رواية جبروت في قلب صعيدي الفصل الثالث عشر 13 الخاتمه بقلم نور الشامى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية جبروت في قلب صعيدي الفصل الثالث عشر 13الخاتمه بقلم نور الشامى حصريه في مدونة قصر الروايات
الخاتمه
جبروت في قلب صعيدي
دوت صفارات الإسعاف وهي تتوقف أمام باب المستشفى فاندفع الفريق الطبي بسرعة يخرجون أسد محمولا على النقالة والدم لا يزال ينزف من صدره. كانت سحابة تركض بجوارهم ووجهها شاحب ودموعها تنهمر بحرقة وهي تصرخ بجنون:
اسد.. بالله عليكم إلحقوه… بالله عليكم اتصرفوا بسرعه
كانت يداها ترتجفان وهي تحاول التمسك بطرف النقالة وكأنها ترفض أن تدعه يبتعد عنها ولو شبرا واحدا وريم تمسك بها من الخلف محاولة تهدئتها مردده:
سحابة هيدخلوه العمليات لازم تسيبيهم يشتغلوا.. مينفعش اكده تعالي
لكن سحابة لم تكن قادرة على التماسك راحت تصرخ بصوت مخنوق وقلب يوشك على الانهيار:
لو حوصله حاجه يا ريم... مش هجدر أعيش من غيره... مش هجدر والله... أنا بموت... بموووت
أخذت ريم تهمس لها وتربت على كتفها برفق وهي تكتم دموعها:
هيبجى كويس إن شاء الله... ده أسد يا سحابة عمره ما بيستسلم لازم تصدجي إنه هيرجعلك.. هو هيبجي كويس والله اهدي بجا بالله عليكي
وفي تلك اللحظة اقترب أحد الحراس من ريم بخطوات وعيناه مليئتان بالتساؤل فاستدارت إليه بنظرة حادة ملتهبة بالغضب وقالت بصوت صارم:
تقلبلي الدنيا على ال اسمها جهاد دي... أنا عايزاها دلوجتي حالا.. تجيبهالي زي ما هي... فاهم
أومأ الحارس برأسه بسرعة وانطلق دون أن ينطق بكلمة بينما بقيت سحابة واقفة أمام باب غرفة العمليات تنظر من خلف الزجاج وكأن عينيها تحاولان اختراق الجدران والوصول إليه... إلى الرجل الذي أحبته وخافت من فقدانه طيلة عمرها وفي منزل زينب كانت الأجواء مشتعلة كأن نارا تشتعل بين الجدران ووقفت زينب أمام ملك التي تجلس منهارة على الأريكة رأسها مضمد بضمادة بيضاء تشير إلى جرح حديث وعيناها تملؤهما الدموع والندم..... كانت زينب ترتجف من الغضب لم تعد قادرة على كتمان الألم الذي يعتصر صدرها فصرخت بصوتها الجهوري والدم يغلي في عروقها مردده:
إنتي بجيتي زبالة اكده إمتى ها؟! دي تبجى آخرتها..اعنال وسحر وكمان متفجه مع جهاد ... بحا انتي بنتي انتي
انهت زينب كلماتها ثم اندفعت نحوها وصفعتها بقوة على وجهها فاهتز رأس ملك للخلف بينما انهمرت دموعها في صمت وهي تتابع:
ازاي.... إزاي تسلمي دماغك لوحدة زي جهاد؟! دي خربت بيتنا يا ملك خربت بيتنا
ملك بصوت مبحوح :
انا... أنا مكنتش أعرف إنها هتعمل اكده... جسما بالله ما كنت أعرف... كانت بتجولي كلام تاني
اقترب فهد منها بسرعة وأمسك بذراع زينب محاولا تهدئتها وهو ينظر إلى ملك مردفا:
كفاية يا حجه.. ال حوصل حوصل... دلوجتي لازم نركز ونلاجي جهاد!
ملك ببكاء:
"أنا مش معاها دلوجتي يا ماما والله ... والله ما اعرف راحت فين... هي ضربتني ومشيت
وفي تلك اللحظة دخلت ابنة أسد الصغيرة وقد بدا عليها التردد والخوف و وقفت خلف فهد ثم نطقت بصوت خافت يشوبه القلق:
يا عمو... أنا سمعت مانا وهي بتتكلم في التليفون... كانت بتجول لأختها إنها رايحة عندها
تجمد الجميع في أماكنهم و تبادلوا النظرات وفهد انحنى قليلا ليسمعها بتركيز وهتف:
سمعتيها بتجول إي بالظبط
الصغيره:
جالت استنيني عندك النهاردة... أنا جاية ومش لازم حد يعرف أنا فين
كاد فهد أن يفتح فمه ليتكلم حين دخل أحد الحراس مسرعا ووجهه شاحب وصوته مليء بالتوتر:
يا حجه زينب! يا باشا... أسد بيه اتصاب... وهو دلوجتي في المستشفى!
ساد الصمت للحظة قاتلة، وكأن الزمن توقف وصرخت زينب'
اتصاب؟! يا ضنايا... يا روح جلب أمك
اقترب فهد والتقط مفاتيح سيارته وردد:
يلا نروح بسرعه.... يلا
ركض الجميع في اتجاه الباب أما زينب فقد رفعت يديها إلى السماء ودموعها تنهمر بحرارة:
يارب... يا رب رجعهولي سالم... يارب متحرمنيش منه... ده ضنايا يا رب
وفي صباح جديد، كان الصباح باهتا لا شمس فيه ولا دفء وكأن الحزن قد سكن السماء والأرض معا و جلست سحابة في أحد أركان المستشفى رأسها منكس ودموعها تنساب في صمتٍ قاتل دون أن يصحبها صوت أو شكوى و. كانت ريم إلى جوارها تمسك بكفها تحاول أن تواسيها.. أن تمنحها ما تبقى من طمأنينة لكن سحابة كانت غارقة في عالمٍ آخر... عالمٍ يضج بالخوف بالندم وبحب لم تجرؤ يوما على البوح به فـ قالت سحابة بصوت متهدج ينكسر مع كل كلمة:
انا... بحبه يا ريم... بحب أسد من جلبي.. من سنين..مش هجدر اعيش من غيره تاني.. بس أنا خلاص... مش هسكت تاني...هجوله واعترفله بكل حاجه
نظرت ريم في عينيها وقالت بهدوء:
هو كمان بيحبك يا سحابة والكل شايف... بس إنتِ ال كنتي عنيدة ودلوجتي جوليله.... جولي كل حاجة
مسحت سحابة دموعها براحة كفها المرتجفة وقالت:
هجوله... لازم يعرف... حتى لو هيزعل... حتى لو هيصرخ... لازم يعرف إن فارس ابنه... ابنه من دمه ومن صلبه... ويمكن يسامحني... بس المهم ميسبنيش... ميبعدش عني تاني... مقدرش أعيش من غيره يا ريم.. وجهاد دي جسما بالله لـ هجتلها.. هي السبب
ربتت ريم على كتفها وقالت بابتسامة صغيرة رغم الألم:
روحي... ادخليله واحكيله كل حاجه
نهضت سحابة تتمايل من شدة التوتر ولفت طرحتها بسرعة وعيناها لا تزالان تدمعان لكن في نظرتها بريق إصرار.. وسارت نحو باب غرفته وقلبها ينبض بعنف ويدها امتدت نحو المقبض وتمتمت برجاء خافت:
يارب... انا تعبت والله العظيم... انت الوحيد العالم بيا وبحالي بلاش تبعده عني تاني
انهت سحابه كلماتها دفعت الباب بهدوء...لكن الغرفة كانت فارغة
فـ تجمدت سحابة في مكانها وجسدها يرتجف وصرخت بصوتٍ يائس:
أسد؟!… أسد
اندفعت إلى داخل الغرفة تتلفت في كل الزوايا وتبحث كمن فقد قطعة من روحه والدموع تسيل على وجهها بحرارة:
راح فين... كان موجود اهنيه.... راح فين
ركضت سحابه إلى خارج الغرفة تبحث بعينيها عن أي وجه يجيبها تصرخ بين الممرضين والطاقم الطبي:
"فين أسد؟! حد يقوللي أسد راح فين
أجاب الممرض بعد أن طالع إحدى الأوراق:
هو... خرج من المستشفى من ساعه
قالت سحابة وهي تترنح من وقع المفاجأة:
"خرج... ازاي دا تعبان... تعبان جوي و
لم تنهي سحابه كلماتها حتي تذكرت جهاد ورددت في نفسها:
هيجتلها... مش هيسيبها... لازم الحقه
ركضت سحابه بسرعه تحاول ان تلحق به وبعد فتره في منزل بسيط كانت تجلس جهاد بجانب اختها وعمتها التي رددت بعصبيه:
جولتلك امشي من اهنيه.. يا انتي تمشي يا احنا هنمشي. انا مش هفضل موجوده مع واحده مجرمه زيك انا واختك
اقتربت جهاد بدموع تحاول تهدئتها ورددت:
بالله عليكي استني... انا مبجاش ليا غيركم دلوجتي
ابتعدت العمه وامسكت بيد اختها وهتفت:
لما تمشي وجتها احنا هنرجع... ربما ينتجم منك يا جهاد
القت العمه كلماتها وخرجت هي واخت جهاد وبعد ثواني بسيطه استمعت جهاد لطرقات عنيفه علي الباب فنهضت ظنا منها ان عمتها واختها تراجعوا عن الذهاب وعندكا فتحت انصدمت عندما وجدت فهد ينظر اليها بغضب وبجانبه اسد الذي يبدو علي وجهه علامات التعب وردد ببرود:
فيه واحده محترمه تسيب بيت جوزها من غير ما تستأذن.. ولا لع صحيح.. انا طلجتك
تراجعت جهاد للخلف وهي تنظر اليه بخوف مردده؛
اسد.. انا... انا... انا والله العظيم عملت كل دا علشان بحبك.. جسما بالله.. انا عمري مل حبيت حد غيرك
ابتسم اسد بسخريه وهتف:
حبتيني روجتي جتلتي ابني.. وعايزه تجتلي التاني...دا انا كنت سايب شيطانه في بيتي وانا مش واخد بالي بجا.... ليه... ليه اكده يا جهاد
اقتربت جهاد ببطي ورددت بدموع؛
علشان بحبك... مجدرش اعيش من غيرك لحظه واحده والله العظيم... وهي... سحابه كانت عايزه تاخدك مني. . كانت عايزاك ليها لوحدك يا اسد و
وفجاه تلقت جهاد صفعه قويه علي وجهها من اسد الذي صاح بصراخ؛
اخرسي... انتي عمرك ما حبيتي حد.. انتي طول عمرك انانيه. مش بتحبي غير نفسك وبس.. انتي شيطانه.. بس خلاص اكده كفايه
انهي اسد حديثه وصوب سلاحه تجاهها وفجاه دخلت ريم ومعها سحابه التي هتفت بفزع:
اسد.. هنسلمها للشرطي. هنسلمها للشركي بالله عليك بلاش تضيع نفسك.. ابوس يدك متبعدش عني تاني.. انا بحبك.... بحبك ومجدرش اعيش من غيرك لحظه واحده والله العظيم..دي متستاهلش تضيع نفسك علشانها
اسد بحده:
من امتي والشرطي هي ال بتاخد التار يا سحابه.. انا الغلطان.. انا ال دخلت شيطانه بيتي.. وانا ال ضيعت ابني علشان اكده انا ال لازم اخد بتاره و
وفجأه ركضت جهاد بسرعه وقبل ان تخرج من الباب اطلق اسد عدت طلقات اسقطتها ارضا مفارقه الحياه بدون حراك فنظرت سحابه بصدمه واقتربت منه مردده بفزع؛
ليه اكده... ليه يا اسد كنت بلغنا عنها.. اهرب... بالله عليك اهرب ابوس يدك.. البوليس هيمسكك
اقترب اسد اكثر منها ولامس وجهها بكفبه مرددا بحزن:
سامحيني.... ابوس يدك سامحيني علي حاجه عملتها معاكي... انا غلطت كتير جوي. بس جسما بالله ما حبيت واحده غيرك يا سحابه وكل ال كنت بعمله دا كان طيش مني وعدم مسؤوليه
اقتربت سحابه منه واحضنته وهي تبكي بحرقه:
انا بحبك... بحبك جوي والله العظيم.. بالله عليك اهرب... اهرب يا اسد البوليس هيمسكك.. هتبعد عني تاني.. ليه اكده و
لم تنهي سحابه حديثها حتي سمعت اصوات عربيات الشرطي وفجأة... توقفت الدموع وخفتت الأصوات وذابت تفاصيل المشهد الموجع كأنها لم تكن وفتحت سحابة عينيها بتوتر وأدركت أنها لم تكن تركض في المستشفى ولم تكن تصرخ خلف أسد ولم تطلق رصاصات ولم تكن هناك جهاد تقتل، ولا دماء تراق كل شيء كان... مجرد خيال فنظرت حولها لتجد نفسها واقفة في ساحه منزلها هي وأهل أسد ينتظرون عودته من السفر... نفس المكان... نفس اللحظة ... كانت الشمس خافتة والجو يميل إلى الغروب وصوت السيارات يعلو في الخلفية ومعه بدأت ضربات قلبها تتسارع من جديد وبعد ثواني قليلة توقفت سيارة أمام المنزل وخرج منها فهد أولا وابتسم فور أن لمحهم فـ ركضت ملك نحوه واحتضنته بقوة وهي تقول بشوق:
واحشتني جوي يا فهد... واحشتني جوي
ضحك فهد وهو يربت على كتفها:
يا بنتي دا أنا كنت اهنيه من أربع شهور بس يوم ما كتبنا كتابنا
ردت ملك بخجل:
يعني هتسافر تاني ولا اي عاد
قال بثقة وهو ينظر في عينيها:
لع خلاص... مش هسافر تاني. هفضل اهنبه معاكي علطول
وفي تلك اللحظة التفتت سحابة حولها بقلق تبحث بين الوجوه وقلبها يخفق بخوفٍ لم تعرف سببه وهمست:
فـ... فين أسد؟
وقبل أن تكتمل الجملة خرج أسد من السيارة الثانية طويل القامة فـ تجمدت سحابة في مكانها والتوتر في عينيها والخوف في قلبها... لكن أسد اقترب منها ورمى الحقيبة أرضا واحتضنها فجأة بكل قوته كانه يعيد الطمأنينة لقلبها وقال وهو يدفن وجهه في شعرها:
واحشتيني جوي... جوي يا سحابة
ترددت لحظة ثم سألته بصوت منخفض فيه ذرة خوف:
وجهاد... هي فين
تراجع قليلا ونظر لها بدهشة:
جهاد مين؟... ال كانت بتشتغل معايا بره.. بتسألي عنها ليه
قالت وهي تكاد تهمس:
مش... مش انت اتجوزتها
ضحك أسد من قلبه ونظر إلى أمه وهتف:
هي مالها يا حجه ؟ في إي عاد.. ومين دي ال انا اتجوزتها
وفجأة نزل فارس الصغير وجري على أبوه وحضنه بكل لهفة مرددا:
بابا.. واحشتني جوي
احتضنه أسد بشوق، وقبله على جبينه وهتف :
واحشتني يا فارس... يا حتة من جلبي
وفي المساء كانت الغرفة ساكنة يملؤها ضوء المصباح الخافت ووقف أسد أمام المرآة عاري الصدر يضحك وهو ينظر إلى سحابة الجالسة على طرف السرير تحدق فيه بصمت وال ممازحا:
كل دا تخيلتيه في الربع ساعة ال كنتي واقفة تستنيني فيها
نظرت إليه بضيق مصطنع ورددت:
آه... والله كانه حقيقي وزعلت جوي الحمد لله انه خيال
اقترب اسد منها وجلس بجوارها ثم مد يده ولمس وجهها بحنان وقال:
مستحيل أحب أو أتجوز واحدة غيرك... جهاد دي كانت بس موظفة وملهاش في جلبي ولا ركن صغير حتي ... وأنا أصلا مش راجع تاني خلاص هفضل معاكم اهنيه طول العمر
نظرت إليه سحابه بعينين ممتلئتين بالدموع لكنها هذه المرة دموع فرح مردفه:
واحشتني... وبحبك جوي... بالله عليك متبعدش عني تاني
اقترب اسد منها أكثر وضمها إليه وهمس:
مستحيل أبعد... انا كمان بحبك جوي ... وهفضل جمبك طول عمري
انهي اسد كلماته ثم انحنى إليها وقبّلها على شفتيها قبلة حب دافئة وكأنها تعويض عن كل لحظة ألم وكل ثانية خيال.
وهنا انتهت القصه عملتها سعيده اهه مع انها مكنش ينفع تبقي سعيدة 😂 عايزه رايكم وتفاعل كبير ومين متحنس للقصه الجديده وكل سنه وانتوا طيبين وعيد سعيد عليكم يارب
لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
.
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا