رواية العشق الأسود الفصل الاول1 بقلم هدى زايد حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية العشق الأسود الفصل الاول1 بقلم هدى زايد حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الأول
~من أول نظرة~
**************
قلق، ذعر، خفقات قلب تُقرع كالطبول، وصرخة تريد أن تشق صدرها لتخرج وتخبر العالم أجمع بالآلام الذي تشعر بهِ، تجلس أمامها كمن ينتظر الحكم بالإعدام، تتنفس بصعوبه بالغه نظرت للطبيبه متسائله بتوجس
- خير يا دكتورة
ردت الطبيبه بهدوء قائلة
- عندك ورم لوفي، في الرحم
ترقرقت عيناها بالدموع، شعرت بالضياع بعد أن أطلقت الطبيبه حكم الإعدام حقا عليها، تركت لدموعها العنان انسدلت على خديها بغزارة، لمجرد سماعها كلمة " ورم " سألتها ببكاء مرير
- يعني إيه يعني أنا عمري ماهابقى أم
ردت الطبيبه بهدوء شارحه مرضها ببساطه
الاورام الليفيه
-هي في اغلب الاحيان اورام حميده وفي بعض الاحوال بيحصلها بعض التغيرات الحميده بردو أو خبيثة لكن بنسبة ضعيفة
صمتت برهة ثم قالت
-تأثير الاورام الليفيه بيختلف على حسب حجمها ومكانها ونوعها .في منها اللي ممكن يمنع حدوث حمل ومنها الي ملوش تأثير على حدوث الحمل لكن ممكن يسبب اجهاض او ولاده مبكره .وفي منها الي بيسبب نزيف مع الدوره الشهريه ودا اللي حصل معاكِ كدا ياجميله كمان بيضغط على المثانه او المستقيم .
قرار استئصال الورم الليفي بيعتمد على مدى ثاثيره على بطانه الرحم وحجمه الأعراض اللي بيسببها وكمان على سن المريضه
وضعت " جميله " رأسها بين راحتيها مغمضه العينين خارت كل قواها في البكاء، أصبحت الدنيا ومع عليها تحمل لون واحد، رفعت بصرها لتتابع حديث الطبيبه
-الورم الليفي بيزداد في الحجم تحت تأثير هرمون الاستيروجين وبالتالي طول مالبنت او الست في مرحله ماقبل انقطاع الدوره هيكبر ونسبه انه يكبر بتقل كل ماقربنا لسن الاربعين .
انهت حديثها بتحذير قائلة
- اهمال الاورام الليفيه في السن الصغيره ممكن يؤدي في نهايه المطاف لاستئصال الرحم نتيجه انه ممكن يكبر لدرجه انه يأثر على الرحم كله
سألتها بنبرة متحشرجة إثر دموعها الحبيسه قائلة بحزنٍ وقهر
- وأنا المفروض أعمل إيه دلوقتي أشيل الرحم ولا أعمل إيه
رد الطبيبه نافيه
- لأ خالص بإذن الله مش هنوصل للمرحله دي بس اهم حاجه نشيل الورم ونتابع بالعلاج وهتكوني بخير إن شاء الله .
طب الورم عندي فين بالظبط وياترى لي تأثير عليا بعد كدا في الإنجاب
أردفت " جميله " عبارتها بصعوبه بالغه وهي تحاول جاهدة منع دموعها من الهبوط مرة أخرى
نظرت للطبيبه نظرة أمل، علها تتحدث كلمة جديدة تبث من خلالها ومضات الأمل التي فقدتها مُنذ بداية اللقاء .
ردت الطبيبه بجدية وبعمليه
-أكتر الأعراض المنتشرة بين السيدات هو
نزيف الرحم الغير طبيعي
ومع اقتراب الورم من بطانة الرحم بيتسبب في
غزاره في الطمث ( الدورة الشهرية )
الم شديد اثناء الطمث ( غير معتاد )
زياده مده الطمث ( استمرار الدوره الشهريه لأكثر من اسبوع )
وتقريبا دي الإعراض اللي عندك واللي بسببها جيت لي هنا احنا هنحتاج لعمليه صغيرة، هتكون عن طريق المنظار أهم حاجه ياجميله إننا منهملش في العلاج ولا نسيبه لحد مايكبر لأن كدا هنلجأ لآخر حل مش عاوزين نلجأ له وهو إننا نشيل الرحم
القت الطبيبه آخر مافي جعبتها على عاتق "جميله"
وقفت عن المقعد وكأن الطير على رأسها، خرجت من العيادة تجر خيبات الأمل خلفها، كيف تخبر أمها بمرضها من أين تتدبر المبلغ المطلوب لعمليتها الصعبه والخطيرة في وجهة نظرها، كانت تسير في أحد الشوارع الهادئ مطأطأ الرأس تشعر بالإنكسار، القهر، والحزن الشديد لم تستطع قدماها على أن تخطو خطوة أخرى، هوت على الأرض ثم نظرت للسماء خرجت صرخه معلنه الإنكسار، ظلت تناجي ربها بأن يمرر ما تمر بهِ، ليت مايحدث لي مجرد أضغاث أحلام، آآآهٍ ياقلبي لقدفقد أولى أمنياتك مالذي تخبئه لي الحياة .
انتشلها صوت سيارة أجرة وقفت على سنتميترات
ترجل منها رجل عجوز تجاوز الخمسين بقليل، قصير القامه يرتدِ بنطال أسود،وكنزة تخبر من يراه أنها تهالكت من تحت رأس هذا العجوز الذي لا يملك إلا قوت يومه . نظرت له وجدت ملامح الذعر والقلق الشديدان تعتري وجهه المعجد، لم تعرف لِمَ في هذا الوقت تحديدا ظنت أنه والدها كم كانت تتمنى أن ترتمى بين أحضانه ويمسد على ظهرها ويخفف عنها وجعها، ماذا تفعل تخبر أمها وتعيد أموالها كي تخضع للعمليه أم تتدبر الأمر بعيدا عنها ؟
انتشلها السائق من بئر أفكارها قائلا بفزع
- حصل لك حاجه يا بنتي أنتِ كويسه ؟
إيماءة بسيطة كانت كافيه له بأن يتنفس الصعداء حمد لله على أن مرت على خير، ساعدها على النهوض واستقلت السيارة بعد إصرار شديد منه عليها استندت برأسه على النافذة مغمضه العنين
تحاول بشتى الطرق الوصول إلى حلا لتلك المعضله رغم أن الطبيبه كانت نبرتها مطئنه إلى نوعا ما ولكنها لاتعرف الطمأنينه ما إن علمت أن المرض الذي أصاب والدتها وتركته دون علاج والذي أدى لإستئصال الرحم أصابها، تعلم أن الوقت تغير والعلم تقدم كثيرا والطب لن يعجز أمام هذا النوع من العلميات ولكن هذا قلبها وقلب أي أنثى إذا علمت أن الأصابه في أكثر عضو تريد أن تحفظه حتى نهايه العمر، فتحت عيناها ملتفته نحو مصدر الصوت الذي يشوبه صوت والدها وجدته سراب، يالها من مسكين لم تجد من يخفف عنها عذابها توقف السائق عند الشارع الرئيسي محدثا إياها قائلا
- وصلنا يابنتي فين بيتك ؟
ردت بامتنان وهي تمد يدها بالنقود قائلة
- لأ شكر كفايه كدا الشارع ضيق ومش هتعرف تتدخل
ابعد يدها وقال باسما
- عيب يا بنتي أنتِ زي بناتي رجعي فلوسك مكانها
ترجلت من السيارة وقبل تلج مدخل الشارع الرئيسي وجدته يحاول مرار وتكرار تشغيل سيارته وفشل عادت له وطلبت منه أن تُصلح له السيارة ابتسم ومازحها بينما هي طلبت من يجلس على المقعد الذي طلبته له من عامل المقهى ثم قالت
- تشرب إيه ؟
- ولا أي حاجه يابنتي
- لأ عيب إنت أول مرة تشرفنا
- يبقى عشان خاطرك نشرب شاي
نظرت إلى عامل المقهى وقالت
- واحدة شاي لعم
صمتت لعدم معرفتها لإسمه حتى الآن بينما هو أكمل قائلا
- عمك محسن يا ابني
غادر العامل وبقت هي تتابعه بنظراتٍ فاض بها الشوق وكأنها ترى والدها أمامها، سبحانه الذي خلق انتبهت لصوت فعادت إلى عملها وبدأت في تصليح السيارة كان يتأملها وكأنه يرى رجلا من الدرجة الأولى كاد أن يجزم أنها تمتلك صفات الرجولة أكثر منه، انتهت من عملها في أقل من ساعه على عكس ابنه الذي لا أمل فيه، ولجت المقهى تنظف يدها ثم عادت وجلست على المقعد المقابل لمقعد العم " محسن " أتى العامل ووضع أمامها قدحا من القهوة قائلا بنغماتٍ عاليه بعض الشئ
- أحلى فنجان قهوة لـ الريس جمعه الشرقاوي
نظر العم " محسن" لها وقال بنبرة متعجبه
-هو أنتِ اسمك جمعه !!
ابتسمت ملء شدقيها وقالت بنبرة تغلفها الحنين والشوق وقالت
- بابا الله يرحمه كان السبب في الإسم دا طول ما أنا في الشارع بشتغل
تابعت بشرود
- وفعلا كان معاه حق في كل حاجه علمها لي، الله يرحمه
قاطعها العم " محسن" بدية وهو يخرج النقود قائلا
- ربنا يرحمه ويصبرك يابنتي، اتفضلي
اعادت له النقود وقالت بعتاب
- عيب كدا إنت ضيفي واللي حاجه بسيطه مش مستاهلة
- المرة الجايه لو حصل لها حاجه هاجي لك يا جمعه يا ابني قصدي يا بنتي يووووه والله الواحد ما عارف يقول إيه
ردت باسمة
- قل لي ياجميله أنا اسمي جميله
غادر العم " محسن" ومازلت هي واقفه مكانها عيناها معلقتان في الفراغ، تائهتان في عالما آخر
استفاقت على صوت العامل، دفعت له المبلغ المطلوب وغادرت بخطواتٍ هادئه وهي مطأطأة الرأس. صعدت الدرج وهي تستند بيدها على السور خطواتها تشبه خطوات سيدة مسنه تخطو وتخشى السقوط، ولجت المنزل وجدت والدتها تبكِ بقهرٍ وحرقة لاتعلم سببها، جلست بجانبها متسائلة في فزع
-مالك ياماما في إيه ؟
ردت وهي تضع بين يدها ورقه مدون عليها بعض البيانات الهامه قائلة بنبرة متحشرجه إثر البكاء
- اتفضلي شوفي صاحبك أبوكِ الله يرحمه عمل إيه فينا بقاله سنتين مابيدفعش الضرايب والورشة هتتحجز عليها وتتباع في المزاد العلني .
انهت حديثها ببكاء
- إسم أحمد الشرقاوي هيتشال من على الورشه كدا أبوكِ مات بجد يا جميله.
ضمتها لحضنها مربته على كتفها بحنو وقالت
- هتتحل بإذن الله ياماما متقلقيش طول ما ربنا معانا مافيش قلق من حاجه
كفكفت دموعها وقالت بتساؤل
- هتعملي إيه ؟
رفعت "جميله" كتفها بحيرة وقال
-لسه مش عارفه بس ربنا يسهلها
ولجت غرفتها وأوصدت الباب بهدوء، استندت بظهرها على باب الغرفة، اطبقت جفنيها تاركه لدموعها العنان هوت على الأرض ضامه فخذيها إلى صدرها ثم استندت برأسها على ركبتها، تعالت شهاقتها لاتعرف كيف وأين ومتى حدث كل هذا ولِمَ اتفاق كل هذا في آنٍ واحد .
على الجانب الآخر وتحديدا في منزل "ريان الأنصاري" كان يجلس في غرفة مكتبه يدون أسماء المدعووين لحفل زفاف أخيه
ولجت والدته بعد أن طرقت باب مكتبه بخفه، وجدته يدون بتركيز شديد، لم يشعر بوجودها حتى تنحنحت قائلة بحنو
- بتعمل إيه يا حبيبي ؟
رد وهو ينهي عمله الشاق قائلا
- بكتب أسماء المدعووين ياماما، خلصت ترتيبات الفرح في ساعه وبقالي خمس ساعات بكتب في أسماء الناس بجد حاجه مرهقه جدا.
ردت بجدية
- عقبال ما تكتب يوم فرحك
اكتفى بالإبتسامة ولم يعقب على حديثها، علمت أنه يتجاهل حديثها كررت عبارتها هذه المرة بنبرة تغلفها الرجاء .
-يا ابني فرحني بيك بقى عمال تخطط لأخوك ولفرحه واخواتك وإنت إيه مش ناوي تفرح وتفرحني معاك ؟
لافائدة من الهروب في حضرة والدته لذا يجب المواجهة وإنهاء هذا الأمر شأت أم أبت .
رد بصوتٍ ضعيف ممزوج بالقهر
- مين دي يا ماما اللي هترضى بواحد مريض قلب مين دي اللي هتتجوز واحد مقدر له الموت في أي لحظه عاوزني اتجوزها وتبقى ارمله بعدها بأيام لأ ياستي أنا كدا مرتاح
ردت بسرعه دون قصد
- اهو على الأقل لو مُت يبقى ليك ولد ويبقى ليك ذكر في الدنيا
تابعت بعتذار قائلة
- متزعلش مني مش قصدي واللهِ، أنا عامله زي الدب اللي قتل صاحبه
مسد على كفها بحنو بالغ وقال باسما
- ولا يهمك ياست الكل أنا عارف قصدك ومقدر بس عشان خاطري سبيني على راحتي
تطالعته بنظراتٍ حائرة لا تدري ماذا تفعل تضغط عليه أكثر أم تتركه يفعل مايحلو له، قررت أن تغادر المكتب أن يتسبب في رفع ضغط الدم عندها .
أما هو مازال جالس خلف مكتبه، يتابع أعماله
من خلال شاشه الحاسوب، فقد تركيزه للحظات ضغط على أحد أزرار الشاشه لتخرج من الصفحه وتضع أمامه أكثر من ملف ضغط على أحدهم ظهرت صورتها تلك الفتاة التي تمنى كثيرا أن يتزوجها ولكن كيف يحدث وهو يشعر بأنه ينقصه شيئا لن ينكر أن سرقت قلبه من النظرة الأولى، قلبه المريض الذي يعلن عن تعبه الشديد إذا صعدا أكثر من طابق، قلبه الذي يعلم جيداً أن لا أحد قبل به هكذا ومن يقبل هذا فهو بالطبع مجذوب، مازال يتذكر اليوم الذي وقعت عينه عليها وهي أسفل سيارته تقوم بتصليحها، ستة أشهر مرت على آخر لقاء بينهما وعدته بأن لايشكو من سيارته مرة أخرى ونفذت وعدها، ليتها لم تنفذ وتتعطل السيارة مرارا وتكرارا حتى يُشبع عيناه بالنظر بها
عندما علم حسابها الشخصيه قرر أن يتابعها عن بعد
ألهذه الدرجة سحرته، ألهذه الدرجة جعلت قلبه المريض يخفق لا لن يقبل بهذا لن يتزوجها وتُصبح
أرملته بعد ذلك لن يتزوجها كي لا تدفن شبابها مع رجل مقدر له الموت في أي لحظة .
ضغط على زر الخروج من هذا الملف والعودة إلى عمله وقبل أن يتابع عمله، ولجت شقيقته بعد أن طرقت ثلاث طرقات خفيفه، جلست على طرف المكتب وقالت بمشاكسه
- ايدك يا باشا على 5000 جنيه
ابتسم وقال بجدية مصطنعه
- مرة واحدة !!
أجابته ساخرة
- لأ مرتين
تابعت بجدية
- طبعا مرة واحدة بس يارب يكفي
- كمان مش هيكفي !!!
- ايوا هنجيب فساتين وميك اب وليلة كبيرة قوى سعادتك
وقف عن المقعد وهو يغلق أزرار سترته قائلا بجدية مصطنعه
- طب يلا ياست البنات نادي لأختك وتعالوا نشتري اللي إنتوا عاوزينه
ردت بصوتها الطفولي وهي تحرك كتفيها قائلة بعتراض
- لأ ياحبيبي إنت بتزهق بسرعه
جذبها خلفه قائلا بنفاذ صبر
- طب يلا بس عشان هنتأخر على المحلات
وبعد مرور نصف ساعه وفي طريقه للخروج من باب الفيلا قابله أخيه "عدنان" استوقفه متسائلا بمرح
- مالك يا عريس زعلان ليه
رد بغبظٍ شديد
- سبني بالله عليك يا ريان بلاعريس بلا زفت كل حاجه بعملها بتحصل عكسها تماما
سأله بجديه قائلا
- في إيه بس فاهمني
أجابه بغضب
-الشركه والمعرض والمصنع فجأة كدا ومن غير سابق إنذار يظهر لي مشاكل تخليني انشغل فيها 3 شهور بحالهم وفوق كل دا عربيتي عطلت مرة واحدة معرفش ليه و
قاطعه باسما وكأنه وقع على كنز
- سيب لي العربيه أنا عندي اللي يصلحها ويخليها زي الفل
قاطعه بلامبالاة
- لأ مش مهم أنا هغيرها اساسا
رد بصوت هادئ ونبرة تغلفها الرجاء
- هاتغيرها طب سيبها لي المرة دي يمكن متحتاجش لتغيرها
سأله بشك
- هو إنت مش عاوزني أغير عربيتي ولاإيه ؟
أجابه نافيا بنبرة صادقه
-لاوالله إنت فهمت غلط أنا قصدي إن اكيد هيكون عطلها بسيط وبعدين اختار اللي يعجبك ومايهمكش الفلوس خالص
ربت على كتفه قائلا بحنو
- فاهمك يا حبيبي خلاص خدها وشوف هتعمل إيه اسيبك أنا بقى عشان تعبان ومحتاج أنام
عودة إلى غرفة "جميله" الجالسه أمام شاشه الحاسوب تبحث في جميع مواقع التواصل الاجتماعي عن مرضها وكيفيه العلاج، لقد فادها البحث كثيرا انتفضت إثر دخول والدتها، كفكفت دموعها بكم منامتها، جلست والدتها على طرف الفراش وقالت بجدية وهي تضع ظرف من اللون البني بجانبها
- خُدي يا جميله دول 60 الف فلوس الجمعيه بتاعتك على فلوس دهبي وتقريبا كل اللي نملكه في البيت شوفي فاضل كام كدا
سألتها بنبرة متعجبه قائله
- مش حضرتك قلتِ
قاطعتها قائلة بجدية
- حضرتي كانت فاهمه إنها بتشيل قرش للزمن عشان لما يجي ابن الحلال تلاقي قرش يجهزك ويشرفك قصاده
تابعت بحزن
- معلش يابنتي نصيبك بقى تشيلي الحِمل من بعد المرحوم أبوكِ .
وقفت من خلف مكتبها وهي تتحامل على نفسها جلست على طرف الفراش مقابل والدتها، تحدثت بجدية وهي تنظر إلى النقود وقالت
- كل شئ هيتحل وبإذن الله إسم بابا هيفضل على الورشه
نهضت من مكانهاما إن وصل إلى مسامعها صوت الحاج " متولي" شريك والدها، يأمر أحد العمال بغلق المحل هرولت نحو باب الشقه بعد أن تحدثت والدتها بغضبٍ كعادتها معه من خلال الشرفة أمرت ابنتها بأن تأتِ برأس ذاك الأبله الذي يريد غلق مصدر الرزق، تصدر إبن الحاج "متولي" لها صفعها لكنها ردت الصفعه بركله قوية في بطنه ثم أمسكت مؤخرة رأسه ودفعته في أحد الحوائط تحولت لمعركه بينها وبينه، تعلم أنه يعلم القليل من فنون القتال أما هي درستها حتى النهايه لذلك لن ترحمه اليوم، هذا هو ما يريده الحاج "متولي" هذا ماخطط له قامت بتنفيذه دون أدنى مجهود منه
قرر أن يذهب إلى قسم الشرطة، تتدخل كبار المنطقه لمنعه لكن رفض رفضا باتا، تم فض المشاجرة بصعوبه بالغه، ولجت المحل وجلست على المقعد مقابلته بعد أن أمرها كبير المنطقه وصاحب المقهى الحاج "محمد" كانت تحدج شريكها بنظراتٍ نارية وهي تتحدث معه ليفهم ماسبب الخلاف وعندما علم عاتبها على اهمالها الشديد لمصدر رزقها، وقبل أن يصدر حكمه ولج
" ريان" وهو يلقي التحيه على الجميع، قطب مابين حاجبيه متسائلا بنبرة متعجبه قائلا
- خير ياجماعه هو أنا جيت في وقت مش مناسب
رد الحاج "محمد" قائلا
- ابدا يا ابني دا سوء تفاهم وهيتحل بإذن الله قل لي إنت عامل إيه ؟
أجابه بإبتسامته المعهودة
- الحمد لله بخير
الحقني يا باشا واقع في عرضك يا ريان باشا، البت جمعه دي لازم لها حد يوقفها عند حدها دي خلاص عقلها فوت، شوف عملت إيه في ابني
أردف " متولي" عبارته باستنجاد وهو يجلس
" ريان" بجانبها رغما عنه بينما كان " ريان" عيناه مثبتاتان عليها يشعر بالقلق الشديد، يريد أن يسألها يطمئن، ويُطمئن قلبه كيف لها أن تفعل كل هذا به من النظرة الأولى، كل شئ يقف ضده فارق العمر وقلبه المريض وعقله الذي يلعن قلبه في تلك اللحظه التي سار خلف أحلامه الوردية.
انتبه لصوت ذاك مفرق الجماعات وهو يقول بجدية
- مش حضرتك عرضت عليا تشتري نصيبي في المحل أنا موافق على أي شرط إلا إن أفضل شريك البت دي ليوم واحد بعد النهاردا
رد قلب " ريان" وقال
( تبا لك أيها الأحمق اتمنى أن أظل معها ولو دقيقه واحدة، لا بل العمر بأكمله أريدها حتى نهاية العمر، وأنت ترفض )
انتبه لصوتها العالِ وهي تلوح بيدها قائلة بغضب
- ماتتعدل يا عم الحج إنت، أنا ساكته بس عشان إنت راجل كبير في السن غير كدا أنا ممكن أعمل معاك اللي يزعلك
رد بصوت مرتفع قائلا
- شايفين اهي هي اللي عاوزة تموتني لأااا يا أنا يا هي في المحل
كادت أن تتحدث لكنه قاطعه هذه المرة وقال بهدوء
- خلاص يا معلم بيومي أنا موافق اشتري نصيبك وبالتمن اللي تقول عليه
رد بسرعه وبدون تردد
- نص مليون جنيه كاش قلت إيه ؟.
اجابته " جميله " مقاطعه
- نص مليون إيه يا حرامي يا نصاب دا نصيبك أول عن آخر مايكملش ال 100 الف دا نصيب بابا أكتر منك
رد " ريان" بجدية
- مش مهم المهم إن من بكرا ملوش علاقه بيكِ وتعملوا تعهد ماحدش يتعرض للتاني ولا حد يبلغ عن حد في القسم وإن الموضوع خلص لحد كدا خلاص
رد " بيومي " برضا تام قائلا
- أنا عن نفسي مش هعمل حاجه أبدا
أما هي نظرت بلامبالاة وكأن الأمر لايعنيها فهو راض عن تصرفاته وعن أمواله التي سلبت منه بكامل إرادته كيف لها أن تعترض .
مر اليوم أخيرا على خير وبسلام بعد أن تم التنازل
على الجزء الخاص بالمحل لريان الأنصاري .
في صباح اليوم التالي
البداية في كل شئ، بداية عام دراسي، امتلك جزء من المحل، وبقى أولى أمنياته أن تتزوجه أو تقبل بهذا العرض كم يتمنى هذا العرض، كم يتمنى يراها ليلا نهارا أن يستقظ على صوتها أن تطعمه بيدها وأن يداعب خديها عندما تغضب منه، أن تضمه لصدرها عندما يشعر بالضيق وتغضب وتثور عندما يزعجها بتصرفاته، يتوق شوقا بأن يرى غيرتها عليه من إحدهن ياله من شعورا لذيذ لن يحدث إلا في مخيلته.
كانت تستمع له وهو يشير بيده يمينا ويسارا ليشرح لهم محاضرة اليوم .
عملي جدا وهذا أول اكتشاف تعرفه عنه، تفاجأ كلامنهما بوجود الآخر في مكانه الجديد .
كان يشعر بالتوتر في بادئ الأمر ولكنه تلاشئ هذا الشعور بعد مرور عشر دقائق .
انتهت المحاضرة أخيرا وغادر الجميع، وعلى رأسهم هو بقت هي تراجع بعض النقاط، عجزتعند نقطه معينه حاولت فهمها أكثر من مرة ولكنها فشلت قررت أن تذهب له لتعرفها، جلست بعد أن طلب منها أن تجلس مقابلته، بدأ في شرحها من جديد وبعد أن انتهى قال بهدوء
- بس كدا شفتِ ازاي سهله وبسيطه ؟!
ردت باسما
- دا بس عشان حضرتك دكتور عدت عليك قبل كدا إنما أنا لأ
صمت برهة قبل أن يقول بسرعه وبدون تردد
- تتجوزيني يا جميله ؟
سألته بنبرة متعجبه قائلة
- حضرتك بتقول إيه ؟
أجابها بملامح باردة لاتوحي بشئ
- بقول تتجوزيني
وقفت عن المقعد وقالت بسخرية
- واضح إن حضرتك مش في وعيك أو بتحب تهزري هزار تقيل شويه وفي كلا الحالتين أنا مليش فيهم عن أذن حضرتك
سارت بخطوات هادئه وواثقه خرجت من الحجرةثم الردهة حتى غادرت الجامعه بأكملها، كانت كلماته تترد على مسامعها بين الفنيه والأخرى لا تعرف هل هذا هراء أم جديه، ليكن لن اهتم واعود إلى بيتي ارتب لحياتِ القادمه .
أما هو لعن حظه على تصرفه الأحمق وعلى سرعته في الحديث ماذا يفعل هو لا يعرف طريق للكلام المعسول ولا كيف يتعامل مع النساء.
عاد إلى منزل وتجاهل كلا منهما الآخر، مر ثلاث أيام أخرى لم يحدث فيهم شيئا جديد، سوى أن اليوم هو حفل زفاف " عدنان" كانت عين والدته معلقاتان على باب القاعه في انتظار قدومها، هاهي تطل بالرداء الأسود اللامع، وبيدها حقيبه صغيرة من ذات اللون
وقفت تبحث عنها وقبل أن تطيل البحث وقفت أمامها وقالت
- ازيك يا جميله أنا مامت المهندس ريان ابني
وأنا اللي بعت لك رسالة من صفحتي، تعرفي شكلك على الطبيعه أحلى بكتير
ردت باسمه
- تسلمي لذوق حضرتك، ومبروك للعرسان
أشارت للداخل بيدها وقالت بجدية
- اتفضلي نقعد هنا عشان نعرف نتكلم
جلست " جميله" وي تنظر لها بتساؤل
- حضرتك كنتي مُصره إني احضر الفرح ممكن أعرف ليه ؟
-لأن ماينفعش مرات ريان الأنصاري ماتبقاش في الفرح جنب جوزها المستقبلي
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا