضل يردد لنفسه:

ـ البنت دي هي سبب المصايب كلها!

وجودها خطر.. وجودها هيخرب حياة الكل!

لازم ألاقي حل.. البنت دي لازم تختفي.. تختفي من حياة حفيدي ومن حياة يحيى كمان.

........

عند خالد وياسمين.


كانوا راجعين في عربية خالد، جو العربية دافي بحالة فرح هادية.

ياسمين كانت قاعدة جنبه، الضحكة منورة وشها، ولسه صدى صوته وهو بيقول "بحبك" بيرن جواها كأن قلبها بيعيد تشغيل اللحظة دي كل ثانية.


خالد كان بيبصلها من وقت للتاني، وابتسامتها بالنسباله كانت أعظم انتصار.

أخيرًا رجعت لها الضحكة اللي كان بيدور عليها من أيام.


لكن الهدوء اتكسر أول ما دخلوا منطقة فيها تغطية، ورن تليفون خالد.

بص على الشاشة، وكان المتصل واحد من رجالة خالد المكلّفين بمراقبة يحيى الشرقاوي.

فتح المكالمة بسرعة، وكان حاسس إن في حاجة مش طبيعية.


جاله الصوت على الطرف التاني لاهث ومتوتّر:

ـ أخيرًا يا باشا فتحت تليفونك.. في حاجة خطيرة حصلت، بتصل عليك من بدري وتليفونك كان برا التغطية!


شد خالد جسمه، ونبرة القلق ظهرت في صوته:

ـ في إيه؟ قول بسرعة!


ـ يحيى الشرقاوي... كنت متابع كل تحركاته زي ما أمرت، ومن ساعتين تقريبًا وقف بعربيتين قدام عمارة وخطف بنت من هناك.


قلب خالد اتقبض، ووشه اتغير فجأة وهو بيسأله بصوت جاد:

ـ العمارة دي عنوانها إيه؟


رد الراجل وقال العنوان... عنوان عمارة معتصم.


داس خالد فرامل العربية فجأة، وكأن الدم اتجمد في عروقه.

ياسمين بصت له برعب، لمحت الصدمة على وشه، وسألته بخوف:

ـ في إيه يا خالد؟


كان سامعها، بس وعيه كان مشغول بالمكالمة، عقله بيجري أسرع من كلامه.


فجأة صرخ في التليفون:

ـ ومشيت وراهم؟ عرفت خدوها فين؟


رد الرجل:

ـ أيوه يا باشا ، خدوها على مخزن قديم في منطقة مهجورة.. شكله من اللي بيخزنوا فيه سلاح. أنا هناك لسه، براقب من بعيد ومستني تعليماتك.


داس خالد بنزين العربية لأقصى سرعة، وقاله:

ـ خليك مكانك.. أنا جاي حالًا، ولو في أي حركة أو يحيى خرج من عندك، كلّمني فورًا.


اسم "يحيى" وقع في ودن ياسمين كأنه رصاصة.

قلبها بدأ يدق بسرعة، وبصت لخالد وقالت بقلق بيزيد:

ـ يحيى عمل إيه؟


رد خالد بعصبية وهو بيزيد السرعة:

ـ خطف زينة مرات معتصم!


شهقت ياسمين شهقة كبيرة وكتمتها بإيديها، وصوتها طالع مرتجف:

ـ خطف زينة؟!! ليه؟ دا ممكن يأذيها يا خالد!

وبصت قدامها بخوف:

ـ زينة طيبة، ومالهاش ذنب في اللي بيحصل ده.


دموعها بدأت تلمع في عينيها، وبصت له وقالت بحرقة:

ـ أنا قولتلك من الأول.. رجعني ليهم. يحيى مش هيسكت.


رد خالد بغضب مفاجئ، صوته عالي وعصبي:

ـ أرجعك ليهم إزاي؟! أنتي مراتي!

ويحيى ده أنا هسجنه وهخليه يندم ندم عمره علي كل غلطة عملها في حياته.


ياسمين سكتت، بس كانت بتبكي بخوف على زينة، والسيناريوهات السودا بدأت تتكرر في خيالها وخوفها علي زينة من يحيى بيزيد.


خالد اتصل ب مهاب وهو سايق، كان لازم يعرف إذا معتصم عرف.

رد مهاب وقاله إن معتصم طلع مأمورية ولسه مرجعش. 


خالد قاله بسرعة:

ـ يحيى خطف زينة مرات معتصم ، وأنا رايح دلوقتي شقة معتصم أسيب ياسمين هناك واطلع على المكان اللي أخدوها فيه.


مهاب ما استناش وقال بسرعة:

ًـ انا جاي معاك يا خالد. 


وقفل وجري.


في الطريق...

مهاب كان طالع من المديرية، بيجري بكل سرعته.

وقابله معتصم راجع من مأموريته ، مستغرب شكله وقال وهو بيضحك:

ـ إيه يابني؟ بتجري زي البطة كده ورايح فين؟


بس ملامح مهاب كانت مختلفة، جدية بشكل خلا الدم يتجمد في عروق معتصم.

وقف مهاب وقالها مباشرة:

ـ زينة... مراتك اتخطفت.

يحيى الشرقاوي خطفها من شقتك.


اتسحب الدم من وش معتصم، وعينيه توسعت، وكل حواسه وقفت.

---

تحت عمارة معتصم.

وقف خالد بعربيته، وكان في ظابط وعساكر وبوكس، والناس متجمعة حوالين مدخل العمارة.

أمن العمارة واقفين بيحكوا للظابط، والوجوه كلها متوترة.


نزل خالد بسرعة، وياسمين وراه.

قرب من الظابط وسلم عليه:

ـ خير يا علي.. إيه اللي حصل هنا؟


رد الظابط بجدية:

ـ أمن العمارة بلغ إن واحدة من السكان اتخطفت من قدام العمارة.


خالد بص لامن العمارة بغضب:

ـ اللي اتخطفت.. مدام زينة مرات الظابط معتصم؟


أحد أفراد الأمن قال بقلق:

ـ أيوه يا باشا.. بس والله ما كنا نعرف!

في واحدة ست كلمتها ونزلتها تتكلم معاها تحت، وإحنا كنا قريبين منهم بس ملحقناش نتحرك.


بصله الظابط علي وسأله:

ـ إيه اللي بيحصل يا خالد؟


رد خالد وهو بيبص حواليه بضيق:

ـ هفهمك كل حاجة.. بس أطلع مراتي فوق الأول بعيد عن الزحمة دي.


راح لياسمين، ومسك إيدها وهو بيقربها من مدخل العمارة.

لكنها وقفت عند الباب وقالت بعناد، وصوتها مخنوق:

ـ مش هدخل يا خالد!

ـ زينة اتخطفت بسببي أنا، وهي ملهاش ذنب. رجعني ليحيى وخد زينة.


خالد بص لها بعصبية، ومسك دراعها بحدة:

ـ انتي هتفضلي تقولي كلام ملوش معنى؟

وسحبها على شقة معتصم.


باب الشقة كان موارب، فتحه بعصبية، ودخلها وقال بتحذير واضح:

ـ اقعدي هنا، ساعة بالكتير وزينة هترجع.


بصت له بعناد، لكنها ما لحقتش ترد، كان قفل الباب ونزل.


وقفت في نص الشقة، وبصت حواليها، وكل ركن فيها بيصرخ باسم "زينة".

حست بتأنيب ضمير قاتل، ودموعها بدأت تنزل بصمت.

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

تحت العمارة.

نزل خالد، وكان معتصم ومهاب وصلوا.

معتصم باين عليه الانفجار، صوته عالي وهو بيزعق في الأمن، وعينيه بتدور على أي أثر.


خالد قرب منه بسرعة، وقال وهو بيهديه:

ـ أنا عارف المكان اللي خدوها فيه.. يلا ننقذها الأول، وبعد كده اعمل اللي انت عايزه.


الكل اتحرك بسرعة، والظابط علي طلع بعربيته هو وقوته، واتجهوا كلهم ناحية المخزن.

......... 

في شقة معتصم.

ياسمين ماقدرتش تستحمل تقعد ولا دقيقة تانية، ضميرها بياكلها، والإحساس بالذنب خانقها.

هي السبب في اللي حصل لزينة، وعارفة كويس مين يحيى وقد إيه ممكن يكون خطر ومجنون.. عارفة إنه ممكن يعذب زينة زي ما كان بيعمل فيها، وإنه مش هيرجعها إلا لما ترجع هي تحت سيطرته.


قامت بسرعة، فتحت باب الشقة ونزلت، قلبها بيخبط في صدرها وهي خارجة من العمارة.

وقفت تاكسي، وادته عنوان بيت جدها.


المسافة لبيت الشرقاوي كانت أقرب بكتير من المكان المهجور اللي فيه زينة.

كانت عايزة توصل بسرعة.. قبل ما يعمل حاجة متهورة.

....... 

قدام بيت الشرقاوي.

نزلت ياسمين من التاكسي وهي بتجري، دخلت البيت تنادي بصوت عالي:

– يحيى! يحيى!!


خرج جدها من أوضة المكتب وهو مصدوم شافها واقفة قدامه.

قرب منها وقال بذهول:

– ياسمين؟ إنتي رجعتي إزاي؟!


بصت له وهي بتكتم غضبها بصعوبة:

– يحيى فين يا جدي؟


جدها: مالُه يحيى؟


ياسمين: خطف بنت بريئة عشان يجبرني أرجعله! وأنا رجعت أهو.. بس يرجّع البنت دي بيتها، هي مالهاش ذنب!


جدها اتصدم من كلامها وبسرعة اتصل بيحيى من تليفونه.

........ 

في المخزن المهجور.

رد يحيى بهدوء غريب:

– خير يا جدي؟


صوت جده كان حاد وقاطع:

– إنت خطفت بنت يا يحيى؟!


ضحك يحيى بنص صوت:

– إنت عرفت منين؟ بتراقبني ولا إيه؟


جده: ياسمين رجعت، وهي اللي قالتلي. رجع البنت حالًا!


عين يحيى اتسعت من الصدمة:

– ياسمين رجعت؟!


أخدت ياسمين التليفون من جدها، واتكلمت بعصبية وصوتها بيرتعش من التوتر:

– رجّع زينة دلوقتي يا يحيى.. ما تقربش منها ولا تلمسها، ولا تفكر تأذيها!


ضحك يحيى وهو بيبص على زينة اللي كانت قاعدة تبكي بهدوء:

– غالية أوي عليكي صاحبتك دي! بس اعذريني.. مش هرجعها إلا لما أتأكد إنك مش عاملة فخ ولا متفقة مع حضرة الظابط.


ردت ياسمين بغضب: أنا في بيت جدك، ولوحدي!


سكت لحظة، وابتسم بانتصار:

– كويس.. خليكِ عندك، لسه لازم نتفق. وبعدها نشوف هعمل إيه.


قفل المكالمة، حس إنه كسب الجولة.

دي فرصته.. فرصته يجبر ياسمين تبقى مراته، وهو ماسك ورقة ضغط حقيقية.


بص لزينة وهو بيقرب منها بخطوات باردة، وقال بابتسامة مريبة:

– شكلك غالية أوي عند ياسمين.


زينة بصت له بخوف، دموعها كانت نازلة من غير صوت.


بص للرجالة وقال:

– محدش يقرب منها.. واستنوا مني تليفون.


خرج يحيى من المخزن وركب عربيته، وعينه مليانة رضا وشماتة.


في مكان بعيد..

الراجل اللي كان بيراقب اتصل بخالد فورًا:

– باشا، يحيى خرج من المخزن وركب عربيته، ومشي. أتابعه؟


خالد: خرج لوحده ولا معاه البنت؟


– لوحده يا باشا.. البنت لسه جوه.


خالد:  خلاص، خليك مكانك.. إحنا قربنا نوصل.

........ 

في عربية خالد.

معتصم كان قاعد جمبه، قلبه بيتخلع من مكانه، كل خليه في جسمه بتصرخ: "زينة!"

الذنب بيكسر قلبه.. هي ساعدته لما طلب منها، وهو ماقدرش يحميها.

كل لحظة بتمر كانت كأنها سنة، وكل فكرة في دماغه كانت بتخوفه من المصير اللي ممكن تكون زينة بتعيشه دلوقتي.

.......... 

بعد دقايق.. في المخزن.

كانت زينة قاعدة في مكانها ، خايفة ومرتعشة..

المكان مظلم وبارد، وريحة الرطوبة فيه خانقة، ونظرات رجالة يحيى ليها كلها شر وتهديد.

كل ثانية بتمر كانت كأنها سنه، وقلبها بيخبط في صدرها من الرعب.


فجأة...

صوت ارتطام قوي دوّى في المكان، وباب المخزن طار من مكانه بعد ما عربية شرطة اقتحمته بقوة.


صرخات، أوامر، وأصوات أسلحة ارتفعت فجأة..

رجال شرطة كتير اقتحموا المكان بأسلحتهم المرفوعة، وأولهم كان معتصم!


عيون زينة كانت بتدور في المكان برعب، لكن أول ما شافت معتصم، الوقت وقف.

شافت في عنيه خوف ولهفة، شافت وعد بالنجاة.


معتصم جري ناحيتها، وهو بيصرخ بأوامر تهديد:

– الكل ينزل السلاح! محدش يتحرك!


خالد ومهاب كانوا وراه، والظابط علي معاه القوة قبضوا على الرجالة اللي في المخزن بسرعة وحسم.

رجالة يحيى ماقدروش يقاوموا قدام قوة الشرطة، واتحطت القيود في إيديهم في لحظات.


زينة كانت بتعيط وهي لسه قاعدة مكانها، دموعها نازلة بس مش قادرة تتكلم.

معتصم نزل على ركبته قدامها ، بص لها وعينه مليانة وجع:

– انتي كويسة؟ 


هزّت راسها بـ "آه" وهي بتبكي من الصدمة والخوف.

فكّ قيودها بسرعة، ووقفها قدامه، وبعدها حضنها بكل قوته.

ضمها كأنه بيحاول يرجّع لها الأمان اللي ضاع.. وهمس بصوت مهزوم:

– أنا آسف يا زينة.. كل ده حصلك بسببي.


زينة كانت بتعيط وهي في حضنه، وإيديها بتتشبث فيه كأنه ملاذها الأخير.


خالد شاور للظابط علي علشان يبدأوا في نقل المقبوض عليهم للقسم، ويبدأوا في إجراءات القبض على يحيى الشرقاوي بتهمة اختطاف إنسانة بريئة.


معتصم خرج بزينه وهو لسه محتضنها، دخلها العربية ، وقعد جنبها وسألها بقلق وهو بيطمن عليها بعينيه قبل كلامه:

– انتي حاسة بحاجة؟ في حد أذاكي؟ قرب منك؟


هزّت راسها وهي بتبكي:

– أنا كويسة الحمدلله.


قرب منها، وقبّل مقدمة راسها وقالها بصوت مختنق:

– سامحيني يا زينة.. انا اسف. 


قرب مهاب وخالد عليهم.

مهاب قال بهدوء:

– حمد لله على السلامة يا زينة.. انتي كويسة؟


هزّت راسها بالإيجاب.


خالد بص لها بحزن وقال:

– أنا آسف يا زينة.. اللي حصلك ده بسببي.. وانتي لا ليكي ذنب ولا تستاهلي ده.


زينة بصت له وقالت بحزن واستغراب:

– بس انت رجّعتله ياسمين ليه يا خالد؟ إزاي؟ ده مريض! أكيد دلوقتي بيأذيها!


خالد اتجمد في مكانه:

– أنا مرجعتش ياسمين.. هي في شقتكم، مستنيانا نرجع بيكي.


زينة رمشت بذهول وقالت:

– لأ.. أنا سمعت يحيى بيتكلم معاها في التليفون، وقالها إنه مش هيرجعني غير لما يتأكد إنها رجعت فعلاً! وكان باين إنه ناوي يساومها!


معتصم ومهاب بصوا لبعض بذهول، وكلهم اتلفتوا لخالد.


خالد بص لها، وصوته بدأ يتوتر:

– انتي متأكدة يا زينة؟ سمعتيه بنفسك؟


زينة قالت وهي بتحاول تفتكر التفاصيل:

– أيوه.. سمعته وهو بيكلمها، وبعدها خرج من المخزن!


خالد غمض عينيه بصدمة، قلبه بدأ يدق بسرعة، وفجأة ضرب العربية برجله بعنف، وقال من بين أسنانه:

– ليه يا ياسمين؟! ليه تعملي كده؟!


ركب عربيته بسرعة، ووشه كان بيولّع من الغضب، واندفع بالسواقة كأنه رايح يحارب الدنيا كلها.

........ 

في بيت الشرقاوي.


دخل يحيى وهو معاه مأذون واتنين شهود.

كانت ضحكة السخرية والانتصار مرسومة على وشه، وكأنه كسب الجولة قبل ما تبدأ.

ياسمين كانت قاعدة في انتظاره، ملامحها جامدة، قوية، مفيش أي تعبير واضح على وشها،

وجدها كان قاعد قصادها، بيفكر بقلق ودهشة، إزاي يحيى خرج عن طوعه وبقى بيخطط وينفذ عملية خطف من غير ما يرجعله أو ياخد رأيه.


يحيى قرب منهم وقال بنبرة ساخرة وهو بيبصلها:

– حمدلله على السلامة يا ياسمين.. نورتِ بيتك.

وبص للمأذون والشهود اللي وراه، وشاور لهم على أوضة مكتب جده وقال للخدم:

– استضيفوهم لحد ما ندخل.


رجع يبص لياسمين وقال بنغمة كلها خبث:

– أنا جبت المأذون والشهود معايا عشان منضيعش وقت.. كفاية الوقت اللي ضاع..

وأحمد أخوكي كل يوم بيسألني عنك ونفسه يشوفك.. قولتله إننا هنتجوز الأول، وبعدين نروحله هناك نقضي شهر العسل زي ما وعدتك.


كانت ياسمين ساكتة، بتبص له بنظرة غريبة، نظرة مافيهاش خوف، لكن فيها برود غامض.

البرود ده خلى يحيى يحس بلحظة قلق جواه، لحظة صغيرة، لكنها غرست نفسها جواه.


جدها اتدخل وقال له بصرامة واضحة:

– إزاي تخطف بنت وتعمل كل اللي عملته ده من غير ما تعرفني وتاخد رأيي يا يحيى؟!


رد يحيى بثقة:

– أنا وانت يا جدي طرقنا مختلفة.. أنا بوصل لهدفي بأي تمن.. حضرتك بتحب تفكر وتوزن الأمور..

أنا بحب أتحرك بدماغي. 


(وبص لياسمين مباشرة وهو بيكمل)

واقدرت ارجع ياسمين وأخليها تيجي برجليها لحد هنا.. مش دي النتيجة اللي كنا بندور عليها؟


جدّه بص له بغضب وقال:

– وده مبرر إنك تعمل المصايب دي؟ تخطف مرات ظابط يا يحيى؟!


رد يحيى ببرود أكتر:

– مفيش حاجة تثبت إني خطفت حد.. انا كنت في شركتي، وعندي بدل الشاهد 100 ..

والرجالة اللي خطفوها، لو الحكومة قبضت عليهم أو حتى ماتوا، مش هينطقوا بكلمة واحدة ضدي.

وحتى لو البنت بنفسها قالت.. تثبت ان انا اللي خطفتها! 

أنا اتربيت على إيدك يا جدي ، وانت اللي علمتني أحسب خطواتي..

وأديك شوفت، في كام ساعة، قدرت أخلي بنت عمّي المحترمة ترجع البيت وبإرادتها.


ياسمين كانت لسه ساكتة، لكن نظراتها كلها استحقار.

يحيى قرب منها وقال بصوت فيه تهديد واضح:

– دلوقتي صحبتك تحت إيدي.. ورجالتي معاها، مستنين كلمة مني..

يا إما يسيبوها.. يا إما يخلصوا عليها.


ياسمين اتوترت، بس حاولت تداري ده بصوت قوي:

– والمطلوب؟


رد ببرود:

– نتجوز.


ضحكت ياسمين ضحكة كلها برود، وقالت له بهدوء:

– هتتجوزني إزاي؟

هو ينفع واحدة تتجوز مرتين؟!


يحيى اتجمد مكانه، ملامحه اتبدلت، وبص لها بصدمة:

– تقصدي إيه؟


قامت ياسمين من مكانها، وقفت قصاده وقالت بنبرة كلها تحدي:

– أنا متجوزة يا يحيى... متجوزة خالد سالم الدريني.


وفي اللحظة دي...

دخل خالد من الباب... بقلمي ملك إبراهيم. 

... يتبع 

تفتكروا يحيى هيعمل ايه دلوقتي😂 والمأذون والشهود اللي جايبهم معاه🚨😂

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع