القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين أحضان العدو الفصل الخامس 5 بقلم سارة على حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية بين أحضان العدو الفصل الخامس 5 بقلم سارة على حصريه في مدونة قصر الروايات 





رواية بين أحضان العدو الفصل الخامس 5 بقلم سارة على حصريه في مدونة قصر الروايات 



الفصل الخامس 


كانت تبكي دون توقف … 

الموقف الذي حدث في الأسفل ضاعف من وجعها …

نثر الملح فوق جرحها …

قتلها للمرة التي لا تعرف عددها …

مالذي فعلته لتستحق هذا …؟!

ما ذنبها هي …؟!

لمَ عليها أن تدفع ثمن أخطاء والدتها …؟!

تأملت إنعكاسها في المرآة …

وجهها الفاتن ملطخ بالعبرات …

فتنتها التي ورثتها من والدتها وكانت نقمة عليها …!

وكأن كل شيء إتحد ضدها ..

وكل شيء في عالمها بات نقمة عليها للدرجة التي جعلتها تكره نفسها وجمالها وحتى والدتها التي دمرتها بأسوأ طريقة ممكنة ثم تركتها ورحلت لتبقى هي وحدها تتحمل عذاب آثامها ..

انتفضت من مكانها بهلع حالما وجدت والدها يقتحم غرفتها …

أخذ جسدها يرتجف بقوة وقلبها ينتفض بهلع عندما صرخت بأسى وهو يقبض على شعرها بقسوة …

هتف من بين أسنانه وأنامله تقسو على خصلاتها أكثر :-

" إن رأيتُ وجهكِ مجددا في غرفة الطعام أو صالة الجلوس أو أي مكان أتواجد فيه سأقتلك حقا هذه المرة …"

صرخت بتعب وعبراتها تتضاعف :-

" إقتلني … ماذا تنتظر ..؟! إقتلني وأرحني … خلصني من هذه الحياة … "

" صوتك بدأ يعلو يا إبنة هيفاء …."

قالها وهو يدفعها بكل قوته إلى الخلف لتسقط أرضا فتشهق باكية بنحيب مؤلم قبلما تنهض بصعوبة من مكانها وهي تهمس من بين عبراتها :-

" ما ذنبي أنا كي تعاقبني على أفعالها …؟! علام تحاسبني …؟! أنا لا شأن لي بما فعلته … هذا ظلم … والله ظلم …"

كان يراها كالمسخ …

نسخة والدتها …

المرأة الوحيدة التي أحبها ومنحها كل شيء لتطعنه في ظهره وتخونه بعدما فضلها على الجميع وقدم لها كل شيء تمنته …

هيفاء الوحيدة التي نجحت في طعن كبريائه وتحطيم كرامته …

بسببها تحول لوحش …

بسببها أصبح رجلا آخر …

كانت وستبقى المرأة التي دمرته كليا وحولته لشخص لم يتوقع أن يكن عليه يوما …

أسوأ ما حدث إنها رحلت قبلما تنال عقابها …

قبلما ينتقم منها …

قبلما يريها العذاب بمختلف ألوانه …

قبلما يدمرها ويجعلها لا ترغب سوى بالموت …

لا ينكر إن عذاب إبنتها يروقه …

يخفف من غضبه الطاحن …

لكن هذا لا يكفيه ولا يخفف من حدة النار التي تحرق قلبه حيا …

" ذنبكِ إنك إبنتها … إبنة عاهرة مثلها …"

نطقها بحدة لتهدر بأنفاس منهكة :-

" وأنا أيضا أكرهها … أكثر منك حتى …"

" لا أحد يكرهها بقدري .."

قالها من بين أسنانه لتهمس بصوت خافت مرتجف :-

" لكنني إبنتك … "

صاح بها بقوة :-

" لستِ إبنتي ولن تكوني …"

أضاف وهو يتقدم نحوها بينما إنكمشت هي لا إراديا تحاوط جسدها بذراعيها ليصيح وهو يجرها من شعرها متجاهلا تآوهتها:-

" أنتِ لست إبنتي … هل فهمت …؟! كونك تحملين إسمي فهذا لا يجعلك إبنتي … عليكِ أن تحمدي ربك لأنني تركتكِ تحملين إسمي وتعيشين هنا بدلا من رميك في الشارع … كان يمكنني أن أتركك للكلاب الضالة خارجا تنهش لحمك لكنني أبقيتك هنا تأكلين وتشربين وتنامين وترتدين الملابس بينما لا تفعلين شيئا سوى التنظيف … "

دفعها بقسوة وهو يهمس بنبرة صارمة :-

" مجددا سأحذرك … ما حدث اليوم لن يتكرر أبدا … هل فهمت …؟!"

طالعته وهو يتحرك مغادرا لتعتدل في وقفتها بصعوبة وهي تهمس بحرقة :-

" أنا سأغادر … لن أبقى هنا معكم بعد الآن …"

إلتفت نحوها مرددا بسخرية لاذعة :-

" أين ستذهبين …؟! من سيستقبلك ويتحملك غيرنا …؟!"

" لا يهم … حتى لو بقيت في الشارع … يكفي أن أبتعد … أنا تعبت … لا طاقة لدي للتحمل …"

كانت تتحدث بأنفاس لاهثة ونبرة باكية ليطالعها بملامح واجمة قبلما يهتف بقسوة :-

" فلتذهبي إلى الجحيم …"

ثم تركها وغادر لتنهار أرضا باكية بعنف قبلما تحسم أمرها مقررة مغادرة هذا المكان الذي لم يجلب لها سوى الألم والعذاب …

***

كانت تجمع أغراضها بسرعة بينما عبراتها لا تتوقف عن الإنهمار بحرارة فوق وجنتيها …

لن تبقى ولو دقيقة واحدة هنا بعد الآن …

مالذي تنتظره …؟! 

رغم إنها لا تعرف مكانا تذهب إليه إلا أن ذهابها بعيدا سيبقى أفضل من بقائها هنا وسط الجحيم الذي تعايشه منذ طفولتها …

هي بالتأكيد لن تتعرض لشيء أسوأ من العذاب الذي عايشته هنا …

سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فتمكن الهلع منها وداخلها يتسائل عن هوية القادم …

ترددت في حديثها :-

" تفضل …"

وجدت إحدى الخادمات تدلف وهي تخبرها بعملية :-

" السيد باسل يريدك يا زينة … ينتظرك خارجا في الحديقة …."

" مالذي يريده مني …؟!"

تمتمت بها بصعوبة فهتفت الخادمة بجهل :-

" لا أعلم يا زينة … قال إنه يريدك … فقط .."

لوهلة أرادت ألا تذهب متذكرة تهديدات والدها لكنها عادت وتذكرت بأنها ستغادر بعد قليل ولن يبقى هناك أي رباط يجمعها به فلمَ الخوف …؟!

من الآن فصاعدا لن يستطيع والدها أن يقترب منها بل لن يعلم أي شيء عنها وهي بدورها ستختفي من أمامه كليا ولن تظهر في حياته مجددا مهما حدث ..

تحركت بتعب مغادرة غرفتها متجهة إلى الحديقة حيث ينتظرها باسل هناك …

وجدته واقفا مكانه يدخن سيجارته بشرود قبلما ينتبه إليها ليعتدل في وقفته وهو يشير لها أن تتقدم بينما لم تبتعد عيناه عنها فكان يطالعها بنظرات متمعنة …

مجددا يدرك إنه لم يرَ جمالا كجمالها ورغم ذبول ملامحها التي تظهر عليها آثار البكاء بوضوح لكن هذا لم يؤثر على جمالها بل فتنة ملامحها …

لحظات وكان الإشمئزاز يملأ ملامحه وهو يتذكر علاقتها بهاشم ..

تجاهل مشاعره المتضاربة بين لحظة وأخرى وهو يخبرها بينما وقفت هي قباله :-

" نحن بحاجة للتحدث يا زينة …؟!"

" ماذا تريد مني يا بك …؟!"

تسائلت بنبرة متعبة ليسحب نفسا طويلا من سيجارته ويزفره ببطأ قبلما يهتف ببرود :-

" أنا لست غريبا عنكِ كي تتكلمي معي بهذه الرسمية … أنا إبن عمتك و …"

قاطعته بضيق :-

" أنت تعلم جيدا بأن لا أحد يعترف بهذه القرابة وأنا حقا لا أدرك غايتك مما تفعله معي … لماذا تصر على حشري في هذه العائلة التي لم تعترف بي يوما …؟!"

" ولم تعترف بي أنا كذلك .."

قالها ببرود وهو يضيف بثبات :-

" أما عن سؤالك فدعيني أكون واضحا معك … نحن نعيش ذات الألم … ذات الموقف .. كلانا يعايش نبذ عائلته له … كلانا نال من هذه العائلة ما يكفيه من الكره والعذاب … كلانا كان ولا يزال يدفع أخطاء لا ذنب له بها … نحن متشابهين يا زينة .. مشكلتنا واحدة … معاناتنا واحدة … وربما قدرنا سيكون واحدا …."

" مالذي تقصده بحديثك هذا ..؟!"

سألته بريبة ليبتسم بتروي ثم يقول :-

" ألم تتعبي من هذا الذل والعذاب الذي تعيشينه منذ سنوات …؟! ألا تريدين أن ترتاحي من كل هذا …؟! أن تتوقفي عن خدمتهم ….؟! ألّا تعيشي القادم من عمرك في الظل كما يريد رعد والبقية ..؟!"

" بالطبع أريد .."

همست بها بخفوت وهي تضيف بتردد :-

" لهذا قررت أن أترك الفيلا … سأغادر دون رجعة …"

تمكنت الدهشة منه لوهلة …

دهشة تلاها الضيق …

هذا ما كان ينقصه ..

هي لا يجب أن تغادر…

هو يحتاجها …

هي بالذات دونا عن غيرها ستمنحه الكثير ما يريد وترضي رغبته بإذلال رعد كما يشتهي …

" كلا يا زينة .. هذا ليس حلا …"

" ما الحل إذا …؟!"

سألته بحيرة ليهتف بجدية :-

" هل ستسمعين كلامي …؟! "

طالعته بحيرة ليبتسم داخله مستوعبا مدى حيرتها وقلة حيلتها بل وضياعها الواضح مقررا إستغلال هذا التشتت الذي تحيا به لصالحه :-

" أنا لن أساعدك فقط بل سأعيد لكِ ما فقدتهِ على يدي ذلك الحقير … سأمنحكِ الحياة التي تستحقينها …"

" لماذا تفعل هذا ..؟؟"

سألته بنبرة ضعيفة ليهتف ببساطة :-

" أخبرتك السبب قبل قليل … لأنك تشبهيني … لأنك تعايشين ما عايشته قبلك لأعوام …"

" أنا لا أريد شيئا سوى العيش بأمان …"

تمتمت بها بتردد ليبتسم بهدوء ثم يقول :-

" وأنا سأمنحك الآمان والقوة والكثير يا زينة …."

" ما المقابل …؟!"

تسائلت والخوف يسطع في عينيها ليهتف و هو يلقي سيجارته أرضا داعسا إياها بقدمه :-

" تسمعين كلامي … وتنفذين ما أقوله بالحرف الواحد …"

" كيف يعني ..؟! يجب أن أفهم …"

همست بها بذات الخفوت ليتقدم نحوها خطوتين وترتها كليا قبلما يهتف بجدية :-

" أنا أريدك معي يا زينة … جانبي … أحتاجك …"

" تحتاجني أنا …."

هتفت بها بدهشة مضاعفة ليقول عن قصد :-

" لا تقللي من شأنك … أنت تستطيعين فعل الكثير … الكثير يا زينة …"

" لا تتحدث بالألغاز من فضلك …"

قالتها بملامح وجمت كليا ليتنهد بصمت ثم يقول بثبات :-

" سندعي أمام الجميع بأننا تزوجنا … هذا سيجعلك سيدة هذا المنزل … والجميع سيكونون طوعا لأمرك … سأمنحك المال والنفوذ وكل شيء … يمكنك حينها أن تفعلي ما تريدين وتحصلي على ما تتمنين …."

" كيف يعني …؟! "

قالتها بعدم تصديق قبلما تضيف بخوف بديهي :-

" أنت تريد أن تنتقم منهم من خلالي …؟! تريدني وسيلة للإنتقام .."

" لن أنكر هذا … لكنه لن يكون إنتقامي لوحدي .. بل إنتقام كلينا … "

هتفت بسرعة :-

" أنا لا أريد الإنتقام … أنا فقط أريد أن أحيا بسلام …."

" وأنا أعدك بأنك ستكونين بآمان معي … ولن يمسك أحدهم بسوء …"

أضاف بجدية :-

" كما إن هذا الوضع لن يستمر للأبد … بضعة أشهر فقط لا غير وبعدها سأمنحك المال الذي يكفيكِ لتعيشي الباقي من عمرك بحرية وراحة دون أن يجرؤ أحدهم على المساس بك .. يعني مجرد أشهر قليلة تمثلين بها إنك زوجتي وتسمعين كلامي ثم تتحررين من كل شيء وتعيشين حياة رغيدة ومعك ما يكفيك من المال بل ويزيد عن حاجتك …"

كان التردد واضحا على محياها فهتف بجدية :-

" لا أصدق إنك ما زلت تفكرين بعرضي بل وتترددين بشأنه …. "

أكمل عن قصد:-

" أخبريني أين ستذهبين إن غادرت الفيلا كما أردت …؟! أين ستعيشين ..؟! هل تستطيعين تحمل حياة الشارع …؟! لا أحد سيرحمك … وهناك من سيسعى لإستغلالك … أنت فتاة جميلة سيطمع بها الجميع…"

أضاف بقوة :-

" الأمر لا يحتاج إلى تفكير يا زينة .. راحتك وإستقرارك سيكونان معي … أنا سأوفر لك كل شيء …"

" أنت قلت إننا سندعي الزواج أمامهم …."

قالتها بصعوبة ليومأ برأسه فتهمس بخفوت :-

" يعني لن يكون هناك ما يثبت زواجنا …؟! ماذا لو كشفونا بعدها …؟! كيف سنتصرف حينها وماذا سيقولون عني …؟!"

" لا أحد يمكنه أن يكشف الحقيقة يا زينة …"

قالها بهدوء وهو يضيف :-

" خاصة إذا حرصنا ألا نجعل أي أحد يشّك بنا …"

هتفت بتردد :-

" هذا يعني إنني سنعيش سويا … في نفس الغرفة و …."

قاطعها بسرعة :-

" لكن إطمئني … سنعيش كالأخوة … أعدك بهذا .." 

هزت رأسها نفيا وهي تردد :-

" هذا لا يمكن … كيف سنعيش سويا دون زواج …؟!"

لم يصدق ما يسمعه …

صدحت ضحكاته العالية رغما عنه …

طالعته بتوتر لتجده يقترب منها أكثر ثم يميل قرب أذنها هامسا ببرود :-

" مالذي لا يمكن بالضبط …؟! إعتبريني مثل هاشم الذي تمنحينه نفسك دون مقابل .."

أضاف وعيناه تواجهان عينيها الهلعتين :-

" لكن إطمئني فأنا لن أقترب منك مهما حدث … أنا لا أحب الفتيات المستعملات .. بل لا أطيق قربهن …"

تراجعت إلى الخلف وهي تهتف بصعوبة :-

" الأمر ليس كما تفهم .. أقسم لك …"

صدح صوته القوي وملامحه تحولت كليا لأخرى حادة بثت الرعب في قلبها :-

" لا أريد سماع أي شيء .. وما يحدث بينكما لا يهمني… ما يهمني هو أن تسمعي كلامي وتنفذينه …"

أضاف بقسوة متعمدة :-

" أنا سأقدم لك فرصة للحصول على حياة كريمة بدلا من حياة الذل التي تعيشينها مع والدك بل وسأمنحك كل هذا دون أن أطلب منك مقابلا لخدماتي كما يفعل هاشم …"

" أرجوك لا تتحدث هكذا … أنا لا ذنب لي بكل هذا …"

هتفت بها باكية ليهدر بحدة :-

" لقد رأيتك بعينيّ … لا يمكنك خداعي …"

أضاف بجدية :-

" عموما أنا أتفهم … فتاة مثلك وحيدة وضائعة من الطبيعي جدا أن تستسلم لأول شاب يطرق بابها بل وتمنحه نفسها دون مقابل …يمكنني إستيعاب أسبابك حتى لو لم أتقبلها ولكن ألا تظنين بأنه آن الآوان لتبتعدي عن هذه الأفعال القذرة وإهدار شرفك على يد وغد مثله …"

لم تستطع الرد …

كانت تبكي فقط …

تبكي بصمت …!

طالعها بإستخفاف قبلما يسأل ببرود :-

" ماذا قلتِ يا زينة …؟! هل أنتِ موافقة …؟!"

" كلا ، لست موافقة …"

صاحت بها من بين بكائها وهي تضيف بآلم :-

" أنت سوف تستغلني مثلهم جميعا … لن تختلف عنهم بشيء… وأنا .."

توقفت لوهلة قبلما تضيف بصوت متعب :-

" وأنا تعبت من الإستغلال … تعبت منكم جميعا … لذا سأغادر … سأترك كل شيء وأختفي من حياتكم بلا رجعة …"

همت بالمغادرة لكن صوته الحاد الذي صدح بالمكان جمّدها كليا :-

" يمكنك أن تذهبي ولكن قبلها سيعلم الجميع بالعلاقة الآثمة التي تجمعك بهاشم … سأخبرهم جميعا بل سأمنحهم الأدلة التي تثبت لهم ما يجمعكما … ماذا قلت …؟!"

يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع