رواية خيانه الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات
رواية خيانه الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات
رواية خيانة
الكاتبة أمل مصطفى
الفصل الحادي عشر
والثاني عشر
تحملتُ ألم الأشواك لأزرع بيدي في دربك طريقًا للحياة
فطعنتني بسهم الغدر واللامبالاة .
أمل مصطفي
❈-❈-❈
وصلوا إلى منزل هاجر التي كانت تنتظرهم على نار. وما إن رأتهم يترجلون من السيارة حتى أسرعت بالعودة إلى غرفتها، حتى لا يرى الجيران فرحتها وتصبح مادة للقيل والقال.
عندما دخلن غرفتها، صرخت هاجر وهي تقفز عليهن لتحتضنهن بفرحة شديدة. كانت الأرواح الثلاثة كيانًا واحدًا ينبض بذات المشاعر.
قالت هاجر بسعادة منقطعة النظير:
أنا مش مصدقة! قلبي هيقف من الفرح... معقول كنت بتعذب وهو بيتعذب بسبب حاجة هايفة زي دي؟!
ثم هتفت بجنون:
هتجنن يا بنات! أنا في حلم مش عايزة أصحى منه!
تأملت ملامحهن، وعيناها تلمعان بالسعادة، ثم تابعت:
عارفين، اعترافه نساني الفاجعة اللي كنت فيها. لولا اعترافه ده كان زماني في المستشفى عندي انهيار عصبي من الموقف اللي اتعرضت له.
أخذت نفسًا عميقًا وقالت بامتنان:
بس سبحان الله، اعترافه كان بلسم محا كل حاجة وحشة جوايا، كأنها مش موجودة.
هتفت ريم بمحبة:
الحمد لله إن ربنا طيب بخاطرك وبقيتوا لبعض.
نظرت إليها هاجر بحنان وردت بتمني:
وإنتِ يا حبيبتي...
لكن ريم أخفت حزنها تحت قناع الابتسامة وقالت:
مش وقته الكلام ده دلوقتي! يلا عشان نلحق نخلص.
بدأت الفتيات يتجهزن بلهفة شديدة، وأخذن يتبادلن الآراء في كل شيء، حتى بدا وكأن الغرفة قد تحولت إلى عالم صغير يعج بالأحاديث والضحكات.
سألت جنة عن الفستان، فتحت هاجر دولاب ملابسها وأخرجت أجدد الفساتين لديها:
ده وده... إيه رأيكم ألبس أنهي؟
رفعت جنة إحدى الفساتين بين يديها وهي تقول:
ده لبستيه في فرحي، وده بتاع فرح ريم.
جلست هاجر بإحباط وهي تهمس:
ما هو ما فيش وقت أخرج وأشتري.
هتفت ريم بتشجيع:
مافيش مشكلة. يلا البسي، الوقت بيمر بسرعة. وبعدين كل فستان لبستيه مرة واحدة... الفرحة في وجودك جنبه، وأي حاجة تانية مالهاش قيمة.
ضمتها هاجر بحب وهي تهتف:
عندك حق! لو حتى حضرت بإسدال، مش مهم... أهم حاجة إني هبقى على اسمه أخيرًا!
ضحكت الفتيات على هيامها وهي تتحدث وتحتضن الفستان.
دق الباب، وسمعت من خلفه صوته وهو يهتف:
جوجو، افتحي يا قلبي!
تلفتت حول نفسها بسعادة عندما سمعت صوته الحنون:
حاضر... ثواني يا آدم!
ضحكت عليها ريم ومدت لها يدها بإسدالها:
خدي يا مجنونة.
ارتدت هاجر الإسدال، ثم فتحت الباب وخرجت بينما وقفت ريم وجنة بجوار الباب تترقبان ما يحدث.
رأتا آدم يحمل أكثر من حقيبة، ويمد يده بها لهاجر، التي أخذتها بسعادة دون أن تعرف محتواها.
هتف آدم بعشق:
خدي يا روحي... كان نفسي نختارهم مع بعض، بس الظروف جت كده. تتعوض إن شاء الله في الفرح.
نظرت هاجر إلى الحقائب وسألته:
إيه دول يا آدم؟
هتف بحب:
ده فستان كتب الكتاب والشبكة بتاعتك، يا عمري.
تأملته بعشق وقالت:
ليه كده يا حبيبي؟ ما أنا عندي...
كانت عينا آدم تتألقان بالوله
عاشق ولهان يحلم بكلمة ولو بسيطة من حبيبه...
اقترب منها بخفة، وعيناه تلمعان:
إنتِ قلتي حبيبي بجد؟ ولا أنا ما سمعتش صح؟ قلتيها، مش كده؟ قوليها تاني...
همست بخجل ووجهها يكتسي بالحمرة:
إنت حبيبي وحياتي وكل حاجة ليا في الدنيا... كنت كل يوم بتمنى أقولها لك وتسمعها.
ابتسم آدم وعيونه تلمع بفرحة وعدم تصديق:
غبي معلش... مش بفهم ولا بحس! ضيعت مني كل حاجة حلوة، بس تتعوض إن شاء الله.
وقفت ريم تستمع لحوارهما، ودموعها تتلألأ في عينيها. كانت تبكي من الداخل، كم تمنت أن تعيش تلك المشاعر! لكنها إرادة الله أن تعيش مع شخص فاقد الإحساس.
دخلت هاجر إلى الغرفة وهي تحمل الحقائب بسعادة، ثم بدأت بفتحها.
غمزت جنة بخفة وقالت:
طلع بيفهم، مش حمار زي ما كنت فاكرة!
نظرت إليها هاجر بضيق وهتفت:
جنة، اتلمي! مين ده الحمار يا جموسة؟
ردت جنة وهي ترفع إحدى حاجبيها:
إيه ده والله! ولسانك طول كمان! بس ليكِ حق يا جميلة... ما إنتِ لسه واخدة جرعة حب وحنية... ما قوي قلبك!
ثم غيرت لهجتها، لتردح بمرح:
حظك إن النهارده فرحك، وإلا كنت علمت عليكي!
نظرت كل من ريم وهاجر لبعضهما، ثم انفجرتا في الضحك على جنان جنة.
❈-❈-❈
استأذن خالد من أصدقائه حتى يلحق بموعد كتب الكتاب. عرض على عمرو أن يحضر معه لأن العروسة صديقة زوجاتهم، المقربة لكنه رفض بحجة أنه لا يعرف أحدًا.
أصر عليه خالد، لكنه رد بضيق:
روح إنت، أنا ماليش في الجو ده... هفضل مع مالك، وإبقى وصلها في طريقك.
رمقه خالد بضيق، لأنه كان يعتزم الخروج مع جنة بعد الحفلة. ثم قال وهو يزفر:
يعني كمان مش هتيجي تاخد مراتك؟
رمقه عمرو بملل وهو يقول:
خالد، إنت بقيت بتتكلم كتير زي الحريم... ليه كده؟ يلا شوف طريقك.
نظر له خالد بغيظ وهتف:
ربنا على الظالم!
ثم تركهم وركب سيارته، متوجهًا إلى وجهته، بينما نظر عمرو ومالك لبعضهما وضحكا على تصرفاته الصبيانية.
❈-❈-❈
كانت الزغاريد تملأ المنزل و تصدح في الحارة كلها.
ما شاء الله يا حبيبتي... قمر! قمر!
هتفت ريم بإعجاب وهي تتأمل هاجر.
ردت هاجر وهي تمسك بيد والدتها:
منحرمش منكم أبدًا ولا من وجودكم حوالي.
هتفت صباح بسعادة من بين زغاريدها:
بسم الله ما شاء الله! ربنا يحميكي يا حبيبتي... ألف ألف مبروك! يلا، المأذون بره يا حبيبتي.
خرجت هاجر بخجل، و صديقتاها خلفها، تتقدمان معها بخطوات هادئة.
قابلها آدم عند الباب، وأخذ يدها برفق وهو يتأملها بعشق:
ألف مبروك يا عمري.
ابتسمت هاجر بحب وقالت:
الله يبارك فيك يا حبيبي.
جلست جوار والدها، وفي الطرف الآخر من المأذون جلس آدم، وتمت مراسم كتب الكتاب في هدوء وطمأنينة.
نهض آدم بعد انتهاء المراسم، احتضنها بشوق الكون، وبكى من شدة سعادته. وبكت هي الأخرى في أحضانه، وحمدا ربهما لأنه جمع قلوبًا عانت من سنين الفراق.
همس في أذنها بصوت متهدج:
ياااه يا هاجر... انتظرت اللحظة دي سنين طويلة، أهلكتني... طويلة أوي يا عمري الجميل. مش مصدق إنك أخيرًا بين إيديا و حلالي.
ردت وهي تضم يده بحب:
وأنا كمان مش مصدقة أن ربنا عوض صبري خير... وقبل دعائي ليل ونهار إنك تكون لي.
تقف ريم تشاركهم البكاء بصمت، فقد أنهكها حبها لرجل بارد لا يشعر، وفي نفس الوقت قلبها يرقص فرحًا لأجل شقيقتها و حبيبتها.
اقترب خالد من جنة و غمز لها بمكر:
فاكرة يوم كتب كتابنا؟
ضحكت جنة وقالت:
وهو ده يوم يتنسي! لما اتفقت مع صاحبك يفصل النور عن المنطقة كلها عشان تبوسني بعد كتب الكتاب! ولو كان طول شوية في قطع النور، كنت خليتها دخلة!
هتف خالد بمرح وهو يضمها بحب:
بذمتك... مش كان جو رومانسي جبار؟ الكل بيلف حوالين نفسه في العتمة، وأنا بحضنك وأبوس!
ضحكت جنة بمتعة من تلك الذكرى وقالت:
وأنا مستغربة ليه صممت ما حدش يدخل كتب الكتاب بتليفونه، واللي مش بيوافق يسيبه بره!
ضحك خالد وقال بمرح:
ما لو الكل دخل بتليفونه، لما النور هيقطع هيفتحوا الكشافات... يبقى أنا عملت إيه؟ ده شغل مخابرات، لازم أفكر في كل حاجة!
ردت جنة وهي تتطلع إليه بحب:
مجنون... بس بعشق جنانك!
شعرت ريم بيد تحتضنها من الخلف، وصوت رجولي يهمس برقة:
وحشتيني يا ريم... ما هانش عليا أسيبك في يوم زي ده.
التفتت له بفرحة كبيرة وعدم تصديق، ونطقت اسمه بعشق:
عمرو! إنت جيت إمتى؟
همس بحب وابتسامة جذابة تزين وجهه:
لسه واصل حالًا... حبيت أكون جنب حبيبتي زي أصحابها.
نظرت ريم إلى هاجر وجنة بسعادة، فكل واحدة منهما الآن في حضن حبيبها. اقتربت من عمرو،
ووضعت رأسها على صدره بشوق وراحة لم تشعر بهما من قبل. أخيرًا، شعرت بالأمان بوجوده معها.
تتابع حفلة صديقتها، والسعادة مرتسمة على وجوه الجميع.
ما أصعب شعور الحرمان حين تكون جنتك أمامك، ولا تستطيع الدخول إليها.
(فوقوا معايا كده وبلاش أحلام يقظة! لسه بدري على ما يحصل ده... ها، فوقوا!)
فاقت ريم من حلمها على صراخ وصوت عالٍ. نظرت حولها بذهول، حتي الحلم لمجرد لحظات استكتره الزمن عليها
وجدت الجميع يتوجه نحو البلكونة. تجمع أشخاص كثيرون تحت المنزل في صوان الرجال.
شعرت هاجر بالرعب على آدم، لأن هؤلاء الرجال يتبعون خطيبها السابق.
❈-❈-❈
أفاقت " ريم " من حلمها على صراخٍ عالٍ و ضجة تعالت من الخارج.
اتجه الجميع نحو "بلكونة" المنزل، وهناك كانت جموع من الرجال تجتمّع في صوان كبير.
شعرت "هاجر" بالخوف على "آدم"، فهؤلاء الرجال أهل خطيبها السابق.
طمأنتها "جنة" قائلة:
– "خالد واقف معاه، ومش هيسمح لحد يأذيه."
❈-❈-❈
دوّى صوت والد "ماهر" غاضبًا:
– "إيه اللي انتَ عملته في ابني؟! أنا هوديك في ستين داهية!"
رد "آدم" بسخرية باردة:
– "دي حاجة بسيطة من حقي عنده... بعد ما تجاوز حدوده على حرمة بيتي وأنا مش موجود."
تدخل عم "ماهر" غاضبًا:
– "وانت فاكر إننا هنسكت؟ ولا إن مالوش أهل يدافعوا عنه؟!"
صرخ "آدم" متحديًا:
– "أنا قدامكم، واللي تقدروا تعملوه اعملوه. أنا ما بخافش من حد، ولو ليّا حق هاخده.
ولو كان ليه أهل فعلاً، كانوا علموه إن البيوت ليها حرمة واحترام!"
تحدث العم الآخر بازدراء:
– "طب لو عينك عليها، ليه وافقت على الخطوبة من الأول؟ ولا دي كانت تمثيلية؟"
لم يتمالك "آدم" نفسه، من تلك التلميحات التي تمس حبيبته وصرخ وهو يهجم عليه يلكمه أمام الجميع.
– "ناس شافوه وهو بيتسحب، و بعدها الحارة كلها سمعت صراخها و شافوني بعدها وأنا جاي أجري بالبيجامة... يعني نواياه مش سليمة.
ولو بلغت، الناس كلها هتشهد إنه اعتدى عليها وهي لوحدها. يعني أقل حاجة... خمس سنين سجن.
أربيه أنا، أو السجن يربيه!"
تحدث "خالد" بتهديد واضح:
– "جواب صغير مني، يخليه ياخد ٢٥ سنة. مع إن جريمة زي دي، عقابها المفروض يكون الإعدام شنقًا."
قال أحد الجيران:
– "إحنا كلنا نشهد بعفة بنتنا ورجولة ابننا. و ابنكم هيدفع التمن لوحده."
بدأ والد "ماهر" يتحدث بلين بعد أن شعر بأن ابنه يضيع من بين يديه
– "خلاص... انت كده خدت حقك. و بقاله يومين متبهدل. سيبه يرجع معانا."
نظر إليه "آدم" بجمود:
– "هسيبه يمشي، بس لو شفت طيفه قريب من أي مكان هي فيه، تنسى إن ليك ابن."
❈-❈-❈
طوال الطريق، كانت "ريم" غارقة في شجن وحنين لحلم يقظة عاشته للحظات.
لا تدري ما الذي أثر فيها تحديدًا؛ ربما موقف "آدم" حين احتضن "هاجر" بعينين تنطقان عشقا
أو هيئه خالد وجنه وهم
يتهامسوا فيما بينهم و الفرحه التي تزين ملامحهم تعبر عن انسجامهم لا تعلم قد يكون شوقا لتجربة تلك
المشاعر او قد يكون احساس بنقص شيء مهم بحياتها الزوجيه وهي الإحتواء
دخلت المنزل، وجدته في انتظارها. كان على وجهه علامات الضيق.
حاولت السيطرة علي هذا الحنين للمكوث بين احضانه حتي لو دون ارادته تطفي هذا الجنون داخل روحها
لكن نظرته... جعلتها تتردد ألف مرة قبل أن تتحدث.
قال بسخرية:
– "حمدالله عالسلامة... ما لسه بدري."
نظرت إليه بهيام، متمنيةً لو يضمها إليه، فقط لتمحو من قلبها الخوف والوحدة.
– "الله يسلمك."
سألها بحدة:
– "الساعة كام؟"
نظرت إلى ساعتها:
– "تسعة ونص."
– "وأنا قايل ترجعي كام؟"
قالت بتبرير مرتبك:
– "تمانية... بس حصلت مشكلة، وخالد كان بيحلّها."
اقترب منها ببطء. أغمضت عينيها، تتمنى منه نظرة حب، كلمة حانية، أي شيء يروي جفاف روحها.
لكنه قال ببرود:
– "أنا مالي ومال خالد؟ ليه ما سبتهمش وركبتي مواصلة؟ تحترمي كلمتي وخلاص."
ردت بمرارة شخص فقد كل أحلامه:
– "كنت هعمل كده، بس خوفت تزعل إني رجعت لوحدي. مش عايزة أضايقك أكتر من كده...
ممكن أطلع؟ محتاجة أنام."
نظر لها بحيره يشعر بتغيير في نظرتها له
بها شيء يؤلمها
حدث نفسه ما بك ريم لم هذا الإنجذاب الذي يحدث لي من نظرة عيونك
الأن فقط
تمني لو يقترب منها و يضمها ليعلم ما بها لم لا يستسلم ويترك الماضي خلفه بكل أوجاعه
لكنه التفت، وأعطاها ظهره. قال ببرود يخفي اضطرابه:
– "تقدري تطلعي."
وقفت تحدّق في بروده، بينما كانت ترى في ذهنها نظرات "خالد" و"آدم"...
سالت دموعها في صمت وهي تصعد السلم، بأقدامٍ متعبة، وقلبٍ مجروح، وروحٍ مهزومة.
❈-❈-❈
مرت الأيام والأسابيع...
"ريم" تتمنى لحظة قرب، و"عمرو" يزداد بُعدًا.
أو لنقل الحقيقة: هو يهرب...
تأثير حضورها بات أقوى، و حصونه توشك على السقوط، وهذا ما لا يسمح به.
فهو لم يفشل في مهمةٍ قط... لحظة!
هل يعتبر زواجه مهمة؟ تبًا لك عمرو!
أما "آدم" و"هاجر"، فقد بدأوا يعيشون قصة حب متأخرة، قصة استغرقت سنوات لتولد.
أغدقها بحب وحنان، جعلها تكتشف أن ما كانت تحمله له، لم يكن سوى نقطة صغيرة في بحر عشقه.
ولا ننسى جنون "جنة" و"خالد"، و بهجتهما العفوية...
❈-❈-❈
في غرفتها، وقفت "ريم" تراقب خروجه من الشباك.
كلما رأته، شعرت بالضعف... والحنين يقتلها
من شدة شوقها لحياة زوجيه مستقرة لكن ليس بيدها شيء غير الصبر
فالحب، والاهتمام...
هما الشيئان الوحيدان اللذان لا يمكن شراؤهما، ولا يُمنحان بالإجبار.
هما مشاعر...
غير قابلة للبيع.
❈-❈-❈
في هدوء قاتل، جلست ريم في غرفتها، شاردة الفكر، تحتضن كوب النسكافيه بين يديها المرتجفتين.
رن هاتفها فجأة، التقطته بسرعة، وابتسامة دافئة ارتسمت على وجهها عندما رأت اسم المتصل.
هتفت بحب وشوق:
– "جنة حبيبتي، وحشتيني!"
لكن كلمات "جنة" التي نطقت بها كانت أشبه برصاصة غادرة...
اخترقت صدر "ريم" بلا رحمة، وجعلت الكوب يسقط من يدها على الأرض، مصحوبًا بصرخة رعب مدوية خرجت من أعماقها، باسمه.
أسرعت "حليمة" إلى الغرفة فزعة من صوتها، لترى "ريم" مفترشة الأرض، تبكي بقوة، و يداها ترتجفان كأن الحياة فرت منهما.
تناولت "حليمة" الهاتف من جوارها، وأجابت بتوتر.
تحدث المتصل لبضع ثوانٍ، ثم أغلقت الهاتف وجلست إلى جوار "ريم"، تمسح دموعها بحنان.
– "حبيبتي، هو كويس... جنة قالت حاجة بسيطة، بس إنتِ ما ادّيتهاش فرصة تكمل كلامها. إن شاء الله مجرد رصاصة سطحية، وهو بخير. قومي، غيري هدومك وروحي طمني عليه."
رفعت ريم نظرها إليها بعينين مرتعبتين وسألت بصوتٍ خافت:
– "يعني... هو كويس؟"
ابتسمت "حليمة" بهدوء وهي تملس على شعرها:
– "أيوه، بخير... يلا، قومي بسرعة."
❈-❈-❈
لم تجف دموعها لحظة واحدة.
طلبت سيارة أجرة، فهي لم تكن قادرة على القيادة بتلك الحالة المرتبكة.
تسير بأقدام ضعيفة، مثقلة بالرعب والتوتر منذ أن سمعت بخبر إصابته.
وعندما وصلت إلى المستشفى، تقدّمت نحو مكتب الاستقبال، وأملت الموظفة بياناته، ثم عرفت رقم الغرفة.
تحركت بين ممرات المستشفى بخطى متسارعة، عيناها تبحث عنه فقط.
ما إن رأت باب الغرفة مفتوحًا، حتى اندفعت إليه، لا ترى شيئًا سواه، لا تسمع إلا نبض قلبها.
ركضت نحوه، وارتمت في أحضانه تبكي بانهيار، وكأن اللحظات الماضية كانت سنوات من العذاب.
صرخت بصوتٍ متهدج:
– "كنت هموت من خوفي عليك... مش قادرة أستوعب إنك ممكن تتوجع!"
صُدم "عمرو" من فعلتها، تجمّدت أطرافه لوهلة، لكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه، ودفعها عنه بغضبٍ حاد:
– "إنتِ مجنونة؟! إيه اللي جابك هنا؟!"
ابتعدت "ريم" عنه وهي تمسح دموعها، تحدّق فيه كمن تحاول التأكد أنه بخير، تبحث بعينيها في جسده عن أي جرح أو ألم.
– "أنت كويس؟ فيك إيه؟ إيه اللي وجعك؟"
زجرها بقسوة، محاولًا أن يوقف هذا المشهد المؤلم أمام زملائه:
– "ريم! فوقي! إزاي تيجي مستشفى عسكري؟!"
جاء صوت آخر من أحد زملائه، في محاولة لتهدئته:
– "اهدى يا عمرو... مش كده."
التفتت "ريم" للصوت، لتجد رجالاً آخرين في الغرفة، لم تنتبه لوجودهم، لم ترَهم حين دخلت.
شعرت بخجل شديد، وانحنت برأسها، نادمة على اندفاعها وتهورها.
وقف الرجال بهدوء، وتحدث أحدهم قائلًا:
– "نسيبكوا تاخدوا راحتكم شوية."
لكن "عمرو" رمقها بنظرة غاضبة، مشاعر متضاربة تتلاطم داخله...
هل يشعر بالغيرة؟ أم بالضيق؟ لماذا ينزعج من رؤيتها هنا؟
حاول إقناع نفسه بأنها من اختارت هذا، وأنها تستحق ما سيفعله، فقال بحدة:
– "خليكم، لسه ما خلصتش كلامي."
ثم التفت إليها يتحدث ببرود مصطنع:
– "امشي حالاً... حسابي معاكي في البيت."
حاولت تبرير موقفها، وعيناها تغرقان في الدموع:
– "عمرو، أنا... لما سمعت الخبر..."
قاطعها صارخًا:
– "بقولك بره!!"
ارتجفت كلماته في صدرها، وصفعها صوته القاسي أمام الجميع.
نظرت إليه بذهول، لم تصدق أنه أهانها هكذا، دون اعتبار لمشاعرها أو خوفها عليه.
هي التي كانت دائمًا تضع مشاعر الآخرين أولًا...
هو لم يراعِ كونها زوجته، لم يفكر في نظرات زملائه إليها، أو في ما يمكن أن يتركه هذا الموقف في قلبها.
لماذا كلما اقتربت منه، كسَر قلبها وخذلها؟
لماذا لا يعرف سوى القسوة طريقًا إليها؟
خفضت وجهها، و تحركت من الغرفة وهي تجر أقدامها كمن يحمل أثقالا .
دموعها كانت تعميها، حتى إنها اصطدمت بأحدهم ولم ترفع عينيها، لم تعتذر، لم تعرف من هو.
وقف "خالد" مكانه، وقد تجاوزته دون حتى أن تلقي عليه السلام.
رمقها بدهشة، وهمس لنفسه:
– "ليه الدموع دي كلها؟ حالة عمرو مش مستاهلة كده..."
نادى عليها بصوت عالٍ:
– "ريم! يا ريم! مالك؟"
لكنها لم تسمعه...
فهي الآن، كانت قد دخلت عالمها الخاص... عالم لا يسمع فيه أحد سوى صوت كسر قلبها.
❈-❈-❈
دخل خالد غرفة صديقه، وجده يرمقه بغضبٍ مكتوم، كأنه يعلم يقينًا من أخبر "ريم" بالأمر.
تقدّم نحوه بخطوات مترددة، ثم سأل بصوت منخفض يشوبه القلق:
– "هي ريم مالها؟ بتبكي ليه؟ ومش بترد عليا!"
صرخ عمرو بغضب كاسر، لم يحاول إخفاءه أمام زملائه:
– "طبعًا! سيادتك بلغت المدام، وهي بلغتها، و ادّتها عنوان المستشفى!
وسط كل الرجالة اللي هنا، مش قادر تمسك نفسك شوية و تبطل لتّ الحريم ده؟!"
تجمّد خالد في مكانه، وقد شعر بالإهانة والحرج من تهور صديقه، لا سيما أمام أعين الآخرين.
نظر له بعتاب، ثم دون أن ينبس بكلمة، استدار وخرج من الغرفة، بل من المستشفى كلها، وهو يحمل في صدره ضيقًا لا يُحتمل.
لكن خطواته توقفت فجأة...
عندما وجد "ريم" تجلس في حديقة المستشفى، وعيناها لا ترى شيئًا مما حولها.
و "سليم" يقترب منها ويتحدث، لكنها لا ترد.
فهي لم تكن هنا فعليًا... كل ما يشغل بالها هو كيف استطاع "عمرو" أن يهينها بتلك القسوة، كيف استقبل لهفتها عليه ببرودٍ جارح.
❈-❈-❈
توجه خالد إليهما، ووجهه لا يخفي غضبه، وتحدث بحدّة:
– "خير يا سليم؟ في حاجة؟"
أجابه سليم ببرود مستفز:
– "أبدًا... شفت المدام، حبيت أواسيها، و أفهمها إن دي مجرد رصاصة، ما تستهلش كل ده."
رمقه خالد بسخرية، ثم قال بصوت لا يخلو من التهديد:
– "صاحب واجب طول عمرك... بس خلي بالك من عمرو.
أنت عارفه... ما يقبلش حد حتى يبص، ولو نظرة، لحاجة تخصه. ممكن يضيع فيها أرواح."
نظر له سليم بحقد، ثم تمتم بغمغمة لاذعة:
– "آه... بس مش كل طير ينفع تصيده و تاكله."
لم يعره خالد أي اهتمام، ووجّه حديثه إلى ريم بلطف:
– "يلا يا ريم... أوصلك، في طريقي ."
تحركت جواره دون أن تنطق، لا زالت تحت تأثير الصدمة.
أما سليم، كان يراقبهم بنظرات حاقدة، يحك ذقنه و يتمتم:
– "والله لأندمك إنت و صاحبك على كل حاجة عملتوها معايا... بس الصبر حلو برضه."
❈-❈-❈
في الطريق، كان خالد يقود السيارة، بينما تنبعث من نبرته مودة صافية:
– "إيه رأيك تيجي معايا عند جنة؟ هي قلقانة عليكي جدًا."
هزّت ريم رأسها بأسى، وقالت بصوت متهدّج:
– "مش هينفع... أنا ما قلتش لعمرو، ومش عايزة جنة تشوفني بالحالة دي."
أردف خالد بصدق وهو ينظر إلى الطريق أمامه:
– "عمرو طيب، وصاحب صاحبه، بس عصبي شوية.
أنتِ عارفة... الرصاصة كانت جاية فيه، وكمان في القلب مباشرة.
لولا إنه فداني، وجت في كتفه بدل ما تصيبني، كان زمان صحبتك اترملت."
شهقت ريم بخوف:
– "بعد الشر عليك! مين كان يستحمل المجنونة اللي أنت متجوزها؟ يا خبر... كانت جنّنت باقي الشعب!"
قهقه خالد على طريقتها وقال:
– "أيوه كده... اضحكي!
عمرو غيران عليكي، و بهدلني لأني بلغت جنة، وهي بلغتِك.
أنتِ شايفة المستشفى... أغلبها رجالة، وهو مش حابب حد يشوفك أصلاً."
ثم أكمل وهو يبتسم:
– "والله لولا إني فاهمه، و حاسس بيه، ما كنتش كلمته تاني بعد اللي عمله معايا فوق، و حرجني قدام الكل... عشانك."
نظرت له ريم بعينين دامعتين، وقالت بصوت خافت:
– "أنا آسفة جدًا..."
ربت خالد على كتفها بلطف، وقال بحنان:
– "ما تتأسفيش... أنا متعود منه على كده.
بس الأهم... متزعليش منه."
❈-❈-❈
مرّ أسبوعان على إصابة عمرو، حتى تماثل للشفاء.
ورغم تحسن حالته الجسدية،
لاحظ ابتعاد "ريم" عنه منذ أن طردها من المستشفى.
الغريب أنه حمد الله سرًا على هذا الابتعاد... كأن داخله يخشى مواجهتها أكثر من اشتياقه لها.
ورغم تجنبها له، وحرصها على ألا تكون معه في ذات المكان، لم تستطع "ريم" أن تُخفي شوقها إليه، ولا أن تمنع قلبها من اللهفة عليه.
تنتظره كل ليلة حتى يغفو، ثم تتسلل إلى غرفته بهدوء... فقط لتراه، لتطمئن عليه بعينيها
لقد منعت نفسها عنه تلك الفتره رغم صراعها الداخلي
لأن اهتمامها به خوفها المستمر عليه سبب اهانته لها
لذلك انشق داخلها نصفين حبها وكرامتها
كرامتها التي باتت ممزقة، لا أثر لها منذ أن بدأت حياتها معه، لكنها ما زالت تقاتل لتحفظ ما تبقّى منها.
وفي المقابل، كان قلبها دومًا المنتصر... صاحب الكلمة العليا.
الآن، ها هي تقف في غرفته، تتأمل هدوءه، تنظر إلى ملامحه الجميلة، وتبتسم لطريقة نومه كطفلٍ بريء.
مرّت دقائق طويلة وهي واقفة تراقبه، قبل أن تقترب منه تُغطيه بلُطف.
كانت تتمنى لو تُقبّل وجنته، لكنها خافت من أن يستيقظ ويرى وجودها، فتنقلب لحظة الشوق إلى إهانة جديدة.
اكتفت بتلك النظرة، ثم عادت إلى غرفتها، تسحب وراءها ذيول الضعف... والحرمان.
❈-❈-❈
في المساء،
خرجت ريم من الحمام على صوت رنين هاتفها.
نظرت إلى الشاشة، فارتسمت ابتسامة خفيفة حين رأت اسم "جنة".
– "ريمو حبيبتي! أخبارك إيه؟"
– "بخير يا حبيبتي... وإنتي؟"
ضحكت جنة بسعادة، ثم أردفت بحماس:
– "كلنا بخير... كلمتك عشان إحنا قررنا نعمل رحلة 3 أيام... لينا إحنا الستة!
خالد رفض يكلم عمرو، وقال ريم تقدر تقنعه أحسن."
غفلت ريم عن حظها السيئ للحظة، وهتفت بسعادة:
– "بجد؟! هاجر وآدم وافقوا؟"
ضحكت جنة:
– "أه طبعًا! فاضل بس إنتي وعمرو."
صمتت ريم فجأة عند سماع اسم "عمرو"... تعلم أنه لن يوافق، فهو بالكاد يحتمل وجودها في البيت، فكيف يقبل مشاركتها غرفة في رحلة؟
قطع صوت جنة شرودها:
– "هاي؟ رحتي فين يا بنتي؟"
أجابت ريم بتلعثم:
– "أبداً... أنا معاكي. بس... مش هقدر أجي معاكم."
شعرت جنة بتغيّر نبرة صوتها، فسألت بتعجب:
– "ليه يا حبيبتي؟"
اختلقت ريم عذرًا:
– "الأيام دي عندي مغص مستمر، وخايفة أعكر عليكم الرحلة."
شهقت جنة في الطرف الآخر:
– "أوعي تكوني حامل؟!"
اندهشت ريم:
– "حامل؟ حامل إزاي يعني؟!"
قالت جنة ببساطة:
– "هو إنتي مش متجوزة؟ عادي يعني... بتحصل."
استعادت ريم تركيزها وردّت:
– "لا... أنا وعمرو متفقين نأجل، زيكم، لحد ما أخلص السنة دي."
اقترحت جنة بلطف:
– "خلاص، نروح لدكتور نطمن."
رفضت ريم برقة:
– "أنا هروح بكرة... متقلقيش. بس بلاش سفر ليا اليومين دول."
وافقت جنة على مضض، وقالت بتفاهم:
– "خلاص، نأجل الرحلة لحد ما تكوني كويسة."
لكن ريم قاطعتها برفض قاطع:
– "لا! روحوا واستمتعوا... خَلّي هاجر تفرح يومين بعد تعب السنين.
والجايات أكتر."
قالت جنة بإصرار محب:
– "مافيش فرحة ولا متعة من غيرك يا حب... إنتي فاكهة الرحلة."
في تلك اللحظة، شعرت "ريم" بدمعة ساخنة تحاول التسلل من عينيها،
فكّرت:
"لو ظللت أحمد الله على نعمة وجود جنة وهاجر في حياتي، فلن أوفيه حقّه."
❈-❈-❈
أغلقت الهاتف، ثم جلست على طرف فراشها، تحدث نفسها بصوت خافت يشوبه الحنين:
– "ياه يا عمرو... لو كنا عشنا زي أي زوج وزوجة!
يكون بينّا حب ومودة، ونجيب طفل... طفل منك يعوّضني وحدتي، اللي عشتها سنين من غير أهل ولا إخوات.
يا رب... يا رب حنّن قلبه عليّ، أنا ما ليش غيره بعدك.
وزي ما زرعت حبّه في قلبي... ازرع حبي في قلبه."
ضمت عروستها القماشية إلى صدرها، واختبأت خلف ابتسامة صغيرة، قبل أن يتكاسل جسدها عن النهوض...
وغفت، كأن النوم وسيلتها الوحيدة للهروب من الواقع.
لم تعلم كم مرّ من الوقت...
لكنها فزعت فجأة على صوت الرعد!
ذلك الصوت الذي يرعبها منذ الطفولة، ارتجف قلبها، وارتعشت أطرافها.
جلست على الفراش تتلفّت حولها برعب، ثم نهضت على عجل، ترتدي روبها الشتوي فوق البيجاما، وتتحرك بخطوات مهزوزة نحو غرفته.
طرقت الباب بقوة وسرعة، دون أن تُفكر في ردّ فعله، أو عواقب تصرّفها... لم يكن في بالها إلا الخوف.
فتح عمرو الباب بعنف، ونظراته حادة:
– "في إيه؟!"
تجمّدت الكلمات على شفتيها، لكنها نطقت برجاء متلعثم:
– "هو... ممكن أنام عندك النهاردة؟ بس الليلة دي..."
رفع حاجبيه مستغربًا، وهو يمرر نظراته الحادة عليها:
– "ليه إن شاء الله؟ خير؟"
هتفت، وكل خلية في جسدها ترتعش:
– "أنا... أنا بخاف من الرعد...
بجد بخاف أوي، وعايزة أنام عندك بس للصبح."
رأى خوفها واضحًا، علي ملامحها المرتجفة،
وهو بخبرته، يُجيد قراءة النفوس.
لكنه، رغم ذلك، ترك مشاعره خلفه، ودفعه شيطانه إلى القسوة حين قال بحدة:
– "ارجعي غرفتك... و بطلي لعب عيال يا ريم."
شهقت، وكادت دموعها تنهمر، لكنها قاومت.
رفعت عينيها إليه برجاء:
– "بص... هنام على الكنبة، والله ما هتحس بيا.
و، هخرج قبل ما تصحى حتى...
أنا بس خايفة أوي يا عمرو... أرجوك."
لماذا... لماذا ارتجف قلبه عند سماع اسمه منها بهذه الطريقة؟
"عمرو..."
قالتها وكأنها تلامس روحه، .
تلك من المرات القلائل جدًا التي نادته باسمه، دون ألقاب أو مسافات.
حاول أن يوقف طوفان مشاعره وهو يهتف:
– "ريم... بلاش دلع!
أنتي عيشتي كام سنة لوحدك؟ وجه عليكي كام شتاء؟ كنتي بتعملي إيه؟"
ردّت، وصوتها يقطر صدقًا وارتعاشًا:
– "كنت بنام عند جارتي وسط بناتها،
ولو ما رحتش، كانت هي تيجي تاخدني بنفسها...
لأنها عارفة إني برتعِب من الرعد."
ما يحدث الأن ، لم يكن برودًا... بل جبروت.
كل شيء الآن يدفعه لاحتوائها، يضمها إليه، يخبرها أنه هنا، وأنه لن يسمح للرعب أن يطرق بابها مجددًا.
لكن... ما فعله كان العكس تمامًا.
قال بجفاء:
– "روحي غرفتك يا ريم... أنا ورايا شغل بدري.
يلا!"
ثم أغلق الباب في وجهها... دون شفقة، دون حتى نظرة تعاطف واحدة.
وقفت "ريم" أمام بابه المغلق ، تتلفّت حولها، لا تدري أين تذهب...
أو كيف تطفئ ذلك الخوف القابع في صدرها.
الآن فقط...
استطاعت أن تترك لدموعها العنان.
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا