القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية خيانه الفصل السابع 7بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات

 


رواية خيانه الفصل السابع 7بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات 



رواية خيانه الفصل السابع 7بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات 





الفصل السابع



كانت ريم تسير بخطوات سريعة، وعينيها تنقلبان في كل اتجاه بحثًا عن شيء يخفف عنها شعور القلق الذي يلازمها. فجأة، سمعت خطوات خلفها، فزاد خوفها، فصارت تسرع في خطواتها، ثم التفتت إلى شارع آخر.



لكن، للأسف، كان هناك اثنان يبتسمان لها بشراسة، بينما كان الآخران وراءها، مما جعل قلبها يرفرف في صدرها خوفًا.



تمنت في تلك اللحظة أن يكون هناك من يساندها، يمنحها الشعور بالأمان.



لم تكد تمر لحظات حتى اقترب منها الرجلان وأمسكا بها، بينما كان الآخرون يحاولون الاقتراب منها. شعرت بالذعر، وكل ما كان في قلبها هو أن تستنجد به. "عمررررررررررو!"، هتفت باسم زوجها، لكنها شعرت بالعجز. بدا أن الجميع بعيدون عنها، ووقع ما لم تكن تتوقعه.



بعد تلك اللحظات، التي بدت وكأنها دهرًا، انفصلت عن العالم حولها، وعينيها متشبثة بأمل واحد فقط، أن يكون هو هناك في اللحظة التي تحتاج إليه.



استفاقت فجأة، مفزوعة، وقد تصبب عرقها. قلبها كان ينبض بسرعة، وعقلها يعيد ما مر به في الحلم، 



الذي يتكرر بشكل مرعب جعلها تكره الليل والنوم 


ظلت جالسه تضع يدها علي قلبها كأنها لا تزال في تلك اللحظة. نظرت حولها، تحاول أن تتأكد أنها في مكان آمن، وأخذت تردد الدعاء، تطلب من الله أن لا ترى هذا الكابوس مرة أخرى.



أمسكت بهاتفها بسرعة، وأجرت مكالمة مع صديقتها جنه.



"ألو، جنه، حبيبتي، أخبارك إيه؟"



أجابتها جنه بابتسامة في صوتها: "أنا تمام الحمد لله، ماتقلقيش عليا. بس لسه صاحيه من النوم."



ردت ريم، مبتسمة بحزن: "الله يبارك فيكِ يا حبيبتي، الحمد لله." وأنهت المكالمة.



ظلت في غرفتها لفترة طويلة، لا تخرج منها إلا في المواعيد التي يخرج فيها هو من المنزل. 



 تتناول طعامها في المطبخ بين الخدم، تشعر بأنها استعادت جو الأمان العائلي.



تحدثت إلى إحدى الخادمات: "بصي يا هبة، خلّي بالك قبل ما يرجع تكوني خلصتي مذاكرتك ."



ردت هبة بتفهم: "ربنا يخليكي لنا يا هانم، ."



ابتسمت ريم، وقالت: "أنا مش هانم، أنا ريم، أنتم عيلتي الجديدة."



في تلك اللحظات، استدارت ريم لتجد عمرو، الذي دخل فجأة في المطبخ. كان يبدو غاضبًا بعض الشيء.



"إنتي هنا ليه؟" سألها بحدة.



قالت ريم، محاولة أن تبقى هادئة: "كنت زهقانه شوية، قولت اتعرف علي المكان لحد ما وصلت المطبخ "



قال عمرو بنبرة حادة: "ماشي، تعالي معايا."



ساروا معًا حتى وصلوا إلى غرفة الطعام، حيث جلس عمرو وقال: "بكره أصحابي جايين عندي. بس بما أن مرات خالد صديقتك هتيجي معاه، ومالك هيجيب مراته، هتكوني مع الحريم في جوه ."



نظرت ريم إليه. قالت بتردد: " ينفع أعزم هاجر؟ هي وحشتني."



نظر لها عمرو، ثم أجاب: "مافيش مشكلة. أعزميها، ."



ابتسمت ريم، وشكرته، ثم قالت: "ممكن أطلع أكلمها؟"



أشار عمرو لها بالإيجاب: "طبعًا، اتفضلي."


❈-❈-❈


قامت ريم بالاتصال بهاجر، ولم تلبث أن سمعت صوت هاجر الحماسي يجيبها بفرح:



"جميلة الجميلات! ألف مبارك يا قلبي! وحشتيني جداااا!"



أجابتها ريم بفرحة، وإن كانت تحمل في قلبها بعض الحزن: "وأنتوا كمان وحشتوني جدا. خلي جنه تيجي معاكِ، مش مع خالد. هستناكم بكره من بدري، أنا بقولكِ أهو!"




❈-❈-❈



في منزل مالك:



 يجلس في المكتبه، ويبدو عليه الضيق الشديد. رفع صوته وهو يتحدث مع سالي:



"أنا مش عارف إنتي مصممة تيجي معايا ليه. هتستفادي إيه؟ ما خالد اتجوز قبل كده، مارحتِش. وقبله مختار!"



ردت سالي بصوت يحمل حقدًا: "عايزة أشوف العز اللي هتعيش فيه، واحدة زي دي، وحرمت بنت خالتي منه."



تحدث مالك بغضب شديد، وكأن صبره قد نفد: "إنتِ اتجننتِ ولا إيه؟ مالها دي؟ على الأقل هي



 أحسن من بنت خالتك بتاعة السهر والحفلات. هي أصلاً ما تنفعش تكون ست بيت! وأنا ما عدش عندي استعداد أتحمل وضعك أكتر من كده.



 قرفت منكم ومن كبريائك أنتي وأهلك، كأنكم من عجينة، والناس كلها من عجينة تانية خالص. شوفى، هاخدك معايا بكره بس. أوعدك، لو حصلت حاجة تخسرني صاحبي، هتبقى دي آخر غلطة ليكِ، وكل واحد فينا يروح لحاله."



سالي، وقد بدأ عليها التوتر، قالت بصوت منخفض: "قصدك إيه؟"



مالك بحدة وحنق: "إنتي فاهمة قصدي، يا سالي، وعارفة أنا اتحملتِكِ أنتي وأمك قد إيه. ده آخر صبري."



❈-❈-❈



في اليوم التالي، مع ريم وصديقاتها:



صرخت الثلاث فتيات، وهن يحتضن بعضهن بفرح شديد. كانت ريم بينهم وقد بدت وكأنها قد مرت عليها سنة كاملة من الحزن، رغم أنها كانت أيامًا قليلة فقط.



قالت واحدة منهن بحماس: "ريم، يااه، أخيرًا! كأني بعدت سنة مش كام يوم. تعالوا نقعد جنب البسين ونحط رجلينا في الميه."



جنه، وهي تبتسم بابتسامة واسعة، قالت بفضول: "طمنيني، عاملة إيه؟ والكائن اللي متجوزاه ده عامل معاكي إزاي؟"



ريم، التي كانت تخفي وراء كلماتها الكثير من الألم، أجابت بضحكة خفيفة: "كائن اسمه عمرو، يا جنه. عمرو، بطلي بقى أسلوب البهايم ده!"



هتفت هاجر بحب وعاطفة: "وحشتيني يا ريم."



ريم، وقد تأثرت، أجابت: "وأنتي أكتر يا حبيبتي."



جنه، وقد لاحظت شيئًا غريبًا في ردود فعل ريم، قالت مستغربة: "شوفي المجنونة، وافقت على العريس؟"



ريم، وهي تشعر بصدمة، نظرت إليها بعيون واسعة وقالت: "ده بجد؟"



هاجر، بحزن، أجابت: "أه."



هتفت ريم بعتاب، وقد اختنق صوتها: "ليه كده يا حبيبتي؟ إزاي ترتبطي بواحد، وقلبك ملك واحد تاني؟"



هاجر بحزن شديد، وقد شعرت بمرارة كبيرة: "عايزاني أعمل إيه؟ عايشة عمري بحب واحد مش شايفني ولا حاسس بيّ. حرمت نفسي من كل حاجة عشان أعيشها معاه، وهو شايفني البنت الصغيرة اللي كانت بتقعد على رجله. وكل شوية يجيبلي عريس. 



مسحت دموعها وقالت: "أنا تعبت، تعبت منه ومن بابا ومن قلبي. كل حاجة تعباني."



ضمّتها ريم إلى صدرها وهي تبكي، وقالت بحنان: "حبيبتي، سلامتك من التعب."



لكن هاجر أكملت، وقد كانت دموعها تبلل كلماتها: "ما فيش أصعب من إنك تكوني ولا حاجة في حياة إنسان، هو ليكِ كل حاجة."


نظرة لها ريم بوجع خفي فهي تعيش نفس قصتها وتشعر بنفس المها لكن رغم ذلك لم تظهر غير الحنان وهي 


تشجعها بإصرار وحب: "اعملي اللي يريحك، يمكن ربنا يبعتلك اللي يطيب خاطرك ويقدر ينسّيك."




---


اتصل آدم على هاتف خالته، وعندما تلق الرد، سألها بضيق:



"أزيك يا خالتي؟ أومال هاجر فين؟ ليه مش بترد على تليفونها؟"



أجابت صباح بصوت هادئ:


"عند ريم."



أجاب آدم بعصبية:


"طب ليه ما قالتش؟ وأيه يمنعها إنها ترد عليا؟"



صباح بهدوء:


"ممكن تكون مش سمعاه، ما أنت عارف لما الـ 3 بيتلموا على بعض، بينسوا الدنيا. وبقالهم أسبوع بعيد عن بعض."



أكمل آدم بغضب:


"طيب عرفيها إن العريس وأهله جايين يوم الثلاثاء. مش عايز جنان زي كل مرة، يجيلها عريس."



صباح:


"ماتقلقش، دي أول مرة توافق، فأكيد مش هتعمل حاجة."



أدم، وهو يخفي اختناقه مما يحدث، قال بمرارة:


"ربنا يستر من جنانها اللي ظهر على كبر ده."


❈-❈-❈



مالت جنه على أذن هاجر وهمست:



"شكل ريم حزينه أو في حاجة مضايقاها."



هاجر نفت ذلك بحزم:


"لا، هي كويسة ومبسوطة جداً. البنت عندها الخدم، ورغم كده، وقفت وعملت الأكل بنفسها من فرحتها بينا. عايزة إيه أكتر من كده؟ اهدي بقي."




❈-❈-❈



أتت سالي، فاستقبلتها ريم بابتسامتها العذبة، وجلسوا على السفرة لتناول الطعام.



هاجر، بلهفة، قالت:


"منحرمش منك يا ريمو. البشاميل تحفة! ده وحشني جداً والله."



ريم، مبتسمة:


"بألف هنا بس، واحشك أمتى؟ أنا كنت عاملاه قبل الفرح بيوم، لحق يوحشك."



سالي، بنظرة متعالية، قالت:


"طب، هو أنتي العاملة الأكل ده؟"



ريم، بطيبة:


"أه طبعاً، أغلى الناس عندي، لازم أعمل كل حاجة بإيدي."



سالي، بتعالي:


"والخدم دول لازمتهم إيه؟"



ريم:


"عادي، أنا بحب أشارك، وفي حاجات معينة بحب أعملها بإيدي."



جنه، وهي تشير إلى سالي:


"شكلي هقوم أجيبها من شعرها اللي فرحانة بيه . هي بتكلمها بتكبر ليه كده؟"



هاجر، بهدوء:


"شايفة نفسها يا اختي! بس اهدي، أنت يا وحش جوزها صاحب جوزك، مش عايزين خساير."



جنه، بغضب ولامبالاة:


"والله لو طولت في طريقتها دي مع ريم، لوريها مقامها."




---



انتهى الغداء على خير، شكرها الجميع على الطعام و مقابلتها الجميلة، إلا سالي التي لم تهتم بإلقاء السلام وخرجت جوار مالك في صمت.



رجع كل واحد إلى بيته، ومضت الأيام على ريم حزينة ومملة، كانت تقضي غيابه بين الخدم في المطبخ وغرفتها، وعند وجوده تستقر في غرفتها.




❈-❈-❈



في مساء يوم جديد:



 تجلس ريم في الحديقة، تحمل بين يديها كوب كاكاو ساخن، شاردة في حياتها البائسة. لقد توقعت أن تعيش حياة زوجية هادئة، وزوج يحبها يتلهف للود والقرب منها، يضمها ليلاً، يتشاركان مشاهدة أحد الأفلام الرومانسية.



 لكن الواقع كان أبعد ما يكون عن خيالها. حياة زوجية مفككة، وزوج يكره رؤيتها أو حتى الجلوس معها.



مسحت بيدها دمعة فاره من بين أهدابها الطويلة الجميلة، لتسمع خطوات قوية تقترب من مكان جلوسها.



عاد في المساء، لاحظ جلوسها في الحديقة. توجه إليها بخطوات قوية، ورغم حزنها ووجع قلبها من بعده ووحدتها، لم تستطع منع لهفتها وفرحة قلبها عندما رأته يتوجه نحوها.




هتف بصوت رجولي جذاب رغم حدته:


"قاعدة كده ليه في البرد ده؟"



أجابته دون أن ترفع عينيها:


"كنت زهقانة من الأوضة، نزلت شوية أغير جو. محتاج حاجة؟"



تأملها بنظرة خاطفة ثم تحدث بهدوء:


"لو ممكن قهوة."



وقفت وهي تستعد لتلبية طلبه، لتعود له بنظرها



 وهي تسأله:


"ممكن أعملك عشاء خفيف لو تحب قبل القهوة؟"



هتف بغضب:


"إسمعي الكلام يا ريم، وبلاش مناهدة."



هل ناداها باسمها؟ هل لفظ اسمها بتلك الروعه ؟


هامت في اسمها الذي خرج من بين شفتاه ؟



لكن، لم يترك لها وقتاً للتفكير، إذ أكمل قائلاً:


"أنا لو كنت محتاج أتعشى، كنت طلبت."



تحركت بسرعة إلى الداخل، بينما عيناه تتابعها بمشاعر لا يستطيع تحديدها. هل هي حب؟ إعجاب؟ أم شفقة؟



لام نفسه على تفكيره، وذكر نفسه أن كل أنثى خائنة بأشكال مختلفة، وأنه يجب ألا يسمح لقلبه بالتدخل في علاقته بها.



هو دائماً يقتل مشاعره و يخدر قلبه حتى يحميه من الوقوع في فخ الحب مثل الآخرين.



عادت بعد وقت قصير، تحمل صينية عليها بعض سندوتشات وكوب عصير وفنجان من القهوة،



 وضعتها على الطاولة أمامه دون أن تتكلم.



رفع عيونه وهو يهتف:


"إنتِ مش بتسمعي الكلام ليه؟"



جلست مرة أخرى في مكانها، وقالت:


"أنا جبت طلبك وجبت حاجة خفيفة يمكن تكون جعان. ولو مش حابب، خلاص، أهي موجودة."



وقف بغضب عندما شعر بأفكار غريبة تغزوه بسبب اهتمامها المفرط به



، وهتف:


"طيب تمام، حتى القهوة مش عايزها." ثم تحرك باتجاه الداخل.



وقفت ريم بلهفة، محاولة مسك يده، لكنه نفضها بسرعة بعيداً عنها.



هتفت أسفه:


"اسفه والله، آخر مرة أعمل حاجة مش عايزها، بس قعد إشرب القهوة ونتكلم مع بعض شوية."



أنا بجد زهقت من وحدتي دي 



لم يعيرها اهتماماً ودخل الفيلا، تاركاً إياها تنظر لطيفه ودموعها تسيل بحزن.




❈-❈-❈



في وقت لاحق، في غرفة هاجر:



جلست هاجر حزينة عندما دق باب غرفتها. مسحت دموعها بسرعة وأمرت الطارق بالدخول.


دخلت والدتها بفرح كبير، تخبرها بوجود العريس وأهله بالخارج.



هتفت هاجر بضعف:


"حاضر يا ماما، ثواني."



ثم قامت على الفور، أعادت ترتيب ملابسها قبل أن تذهب إلى غرفة الضيوف.



رفعت عيونها، عندما استنشقت عطره، ووجدته ينظر إليها بحذر. خفضت عيونها، محاولة السيطرة على دموعها.



تجاهلت كل شيء وحاولت البدء في حياة جديدة بعيداً عنه. 



سمعت صوت تلك السيدة التي تناديها، يبدو أنها حماتها المستقبلية.



هتفت بحب:


"تعالي هنا جنبي، حبيبتي."



تقدمت نحوها وجلست في صمت قاتل.



تأملها العريس وهو يتحدث بصوت جاد:



"بص يا عمي، زي ما اتفقت مع آدم، أنا هجيب دبلة وخاتم. حضرتك عارف أسعار الذهب في السماء، فاللي أجيب بيه الشبكة هجهز شقتي."




أجاب والدها:



"مافيش مشكلة، بس أنت بتقول كل واحد هيجيب غرفتين. إحنا عندنا العروسة بتجيب الصالون بس، والمطبخ والسجاد علينا."




رد آدم بهدوء:



"خلاص يا جوز خالتي، نقسم البلد بلدين وكل واحد يجيب مقدرته. وأنا كمان مشارك."




ثم نظر العريس إلى آدم وقال:



"يلا نقرأ الفاتحة."


نظرت هاجر إليه متسائلة في نفسها: "إلى هذه الدرجة يريد التخلص منها؟ ماذا فعلت ليشعرني أنني ثقيلة على قلبه لهذه الدرجة؟"


طلب العريس التحدث معها على انفراد.




رفض آدم بشدة وقال بصوت مرتفع:



"لا، طبعا اتكلم براحتك معاها لما تكون في بيتك."




تحدث ماهر ببرود:



"أنت بتدخل ليه يا آدم؟ مش باباها موجود؟"




أجاب والدها:



"أنا سايب كل حاجة لآدم هو أدري بمصلحتها."




رفعت هاجر عيونها باتجاه آدم بتحدي وقالت:



"لكن أنا عايزة أقعد معاه، أتعرف عليه أكتر. مش الشرع محلل الخلوة الشرعية بوجود محرم."




نظر لها آدم بغضب قاتل، لكنه لم يتحدث.


ابتعدوا عنهم وهم تحت أعينهم وماهر يأكلها بعيونه، مما جعلها تشعر بالتقزز 



أما آدم فكان يشتعل من الغضب الشديد منها ومن عنادها، وتمنى لو يصفعها بقوة حتى ينفس عن غضبه.



❈-❈-❈


فجرا في منزل عمرو 



ركضت على السلم وهي تنادي عليه:



"عمرو، يا عمرو!"


وقف دون أن يلتفت لها.




إلتفت حوله لتكون في مقابل وجهه وقالت بتوتر:



"هو أنت رايح فين الفجر كده؟"




إلتفت لها وقال بحدة:



"شيء ما يخصكش."




زاد توترها وهي تفرك يديها وقالت:



"أنا بس كنت عايزة أطمئن عليك."




رد بحسم:



"لا، إطمني. وبعد كده ما تسأليش عن حاجة تخصني.



 أنا بروح مهمات. ممكن أتأخر أسبوع أو اتنين، أنا و ظروفي عايز التزام كأني موجود."




ريم وهي تقترب منه لإحتضانه:



"حاضر."




ارتد للخلف بحركة سريعة حتى يمنع لمسها له، وهتف بعنف:



"بتعملي إيه أنتِ؟ اتجننتي؟"




شعرت بحرج شديد من رد فعله، وخرجت حروف كلماتها متقطعة:



"أنا... أنا كنت هحضنك لأنك هتوحشني."




هتف عمرو بغضب:



"أول وآخر مرة تحاولي تلمسيني. فاهمة ولا لأ؟ أنا فهمتك دورك إيه في البيت هنا."




عادت خطوة بإنكسار دون أن ترفع عيونها.



غادر المكان وهو يشتعل من الغضب بسبب تصرفاتها غير المتوقعة.



عندما خرج من الباب، ضمت نفسها وبكت بقهر.



لم تتمنى يومًا التقرب من شخص غيره، وكلما مرّت الأيام بينهم، كانت تتوقع لينه، لكن ما يحدث عكس ذلك تمامًا. يزيد البعد و الجفاء. 



كم مرة حلمت وتمنت ضمة واحدة منه، حتى تشعر بالألفة والحنان، ويشعر بحبها الشديد له، ويغير معاملته لها.




❈-❈-❈


استيقظت في الصباح تشعر بإرهاق من تعبها النفسي لكنها قاومت حتي تخرج من المنزل وتترك وحدتها خلفها 



دخلت من بوابة الجامعة، وجدتهم يجلسون في انتظارها.



ابتسمت بحب وهي تلقي عليهم تحية الصباح:



"صباح الجمال والحنان كله."




هاجر وجنه:



"صباح الحب و التلزيق."




فهمت مغزى كلامهم، فابتسمت وقالت:



"يبقى دكتور ساهر عندنا."




حركت جنه فمها بتقزز وقالت:



"أول محاضرة يا حبي، هتبقى محاضرة ملزقة بشكل."




نظرت ريم للفراغ أمامها بحزن، وهي تتذكر دكتورها في الجامعة الذي يعاملها باهتمام شديد. لفت نظر الجميع، 



ويفعل كل شيء حتى يتقرب منها ويكسب قلبها، لكن مشاعرها لم تتحرك له.



رغم وسامته ومركزه، وكثير من الطالبات يتمنين لفت نظره،



 وهو لا يرى أحدًا غير ريم. تنهدت بحزن على الحياة التي لا تعطي أحد ما يريد، وهتفت:



"أكيد بعد ما يعرف أني اتجوزت، هيبعد."




دخلوا المحاضرة، وعندما رآها تحدث بسعادة متناسيا مكانته، قال:



"حمد لله على سلامتك يا آنسة ريم، إيه الغيبة دي؟"




ردت بخجل:



"عروسة بقى يا دكتور."




انطفأت ابتسامته، وحل محلها الصدمة والانكسار، وخرجت كلماته مغلفة بوجعه:



"أنتِ اتجوزتي إمتى؟"




لا تعلم لم شعرت بحزنه وهي تهتف:



"من أسبوعين يا دكتور."




انهالت عليها التهاني من زملائها، 



بينما هو يشعر بإحتراق الذاتي لم يستطع إكمال المحاضرة، اعتذر ساهر وترك المكان كأن هناك شياطين تطارده.



وجهت ريم كلماتها لجنه:



"شوفي، مش قولتلك هو بيحبني بجد؟"




هاجر بتأكيد:



"فعلاً، شكله بيحبك بجد، مش زي ما كنا فاكرين."




الحزن والوجع غيروا شكله في لحظة، و مقدرش يكمل المحاضرة.



وقفت ريم بسرعة حتي تلحقه وهي تهتف بحزن:



"أنا محتاجة أتكلم معاه، لازم أفهمه أني..."



يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع