رواية اغتصاب حالمة الفصل الاول 1بقلم الكاتبه سلمى سمير حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية اغتصاب حالمة الفصل الاول 1بقلم الكاتبه سلمى سمير حصريه في مدونة قصر الروايات
#شغب_طفله
#اغتصاب_حالمة
#البارت_الاول
**__**__**__**___&&&&&
تدخل عبير مسرعة، يكسو جسدها الممتلئ بعض الشيء، والذعر ينهش ملامحها، واهتزازاتها المرتعشة تفضح فزعها، ثم تُلقي بنفسها في حضن عرفان الجهيمي، الذي هبّ واقفًا ما إن رأى هيئتها، وضمّها إلى صدره في حضنٍ أبوي دافئ، ثم صرخ في وجه إلياس، الذي اندفع خلفها كال
إعصار:
إيدك عنها يا إلياس! اتجننت؟ بتجري ورا بنت عبد الرحيم وعايز تضربها بالنار؟ نزل بندقيتك يا باشمهندس!
تغيم نظرة إلياس، وتتعلق عيناه بأبيه الذي يحتضن الفتاة بقوة، فيقول غاضبًا:
بتقول إيه يا بابا؟ دي بنت عبد الرحيم جارنا، اللي بينّا وبينه ما صنع الحداد. عندها عين تدخل هنا بعد ما أبوها سرقنا عيني عينك؟ ولا انت نسيت؟ وبعدين، هي جاية هنا ليه؟ وعلاقتك بيها إيه؟ وأبوها عارف إنها بتيجي هنا؟ ولا ناوية تجرّجر علينا بلاوي من ناحيته؟
ترفع الفتاة ذات الغمازتين وجهها البرئ من صدر عرفان، الذي احتمت به، وتتساءل باستغراب وبراءة:
هو مين ده يا عمو عرفة؟ وليه بيقول على بابا حرامي؟ على فكرة، هو اللي حرامي! كان بيصطاد السمان بتاعي، وانت عارف إني كل يوم بدخل أآكلهم بإيدي. انت بجد تعرف الراجل ده؟
يقهقه عرفان وهو يربت على ضفائرها بحنو، ويقول:
أيوه، أعرفه طبعًا. بس قوليلي، عملتي فيه إيه؟ عصبتيه كده ليه؟ إلياس طبعُه هادي، ومفيش حاجة بتخرجه عن هدوئه بسهولة!
يقترب إلياس، والغضب يشتعل في عينيه، وهو يرمقها بعداء واضح:
عايز تعرف عصبتني ليه؟ اتفضل شوف عملت فيا إيه!
ينزع عن جسده جاكيت الجلد، ليكشف عن قميصه الأبيض المتسخ بطين غليظ، ثم يصيح ساخرًا:
ها، إيه رأيك في الجاموسة اللي قدامك دي؟ شوف عملت إيه! ولا وكمان تطلع بنت عبد الرحيم… اللي ما بطيقوش!
يضحك عرفان، ويضمها إليه أكثر، ويده تمسد على ضفائرها الحنونة:
جدعة يا بنت مديحة، يستاهل! بس الواجب إنك تتأسفي له.
تهز رأسها بعناد، وتقول بغيظ مكبوت:
بعينه! ده بيقول عليا جاموسة! يعتذر الأول، قال جاموسة قال… جاموسة لما تنطحك وتاكل مصارينك!
وفي لمح البصر، كان إلياس أمامها، يجذبها من ضفائرها، يلفها على يده بخشونة، فتصرخ، ويحاول عرفان أن يخلصها منه، فيصيح إلياس غاضبًا:
إنتِ يا برميل الطرشي! لو لسانك ده ما لمّيتهوش، أنا هقطعهولِك! ولما تتكلمي معايا تحترمي نفسك وتقوليلي "يا باشمهندس"! مش ناقصين عيلة مفعوصة زيك تقل أدبها علينا!
ثم يدفعها عنه، فتختل توازنها وتسقط أرضًا دون قصد منه، فيمد يده سريعًا ليلتقطها قبل أن ترتطم بالأرض، فتلتقي عيناه بعينيها العسليتين، وتنسى الفتاة نفسها، تتنفس بصعوبة، وقد شُلّ لسانها للحظات.
فجأة يتركها، ويبتعد عنها بخطوات حادة، ثم يرمقها بنظرة شزراء وهو يتوجه نحو السلم قائلً بصوتٍ يحمل شيئًا من الضيق:
بابا، أنا طالع فوق أغيّر هدومي، وخلي هنية تجهزلي الأكل. ويا ريت البنت اللّمضة دي، أم لسان ونص، أرجع ألاقيها مشيت. مش ناقصين مشاكل مع أبوها في اليومين اللي جاي أقضيهم معاك بعد غربة سنتين.
اقتربت منه بخجل، وابتسامة خفيفة ارتسمت على وجهها الوردي:
أنا آسفة يا باشمهندس إلياس... أنا حسبتك عايز تصطاد السمان بتاعي اللي بربيه! وبعدين أنا سألتك، وانت شتمتني، وقلتلي: "امشي يا عجلة".
ثم انفجرت بالبكاء، دموعها تنهمر بطريقة طفولية، وشفتاها تبرزان مثل طفل مقموص، قبل أن تلقي بنفسها في حضن عرفان:
أنا عجلة يا عمو عرفة؟
بذمتك أنا مش خسيت كتير عن الأول؟
ضحك عرفان، وضمّها إلى صدره بحنان أبوي:
سيبك منه، إنتِ كده زي العسل، تملي الحضن. ابني واخد على بتوع أوروبا المسلوعين، لكن إنتِ متغذية ومتربية على الغالي. يلا روحي لابوكي، علشان لو حد بلغه إنه شافك هنا وابني بيجري وراكِ، هتبقى مصيبة... وأبوكِ مش بيهزر.
تطبع قبلة على خدّه، ثم تتجه إلى إلياس، تقف أمامه وتغمز له مازحة:
متزعلش بقى يا هندسة. وبعدين إنت شتمتني مرتين، وأنا رغم كده اعتذرتلك! على كل حال... أنا آسفة تاني. سلام!
وخرجت مسرعة، تاركةً عيني إلياس تتابعها حتى اختفت. ثم اقترب من والده، ووقف أمامه متسائلًا، يعتريه الحيرة:
بابا، ممكن أفهم البنت دي بتيجي هنا ليه؟ ومن إمتى عبد الرحيم كان بيحب حد يعيش معاه؟ مش دي بنته اللي رماها زمان؟ إيه؟ افتكر دلوقتي؟ جابها علشان يلبّسها لينا في تهمة؟ وإزاي تسمح لها تقولك "يا عمو"؟ وإيه "عرفة" دي كمان؟!
ضحك عرفان، ثم جلس على مقعده يحكّ ذقنه وهو يتنهد:
ما انت عارف يا إلياس... دي بنته من مديحة، طليقته. يمكن نسيتها... دي عبير بيرو. بس إيه... بنت دمها زي الشربات. من سنة تقريبًا جات تعيش معانا بعد ما أمها اتجوزت وهي كانت بلغت الستاشر. أبوها أصر ينتقم من أمها لأنها سابته، ورفع عليها قضية ضم وكسبها، لأنها بلغت السن القانوني، وبعد ما امها اتجوزت. حكموا بضمها ليه.
ثم تنهد، وأكمل بصوت خافت:
من كام يوم بس كملت سبعتاشر. لكن بصراحة، من يوم ما جات وهي عوّضتني غيابك. ما عرفش إيه كان لزومه تسافر تكمّل تعليمك وتسيبني لوحدي. لكن ربنا بعتها لي، بتيجي تقعد معايا من ورا أبوها، وتقرأ لي، تعوّض حرمانها من الدراسة اللي أبوها حرمها منها علشان خايف تهرب لأمها، زي ما أمها زمان هربت بيها منه. وأمّا اسم "عرفة"، فهي بتحب تدلعني كده، وأنا والله حبيته جدًا... بحب أسمعها منها... أخيرًا حد بيدلعني. ده بيزعلك في حاجة؟
جلس إلياس أمامه، ونظره حاد يتفحص ملامحه:
بابا، أوعى يكون شيطانك بيوزك تتجوزها! أنا شايف البيت متعلقة بيك، ورِجلها واخدة على المكان. وكمان لسانها طويل أوي، وعاملة زي الكرنبـة... هو إنتو بتاكلوها ولا بتحشوها؟
قهقه عرفان من قلبه، يهز رأسه وهو يقول:
أتجوز إيه يا خايب؟ البنت شديدة وعفيّة، عايزة راجل يملي عينها. بس الصراحة بتفكرني بأمك... بروحها الحلوة. ثم البنت مش تخينة ولا حاجة، دي بس متغذية كويس... وموظوظة.
ثم نظر إليه وهو يرفع حاجبيه مداعبًا:
تعرف يعني إيه موظوظة؟ يعني تملي الحضن وتدفيه، يا خايب!
نهض من مقعده، ووقف إلى جوار ابنه قائلًا بتمهل:
عارف يا إلياس... إنت محتاج تتجوز بنت زي عبير، تربطك بأرضك وأصلك. بدل ما إنت شاطح برّه، وسايب أرضك للغريب يزرعها. أنا لحد دلوقتي ما عرفتش إنت طلعت مهندس زراعي ليه، مدام اللي اتعلمته مش هتستفيد بيه في زراعة أرضك!
نهض إلياس، واحتضن والده بقوة، ثم قبّل يده باحترام:
هتعرف يا بابا... كله بوقته. أنا هطلع أغيّر، وأنزل أتغدى معاك... وتفهمني اتعرفت على البنت دي إزاي؟ وليه سمحتلها تدخل البيت؟ وإحنا بينّا وبين أبوها عداء من سنين.
ربت والده على كتفه وهو يحتضنه بحنو:
ربنا يصلح حالك يا ابني... بس أنا فرحان إنك نورت بيتك تاني. يلا اطلع غيّر هدومك، وأنا هستناك.
صعد إلياس إلى غرفته، غيّر ملابسه، ثم نزل ليقضي اليوم مع والده، يتبادلان الأحاديث عن أيام الغربة، وعن عبير، وسر تعلّق عرفان بها.
انقضى الوقت سريعًا بينهما، ثم عاد إلياس إلى غرفته لينام، بعد أن أنهكه السهر، وتراكمت على روحه أسئلة لم تجد بعد لها إجابة.
وفي الصباح، استفاق إلياس على دفءٍ غريبٍ فوق شفتيه، وبللٍ خفيفٍ يلامسهما برقة، ففتح عينيه بتثاقل، لتصطدم نظراته بعينين عسليتين تحدقان فيه بشغفٍ صامت.
وشفاهٌ دافئة كانت قد اختطفت قبلة ناعمة، انسحبت في اللحظة ذاتها، تاركة خلفها ارتجافة غامضة في روحه قبل جسده...
☆☆☆☆●●●●☆☆☆☆
#يتبع.......
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا