رواية نصيبي في الحب الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم بتول عبد الرحمن (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية نصيبي في الحب الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم بتول عبد الرحمن (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
نور بصّت في الساعة، الوقت بدري، حاولت تنام تاني، بس الفرحه مش سايعاها، كانت بتفكر في يوسف، اكيد دلوقتي نايم، فكرت تسيبه بس مقدرتش، فتحت موبايلها ورنّت عليه، استنت، مفيش رد، عقدت حواجبها بملل، خرجت من أوضتها وراحت على أوضته، خبطت بهدوء في الأول، مفيش استجابة، خبطت تاني، بصوت أعلى شوية، برضه مفيش رد، وقفت للحظة بتفكر، أكيد نايم ومش سامع.
طلعت الكارت اللي معاها، بصّتله ثواني بتردد، بس في الآخر، قررت تستخدمه، فتحت الباب بهدوء ودخلت.
وقفت مكانها، عيونها اتعلّقت بيه وهو نايم، كان هادي جدًا، ملامحه مرتاحة، أنفاسه منتظمة، وشعره متبعتر شوية كأنه كان بيتقلّب في النوم.
ابتسمت لا إراديًا، قربت بخطوات هادية، مش عارفة ليه حسّت إن اللحظة دي خاصة جدًا، وكأنها بتشوفه لأول مرة بالشكل ده… بعيد عن أي تصنّع
قربت أكتر، وهمست بخفوت وهي بتلمس كفه برفق "يوسف..."
بس مفيش استجابة، شكله فعلاً نايم بعمق ابتسمت وهي يتهمس لنفسها
"شكلك مستحيل تحس بحاجة دلوقتي."
كانت ناوية تمشي وتسيبه، لكن قبل ما تبعد، فجأة، إيده تحركت… وقبل ما تستوعب، شدها ناحيته، فقدت توازنها ووقعت على السرير جنبه، شهقة صغيرة خرجت منها وهي بتحاول تقوم، لكن يوسف لف إيده حواليها ومنعها تتحرك.
"يوسف!" همست بانفعال وهي بتحاول تفلت من قبضته.
لكن هو لسه مغمض عينيه، تمتم بصوت مبحوح وناعم " بتعملي ايه؟"
كانت لسه بتحاول تبعد، لكن قربه، حضنه، طريقته وهو ماسكها كأنها ملكه حتى وهو مش واعي، وصوته وهو لسه صاحي، كل ده خلى أنفاسها تتلغبط، حررت نفسها من قبضته وبسرعه وقفت عند طرف السرير، حاضنة إيديها قدامها وهي بتبص له بملامح متحفظة، لكن قلبها كان بيدق بسرعة، يوسف كان مستلقي على ضهره، عنيه لسه تقيلة وهو بيحاول يفتحها بصعوبة.
رفع إيده يمسح على وشه بكسل، وقال بصوت مبحوح "الساعة كام؟"
قالت وهي بتبص على الموبايل "تسعة."
يوسف زفر بضيق، رجع راسه على المخدة وقال بنبرة متذمرة "حرام عليكي يا نور… أنا منمتش!"
نور رفعت حاجبها بسخرية خفيفة، حطت إيديها على وسطها وقالت "وأنا عملت إيه يعني؟ يدوب ندهتلك بصوت واطي… نومك خفيف أعملك إيه؟"
يوسف فتح عينيه أخيرًا، وبصلها بنظرة فيها مزيج من الإنهاك والمشاكسة، صوته كان أجش وهو بيقول "نومي خفيف معاكِ إنتي بس… جربي تصحيّني بالطريقة الصح."
نور رفعت إيدها وحاولت تخبطه على دراعه بخفة، لكن هو مسك إيديها بسرعة، شدهّا ناحيته وهي اتفاجئت بقربه المفاجئ، عينيه كانت فيها لمعة خبث واضحة وهو بيقول بهمس "جربي تقوليلي صباح الخير الأول… بطريقة أحلى."
بصتله بحب وقالت " صباح العسل والسكر والحلاوه كلها"
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية، نظرته كانت مليانة إعجاب وهو بيبصلها، قرب أكتر وقال بصوت أجش "كده؟ ده أحلى صباح ممكن أصحى عليه."
نور حست بحرارة نظراته، قلبها دق بسرعة، لكنها حاولت تسيطر على نفسها، فكت إيدها من قبضته بخفة وقالت وهي بتبعد بخجل مصطنع "يلا يا كسول، قوم بدل ما تفطر لوحدك."
يوسف ضحك بصوت واطي، قام وهو بيعدل شعره بإيده، قرب منها فجأة وقال بصوت واطي "طب ما تفطري معايا، بالمرة تعوضيني عن النوم اللي ضاع."
نور رفعت حاجبها وقالت بمكر "هنفطر بس تحت … مستنياك."
لفت بسرعة وخرجت من الأوضة قبل ما يرد، فضل واقف مكانه مبتسم وهو بيتمتم لنفسه " هتجنني…!"
مروان كان قاعد في مكتبه، وسرحان في كل اللي بيحصل حواليه، الحِمل بيزيد عليه يوم عن يوم، وكل الطرق بتقف قدامه، الشركة بتنهار، والمشكلة إن السبب الأساسي ورا كل ده هو شخص هو حتى ميعرفوش… يوسف.
من كتر التفكير، مسك فونه وفتح الفيسبوك، حس إنه لازم يعرف أكتر عن الراجل ده، كتب اسمه في البحث… ولقاه بسهولة.
دخل على صفحته، قابله اول بوست لسه نازل من ساعات… بوست خطوبته!
مروان رفع حاجبه بخفة، فضوله زاد، وقرر يدخل على أكونت العروسة… قرا الاسم، ودخل على البروفايل…
وهنا كانت الصدمة.
"نور؟!"
الاسم خبط في دماغه زي الطلق، قلب الصور بسرعة… مش مصدق.
"معقول؟! يعني يوسف ده هو خطيبها اللي كانت رافضاني عشانه؟!"
الدواير اتجمعت كلها في لحظة… وكل حاجة بقت منطقية.
"يعني هو دمر الشركة انتقام؟ علشانها؟"
الأسئلة خبطت في دماغه، والإجابات كانت زي السم.
حس إنه مخنوق، وكأن الهواء نفسه بقى تقيل…
مخنوق من كل حاجة بتحصل حواليه.
مخنوق من اللي وصله، من تعب أبوه، من حياته اللي اتقلبت ومن عجزه هو قدام اللي بيحصل.
حاسس إن حياته كلها بتبوظ، بتخرج من إيده واحدة واحدة…
وفوق كل ده، نور… اللي رفضته، كانت السبب، رفضته علشان يوسف… ويوسف كان السبب في خراب كل حاجة، بس ملحوقه، هو عارف هيتصرف ازاي
عند يوسف، دخل الحمام اخد شاور ونزل الكافيتريا، قرب منهم، لمح نور قاعدة مع داليا، ابتسم بخفة وهو بيقلع نضارته ويحطها على الترابيزه
"صباح الخير." قالها بصوت مبحوح شوية.
نور وداليا ردوا مع بعض "صباح النور."
يوسف سحب كرسيه وقعد، مد أيده اخد كوباية القهوه اللي قدام نور وشربها كلها على بوق واحد
نور بصّتله بصدمة وقالت "الفطار جاي على فكرة."
يوسف زفر بصوت مسموع وهو بيرجع الكوباية مكانها وقال
"أنا مصدّع بطريقة… كان نفسي أنام بجد، بقالى فترة مش بنام كويس."
نور رفعت حاجبها وقالت بمكر "متحسسنيش بالذنب بقى!"
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية، مال ناحيتها شوية وقال "أنتِ شكلك كنتِ خارباها نوم… راجعين وش الصبح وحضرتك قدرتِ تنامي ساعتين وكفوكي"
قبل ما ترد، داليا اتدخلت "لو جينا للحق… فهي كانت بتهرب للنوم مش أكتر."
نور رمقتها بنظرة تحذيرية لكنها مردتش، في اللحظة دي، الويتر جه بالأكل ورصّ السفرة بعناية، وبعدها انسحب بهدوء.
نور بصّت ليوسف وقالت "أنت قافل فونك ولا عامله سايلنت؟"
يوسف رد وهو بياخد لقمة من التوست "عامله سايلنت من بالليل."
نور هزّت راسها وقالت "صحيت لقيت كمية اتصالات عندي، فأكيد انت كمان عندك أكتر، هتفضل طول اليوم ترد على الناس"
يوسف زفر وهو بيرجع ضهره على الكرسي وقال "أفوق بس… ونشوف الدنيا ماشيه ازاي"
بدأوا يفطروا وداليا قالت وهي متحمسة كالعادة "أنا لسه مصدومة إننا خلاص بقينا في العد التنازلي لكتب الكتاب والفرح! مش مصدقة إنكِ أخيرًا وقعتِ يا نور!"
نور ضحكت بخجل، لكن يوسف كان عنده تعليق جاهز، بص لداليا وقال بثقة "هي موقعتش، هي بس اعترفت بالحقيقة اللي كانت بتحاول تنكرها."
نور ضربته بخفة على دراعه وقالت "يوسف، بطل بقى، كفاية غرور!"
لكنه ضحك وقال بحماس وهو بيفتح فونه "مش غرور، ده الواقع."
وسط الضحك والأحاديث العفوية، كان يوسف بيتلقى مكالمات كتير جدًا، كل شويه موبايله بيرن، وكل ما يرد، صوت التهاني والمباركات بيكون واضح حتى من بعيد.
نور وداليا كانوا بيتفرجوا عليه وهو بيتكلم مع أهله وأصحابه، ابتسامة رضا واضحة على وشه، وكل كلمة كان بيقولها بتثبت قد إيه هو سعيد باللي بيحصل.
بعد ما خلص آخر مكالمة، فتح الواتساب ولاحظ إن الجروب بتاعه مع آدم، إيمان، هبة، سارة، ملك، وندى كان مليان رسايل.
كله كان بيبارك ويعبّر عن فرحته بيه.
آدم: "وأخيرًا الوحش وقع! مش مصدق إنك خطبت يا مجرم!"
إيمان: "يوسف بيه، فاكر لما كنت بتقول إن الجواز مش في بالك خالص الفتره دي؟ أهي نور قلبت الموازين."
هبه: "نور، إنتِ بطلة! إزاي قدرت تخليك تعترف بحبك وتتجوز بالرغم من رفضك؟!"
سارة: "المهم يا نور، متسيبهوش يعمل فيها القوي، إحنا معاكِ انتي!"
ملك: "خلاص بقى، حان وقت تجهيز الفرح بقى!"
ندى "أهم حاجة، مش هنسيبكوا تحتفلوا لوحدكم، عايزين حفلة قبل الفرح!"
يوسف قعد يضحك وهو بيقرأ الرسايل، وبعدها رفع عينه لنور وقال بمكر "شايفة؟ العصابة كلها متحمسة!"
نور ضحكت وقالت " حقهم"
داليا قعدت تضحك وقالت بمزاح " جهز نفسك يا عريس، الشهر ده هتتفرم"
يوسف رفع حاجبه وقال بثقة "مفيش مشكلة، أهم حاجة العروسة تكون جاهزة."
نور ابتسمت وقالت " اكيد جاهزه"
ضحك بخفه وهو شايف اللمعه اللي في عيونها، ريكاردو رنّ على يوسف، ويوسف أول ما شاف الاسم على الشاشة، وقف وراح يكلمه بعيد عنهم شوية، صوته كان واطي، لكنه باين عليه كان فرحان، نور كانت قاعدة وكل تركيزها عليه، مكنتش مصدقة اللي بيحصل… حسّت كأنها في حلم، عينيها مكانتش بتفارق يوسف، وكل حركة منه كانت بتخطف انتباهها، داليا لمحت نظراتها وابتسمت بخفة، كأنها فهمت اللي في قلبها من غير ما تتكلم.
ريكاردو بارك ليوسف بفرحة حقيقية، وفضلوا يضحكوا ويتكلموا كأنهم مستنيين اللحظة دي من زمان، اتفقوا ينزل على كتب الكتاب على طول مع الشلّة كلها، وريك كان متحمس جدًا، بعد ما يوسف قفل معاه، مسك موبايله وكلم تيمور، واللي أول ما رد عليه باركله بكل حرارة، يوسف اتطمن منه على الوضع هناك، وسأله على كل حاجه
بعد ما خلص معاه رن علي زين عابدين، وأول ما زين رد، كان السلام بحرارة وودّ كبير، فضلوا يتكلموا شوية، والضحك كان باين في صوتهم
نور كانت لسه متابعاه، عينيها متعلقة بيه، ومش قادرة تشيل عنه نظرها، قالت لداليا وهي بتحاول تخفي توترها "بقاله ساعة بيتكلم."
داليا بصتلها بهدوء وقالت بابتسامة خفيفة "وإنتي إيه مضايقك؟!"
نبرة صوتها كانت فيها دعابة، لكن عينيها كانت بتراقب نور باهتمام، كأنها شايفة كل اللي بتحاول تخفيه.
نور قالت وهي بتحاول تبان عادية "أكيد مش متضايقة… بس اليوم هيطير."
داليا ابتسمت وقالت بهدوء "أكيد عنده أصحاب كتير لسه هيكلمهم… وخصوصًا بنات إيطاليا."
عند الكلمة دي، نور رفعت عينيها وبصتلها بانتباه واضح، نبرتها اتغيرت وهي بتكرر وراها باستغراب "بنات؟!"
داليا ردت من غير تردد، ونظرتها فيها خبث بسيط "أكيد بنات، أومال إنتِ فاكرة إيه؟!"
قالت الجملة بابتسامة خفيفة، كأنها بترمي كلامها كده والسلام، لكن وقعها على نور كان تقيل، خلّى قلبها يدق أسرع من غير ما تبين.
طبعًا نور كانت متضايقة من فكرة البنات، وكل ما كانت تحاول تهدي نفسها، تلاقي عقلها بيرجع يتخيل حاجات أكتر توجعها.
داليا قالت " انا طالعه، هسيبكوا براحتكوا"
نور هزت راسها، داليا انسحبت ونور قامت من مكانها وراحتله، وهو لسه ماسك الموبايل وبيتكلم، كانت ناوية تكلمه، بس أول ما قربت منه، شاورلها بإيده تسكت لحد ما يخلص.
سكتت، وفضلت واقفة جنبه، عينها عليه وكلامه عادي، واضح إنه بيتكلم مع راجل، مش ست، خلص المكالمة وبصلها.
قالت بنبرة فيها شك شوية "بتكلم مين؟!"
رد من غير تردد "واحد صاحبي، في إيه؟!"
قالت وهي بتحاول تتحكم في غضبها "بقالك ساعة واقف بتتكلم هنا، متعرفش تتكلم وإنت قاعد يعني؟"
قال وهو مستغرب لهجتها "لاء، عادي، فيها إيه؟ إنتِ مكبّرة الموضوع ليه؟!"
نور سكتت ثواني، فكرت، وبعدين قررت تحرق دمه زي ما هو حارق دمها.
قالت بهدوء متعمَّد "كنت عايزة أطمن على وضع مروان."
بصلها بصدمة، عينيه وسعت، لكن هي كملت وعدلت كلامها بسرعة "أقصد دكتور مروان… يا ترى نفذت وعدك؟"
طبعًا ملامحه اتغيرت تمامًا، الغضب بان على وشه، اتعصب جدًا، عينيه ولعت وهو بيقول بصوت عالي "مين يختي؟!"
نور ردت بهدوء مصطنع بس كلامها كان حاد "يوسف متنساش وعدك، انت قولتلي هتساعده يرجع شغله تاني."
قرب منها بخطوات سريعة، ملامحه كانت مشدودة ونبرته غضبانة "أيوه، بس انتي ليه هو شاغلك؟! مش فاهم… ليه أصلاً يشغل تفكيرك؟!"
قالت وهي بتحاول تسيطر على انفعالها "دكتوري، وبسأل عنه… وانت وعدتني يا يوسف، متنكرش."
هز راسه بيأس، عينيه فيها وجع واضح، وقال "انتي ليه مصممة تعكنني أهم لحظات في الحياة؟ امبارح كان يوم حلو، ودلوقتي كنتي عادي، ليه جايه تنكشي وتجيبي سيرة الزفت ده… وانتي عارفة قد إيه أنا بكرهه؟!"
نور رفعت راسها بتحدي، والغيرة واضحة في نبرتها وهي بتقول "ما انت اللي واقف بعيد ومش راضي تيجي تقعد هناك وتتكلم، يا ترى ليه؟ عشان بتكلم بنات، صح؟! أكيد أصحابك وبتكلمهم عادي!"
يوسف حس بيها، وشاف اللي مخبيّاه في كلامها، فابتسم ابتسامة جانبية وقال "آه، انتي غيرانة… طب ما تقولي كده من الأول!"
رفعت حاجبها، وقالت بثقة وبنظرة كلها دلع "هغير من إيه؟! أكيد أنا أحلى منهم… صح؟!"
قرب أكتر، نبرته بقت أهدى بس فيها نغمة عاشقة، وهو بيبصلها "صح… وأجمل من الكل، بس متزعليش مني، عينيكي وهي زعلانة بتوجعني."
قالت بجدية "بس المرة الجاية، متقفش بعيد تتكلم… حتى لو الموضوع مش مهم."
يوسف ابتسم، وقال وهو بيشدها ناحيته بخفة "اتفقنا… بس انتي كمان، متجيبيش سيرة الزفت ده تاني، بيرفعلي ضغطي."
رجعوا الترابيزة بعد شد وجذب، كل واحد فيهم بيحاول يخبّي مشاعره لكن واضح إن التوتر والغيرة ما زالت في الجو، قعدوا سوا، وابتدوا يتكلموا في تفاصيل كتب الكتاب.
يوسف كان ماسك موبايله، وكل شوية بيرن، فيفصله بسرعة بنفَس متضايق… وبعدين قرر يسيب الموبايل على جنب ويتفرغ لها.
قال وهو بيبص في عينيها بجدية، لكن نبرته فيها دفا "قدامنا بالظبط ٦ أيام… فكرتي؟ عايزه كتب الكتاب يبقى إزاي؟ أكيد كان عندك أحلام من صغرك عن كتب كتابك… فقوليلي بسرعة كده، عايزاه يبقى إزاي وفين؟"
نور بصّت له بتحدي، رفعت حاجبها وقالت بنغمة فيها دلع "هتعرف تطلعه زي ما أنا عايزاه يعني؟!"
رف أكتافه وقال " مش عارف، لو في المعقول يبقى ليه لاء "
ضحكت نور وهي بتحرك راسها بنفي وقالت بإصرار " يبقى هيطلع مش زي ما بتمنى بالظبط"
قرب منها وقال بنفس التحدي اللي فيها "طيب… نبقى نشوف وقتها."
وبعدين رجع نبرته للهدوء وقال "المهم… قولي."
ابتسمت نور، وبصّت له بخفة وقالت "هقولك… بس متستسهلش، أنا دماغي فيها كتير!"
يوسف رد بسرعة وهو بيضحك " طيب قولي يلا، سامعك"
قالت وهي متحمسة "أنا عايزاه على جزيرة، مش أي جزيرة… تبقى جزيرة وسط البحر ، فيها شاطئ رملي ناعم، والمية حواليها شفافة لدرجة إني أشوف رجلي وأنا واقفة!"
يوسف رفع حاجبه وقال "ماشي… كمّلي!"
قالت بحماس أكتر "يكون المكان متزين كله بفوانيس زجاجية، تتحط على الأرض مش متعلقة، ونمشي ما بينهم لحد ما نوصل لشيخ كتب الكتاب، وبدل ما يكون لابس لبس تقليدي، لاء… يبقى لابس أبيض كله، والميكروفون شكله شيك… مش سلكه باين!"
ضحك يوسف وقال " انتي ماشيه بمبدأ اهم حاجه التفاصيل"
نور ضحكت وكملت "وأول ما يقول 'زوجتك'، يتفتح حواليّا دواير من الشموع المائية، ويبقى حوالينا زي هالة نور… آه، وعايزة الشمس تغرب واحنا بنقول 'قبلت'، ويبقى في طيارة صغيرة فوق بتصورنا من الجو، عشان الفيديو يبقى كأنه فيلم!"
قال يوسف وهو بيهز راسه من الدهشة "إنتي كنتي بتحلمي بده فعلاً؟"
ردت وهي بتبتسم وبتغمز "ده أقل حاجة… ده أنا كمان كنت عايزة أول ما نخلص نركب مركب خشبي، نمشي بيه شوية وإحنا لابسين لبس أبيض كله، وتترمي حوالينا ورد أبيض في البحر، والناس تصقف من بعيد على الشط!"
ضحك وقال "ده أنا محتاج ميزانية دولة!"
قالت " ما انا قولتلك صعب"
يوسف سكت شوية بعد ما سمِع كل كلامها، وبصّ لها بنظرة فيها ابتسامة ممزوجة بالعجز المزيف وقال " موعدكيش أن ده كله هيحصل بس كملي"
نور رفعت حاجبها، وقالت بهدوء "عارفة… عارفة إنه مش هيكون زي ما أنا عايزاه بالظبط، بس إنت اللي قولتلي قولي."
ضحك يوسف وقال "صح، عندك حق… طيب قوليلي بقى، التفاصيل يا نور… عايز أعرف أدق التفاصيل، حتى لو هتشبعي خيالي بس."
ابتسمت بخفة وقالت "عايزة الكراسي تكون شكلها حلو وجديد، وتبقى بيضا كلها ومتغطيه بشيفون ناعم بيطير من الهوا، عايزة الناس تبقى لابسة أبيض كأنهم جايين حفلة سماوية، وممنوع الألوان الصارخة، عايزة كل حاجة تكون هادية، صوت البحر يبقى مسموع، بس مش مغطي على صوت الشيخ."
بصت قدامها كأنها شايفة المشهد وقالت "وعايزة مفيش ميكروفون عادي، لأ، يبقى فيه مايك صغير شبه بتاع البرامج الوثائقية، يتسجل بصوت نضيف من غير دوشة، والمكان كله متزين بورود لونها أبيض وبينك فاتح، مش حاجات فاقعة… عايزة الجو كله يحسّسني بالسكينة، كأن ربنا بيبارك اللحظة."
يوسف كان بيسمع بكل تركيز، ملامحه اتحولت من الضحك للتفكير، و قال بهدوء " كملي..... قولي كل اللي نفسك فيه"
نور خدت نفس عميق وكملت وهي عنيها بتلمع بالحماس "وعايزة الممر اللي همشي فيه يبقى من ورد طبيعي، مرشوش على الرمل… مش ورد بلاستيك، ورد حقيقي، ريحته تملى المكان، ومفيش زفة، ولا دي جي، بس في الخلفية نسمع صوت كمانجة ناعم بيعزف حاجة هادية، شبه الموسيقى اللي بنسمعها في الأفلام الرومانسية."
سكتت لحظة وقالت بابتسامة حالمة " ولما الشيخ يعلن جوازنا مع غروب الشمس، النور يبقى طالع من الشموع اللي محطوطة حوالينا، كأننا في حلم، حلم كبير أنا طول عمري مستنياه."
يوسف كان بيبصلها باستغراب وانبهار، قلبه كان بيتحرك مع كل كلمة، ومع كل حلم بتحكيه، حس قد إيه هو بيحبها، وقد إيه هي عايزة حاجة من قلبها.
قال لها بصوت ناعم "نور… إنتي بتتكلمي كأنك كاتبة سيناريو لحكاية خرافية."
ضحكت بخفة وقالت "ما هو أنا حلمي كتب كتاب مش عادي، كتب كتاب لما أكبر وأبص ورايا، أقول "آه… كان يوم عظيم"
يوسف قرب منها وهمس "وعد واحد أقدر أديهولك… مش هقدر أحقق كل ده، بس هحاول أخلّي اليوم ده، أعظم يوم في حياتك، بطريقتي أنا… وبقلبي أنا."
نور بصّت له، وسكتت، بس عنيها قالت كل حاجة
يتبع.......
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا