رواية العشق الأسود الفصل الثاني 2بقلم هدى زايد حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية العشق الأسود الفصل الثاني 2بقلم هدى زايد حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الثاني
~لأجل قلبك ~
*************
مازالت لاتفهم حديث والدته، إن كان مزاح لاتريده وإن كانت جادة في حديثها لاتريده أيضا كل ما تريده أن تنهي هذه الثرثرة من وجهة نظرها، كادت أن تقف عن المقعد
لكنها ضغطت على كفها نظرت لها بنظرات متوسله وراحت تقول بصوت هادئ ونبرة تغلفها الرجاء قائلة
- أرجوكِ اسمعيني ياجميله
استشعرت بالرجاء في نبرتها، بقت وهي تتطالعها بنظرات مبهمه لاتفسر لها شئ، اتخذت دور المستمع وهي تضع بين يدها مذكرة صغيرة دون عليها جملة من كلمتان وهي (العشق الأسود)
طلبت منه أن تضعها في حقيبتها، نفذت ذلك ثم نظرت إليها لتعرف ماالذي ترمي إليه والدته ابتسمت والدته إبتسامه خفيفه وقالت
- المذكرة دي تخصك، تخص كل حاجه عنك من أول ماشافك لحد اللحظة اللي بقى شريكك في الورشه
تابعت بجدية قائلة
- صحيح أنتِ صغيرة عليه بس الحُب مايعرفش الأعمار مادام في حب بين الطرفين و
قاطعتها "جميله" قائلة بحدة
- ايوا مين هما الطرفين ابن حضرتك ومين الطرف التاني
ردت ببساطه
- أنتِ يا جميله
- ازاي وإمتى وليه أنا تحديدا ؟؟
ردت بنبرة صادقه
- عشان أنتِ الوحيدة اللي قلبه دق لها والحاجات دي ماحدش بيقلها اشمعنى يا جميله
قاطعتها بعصبيه ظاهرة في نبرتها متناسيه فارق العمر
- المطلوب مني إيه مش فاهمه معلش ؟
ردت والدته متجاهله غضبها قائلة
- أنا قرأت لك منشور من كام يوم كان على صفحتك بتقولي في إن مساعدة الغير بيسعدك جدا مهما كان بالنسبه للشخص اللي طالب المساعدة اهم حاجه إنك تعملي اللي تقدري عليه
صمت برهة ثم ختمت حديثها بحزن قائلة
- حققي أمنيه ابني، هو مريض قلب يا جميله عنده ارتخاء في عضله القلب وقلبه المريض دا حبك وبيتمنى تكوني مراته
كانت "جميله" مازالت جالسه على المقعد الموضوع في شرفه القاعه الخاصه بحفل الزفاف، تطالعتها بدهشه وذهول حاولت أن تسألها أو تتحدث ولكن عقلها لم يسعفها حينها، ترى هي على حق أم مجرد أكذوبه حتى توافق، لاتعرف ماذا تفعل ولم تشعر بنفسها إلا وهي تسألها بعدم فهم
- ايوا إيه المطلوب مني ؟
تقربي منه وتتدي الثقه اللي تحسسه بإنه مافيش حاجه ناقصاه هو دا اللي مطلوب منك لا أكتر ولا أقل
ردت باسمه
- مطلوب مني ارسم دور الحُب على ابنك واتجوزه هو أنتِ امه فعلا ؟؟
-ليكِ حق تستغربي بس صدقيني لما تبقي أم هتحسي باللي بقوله
- اللي حضرتك بتقولي دا مستحيل حد يصدقه وحتى لو وافقتك إيه اللي هيخلينا اوفق على كلامك واحد أكبر مني سنا واجتماعيا و
قاطعتها قائلة
- أنتِ ليه واخدة الموضوع بالصعوبه دي كل الموضوع إنه لما يقرب أنتِ متبعديش، لما يطلب منك الجواز توافقي وكدا
ابتسمت بطرف ثغرها قائله بسخرية
- مش عاوزة بيبي معايا هديه ؟
-ممكن اسأل حضرتك سؤال
-اتفضلي
-هو لو بنت حضرتك جت وقالت لك هتجوز واحد لا اعرفه ولا يعرفني بس هو بيحبني وطلب مني الجواز هتوافقي هو ابنك نفسه هيوافق ولا عشان إنتوا ناس اغنيه فاهمين إنكم هتدسوا على الناس برجليكم، فوقي يا مدام أنا فقيرة اه بس عندي عزة نفس
ردت بهدوء حد الاستفزاز
- خلاص خلصتي اللي عندك ؟
ماشي ياجميله أنتِ معاكِ حق يمكن طلبي يكون غريب لكن مش مستحيل فكري كويس وبعدين قرري
وقفت عن مقعدها بعد أن انتهت من حديثها سارت بخطوات ثابته وواثقه وقبل أن تخرج من القاعه توقفت فجأة ما أن وجدته يلج في ذات اللحظه لم يصدق عيناه حينها قال بسعادة لرؤيتها الغير متوقعه
- جميله !!
نظرت له ثم نظرت لوالدته عادت ببصرها له وقالت بإبتسامه عريضه قائلة
- ازيك يا دكتور مبروك
صافحته بيدها وسط دهشه وذهول، كادت أن تخرج من القاعه لكنه استوقفها قائلا بعدم فهم
- أنتِ جيتِ هنا ازاي وازاي عرفتي إن النهاردا فرح اخويا
ردت بكذب
- عرفت من عم محمد كبير المنطقه وقلت لازم اجاي ابارك
قاطعها باسما
- تعرفي إنها مفاجأة بالنسبه لي
سألته بمرح قائلة
- ياترى حلوة ولا
أجابها بسرعه ودون تردد
- طبعا أحلى مفاجأة
أشار للداخل وقال بتذكر
- معلش نسيت أقل لك اتفضلي
ردت بعتذار قائلة
- لأ معلش مرة تانيه الوقت اتأخر مبروك مرة تانيه
سارت بخطوات ثابته وواثقه سرعان ماعادت إليه وقالت بخبث
-عقبالك يا دكتور
فرغ فاه إثر غنجها الواضح في نبرتها، كيف تبدلت هكذا إن كان هذا حلم لا أريد الاستيقاظ منه يا الله انتفض إثر يد والدته التي ربتت على كتفه بحنو قائلة
- ممكن أعرف ابني حبيبي وقف لوحده ليه
هااا
قالها " ريان" وهو يتابع الفراغ الذي تركته له بعد أن ابتسمت له لأول مرة، بينما كانت والدته تعلم جيدا مع من كان يتحدث، ظنت أنها وافقت لم تكن تعلم أنها تعمل لصالحها قبل أن تتمل لصالح ابنها
سقط " ريان " فريسه بينهن تُرى سينجو أم للقدر رأي آخر .
عاد مع والدته إلى الحفل وقضى الباقِ من وقته في سعادة لاتوصف لمجرد أنها ابتسمت له وعاملته بلطف على غير عادتها معه .
جلست والدة ريان جوار ابنتها، نظرت لها وجدتها
تكفكف دموعها بأناملها اقتربت منها متسائلة بلهفه
- مالك يا سالي مالك ياحبيبتي ؟
أومات برأسها علامة النفي وقالت بنبرة متحشرجة إثر دموعها الحبيسه
- مافيش ياماما دا الميك اب
سألتها بشك
- وهو الميك أب يخلي صوتك كمان يتغير ؟
أجابتها وهي تقف عن المقعد قائلة بتلعثم
- قلت لحضرتك مافيش عن إذنك
استوقفتها متسائلة بفضول
- على فين ؟
ردت بنبرة مقتضبه
- هرقص مع ريان شوية
سارت بخطوات سريعه اشبه للركض، بحثت عنه في كل مكان توقفت عند الحديقه الخاصه بالقاعه
ربتت على كتفه وقالت بصوتٍ رقيق
-ممكن ارقص مع القمر دا
التفت لها وقال باسما وهو ينحني للأمام
- تحت أمرك يا مولاتي
أشار بيده للداخل لكنها رفضت مبررة أن هنا أفضل بكثير من الداخل فهي تحتاج إلى الهدوء
لبى لها رغبتها وبدأ يتراقص معها على أنغام الموسيقى الهادئة كانت شاردة الذهن، سألها عن سبب حزنها فأجابته كاذبه
- مافيش حاجه عندي صداع مش أكتر
تابعت بهدوء
- مين البنت اللي كنت بتسلم عليها برا ؟
رد باسما
- دي جميله الشريك الجديد ليا في الورشه
تابع مصححا
- أو أنا اللي شريكها الجديد
قاطعته بجدية
- بس إنت مش محتاج للورشه دي بتشتريها ليه ؟
صمت برهه قبل أن يقول بنبرة عاشق.
- أنا محتاج ابقى جنبها هي
سألته بغيظٍ شديد من تصرفاته
- من دي وليه هي تحديدا؟
أجابها بجديه
- أنتِ عارفه إنك صندوقي الأسود وعمري ماخبيت عنك حاجه وعشان كدا محتاج اتكلم معاكِ
نظرت إلى الأريكه الخشبيه وقالت بهدوء
- تعال نروح نقعد هناك ونتكلم
سار جنبا إلى جنب في هدوء جلس وجسلت جواره استمعت له بكل حواسها، أما هو قال بإبتسامته المعهودة
- أنا أول مرة شفتها كانت من ست شهور تقريبا. كانت مسافرة ورجعت من اسكندريه، قعدت تشتغل زي كل يوم دخلت عليها لقيتها لوحدها كنت فاكرة انها منتظرة العربيه بتاعتها، ولما سألتها عن الريس جمعه ابتسمت وقالت أنا الريس جمعه
صمت برهه وقال بصوته الهادئ
- اتكلمنا شوية وعرفتها مالها العربيه وقد إيه هي غاليه عندي كانت بتتكلم معايا وبتشرح لي هي عاوزة تعمل ايه فيها، سبتها ومشيت ومش عارف إيه اللي حصل لي من يومها، لقيت نفسي بفكر فيها عاوز اروح هناك تاني، لقيت نفسي بقتحم حسابها على الفيس بوك بتابع اخبارها كان نفسي اشوفها تاني بس مش عارف اروح ازاي ولا حتى أقول إيه وفجأة لقيت عربيه عدنان عطلانه والباقي أنتِ عارفاه كويس
سألته بدهشه شديدة قائلة
- ياااه كل دا حصل لك من مرة ولا مرتين شفتها فيهم
أجابها بنبرة صادقه
- هتصدقي لو قلت لك إن فعلا حبتها من أول نظرة يمكن كتير مابيصدقوش في الحاجات دي
لكن أنا مؤمن بيها جدا من وقت ما شفتها
تابع بحزن
- بس للأسف مش كل اللي بنحبهم بيكونوا لينا
ربت على كفه وقالت بحنو
- ليه بتقول كدا إنت زيك زي أي واحد خلقه ربنا ومش ناقصك حاجه
رد بإبتسامة جانبيه من ثغره
- دا عشان أنا أخوكِ، إنما هي هتقول عني مجنون واحد اكبر مني ومريض وجاي يحبني !!
قاطعته بجدية
- اللي بيحب عمره ما هيفكر في كل الكلام دا وهيشوف الكلام دا تافهات قصاد الحب الحقيقي
صمت ولم يعقب على حديثها ربما تكن على حق ولكن كيف له أن يعرف من الذي يحتل عرش قلبها
انهى هذا الحديث عند هذه النقطه، وقف عن الأريكه وقال بطريقه مسرحيه
- وإلى هنا نكتفي بهذا القدر وعلى وعد بجلسه جديدة في مكان آخر
ابتسمت "سالي" لمظهر أخيها وقفت معه واتجهت للداخل قررت أن تبحث بطريقتها الخاصه عن تلك الفتاة التي اكتشفت بمحض الصدفه أنها زميلتها
في الجامعه لكنها لم تتعرف عليها بعد .
وعلى الجانب الآخر وتحديدا في منزل "جميله"
ولجت البيت بهدوئها المعتاد وجدت والدتها تجلس على الأريكه تقوم بخياطه بعض الملابس الخاصه بها وبجانبها حقيبها هدايا، جلست جوارها بعد أن لثمت رأسها متسائلة بفضول وهي تضع رأسها داخل الحقيبه
- إيه دا ياماما ؟
ردت والدتها باسمه
- دا طقم جديد على الأتنين اللي عندك اهو تبدلي فيهم
قاطعتها بعتاب
- ليه بس كدا ما أنا عندي كتير وبعدين هاعمل بكل دول ايه ؟
- يوه ياجميله لازم تتعبي قلبي كدا في كل حاجه قولي لي رحتي فرح الباشمهندس ريان ؟
ردت "جميله" موضحه بهدوء
- دا فرح اخوه ياماما مش هو اه رحت
سألتها بفضول قائلة
- هو ريان عزمك أنتِ لوحدك ولا عزم صحابك في الجامعه كلهم ؟
اعادت "جميله" خصله متمردة على وجهها خلف أذنها وقالت بكذب
- لأ. هو عزمني أنا بس عشان أنا شريكته في الورشه مش عشان أنا طالبه في الكليه
ردت والدتها بتفهم قائلة
- ااه طب هو أنتِ رجعتي بدري ليه دا أنتِ مكملتيش نص ساعه في الفرح ؟!!
وقفت عن الأريكه وقالت بتلعثم وهي تتلتقط حقيبه الهدايا
-خُفت اتأخر عن اذنك عشان محتاجه ارتاح
هروب، خوف، و كذبةجديدة
أشياء كثيرة تخشى "جميله" أن تقع تحتها تساؤلات كثيرة من والدتها لتعرف ماحدث في حفل الزفاف، ولجت الحجرة ثم أوصدت الباب خلفها بدلت ثيابها وجلست على طرف الفراش
شاردة في مذكراته تنظر لها بنظراتٍ حائرة، لاتعلم ماذا تفعل تقرأها لتعرف مايشعر بهِ تجاهها وتبدأ في البحث عن خطه محكمه لتقع به في شباكها أم تعيدها لوالدته وكأن شيئا لم يحدث، نهضت عن الفراش متجه نحو المكتب الخاص بها في الغرفه
جلست خلفه وفتحت شاشه الحاسوب، ظلت تبعث فيه حتى توقفت عند رسالة والدة ريان. قرأتها بعيناها أكثر من مرة وكأنها تستعيد ذكريات اليوم بهدوء لترتب أفكارها حتى تصل إلى قرار يُرضي جميع الأطراف.
( السلام عليكم، أنا والدة ريان الأنصاري، عارفة إنك هتستغربي طلبي بس مش مستحيل عليكِ، جميله أنا محتاجه لك بتمنى تساعديني، النهاردا فرح ابني اتمنى اشوفك، هابعت لك العنوان )
كانت مترددة في بادئ الأمر، لاتعرف إن حقيقه أم اكذوبه ضغطت على أحد الخانات كي تصبح داخل الصفحه الرسميه، تأكدت حينها أنها والدته بالفعل بعد أن شاهدت بعض الصور الخاصه بهم
لم تنكر أنها كانت تريد الذهاب بسبب الفضول أولا ثم بعد ذلك تحول لدهشه وذهول، لكنها كانت تشعر بالتخبط في مشاعرها لاتعلم إن كان هذا سببا لتسعد به أم لتحزن لا تعرف حقا .
لكن الشئ الوحيد الذي تعرفه جيدًا أن زواجها من "ريان" سيحل لها جميع أمورها.
وقفت عن المقعد ظلت تجوب الحجرة ذهابا إيابا
ماذا تفعل توافق على الزواج مقابل مبلغ مادي أم ترفض وتحل الأمر بعيدا عنه، حسنا إذا فعلت هذا من أين تتدبر المبلغ لعمليتها وما بعد ذلك ؟
المبلغ الذي جمعته والدتها وضعته في الضرائب ومازال جزء كبير متبقي لم تدفعه بعد ، جلست على طرف الفراش مستندة برأسها على ظهر الفراش، وهي تتنهد بعمق
ظلت عيناها معلقاتان على مذاكرته، لاتعرف تفتحها أم تتركها تذكرت حديث والدته وهي تطلب منها أن تُعطي له فرصه التقرب منها، يا إلهي ماذا أفعل !! إن وافقت أصبحت بلاقيمه، أصبح ثمني بخس ولن يفهم أحد حقيقة ماحدث الجميع يهتم
بالمظهر لكن الجوهر أو مابين السطور كما يقولون
لن يهتم احدا به .
وسوس لها شيطانها وزين لها فعلتها على إنها فعل خير وهي فاعله خير إن حدث هذا
بررت لنفسها وهي تهب واقفه عن الفراش محدثة نفسها قائلة
- ليه لأ ماهي قالت مجرد تمثليه وأنا مش هوصلها لحد الجواز أنا هنهي الموضوع في الخطوبه اكون اديته الثقه اللي أمه طالبها وأخد منها الفلوس اللي أنا عاوزها
رفض القلب حديث العقل الذي خرج عن صومعته لأول مرة منذ فترة كبيرة، وبرر أفعالها ونعتها كـ فاعلة خير لا أكثر .
اطلقت زفيرا طويلا من رئتيها، تشعر بالحيرة والتخبط قرارتها المصيريه، تقبل وتتزوج من أجل إسعاده أم ترفض وتخسر كل شئ !!
أنارت مصابيح الأفكار فوق رأسها، وأخيرا اهتدت إلى حلا يرضى جميع الأطراف سوف توافق ولكن لن تصل إلى خطوة الزفاف ، كفى الخطبه وماسوف تأخذه منه خلالها وفي نفس الوقت تُعطي له فرصة كما طلبت والدته .
اعتدلت في جلستها لتلتقط مذاكرته ذات اللون الأسود قرأت بخفوت من بين شفتيها
- العشق الأسود
قامت بفتحها وجدت مقدمه فريدة من نوعها، ابتسمت ملء شفتيها وهي تردد كلماته هامسه
( ااهٍ من قلبٍ سقط أسيرٍ حين رأى زرقة عيناها وقال الرحمة سيدتي، لكنها لم ترحمه )
قامت بتقليب عددة صفحات حتى وقعت عيناها على أول لقاءٍ بينها وبينه في المحل، وصف مشاعره بطريقه غاية في البساطه لكنها لذيذة كلذة نسمة الهواء الباردة في ليلة صيف شديدة الحرارة استشعرت بحلاوة كلماته، افترشت السرير بجسدها مستندة بخديها على ظهر يدها تواصل قراءة مذكراته مُنذ لحظة ميلاده وحتى اليوم الذي طلب منها الزواج .
تعاطفت كثيرا معه عندما علمت بمرضه، وتذمرت من ضعف شخصيته مع عائلته هو يعترف بذلك ولم ينكره لكن ماذا يفعل هو رب الأسرة من بعد والده ورث منه طيبة القلب، كانت تتئثاب وهي تطوي صحفه قديمه وقبل أن تنظر لغيرها غطت في نوما عميق تاركة باقِ كلماته ليوما جديد وأحداث جديدة لم تعرفها بعد .
أما على الجانب الآخر وتحديدا في شرفة " ريان"
كان يستمع لحديث أخته الغامض لايعرف إلى ماترمى له نظر لها متسائلا بنبرة حائرة
- يابنتي ما تفهميني إيه الموضوع بالظبط ؟!!
ردت بنفاذ صبر
-قصدي مش أي حد قلبك يرتاح له تجري عليه
قاطعها بجدية
- تقصدي إيه وليه حاسس بتحذير في كلامك ؟
فرغ فاها لتنطق بالحقيقه لكنها سرعان ما صمتت
عند دخول والدتها التي جاءت في اللحظة الحاسمة من وجهة نظرها، غادرت الغرفة بعد أن اعتذرت من أخيها لتأخذ قسطا من الراحة بعد هذا اليوم المتعب بينما جلست والدتها مقابل ابنها، سألته بنبرة ماكرة
- ابني حبيبي عامل إيه دلوقتي ؟
أجابها بعفوية
- تمام الحمد لله حاسس إن في جبل واتشال من على قلبي قبل مايموتني
ردت بلهفه
- بعد الشر عنك يا حبيبي ليه بتقول كدا ؟
ابتسم إبتسامه خفيفة ثم تابع موضحا
- أقصد إن أنا كدا ارتاحت بعد ما عدنان اتجوز كدا بقى اتفرغ للبنات وربنا يقدرني عليهم
تنهدت بعمق وهي تتطالعه بنظراتٍ حائرة وراحت تقول بصوت حزين ونبرة تغلفها اللوم والعتاب
- ليه بس كدا يا ابني وهو إنت مش حقك تتجوز ولا هتعيش راهب !!
حرك رأسه بنفاذ صبر وقال
- تاني يا ماما تاني هو حضرتك مبتزهقيش من الكلام في الموضوع دا !!!
ردت مقاطعه بعناد قائلة
- لا مش بزهق ولا هبطل كلام لحد لما أشوفك مع عروستك زي اخوك وياريت بقى تبطل تحسس نفسك ناقصك حاجه إنت زي الفل والف عروسة تتمناك وبكرا تقول ماما قالت
قاطعها مازحا
- طب ياستي شكرًا كفايه
وقفت عن مقعدها وقالت بستسلام
- هاقول إيه ابني وأنا عارفاه مش هعرف اخد لا حق ولا باطل معاه زي أبوك وجدك الله يرحمهم .
غادرت والدته من الغرفة بعد أن اعلنت استسلامها في معركة دائما هو الرابح الوحيد فيها، لكنها لن تقبل بهذا قريبا، حتما ستتغير الأمور للأفضل .
أما هو غط في نوما عميق مكتفيا بختام يومه الذي يشبه ختام المسك بالنسبه له .
وبعد مرور ثلاثة أيام
كانت " جميله" انتهت من قراءة مذاكرته كاملة والتي غيرت وجهة نظرها تماما فيه، جعلها تغضب وتثور تبتسم وتتوق شوقا لمعرفة مابين السطور .
لن تنكر أنها تعاطفت معه في عدة مواقف ياله من كاتب رائع روا لها روايته بكل براعه دون أن تكل أول تمل من سرده المنمق ولغته القوية والسلسه
تكاد تجزم أنها عاشت الأحداث أولا بأول قبل أن يعيشها هو قررت أن تعيد المذاكرت لوالدته معلنه الموافقه بشروطها الخاصه، كان لقاء خالِ من الحميمه بين زوجة الإبن المستقبليه والحماه، يُعد لقاء فريد من نوعه لقاء يحمل كل التحذيرات بينهما
-ابني ياجميله مش لازم يعرف إنك بترسمي عليه دور الحُب توعديني ؟
اوعدك بس أنتِ كمان لازم توعديني إن أمي متعرفش حاجه عن اللي بنا لأن لو أمي عرفت ابنك هيعرف وحياته هتنتهي في لحظة
-ابني لو عرف مش بس هيخسرك لأ دا هيخسرني قبلك أنتِ مجرد واحدة هتروح بعد فترة إنما أنا أمه ومش هيعرف ينسى اللي حصل
انتهت المقابلة القصيرة بعد أن وضعت كلامنهما شروطها ووافقت عليها الأخرى بالطبع.
واتفقتا على أن يوم الخميس هو يوم الخطبه الرسميه أي بعد أسبوعا .
أما اليوم هي في ورشتها تعمل بجدية تامه، أسفل أحدى السيارات القت نظرة سريعه وجدت شاب ذو حذاء جلد من اللون أسود، خرجت بجسدها لتعرف ماهيه من ينتظر أمام السيارة، اتسعت حدقتيها فرحا بعد أن هتفت بسعادة
- مش ممكن سيف الدين
نهضت بسرعه وهي تلطخ ملابس العمل بيدها، صافحته وقالت بدهشه
- إنت رجعت إمتى إنت ماقلتش إنك راجع في آخر مكالمة
رد باسما وهو يجلس على المقعد بطريقه عكسيه للجلوس قائلا
- كنت حابب أعملها مفاجاة بس ياترى حلوة ولا
ردت بمشاكسه
- طبعا وحشه وهو في حد يحب يشوف دراكولا في وشه كل يوم
كور قبضه يده وقال من بين أسنانه
- يابت لمي لسانك الطويل دا شوية وارحمينا
ابتعدت وهي تتصطنع الخوف قائلة
- ياماما خُفت منك !!
تابعت بجدية وهي تتجه نحو المنضدة قائلة
- لسه فاكرة بتحب تشرب نسكافيه بليل صح ؟
ابتسم وقال
- وأنتِ بتعشقي القهوة مش أنتِ لوحدك اللي فاكرة
تابع بتذكر قائلا
- طنط عامله إيه دلوقتي
ردت " جميله " مازحة
- طنطك يا سيف في الحقيقه مش لاقيه حاجه تعملها غير انها تقلبني كل شوية
سألها ببلاهه قائلا
- تقلبك ازاي مش فاهم ؟
أجابته بضحكة عاليه
- اقصد تاخد مني فلوس
تابعت بجدية مصطنعه
- معلش ماهو حضرتك مش هنا واحنا منطقه شعبيه والباشا مايعرفش الكلام دا
قاطعها " سيف الدين " قائلا بغيظ
- واللهِ أنا بردو اللي مش من هنا ولا حضرتك كلامك مش مفهوم، وبعدين أنتِ اللي مقعدك لحد دلوقتي في الورشه مش خايفه
لأ لأ لأ ملكش حق يا كابتن سيف معلمي القدير، اللي لي الفضل بعد ربنا في إن اتعلم الكاراتيه على أصوله هو اللي يقل لي اخاف !!
أردفت " جميله" عبارته وهي تعطي له كوبا ( النسكافيه) بينما هو كان يتابعها بنظرات فخر وتباهي لما آلت إليه الآن وأخيرا تجاوزت الأزمة وعادت لحياتها وكأن شيئا لم يكن .
وبين شد وجذب بينهما وهم يتناولون المشروب الخاص بهم ولج " ريان" وجدها تجلس بأريحيه أمامه وتتحدث معه وكأنها تعرفه منذ اعوام حتى الآن لا يعرف عنه شيئا اعتذر وهو يحاول جاهدا السيطرة على غيرته والتظاهر بملامح باردة
صافح كلامنهما الآخر ثم وقفت " جميله" تعرف كل منهما بالآخر قائلة
- دكتور ريان الأنصاري شريكِ الجديد اللي كلمتك عنه يا سيف ودكتوري في الجامعه
تابعت وهي تنظر لـ سيف وراحت تقول
- سيف الدين الشربيني إبن خالي وأخويا الكبير
صافحه "ريان" والابتسامه لاتفارق شفتيه، غادر "سيف" بعد أن اعتذر منه حتى يرى عمته، أشارت
له بالجلوس خلف المكتب بما إنه شريك معها في هذا المحل رفض ولكن إصرارها كان أكبر من رفضه جلست على المقعد مقابلته وبدأت تتحدث
في بعض الأمور الهامه بالعمل، كان يستمع لها بكل حواسه يعلم أنها تملك ذكاء لا بأس به أما هو فيكفي أن يملك العالم في جلسته هذه فلا داعي للذكاء ليخفي إعجابه بها.
وضعت قدح القهوة وقالت بهدوء
- بس ياسيدي وهي دي كل حساباته وملوش عندنا مليم تاني
رد بهدوء قائلا
- أنا شايف إننا ندي له المبلغ اللي طلبه مش عاوزين مشاكل
اغتاظت منه ومن سلميته الشديدة وراحت تقول بعناد
- لأ معلش انا ليا في المشاكل سيبك منه واللي عنده يعمله عشان انا لو حطيته في دماغي هزعله وهخلي مصر كلها تزعل عليه وعلى المقامين خارجها مع مراعاة فروق التوقيت
أشار بيده لتتوقف عن غضبها قائلا بإبستامه المعهودة
- بس بس الموضوع مش مستاهل دا كلها 5000 جنيه فرق وانا هادفعهم من عندي ملكيش دعوة
قاطعها ساخرة
- بنك متنقل أول مرة أشوف بنك متنقل بيتكلم
رد بجدية ممزوجة بغيظ
- لا بس الموضوع مش مستدعي كل الخلافات دي بنكم وبعدين أنا عامل عليكِ أنا مش موجود كل يوم عشان افضي الخناقات اللي بنكم و
قاطعته بهدوء حد الاستفزاز وهي تضع ساق فوق الأخرى
- أنا بتاعت مشاكل مشتغلش بالك بيا
سألها هامسا
- اومال اشغل بالي بمين بس
ردت سؤاله بسؤالا آخر قائلة
- إنت بتكلم نفسك ؟
تنحنح وقال نافيا
- ها لأ ابدا
تابع بجدية
- على العموم احنا لازم نحل المشاكل دي كدا مش حلو
- حاضر نبقى نشوف الموضوع دا بعدين، المهم دلوقتي تحل مشكلة الضرايب دي وتشوف هنعمل إيه والفلوس اللي عليا هقسطها او امضي شيكات
قاطعتها قائلا
- الضرايب اتحلت خلاص من يوم ما شريكك
ساد الصمت لحظات في المكان، حاول كلامنهما الخروج عن هذا الصمت الذي خيم فجاة، كان التوتر سيد الموقف حينها، وقفت عن مقعدها ما أن ولجت إحدى صديقتها حامله طبق من الأرز بالحليب والمزين ببعض المكسرات .
طلبت منها طبقا آخر له فـ اعتذرت لها مبررة لها بأن هذا آخر ما تبقى لديها، عادت له ووضعت أمامه وقالت باسمة
- اتفضل رز بلبن هيعجبك قوي بنوزعوا في المنطقه للعرسان أو لما حد يخلف وكدا يعني
أومأ برأسه علامة النفي وقال بهدوء
- لأ معلش مش هقدر اعذريني أنا
قاطعته بإصرار
- متخافش معمول من ناس نضيفه والله انا زيك مش باكل من ايد أي حد اتفضل وقل بسم الله عشان خاطري متكسفنيش
وافق بعد إصرار شديد منها عليه، راق طمعه له حقا تناول القليل منه ثم وقف عن المقعد وراح يقول
- تسلم ايد اللي عملته عجبني فعلا،
تابع بدهشه وهو ينظر في ساعه معصمه
- ياخبر أنا اتاخرت اعذريني أنا مش متواجد باستمرار أنتِ عارفة شغلي واخد كل وقتي بس بإذن الله هبعت هنا حد ثقه يشيل عنك وعني شغل الورشة
ردت باسمة وهي تقول بنبرة ماكرة
- أنا هنا مكانك ومتعتذرش أنا هشيل عنك ثق فيا
تسمر " ريان " مكانه وكأنه تمثال برع الفن في نحته من الماثلة أمامي، حقا هي !! بالطبع لا استقيظ يا ريان أنت في أحلامك الوردية
لوحت أمام وجهه بكفها متسائلة بخبث
- هو إنت كويس ؟
رد ببلاهه
- هااا اه كويس كويس جدا
تركها قبل أن يفتضح أمره أكثر من ذلك بينما هي استدارت بجسدها كله وضحكاتها تدوي المكان على مظهره ياله من مسكين وقع في عشق فتاة لا تعرف عن العشق سوى مرارته، اغروقت زرقة عيناها بالدموع على ما آلت إليه، اصبحت تخطط وتتعامل مع رجل لايعرف للمكر والخبث طريقا
مر اليوم بجميع حالاته ثم مر يوما آخر ثم خمسة أيام تبقى من المهله المحددة يوما واحد قررت أن تقترب منه
بشتى الطرق أصبحت كالأفعى تلفت حول فريستها
حتى تلدغها في لحظة لم يحسب لها.
أما هو كان متجاهلا تماما قرار زواجه منها والذي جاء سريعا واعتذر عنه ولم يتحدث عنه مرة أخرى لكنه يلاحظ تقربها الشديد، مكالمتها المستمرة، وغنجها في حضرته .
اصبح لايفهم ما السر خلف كل هذا التغير، فتحت الحديث في أمر الزواج بشكل غير مباشر، فعتذر كعادته لكن هذه المرة رفضت الاعتذار وطلبت منه التوقف عنه وضحت سوء الفهم الذي حدث حينها
وبررت ذلك بأنه خجل ليس إلا .
وعبرت عن إعجابها به فلما عرض مرة أخرى الزواج وافقت عليه وهي تصطنع السعادة
مزق قلبها حين قال بنبرة حزينه
- جميله لو بتعملي كدا من باب الشفقه والعطف يبقى اعتبري العرض ملغي أنا مش هقبل بدا أبدا
بلعت غصتها وقالت بإبتسامة مزيفه
- مافيش حد بيتجوز شفقه وبلاش تاخد الموضوع من الناحية دي
كذبت عليه وعلى نفسها واوهمته بالحُب في هذه الفترة القصيرة اهٍ لو تعلم أنها تذبحه بهذه الطريقه
غادر المكان تاركا إياها تخبر والدتها التي رأته حتى الآن ثلاث مرات فقط وفي كل مرة يزداد اعجابها به كم تمنت أن يكن لإبنتها هذا الراجل الرائع .
هاهي أمنيتها تتحقق عندما أخبرتها ابنتها بقدومه يوم الخميس لخطبتها كما أخبر هو عائلته عن ذات الخبر السعيد .
كانت صدمة للبعض وخبر متوقع للبعض الآخر
تسرعت والدته حين قالت بسعادة حقيقه
- مبروك ياحبيبي وجميله بنت زي القمر وتستاهل فعلا
قطب مابين حاجبيه وقال بنبرة متعجبه
- حضرتك عرفتي منين إن اللي هتجوزها هي جميلة
تلعثمت في ردها وهي تقول
- ها أبدا توقعت بس من اهتمامك بيها في فرح عدنان مش أكتر
أخذت " سالي" دور المتابعه في صمت،اكتفت بالنظرات التي لا تنم عن الرضا لما يحدث الآن بينما كان "ريان" يحاول تمرير كذبة أمه مرور الكرام كي لايفسد يومه
غادرت " سالي" وخلفها زوجة أخيها التي استغلت الاأمر خير استغلال، كل ما استطعت فهمه هو أن ما يحدث ليس عشق بل مؤامرة حاولت معها كثيرا لكنها فشلت، تحلت بالصبر كي تصل لمبتاغها حاوطت ذراعها وقالت بنبرة خبيثه
-اقعدي كدا يا سالي وقولي لي سمعتي إيه يوم فرحنا أنا وعدنان قصدي يعني طنط وجميلة اتفقوا ازاي على ريان وأوعدك كلامك مش هيخرج برا ساعديني ننقذ اخوكِ من جميلة قبل ما دمروا أكتر من كدا دي تقريبا واخدة منه مليون جنيه
امتنعت " سالي" عن الإفصاح بما تعرفه كما قررت أن تخبر أخيها ليتوخى الحذر، ولجت غرفته وتحدثت معه بطريقه غير مباشرة
وعندما ضيق عليها النطاق، اعترفت بما تعرفه بدايةً من حضور " جميله" ووصولا إلى مقابلة والدته خارج المنزل قبل أسبوع من الآن، كل ماخططت له والدته نجحت في تنفيذه. ودمرته "سالي" بطيبه قلبها .
احتضنت عيناه جهنم غادر غرفته متجه نحو غرفة والدته وقف يتحدث بغضب شديد كانت تخشى عليه من هذا الحزن الذي اجتاح قلبه المريض كسرته دون قصد جعلته يشعر بأنه شحاذ متشرد يعطف عليه الناس بتأفف ياله من احساس سيئ حقا .
أنتِ لايمكن تكوني أم أنتِ ازاي كدا ازاي
ليه عملتي كدا ليه، ليه رخصتي ابنك وقللتي من كرامته ليه تعملي فيا وفيها كدا ليه
أنا أمك غصب عنك أمك بالذوق بالعافيه أمك
ايه المشكله لما رحت طلبت منها تتجوزك.
وقدمت لها فلوس اه عملت كدا، طب ما إنت رحت اشتريت نصيب شريكها باضعاف تمنه عشان بس تشوفها ولو مرة في الأسبوع
غلطانه أنا عشان عاوزها شريكه العمر، فيها لما حققت لك امنيتك واعترفت لها بحبك بدل منك
خلاص روحي اتجوزيها بقى وعيشي حياتك معاها أما أنا مش هسامحك على اللي عملتيه فيا دا
إنت هتروح معانا البنت وافقت وأمها عرفت وإنت دلوقتي بتقول لأ، هتروح بالذوق أو بالعافيه
رفع منكبيه وقال بلامبالاة
- حليها زي ماخططتي لها أنتِ وهي مش مشكلتي
كاد أن يغادر الغرفة استوقفته بصوتها الغاضب قائلة
- استنى عندك
سارت بخطوات واسعه وسريعه وقفت مقابلته وقالت
- أنا عملت اللي عملته دا ليه ها مش عشانك، كان عجبك نفسك وإنت بتحب فيها على الورق كنت مرتاح وإنت شايفاها قدامك ومش عارف تعترف كنت هتبقى مبسوط لو اتجوزت غيرك !!!!
رد بصراخ
- ويو لما تتجوزني شفقه وعطف هبقى مبسوط من وجهة نظرك ؟
صمت لحظات قبل أن تحتوي الموقف بذكائها وقوة صبرها قائلة بحنو
- طب يا حبيبي معلش عشان خاطري تعال على نفسك وكمل المقابلة على خير والدتها متعرفش ومينفعش نطلع عيال قصادها، اقل لك تعال نروح مجرد زيارة وكأننا هنشوف العروسة ونقرأ فاتحه بس بعدها نقدر نقول مافيش نصيب زي مابيحصل عادي مع أي اتنين لكن غير كدا قلة ذوق .
طالعها بنظرات حزينه قتلها في أرضها كم تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها بعد أن علم ابنها فعلتها قررت مجارته حتى ينتهي اليوم الذي طال انتظاره في سلام .
مر اليوم بصعوبه على الجميع كانت " جميله" تحاول الوصول إليه بشتى الطرق لكنه رفض هذا التواصل فتحدثت إلى والدته وعلمت كل شئ قررت أن تلغي كل شئ لكن رفضت والدة ريان وطلبت منها أن تكمل ما بدأته .
في مساء اليوم التالي
كانت أسرة " ريان " بأكملها تجلس في غرفة الصالون يتبادلون أطراف الحديث .
حتى ولجت " جميلة" صافحة الجميع وجلست جواره على الأريكه تلاشى النظر إليها ولكن اللعنه عليك أيها القلب الأحمق تتغزل بها وهي تشفق عليك .
تحدث في كل شئ حتى استوقفته والدتها عند كلمة (بيتي ) وقالت بسعادة
-لأ ماتقلش عندك شقه ومخلصها وناقصها العروسة
رد بجدية
-في الحقيقه أنا عندي فيلا وكل العيلة عايشه فيها واخويا عدنان متجوز وعايش معانا
قاطعته قائلة بنبرة لا تقبل النقاش
-اخوك متجوز وعايش معاكم يعني أنا بنتي هتعيش في بيت عيله، لأ ياحبيبي أنا عاوزة لها شقه 200 متر في اي حته المهم تبقى بعيد عن بيت العيله
سألها بعد فهم
-طب والفيلا
تبقى تروح زيارة كل جمعه
قاطعتها " جميلة" ببراءة لتستفزه بهدوئها المبالغ فيه
-نعم ياماما
لا يا حبيبتي دا بتكلم عن يوم الجمعه مش عنك
رد " ريان " بجدية
- بس حضرتك أنا كبير العيله وماينفعش إن
قاطعته والدته قائلة بجدية
- خلاص يا حاجه أم جميله بإذن الله هنعمل لك اللي عاوزاه كله
تابعت والدة جميلة بهدوء باقِ شروطها قائلة
- مافيش جواز غير بعد 6 شهور
سألتها والدته بنفاذ صبر قائلة
- وليه 6شهور بس !!
اجابتها بهدوء
- اكون خلصت جهاز جميله كله هي فاضل لها حاجات بسيطه وكمان يكونوا العرسان اخدوا على بعض
ردت بإحباط
- مافيش مشكلة اهو فرصه بردو يعرفوا بعض كويس
أنا بقول نسيب العرسان لوحدهم يتكلموا مع بعض شويه واحنا نشرب العصير برا
أردفت والدة جميله عبارتها وهي وتشير بيدها للخارج وعند خروج آخر فرد في العائلة اقترب " ريان" منها وقال بصوتٍ هادئ ممزوج بالحزن
- أنا عارف إن ماما طلبت منك تتجوزيني أناجيت النهاردا عشان بس والدتك عرفت إننا هنيجي النهاردا أنا صحيح طلبت منك نتجوز بس دا كان تسرع مني وسوء توقيت
أنا النهاردا جيت عشان الشكل العام ميبقاش وحش بس خطوة الجواز مش هتم وهننفصل بعد الخطوبه بعدها فترة قصيرة وكأن شيئا لم يكن وبعتذر لك عن كل اللي حصل من أول مقابلة لحد دلوقتي
ردت بنبرة متحشرجه قائلة
-خلاص خلصت كلامك احب أقل لك بقى إن أنا اللي مش عاوزك وإن لو في حد لازم يعتذر للتاني يبقى أنا الحد دا و
قاطعتها والدتها وهي تلج حاملة بين يدها قدحان من القهوة وراحت تقول
- اتفضل القهوة يا ابني
جلست جواره وقالت
- خلاص اتفقنا على كل حاجه ناقص اهم حاجه
سألها بفضول قائلا
- خير ياطنط ؟
أجابته بجديه
- احنا اتنين ستات لوحدنا ومتزعلش مني ياابني دخولك كدا كل شويه هيبقى مش حلو واحنا في منطقه شعبيه زي ما إنت شايف وكلام الناس مابيرحمش
سألها بعدم فهم
- مش فاهم حضرتك عاوزة إيه بالظبط ممكن توضحي لي
أجابته بعفوية
- احنا نعمل شبكه وكتب كتاب في يوم واحد والفرح يبقى وقت ما الشقه تخلص اهي تكون فترة تتعرفوا فيها على بعض قلت إيه
حرك رأسها متسائلا ببلاهه
- في إيه ؟
ردت بنبرة متعجبه
- في اللي قلته يا حبيبي مالك في إيه ؟
تنحنح وقال بعتذار
- معلش أصل الموضوع جه كدا فجأة على العموم الحكايه كلها 6شهور ممكن نكتب قبل الفرح بأيام أو يوم الفرح مش فارقة
قاطعته قائلة بجدية بعد أن اجتمعت العائلة مرة أخرى
- ااه مش فارقة دي تقلها لما يكون ليها بدل أخ اتنين وتلاته وابوها موجود لكن اتنين ستات لوحدهم وإنت داخل خارج واسمها خطيبتي لا يا إبن الناس دا مش عندي معلش .
ردت زوجة عدنان قائلة بنبرة ساخرة
- وافرض ما محصلش نصيب تبقي بنتك مُطلقه !!
طالعتها والدة جميله من رأسها حتى اخمص قدميها ثم سألتها بذات النبرة
- هي مين القمر دي ؟
ردت بتباهي قائلة
- أنا شاهيناز البغدادي مرات عدنان
قاطعتها بتفهم
- سلفة بنتي يعني !!
تابعت بجدية وهي توجه حديثها لـ ريان قائلة
- اهي دي سبب من ضمن الأسباب اللي تخلينا مرضاش لبنتي تقعد معاها في نفس المكان
ختمت حديثها قائلة
- هو إنت يا ابني ماسمعتش عن مثل السلايف ولا إيه ؟!!
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا