القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بحر ثائر( الجزء الثاني) الفصل الثالث عشر 13 بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)

رواية بحر ثائر( الجزء الثاني) الفصل الثالث عشر 13 بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)






رواية بحر ثائر( الجزء الثاني) الفصل الثالث عشر 13 بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)



-

الفصل الثالث عشر 


تشبهين مِصرَ في عظمتها ، تشبهينها في احتوائها 


تهبيني الدفء مثلها، وتحتضنيني كما  تفعل


في عينيكِ حضارتها، وعلى شفتيكِ يسكن عبقها 


أنتِ كبلدي عزيزةً، شامخةً،مصدرًا للأمان


 لا تسقطكِ كلمة، ولا تهزمكِ خطة، ولا يحنيكِ خذلانًا


تشبهينها في حكمتها،في أصالتها،في ريادتها 


ولهذا.... 


أحبكِ، وأنتمي إليكِ كحبي وانتمائي لها في كل زمانٍ ومكان 



يقود عائدًا إلى البيت  ،  يجب أن يستعد للسفر إلى الجونة في أقرب وقت . 



أما هي فلم تستوعب ما حدث إلى الآن، لقد تحول بشكلٍ مريب دب فيها الذعر لذا عادت تلتفت له وتطالعه لتجده باردًا ينظر أمامه بلا تعابير لتسأله عما جال في خاطرها  : 



- هو إنت كنت ممكن تقتله فعلًا  ؟ 



أجابها دون أن يهتز له رمش : 



- ده خاين، يعني مالوش دية، ولو اتأمر بقتلي أو قتل أي حد مصري مش هيتردد لحظة، دول ناس جشعة وخونة وللأسف فيه منهم كتير في البلد،  بس في الأول والآخر أنا مجبر أسلمه وأسلم اعترافه وهناك بقى هما اللي يحددوا عقابه  . 



تنهدت بحرارة ثم أردفت بتوتر  : 



- أنا حسيت إنه هيموت في إيدك يا ثائر  ،  المنظر ده صعب أوي عليا وخصوصًا منك  . 



التفت يطالعها  ،  يحدق بعينيها، جبينها، شفتيها، ثم عاد ينظر أمامه ونطق منصهرًا  : 



- إحنا دخلنا في الجد يا ديما مش بنهزر،  قلتلك الأفضل نتواصل مع اللوا رشدي ونبلغه إنك برا المهمة دي  ،  وماتخافيش أنا هعرف أأمنكوا كويس  . 



صدق إحساسها  ،  هو لم يتحمل كلمات ذلك التوماس معها، شيئًا ما بداخلها منتشيًا لغيرته ولكنها يجب أن تمنعه لذا مدت يدها تضعها على كفه ونطقت بمغزى  : 



- أنا عارفة إننا دخلنا في الجد، وفاكرة كلامك كويس جدًا، العميل الصح لازم يتميز بالثبات الانفعالي، ماتخليش غيرتك تسيطر عليك، سواء أنا معاك في المهمة دي أو لاء فتوماس ليه هدف وهينفذه و أنا من ضمن الهدف ده بدليل هديته اللي بعتها، لازم تهدى لإن أنا هعرف كويس أوقفه عند حده، مش كل مرة هتلاقي خاين تشلفطه بالشكل ده. 



توقف فجأة جانب الطريق وعاد يحدق بها ويبوح بما يعتليه: 



- لأول مرة أخاف افقد السيطرة، مجرد ما سمعته بيتكلم معاكي كنت هقوم اجيلك واضربه وبصعوبة مسكت نفسي، ديما إنتِ فعلًا بقيتي نقطة ضعفي  . 



طالعته بعاطفة لذا اقتربت تعطيه ما يحتاجه، عانقته واحتوت رأسه فاستكان قليلًا على صدرها فتنهدت ترتب حديثها قائلة: 



- لما مارتينا اللي هي لسة مراتك جت ووقفت قدامي وطالبت بحقوقها فيك أنا حسيت إحساس صعب أوي وقتها بس مكانش لازم أنصرها أبدًا مهما كان وجعي، لإن لو حست إنها انتصرت عليا وقتها وقدرت تستفزني أو تزعجني ده فوز ليها. 



رفع رأسه بتهمل واعتدل يطالعها بحبٍ تجاوز الحدود فتابعت بتروٍ: 



- بعيد عن المهمة،  ماتخليش أي حد يستشف نقطة ضعفك يا ثائر لإنه هيتعمد يضربك منها. 



أومأ مؤيدًا ومتباهيًا بها ليطالعها بهدوء وسكينة نبعت من احتوائها له ثم أردف بعبثية : 



- ماتقلقيش، موضوع الغيرة ده جديد عليا، مجربتوش غير معاكي إنتِ، بس اوعدك إني هحاول احجمه لحد ما نخلص من الاتنين دول وبعدها أي حد هيبصلك هيكون له عندي كتاب برايل هدية بعد ما اقلع له عيونه. 



ضحكت عليه ورفعت حاجبيها تجيبه وقد كتفت ساعديها   : 



- أه طبعًا كله إلا القراءة  . 



أومأ مؤكدًا وعاد يقود ويردف  : 



- طبعًا إنتِ عرفاني بشجع ع القراءة مهما كانت الظروف  . 



❈-❈-❈



جلس صالح أمامها في كافيتريا الشركة، يطالعها وهي تأكل برقة وخجل تحاول مداراته لذا ابتسم عليها وأردف  :



- هان الأكل مش زاكي، تعي لأخدك ع مكان تاني قريب من هان  .



طالعته تبتسم وتجيبه بهدوء  :



- خليها مرة تانية بقى علشان عندي شغل كتير  ، بس شكرًا إنك.جيت يا صالح،كنت محتاجة اتكلم معاك.



أومأ وانتعش فؤاده يحثها على الحديث واستطرد قائلاً :



- أنا معك وكلي آذان صاغية،قولي اللي بدك إياه.



تركت معلقتها واستندت بوجهها على كفيها تتساءل بترقب  :



- فيه سؤال شاغلني وعايزة اعرف إجابته منك، إنت ليه طلبت إيدي بعد ما كلمتك عن لوتشو علطول؟ 



وضعت ظنونها جانبًا وأرادت أن تستمع لجوابه،لا تدري أن مجرد ذكر اسم لوتشو يزعجه،ليتها لم تنطقه أمامه هكذا لإنها رأت في عينيه نظرة ضيق،تنهد بحرارة يجيبها بصدق:



- لإني كنت مستني اعرف مشاعرك،أنا كنت عم أفكر فيكي يا دينا واتصالك هاد أكدلي إنك ما بتحبي هداك الصيني أبدا عشان هيك طلبتك من داغر فورًا  .



إذًا هو كان يحبها،يكن لها المشاعر، التمعت عيناها بوميض السعادة وتجلت على ملامحها أشباح الحب، نعم هي أيضًا تكن له مشاعر إيجابية ، لأنه لا يخيفها كما فعل لوتشو،لا يحتد عليها كما كان يفعل كمال مع شقيقتها،في عينيه صدق لم ترَه في عيني والدها قط، خلوق وملتزم وربما هي بحاجة هاتين الصفتين،إنه يشبه داغر إلى حدٍ كبير وهذا ما كانت تتمناه وإلا لم تكن لتتزوج.



بالنسبة لها الزواج يعد مصلحة ستدخلها لو لم تجد الحب ولكن يبدو أنها وجدته مع صالح لتعترف أنها كانت تتمسك بالاستقلال بذاتها كحجةٍ بديلة عن الحب.



هل سيعطيها صالح ما تتنماه؟هل سيعوضها؟ وهل سيدللها كما كان يفعل داغر؟



طالعته لتجده يبتسم وينتظر ردها على جوابه لذا ابتسمت وتوردت تجيبه  :



- أنا كنت فاهمة غلط، بس تمام أنا دلوقتي مصدقاك. 



ابتسم برتابة ونظر في ساعته ثم عاد يأكل فتساءلت بترقب  : 



- إنت وراك حاجة مهمة؟ مش عايزة اعطلك عن شغلك. 



هز رأسه يردف وعيناه عليها  : 



- مافي شي أهم منك هسا، بس عندي موعد بعد ساعة مع السمسار اللي رح يدلنا على مقر الشركة تبعنا، حلمنا قرب يصير واقع، بتعرفي أنا فرحتي كبيرة عشان داغر، تعب كتير ووقف حدي كتير وبدي اياه يفرح، بستاهل الفرح هالشب. 



توغلها خجلًا طفيفًا لذا تنهدت توميء مؤيدة وحاولت تغيير دفة الحديث المعني منه لتتساءل  : 



- يعني قربتوا تفتتحوا الشركة فعلًا؟ 



أدرك مراوغتها ولكنه تعمد أن يواجهها لذا أومأ يردف: 



- باقي وقت قليل، بس بدي منك تحكي مع داغر، مابيصير تزعليه يا دينا. 



تجهمت ملامحها ونطقت بحزن وعتاب  : 



- هو ليه كلكوا شايفين إني مزعلاه؟  أنا كل اللي طلبته إني اخرج اشتغل وده أبسط حقوقي يا صالح،  ولا انت كمان مستني نتجوز وتمنعني من الشغل؟ 



تحلى بالهدوء واعتدل يشبك كفيه ويجيبها برصانة: 



- لا أنا ما بساوي هيك، مش أنا الشخص اللي بيتمسكن ليتمكن، أنا إذا ما بدي شي بقول دوغري، لهيك أنا بتفهم داغر كتير منيح، لازم انتِ كمان تراعي خوفه عليكي وتفهمي ليه كان رافض. 



تذكرت لقاءها بـ لوتشو وخوفها منه لذا لم تجبه بل صمتت فاسترسل بتروٍ: 



- لا تفكري إنك رح تتنازلي إذا صالحتيه، بالعكس هاد أقل اشي بتعمليه مع أخو متل داغر يا دينا، صدقيني أنا أكتر انسان بيعرف قيمة الأخ منيح، أنا أخوي الكبير استشهد قدام عيني وكنت بتمنى الحقو،كان هو سندي واستاذي يللي بتعلم منه ،  لا تخلي العند يحسسك إنك كبرتي ومش بحاجة داغر، رح تضلي بحاجته مهما كبرتي بالعمر لإنه مستعد يضيع عمره عشانك  . 



كلماته جعلتها على وشك البكاء ولم تعلم كيف تواسيه، أدركت أنه يعاني وأنه يحمل في قلبه حزنًا كبيرًا لذا ازدردت ريقها ونطقت  : 



- ربنا يرحمه يا صالح، هو أكيد في الجنة، ماتزعلش. 



ابتسم بهدوء يوميء لها على مواستها التي تشببها، يجزم أن داخلها طفلة تعاند لتنتشل من الحياة طموحات كثيرة ظنًا منها أنها كبرت. 



زفر بحرارة يردف بنظرة ثاقبة وصارمة يخفي نبرته الآمرة بأخرى حنونة  : 



- الله يرحمه، والله يبارك بداغر، رح تصالحيه مش هيك؟ 



أومأت له مبتسمة فأشار لها نحو الطعام لتُكمل وجبتها ففعلت وهو أيضًا .



❈-❈-❈



بعد مرور يومان



اتخذ قراره وقضي الأمر لذا قرر أن يخبرهم به 



طلبهم فاجتمعوا في منزلهم، كالعادة جلست سها باستعلاء تطالعه وتنتظر حديثه ، تجاورها ابنتها تعبث بالهاتف ويقابلها شقيقها يماثلها أيضًا  . 



زفر أحمد بضيق وصاح آمرًا  : 



- اقفلوا الموبايلات واسمعوني  . 



زفرت ابنته ولكنها نفذت أوامره كما فعل شقيقها وانتبهوا له ليردف وعيناه تتفحصهم  : 



- أنا أخدت قرار مهم لازم تعرفوه  . 



عم الصمت لثوانٍ حاولت سها أن تستشف فيها ماهية القرار ليردف قاطعًا حبل توقعاتها  : 



- قررت ارجع مصر، وافتح شركتي هناك، وانتوا معايا. 



انتفضت ابنته تصيح بانفعال وتبجح  : 



- ثواني بس، قررت ترجع مصر؟ واحنا معاك؟ وإنت ازاي تقرر حاجة زي دي نيابةً عنا  ؟ 



استند بكفيه على المقعد ينظر لابنته بعمقٍ ليجد ابنه ينهض ويجاور شقيقته ليلوّح بيده قائلًا  : 



- لو عايز ترجع ارجع لوحدك إحنا مش هنسيب دبي  . 



أومأت شقيقته بينما التزمت سها الصمت تفكر وتركت ولديها يجابهانه لذا أردف أحمد بنبرة حازمة متمسكًا بقراره  : 



- اللي قلته هيتنفذ، كلنا هنرجع مصر في أقرب وقت. 



تصنم الولدان متعجبان من صرامته لينهض ويطالعهما مسترسلًا بأسفٍ كبير: 



- للأسف أنا بعدت عن بلدي وأهلي واختارتكم وفضلتكم عن كل حاجة، بنيت لكم مستقبل ماكنتوش تحلموا بيه، بس في المقابل مالقتش منكم أي احترام ولا تقدير، مافيش عندكم أي إحساس بالمسؤولية، ويمكن دي غلطتي، علشان كدة من هنا ورايح أنا هصححها، والقرار اللي اخدته مش هتراجع فيه، وبلاش تجبروني على تنفيذ قرارات تانية زي تعطيل ال Credit cards بتاعتكم، فكروا كويس في كلامي، لو حابين نتناقش ماعنديش أي مشكلة، أنا في مكتبي  . 



ألقى نظرة على سها التي تستمع بصمتٍ غريب ليس من عادتها ولكنها تفكر حقًا في مسألة العودة، وهل توافق أم لاء؟ 



تحرك يغادر إلى غرفة مكتبه وتركهم لذا نهضت تتوسط ولديها وتبتسم بمكر قائلة: 



- زي مانتوا شايفين، هو دلوقتي واخد قرار ومش هيسمع ولا هيتقبل رفض، يبقى ريلاكس خالص ونفكر كويس علشان نعرف هنتعامل معاه إزاي، لازم تفهموا أن العند دلوقتي مش هينفع معاه  . 



نظرا لها فعادت تبتسم لهما فتساءلت ابنتها: 



- بس يا مامي مستحيل نقبل بحاجة زي دي، يعني إيه نرجع مصر واحنا قضينا كل حياتنا هنا؟ وازاي هنتحمل نعيش في بلد زي دي؟ 



أجابتها بنبرة يتسابق فيها الخبث والتلاعب : 



- عادي ممكن نعتبرها رحلة سياحية، وهناك نقنعه ونرجع، يعني نخليه سفر مؤقت وهو بنفسه مش هيقدر يتحمل العيشة هناك، اوعدكم بده، المهم دلوقتي تهدوا خالص وتفكروا صح  . 



أومآ لها بقناعة فربتت على كتفيهما وتحركت تخطو نحو المكتب لتتحدث معه، اقتحمت دون استئذان، كان يجلس يتابع منشورات أسما باهتمام لذا توترت نظرته حينما رآها أمامه وأغلق حاسوبه واعتدل يردف  : 



- أظن ده اللي انتِ عايزاه، كنتِ حابة تنزلي مصر، خليني أقولك شكرًا إنك خلتيني أفكر في الموضوع بجد، فعلًا أحسن قرار إني ارجع بلدي وكفاية غربة لحد كدة. 



جلست أمامه تحدق به لبرهة من الزمن جعلته يتوتر ويتساءل مستفهمًا: 



- في إيه؟



سألته مباشرةً بشك  :



- عايز ترجع مصر ليه يا احمد؟ وإياك تكذب وتقول الكلام اللي قولته برا للأولاد، إيه اللي في مصر مخليك متحمس أوي كدة وعايز تسافر علشانه؟



زاد توتره وتجلى ذلك على جلسته ونظرته ليحاول إظهار ثباته ونجح في ذلك وهو يرنو منها ويقول قاصفًا جبهتها :



- نفس السبب اللي إنتِ نفسك ترجعي مصر علشانه،مش قولتي عايزة تشوفي أهلك؟ أنا كمان أهلي وحشوني،بلدي وحشتني وشايف إن كفاية كدة غربة،أولادي بقوا أغراب عني،لو مالحقتش المتبقي منهم هضيعهم،الأفضل ليهم وليا أننا نرجع ويكملوا حياتهم هناك.



انتقل التوتر إليها،هل حقًا يقصد ذات الأسباب التي لا يعلم مغزاها؟ أم أنه يعلم؟ هل وجد بديلة لها؟ والأهم هل يستطيع أحمد فعلها حقًا؟



نفى غرورها التفكير في الأمر لذا تجهمت ملامحها وظهر جنونها تجيبه بانفعال  :



- وانا مش هقبل تتحكم فينا وتاخد قرارات زي دي لوحدك، على الأقل لازم تشاركني،قلتلك إني عايزة أنزل زيارة مش أعيش هناك.



ابتسم بثبات جديد فبات يشبه شقيقه وحتى أنها لمحت ذات النظرة في عينيه ليردف بنبرة أكملت عليها  :



- لمدة 15 سنة ماشي بقراراتك ومصدق كل اللي بتقوليه،إلا إن أهلك وحشوكي،أنا عارفك كويس جدًا يا سها،علشان كدة ده القرار اللي مش هتراجع فيه، فهمتِ؟



جلست مشدوهة تطالعه بصدمة، تراه ينتمي لوالده،لشقيقه،لشموخ عائلة ذو الفقار، هل فقدت سيطرتها عليه؟ أم أن هناك خطبًا ما حدث؟ أم أن الماضي عاد لينبش في عقله  ؟ 



❈-❈-❈



عادت مارتينا إلى فرنسا ولم تمهل نفسها وقتًا للراحة بل قررت أن تهاجم ثائر الذي فضحها  . 



تخطو بين معارفهم بوجهٍ متجهمٍ وملامح متوعدة بالانتقام،  لقد أساء إليها بمنشوره، إعلانه الزواج من أخرى كان أكبر إساءة تعرضت لها لذا فهي اتخذت قرارًا بالانتقام وستعمل جاهدة على إعادته إليها وإلى فرنسا .



جلست في فرع المجلة المسؤول عنه، تعلم جيدًا كيف تفتح الأبواب المغلقة، فهنا بلدها ولا أحد يستطيع الوقوف أمامها سواه ولكن هذا كان في السابق أما الآن  ... 



فها هي تدون على صفحة المجلة مقالًا عنه لتثير جدلًا كتبت فيه: 



- ( ألا يجب أن يتعرض الكاتب ثائر ذو الفقار للمسائلة القانونية  ؟! لقد بات مشتبهًا به بعد إعلانه الزواج بامرأة مصرية وبحسب القانون الفرنسي لا يجوز التعدد، هذا أولًا ولكن الأهم هو التالي  .. 


كيف تجاوزت السلطات المصرية عن ماضيه السيء ضد بلده؟ كيف تبرءهُ بعد كل مقالاته؟ هل تم العفو عنه بمجرد اعتذاره وزواجه من مصرية؟  ألا يجب أن يضعوه داخل دائرة الشك؟ 


لقد عاش بيننا وتزوج من السيدة مارتينا ارتوا صاحبة السمو ونال منصبًا عظيمًا وحصل على مميزاتٍ كثيرة وكان لها الفضل في ذلك ، ثم ماذا؟ 


حتى نحن محرري المجلة نتعجب من أمره، لذا قررنا أن نجمع عدة تساؤلات، لن نقبل أن يستهين بنا ذلك الكاتب المصري الذي على مر سنوات تفاخر وتباهى بمجتمعنا، هل وقع حقًا في الحب كما يدعي  ؟  أم أنه رجلٌ مُستغل يجب أن يُسأل  ؟ ) 



انتهت وعلى الفور قامت بنشر المقال ولم تكتفِ بذلك بل قامت بترجمته للعربية ونشرته على صفحة المجلة العربية أيضًا، أرادت أن تضعه في مأزق الخلاص منه سيكون من خلالها فقط  . 



تم النشر بنجاح واستراحت على المقعد تبتسم متباهيةً بذكاءها ، ستنتظر عدة أيام ثم ستعود إلى القاهرة وستعمل جاهدة لتفتح عليه أبواب الجحيم من كل حدبٍ وصوب ولترى هل سيتمسك بتلك المصرية أم سيأتيها نادمًا طالبًا العفو  . 



❈-❈-❈



استعدا للسفر إلى الجونة وأخبرا الجميع برغبتهما في قضاء عطلة قصيرة بمفردهما ولكن كان عليها توديع صغيريها والتحدث إليهما لذا  ... 



جلست في منزل والدتها تتحدث إليها  ،  تخبرها وتخبر صغيريها بالمنزل الجديد الذي يجهزه ثائر لهم  . 



تساءلت منال بترقب  : 



- وهيخلص امتى يا ديما؟ 



أجابتها بهدوء ومراوغة باتت تستعملها بكثرة في الآونة الأخيرة  : 



- ممكن شهر بالكتير يا ماما، قوليلي هو داغر وبسمة هيخلصوا شقتهم امتى هما كمان؟ 



زفرت تجيبها بنبرة حائرة  : 



- مش عارفة يابنتي، طولوا أوي، بس علشان بيشتروا حاجتهم وفي نفس الوقت مشغولين بالمشروع بتاعهم زي مانتِ عارفة  . 



أومأت بتفهم ثم نظرت لمالك الصامت ودنت تقبل وجنته وتسأله بترقب  : 



- مالك يا قلب ماما؟  ساكت ليه كدة؟ 



تنهد الصغير بحرارة وأجابها بصدق وانزعاج  : 



- يعني يا ماما هتسافري تاني؟ ولسة هتفضلي بعيدة عننا شهر؟ طب ليه مش بتيجي تعيشي معانا هنا  ؟ 



تنفست بعمق تتحلى بالهدوء وأجابته بصدق  : 



- أنا قاعدة هناك في بيت أهل ثائر فترة مؤقتة، وانتوا كمان قاعدين هنا مع تيتة فترة مؤقتة، صدقني الوقت اللي عدى كتير والوقت اللي باقي قليل جدًا وبعدها مش هنبعد عن بعض تاني إن شاء الله، هتفضلوا في حضني إنت واختك علطول. 



تساءل بفضول وترقب  : 



- ومعاذ هيبقى معانا  ؟ 



أومأت تؤكد  : 



- طبعًا  . 



ابتسم مالك بحماس وهللت رؤية التي استمعت للحديث حيث كانت ملتهية باللعبة الجديدة التي ابتاعتها لها ديما  . 



تنهدت بارتياح وعادت تنظر لوالدتها وتتساءل بترقب  : 



- أخبار دينا ايه يا ماما؟ عاملة ايه مع صالح  ؟ 



زفرت منال وبدت منزعجة تجيبها  : 



- حلوة يا حبيبتي بس لسة هي وداغر زعلانين. 



شهقت ديما تردف بصدمة  : 



- معقول؟ دانا قولت اتصالحوا تاني يوم علطول، ليه كل ده؟ 



هزت كتفيها تجيب  : 



- ماعرفش يا ديما،  هي غلطانة أوي بس داغر بردو مصدرلها الوش الخشب، حاولت تكلمه من يومين ولقيته صدها، قعدت تعيط وحاولنا أنا وبسمة نهديها وبسمة اتكلمت معاه بس هو منشف دماغه. 



تجهمت ملامحها واعتدلت تردف بشرود  : 



- هتكلم معاه  . 



لكزتها منال تردف برفض  : 



- لاء ماتتكلميش وخليكي في سفرك ومع جوزك، سبيه هو بيعمل كدة علشان تتعلم ماتغلطش، انتِ عارفة دينا عنيدة ولسانها طويل شوية، سبيهم هيتراضوا وخليكي انتِ في رحلتك  ،  هتمشوا امتى؟ 



زفرت بعمق وأجابتها  : 



- يعني ممكن بعد العشا ان شاء الله، هنسافر بالعربية. 



- تروحوا وترجعوا بالسلامة يارب 



قالتها منال لتطالعها ديما بشرود و المهمة تجول في خاطرها لذا نطقت بمغزى عميق  : 



- ادعلنا يا ماما  . 



❈-❈-❈



تم عقد القران اليوم بناءًا على رغبته بالطبع 


وبعد تجهيزات بسيطة.


تمنت رحمة لو حضر شقيقها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.


أليس هي من تهاونت في دينها ؟ وشرفها ؟  أليس هي من خانت ثقتهم  ؟ وخالفت وعودها؟  


ذهبت لتتعلم وعادت فاقدة العلم والهوية.



أحيانًا يسعى الأهل جاهدين ليرفعوا من شأن أولادهم المنبهرين بالتطور الغربي ، ذلك التطور الذي جعلهم يغضون الطرف عن أصلهم وأعرافهم حتى تكونت لديهم قناعة بأن الالتزام رجعية والتحلي بالأخلاق تخلف والحياء والاحتشام كبتًا للحرية وضياع الهوية.



حينها يكون التعاطف جريمة،من ظن أن العدل لا يقام على الأرض فهو مخطئ، تريد عدلًا إذًا إزرع وارعَ بذرتك وأعطها حقها وإلا لا تنوح باكيًا بمظلوميتك حينما تجني ثمرةً فاسدة  ، وعلى الباغي تدور الدائرة  .



دلفا المنزل ومعهما الصغير في عربته التي يدفعها توماس  ،  أغلق الباب وترك الصغير واتجه إليها يقف قبالتها وينطق مباشرةً بمغزى خبيث  : 



- عيناكِ حزينة، مابك؟ 



تعلقت عينيها به وابتسمت حيث ظنته اهتمامًا لذا أجابته توضح  : 



- تنميت لو حضر فردًا من عائلتي ، أخي رفض دعوتي، وخشيت دعوة جيراني فيرفضون هم أيضًا. 



رفع يده يملس على وجنتها ويبتسم هامسًا بخداع  : 



- حسنًا لا داعي للحزن  ، دعينا ندعو الجيران غدًا لتناول العشاء  ، ثم بعدها سآخذكِ في رحلة ممتعة وحينما نعود أعدكِ سأتحدث مع شقيقك ثم سنرحل إلى فرنسا سويًا. 



بهيام بالغ تطلعت عليه وأجابته بنبرة مسحورة  : 



- أنا أحبك جدًا توماس  ،  أنت حقًا رجلٌ رائع ،  شكرًا لك  . 



ابتسم ونظر لملامحها الجميلة التي تمتاز بها  ، وسمح لنفسه أن يتمتع بها لذا مال يقبلها بطريقته الهجومية فاستسلمت وولته أمرها فاتخذها سبيلًا يسلكه بمهارة ليصل إلى غايته ، لم يعِقهما صغيرهما النائم في عربته بل تركاه وتحركا نحو غرفتها ،يقودها بهيمنة وتنقاد خلفه بعقلٍ مغيب ومشاعر مخدرة . 



❈-❈-❈



جلست دينا في الشركة تباشر العمل كالعادة، مؤخرًا باتت ساكنة، حزينة، تأكدت أنها كسرت شيئًا يصعب إصلاحه بينها وبين شقيقها الذي أبى أن يتحدث معها، لأول مرة يرتدي قناع القسوة ولولا وجود صالح حولها لدلفت في نوبة اكتئاب وصدمة من ردة فعله الجديدة. 



نظرت في هاتفها فزفرت وفكرت هل تهاتف صالح ليأتي ويتناول معها الطعام كالعادة؟ ولكنه أخبرها صباحًا أن لديه عملًا هامًا خاصةً وأن داغر وبسمة يتسوقان يوميًا لشراء مستلزمات منزلهما . 



تنهدت ونهضت تتجه نحو الخارج وتردد داخلها إن أراد صالح أن يأتي فسيأتي دون اتصالها ، وبالفعل تفاجأت بهاتفها يعلن اتصالًا منه لذا توقفت مكانها وظهرت ابتسامتها تجيبه : 



- أزيك يا صالح ؟ 



نبرتها أكدت له أنها تنتظره لذا أردف بحبٍ وترقب : 



- أنا هسا وصلت عند الشركة، راح استناكي بالكافتيريا . 



انتعش قلبها وأومأت تجيبه وهي تتحرك : 



- حاضر، هنزل حالًا . 



أغلقت معه وأكملت خطاها حيث المصعد ولكنها تفاجأت ببابه مفتوحًا فتعجبت والتفتت لتجد موظفة إرشاد للطابق فسألتها : 



- هو الاسانسير عطلان ولا إيه؟ 



أومأت لها تجيب : 



- أيوة حصل عطل مفاجىء وبيصلحوه، دقايق بس وهيشتغل، لو انتِ مستعجلة ممكن تستعملي أسانسير المخازن اللي في آخر الممر أو السلم . 



أومأت لها بتفهم وتحركت نحو المصعد الآخر والذي لا يُستعمل كثيرًا فهي لا تفضل استعمال السلم نظرًا لعلو الطابق . 



استقلت المصعد وضغطت على الطابق الأرضي ليغلق بابه وتشعر بانقباضة لا تعلم مصدرها لذا حاولت التقاط نفسًا كبيرًا . 



ثوانٍ فقط وفتح باب المصعد وكادت أن تخرج ولكنها تفاجأت بوجهٍ تعرفه يظهر أمامها وقبل أن تستوعب رفع يده يكمم فمها وأنفها بمنديل قطني مغمورًا بمادة مخدرة . 



حاولت أن تصرخ أو تنتفض ولكن صوتها خرج مكتومًا وحركاتها تم تقييدها بواسطة ماجد الذي صب كامل قوته في سحبها لتغيب عن الوعي بعد ثوانٍ من المعافرة . 




سحبها نحو مخرج الطوارئ الخلفي وأدخلها سيارته وأغلق الباب واتجه يستقل الجهة الأخرى ويغادر سريعًا إلى وجهته بعدما قام بدفع رشوة مناسبة كي يتم تعطيل الكاميرات . 




❈-❈-❈




جلس صالح ينتظرها لتمر دقائق شعر فيها بالقلق لذا رفع هاتفه يطلبها وبالفعل أعطاه رنة واحدة قبل أن يقفل الاتصال . 



تعجب وظنها قريبةً منه لذا التفت يبحث عنها حوله فلم يجدها فعاد يطلبها مجددًا ولكنه صُدم حينما وجده مغلقًا . 



شعر بوخزة تستهدف قلبه ونهض منتفضًا يدخل الشركة ويبحث عنها بعينيه وحينما وجد المصعد مفتوحًا استعمل الدرج، يصعد راكضًا وأنفاسه تلحقه طابقًا تلو الآخر حتى وصل إلى الطابق المنشود وتحرك يهدر أنفاسه ليقف أمام موظفة الإرشاد ويسألها بترقب : 



- مكتب آنسة دينا الصابر وينه ؟ 



نظرت لهيأته وتوترت تجيبه : 



- هو من هنا بس هي نزلت من دقايق . 



وقف أمامها مترقبًا يستفسر : 



- نزلت كيف ؟ 



أشارت له نحو الممر توضح : 



- استعملت اسانسير المخازن . 



تحرك على الفور نحو المكان الذي أشارت إليه وعيناه تبحث عنها حتى توقف أمام المصعد يضغط على الزر ليمر ثوانٍ كانت كساعات بالنسبة له حتى فُتح المصعد فاستقله وضغط الطابق الأرضي ويتمنى أن تكون عالقة أو ضلت طريق الخروج ولكن عقله يخبره أنها ليست طفلة، وأن هناك أمرًا سيئًا قد حدث . 



وصل وخرج يبحث عنها وينادي بصوتٍ حاد باسمها ولكن دون جدوى . 



وقف ودارت الأرض من حوله ثم عاد يكرر الاتصال بها ومجددًا مغلق، لتقفز في رأسه متابعة الكاميرات لذا أسرع على الفور يسأل أمن المكان عن مكتب المراقبة .



❈-❈-❈



انتهت للتو من جمع أغراضهما وأغلقت الحقيبة ووقفت تلتقط أنفاسها قليلًا وتفكر وتدعو أن يحققا هدفهما وتمر الرحلة بسلام . 



كان في الخارج يتحدث مع والديه ومعاذ بعدما عاد من لقائه مع رشدي الذي أخبره بمكان الفندق وقائمة الزوار المهمين الذين سيزورون الجونة خلال الأسبوع المقبل ، من المؤكد أن الهدف هو واحدٌ منهم . 



لم يكن القبض على الضابط الخائن وتأديبه أمرًا شاقًا ولكن الخطة أكثر تعقيدًا، والمطلوب أكثر خطورة. 



دلف الغرفة فوجدها تقف شاردة أمام خزانتها، لم تنتبه له لذا تقدم منها وعانقها يهمس: 



- بتفكري في إيه ؟ 



ابتسمت تجيبه على الفور : 



- فيك طبعًا . 



- كدابة. 



نطقها مداعبًا فالتفتت تقابله وتنظر في مقلتيه بعمق ثم تنهدت وأجابته مستفسرة : 



- تفتكر توماس هيصدق إنها صدفة زي ماحصل في المطعم ؟ أكيد هيعرف يا ثائر . 



أدرك خوفها فرفع يده يزيح خصلتها المتمردة ليتسنى له لمس وجنتها بأريحية ثم أجابها بهدوء وعينيه تسافر عبر ملامحها : 



- إحنا هنحط في حسابتنا إن توماس ماصدقش مقابلتنا في المطعم وشاكك أنها مش صدفة، وبالتالي هيشك طبعًا في وجودنا في الجونة، المطلوب مننا إننا نحاول بقدر الإمكان نحجم شكه ناحيتنا، وده هيتم بقدرتنا على خداعه، وهقولك إزاي. 



ارتعشت أسفل لمساته التي تأسرها لتسأله باهتمام وترقب : 



- إزاي؟ 



لم يعد يسمع سوى نداء مشاعره خاصةً وهي تقف بين يديه بهذا الكم من النعومة والأنوثة لذا انحنى يحملها بين يديه فجأة وحينما كادت أن تتحدث أغلق شفتيها بخاصته يقبلها ويتحرك بها نحو فراشهما ليشرح لها كيفية الخداع الاستراتيجي للمشاعر . 



❈-❈-❈ 




وقف مشدوهًا والغضب يعتليه حيث لم يقبل أمن الشركة دخوله إلى مكتب المراقبة لذا لم يجد بدًا من الاتصال بداغر وإخباره . 



تلقى داغر الخبر كسقوط مبنى فوق رأسه، يحتمل أقسى الصدمات إلا صدمة فقدان ابنته، نعم ابنته مهما اخطأت ومهما فعلت . 



يقود سيارة بسمة قيادة لامنطقية، عقله على حافة الجنون وجميع السيناريوهات السيئة تجمعت أمامه الآن، يحاول الاتصال بها وبرغم تكرار جملة ( الهاتف مغلق) إلا أنه لا يستوعب ما يعيشه.. 



تجاوره بسمة تعيش حالة من التشتت وتفكر هل أذاها ذلك اللوتشو؟ هل تعرض لها؟ 



لم يمر دقائق حتى وصل أمام مبنى الشركة ليترجل على الفور متجاهلًا كل شيءٍ أمامه، تتبعه بسمة حتى وصلا إلى مكتب المراقبة ليجدا صالح . 



انقض على الأمن يردف بنبرة صلدة مخيفة : 



- افتح الكاميرات . 



نظر الرجل لبسمة التي أومأت له فأعاد تشغيل كاميرات المراقبة ليتفاجآ بتعطيل مراقبة الجزء الخلفي الخاص بالمخازن . 



صرخ داغر بعنف اهتز على أثره كل إنشٍ بجسده : 



- مش ظــــــاهــــرة لـــــــــــيه ؟ 



أجابه الأمن بتوتر حيث يجاهد ليبدو هادئًا : 



- تقريبًا حصل فيها عطل، أنا مشيك عليها بنفسي الصبح وكانت شغالة تمام . 



قبض داغر على تلابيبه يطالعه بنظرات مرعبة ويردف بتوعد : 



- الكلام ده مش عليا أنا يا روح امك ، انطق يالا اختي فــــــــــــين ؟ 



هز الرجل رأسه ونطق حينما لم يجد من يعصم داغر عنه : 



- ماعرفش يا باشا صدقني . 



كاد أن يعتدي عليه بالضرب ولكن بسمة نطقت بخوفٍ شديد : 



- داغر استنى، فيه حاجة لازم تعرفها . 



نفضه بحدة والتفت يخطو نحوها يطالعها بنظرات جنونية فتابعت : 



- لوتشو جه الشركة هنا وشاف دينا . 



صُدم صالح ولكنه أسرع يقف أمام داغر الذي لا يستوعب ما يسمعه منها لينطق مستفهمًا : 



- قولي تاني كدة ؟ لوتشو ؟ جه هنا؟ وشاف دينا؟ وانتِ خبيتي عليا ؟ 



سقطت دموعها ونطقت بحسرة وندم : 



- أنا أسفة . 



منع نفسه بصعوبة بالغة من ارتكاب خطأ يندم عليه طوال حياته، ولكن الشياطين تتلاعب بعقله الآن لذا تحرك مع صالح نحو الخارج يستقلان سيارة ويقودان نحو شركة لوتشو . 



وقفت مشتتة تحاول جمع أفكارها لذا التفتت إلى رجل الأمن تطالعه بنظرات ذات مغزى ثم رفعت سبابتها تهدده : 



- اللي حصل ده مش هيعدي كدة ، نلاقي دينا الأول وبعدها لو عرفت إنك مسؤول عن تعطيل الكاميرات صدقني مش هكتفي بطردك من هنا . 



تحركت نحو الخارج تستقل سيارتها تتبعهما وتتمنى أن يجدوها في أسرع وقت . 



❈-❈-❈



لم يكن ليختار مكانًا ما هكذا ، طوال الفترة الماضية كان يخطط لهذه اللحظة والأهم للمكان الذي لن يصل إليه أحدٌ . 



لم يبخل بالإنفاق على خطته لأنه يدرك أنه سيجني أضعافًا مضاعفةً . 



جلس يتأمل هذه النائمة ويبتسم ، يشعر أنه الآن يقبض على عنق داغر بكل أريحية ، يجزم أنه يرى تخبطه وجنونه في هذه اللحظة وهذا يجعله منتشيًا بفخرٍ وتباهٍ بما فعله . 



كاد أن يهاتفه ولكنه سينتظر قليلًا فقط ، ليجعله يتخبط أكثر، ويجن أكثر فأكثر . 



❈-❈-❈



في هذا الوقت وصل داغر وصالح إلى مبنى الشركة الصينية . 



ترجلا وكادا أن يقتحماها ولكن منعهما الأمن فصرخ داغر بجنون : 



- ابعدوا عني ، اختي فــــــــــــين يا لوتشـــــــــــو . 



لم يسمحوا لهما بالعبور فظل يصرخ باسم لوتشو الذي ظهر من خلف حراسه يطالعهما بتعالٍ ثم تساءل : 



- لِم تصرخ أمام شركتي ؟ قف باحترامك . 



تأهب صالح واشتعلت نظراته وكاد داغر أن يهجم عليه ولكن يمنعه الأمن فعاد يسأل بهياج : 



- أختي فين ، انطق دينا فين وإلا هوديك ورا الشمس . 



تعجب لوتشو وتساءل باستفزاز : 



- هل هربت دينا ؟ كنت أتوقع ذلك مع أخٍ متسلط مثلك . 



صاح صالح بهياج : 



- اخرس ولا تحكي عنه نص كلمة وإلا بفرجيك ، وينا دينا ؟ 



ضحك لوتشو ساخرًا ووضع كفيه في جيبيه أمامهما ليزيد من جنونهما القائم بالفعل . 



جاءت بسمة من خلفهما وحاولت الاقتراب من داغر وتهدئته لذا نادته بخوفٍ : 



- داغر لو سمحت اهدى ، هنلاقيها أكيد . 



التفت يحدجها بنظرات حممية وصب غضبه عليها ينطق متوعدًا : 



- هلاقيها يا بسمة، وبعدها هحاسبك على اللي عملتيه . 



التفت يطالع لوتشو ويهدده بسبابته وبنظراته ثم نزع نفسه يسير على قدميه بغير هدى. 



تبعه صالح الذي يشعر بالعجز مثله فوقفت بسمة لا تعلم ماذا تفعل وهي تراهما يبتعدان ليأتي لوتشو من خلفها ويتساءل باهتمام : 



- هل اختفت دينا حقًا ؟ 



التفتت تطالعه بترقب في محاولة منها لتستشف مكره ولكنه كان ثابتًا ينتظر جوابها فلم تجِبه بل تحركت تغادر وتلحق بداغر وصالح . 




❈-❈-❈




بدأت تعود لوعيها ، كانت تتخبط في دوامة من الأفكار السيئة حتى ظنت أنها ترى كابوسًا. 



حاولت أن تتململ ولكنها تشعر أنها مكبلة، هناك ما يمنع يديها وساقيها عن التحرر. 



فتحت عينيها ببطء تتمنى أن ترى غرفتها ولكنها صعقت حينما وجدت نفسها ممدة ومقيدة على فراشٍ غريب وسط غرفة غريبة عنها.. 



أصابتها حسرة كادت أن تقضي عليها لذا باتت تتلفت برأسها باحثةً عن منجد فلم تجد لذا تعالت شهقاتها وحاولت أن تنطق لتجد أن فمها مكممًا بفعل لاصق يحجب صوتها . 



باتت تنتفض وتشهق وتحاول تحرير نفسها دون جدوى، حتى حينما حاولت الصراخ لم تستطع لذا أصبحت عينيها هي فقط المحررة فباتت تذرف الدموع الحارقة وداهمها الخوف من كل ركنٍ في هذه الغرفة . 




دلف ماجد بعدما استمع لصوتها، يطالعها ويضحك فطالعته بجحوظ وظلت تنتفض ولكنه اقترب منها ورفع حاجبيه يردف بنبرة جليدية أرعبتها : 



- تؤ تؤ تؤ تؤ ، ماتحاوليش علشان مش هتعرفي، هتأذي نفسك أكتر، كلها يومين بس أخوكي يعملي اللي أنا عايزه ساعتها هتروحي سليمة، مانفذش المطلوب منه وقتها بقى يبقى هو فعلًا حكم عليكي بالإعدام . 



توقف جسدها عن المقاومة وحدقت به برعبٍ اجتاح كل إنشٍ بها ليبتسم ويتابع بإيماءة : 



- برافو عليكي ، طلعتي بتسمعي الكلام عنه، هنشوف بقى هو مهتم بيكي ولا بمصلحته هو. 



بات قلبها ينادي بصوتٍ لا يسمع اسم شقيقها الذي استشعر نداءها على الفور لذا توقف مكانه فتعجب له صالح يسأله . 



لف نظره يطالعه بعجزٍ أصابه ، وأتت بسمة تحاول الاقتراب منه فلم يمانع، بل انعزل عنهما بحواسه يلتفت حوله بضياع وكل ما يستحوذ على عقله هو أنها بحاجته الآن، تناديه، خائفة، وحيدة. 



ليصيح بصوتٍ جهوري : 



- يــــــــــارب ، اختي يــــــــــــــارب .


يتبع...

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


 

تعليقات

التنقل السريع