القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية خيانه الفصل الخامس عشر15 بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات

 

رواية خيانه الفصل  الخامس عشر15 بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات






رواية خيانه الفصل  الخامس عشر15 بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات




وجدت عمرو في استقبالها، تأملت ملامحه بشتياق.



 أما هو، فقد جزّ على أسنانه من شدة ضيقه منها ومن تصرفاتها. اقترب منها وتحدث بنفاد صبر:



— إيه جابك هنا؟ هو إنتي مش بتفهمي؟



تناولت الحقائب من مرافقها، وناولته علبة من الحقيبة. أخذها منها وهو يشكرها، ثم أغلق الباب خلفه بعد أن ألقى التحية العسكرية.



لكنها تفاجأت بوجود عدد من الرجال معه في الغرفة، شعرت بالخجل وقامت بخفض عينيها



.أما خالد، فقد قفز إلى الحقائب بفرحة شديدة وهو يلقي عليها التحيه :



— إزيك يا مدام ريم؟ يا رب يكون اللي في بالي!



وافقته بابتسامة:



— آه، ده أكل! أنا اللي عاملاه، بألف هنا.



يقف يتابعها بضيق، لكنها تعمدت عدم الإهتمام بكلماته كأنها لم تسمعه.



وقف إياد بلهفة لتناول الحقائب من خالد وهو يقول:



— أخيرًا حد عبرنا وجاب أكل بيتي!



بينما مالك فرح داخليا من تصرفها ونظر إلى ملامح صديقه، يتمنى له الهداية وألّا يجرحها.




رفعت له يدها بالأزهار كأنه لا يوجد أحد معهم، ناولته إياه وهي تهمس:



— وحشتني...



نظر لها بسخرية:



— إيه ده؟ قلبنا جمد وبقينا نتصرف على هوانا من غير ما نعمل حساب لحد؟



قابلته ابتسامتها العذبة، وهي تردف:



— أنا أول مرة أزور مكتبك، مش هتعزمني على حاجة؟ ولا إنت بخيل؟



اتسعت عيناه من تجاوزها معه في الكلام وتلك الارياحية التي تتحدث بها كأنهم عشاق لا يعلم لما تلك المرة سيطر علي غضبه أمام اصدقائه 



توجه إلى مكتبه وطلب لها نسكافيه، لكنها هتفت باعتراض:



— أنا كنت عايزة عصير مانجو!



شعرت أنه سوف يتحول إلى وحش كاسر ويقتلها من برودها...



ابتعدت ريم بنظرها عن عمرو حتى لا يرى ذلك الخوف المستتر خلف قناع برودها. 



تحول الخوف لبعض من الضيق عندما وجدتهم يلتهمون الطعام بشهيه ولن يتركوا له شيئا وهي التي وقفت كل هذا الوقت من أجله فقط 



التفتت إليه فجأة وسألته بلطف:



— مش هتاكل أي حاجة؟ دا أنا عملاه مخصوص عشانك!



راقبها مالك من بعيد، يقرأ ما تحاول إخفاءه، وقد تحركت شفتاها بتردد وكأنها تترجّاه دون كلام.



ناداه بصوت خافت:



— يلا يا عمرو... دول وحوش، بيأكلوا مش بشر! وأكيد المدام جاية المشوار ده علشانك، مش علشانّا!



ضحك خالد وهو يتحدث بنبرة مرحة، وقد نسي نفسه تمامًا:



— حقيقي... ما دُقتش أجمل من أكلك في الدنيا! يا ريت تعلمي صحبتك، أصل كرهتني في الأكل.



شعر عمرو بالضيق مما يحدث، و حدّق بخالد بغضب قبل أن يصيح فيه:



— خالد! أطفح وإنت ساكت!



لكن ريم لم تهتم، وأجابت بمرح، كأنها لا تسمع نبرات غضبه من تواصلهم معا:



— على فكرة، هقولها!



توقف الطعام في حلق خالد، مم جعله يشرق وبدأ يسعل بشدة فعمّت الضحكات المكان، حتى عمرو لم يستطع أن يمنع نفسه من الابتسام.



ناول إياد زجاجة ماء لخالد وهو يعلق بسخرية:



— يا عيني على الرجالة!



رد عليه خالد بضيق:



— خليك في حالك!



وفجأة، طرق الباب. فتح أحدهم، وفور دخول الطارق، وقف الجميع احترامًا، وضربوا التحية العسكرية في مشهد مهيب أعاد الجدية للمكان .




❈-❈-❈



نظرت ريم باهتمام لترى ذلك الزائر الذي جعل الجميع يقفون بهذه الطريقة المهيبة. كان رجلًا في أواخر الخمسينات من عمره، ذو ملامح صارمة وهيئة تنطق بالهيبة والذكاء الحاد. وقفت بتوتر حين رأته يشير إليهم بإيماءة هادئة:



— كملوا أكلكم... أنا عرفت إن مدام عمرو موجودة، فهأستضيفها في مكتبي شوية.



قال عمرو، باحترام واضح وقد وقف معتدلًا، فالرجل بالنسبة له أكثر من مجرد قائد:



— تحت أمر معاليك، يا فندم.



ابتسم الرجل، ثم قال بلطف:



— اتفضلي معايا، يا مدام ريم.



تحركت ريم خلفه بخطوات مترددة، تشعر بخوف من أن تكون قد تسببت بمشكلة لعمرو دون قصد. لم تكن تنوي سوى مفاجأته، لكنها الآن خائفة عليه أكثر مما هي خائفة على نفسها.



وصلا إلى مكتبه، ففتح لهما الحارس الباب. كان المكتب أوسع وأفخم من مكتب عمرو، ما زاد من شعورها بالرهبة.



جلست بتوتر، ثم تحدثت بصوت خافت تخنقه الرهبة:



— أنا آسفة جدًا، يا فندم... والله عمرو ما يعرفش إن أنا جاية. أنا كنت حابة أعمله مفاجأة، لأنه بقاله أسبوع بره البيت، وما كنتش أعرف إن ده ممنوع... بس والله...



توقفت كلماتها على حافة البكاء، بينما كانت تنتظر ردة فعله...



ابتسم شريف ابتسامة أبوية دافئة، ونظر إلى ريم بنظرة مليئة بالحنان:



— للدرجة دي بتحبيه؟



خجلت، ولم ترد. لكن نظراتها كانت أبلغ من أي كلام.



أكمل بابتسامة مطمئنة:



— أنتي خايفة ليه كده؟ أنا عمري ما أذي عمرو، ولا اسمح لحد يبصله بسوء. عمرو ده ابني، مش مجرد ضابط تحت قيادتي...



 ووجودك في المبنى النهارده شرف وفخر لينا كلنا.



نظرت إليه ريم بدهشة، وعيناها تتسعان بصمت وذهول.



تابع شريف، وقد تغيرت نبرته إلى ما يشبه المزاح اللطيف:



— عارفة، بسببك هيحصل تمرد في المبنى! كل الرجالة هيتخانقوا مع حريمهم!



قالت ريم بصدمة:



— ليه كده بس؟



ابتسم وقال بجدية دافئة:



— لأنك أول زوجة تهتم بغياب زوجها بالشكل ده، وتدخل المبنى وهي شايلة الورد في إيد، والأكل في الإيد التانية.



ثم أكمل بصوت هادئ يفيض بالمحبة:



— آه، بيكلمونا... و يتطمنوا علينا، يتابعوا من بعيد. بس حركتك دي ليها معنى كبير، أكبر بكتير مما تتخيلي . ممكن تهز الراجل من جواه؟ الرجاله عموما تشوفيهم من بره كأنهم وحوش، يدخلوا في الحيط وميتألموش، لكن جوه كل واحد فينا... طفل صغير، دايمًا محتاج حنية واهتمام. يمكن ما نطلبش ده ، لكن لما بيحصل... بيملكنا.



نظر إليها طويلًا قبل أن يقول بصدق:



— الكل غيران من عمرو... و بيحسده عليكي. وأنا؟ في منتهى السعادة. لأني بعد ما شوفتك، تأكدت إن دوري في الخوف عليه خلص.



و متأكد إنك الوحيدة اللي شفاه ... على إيدك. وإنه هيرجع... علشانك.



تنهد قليلًا، كأنه يسترجع ذكريات بعيدة:



— عمرو قاسا... كتير. تعبت معاه عشان يوافق يتجوز، لكنه كان دايمًا رافض. لدرجة إني مرة عرضت عليه بنتي الوحيدة... وبرضه رفض.



نظر إليها ثم أردف بابتسامة متأثرة:



— قال لي وقتها: "دي أختي، و مينفعش أحطها في مكان تاني غير كده."



أنا و باباه كنا أصحاب من و إحنا شبابوبعتبر عمرو أمانته ليا 



ثم أكمل وهو يربّت على كتفها:



— أنا بقولك الكلام ده اللي أول مرة يخرج مني لحد لأن شوفت نظرتك -



خلي بالك من عمرو... و اتحمّليه. أنا عارف إنه ممكن يكون عنيف وقاسي في تعامله، بس



 صدقيني... مافيش أطيب ولا أحن منه. هو بس محتاج وقت... وقت يسترد فيه ثقته في



 الناس حواليه ومش أي ناس الحريم بالذات 



تنهد بحزن وهو يكمل ساعات كتير، الظروف بتكون أقوى مننا... وهي اللي بتشكل مستقبلنا.




❈-❈-❈



 تستمع إلى كلمات شريف بكل جوارحها، تنصت بعمق واهتمام، تتمنى لو استطاعت أن تعرف سبب ذلك السد المنيع الذي يفصلها عن قلب زوجها، ويمنعها من الوصول إلى حياة زوجية طبيعية معه... حياة مليئة بالمحبة، لا بجدران صامتة.



قُطع حديثهما صوت طرق خفيف على الباب.



سمح شريف للطارق بالدخول، 



فدخل عمرو وهو يحمل كوب النسكافيه في يده. وضعه أمامها بهدوء، ثم وجه حديثه إلى شريف بنبرة رسمية:



— خير، معاليك... لسه محتاجها في حاجة؟



أجابه شريف بنبرة عتاب خفيفة، لكن حملت في طياتها الكثير:



— أوعى تكون فاكر إن عديت موضوع جوازك من ورايا ! أنا، لولا وجود الملاك ده... عمري ما كنت غفرت لك إنك لغيت وجودي من حياتك كده!



هتف عمرو بإخلاص وندم:



— حضرتك الجزء الأهم في حياتي... وعمري ما أقدر ألغي وجودك.



تناولت ريم عدة ر شفات من كوبها، الذي وضعه عمرو أمامها تلاحظ نظراته الحادة إليها، نظرات تحمل بين طياتها و عدًا بالعقاب أو حديثًا لم يُقال بعد.



ثم وقف عمرو فجأة، وقال بلهجة حاسمة:



— يلا يا ريم... إحنا عطلنا الباشا أكتر من اللازم.



وقفت ريم سريعًا وهي تشعر بالتوتر يتسلل إليها من جديد.



ابتسم شريف وقال بلطف:



— أتمنى أشوفك تاني، بس المرة الجاية هتكوني عندي في البيت... علشان تتعرفي على المدام وبنتي. فرح ألين كمان أسبوعين، ولازم تكوني معانا الفترة دي.



رد عمرو بثقة:



— إن شاء الله... طلباتك أوامر، يا فندم.



أخذها عمرو وخرج، لم يعود إلى مكتبه كما توقعت، بل توجه مباشرة إلى خارج المبنى. تسير جواره، والخوف يتسلل إلى أعماقها مع كل خطوة، خائفة من صمته أكثر مما كانت تخاف من صراخه المعتاد.



نظرت حولها، وجدت العيون تراقبهما من خلف الأبواب ، لكن عمرو لم يعبأ بأحد، يسير بخطوات قوية واسعه لم يهتم بإظهار سعادة كاذبه أمامهم بضم يدها وهي جواره ، 


بينما هي تسرع خلفه محاولة مواكبة خطاه الغاضبة.



لم يحاول، ولو للحظة، إخفاء غضبه... لم يتكلف حتى ابتسامة زائفة، 



 وهذا ما زادها قلقًا، فقد اعتادت منه الإنفجار والصراخ عند أقل تصرف



 أما الآن... فهو صامت، وصمته كان مرعبًا.



وصلا إلى باب المبنى. الحارسان هناك شكراها بابتسامة ودودة، ردّت بابتسامة خفيفة تحمل ما تبقى من اتزانها.



فتح لها عمرو باب السيارة بصمت، وانتظر حتى جلست، ثم أغلقه بعناية. مال برأسه نحوها، وهمس بصوت منخفض لكنه مشحون بالغضب:



— إنتي اللي عايزة كده... اتحملي.



جلست هي على المقعد تحدّق أمامها بصمت، تحاول لملمة خيوط القلق المتشابكة في قلبها.




بينما فوق في مكتبه 


كان إياد يتحدث باستمتاع، يلوّح بشوكته في الهواء قبل أن يلتهم قطعة جديدة من الطعام:



— إيه ده؟ أنا عمري ما دُقت أكل بالجمال ده!



ضحك خالد وهو يضع كوبه على الطاولة، ثم قال بسخرية:



— أنا اتضحك عليا سنة بحالها! كنت بدوق أكل خطيبتي، وحلويات، وأنا فاكرها عمايل إيديها... ويوم السبوع، اكتشفت إنها مش بتعرف تطبخ أصلًا! وريم هي اللي كانت بتعمل كل حاجة!



ضجّ الجميع بالضحك، خالد شخصيته مرحة وخفة دمه دائمًا يعرف كيف يُدخل البهجة على المكان.



قال مالك ممازحًا وهو ينظر إليه بتحذير ساخر:



— خلي بالك وأنت بتقول اسمها... صاحبك على آخره!



ضحك خالد ورفع كفّيه وكأنه يستسلم:



— فعلًا، عندك حق!



تدخل سامي وهو يأخذ آخر لقمة من طبقه:



— أكل غير متوقع... الواحد كان هيموت من الجوع!



في تلك اللحظة، دخل عمرو إلى الغرفة، نبرته حازمة ونظرته حادة:



— مش كفاية كده؟ أكلنا وشربنا... نشوف شغلنا بقى.



ساد الصمت للحظة، قبل أن يتنفض الجميع استعدادًا للعودة إلى العمل، بينما بقيت البهجة



 عالقة في الأجواء، وإن كانت نظرات عمرو قد أعادت شيئًا من الجدية إلى الوجوه.




في منزل عمرو تحديدا غرفه ريم



تتحرك في غرفتها بخوف. نظراته لها كانت مليئة بالتهديد والوعيد، وصمته زاد من رعبها. دائمًا ما يثور عليها، فماذا حدث هذه المرة؟ جلست على الأريكة وهي تفرك يديها بتوتر، تتخيل مدى سوء رد فعله.



فزعت عندما فُتح الباب فجأة دون طرق. وقفت من شدة الخوف، بينما اقترب منها ببطء، زاد من رعبها و دبَّ القلق في قلبها. كانت تحاول تبرير تصرفاتها له، لكن دون جدوى.



رما جاكيت بدلته على الأرض، وهو يرمقها بنظرات مرعبة، ثم بدأ في فتح أزرار قميصه. تحدث بسخرية لاذعة:



— ما تقولي من الأول إنك محتاجة راجل في حياتك! كنت لبيت رغبتك من غير كلام . 



بدل اللف والدوران 


 وكل شوية تروحي مكان فيه رجاله تستعرضي جمالك قدامهم،؟ ما أنا موجود أهو وأعرف أديكي كل اللي نفسك فيه.



اتسعت عيناها برعب من كلماته المؤلمه، ثم تمتمت بضعف:



— والله، أنا كنت عايزة أطمن عليك بس... وإنت مش بترد عليا لما بتصل.



اقترب منها بسرعة، ثم دفعها على الفراش خلفها بعنف. خلع قميصه، 



هجم علي ملابسها مزقها وانحني يقبلها بقسوة



انقبض قلبها وشعرت بحاله من الذعر



، ليس بسبب عنفه فقط، بل بسبب تحولات شخصيته المفاجئة، التي لم تكن تعرف كيف تتعامل معها.



أنه يعاقبها بطريقه غير ادامية ماذا فعلت لكل ذلك 



صرخت بضياع في محاوله يائسه في إرجاعه عم يفعل 



— لا، عمرو... أرجوك، بلاش تعمل فيه كده! أنا والله ما قصدت حاجة.



كان مغيب لا يسمع كلمه مما تقولها 


  كل ما كان يراه أمامه هو الغيرة، ونظرات الإعجاب و فتنتهم بجمالها التي يعتقد أنها خيانة له. 



كانت تلك اللحظة تمثل صراعًا داخليًا مؤلمًا له، ولكنها من تركته في حالة من الضياع.



صرخت بصوت مبحوح، يملؤه الخوف:


— عمروووو! أبعد عني يا عمرو! حرام عليك! بلاش تكسرني بالشكل ده! أنا ما استهلش منك كده والله.



أصاب جسدها رعشه قوية من فكرة انتهاك جسدها وممن من أقرب شخص لها ، تتحدث بصوت يملؤه الألم والدموع، و كأن الكلمات نفسها كانت تسحبها إلى القاع.



— آسفة، آسفة! أوعدك، مش هتشوفني تاني في أي مكان أنت فيه! حتى هنا في البيت!



مازال علي وضعه يقبلها بعنف يترك أثر علي جلدها كأنه بذلك يثبت ملكيته لها 



ثم نادت بصوت أعلى :



— عُمَررررو! فوق أرجوك 



 تحرك جسدها برعب من تحته، كل ذرة في جسدها ترتعش من شدة الرعب والألم النفسي الذي يعصف بها.



ابتعد عنها عمرو فجأة عندما شعر بإنهيارها و هذيانها في الكلام. نظر إليها لثوانٍ بصمت، 


كأنه لم يستوعب ماذا كان يفعل 



ثم قال بصوت منخفض لكن حازم:



— فكري قبل ما تتصرفي، لأن رد فعلي المرة الجاية هيكون أصعب.



هزت رأسها بضعف، عيناها تملؤهما الدموع، وهي تضم جسدها شبه العاري، ترتعش وتبكي



 مما يحدث لها. جذبت الغطاء إلى جسدها وهي تحاول إخفاء نفسها، لكن دموعها لم تتوقف.



حمدت ربها أنها نجحت في النجاة من تلك اللحظة المروعة. لو أكمل ما



 بدأه، لكانت كرهته إلى الأبد، لكانت فقدت كل شعور بالسلام الداخلي، 



❈-❈-❈



مرت الأيام وهي أوفت بوعدها، تجنبت وجوده كأنها عادت إلى وحدتها القديمة. 


بل أسواء من الماضي



 تبكي دموعًا لا تكف عن النزول، دموع أبكت قلبها من شدة الألم. فالحب بالنسبة لها كان ألمًا



 و عذابًا مستمرً، لا خلاص منه سوى الموت. لقد عشقته، وهو استغل هذا العشق لإيذائها .



ورغم كل ذلك لم تستطع إكمال حياتها بدونه



جلست تستمع إلى الأغنية التركية "حزن الليل"،



  كلماتها تحاكي واقعها بكل صدق:



"اليوم لا يمضي مثل العذاب الذي في قلبي،


الوحدة تصفعني بمرورها في غير أوانها، حتى حزني تعب.



كل دمعة أبكيها، يأست من حزني من دونك.


يمر علي الليل بلا نهاية، لا يزال قلبي متعبًا.


الحب ليس بيدي بعد الآن، الحب محرم عليَّ.


أنظر كيف روحي بدأت تتلاشى مجددًا،


آه، الحب يسقط من شفتي، إلى قلبي كالجمره الحارقة."



تعبر عن حياتها المؤلمه التي تعيشها في صمت.


❈-❈-❈


كادت تغلق جفنيها عندما تعال صوت رنين هاتفها وجدت ريم التي اتصلت حتي تبلغها ألا



 تحضر في فترة غيابهم لكن ريم أصرت



 الحضور تريد أي فرصه للهروب من المنزل 


جائها صوت جنه 


"يا ريم، يا حبيبتي، أنا عندي فرح بنت عمتي، و هغيب أسبوع. هاجر وآدم نازلين يشتروا الموبيليا، يعني مش هيحضروا بكرة ولا بعده، فخلاص... خدي اليومين دول أجازة لحد ما نرجع."


قالت جنة وهي تحزم أغراضها بسرعة.



لكن ريم هزّت رأسها برفض واضح:


"لا يا جنة، لازم حد مننا يحضر علشان يتابع المحاضرات ويجهزها. مش هينفع نغيب كلنا."



ابتسمت جنة بتفهُّم، ثم ردّت:


"خلاص يا حبيبتي، اعملي اللي يريحك... وإحنا هنكون على اتصال دائم. لا إله إلا الله، محمد رسول الله."




❈-❈-❈



استيقظت ريم بملل. اليوم بلا طعم، بلا لون، بلا حياة. غيابهم زاد من شعورها بالوحدة، لكن



 ما أثقل قلبها حقًا كان غيابه هو... أسبوعان



 في مهمة خارجية، و قبلهما أسبوع لم تره فيه إلا لمامًا. كانت تفتقده بطريقة موجعة،



 لكنها وعدته أن تكون بعيدة من مرمي عيونه حتي لا يشتعل غضبه مرة أخري وقد تكون في تلك المرة نهايتها .



❈-❈-❈



تحركت في هدوء، خطواتها بطيئة داخل الحرم الجامعي، لا ترى أمامها. كأنها آلة... روبوت مفرغ من الإحساس، والحياة. كل ما بداخلها حزن ثقيل يتسلل إلى ملامحها.



حتى أوقفتها يد. التفتت لصاحب اليد، وجدت شابًا لا تعرفه يتأملها بطريقة وقحة. جذبت يدها منه بعنف، تتعجب من جرأته في لمسها، كادت تُعنِّفه بكلمات قاسية،


عندما وضع يده على فمه وهو يحدثها بتهديد: "ممنوع الغلط، أصل أقطع لسانك الجميل ده."



ثم أكمل وقاحته وهو يحدثها: "آه، ليكي حق تتدللي بجمالك ده وما ترديش عليّا وأنا بكلمك.


بس للأسف، حظك سيئ، لأن أنا متعودتش



 أكلم حد وما يردش، كده أنا أغضب، وأتمنى ما تشوفيش غضبي."



اتسعت عينها من وقاحته. من هذا؟ وكيف سمحوا بدخوله الحرم الجامعي؟



لكن ما لا تعلمه أنه أحد طلاب تلك الجامعة، وقد تم نقله من فترة بسيطة.



خرجت كلماتها مزيجًا بين الصدمة والغضب، وهي تحدثه: "أنت حيوان! إزاي تكلمني بالطريقة دي؟"


لكن حدث ما لم تكن تتوقعه، عندما رفع يده وصفعها بقوة، أدمى شفتاها، وأحكم قبضته على فكّها بعنف: "أنا قولت إيه؟!"



صرخة مكتومة خرجت منها، ودموعها بدأت تنهمر، ليس فقط من ألم القبضة، بل من الذل والقهر.



لا تستوعب ما حدث، رد فعله شل أطرافها. هل أُهينت من قبل شخص غريب لا تعرفه أمام بعض زملائها؟ هل أصبحت بلا قيمة في نظر الجميع؟



ركض إليها بعض زملائها حتى يخلصوها من قبضة يده،


لكن وجدوا حرس هذا الشخص يواجههم. لا تعلم ما حدث، كل ما أرادته هو الهروب لمكان تختبئ به.


بتلك الإهانة المريرة، لم تعد تريد شيئًا من الحياة. يكفي ما مرت به على مدار سنوات ماضية.


ركضت للخارج مرة أخرى، تسير بضياع. لأول مرة تتمنى انتهاء حياتها.

يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع