رواية نسمه متمردة الفصل الثامن وعشرون 28 بقلم أمل مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية نسمه متمردة الفصل الثامن وعشرون 28 بقلم أمل مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات
نسمه متمردة
بقلمي أمل مصطفي
البارت ٢٨
********
صرخ مروان عليها بجنون:
– "قصدي إيه؟! أنا جايبك من السرير جنب أيهم، لابسة قميص نوم مش ساتر حاجة... وأيهم جنبك، مش لابس هدوم!"
صرخت نسمة بانهيار، وهي تتخيل نفسها بهذا الوضع أمام رجل غريب... شعرت بالخزي، بالخوف، بالضياع.
زاد غضب مروان وهو يهتف:
– "أنا اللي لبستك القميص... يعني إنتِ لسه لابساه!"
*****
دخل أحمد الفيلا، وملامحه تحمل القلق. قابلته سهير في بهو المنزل.
– "إزيك يا أحمد؟" قالتها بابتسامة باهتة.
ردّ بسرعة وباستعجال:
– "إزي حضرتك؟ معلش... ممكن أشوف نسمة؟"
أجابت بتردد:
– "نسمة فوق مع مروان، مش عارفة..."
وقبل أن تُكمل كلامها، قطع حديثها صراخ مدوٍّ لنسمة.
تركها أحمد دون كلمة، وصعد السلم بخطوات سريعة، ثم قفز إلى داخل الغرفة دون استئذان.
وجد مروان يتحرك بجنون، ونسمة تبكي بانهيار شديد.
اقترب منها بلهفة، وصوته مفعم بالقلق:
– "نسمة... حبيبتي!"
رفعت عيونها نحوه، وارتمت في أحضانه، وهي تتحدث ببكاء متقطع:
– "والله... والله ما عرف المكان! ولا والله ما عارفة رحت إزاي! صدقني يا أحمد!"
احتضنها بقوة، يحاول تهدئتها وحمايتها:
– "عارف... عارف يا قلبي. بس اهدَي، وكل حاجة هتتحل. وهجبلك حقك من كل اللي أذاكِ."
رفعت عيونها نحو مروان، تبحث عن بصيص من الرحمة، لكنها وجدت نظرته غريبة...
لم تكن نظرة حبيب لحبيبته، بل نظرة رجل مطعون في شرفه ورجولته.
همست منكسرة:
– "والله يا مروان... أنا مش ممكن أروح مكان من غير إذنك."
كان مروان شاردًا، عيناه لا تفارقان صورة في ذهنه... صورة نسمة وهي جوار أيهم، وهو يرفع شعرها ليتعرف علي ماهيتها ، ومشهد لا يستطيع نسيانه.
قطع أحمد الصمت، وسألها بلطف:
– "احكيلي يا نسمة... إيه آخر حاجة فاكرها؟"
بدأت نسمة تروي ما حدث، بينما مروان يستمع بكل اهتمام، وكل كلمة تنغرس داخله كسكين.
*****
في شقة شاهي، كانت تجلس تتحدث مع نانسي، وقد علت وجهها ابتسامة انتصار.
قالت بسخرية:
– "أخيرًا خلصت منهم."
نانسي، وقد بدا عليها الرعب، قالت بصوت مرتعش:
– "أنا خايفة... شفت جوزها شايلها ونازل، وبعدها الإسعاف جه وخد حد، ونزل سيف وواحد معاه."
وصلها صوت شاهي المتهكم:
– "يبقى أيهم جراله حاجة... يلا عشان ماعَدش يوقف في طريقي. خدي باقي فلوسك و اختفي الأيام دي."
وفي زاوية من الأريكة، جلست صفاء تراقب بصمت، دون أن تتدخل في الحوار. وبعد انتهاء المكالمة، نظرت إلى شاهي بعينين تمتلئان بالحزن وغيرة.
سألتها بصوت خافت:
– "كنتي بتعملي إيه مع عمر يا شاهي؟"
ردّت شاهي ببرود ولا مبالاة:
– "عادي... كنا سهرانين مع بعض."
لم تصدق صفاء ردها البارد، وهي ترى قلبها يحترق أمامها من نار الغيرة. سألتها بمرارة:
– "وليه مخدتنيش معاكي؟"
مررت شاهي عينيها على من كانت تظنها صديقتها، بعين متعالية، و شفتيها تحتضنان مبسم سيجارتها قبل أن تبعده :
– "دي سهرة خاصة... آخدك معايا ليه؟ عزول؟"
وقفت صفاء فجأة، تصرخ بغيرة ووجع:
– "إيه اللي بتقوليه ده؟ سهرة خاصة مع عمر؟ إزاي؟!"
اعتدلت شاهي في جلستها، لتبدو أكثر راحة، وقالت بلا اكتراث:
– "وفيها إيه؟"
تمتمت صفاء بعدم ثقة، ودموعها تملأ عينيها:
– "أنتي عارفة إن عمر حب عمري... وتعبت لحد ما لفتّ نظره."
ضحكت شاهي بسخرية:
– "لفتّ نظر مين؟! أنتي كنتِ مجرد سُلّم يوصل بيه ليا ."
نظرت لها صفاء بصدمة ومرارة:
– "أنا سلم؟! يا شاهي... إزاي جالك قلب تعملي فيا كده؟! أنا أنتيمتك، وطول عمري في ضهرك!"
أجابت شاهي ببرود قاتل:
– "أنا طول عمري عملالِك شكل وقيمة بوجودك معايا. أنتي من غيري ولا حاجة."
ثم أكملت، بابتسامة ساخرة:
– "وبعدين... عمر هيسيبني و يبصلك إنتي؟! مجنونة ولا إيه؟ احلمي على قدك يا صفاء."
*******
وقفت سهير تنظر إلى مروان بحيرة وقلق.
تسأله :
– "في إيه يا مروان؟ مالك؟ وأيهم فين؟ مش قولت هتجيبه النهارده؟"
لم يرغب مروان في الحديث، خوفًا على قلبها، لكنه وجدها هي و نسمه ينظران إليه بترقب واهتمام.
سألته نسمه:
– "مش بترد ليه؟"
هتف مروان باختناق، وهو في المستشفى:
– "..."
اقتربت منه سهير بخوف من القادم، وسألته:
– "ليه؟ مالك؟"
رد وهو يبتعد عنها بنظرة حادة:
– "أنا ضربته بالرصاص."
شهقت سهير و نسمه في وقت واحد، بينما أكملت سهير بعدم تصديق:
– "ضربت أخوك بالرصاص جالك قلب! تعملها إزاي؟ أنت مش أبني، أنت واحد غريب معرفوش!"
فاض به الكيل، لم يعد يستطيع كتمان حمم بركان قلبه الثائر.
هتف بصراخ يعبر عن عدم قدرته على الاحتمال:
– "عايزاني أعمل إيه؟ أعمل إيه لما ألاقي مراتي و أخويا في سرير واحد عريانين؟ أفكر الأول إيه حصل؟ أو هي جات هنا إزاي؟"
واصل صراخه بقوة، حتى بدا صوته وكأنه يتلاشى، وهو يلتف حول نفسه في ضياع، يكسر كل ما يقع بين يديه.
محدش حاسس بيه ليه .
محدش فيكم متخيل أنا حاسس بأيه الوقت ولا النار اللي جوايا بتدوب ضلوعي كل ما أفتكر صورتها وهي في سريره وهو بيرفع شعرها
ثم وجه نظرة لنسمه وهتف بحرقه أيهم شاف شعرك ولمسه يا نسمه
أغمضت عينها بقوة لا تصدق حتي الآن ما حدث لهم
وقف بتعب :
– "أنا بموت... يا أمي... إبنك اتقتل بخنجر مسموم."
ثم جلس على الكرسي ووضع وجهه بين كفيه، وقال:
– "إبنك مات... مات بالحياة."
اقترب أحمد منه بإشفاق، فهو رجل يفهم مشاعره جيدًا.
وضع يده على كتف مروان يهتف بحنان :
– "اهدي يا مروان، أنا حاسس بيك و مقدر وضعك، بس لازم نعرف مين عمل كده وهدفه إيه."
– "وتروح توقف جنب أخوك اللي بين الحياة والموت، الله أعلم هينجي من الرصاصتين ولا لأ."
وضعت سهير يدها على قلبها، وتحدثت وهي تبكي:
– "هان عليك تضربه مرتين!"
تنهد مروان بحزن عميق:
– "لا... الرصاصة التانية كانت ثم صمت ... علمت أنها كانت المقصودة."
لكنه أكمل الرصاصة الثانية موجهة ل نسمه، لكنه حماها بجسمه، و ستقرت في ظهره.
فقدت سهير وعيها من شدة ما سمعت،
وصرخت نسمه ركضت تجلس جوارها وهي تبكي :
– "ماما، ارجوكي يا ماما قومي!"
ضمّت رأس سهير إلي حضنها وبكت بحرقة:
– "ماما أرجوكي، أنا محتاجاكي، أوعي تسبيني."
طلب أحمد من سيف بسرعة إرسال الإسعاف.
سأل سيف بخوف:
– "لمين يا أحمد؟"
رد أحمد بعجلة:
– "مدام سهير، مافيش وقت، يلا بسرعة."
جلس مروان أمام سهير، وهو يأخذ يدها من بين يدي نسمه التي تشبثت بها أكثر، وهتف وهو يقبل جبينها:
– "أسف يا أمي، أسف."
*********
وصل الجميع إلى المستشفى، وكان سيف وفريد في انتظارهما.
جلست نسمه جوار أخيها، تتشبث به في ركن بعيد عن مروان، في انتظار تشخيص الطبيب لحالة سهير.
تغيرت ملامح مروان بشكل غريب، شعر بأن الدنيا قد مالَت عليه بكل قوتها، ولم يعد يستطيع الوقوف أمامها. لقد خسر كل من يحبهم.
كانت نسمه تقف بعيدًا عنه، كأنهما غريبان. أخوه وصديقه بين الحياة والموت، وأمه تعاني في غرفة أخرى.
كلما نظر إلى نسمه، وجدها تتمسك بأخيها، وتحني رأسها كأنها تخجل من نظرات سيف وفريد إليها.
قال سيف مطمئنًا:
– "أهدي يا مروان، خير إن شاء الله."
رد مروان بحزن:
– "فين الخير ده يا سيف؟ كل حاجة ضاعت... خسرت ثقة نسمه، وأمي بتموت، وأيهم الله أعلم هيخرج منها ولا لا."
قال سيف بحزم:
– "والله هنجيب حقهم، بس لازم نعرف مين السبب، ومش هنرحمه."
******
سكنت بين أحضان أخيها، عندما تكلم بهدوء وهو يملس على ظهرها:
— حبيبتي قومي، خليكِ جنب جوزك مروان، في أشد احتياجه ليكي.
أخفت وجهها في صدره وقالت بحزن:
— لا، مروان ما عادش عايزني، شايفني عار، وعمره ما هينسى المنظر الشافه. حكايتنا خلصت، لحد كده.
زفر أحمد بقوة، ثم أضاف:
— صدقيني، الموقف صعب، مافيش راجل يتحمل منظر زي ده ويكون عنده عقل يفكر بيه وقتها.
أعذريه، وقومي إمسكي إيديه، طمنيه إنه ما خسرش كل حاجة.
ردت وهي تبكي في صمت:
— مش هقدر غصب عني، صدقني أنا ومروان ما عادش بينا حياة.
*********
استعادت سهير وعيها وطلبت نسمه.
دخلت نسمه بلهفة، احتضنتها وبكت.
سألتها بين دموعها:
— أيهم عمل إيه؟
ردت نسمه:
— لسه يا ماما، بقاله كام ساعة، وأنا خايفة يحصل له حاجة وأكون أنا السبب.
الرصاصة الأولى ما فيهاش ضرر زي التانية، فداني يا ماما، وهو دفع الثمن. الرصاصة قريبة من القلب.
قالت سهير وهي تبكي:
— أنا السبب، ربنا يسامحني. أختي مش ممكن تسامحني، أو تسامح مروان.
خبط الباب ودخل مروان.
قالت سهير بوجع:
— أخرج بره، مش عايزة أشوفك لحد ما أطمن على أيهم.
نظر لها برجاء:
— ماما، أرجوكِ، أنتِ أكتر واحدة تحسي بيه وتفهميني.
كررت كلامها بجفاء:
— لو سمحت، أخرج.
التفت لم نسمه التي كانت تحارب نفسها كي لا تنظر إليه، وقال لها:
— وإنتي كمان، أنا عارف إني غلط، بس غصب عني. الموقف صعب، حطي نفسك مكاني يا نسمه.
لو اتبدل الموقف، هتفكري إني خنتك ولا لأ؟
أو هتديني فرصة أبرر موقفي؟
ردي عليا، لما شوفتيني مع شاهي، ماجتيش تسأليني كنت معاها بعمل إيه، وأخدتي مني موقف وبعدتي عني فاكره .
لم تنظر له، لكنها كانت مقتنعة بكلامه.
نقل نظره بينهم بحزن، :
— يعني أقرب اتنين ليا مش حاسين بيه، ولا مقدرين ظروفي ولا مشاعري.
يبقى هستنى مين يساندني؟ يخسّاره.
ثم ترك الغرفة بانكسار.
*******
اقتربت نسمه مرة أخرى من سهير، التي وضعت يدها علي يد نسمه وهي تهتف بحنان :
— حبيبتي، خليكي جنب جوزك. أنا لو بعدت، هيزعل، بس يقدر يكمل.
— لكن أنتي لو بعدتي، يتدمر ومش هيقدر يكمل.
— أنتِ الوحيدة اللي تقدري تداوي جرحه و تنسيه تعبه.
— هو تعبان و محتاجك. أنا أول مرة أشوف أبني مكسور كده؟
نسمه بحزن على حالهم:
— مش قادرة يا ماما، حاسة روحي مدبوحة. مش قادرة أسامحه.
— آه، لو كنت مكانه ما كنتش هسامح بالسهل، ولا أبرر، بس مش لدرجة القتل.
— كان هيقتلني من غير لحظة تردد لولا ربنا خلّى أيهم يتصرف كده.
— الموضوع ده جرح قلبي وروحي
، ومش مصدقة إزاي هُونت عليه
********
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا