القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثانى)الفصل الرابع عشر14بقلم شروق مصطفى حصريه

 

رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثانى)الفصل الرابع عشر14بقلم شروق مصطفى حصريه 





رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثانى)الفصل الرابع عشر14بقلم شروق مصطفى حصريه 



الفصل الرابع عشر🌹وانصهر الجليد

التقت عيناهما ظلّا على هذه الحال، تائهين في تفاصيل وجوه بعضهما البعض، حتى أيقظهما من شرودهما صوت بوق سيارة مرتفع. انتفضت بسرعة، معتدلة في وقفتها، بينما تنحنح هو محاولًا استعادة توازنه، قائلاً بنبرة عملية:

— ابقي خلي بالك وارجعي للبنات، وأنا هشوف العربية."


تركها واتجه نحو السيارة المتوقفة، متكئًا للأمام على نافذة السائق، متقمصًا دور الضابط وهو يلقي نظرة سريعة على من بداخلها:


— "فين رخصتك؟"


نظر إليه السائق ثم أخرج الرخصة بامتثال:


— "اتفضل يا باشا."


التقطها عاصم بلا اهتمام، ألقى عليها نظرة سريعة، ثم فاجأ السائق بسؤال آخر وهو يعيد له الرخصة:


— واقف هنا بتعمل إيه؟


وجه نظراته للمرأة الجالسة في الخلف، ثم للرجل الجالس بجانب السائق، غير مكترث بنظرات سيلا الملاصقة له، والتي كانت تترصدهم بعدائية كأنها تنتظر لحظة الانقضاض عليهم. لم يجد في مظهرهم أي علامة تدل على الإجرام الذي زعمت هذه "المجنونة" أنهم متورطون فيه.


تحدث الرجل الجالس بجانب السائق باحترام:


— "إحنا مستنيين أختي، زمانها خلصت حفلة تخرجها وطالعين على البلد."


أردف السائق:


— "يا باشا، هو في حاجة ولا...؟"


لم يكمل جملته حتى دلفت الفتاة إلى السيارة وأغلقت الباب، ثم سألت والدتها بقلق:


— "إيه ده؟ في إيه يا ماما؟ مين ده؟"


نظر عاصم إليهم جيدًا، فلم يجد أي شيء مريب كما ادعت سيلا. تنهد ثم قال للسائق:


— تحركوا.


انطلقت السيارة مبتعدة، فالتفت إلى سيلا، ليجدها خافضة رأسها بأسى وخيبة أمل. في تلك اللحظة، أيقنت أن كل شيء عاشته لم يكن سوى حلم، حلم لم يكن له أي أساس من الواقع.


ضحك عاصم بصوت عالٍ، ثم توقف عندما لاحظ لمعة الدموع في عينيها، فاقترب منها متسائلًا بسخرية:


— "شُفتي بنفسك اللي حصل؟ مكنتيش هتصدقيني لو كنت رحت لوحدي، صح؟"


صمتت قليلًا، ثم انفجرت بالكلام، غير قادرة على كتم مشاعرها أكثر، بينما كانت تحرك يديها بعشوائية:


— "شُفت كل حاجة! شُفت يوم تخرجي، ونفس صحابي، ونفس الشارع، ونفس العربية دي، ونفس اللي جواها! معقول كل ده مش حقيقي؟ كنت عايزة أنقذها في الحلم، بس ملحقتهاش! حلمت بناس كتير... وموت... ومرض... وزواج... وبك أنت كمان!


قالت جملتها الأخيرة بإشارة خجولة نحوه، لكنها شعرت أنها ربما تحدثت أكثر مما ينبغي، فالتزمت الصمت.


ابتسم عاصم بسخرية، ثم قهقه مستمتعًا بالموقف:


— "والله وماله! وأنا كمان كنت في أحلامك؟ يا ترى شوفتيني إزاي؟ أوعي أكون أنا اللي كنت جوه العربية!"


ثم انفجر ضاحكًا من جديد، بينما حاولت سيلا الهروب من الموقف بتوتر:


— "ها؟ لا، لا طبعًا! أبدًا... أنا تأخرت ولازم أمشي حالًا."


تحركت سريعًا، لكنه وقف أمامها ليمنعها من الهروب، محدثًا إياها بنبرة أكثر جدية:


— عمومًا، أيا كان اللي شُفتيه، مش لازم يكون حقيقي ويتحقق. أحيانًا بنحلم ونقوم ناسيين كل حاجة، وبعد سنين نحس إننا شوفنا المكان قبل كده رغم إنه أول مرة ندخله! وممكن يكون الحلم رسالة، وممكن يكون مجرد تخيلات. على فكرة، لو حلمتي بدم، الحلم كله بيبقى فاسد ومش بيتحقق. ولو كان رؤية، ممكن يحصل فعلاً."


ظلت تنظر إليه بصمت، مستغرقة في كلماته، حتى قطع شرودها قائلًا بمكر:


— يا ريت ما تحلميش تاني بقا، كفاية اللي حصل النهارده! المهم... طمنيني، كنت شرير ولا طيب في حلمك؟


ثم تذكر ما قالته قبل قليل، فقهقه مجددًا وهو يردد:


— "آه، صح! أنتي شُفتيني ضابط، يبقى أكيد كنت شرير!"


ضحك بصوت عالٍ، غير قادر على التوقف، بينما اغتاظت سيلا من سخريته، فدبّت بقدميها على الأرض عدة مرات، ثم نفخت بضيق من أمامه:


— "وأنت ما صدقت تضحك عليَّ! أوف، أنا ماشية من قدامك أحسن!"


استدارت بعصبية وابتعدت، بينما كان هو يتبعها بخطوات هادئة، مبتسمًا بتسلية. توقفت عند مي ورودينا، حيث كان معتز معهما يلقي بعض المواقف المضحكة، بينما كانت الفتاتان تتابعان ما حدث بينها وبين عاصم بفضول.


نظرت مي إليها بدهشة، فالتفتت الأخرى إليها وملامح وجهها متجهمة، دليلًا على الغضب. حاولت مي كتم ضحكتها وهي تقول:


— المهم، لاقيتِ حاجة بعد ده كله؟


ربّعت سيلا يديها ونفخت بضيق:


— مش هنخلص بقى من الحوار ده، صح؟


تدخل عاصم بابتسامة سمجة تعلو وجهه، قائلًا:


— لا أبدًا، الآنسة كانت بتحلم بس، وشكلها ما تغطّتِش كويس...


ثم وجه نظره إلى رودينا وقال:


— مش يلا بينا بقى ولا إيه؟


نظرت سيلا إلى مي بملامح متبرمة، ثم زفرت قائلة:

— يلا بينا إحنا كمان من هنا بدل ما أولّع فيه، أنا تعبانة وعاوزة أنام.


تدخل عاصم مجددًا قبل أن تعترض سيلا، وقال بنبرة غير قابلة للنقاش:


— إنتِ بالذات ولا كلمة زيادة، اركبوا هنوصلكم معانا، يلا!


 بالفعل، انصاعت له وركبت السيارة. لم تدرِ لماذا لم ترفض، لكنها أرادت أن تراه، ربما يكون هذا آخر لقاء بينهما ولم تره مرة أخرى. حمدت الله أن الحادثة لم تقع كما توقعت، وأيقنت أن الحلم كان فاسدًا بأكمله. لم تعمل في جريدة، لم تسافر، لم تُختطف، لم تمرض، ولم يمت أحد. ابتسمت تلقائيًا لهذه الأفكار، لكن عينيها أدمعتا دون قصد وهي تحدق بشرود عبر نافذة السيارة، عندما مر بخيالها مشهدٌ له وهو يحتضنها بحنان ويعاملها كطفلته الصغيرة.


لمحها عاصم بطرف عينه، واندُهش من التغيرات التي مرت على ملامحها، لكنه سرعان ما عاد ليركز على الطريق أمامه.


قطع الصمت صوت معتز وهو يسأل البنات:


— ناويين تعملوا إيه بقى بعد التخرج؟


نظرت مي إلى سيلا، فوجدتها شاردة، فتحدثت بدلًا منها بحماس:


— ناويين نتدرب الأول في جريدة، أنا وسيلا.


التفت عاصم إليهما وسأل بفضول:


— وانتوا ناوين تمسكوا أقسام إيه في الصحافة؟


وجه كلامه إلى سيلا، لكنها لم ترد، فدفعتها مي بكتفها لتنبهها قبل أن تجيب عنها:


— أنا بحب الفن، وسيلا السياسة والجرائم.


قهقه عاصم بصوت عالٍ حتى انتبهت إليه، ثم قال بسخرية:


— تاني؟ محرمتش يا بنتي! بصراحة، بعد اللي شوفته منك النهاردة، أتوقع إنك أحسن حاجة تفضلي في البيت وتستني عريسك، لأنك أكيد هتكتبي عن البرئ وتسيبي القllاتل الحقيقي!


كتمت مي ضحكتها بصعوبة، أما سيلا فاصطكت أسنانها غيظًا، وحدّقت فيه بعناد، ثم ردّت بنبرة تحمل تهديدًا خفيًا:


— تأكد إنك هتكون أول واحد أكتب عنه!


ضحك أكثر وردّ بثقة وغرور:


— ولا تقدري أصلًا!


نظرت له سيلا بتحدٍ، وقالت بتأفف وهي تدير وجهها للجهة الأخرى:


— ولا أقدر ليه؟ هتمنعني من الكتابة كمان، ولا إيه؟


مي ورودينا تبادلتا نظرات الدهشة، فهذه أول مقابلة بينهما، ورغم ذلك كانت مليئة بالحرب والمشاحنات، لكنهما التزمتا الصمت.


قطعت رودينا التوتر قائلة بحماس:


— بقولكم إيه يا جماعة، عندنا سبوع مولود بليل، ما تيجوا نهيص شوية ونلعب مع البيبي الصغير!


هتفت مي بسعادة:


— الله! عندكم نونو؟ بحب الأطفال أوي! بس سبوع مين يا رودي؟


أشارت رودينا بعينيها إلى معتز وعاصم عبر المرآة، في محاولة لحثهما على الحضور أيضًا، قبل أن تجيب:


— سبوع ابن عمي وليد، أخو عامر خطيبي، ياريت تيجوا، والله هتنبسطوا أوي!


معتز هزّ كتف عاصم بحماس وقال:


— يا ريت تشرفونا بجد! وسيلا طبعًا تنورينا... ولا إيه، عاصم؟ اتكلم!


نظر عاصم باتجاه سيلا وقال بنبرة غامضة:


— ياريت... لأن لسه في كلام بينا، وأظن إنه مخلصش... ولا إيه؟


انتبهت سيلا لحديثه وفهمت ما رمى إليه، فاعتذرت قائلة:

"ألف مبروك بجد، بس مش هينفع... ولا إيه يا مي؟"


لكن مي، التي صدمتها إجابتها، فاجأت سيلا بقولها:

"أكيد هنيجي طبعًا، وهنغير جو بدل الحفلة اللي ضاعت الصبح."


جاءت سيلا لتعترض، لكن سبقها عاصم قائلاً:

"كده أظن مفيش حجة ليكم... هنكون في انتظاركم بالليل."


بعد قليل، قاموا بتوصيل مي أولًا ثم سيلا، قبل أن يتجهوا إلى منزلهم.


---


عادت سيلا إلى منزلها، فاستقبلها والداها بابتسامة دافئة، ثم قدم والدها لها هدية نجاحها وحصولها على درجة الامتياز، وهو يقول:

"اتفضلي يا ست البنات... هديتك، يارب تعجبك."


فتحت سيلا الهدية بلهفة، ثم هتفت بدهشة:

"واو! بجد دي ليا أنا؟! أوعي تقولي اللي راكنة تحت البيت دي؟!"


هزَّ والدها رأسه بالإيجاب، فما كان منها إلا أن قفزت فرحًا، وارتمت في حضنه، تقبّله على وجنتيه. قاطع هذه اللحظة صوت والدتها التي نظرت إليها بحب وابتسامة جميلة:

"أنا أزعل كده؟ أنا مشتركة معاه على فكرة..."

بقلم شروق مصطفى

ثم فردت ذراعيها واحتضنتها بحنان، فابتسمت سيلا قائلة:

"ربنا يبارك فيكم يارب... أنا بحبكم أوي."


تدخلت همسة مازحة:

"يا سيدي... ناس يجيبولها عربيات وناس مطحونة لسه في المذاكرة! أنتي عارفة يا سيلا لو مخدناش لفة، هعمل اعتصام!"


ضحكوا جميعًا وشاركوا سيلا فرحتها، ثم جذبها والدها مرة أخرى، وأخرج من جيبه علبة قطيفة زرقاء قائلًا:

"مقدرش أنساكي... ودي هديتنا أنا وماما."


فتحتها همسة بحماس، ثم هتفت بدهشة وسعادة:

"مش ممكن! دي نفس السلسلة الفضة اللي عجبتني من كم يوم على النت! بحبكم أوي أوي..."


---


في المساء، لم تكن سيلا ترغب في الحضور، لكنها في الوقت نفسه كانت متلهفة لرؤيته، ولا تعلم السبب. أرادت التقليل من حدة التوتر، فقررت اصطحاب همسة معها، وانضمت إليهم مي، التي أوصلها شقيقها وبقي في انتظارها.


عند وصولهم إلى الفيلا حيث تُقام الحفلة، كان الوقت لا يزال باكرًا، فاستقبلتهم رودينا وجلسوا قليلًا بإحراج. هاتفت رودينا شخصًا ما قائلة:

"محدش غريب موجود... إحنا وأخواتي و..."


لكن مي قاطعتها قائلة بإعجاب:

"بيتكم حلو أوي، ما شاء الله! والديكور بتاع المولود فظيع بجد!"


وأضافت بحماس:

"هو فين النونو؟ نفسي أشيلها!"


انبهرت سيلا أيضًا بالمكان، بينما كانت عيناها تبحث عنه دون أن تجده. شعرت فجأة بانقباض غريب في قلبها عندما لمحته من بعيد، متوقفًا عند أحد الجوانب، يحادث شخصًا ما، ويبتسم له بجاذبية.


تحدثت همسة بمرح:

"يا دودو، النونو فين؟ هي بنوتة صح؟ أصلكم عاملين بالونات روز، والديكوريشن تحفة بجد!"


ابتسمت رودينا وأجابت:

"أيوه، بنوتة زي العسل... هما شوية وجايين، لسه بيحضّروها."


بعد قليل، نهضت رودينا وحثّت الجميع على النهوض:

"تعالوا أعرّفكم على العيلة... والنونو وصلت كمان، يلا بينا يا بنات!"

بقلم شروق مصطفى وانصهر الجليد

تقدّم الجميع بينما كانت سيلا آخرهم، تتحرك على مهل، وعيناها لا تزالان معلقتين به. لاحظت أن الشخص الذي كان يحادثه لم تكن سوى فتاة ممشوقة القوام، بشعر أشقر طويل، تمسك بذراعه بملكية واضحة، بينما هو يعدّل شعرها خلف أذنيها بابتسامة وعبارات غزلية.


عندما اقتربوا من الواقفين، سمعت رودينا تكمل التعارف قائلة:

"أقدّم لكم دول أصحابي من الكلية، أجدع صحاب بجد... مسمّينا الثلاثي المرح!"


رحب الجميع ببعضهم، ثم واصلت رودينا التعريف قائلة:

أحب أعرّفكم... ده بابي ومامي، وعاصم طبعًا شوفتوه الصبح، ودي آسيا مراته! وده معتز، ودي سيلين القمر خطيبته! ووليد ابن عمي، ومراته القمر اللي جابتلنا القمر الصغنن ده!


اندمجوا جميعًا في مداعبة المولود، فتناولته رودينا أولًا، ثم أعطته لهمسة، ثم مي، وأخيرًا سيلا، التي حملته بآلية وابتسمت له برقة، قبل أن تعيده لرودينا مرة أخرى.


كانت الأخيرة قد تناست إكمال التعارف، فتدخل هو مشيرًا إلى نفسه بطريقة ساخرة:

"وأنا؟! إيه... هواء قدامك مش شايفاني؟!"


توقفت عن الكلام عندما نظرت إلى عامر، وشعرت بخجل انعكس على وجنتيها. حاولت رودينا تدارك الأمر قائلة بخجل:

"أحم... آسفة، عامر ابن عمي وخطيبي!"


رحّب الجميع به، عداها... لم يسعفها لسانها على النطق.


قالت رودينا بحماس:

"يلا بينا نحتفل!"


توجّه الجميع إلى أماكنهم مرة أخرى، بينما بقيت هي واقفة، مشدوهة، مفتوحة العينين، تنظر إليه دون أن تحيد بنظرها عنه. ترقرقت الدموع في عينيها، لكنها حاولت التماسك حتى لا تلفت الأنظار إليها. كانت في داخلها ممزقة الأشلاء... طُعـ.ن قلبها بسكيyن بارد، حتى نزف وجف.


لاحظ عاصم شحوب وجهها، فاقترب وسألها بقلق:.... 

يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول 1من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني 2من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع