رواية ليس لها ذنب الفصل السادس عشر 16 بقلم ميلي ميس حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية ليس لها ذنب الفصل السادس عشر 16 بقلم ميلي ميس حصريه في مدونة قصر الروايات
ليس لها ذنب
الفصل 16
في عز الليل، الجو كان ساكن، مفيش غير صوت الريح اللي بتزق الشبابيك زقة خفيفة، كأنها همسة شؤم بتتسلل جوا البيت.
في أوضة سارة، الضلمة كانت خفيفة، والنور الخافت من الأباجورة عامل ظل مرعب على الحيطان.
سارة كانت قاعدة على طرف السرير، جسمها مرخي، عيونها مورّمة من كتر البكا، وشها شاحب، ونظرتها ضايعة.
دخلت سمية، خطوتها تقيلة، عينيها مش بتشيل أي حنية، بس كلامها كان زي السُمّ، مغلف بالعقلانية الباردة.
سمية (بنبرة جامدة):
"بصّيلي كويس…
لازم سليم يتجوزك، لازم يصلّح غلطته.
الموضوع خلص، ومفيش رجعة.
اللي في بطنك ده… ورقة ضغط، ولازم نلعبها صح."
سارة رفعت وشها، عنيها فيها دموع بس لأول مرة فيها بريق أمل،
حطت إيدها على بطنها بخفة، ونطقت بصوت مرتعش:
سارة (بهمس):
"يعني… سليم هيتجوزني؟
بجد يا ماما؟ هيبقى جوزي؟"
سمية اتكشّرت، ووشها اتقلب، قربت منها بخطوة سريعة،
وبصّت فيها نظرة كلها قرف واشمئزاز، صوتها نزل واطي بس فيه تهديد مرعب:
سمية (بصوت حاد):
"اسمعيني كويس يا سارة…
هتوقفي الجنان اللي في دماغك، وهتسمعي كل كلمة هقولها.
هتنفذي اللي هطلبه بالحرف…
ولا هتفتحي بُقّك، ولا هتسألي ليه.
وممنوع… أكررلك، ممنوع تخرجي من الأوضة من غير إذني!
ولا تحكي لأي حد عن اللي حصل في العيادة، ولا حتى لنفسك فالمراية!
لو عملتيها… ساعتها هنسى إنك بنتي… وهنسفّرك بلد ما تعرفيش ترجعيله أبداً."
سارة سكتت، دموعها نزلت بهدوء وهي بتبص لأمها كأنها شايفة شيطان مش بشر،
بس جواها كانت لسه بتحلم…
حتى لو الحلم ده مسموم.
في أوضة سليم، كانت الدنيا هادية،
الضوء الخفيف من الأباجورة بينعكس على وشهم وهم على السرير،
نور كانت في حضنه، راسها على صدره،
وصوته هو بيتنفس كان أكتر حاجة مطمّناها،
وهو كان ماسك إيدها بإيده، والتانية بتمرّ بهدوء على بطنها، كأنه بيطبطب على الجنين اللي لسه معرفوش حتى شكله.
بس قلبها كان مش مرتاح...
كان جواها إحساس غريب، حاجة بتخوفها ومش قادرة تحددها.
سكتت شوية، وبعدين قالت بصوت واطي، شبه الهمس:
نور (بهدوء وتردد):
"سليم...
انت... انت مش هتتحوّل تاني، صح؟"
سليم بصّ لها باستغراب، حاجبه اترفع شويه:
سليم (بصوت ناعم):
"إزاي يعني؟"
نور عضّت شفايفها بتوتر، وبصتلُه في عينه وهي بتحاول تشرح الإحساس اللي جواها:
نور (بصوت متكسر):
"يعني...
هتفضل سليم الطيب... اللي عرفته بعدين،
مش سليم الوحش اللي شفتُه أول مرّة؟
أنا ساعات بخاف... إنك فجأة... ترجعله."
سليم سكت لحظة، عينه فضلت في عينها،
وبعدين ابتسم، ابتسامة صغيرة بس دافية،
ورفع إيده ولمس خدها بلطف، وقال بكل حب وصدق:
سليم (بصوت حنون):
"أنا بوعدك يا نور...
بوعدك من قلبي،
إني عمري ما هزعلك تاني...
ولا هكون غير سليم اللي بتحبيه،
اللي بيحبك...
اللي نفسه يشوفك سعيدة على طول."
نور ضمت إيده بإيديها،
ونظرتها اتملت دموع،
مش دموع حزن...
دموع حد قلبه بدأ يصدق إن فيه أمان بعد كل اللي عاشه.
في فيلا فخمة وراقية، كانت الدنيا ساكتة بشكل غريب،
الأنوار خافتة، وريحة الخمر مالية الجو،
وفي نص الأوضة، مازن قاعد على الأرض، ضهره للحائط،
زجاجة الخمر في إيده،
وعينه معلّقة على صورة كبيرة معلقة على الحيطة...
صورة لارا.
دموعه كانت بتنزل بهدوء، بس جواه كانت عاصفة.
رفع الزجاجة لشفتُه، شرب منها شربة طويلة،
وبصوت مخنوق بالحزن قال:
مازن (بصوت مكسور):
"ليه؟...
ليه حبتيه؟
ليه خنتيني معاه؟"
فلاش باك – من ٥ سنين
لارا، كانت مخطوبة لمازن وقتها...
بس قلبها اتحرك ناحيّة سليم،
وهي مش من النوع اللي بيقاوم،
ولا يعرف يعني إيه ضمير.
وفي ليلة سودة،
استغلت لحظة كان سليم فيها مش مركز،
وحطتله حاجة في العصير، دوّاخته،
وبمساعدة اتنين شباب، شدّوه على أوضتها،
وسابوه هناك.
تاني يوم الصبح،
سليم فاق على واقع صادم...
لقى نفسه في أوضة لارا، وهي لابسة قميص نوم وبتتصنّع البراءة.
وقبل ما يفهم أي حاجة،
الباب اتفتح بعنف...
ومازن دخل، عينه مليانة غضب وصدمة،
شافهم الاتنين قدامه،
سليم حاول يتكلم، يشرح، يصرخ:
سليم (بدهشة وقلق):
"مازن... اسمعني، دي مش الحقيقة! دي لعبة!"
بس لارا، بخبث وبرود:
لارا (بصوت متصنع):
"أنا... أنا مش فاكرة إزاي جيت هنا، حد خدرني...
أنا مش فاهمة حاجة، والله العظيم..."
مازن خرج من الأوضة وهو منهار،
وبعد يومين، راحتله لارا،
قالتله إنها مش قادرة تكمل معاه بعد اللي حصل،
وإنها بتحس إن اللي بينها وبين سليم أكبر من أي حاجة تانية.
وراحت لسليم بكل ثقة وغرور، وقالتله:
لارا:
"إحنا لازم نتجوز يا سليم، ده قضاء وقدر... وإنت عارف إنك حبيبي!"
لكن سليم وقف قدامها، مسك موبايله، ووراه الفيديو،
الفيديو اللي باين فيه وهي بتحط حبة الدوا في عصيره،
وبعدها وهي بتكلم الشباب اللي شالوه.
وشه كان كله غضب واشمئزاز:
سليم (بصوت مليان قرف):
"إنتي أوطى وأوسخ شخص شفته في حياتي.
لو ما قلتيش الحقيقة لمازن...
هوريه الفيديو.
فاهمة؟"
لارا عينيها ولعت، بس مش بالخوف... بالحقد.
قربت منه، ووشها اتبدّل لوش شيطان حقيقي، وقالت بنبرة كلها سمّ:
لارا (بحقد):
"هتشوفوا كلكم...
هتشوفوا نار بعض،
وكل واحد فيكم هيتحرق والتاني بيتفرّج...
وأنا؟
أنا هقعد أضحك،
وأتفرّج عليكم وإنتو بتدمّروا بعض،
ووقتها... هكون أنا الكسبانة."
انتهاء الفلاش باك
اليوم اللي بعده
في شقة بسيطة ودافئة، ريحة الفطار كانت مالية المكان
ناريمان واقفة في المطبخ، بتقلب في الطاسة وبتمسك الموبايل على ودنها.
كانت بتكلم أخوها، وصوتها فيه قلق واضح.
نرمين (بصوت منخفض):
"طمني يا ياسين، وصلت هناك؟ شوفت حد من قرايب أمي؟"
ياسين (من على التليفون، صوته متعب):
"للأسف لا...
كل اللي سألتهم قالوا إنها ما جاتش البلد أصلاً.
أنا بلغت الشرطة هنا باختفاءها،
قالولي لو فيه أي حاجة هيكلموني،
بس بكره هرجع وأعمل بلاغ رسمي هناك كمان."
نرمين (بتنهيدة):
"تمام يا خويّا... ترجع بالسلامة."
قفلت المكالمة، وحطت الموبايل جنبها،
بس دماغها كانت مشغولة،
سكتت لحظة وقالت لنفسها وهي بتبص في الفراغ:
نرمين (بهمس):
"راحت فين دي؟
مش ممكن تختفي كده فجأة...!"
وفجأة دخلت لينا المطبخ، شعرها منكوش، ولسه نايمة نص نومة،
وبصوت فيه دلع وتذمر قالت:
لينا:
"بقالك ساعة في المطبخ،
هو الفطار لسه؟ أنا هموت من الجوع!"
ناريمان التفتت ليها، وابتسمت بتعب:
نرمين:
"خلاص يا بطّوطة، قرب يجهز...
اقعدي، وهاتِ الصحون، عشان نفطر سوا."
بعد ما خلصوا الفطار، ناريمان لمّت الأطباق بسرعة وبدأت تجهز شنطتها،
لبست هدومها بسرعة، وشدت شعرها في كعكة مرتبة،
كانت بتجهز نفسها عشان تروح الجامعة، وبعدها على طول تروح الشركة.
لينا كانت قاعدة على الكنبة، بتقلب في التلفون بملل واضح على وشها.
لينا (بتنهيدة طويلة):
"هو أنا إمتى هارجع للثانوية بقى؟
فوت دروس كتير، ودماغي خلاص هتجمد!"
نرمين لفّت تبص عليها من باب أوضتها، وهي بتضحك بخفة:
نرمين:
"أول ما تخلص مدة الراحة اللي الدكتور مديهالك،
هتبقي تمام وتروحي المدرسة زي الأول."
لينا عملت صوت "تشش" ورفعت حاجبها:
لينا:
"يعني كده هافضل محبوسة في البيت أسبوعين كمان؟!"
ناريمان وهي بترش شوية عطر وبتقف قدام المراية:
نرمين:
"أهو أحسنلك، ترتاحي شوية من هم المذاكرة والواجبات،
ولما ترجعي، ترجعي بقوة بقى!"
لينا قامت بتتكاسل، وراحت عند المطبخ تشرب ميه وهي بتقول بخفة:
لينا:
"بقوة! دا أنا نسيت شكل الفصل!"
نرمين ضحكت وهي بتقفل شنطتها وبتلبس جزمتها:
نرمين:
"ما تقلقيش، لما ترجعي الكل هيفتكر إنك بطلة رجعت بعد معركة!"
خرجت من البيت، ولسه الابتسامة على وشها،
بس في قلبها كان فيه قلق كبير...
أين ذهبت أمهم؟ وليه محدش لقاها لحد دلوقتي؟
في القصر…
كانت الشمس لسه طالعة بدلعها من شبابيك القصر الكبير، والهدوء مسيطر على المكان بشكل غريب.
في الصالة، على طاولة الإفطار اللي كانت متحضرة بعناية،
جلست زمرد على الكرسي الفخم وهي لابسة روب حرير أنيق،
وقدامها سمية اللي كانت بتشرب شايها وهي بتقلبه ببطء.
زمرد (بصوت فيه استغراب):
"أومال فين كل أهل البيت؟ فين الناس؟"
سمية رفعت راسها بتكاسل، وقالت:
سمية:
"سارة مش هتنزل، تعبانة شوية… قالتلي عندها صداع من امبارح."
في اللحظة دي دخلت نسرين، وكانت بتظبط الأطباق على الطاولة.
سمعت الكلام، وقالت وهي بتحط آخر طبق:
نسرين:
"مازن بيه ما رجعش من امبارح يا مدام…
وسليم بيه ومدام نور لسه ما نزلوش من فوق."
زمرد اتكشرت، وبصت لنسرين بنفاد صبر:
زمرد:
"روحي نادي لسليم ومراته، وقوليلهم ينزلو فورًا.
مش كل يوم هنستناهم كده!"
وبعدها التفتت لسمية بنظرة فيها توتر مكبوت:
زمرد:
"وانتي يا سمية، اتصلي بابنك… شوفيه فين ،
هو فاكر نفسه لسى عايش فألمانيا؟!"
سمية أخدت الموبايل من على الطاولة وهي بتزفر بضيق:
سمية:
"هكلمه… لتتصل لاكن لا يرد
زمرد شبكت إيديها على الطاولة وبصت قدامها بشرود:
زمرد:
"البيت ده، بقى فيه ريحة غريبة…
ريحة أسرار… وأنا ما بحبش الأسرار."
في أوضة سليم…
كانت الساعة قربت على تسعة الصبح،
والدنيا هادية، بس الشمس بدأت تزعق من الشباك،
عاوزة تصحي الناس بالعافية!
سليم كان نايم على ضهره، ووشه مرتاح،
ونور لافّة عليه زي بطانية بشر،
راسية على صدره، وتنهيدتها طالعة ناعمة كأنها موسيقى.
وإيده مرمية حواليها بحنان، وهو في عالم الأحلام.
بس برّه الأوضة؟
الدنيا نار!
نسرين، كانت واقفة على الباب،
ومع كل دقّة، صوتها بيزيد:
نسرين (بتخبط وبتوشوش الأول):
"سليم بيه؟ مدام نور؟
الفطار جاهز…"
دقّة تانية، تالتة، عشرة!
نسرين (بدأت تعلي صوتها):
"ياااااااااه يا نايمين!
حد يصحى فيكو! دا الفطار قلب غدا خلاص!"
بس مفيش فايدة…
ولا حس، ولا خبر!
نسرين قلبها بدأ يدق بسرعة،
نزلت السلالم كأنها بتجري ماراثون:
نسرين (بتلهث):
"زمرد هانم! أنا دقّيت على الباب كتير…
ولا حس، ولا صوت…
والباب مقفول من جوّه!"
زمرد قامت من مكانها فجأة، ووجهها اتبدّل، وعيونها اتسعت:
زمرد (بلهفة وقلق):
"يعني مقفولين ومش بيردوا؟!
ليكون حصلهم حاجة؟
روحي بسرعة هاتي المفتاح الإضافي من عند الحراس!"
نسرين جريت بأقصى سرعة،
وجابت المفتاح من غرفة الحرس،
وزمرد كانت مستنياها على أول السلم…
وفورًا طلعوا فوق، قلبهم بيخبط،
زمرد فتحت الباب وهي بتتنفّس بسرعة، ودخلت…
والمفاجأة؟!
سليم ونور نايمين في وضع رومانسـي عجيب،
نور ملفوفة فيه كأنها قطة شافت الدفا،
وسليم بيحضنها بإيد ونايم بإيد تانية،
والجو كله "حب في الزمن الجميل".
سليم حس بالحركة، فتح عينه نص فتحة،
وبمجرد ما شاف أمه واقفة ومعاها نسرين،
فتح عينيه على الآخر وقام مفزوع:
سليم (بنص صوت وهو لسه مخضوض):
"إيه دا؟!
أنتو إزاي دخلتو؟!"
نور كمان فتحت عينيها، ووشها قلب طماطم من الكسوف،
وسحبت الغطا عليها بسرعة، وهي بتهمس:
نور (بهمس مرتبك):
"إيه اللي بيحصل؟!"
زمرد حطت إيدها على وسطها وقالت بنبرة درامية:
زمرد:
"بنخبط من بدري، مفيش رد!
قلنا يمكن حصلكم حاجة…
ولا طلعتوا شهر عسل فجأة؟!"
نسرين وقفت وراها، بتحاول تكتم ضحكتها وهي بتبص في الأرض.
سليم (بعصبية وهو بيعدّل نفسه):
"طيب يعني كان لازم تقتحموا الأوضة؟
فيه حاجة اسمها خصوصية!"
زمرد رفعت حاجبها وقالت بنبرة الأم المصرية الأصيلة:
زمرد:
"خصوصية إيه يا حبيبي؟
اللي نايم بالحب كده لازم يتفاجئ!
خمس دقايق وكونوا تحت،
"هو البيت ده بقى مولد وصاحبه غايب؟!"
وخرجت بسرعة، وهي ماسكة أعصابها بالعافية و تتمتم : واضح إن البيت ده بقى فوضى،
وكل واحد بيعمل اللي هو عايزه…
ولا عاد فيه كبير يسمعله!"
ونسرين جريت وراها، بتضحك في سرها.
سليم بصّ لنور،
وقال وهو بيضحك:
سليم:
"يا ترى في إيه على الفطار؟
كسوف ولا توست؟"
في الجامعة…
كانت الزحمة على أشدها، والطلبة ماشين رايحين جايين وسط الحرم، أصوات الضحك والدوشة مالية المكان.
نرمين وصلت الجامعة بخطوات سريعة، لابسة جينز واسع وبلوزة بيضا بسيطة، شنطتها على ضهرها، وشعرها ملموم على شكل كحكة عشوائية.
قعدت على الكرسي في الجنينة الصغيرة، وما لحقتش حتى تفتح كتابها إلا وصفا كانت جاية عليها بخطوات متحمسة، وهي ماسكة كوب قهوة في إيدها.
صفا وهي قاعدة جنبها:
"نرمين! سمعتي ولا لسه؟ عندنا دكتور جديد هيدرسنا مادة التشريح!"
نرمين (بدهشة وهي تفتح عينيها):
"أيوة؟ وبعدين يعني؟"
صفا (بعيونها اللامعة وضحكة خبيثة):
"بيقولو عليه صعب جدًا، بس مز! وشكله غني من الآخر… ومش متجوز!"
نرمين (بتضحك):
"امتى لحقتي تجمعي السيرة الذاتية كلها كده؟ ده حتى ما ابتديناش معاه المحاضرات!"
صفا (بثقة وهي ترشف من قهوتها):
"أنا؟ أنا عندي رادار يا نور… أي مز وسيم في الكلية، لازم أعرف عنه كل تفصيلة من قبل ما يدخل المدرج!"
نرمين (بهزار وهي ترفع حواجبها):
"خوفي عليكِ يا صفا، لو شافك الدكتور ده وقرا أفكارك، هيروح يبلغ عنك أمن الجامعة!"
صفا (بضحكة):
"بالعكس! يمكن يعجب بيا! ووقتها هبقى أول طالبة تتجوز دكتور في تاريخ الكلية!"
نرمين ضحكت بصوت عالي، والجو ما بينهم كان كله حيوية ومرح.
بعد الضحك والهزار، رن الجرس، فصفا بصت لنرمين وقالت:
صفا:
"يلا بينا بقى، أول محاضرة للتشريح مع الدكتور المز!"
نرمين (بابتسامة خفيفة):
"ربنا يستر…"
دخلوا قاعة المحاضرات، والقاعة كانت بتتملي على الآخر.
وفي آخر صف، شافوا فؤاد، زميلهم اللي دايمًا بيهزر معاهم، وهو بيشاور لناريمان بإيده بابتسامة واسعة.
نرمين ضحكت، وسحبت صفا وراها:
"تعالي نقعد جنب فؤاد، أحسن من القعدة قدام، مش ناقصة تدقيق!"
راحوا قعدوا، ناريمان جنب فؤاد، وصفا جنب نرمين، والضحكة ما فارقتش وشهم.
لكن… كانت في عيون تانية بتراقبهم، عيون كلها شرار، نظرات تقطع…
عيون الدكتور الجديد اللي لسه واقف قدام المدرج، ساكت وبيشوف كل حاجة.
وبهدوء، مسك الميكروفون وقال بصوته الرجولي الحازم:
سيف:
"السلام عليكم.
أنا دكتور سيف، مدرس مادة التشريح.
خليني أبدأ بالقواعد المهمة:
أولًا، التأخير عندي مرفوض تمامًا…
ثانيًا، الغياب من غير سبب واضح ومعتمد = خصم في التقييم…
ثالثًا، أي حد هيتعامل مع المحاضرة باستهتار أو هزار، يقدر يخرج من دلوقتي.
أنا هنا مش علشان أضحك حد، أنا هنا علشان أعلّمكم."
القاعة سكتت تمامًا… وجوها الطلبة اتبدلت.
صفا (بهمس):
"إيه ده؟ ده طلع كارثة مش مز!"
لكن ناريمان كانت بتبص للدكتور سيف، وعقلها مش مستوعب…
ناريمان في سرها:
"إيه ده؟! هو ده الدكتور؟!
يا نهار أبيض
خلاص… شلت المادة من دماغي من دلوقتي!"
سيف وقف قدام المدرج، وكان لسه بيبص للطلبة بنظراته الجدية، لف حوالين القاعة بعينيه الحادة، وقال بصوت ثابت:
سيف:
"دلوقتي… علشان أعرف أتعامل معاكم، عايز كل واحد فيكم يعرفني باسمه…
واحد واحد… من أول الصف اللي قدامي."
بدأ الطلبة يعرفوا نفسهم، واحد ورا التاني، وكل ما حد يقول اسمه، سيف كان يومّي براسه باهتمام، وكأنّه بيحفر الأسامي دي جوا دماغه.
لحد ما وصل الدور لنرمين.
نرمين بتوتر واضح، صوتها كان واطي شوية وقالت:
"ناريمان الجبّار."
سيف اتسع نظره شوية، وسعادة خفية ظهرت في ملامحه لما سمع اسمها أخيرًا.
رغم إنهم اتقابلوا مرتين قبل كده في جو مشحون، لكنه من أول لحظة شافها فيها وهو حاسس بانجذاب غريب ليها.
كل اللي كان يعرفه عنها قبل كده، إنها بنت حازم الجبار، وإنها شغالة عند سليم.
لكن دلوقتي… عرف اسمها. ناريمان.
سيف (وهو بيبص على ناريمان بنظرة هادية فيها لمعة خفية): "تمام… آنسة ناريمان، اتفضلي لأول صف."
وأشار بإيده على كرسي فاضي قدامه، بين بنتين قاعدين، والمكان أصلاً ضيق ومش باين من ورا، كأنها هتغرق في المدرج.
سيف كمّل بنبرة شبه جد: "معلش، ، مش شايفك من مكانك ده… بس الكعكة اللي فوق شعرك باينة بس! و أنا بحبش الطلاب يتدفنوا ورا… لازم أشوف وشوشكم ."
الطلبة في المدرج ضحكوا، وصفا عضّت شفايفها من كتم الضحك، وبصّت على ناريمان اللي وشها احمرّ خالص.
صفا وهمسها عالي كفاية يوصل لنرمين : "يا حلاوتك يا نرمين… أول صف يا ماما! شايفة الاهتمام إنتي هتبقي بطلة المدرج يا بت، من أول دقيقة!"؟"
نرمين وهي بتقوم من مكانها بحرج: "ادعيلي بس ما يطلعش عيني في أول محاضرة."
وهي ماشية قالت :
"يا نهار أبيض… شكلي هأغيّر تسريحة شعري المرة الجاية."
سيف تابعها بعينه وهي ماشية للكرسي اللي قدامه، ونفسه بيهمس: "وأخيرًا عرفنا اسمك يا آنسة الجبّار..."
وبدأت المحاضرة... بس نرمين كانت حاسة إن قلبها بيشرح معاها، وسيف كل شوية يرمقها بنظرة سريعة وكأن في كلام كتير بيتقال من غير ولا كلمة.
في القصر...
بعد ما خلصوا الفطار وقاموا الشغّالات يلمّوا السفرة، دخل مازن من باب القصر بخطوات تقيلة، ووشّه باين عليه السهر، وعيونه حمرا كأنها دم، كأنّه ما شافش النوم من أيام.
سمية رفعت نظرها له وهي قاعدة، وقالت بقلق:
سمية:
"فين كنت يا ابني؟ ما دخلتش من إمبارح!"
مازن وهو بيخلع جاكيت جلده بتعب:
"كنت في بيتي."
سمية باستغراب وهي بتعدّل قعدتها:
"تقصد الفيلا اللي في التجمع؟"
مازن هز راسه بتعب:
"أيوه، هناك."
زمرد بصت له بنظرة صارمة، وهي بتحاول تحافظ على صوتها هادي:
"مازن… المسا عاوزة أقعد مع كل واحد فيكم، على انفراد…
البيت بقى فوضى، وكل واحد بيعمل اللي هو عايزه، وأنا مش هسكت أكتر من كده."
مازن زفر، وبدأ يطلع على السلالم بخطوات بطيئة، وقال من غير ما يبص وراه:
مازن:
"تمام يا مرات عمي… هبقى بعدما استريح
وبصمت تقيل، فضلت زمرد تبص في ظهره وهو بيختفي فوق، وسرها بيغلي.
بعد مدة، نزل سليم من فوق وهو لابس بدلة شيك، وربط كرافتته بسرعة وهو بيعدّي الصالة رايح على الباب.
سمية، اللي كانت واقفة جنب الكنبة وبتتابعه بعنيها، ندهت عليه بصوت هادي:
سمية:
"سليم، ممكن نحكي دقيقتين؟ محتاجاك في موضوع مهم."
سليم وقف مكانه، ولف ناحيتها وهو بيعدل كم القميص:
سليم:
"تمام، اتفضلي يا مرت عمي."
سمية رمقته بنظرة سريعة، وبعدها لمحت بعنيها لزمرد اللي كانت قاعدة على الكنبة بتشرب قهوتها في صمت... إشارة كفاية تخلي سليم يفهم إن الموضوع لازم يكون على انفراد.
سليم (بهدوء):
"تعالي معايا المكتب."
دخلوا مع بعض مكتب صغير في الدور الأرضي، فيه مكاتب فخمة وركن جلوس بسيط.
سليم قفل الباب ووقف قدامها، وقال:
"خير يا مرت عمي؟ في حاجة حصلت؟"
سمية اتنهدت، وقعدت على الكرسي قدامه وقالت بجدية:
سمية:
"الموضوع يخص سارة."
سليم (باستغراب):
"سارة؟ مالها؟"
سمية : ....... يتبع
بقلمي ميلي ميس
يا خلقاااان! 😤
أنا جييييييت أخيرًا بعد ما خلصت حرب الامتحانات 🧠📚
كان ناقص بس أذاكر في الحمّام من كتر الضغط 😩
بس دلوقتي... رجعتلكم بفصل نار مولّع 🔥
وأنا بكتب الفصل ده، القهوة خلصت، والدموع نزلت، واللاب سخن وطلع صوت نفَس زي التنين 😤💻☕
بس كله يهون علشانكم 💅
مستنيا تعليقاتكم النارية 💬
وقولولي إيه أكتر مشهد خلاكم تقولوا: "آه يا دماغي، ده حقيقي!"
ويلا شجعوني شوية علشان أكمّل وأنا حاطة رجل على رجل 😎👠
---
تحبي أزود فقرة "من الكواليس" كمان؟ 😏
هاه قولتي من الأول 😎 يلا بينا نولّعها بأسلوب خفيف يضحك ويشد!
يا خلقاااان! 😤 أنا جييييييت أخيرًا بعد ما خلصت حرب الامتحانات 🧠📚 كان ناقص بس أذاكر في الحمّام من كتر الضغط 😩 بس دلوقتي... رجعتلكم بفصل نار مولّع 🔥
وأنا بكتب الفصل ده، القهوة خلصت، والدموع نزلت، واللاب سخن وطلع صوت نفَس زي التنين 😤💻☕ بس كله يهون علشانكم 💅
مستنيا تعليقاتكم النارية 💬 وقولولي إيه أكتر مشهد خلاكم تقولوا: "آه يا دماغي، ده حقيقي!" ويلا شجعوني شوية علشان أكمّل وأنا حاطة رجل على رجل 😎👠
من كواليس كتابة الفصل:
كنت قاعدة بكتب وأنا شايلة اللاب على رجلي، فجأة قطتي قررت تمشي على الكيبورد… الفصل كله اتقلب "مواء مواء ونسكافيه" 🐱☕
وأنا بكتب مشهد نور وسليم، ماما دخلت الأوضة وسألتني: "إنتي بتضحكي لوحدك ليه؟"… أقولها إني بكتب مشهد رومانسي؟ ولا أقولها إني في حالة إنكار؟ 🤡
مشهد مازن؟ اتكتب بعد 3 فناجين قهوة، و10 دقايق صمت وجودي وأنا ببص للسقف وأقول: "ليه يا مازن؟ ليه؟!" 😂
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا