رواية فلانتيمو الفصل الأول1 للكاتب عادل عبد الله حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية فلانتيمو الفصل الأول1 للكاتب عادل عبد الله حصريه في مدونة قصر الروايات 

رواية فلانتيمو الفصل الأول1 للكاتب عادل عبد الله حصريه في مدونة قصر الروايات 

الحلقة  ١

مشهد داخلي ليلي

الساعة الواحدة صباحا

شقة معتز - غرفة النوم

يدق جرس هاتف معتز !!!!!

ينتبه معتز و يلتقط هاتفهه الذي يضئ وسط ظلام الغرفة !!!

تستيقظ زوجته هالة وتسأله : مين بيتصل بيك دلوقتي ؟؟

معتز : دي خالتي ام تامر .

هالة : يا ساتر يارب ، رد عليها شوف فيه ايه ؟

معتز : الو ... ايوه يا طنط ؟

ام تامر : ألحقني يا معتز .

معتز : فيه ايه يا طنط ؟؟؟

ام تامر : تامر بيمو.ت في المستشفي !!

معتز : مستشفي ايه ؟؟ وايه اللي حصل ؟؟ انا جاي حالا .

ينهض سريعا ويرتدي ملابسه بعجالة !!!

هالة : فيه ايه يا معتز ؟

معتز : خالتي بتقول تامر بيمو.ت في المستشفي !!

هالة : ايه !!! ليه ؟ ايه اللي حصل ؟؟

معتز : لسه معرفش يا هالة ، انا ماشي مفيش وقت .

هالة : استني اروح معاك .

معتز : لأ خليكي انتي دلوقتي .

في المستشفي 

يصل معتز ليجد خالته في حالة بكاء شديد !! فيهرول اليها : ايه اللي حصل يا طنط ؟؟

ام تامر : تامر يا معتز .. تامر ابني !!!

معتز : ماله تامر ؟؟

ام تامر : وقع من الدور الخامس !!!!!

معتز : اييييه ؟؟ ازااااي ؟؟؟

ام تامر : معرفش ، انا لقيت ناس بتتصل بيا وبيقولولي ألحقي ابنك تامر  وقع من الدور الخامس وفي المستشفي !!!!!

معتز : ازاي يا طنط ؟!! ده انتوا ساكنين في الدور التاني !!!!

ام تامر : لأ موقعش من بيتنا .

معتز : اومال وقع منين ؟؟

ام تامر : مش عارفة ، المهم دلوقتي هو في العمليات و الدكاترة بيقولوا حالته خط.يرة !!! انا خايفة عليه اوي !!!

معتز : متخافيش يا خالتي ان شاء الله سليمة .

ام تامر : يارب يا معتز يا ابني ، يارب .

بعد ايام ...

في المستشفي 

يرقد تامر يكاد يتكلم بصعوبة بينما رأسه وجسده ملفوفين بأربطة طبية كثيرة وحوله والدته ومعتز وبعض من الأهل والاصدقاء .

معتز : حمدلله ع السلامة يا تيمو ، ينفع كده تخضنا عليك !!!

تامر " بصعوبة " : الله يسلمك يا ميزو .

معتز : انا نفسي اعرف ان وقعت منين وازاي ؟؟؟

يغمز له تامر حتي يسكت !!!

يبتسم معتز ويصمت ، وتلاحظهم والدته ، فتقول بصوت عال : قولتله مليون مرة اتجوز بقي ، هتفضل كده لحد امتي ؟؟ كسرت الاربعين سنة ولسه متجوزتش !!!!!

تامر " بصعوبة " : حاضر يا امي ، حاضر ، مش وقته الكلام ده !!

معتز : خلاص يا طنط مش وقته .

ام تامر : اتكلم معاه انت يا ميزو يا ابني ، انت ابن خالته وطول عمركم اصحاب ، يمكن يسمع كلامك .

معتز : حاضر يا طنط .

بعد أيام 

في منزل تامر

يذهب معتز لزيارته ويجلس معه في غرفته وبمجرد ان يغلق الباب يبتسم ويسأله : ايه اللي حصل يا تيمو ؟؟ شكلك كنت خاربها وانا مسافر !!!

يضحك تامر : اعمل ايه يا ميزو ، داء يا ابني بعيد عنك . 

ميزو : انا قولت هرجع من السفر الاقيك عقلت و اتجوزت وخلفت كمان ، مكنتش متخيل اني ارجع الاقيك لسه زي ما انت وأكتر من الاول !!!

تيمو : اتجوز ازاي ؟!! ما انت عارف يا صحبي معنديش ثقة فيهم ابدا !!

ميزو : من افعالك يا تيمو فقدت الثقة ، انت لازم تتجوز . 

تيمو : انت هتعمل زي امي ؟!!!

ميزو : ايوه خالتي معها حق انت عديت الاربعين ، مستني ايه تاني ؟!!

تيمو : احكيلي انت كنت بتعمل ايه في سفرك ؟ اكيد عرفت بنات وستات بعدد شعر راسك !!!

ميزو : في الاول بس ، انما لما اتجوزت اتغيرت نهائيا ، قولي انت بقي ايه اللي حصللك ؟ اللي فهمته انك كنت عند واحدة وجوزها طب عليكو !!!

تيمو : عايز تعرف ايه ؟؟

ميزو : عايزك تحكيلي كل مغامراتك من ساعة ما سافرت لحد دلوقتي .

يضحك تامر : بلاش يا ابني احسن ، خلي الطابق مستور .

ميزو " يضحك " : شكلك عملت بلا.وي !!!!! 

تيمو " يضحك " : ما انا بقولك خلي الطابق مستور احسن .

ميزو : وحياة ميزو عندك لتحكي يا تيمو .

تيمو : عايزني ابتدي منين ؟

ميزو : يعني احكيلي عرف كام واحدة وعرفتهم ازاي وحصل ايه واغرب المواقف اللي حصلت معاك ، كده يعني يا ابو الصحاب .

يضحك تامر : ماشي يا عم ، روح قول لخالتك تعملنا اتنين قهوة علشان نعرف نحكي بروقان .

معتز : قولت لخالتي تعملنا القهوة ، يلا يا عم احكي .

تامر : فاكر البنت اللي كانت معايا في الشغل اللي كنت بحكيلك عليها قبل ما تسافر ؟؟

معتز : ايوه البنت ملك اللي كانت شغالة معاك في التسويق وكانت بتر.سم عليك و عايزاك تتجوزها .

تامر : ايوه هي ، دي حصلت معاها حكاية اغرب من الخيال !!

معتز : ده الموضوع ده من زمان اوي ده كان من اكتر من ١٠ سنين !!

تامر : دي كانت بداية فقدان الثقة نهائي فيهم كلهم !!

معتز : ليه ؟ ايه اللي حصل ؟؟

تامر : هقولك اللي حصل ....

في مكتب الشركة

يوجد ثلاثة مكاتب في الغرفة يجلس تامر علي احدهم و علي يساره مكتب أمرأة خمسينية " مدام هدي " وامامه مباشرة تجلس ملك " ٢٧ سنة " علي مكتبها .

يتابع تامر عمله علي جهاز الكمبيوتر الموجود امامه فيلاحظ ان نظرات ملك تتابعه بأهتمام !!!

يحاول تامر التظاهر بأنشغاله بالعمل وعدم ملاحظتها !! حتي تخرج ملك من الغرفة فتلتفت له مدام هدي : بقولك ايه يا تامر .

تامر : نعم يا مدام هدي .

هدي : انت مش ناوي تتجوز ولا ايه ؟؟

تامر " يضحك " : ليه ؟ عندك عروسة ليا يا مدام هدي ؟؟

هدي : يا ابني انا بتكلم بجد ، انا بعتبرك زي ابني او اخويا الصغير .

تامر : ربنا يخليكي يا مدام هدي وانا كمان بعتبر حضرتك اختي الكبيرة .

هدي : البت ملك هتمو.ت عليك وانت ولا انت حاسس !!!

تامر : مين قالك اني مش حاسس ؟ انا واخد بالي جدا وعارف .

هدي : طيب ايه ؟؟ البت حلوة وزي الفل !! مالك بقي ؟؟

تامر : هي حلوة فعلا لكن مفيهاش المواصفات اللي انا عايزها .

هدي : ليه بقي ؟؟ البت بياض بحلاوة وخفة د.م !!

تامر : مش البياض والحلاوة اللي ببصلهم .

هدي " تضحك " : والتضاريس عندها يعني تمام .

تامر " يضحك " : مش قصدي !! انا ااا...

هدي : انت ايه يا واد ؟؟ اوعي تكون انت ملكش ف ...

تامر " يضحك " : لا والله ده انا ميه ميه .

هدي : اومال ايه اللي مانعك من الجواز ؟؟ اسمع كلامي البت حلوة وبتحبك ، والمثل بيقول خد اللي تحبك ومتاخدش اللي بتحبها .

يضحك تامر : طيب هفكر ف ....

وهنا تعود ملك مرة اخري وتجلس علي مكتبها .

" صوت تامر " 

وبدأت افكر في ملك اني ارتبط بيها وقررت اني اقرب لها كبداية علشان اعرفها اكتر قبل ما اخطبها .

وفي يوم قبل ما نخرج من الشغل طلبت منها اني اقابلها بره الشغل .....

تامر : انتي وراكي حاجة بعد ما نخرج من الشغل ؟

ملك " بفرح " : لا لا ، ده انا فاضية خالص .

تامر : ايه رأيك لما نخرج نتغدا ونقعد مع بعض شوية ؟؟

ملك " بأبتسامة " : ماشي ، استني اتصل بماما اقولها اني هتأخر شوية .

" صوت تامر "

وفعلا خرجنا من الشغل واخدت تاكسي وروحنا مطعم اكلنا وبعد كده اخدتها علي كافية من بتوع الشقاوة اللي عارفهم .

في الكافية

جلست في مقابلها وقولتلها .....

تامر : بقولك يا ملك انا عايز اعرف كل حاجة عنك ؟

ملك : كل حاجة زي ايه ؟

تامر : يعني يومك ماشي ازاي بعد الشغل ؟ بتشغلي وقتك بأيه ؟ بتحبي ايه ؟ مش بتحبي ايه ؟ اسرتك ؟ اصحابك ؟؟

ملك : انا انسانة عادية جدا ، بعد الشغل بروح البيت ، انا عايشة مع ماما لوحدنا لأن اخواتي كلهم اتجوزوا ، لما بروح بشوف طلبات البيت لأن امي ست كبيرة ، يعني بعمل اكل وبنضف البيت وكده ، بعد كده ممكن اتفرج علي فيلم في التليفزيون او اشوف حاجة علي الموبايل ، كده يعني .

تامر : واصحابك بتتقابلوا امتي وفين ؟

ملك : انا صحباتي اغلبهم اتجوزوا وفيه منهم لسه ، وبنتقابل ممكن كل اسبوعين او اكتر في الاجازات .

" صوت تامر " 

لفيت الكرسي وقعدت جنبها وسألتها : وايه اخبار الحب في حياتك ؟

ملك : لأ طبعا مفيش حاجة من دي .

تامر : ازاي ؟ انتي بنت واكيد مشاعرك اتحركت تجاه اي حد ، خصوصا انك مش مرتبطة لحد دلوقتي !!!

ملك " بتوتر " : لا لا ، انا مبفكرش في الحاجات دي .

" صوت تامر "

قربت مسكت ايديها وقولتلها : ازاي بنوتة جميلة وقمر زيك لحد دلوقتي تكون لسه مش حبت ولا حتي مرة واحدة ؟!!!

سحبت ايدها من ايدي بسرعة وقالتلي : يلا بينا نروح علشان اتأخرت .

تامر : ليه ؟ ما احنا لسه بدري ، خلينا نقعد شوية .

ملك : لا لا ، انا لازم اروح دلوقتي انا قولت لماما هتأخر ساعة واحدة بس .

تامر : طيب خلاص ، بس احنا لسه مش كملنا كلامنا ، هنكنله بكره .

ملك : تمام ، ماشي .

" صوت تامر "

وقومنا مشينا وكان وشها احمر من الكسو.ف !!!

قولت في نفسي البنت دي فعلا كويسة ، ازاي كانت قدامي من اكتر من سنة ومش فكرت فيها لحد ما مدام هدي كلمتني عنها !!!

وركبنا تاكسي وقبل شارعها بشوية قالتلي : انا هنزل هنا يا تامر علشان ماما والجيران .

تامر : تمام ، خلي بالك من نفسك ولما تطلعي البيت طمنيني عليكي .

ملك " بابتسامة " : حاضر .

نزلت ملك من التاكسي ومشيت شوية وانا حاسبت التاكسي ومشيت وراها لحد ببتها وقولت في نفسي فرصة اني جنب بيتها علشان أسأل علي عيلتها واهلها ، يمكن يكون ليها اخ مش محترم او قريب مش كويس ، لازم اسأل محدش عارف ايه اللي مستخبي .

معتز : وسألت عليها واطمنت ؟؟

تامر " يضحك " : سألت وياريتني ما سألت !!

معتز : ليه ؟ ايه اللي حصل ؟؟

تامر : وقفت قريب من البيت وشوفت تحت البيت عندهم فيه ماركت صغير واقف فيه راجل كبير ، قولت اهو ده راجل اد ابويا الله يرحمه واكيد في الحتة من زمان ولو سألته هيكون عارف عنهم كل حاجة ومش هيضلني .

معتز : حلو جدا .

تامر : لأ مش حلو خالص .

معتز : ليه ؟

تامر : وقفت عند الراجل واشتريت منه علبة سجاير ، وبعدها سألته ...

تامر : لو سمحت يا حاج انت حضرتك هنا من زمان ؟؟

الرجل : ايوه يا ابني ، ده انا هتا من اكتر من تلاتين سنة ، خير يا بني بتسأل ليه ؟

تامر : بصراحة فيه واحدة عندكم هنا كنت عايز اتقدم اخطبها وكنت عايز اعرف يعني كل حاجة عنها وعن عيلتها .

الرجل : وماله يا ابني ، انت زي ابني بردو ، قولي اسمها ايه وانا اقولك تاريخ حياتها هي واهلها وان شاء الله خير .

تامر : خير يا حاج ، ربنا يخليك ، البنت دي اسمها ملك وساكنة في البيت ده لكن معرفش ساكنة في اي شقة في البيت ، هي عندها حوالي ٢٧ سنة .

فجأة الرجل الرجل شكله اتغير ومسك دقنه بايده وقال : لا حول ولا قوة الا بالله .

تامر : فيه ايه يا حاج ؟؟ فيه حد ما.ت عندهم ولا ايه ؟؟

الرجل : لا لا ، بس مش عارف اقولك ايه !!!

تامر : ليه يا حاج ؟؟

الرجل : الصراحة يا ابني مبحبش اتكلم في اعراض ، لكن بردو مش هينفع اضلك .

تامر " بتعجب " : اعراض !!!!!

الرجل : من الاخر يا ابني ابعد عنها .

كلام الرجل وقع عليا كأنه دش تلج من الصد.مة !!!

لدرجة اني قولت في نفسي اكيد الرجل ده اما انه كبر وبيخر.ف او كان عايز يجوز ابنه للبنت ورفضت وهو شايلها جواه و بيقول كده كنوع من الانتقا.م !!!

معتز : ممكن بردو ، المهم انت عملت ايه ؟؟

تامر : انا قولت لازم أسأل حد تاني علشان أتأكد .

معتز : صح كده .

تامر : قولت للراجل متشكر اوي يا حاج ، وسيبته ومشيت شوية لقيت محل موبايلات واقف فيه شابين واحد في العشرينات والتاني في اوائل الاربعين قولت ادخل أسألهم رغم اني كنت محرج شوية لكن كلام الراجل العجوز جر.أني اني ادخل اسأل .

دخلت المحل ووقفت قدامهم وسألتهم " بأبتسامة مصطنعة " : لو سمحتوا انا كنت عايز أسأل علي بنت هنا عايز اعرف كل حاجة عنها وعن اهلها علشان فيه موضوع خطوبة ونسب وكده .

الأربعيني : اؤمر يا اخويا عايز تسأل علي مين ؟؟

تامر : فيه بنت ساكنة قي البيت اللي هناك ده اسمها ملك .

الاتنين في نفس اللحظة ضحكوا والشاب العشريني قال : ملوكه !!! 

الاربعيني : عايز تتجوزها ؟؟

تامر : أيوه ، فيه ايه ؟؟

العشريني : البت دي .....

الاربعيني : هسسسس ، اسكت ياض .

تامر : فيه ايه ؟؟ اعتبروني زي اخوكم ، انا مش من هنا ومعرفش حاجة ، ياريت تدلوني علي الصح .

الاربعيني : الصح يا اخويا انك تبعد عن البت دي ، والله يسهلها ويسهلك بعيد عنها .

تامر : أنا متشكر اوي .

معتز : وبعدين ؟؟ واجهتها ولا سكت ولا عملت ايه ؟؟

تامر : انا كنت هتج.نن !!! ازاي رفضت امسك ايدها وازاي كلام الناس عليها بالشكل ده !!! قولت لازم اتأكد بنفسي .

معتز " بتعجب " : هتتأكد بنفسك ازاي ؟؟

تامر : معرفتش انام طول الليل من التفكير وقولت تاني يوم هاخدها ونخرج بعد الشغل واشوف هوصل معها لفين .

معتز : وبعدين ؟؟

تامر : وللصدفة العجيبة تاني يوم مدام هدي اعتذرت واخدت اجازة عارضة وقعدت انا وهي طول اليوم مع بعض لوحدنا .

معتز " يضحك " : وبعدين ؟؟

تامر : لما عرفت ان مدام هدي مش هتيجي قولت لازم الاختبار اللي هعمله يكون هنا في المكتب ووووو.....

تكلمة الرواية من هناااااااا