رواية عطر سارة الفصل العشرون 20بقلم شيما سعيد حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات
رواية عطر سارة الفصل العشرون 20بقلم شيما سعيد حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات
الفصل العشرين
#عطر_سارة
#الفراشة_شيما_سعيد
_ سارة أنا سارة علام ومبسوطة أوي إني شوفت حضرتك اتكلمت معاك..
أعطى لها إبتسامة حلوة زادته روقي ثم قال :
_ وأنا مبسوط إن بنت جميلة زيك مبسوطة عشان شافتني..
أؤمات إليه بخجل شعر هو به ليقول :
_ قوليلي بقى يا سارة بتعملي إيه في المؤتمر؟!.
بحماس شديد أجابت :
_ أنا طالبة في كلية إعلام والمؤتمر ده بالنسبة ليا زي التدريب كدة..
جميلة هذه الفتاة وفوق جمالها لديها درجة عالية من الجاذبية والحضور، رغم وجود كاميرات التصوير حوله بكل مكان الا إنه يود الحديث معها أكثر، أشار إليها على أحد المقاعد وقال :
_ لأ اذا كان كدة بقى يبقى الكلام بنا كتير تعالي نقعد على الترابيزة بتاعتي..
نظرت محل أشارته وقالت بتوتر :
_ هو عادي أقعد على نفس الترابيزة بتاعت حضرتك؟!..
أوما إليها وأخذها من كفها خلفه وهو يقول :
_ طبعا ينفع هو أنا أطول أقعد مع بنت زي القمر كدة على ترابيزة واحدة..
أبعد لها أحد المقاعد فجلست عليها وعلى وجهها إبتسامة مبهورة، كانت تضع صوره بغرفة نومها واليوم تجلس معه على نفس الطاولة؟!.. سمعت كثيرا عن أحلام العصر ولكنها لأول مرة تراها حقيقة أمام عينيها، سألها بأهتمام :
_ نفسك تشتغلي في الصحافة والا التلفزيون؟!..
سؤال بسيطة أشغل بداخلها حماس كبير، أجابت وهي تتخيل نفسها مثلما توصف :
_ عايزة ابقى أعلامية كبيرة، تبقى حواليا كاميرات تصوير وناس بتحبني من غير سبب لو خبتت على بيت حد فيهم يبقى بيتي وأهله أهلي، نفسي أبقى زيك..
ضحك بخفة وقال :
_ شكلك وقبولك بيقولوا انك هتبقى أحسن مني، تحبني تشربي إيه؟!..
حركت رأسها بحيرة ثم قالت بصوت منخفض :
_ مش بشرب الا مشروب واحد وأكيد مش هيبقى هنا..
_ ملكيش دعوة قولي هو إيه وهيبقي عندك في لحظتها..
_ شاي بلبن..
_____ شيما سعيد _____
بأحد المخازن التابعة لمحمود علام..
دلف وخلفه أحد رجاله، أشار إليه بحركة من يده ليخرج فقال الرجل بتوتر :
_ محمود باشا علي بيه طلب مني أفضل مع حضرتك..
_ لما أحتاج لحد يحضر ليا الرضعة هقولك حاضر..
قالها بنبرة ساخرة جعلت الرجل يبتلع ريقه بخوف مردفا :
_ لأ طبعاً يا باشا مش ده قصدي حضرتك..
قطعه محمود بنظرة من عينه ثم قال :
_ روح شوف وراك إيه وخلي عينك على مدام سارة أربعة وعشرين ساعة حتى في أحلامها لو حلمت حلم معرفتش تقوله ليا زعلي هيبقى وحش مفهوم..
أوما إليه سريعا وقال :
_ مفهوم..
خرج وتركه ليسير هو بخطوات واثقة حتى وصل لهذا الملقى على الأرض، أقترب منه حتى أصبح الآخر أسف قدميه فقال بهدوء :
_ نهاية اللعب معايا وحشة أوي يا علاء وأنت مش حاجة عليها القيمة عشان تفكر تقف قصادي مجرد تفكير مش أكتر..
رفع علاء عينيه بقهر فهو عاش أبشع أيام حياته خلال الأسبوع الماضي تحت سيطرة محمود علام، نظرات الكره كانت صريحة بمقلته ولكنه حاول الخضوع مردفا :
_ أنا عملت إيه يا باشا يستحق اللي أنا فيه ده طولي عمري خدامك ووو..
بحركة بسيطة من كف محمود أبتلع ريقه برعب وابتلع معه باقي حديثه، جذبه محمود من ملابسه يجبره على الوقوف أمامه قائلا ببرود :
_ عارف اللي كنت عايز تلعب بشرفها دي مين؟!.. عارف مرات مين وعرض مين اللي كنت ناوي تمسح بيه الأرض، دي شرفي وعرضي أنا يا كلب مرات محمود علام..
حرك رأسه بألم وقال :
_ والله يا باشا ما لحقت أعمل حاجة أنا أتفقت مع مدام عايدة بس غير كدة محلصش..
_ أمال الواد الزبالة اللي خليته يفضل قاعد تحت قصري مستني خروجها ده يبقى مين مش هو ده اللي كان هيبقى عشيقها، طيب على الأقل لما كنت تجيب لمراتي راجل تخوني معاه خليه عدل يمكن كنت أصدق إنها خانت محمود علام عشانه..
_ يا باشا صدقني ده كله كان لعب لحد ما جنابك ترجع الشركة وأقولك كل حاجة أنا غلبان ومش قد مراتك..
قالها بنبرة مهزوزة لعله يخلص من هذا الكابوس، أوما إليه محمود مردفا :
_ سبتك أسبوع في أيد الرجالة النهاردة بقى أنت بتاعي أنا هطلع عليك قرف الأسبوع اللي فات كله..
وبالفعل أخرج به كل ما بداخله من غضب، نيران مشتعلة بقلبه وأخيراً وجد ما يحترق بها..
______ شيما سعيد ______
بالفندق..
ظلت بجوار بعد ذهاب الطبيب تبكي وتضع إليه الكمادات، هي السبب الطبيب قال إن تم ضرب المنطقة الحساسة بقوة، أزالت دمعتها بظهر كفها ومع تذكرها لحديث الطبيب :
_ من الواضح إن الخصيتين تعرضوا لضربه قوية منعت وصول الدم وكمان رفعت الحرارة، لما علي بيه يفوق لأزم يتعرض على دكتور يفهم منه أكتر..
خرجت منها شهقة وراء الأخرى وهي تنظر إليه وهو ينام بأمان وبراءة بعيدة عنه كل البعد، أزالت قطعة القماش ثم وضعها بالماء المثلج وعاد لوضعها عليه من جديد، مرت ساعة على هذا الحال حتى سمعت همهمت ثقيلة تصدر منه، أبتلعت ريقها بتوتر مردفة :
_ أنت سامعني كويس؟!.. لو كنت سامع قولي حاسس بأيه..
فتح عينيه بعد معاناة مع نفسه، دار بنظرة سريعة بمكان قبل أن يقول بتعب :
_ هو ايه اللي حصل بالظبط؟!..
هل فقد الذاكرة أيضا؟!.. سألت عقلها وجات الإجابة منه بنفس اللحظة عندما قالت بغضب :
_ أنتِ قوليلي أعمل فيكي إيه ضيعتي مستقبلي يا حيوانة..
أنتفضت على أثر صريخة وشعرت بالقليل من تأنيب الضمير، عضت على شفتيها وقالت بخجل :
_ كنت بدافع عن نفسي مش أكتر وبعدين إن شاء الله مستقبلك زي الفل بلاش الفال الوحش ده..
لا هذا كثيرا عليه حاول الاعتدال وهنا كانت الكارثة الكبرى، نيران جعلته يعجز عن الحركة، حدق بها لتقول بسرعة :
_ أهدى بلاش الحركة الدكتور حاطط شوية حاجات تخفف عنك..
كانت تود الضحك الا إن الموقف كان يستحق البكاء، ألقى برأسه على الفراش وقال بحسرة :
_ يا نهار مش فايت أنا ضعت ومستقبلي ضاع أعمل إيه دلوقتي بس يا ربي..
طبطبت على كتفه بشفقة وقالت :
_ بلاش تعمل في نفسك كدة إن شاء الله شدة وتزول بس أنت خليك قوي..
ماذا يفعل بها حتى غير قادر على قسمها لنصفين، نظر إليها بغضب وقال :
_ تعرفي تخرسي أنا مش طايق لا أشوفك والا أسمع صوتك..
ابتسمت إليه قبل أن تقول :
_ تعرف يا علي من هنا ورايح أنا مش هعمل أي حاجة تزعلك، أنت دلوقتي حسيت بيا لما دخلت بيتي وحاولت تقرب مني كان نفس شعورك دلوقتي كدة وأنت قاعد يا عيني بتنبر بقلة حيلة على مستقبلك اللي راح مع انه مارحش أوي يعني لسة في أمل..
هل هذا بالفعل كان نفسي شعورها؟!.. لا والله هو الآن يمر بأسوء مشاعر على الإطلاق، كان يود البكاء لولا مكانته فيكفي رؤيتها إليه بتلك الكارثة، جذب هاتفه وقام بالاتصال على محمود الذي رد سريعا مردفا :
_ أنت فين يا علي برن عليكي من ساعتين وأكتر..
_ في شرم تعالي خدني بسرعة يا محمود صاحبك بيضيع..
شعر بنبرة القلق بصوت محمود :
_ مالك يا علي في إيه؟!..
_ مستقبلي كراجل ضاع أنا بقيت زي مش قادر اكمل..
_ طيب أقفل يا علي ساعة وهكون عندك..
صرخ علي بقوة :
_ لأ ساعة كتير الوقت مش في صالحي خالص..
أغلق معه الخط ونظر لها مردفا :
_ غوري من وشي أحضري الاجتماع مكاني..
_ طيب ومحمود لو شافني هناك..
_ ولا يفرق معايا يا ريت يشوفك ويقتلك يمكن أرتاح شوية..
قامت من جواره وقالت قبل أن تخرج من الغرفة :
_ خد بالك محمود لو عرف هيخلص عليك قبلي فلم نفسك شوية بقى واستغفر ربنا يمكن يتوب عليك..
خرجت وظل وهو بمفرده، ألقى نظره على جزء السفلى وقال بحسرة :
_ لأ مهو كدة أنا توبت فعلاً ...
_____ شيما سعيد ______
أمام المؤتمر..
ظل محمود أمام الباب نصف ساعة تابع خروج الجميع الا هنا، ضربت قلبه قبضة قوية من القلق فأخرج هاتفه وقام بالاتصال على أحد رجاله مردفا :
_ أدخل شوف مدام سارة أتأخرت في المؤتمر ليه وكليتها كلها خرجت..
سمعت أنفاس الرجل المتوترة ليقول بغضب :
_ في إيه أنطق..
_ مدام سارة دلوقتي في مطعم ***** مع المذيع أحمد رسلان..
وفقط ضرب محمود الهاتف بأرض السيارة وهو يضغط على يده بقوة، عقله يردد نفس الجملة وكأنه يود إن يؤكد له ما فهمه، نظر الطريق أمامه بأعين حمراء بها لمعة تعلن عن بوارد كارثة، ضغط على الفرامل وبدأ بالقيادة بأعلى سرعة، مع رجل بمطعم ماذا تفعل؟!.. بعد أقل من سبع دقائق كانت السيارة تقف أمام باب المطعم..
بالداخل نظرت سارة حولها بتوتر مردفة :
_ مكنش في داعي للغدا..
حرك رأسه وقال بجدية :
_ ده اللي هو إزاي تبقى معايا في مؤتمر واحد اكتر من أربع ساعات من غير أكل وأوصلك بينك جعانة عيبة في حقي..
_ والله العظيم قعدتكم دي عيبة في حقي أنا.
قالها بعدما سحب مقعد من على أحد الطاولات وجلس بجوارها، نظر اليه أحمد بتعجب أما هي أنتفضت من محلها برعب، رغم أنها لم تفعل شيء خطأ الا إن وجوده أمامها الان اخافها، حركت شفتيها بصعوبة قائلة :
_ أبيه..
بسخرية وجه حديثه لأحمد :
_ لأزم تقولي يا أبيه رغم إني قولتها ألف مرة مفيش ست بتقول لجوزها كدة بس نقول إيه متربية زيادة عن اللزوم..
ظهرت معالم خيبة الأمل على وجه أحمد وهذا وصل لمحمود واضح مثل وضوح الشمس، صدمت من كلمة زوجها وفتحت فمها لتنفي ما قاله ليكون محمود الأسبق بالضغط على فخذها من أسفل الطاولة مردفا :
_ أفتحي بوقك بحرف واحد لحد ما الواد ده يمشي وشوفي هعمل فيكي وفيه ايه..
صممت وعينيها تحدق به بحسرة، طريقته بمفردها تجعلها تشعر دائماً انها مجرد دمية بين يديه يحركها كما يشاء، تحدث أحمد بهدوء :
_ مكنتش أعرف ان بنت صغنونة كدة ممكن تكون متجوزة..
أوما محمود إليه ببساطة وقال :
_ إحنا عيلة بتشجع جواز القاصرات، المهم نتعرف معاك محمود علام جوز سارة..
فتح أحمد عينيه بذهول "محمود علام "إسمه بمفرده علامة، شعر أحمد بذهول بعدما تأكد من نظره، هو الآن يجلس مع محمود علام على طاولة واحدة، أعتدل بجلسته مردفا :
_ مش معقولة من وقت ما حضرتك قعدت وأنا بكذب نفسي، بس اللي أعرفه عن حضرتك ان مراتك أكبر من كدة وما شاء الله معاك شاب سارة ازاي تبقى المدام؟!..
يكفي هذا القدر، قام من محله وجذبها لتقف معه قائلا :
_ لأ دي العروسة الجديدة..
أخذها وخرج من المكان ألقت نظرة سريعة على نظرة أحمد المصدومة ثم أبعدت عينيها سريعا، بداخلها شعور مرعب بالعار والخجل، فكرة إنها الزوجة الثانية لرجل متزوج فكرة قللت من أنوثتها وجعلتها تعلم المعنى الحقيقي للكلمة الشهيرة " مكسوفة من نفسي"..
وفقت على باب المطعم وحاولت سحب يدها منه مردفة :
_ إيه اللي أنت عملته جوا ده؟!..
_ عملت إيه يا بسبوسة؟!..
ترقرقت الدموع بداخل عينيها وقالت :
_ بجد مش عارف عملت إيه؟!.. قليت مني لما قولت للراجل إني مراتك التانية ويا ريتك بتقول الحقيقة أنا طليقتك..
ثبت وجهها أمام بوضع أحد أصابعه تحت ذقنها وقال ببساطة :
_ طول ما أنتِ في عدتك تبقى مراتي والنفس اللي بيخرج من بين صدرك من حقي أعرف بيه قبل ما يخرج..
حركت رأسها بمعنى لا فائدة، سحبها للسيارة وصعد محل القيادة، بداخله بركان من الغضب لو خرج عليها الآن ستكون نهايتها عشر دقائق وهي تتابع الطريق بصمت لتجد إن الطريق مختلف عن طريق الفيلا فقالت :
_ أنت رايح بيا على فين دلوقتي؟!..
_ أخرسي..
كانت كلمة واحدة أشعلت الغضب بها، ما هذا وكيف يكون له هذا القدر من الوقاحة، ضربت بيدها على ظهر مقعده وقالت بغضب :
_ هي مين دي اللي تخرس ما تحترم نفسك بقى أنا سكتت لك كتير لحد ما جبت أخرى خلاص، وقف الزفتة دي ونزلني..
ظلت عينيه على الطريق أمامه وقال :
_ لتاني مرة بقولك الأفضل تخرسي دلوقتي بدل ما اخرج ناري عليكي وقتها محدش هيتحرق غيرك..
_ هو بعد كل ده مكنتش خرجت نار عليا أنا أتحرقت من زمان وقف بدل ما افتح الباب واللي يحصل يحصل هي كدة كدة خربانة..
لم يكفل نفسه بالرد عليها، أكمل طريقه وهو يفكر بشي مرحبا واحد يجعله يقلل من غضبه، كانت مع رجل غيره ابتسمت بوجه الاخر وتحدثت معه، طلقها أسبوع واحد فقط لا غير وكان معها الجديد، عند تلك الفكرة ضرب عجلة القيادة عدة مرات بكل قوته، قلبه يحرقه وعقله يحسه على أخذ روحها، لا يعلم من أين اتت له القوة حتى خرج بها من المطعم بكل سلام دون قتل أحد منهما..
كانت تتابع ما يحدث بأعين خائفة، توقف عقلها عن التفكير بلحظة وضعت يدها على باب السيارة لتشهق بفزع عندما ضغط على يدها بكف وبالاخر أوقف السيارة، صرخ بغضب :
_ بتعملي إيه يا غبية بتفتحي الباب والعربية شاغلة؟!..
أؤمات إليه عدة مرات مردفة بانهيار :
_ ما تبطل لعب بأعصابي بقى أنت عايز مني ايه بالظبط عايزني ادخل العباسيه عشان ترتاح..
ضغط على كفها بغضب وقال:
_ أنتِ اللي ازاي كده ازاي قادرة ترمي كل حاجه ورا ضهرك في لحظه واحده، بالسرعة دي شوفتي شوفة جديدة وبتخططي ازاي توقعي الاريال الجديد..
حديثه آت بمنتصف صدرها، ماذا قال وكيف قال ؟!.. كيف فكر بها هكذا ؟!.. أرتجفت شفتيها لتضمها بين أسنانها عدة لحظات قبل أن تحررها مردفة بقهر:
_ أنت بتقول إيه ازاي تفكر فيا كده أو تتكلم معايا كده ؟!..انا مش هسمح لك تقلل مني تاني..
_ آمال تسمي ايه لما واحده مطلقه بقى لها أسبوع واحد قاعده مع واحد في مطعم كأنهم اتنين عشاق عقلك جابك انك تبقي شايلة إسم محمود علام وعينك تبص لغيره إزاي ؟!..
حركت رأسها بنفي وقالت بنبرة حادة:
_ أنا مش مراتك أفهم إحنا مطلقين مش من حقك تتكلم معايا كدة فاهم مش من حقك..
عينيه بمفردها كانت مرعبة، كانت تعطي لها إشارات واضحة ببداية جحيم جديد لها معه، رفع يده لفها حول رقبتها البيضاء مردفاً بنبرة مخيفة:
_ لحد أخر يوم في عدتك هتفضلي شايلة اسمي لو حسيت أنك كنتي تعرفي الواد ده معرفة عابرة وأنتِ على ذمتي هخرج بروحك وهرمي جسمك إللي فرحانة بيه ده للكلاب تشبع بيه..
انكمشت على حالها من حالته المرعبة، رمقها بنظرات مشتعلة يخفي بداخلها ألف نظرة من الحسرة وعاد للقيادة من جديد..
_____ شيما سعيد _____
بشرم الشيخ..
وصلت سيارة محمود أمام باب الفندق لينزل بخطوات واثقة ثم أقترب من بابها وفتحه مشيراً لها بالخروج، نظرت حولها بخوف وقالت :
_ هو أنا هنا بعمل إيه؟!..
دارت عينيه حوله ثم سحبها للخارج وهو يزفر بضيق مردفا :
_ واحد صاحبي عنده مشكلة هنحلها ونرجع..
_ يعني إيه واحد صاحبك عنده مشكلة أنا مالي بالموضوع ده وبعمل إيه هنا؟!..
بضغطة خفيفة على كفها الصغير جعلها تصمت فقال :
_ مالكيش امان اسيب لوحدك ده أنا وصلتك للمؤتمر بنفسي ولعبتي بديلك آمال لما أسافر وتبقى لوحدك هتعملي ايه..
ضربته على كفه الذي يخنق كفها وقالت :
_ بطل قلة ذوق بقى أنا مش وحشة زي ما أنت فاكر، كل ده ليه عشان خرجت مع واحد هشتغل معاه..
صرخت بفزع عندما صفق بيديه بقوة غير مهتم بمن حوله وقال بغضب :
_ يا حلاوة دي أحلوت أوي كمان ناوية تشتغلي معاه، نفسك في إيه تاني غير الفلوس عايزة الحلوف الجديد يعمله..
نظرت إليه بعتاب وصل له بوضوح الا ان نيرانه التي تأكل به أقوى بكثير من عتابها، وصل للاستقبال وسأل عن غرفة علي وبعد دقيقة كان يقف بجوار علي النائم على الفراش مردفا بقلق :
_ مالك إيه اللي عمل فيك كدة؟!..
أشار علي بعينه لسارة الجالس على أحد المقاعد بزاوية الغرفة وقال بغضب :
_ يا أخي منك لله بقى أقولك مستقبلي ضاع تيجي بعد ست ساعات ومعاك طليقتك..
حرك محمود رأسه بتعجب :
_ مستقبلك ضاع إزاي؟!..
_ يا عم ارحمني مش هقدر أقول اللي حصل لي قدمها ولا قدام أي حد أفهم بقى..
قالها وهو يشير اليه بعينه للمرة الثانية ولكن تلك المرة كانت لمنطقة تعبه، أتسعت عين محمود بصدمة قبل أن يقول :
_ حصل لك كدة إزاي ياض أنطق..
حرك علي رأسه بحسرة على حاله وقال :
_ واحدة مفيش في قلبها رحمة ولا في عقلها مخ هي اللي عملت فيا كدة ربنا ينتقم منها، سفرني برة يا محمود أعمل اي حاجة بدل ما انتحر ويبقى ذنبي في رقبتك..
كان محمود ينظر إليه بذهول وهو لا يعلم ماذا سيفعل، أما سارة شعرت بالشفقة على علي وقامت من محلها مردفة بنبرة حزينة :
_ ألف سلامة عليك يا أستاذ علي، هنطلب الدكتور وهتبقى كويس متخافش..
مسح محمود على خصلاته بتعب وللمرة المليون يجذبها من كفها أجلسها على مقعدها من جديد مردفا :
_ خليكي مكانك مالكيش دعوة بيه ان شاء الله لو مات تفضلي مكانك برضو..
لم تنظر إليه هذا ليس وقت مناسب للشجار معه، صرخ علي بغضب :
_ هو ده وقته يا عم عنتر شوفي ليا حل في المصيبة اللي انا فيها وبعدين خد عبلة وأمشوا من هنا.. وبعدين غيران عليها من إيه ما خلاص بقيت زيها..
نظر إليه محمود لعدة ثواني ووجد حاله وبكل أسف يضحك بقلة حيلة، أقترب من علي ووضع يده على فمه مردفا :
_ أخرسي بقى البنت صغيرة ومش فاهمة حاجة..
_ حرام عليك أنا بضيع أرحمني..
_ هتصل بالدكتور أهدى كل حاجة هتبقى كويسة والموضوع هيعدي على خير بس يا ريت تتعلم لأني أتخنقت من مشيك ورا النسوان..
بعد نصف ساعة كانت سارة تقف على باب الجناح ومحمود مع علي بالداخل، انتهى الطبيب من الكشف ليقول محمود بهدوء :
_ طمني يا دكتور هو كويس صح؟!..
أومأ إليه الطيب باحترام ثم قال بجدية:
_ اطمن يا محمود بيه الموضوع مش كبير أوي، كل الموضوع ان الضربه كانت قويه جدا وده قلل من وصول الدم للمكان فيما بعص هيأثر تأثيرات بسيطه بس مش قويه ومع الوقت بالعلاج علي بيه هيرجع احسن من الأول بكتير..
حرك محمود رأسه بهدوء وقال:
_ طيب يا دكتور شكراً تقدر تتفضل معلش تعبناك معانا..
_ لأ طبعاً يا محمود باشا أنا تحت أمركم في اي وقت عن اذنك..
خرج الطبيب من الغرفه فاقترب محمود من علي النائم على الفراش مغلق العينين هو قال بمرح:
_ ما خلاص بقى الدكتور مشي وقال انك هتبقى كويس هتفضل مغمض كده زي اللي عليك تار..
فتح عينيه وعض على أسنانه بغيظ مردفا:
_ اسكت يا محمود تعرف تسكت أنت مش حاسس بالنار اللي جوايا اقف على رجلي بس وهاجيبها من شعرها وامسح فيها بلاط البلد كلها شبر شبر لحد ما اهدى..
ضحك محمود بخفة وضربه على كتفه وقال:
_ أيوة هو ده بقى السؤال مين اللي عملت فيك كده بصراحه بنت راجل..
_هااا..
_ ها إيه بقولك مين البنت إللي عملت فيك كدة..
أغلق علي عينيه مره أخرى ليههرب من نظرات محمود وقال وهو يضع الوساده على وجهه:
_ أنا تعبان دلوقتي ومش قادر اتكلم..
_ ماشي يا سيدي أرتاح وانا هشوف البنت اللي سايبها بره بقى لي ساعه دي اكيد عملت مصيبة..
خرج محمود ليجدها تقف على الباب تنتظر قدومه، وقف أمامها مردفاً:
_ ما كنتش أعرف إن حالته وحشه قوي كده فهنضطر نبات النهارده هنا..
مسحت على وجهها عده مرات تحاول السيطره على ردت فعلها ثم قالت من بين أسنانها:
_ هو إيه اللي ما كنتش تعرف ونبات هنا بتاع إيه؟!.. هو أنت ليه مصمم تخليني مربوطه بيك ما تسيبني في حالي بقى يا اخي..
رفع يده وقرص أنفها مردفاً بقوة:
_ ساره يا حبيبتي حتى لو اتطلقنا أنتِ بنت عمي وتحت أيدي حاولي تاقلمي عقلك ان أي حاجه صغيرة أو كبيرة تخصك هتعدي عليا انا الأول..
"اهدئي سارة فالغضب سيزيد الأمر سوء وأنتِ بموضع ضعف" للمرة المليون تقع بداخل حصاره بمفردها ولا تستطيع فعل شيء ، أخذت نفس عميق وكتمته بداخل صدرها لعده ثواني ثم قالت:
_ خلاص أتصل بأي سواق من بتوعك واطلب منه يجي ياخدني..
حرك كتفه مردفاً:
_ كان على عيني والله بس لما محمد طلب إجازة أديت لهم كلهم مع بعض مهو ما فيش حد احسن من التاني..
_ والحل..
أقترب منها وقال ببساطة:
_ الحل يا ستي أننا ندخل نرتاح إحنا جايين من طريق سفر طويل والاحسن لنا دلوقتي الراحة..
_ طيب ماشي اتفضل روح احجز لنا اوضتين خلينا نرتاح..
_ حالتي الماديه ما تسمحش بأكتر من اوضه..
صاحت بغضب:
_ وانا هنام في الشارع ولا ايه..
_ لأ يا روحي هو أنا أقدر طبعاً في الاوضة معايا..
_ آه يا قليل الادب أنت ازاي تفكر كده عايز تنام معايا في أوضة واحده واحنا متطلقين..
أقترب منها أكثر فعادت خطوه للخلف بتوتر ليضع يده حول خصرها مثبتا جسدها بين يديه ثم همس بنبره دافئة:
_ اثبتي..
تعالت دقات قلبها من هذا القرب فإبتلعت ريقها بصعوبه وهمست بنبره بتقطع:
_ اثبت ايه؟!..
_ طلاقنا يا حياتي اثبتي إن أنا مطلقك..
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا