القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ومجبل علي الصعيد الفصل الواحد والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم رانيا الخولى كاملة

 رواية ومجبل علي  الصعيد الفصل الواحد والثلاثون والثانى والثلاثون  بقلم رانيا الخولى كاملة 



رواية ومجبل علي  الصعيد الفصل الواحد والثلاثون والثانى والثلاثون  بقلم رانيا الخولى كاملة 



ومقبل على الصعيد

رانيا الخولي

الفصل الواحد والثلاثون


❈-❈-❈


في اليوم التالي

في منزل سالم 


كان سالم يجلس في مكتبه عندما طرق الباب ودلفت والدة حلم 

التي احمرت عينيها من شدة البكاء على ابنتها الوحيدة وما تعانيه من ظلم على يدهم 

فتقدمت منه وهي تقول بريبة

_ عمي انت مش ناوي تسامح حلم، هى خلاص عرفت غلطها ومهتكرروش تاني واصل.

رفع سالم عينيه ليتطلع إليها بقوة وقال بحنق

_ وهي فاكرة إن اللي عملته ده ممكن اغفره ولا أعديه

نهض من مقعده وأردف بغضب

_ بـ عملتها دي مفيش حاچة هتشفعلها عندي.

تقدمت منه أكثر وقالت برجاء

_ بس انت اكدة بتضيع مستجبلها وهتخليها ….

قاطعها سالم بصوته الجهوري

_ هي اللي ضيعت مستجبلها بإديها لما وافجت تجف وتتحدت مع الغريب، بس دي غلطتي إني طوعتها من لول وسيبتها تكمل علامها، كان لازمن أزوچها لولد عمها من وجتها بس جلت اسيبها تدخل الطب عشان اكون جدمت رسالتي معها للاخر بس هي اللي مصنتش الفرصة دي وضيعتها من ايديها وتحمد ربها إني مجتلتهاش فيها.

_ بس ياعمي حرام التلات سنين اللي هيضيعوا هدر دول.

خليها حتى تنجل في الچامعة اهنه وخلي غفر يودوها ويچبوها واني أضمنلك إن اللي حُصل ميتكررش تاني.

التزم الصمت قليلًا يفكر في كلامها ثم قال بأمر

_ روحي انتي دلوجت واني هشوف الموضوع ده

خرجت من المكتب وقلبها يتمزق على حال ابنتها وعلى تلك الحياة التي تشبه الموت بقبره.


❈-❈-❈


استيقظت سارة صباحًا لتتفاجئ بـ من يستلقي بجوارها على الفراش ووجهه قريبًا من وجهها

تراجعت قليلًا للخلف في ريبة لكن ملامحه الهادئه التي تتبدل فور استيقاظه جعلتها تطمئن ولو قليلًا.


نظرت إليه وعينيها تجوب ملامحه بلوعة

وجهه الحاد الذي يتحول وهو نائمًا ويصبح أكثر لين.

عينيه التي تتمنى النظر بداخلها بشوق ربما ترى فيهما لمحات الحب التي تراها أحياناً لكنها تتبدل بثواني قليلة وكأنه يراها ضعف 

وأحيانًا أخرى تتواجد عندما ينظر إليها برغبة

ورغم عدم رغبتها هي بذلك بسبب ما حدث معها إلا إنها لا تستطيع ردعه، فهذا أقل حقوقه ويكفي أنه رضيًا ببقايا غيره.

نظرت إلى فمه القاسي الذي يبدأ قبلاته معها بحنو ولين لكن بعد ذلك يكون أشد قسوة يجعلها ترتعب منه وتود الفرار.


تذكرت آخر قبله بينهم وكم كان حنونًا معها جعل قلبها ينبض بعنف لكنها تراجعت عندما وجدت يديه تضمها إليه أكثر ولمساته تأخذ منحنى آخر

هي تعترف حقًا بأنها أصبحت متيمةً به وتتمنى ذلك بشوق لكن هى ليست مستعدة لذلك الآن.

اغمضت عينيها فور إن وجدته يتحرك في نومته وتظاهرت بالنوم كي لا تحرجه وتحرج نفسها أمامه


أما هو ما إن فتح عينيه ورآها أمامه حتى نهض مسرعًا ودلف المرحاض قبل أن تستيقظ وتعلم أنه نام بجوارها 

مما جعلها تيقن بأن هناك صراع بداخله ما بين قلبه وعقله وعليها التحمل قليلًا حتى ترى من الفائز، القلب أم العقل..


❈-❈-❈


في غرفة مصطفى

دلفت سارة كي توقظه كمل طلب منها جمال كي يتناول إفطاره معهم لكنها وجدته مستيقظًا ويقف أمام المرآة يمشط خصلاته

لا تعرف لما عادت إليها تلك الذكريات الأليمة واهتز جسدها عندما تخيلته وائل حينما استيقظت من غفوتها فوجدته أمامها في نفس الهيئة وخاصةً عندما تطلع إليها مصطفى فامتثل أمامها المشهد مرة أخرى وتمد ذراعيها دون إرادة تحمي جسدها وقد زادت رعشته مما جعل مصطفى يسرع إليها يسألها بخوف

_ مالك ياسارة…..

وما إن إقترب منها يلمسها حتى انتهى ثباتها ووجدها تنهار بين يديه وتصرخ به تبعده عنها وصرخاتها ترج المكان من حولها 

فزع وارتعب عليها وهو يحاول بصعوبة السيطرة على حركاتها

احاطها بذراعيه كي يتحكم في حركاتها التي تعافر وكأن هناك من يهاجمها  وتدافع هى عن نفسها، جلس بها على الارضية كي يتحكم أكثر لكن لا فائدة.

انتبه الجميع إلى صرخاتها فأسرعوا إليها ليجدها

جاسر بين يدي أخيها تعافر معه

دنى منها بلهفة ليأخذها من يده بقلب ملتاع وسأله بحدة

_ ايه اللي حُصل؟ عملتلها ايه.

نظر إليه مصطفى بغضب وسأله بانفعال 

_ قولي انت ايه اللي حصل وصلها للانهيار ده.

تطلع إليها جمال بقلق وقال لوسيلة

_ اندهي لـ ليلى بسرعة 

ثم نظر إلى جاسر

_ وانت خدها على اوضتها بسرعة

اوما جاسر ليحملها بين يديه بلهفة ثم دلف بها غرفتهم وقد هدئت حركتها قليلًا لكنها مازالت تعافر 

وضعها على الفراش بروية وحدثها بصوتٍ خافت

_ متخافيش أني چامبك

أمرهم جمال بالخروج من الغرفة عندما دلفت ليلى وبقى معها وسيلة وجليلة التي شحب وجهها خوفًا على حفيدتها 

وعندما رأتها ليلى بتلك الحالة نظرت إلى جاسر وسألته بدهشة

_ ايه اللي حصل وصلها للحالة دي

بهت جاسر ظنًا منه أن ما حدث لها نتيجة ما قاله لها أمس فلم يجد ردًا عليها 

فتأكد شك مصطفى وتحدث بانفعال

_ مـ ترد ساكت ليه؟

تحدث جمال بلهجة حادة لا تقبل نقاش

_ جلت كلكم تطلعوا برة، يلا جدامي.

زم مصطفى فمه وهو ينظر إلى جاسر بنظرات حادة وخرجوا من الغرفة 

نظر جمال إليهم وتحدث بحدة

_ ايه اللي حُصل؟

رمش جاسر بعينيه وقال بتسويف

_ مفيش، احنا نزلنا الصبح جدامك ومكنش فيه حاچة وانت بنفسك طلبت منها انها تصحيه وبعدها حصل اللي حصل 

نظر إلى مصطفى وتابع

_ وانت؟

كان مصطفى يتطلع إلى جاسر الذي يتمزق من داخله خوفًا عليها ورد باحتدام

_ انا اتفاجئت بيها داخلة الاوضة وانا ادام المرايا واول ما بصتلها لقيتها بتتنفض جامد وانتو شفتوا الباقي

شرد جاسر في حديثه وتذكر عندما اخبرته بما حدث وأنها استيقظت لتجده واقفًا أمام المرآة

هل تخيلت لوهلة أن المشهد يعاد أمامها بعد حديثه معها تلك الليلة.

شعر بغصة حادة في قلبه 

ونظر إلى والده الذي يتطلع إليه بشك ثم أخفض عينيه بألم يتهرب من نظراته.


في الداخل 

ارتخى جسدها بعد تلك الإبرة التي حقناها بها ليلى وسألتها جليلة بخوف

_ مالها يابنتي؟

ردت ليلى بثبوت وهى ترفع الغطاء عليها 

_ متقليش يا جدتي هى زينة بس ده إرهاق مش اكتر 

لم تقتنع وسيلة بحديثها وازداد شكها لكنه لم يصبح يقين بعد، عليها أولًا التحدث مع ولدها ومعرفة كل شيء


_ سيبيها ترتاح دلوجت ولما تفوج هتبجى زينة إن شاء الله

تحدثت وسيلة برفض

_ لا مش هجدر اسيبها بحالتها دي لوحدها.

قالت جليلة بإصرار

_ انا هبجى معاها بس روحوا طمنوا چدكم لأنه لساته في اوضته.

خرجوا وتركوا جليلة معها التى بدأت تتلوا آيات الله وهى تضع يدها على رأسها حتى وجدت تنفسها ينتظم.


خرجت ليلى ليسأله الجميع بلهفة إلا هو التزم الصمت ولم يتحرك من مكانه 

اجابتهم ليلى بثبات

_ اهدوا ياچماعة مفيش حاچة هي بس اعصابها تعبت شوية من اللي حصل امبارح واول مـ تفوج هتبجى زينة 

نظرت إلى جاسر وتابعت

_ ياريت ياجاسر تخليك چمبها هي اكيد محتچالك.

أومأ لها على نفس صمته وقال جمال بمغزى

_ ادخل لمرتك وخليك چامبها 

دلف جاسر ليجد جليلة جالسة على الفراش بجوارها

فدنا منها قائلًا

_ روحي انتي عشان چدي واني هفضل معاها 

شعرت جليلة بأنه يود البقاء معها وحدهم فاومأت بتفاهم

_ حاضر ياضي عيني ربنا يجومهالك بالسلامة 

نهضت وخرجت من الغرفة ودنى جاسر منها يستلقي  بجوارها ويمسك بيدها التي أصبحت باردة كالثلج وتطلع لوجهها الذي يعشقه من أول وهلة..


قرر البوح بما يجول بخاطره علمًا بأنها لن تسمعه سيعترف بما يؤرقه ويجعله ساهدًا طوال الليل فيتحدث بخفوت وهو يمسك يدها بتملك عاشق.

_ جوايا كلام كتير رايد اجوله وخابر زين إنك مسمعنيش وده اللي هيخليني اتحدت براحتي 

اني بعشجك من اول مـ عيني شافتك لما فتحتلك الباب ووجتها فتحت قلبي معاه.

كنت بهاچمك في كل كلمة بس انا كنت بهاچم مشاعري اللي كانت بتزيد في كل كلمة بسمعها منيكي وكل وحركة مش مقصودة

لما عينيك كانت بتيجي في عيني كان قلبي بيدج ومع كل دجة كانت بيجولك بحبك، بس كنت ديمًا بهاچمه وبمشي ورا عجلي.

إن أبوكي هيفضل بينتنا

لما سمعتك بتتحدتي في التليفون وعرفت الحجيجة كأنك طعنتيني بسكينة تلمة حاسس بطعنتها لحد النهاردة

خابر إنك مظلومة ونفسي ابدأ معاكي من چديد بس كل مـ اجرب منيكي افتكر اللي حصلك وبيبجى نفسى انتجم منه اشد انتجام

بس فلت مني المرة دي، بس وحياتك لدفعه تمن عملته دي غالي جوي، كله باوانه.

أغمض عينيه لينام بجوارها كي يشاركها حتى ولو غفوتها.


❈-❈-❈


جلس الجميع في الردهة ويبدو عليهم الآسى بعد ما حدث لـ سارة

كان مصطفى جالسًا متكأ على مرفقه خافضًا رأسه 

حزنًا على ما يحدث له ولتوأمه

منذ أن قرر كلاهما الذهاب إلى الصعيد وهم في دوامة من الألم، كلما ظنوا أنهم خارجين منها تأجذبهم أكثر إلى أعماقها

حقيقة والديهم، زواجها المفاجئ من جاسر الذي يعلم جيدًا بأن هناك غردٍ ما وراءه

وبعدها موت جدهم ويليها ما يحدث له وآخرهم ما حدث لها

انتبه على صوت جده وهو يسأل ليلى 

_ هى هتفضل أكدة كتير؟

هزت راسها بنفي

_ لا ياچدي ساعة بالكتير وهتفوج وهتكون احسن من لول، هى بس تلجاها خافت على مصطفى مش أكتر.

لم يقتنع مصطفى بحديثها وقال بجدية

_ أنا من رأيي اخدها القاهرة تغير جو شوية وبعدين تبقي ترجع

ردت جليلة برفض

_ لا ياولدي مينفعش دلوجت دي لساتها عروسة 

تحدث باستياء

_ عادي هتسافر تغير جو يومين كدة وهترجع وبعدين عدا عليهم اكتر من شهر مفيهاش حاجة لما تبعد يومين.

تحدث عمران باستنكار

_ مينفعش دلوجت وهى كمان بالحالة دي، واول مـ تتحسن أني هخلي جاسر ياخدها ويسافروا يومين أكدة

متجلجش عليها بس المهم دلوجت لازمن تهمل البلد ومتچيش اهنه إلا لما اسمح بـ اكدة، فاهم ولا لأ

أشاح مصطفى بوجهه ورد باقتضاب

_ فاهم.

نظر إلى معتز وحازم وقال بحزم

_ تخلوا عينيكم عليه وتاچيني أخباره أول بأول فاهمين؟

أومأ كلاهما

_ فاهمين ياچدي.


❈-❈-❈


ومضات خافتة، وضحكات تتردد صداها في أذنه تحسه على الاستيقاظ من تلك الغفوة التي دامت لأيام

اصوات آتية من البعيد يحاول تمييز صوتها بينهم لكن لا فائدة

فعاد إلى سباته مرة أخرى


…….  


فتحت عينيها لتجده مستلقيًا بجوارها ويمسك بيدها بين يديه بتملك.

كانت عيناها تجوب ملامحه بلوعة وكأنها تطبع ملامحه داخلها كي تكون سلواها عندما يحين وقت الفراق.

قادم لا محالة لكن الأمر مسألة وقت 

لن تجبره على العيش مع بقايا أنثى وتظلمه بتلك الوحشية

ويكفي أنها أثقلت كاهله بخطيئة غيره وتحملها هو بشهامة

أو بالأصح، احتوى تلك الطامة التي كانت ستسقط على رؤوس الجميع بخزي وعار يوشم بها تلك العائلة مدى الحياة.


تذكرت عندما دلفت غرفة مصطفى ورأته يقف أمام المرأة بنفس الهيئة حتى ملابسه كانت هبيه له فخيل إليها أنه هو وتمثل المشهد أمامها

كانت تحيط جسدها بذراعيها تحميها وكأنها بتلك الطريقة ستمنع ما كتب عليها.

صرخت بما أوتيت من قوة كي يسمعها 

كانت تناچيه هو كي ينقذها، كي يحميها، وعندما شعرت بنفسها بين ذراعيه فالتمست الأمان بين ذراعيه

ظنت لوهلة أنه أنقذها لكن كيف السبيل لإنقاذ روحٍ فارقت الجسد ولن تعود.


لكن ما ذنبها هي؟

لكن أيضًا ما ذنبه هو؟


كتب عليهم أن يذوق عشقهم العذاب وعليهم التحمل.


استيقظ هو أيضًا لكن تلك المرة لم تدعي النوم بل ظلت على وضعها

 تلاقت الأعين وبدأت لغة النظرات وما افضلها من لغة، لا تستطيع الزيف ولا الكذب.

نظراته كلها حب لكن مغلفةً بالعتاب، هكذا هي حياتهم ولن تتغير 

تعلم علم اليقين أنه يعشقها لكن عشق واهن.

ولم تدري عن عشقه شيئًا، فقد عشقها حتى هوى قلبه بعشقها

لكنه ينتظر حتى ينتقم لها وبعدها سيأتي إليها فاردًا جناحيه يحتويها بدفئ يذيب به الجليد الذي وقف حائلًا بينهما.

فـ لتنتظر قليلًا.


رمشت بعينيها لتعتدل قائله بصوت مبحوح قليلًا من شدة صرخاتها

_ هي الساعة كام؟

اعتدل أيضًا وسألها باهتمام 

_ كيفك دلوجت؟

ردت بابتسامة مجاملة لم تصل لعينيها

_ الحمد لله احسن.

نظر في ساعته ليجدها الثانية ظهرًا فنهض قائلًا 

_ احنا اخرنا جوي عليهم وزمانهم جلجانين 

نهضت هي أيضًا من الفراش وقبل أن تتحرك خطوة واحدة سمعت طرقًا خافتًا على الباب همت بالذهاب لفتحه لكنه منعها

_ خليكي انتي انى هفتح

فتح جاسر الباب ليجد مصطفى يقف ينظر إليه بجمود ويسأله بفتور

_ سارة صحيت؟

أومأ له جاسر ليدلف مصطفى ويخرج هو كي يتركه معها وحدهم 


تقدم مصطفى منها وسألها باهتمام

_ حبيبتي انتي كويسة 

ابتسمت سارة لتطمئنه ودنت منه تحتضنه بحب 

_ طول مـ انت في حياتي لازم اكون كويسة 

حاوطها مصطفى بذراعيه وتحدث بصدق

_ انا اللي حاسس نفسي محظوظ إنك اختي وفي حياتي بنت قمر زيك 

باعدها عنه قليلًا كي ينظر إليها وأردف

_ انتي مش بس اختي؛ انتي اختي وبنتي وحبيبتي وكل دنيتي، عشنا حياتنا كلها مع بعض وبنعوض بعض عن غيابهم، انا موجود ياسارة احنا بعدنا اه بس متفرقناش، وهفضل سند وضهر ليكي طول ما انا عايش.

لو حد في يوم داسلك على طرف قولي وانا اخدلك حقك منه.

اومأت له دون قول شيء لن تجازف به وتخبره ما حدث لن تجازف بأعز اثنين على قلبها 

فاردف هو 

_ انا مسافر دلوقت وهصدق ان اللي حصلك ده بسبب اللي حصل امبارح بس انا بقولها تاني، انا أخوكي وفي ضهرك لو احتجتيني في ظرف ساعة هكون عندك

اه قبل مـ ماما عايزة تكلمك

تبدلت ملامحها للحزن وشعرت بحنين جارف إليها فقال مصطفى بتعاطف

_ صدقيني ماما اتغيرت وعايزة فعلًا تكلمك 

ازدردت لعابها بصعوبة وقالت بثبوت

_ معلش يا مصطفى انا مش عايزة اتواصل مع اى حد الفترة دي، انا اول مـ احس اني مهيئة هكلمها على طول بس بلاش دلوقت

أومأ لها 

_ خلاص متضغطيش على نفسك 

ضمها إليه مرة أخرى وخرجوا من الغرفة 


سعد الجميع برؤيتها وذهب مصطفى الذي أوهمهم انه تناسى الأمر لكنه لن يستسلم بل مجرد هدنة حتى يطمئن الجميع وتعود هي إلى جامعتها وعندها سينفذ خطته.


أما ليلى التي لم تعد تستطيع أخفاء آلامها وتتهرب من الجميع متحججة بمداولة دروسها 

آلام قلبها لم تعد تحتمل وعينيها لا تكف عن النحيب 

حاول اخوانها التحدث معها لمعرفة ما توصلت إليه معه لكنها تتهرب إما بالنوم أو المذاكرة

حتى والدتها لم تستطيع التحدث معها 


وجمال وزوجته الذين أصبحوا يقضون لياليهم ساهدين من قلقٍ ينهش قلوبهم على اولادهم

وعمران الظن ظن الجميع بأنه لا يعرف شيئًا عمّ يدور حوله لكنه يعلم كل شىء، فقط ينتظر الوقت المناسب 

اما جاسر فقد كان مستلقيًا على الفراش ينظر إليها وهي جالسة في شرفة غرفتهم تبكي وتنتحب ظنًا منها أنه لا يراها

لكنه يراها بقلبه قبل عينيه والذي يتمزق ألمًا عليها 

فدموعها التي تنزل بغزارة تكوية بلا شفقة ولا رحمة

كان يود الذهاب إليها ويحتويها بذراعيه ويسحب آلامها إليه لكن لن يستطيع الان عليها فقط التحمل قليلًا وحينها لن يبعده عنها شيئًا.


❈-❈-❈


نفس الأصوات ونفس الالام

ومحاولاته الفاشلة في البحث عن صوتها، عن عطرها الآخذ الذي لم يعد له وجود.

حاول رفع جفنيه كي يبحث عنها بين الوجوه لكنه لم يستطيع

شعر بلمسة لكنها لا تنتمي للمستها التي تجعل قلبه يرتج بعنف.

إذًا لا عودة لي بدونك 

ليستسلم ثانيةً مرحبًا بذلك الظلام الذي يأخذه إلى أحلامه ينعم فيه بدفئها


…………


بعد مرور يومين كانت سارة تقف مع وسيلة في المطبخ بسعادة لمشاركتها في عمل بعض الاطعمة التي يعشقها جاسر 

_ انا هجولك تعملي ايه وانتي تنفذي عشان لما يرچع بالسلامة اجوله انك انتي اللي عملتيه بيدك 

أومأت سارة بسعادة 

_ طيب وان طلع مش حلو نلبسه لسعدية 

نظرت إليها سعدية بامتعاض

_ واه وعلى ايه ياست سارة سيبيني اني اعمله أحسن.

ضحكت سارة ووسيلة وقالت وهى تحيط سعدية بمزاح

_ ده انتى الخير والبركة ياسوسو هو الاكل بيحلى الا من إيديكي 

نظرت إليها وسيلة بغيظ فتابعت بمرح

_ بعد أكل ماما وسيلة طبعًا 

تحدثت سعدية بامتنان

_ ربنا يباركلنا فيكي ياست سارة ويرزجك بالخلف الصالح إن شاء الله

تبدلت ملامحها للحزن وشعرت بها وسيلة ليعاود القلق يزحف إلى قلبها وخاصةً عندما وجدتها تعاود مرحها لكن بحزن واضح.

عاد جاسر لتنتبه له وسيلة وقالت بابتسامة

_ چوزك رچع ياجلبي روحي شوفيه لول وبعدين كملي الوكل.

أومأت سارة وخرجت من المطبخ لتصعد خلفه كما طلبت منها وسيلة.

دلفت الغرفة لتجده جالسًا عالفراش ويبدو عليه الألم

شعرت بالقلق عليه ودنت منه تسأله بقلق

_ انت كويس؟

وضع يده على الجرح الذي لم يلتئم حتى الآن وقال بثبوت

_ الچرح ده تاعبني جوي 

سألته باحراج

_ ممكن اشوفه؟

أومأ له وقام بالكشف عنه لتجده توهج باحمرار شديد فقالت بقلق

_ الجرح شكله ملتهب أوي ثواني هقول لـ ليلى تيجي تشوفه 

همت بالذهاب لكنه امسك يدها يمنعها وقال بهدوء

_ لأ بلاش تجلجيها، داوية انتي 

تحدثت باعتراض

_ بس الجرح فعلًا ملتهب …

قاطعها بامتعاض

_ نفذي اللي جلتلك عليه ياإما بلاش خالص

هم بالنهوض لكنها منعته

_ خلاص غير هدومك لحد ما أجيب الشنطة 

أومأ لها ودلف المرحاض يبدل ملابسه ويخرج بعد قليل وهو عاري الصدر والجرح يبدو عليه الالتهاب 

جلس على الفراش وتقدمت لتجلس بجواره وتبدأ بعملها 

كان يتألم من يدها فتعتذر بتعاطف 

ولم تعرف ان بنظرة واحدة منها تجعله يتوه في بحورهما ولا يشعر بشئ سوى قلبه الذي يدق بعنف لها ولأجلها.

عادت المشاعر لتقوم بدورها وبدأت الدماء تهدر بعروقه لذلك التقارب بينهما 

وانتهى ثباته الزائف عندما رفعت عينيها إليه وتقابلت النظرات التي لم يعد باستطاعتها إخفاء عشقهم أكثر من ذلك.

ساد الصمت لكن العيون تحدثت بما لم تتحدث به الشفاة

أمسك بوجهها يرفعه إليها عندما أخفضت عينيها تهرب من نظراته 

وكانت دقات قلبه تهدر بقوة ويتطلع إلى سكون ملامحها التي ظهر التشتت عليها 

سقطت نظراته على شفتيها التي لا ترحمه وكأنها تختبر مدى صبره

وأين الصبر وقد وصل العشق إلى زروته ولم يعد يطيق صبرًا

دنى بشفتيه من شفتيها الرخوة ليشعر بنعومتها مما جعل قلب تزداد وتيرته وتهدر الدماء أكثر بعروقه

كانت قلبه هادئة لوهلة لتزداد وتصبح أشد ضراوة 

ثم أصبحت عنيفة عندما تذكر ماضيها

شعرت بالخوف منه وحاولت الابتعاد لكنها احكم قبضته حولها 

حاولت الابتعاد لكن احكم قبضته حولها وهو يجابه عقله الذي يجبره على الابتعاد

ازدادت ضراوة قبلاته حتى أصبحت أشد عنفًا وهي تحاول الافلات منه 

يحاول اتباع مشاعره ومحو عقله الذي يجبره على الابتعاد 

يرغبها ويريدها ولكن علقه لا يتركه هنيئًا بها حتى ازاحها ليبعدها عنه بعنف فسقطت على الفراش حتى كاد راسها ان يرتطم في العارضة لولا أن حامتها الوسادة 

وقف ليصيح بها بغضب هادر

_ اطلعي برة

اتسعت عينيها ذهولًا من اهانته لها التي اصبحت لا تحتمل وخاصةً عندما عادها بصوت جهوري

_ جلت اطلعي برة

نهضت من الفراش واسرعت بالخروج من الغرفة 

أما هو فارتمى على المقعد بتعب شديد ويخفي وجهه بين يديه..


❈-❈-❈



ومقبل على الصعيد

رانيا الخولي

الفصل الثاني والثلاثون


❈-❈-❈


خرج وائل من الغرفة التي خصصها له حسام وهو يحمل حقيبته عائدًا إلى عمله 

ارتبك حسام فور إن رآه وأخفض الهاتف الذي كان يتحدث به من يده مما جعل وائل يندهش من فعلته لكنه لم يبالي

فقال حسام بارتباك

_ إيه ده يا وائل انت ماشي؟

أومأ له

_ اه خلاص الاجازة خلصت ولازم أرجع، متشكر جدًا على وقفتك معايا 

ترك هاتفه على الإريكة وحمحم قائلًا

_ على ايه يعني أنا معملتش حاجة بس انا من رأيي تحاول كدة تبعد الفترة دي لحد ما الشخص ده ييأس خالص وميدورش عليك تاني.

تنهد وائل وقال بقلق

_ انا هعمل كدة فعلًا، مع إني مش عارف هو عايز يأذيني ليه مادام اتجوزها وعرف انها سليمة 

مش فاهم يعني.


نظر إليه حسام وتابع بمغزى

_ ما هو بردو اللي عملته مش هين، انت ضحكت على مراته أو اللي أصبحت مراته وأوهمتها أنها مغتصبه، فطبيعي لما يكتشف الحقيقة مش هيرحمك 


عقد حاجبيه بعدم فهم وقال بحيرة

_ بس المفروض كان عمل كدة قبل ما يعرف انها بنت هى أكيد حكتله على كل حاجة قبل الجواز 


تقدم منه حسام وهو يحاول إخفاء نظرات الاستهزاء في عينيه 

_ ومين قالك أنها قالتله مش يمكن خبت عليه وهى بنفسها اتفاجئت انها بنت وعشان كدة صارحته

أو يمكن هى اعترفت يوم فرحها وعلى الأساس ده جاي ينتقم منك 

هز رأسه بنفي

_ لأ الرسالة بتقول إن جوزها عرف كل حاجة وجاي عشان ينتقـ.ـم مني.


_ مشكلتك ياوائل إنك لعبت مع الناس الغلط، دول مهما كان صعايدة وده شرفهم واللي انت عملته ده عقابه الوحيد القتـ.ـل.

سرى الخوف بداخله وقال بارتباك

_ بس انا متخيلتش انها هتعرفهم، قلت هتخاف وتضطر انها توافق عليا، مش تهرب وتروح لأهلها 

زفر بضيق وتابع

_المهم انا راجع الشغل ومش هرجع غير بعد فترة طويلة يمكن يكون نسي أو تقبل الموضوع.

يلا اشوف وشك بخير.


خرج وائل من الشقة ليزفر حسام براحة وعاد للأريكة ويعاود الاتصال بها وما إن اجابته حتى تحدث بخبث

_ ايوة ياقلبي وائل خلاص مشي ومبقاش عندك حجة، هستناكي النهاردة متتأخريش.

_………

رد بإصرار 

_ مش هقبل اى اعذار وبعدين احنا هنعمل أيه يعني

كل الحكاية إننا هنقعد مع بعض بحريتنا لا تقولي حد يشوفنا ولا جوز عمتي شافني ولا حاجة من الوش ده.

_………

اتسعت ابتسامته خبثًا 

_ ايوة كدة تعالى بقى عشان هموت واشوفك 

اغلق الهاتف وألقاه بسعادة وابتسامة ماكرة مرتسمه على وجهه.


❈-❈-❈


جلست على المائدة تنظر إلى الطعام بنفور، فقد استيقظت اليوم على ألم حاد في معدتها 

سألها جمال بقلق

_ مالك يابتي مـ بتكليش ليه.

هزت راسها برفض

_ معلش ياعمي يظهر إني اخدت برد في معدتي وعشان كدة مش متحمله أكل

بادرة أمل تراقصت في قلب وسيلة ظنًا منها أنها بشرى لحمل لكنها كتمتها بداخلها كى تتأكد اولاً 

_ طيب هخلي سعدية تعملك أكل خفيف إكدة عشان متتعبيش

اسرعت سارة بالرفض

_ لأ صدقيني مليش نفس، أنا شوية كدة وهبقي اكل حاجة خفيفة.

حاول جاسر بصعوبة إخفاء قلقه عليها وقال بثبوت

_ تحبي نروح لدكتور

نظرت جليلة إلى ليلى التي تتناول طعامها لكنها في عالم اخر لا تدري شيئًا عمّ يدور حولها وقالت 

_ دكتور ليه وست الدكاترة كلهم موچودة ولا أيه ياليلى 

مازالت على نفس وضعها مما جعل الجميع يندهش من الحالة التي أصبحت عليها وخاصةً جاسر الذي لا يعرف حتى الآن ما حدث هناك وتتهرب من التحدث معه

_ ليلى انتي زينة 

انتبهت ليلى أخيرًا على صوت جمال الذي يسألها بقلق ونظرات الجميع المصوبة عليها وتحدثت بارتباك 

_ ها.. في حاچة؟

اندهش الجميع من الحالة التي وصلت إليها وقالت وسيلة بحيرة 

_ حاچة ايه يابتي انتي مش معانا خالص.

ازدردت لعابها بصعوبة عندما لاحظت نظرات الجميع إليها وردت بوجل

_ لا اني بس كنت بفكر …

انتشلتها سارة من اضطرابها 

_ تيتا بس بتسألك عن حاجة للمعدة لإني تعبانة شوية 

رمشت بعينيها تحاول التحدث بانضباط وقالت بثبات 

_ اه عندي دوا كويس هطلع أجيبه

همت بالنهوض لكن سارة منعتها

_ لا كملي أكلك الأول 


_ انا خلاص شبعت ثواني هجيبه ليكي.

صعدت ليلى للاعلى ونظرات الجميع مصوبة إليها وخاصةً وسيلة التي نظرت إلى جمال بقلق ليطمئنها بعينيه.

تحدثت سارة

_ طيب انا هطلع اخد منها الدوا وارتاح شوية بعد أذنكم.

صعدت سارة خلفها تتبعها عيون جاسر الذي يحاول بصعوبة إخفاء قلقه عليها

فمنذ ما حدث بينهما وهى تتجنب التواجد معه وعاد هو يستلقي على الأرضية مرة أخرى


دلفت سارة الغرفة لتجد ليلى تبحث في الدرج عن الدواء حتى عثرت عليه وناولته إياه قائله

_ اتفضلي ياسارة ده هيريحك 

اخذت منها الدواء وجلست بجوارها على الفراش وهى تسألها بقلق

_ وبعدين ياليلى هتفضلي كدة لحد امتى؟

ارتسم الحزن على ملامحها وقالت بألم

_ لحد مـ اطمن عليه واعرف انه بقى كويس.

_ هو مش خلاص عمل العملية واتحسن؟

هزت رأسها بنفي 

_ لا لسه مـ فاقش من الغيبوبة، بيفوق ثوانى كدة ويرجع تاني.

_ بس انا مش شايف سبب يخليكي تقلقي بالشكل ده لإن الموضوع مسألة وقت وهيفوق ويبقى احسن من الاول ، وبعدين انتي خلاص دورك انتهى لحد كدة،

وياريت تنسى الموضوع ده وتعيشي حياتك.

تساقطت دموعها بألم وقالت بحزن

_ مش قادرة اشيله لحظة واحدة من تفكيري، ومش قادرة اصدج انه كان بيضحك عليه الفترة دي كلها.

رفعت عينيها إليها وتابعت بأسى

_ كل مـ افتكره غصب عني بحن ليه.

تساءلت بحيرة

_ انا مش فاهمه ياليلى لما انتي مش قادرة تصدقي خداعه ليكي ليه مفضلتش جانبه واستنيتي لما يفوق وواجهتيه بالحقيقة

أجابت بألم وهى تمسح عبراتها بظهر يدها 

_ الموضوع مش سهل زي مـ انتي متخيلة، أمجد قدامه ولا شهرين واكتر لما يجدر يتكلم ويتناقش زي مـ بتقولي العملية مش سهلة كدة

وبعدين انا وعدت جاسر إني هرچع اول مـ العملية تخلص ومكنش ينفع اقعد معاه اكتر من كدة.

ربتت سارة على يدها وقالت بتعاطف

_ انتي عملتي اللي عليكي واكتر كمان ولحد هنا ودورك انتهى ولو فعلاً بيحبك هيرجع ولو خاطب مية واحدة هسيبهم ويرجعلك.

يلا قومي اغسلي وشك وانا هاخد العلاج وارتاح شوية لأن الألم شديد اوي

سألتها بتوجس

_ نست اسألك الأول ليكون في حمل ومينفعش تاخدي العلاج ده.

انصدمت سارة من قولها لكنها أخفت بسرعة صدمتها فالألم ليس بمعدتها فقط بل أسفل بطنها أيضًا فأسرعت بالنفي

_ لا..لأ.. مفيش حمل ولا حاجة انا هسيبك دلوقت.


خرجت سارة من الغرفة وكلمات ليلى تترد في اذنها فلم تنتبه لنفسها وهي تنزل  الدرج  لا ترى أمامها من شدة الخوف ولم تنتبه لجاسر الذي يصعد وهو يتحدث في هاتفه

لتصطدم به وكادت أن تسقط على الدرج لولا يده التي تمسكت بها ومنعتها من السقوط ليسقط هاتفه هو على الدرج فيتهشم عند آخره

اعتدلت سارة وابعدت نفسها عنه قليلًا وهى تقول بأسف

_ انا اسفة معلش مـ اخدتش بالي وانا نازله

نظر إلى هاتفة الذي سقط وتحطم وهو يجري مكالمة هامة وقال بثبات

_ حصل خير 

ترجل حتى وصل للهاتف والتقطه ليحاول فتحه لكن لا فائدة 

شعرت بالاستياء من نفسها فعرضت عليه

_ طيب انا هجبلك الجهاز بتاعي لحد ما تصلح فونك.

 

وقبل ان تجد منه ردًا كانت تصعد إلى غرفتهم وتخرج هاتفها من الخزانه واخرجت منه الشريحة وقبل أن تخرج وجدته يدلف الغرفة وهو يحاول فتحه لكن لا فائدة

تقدمت منه تناوله هاتفها 

_ اتفضل خده انا مش محتاجه.

أخذه منها بعد تردد لضرورة هذه المكالمة التي كان يجريها وقام بتبديل الشريحة وتركته هي ودلفت إلى للمرحاض 


فتح جاسر الهاتف ليجد العديد من الرسائل الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي وهم بتبديلهم لكن لفت نظره رسالة خاصة فقام بفتحها ليجد محتواها 

" متشكر جدًا ياسارة إنك نبهتيني قبل جوزك مـ يلاقيني مع اني مقهور جدًا إنك سبتيني واتجوزتي غيري" 

بدا لعينه كل شئٍ أسود واشتعلت عينيه بنيران غضب تكاد تحرق كل ما حولها 

رفع عينيه إليها وهو يراها تخرج من المرحاض ولم ينتبه لعلامات الألم البادية عليها فتقدم منها كـ فهد يقترب من فريسته ورفع الهاتف أمام عينيها وهو يريها الرسالة ويقول من بين أسنانه

_ بقى كنتي بتستغفليني الفترة دي كلها 

اتسعت عينيها بخوف عندما علمت بهوية المرسل 

وحاولت الدفاع عن نفسها لكن صفعة قوية سقطت على وجهها كادت أن تطيح بها أرضًا

_ بقى انتي يا….. اللي بعتيله الرسالة وعرفتيه اني رايحله

صفعة أخرى أشد من الأولى جعلتها تصرخ من شدتها وقالت بنفي

_ محصلش والله …..

قاطعتها ضربة اخرى وصوته الهادر يقول

_ متجبيش اسم ربنا على لسانك يا……

صرخت بألم وهي تقول بإصرار

_ أقسملك فعلًا إني

قاطعها بجذبها من خصلاتها وقال من بين أسنانه

_ كيف ده وهو بيشكرك انك نبهتيه 

بس العيب مش عليكي العيب عـ اللى قال يلم عارك ويديكي اسمه وشرفة وانتي خاينة ومصنتيش اللي عملته معاكي وبتطعنيني في ضهري

تحدثت بنحيب

_ صدقني انا عملت كدة عشان خفت عليك ..

صرخت عندما اشتدت قبضته على شعرها وقال بصرامة

_ قلت اخرسي، كان لازمن اعرف من الأول إن منصور عمره ما هيربي تربية زينة، بس الحج عليا إني مرتمكيش ليه من البداية وشيلت مصيبتك لوحدي.

انفتح الباب فجأة ودلف منها جمال الذي سمع صرخاتها وصوته الهادر ليغضب بشدة وهو يرى ذلك المشهد أمامه وصاح به 

_ انت بتعمل ايه يامخبول انت؟!

تقدم منهم كي يأخذها منه لكن جاسر منعها بغضب

_ محدش يدخل بيني وبين مرتي.

انصدم جمال من الغضب الذي يراه على ملامح ابنه وهدر به

_ أنت اتچنيت إياك سيبها بقولك 

دلفت وسيلة ايضًا على صوته ورأت ابنها بحاله لم ترى مثلها من قبل وجاذبًا زوجته من خصلاتها

_ في ايه؟ ايه اللي بيحصل؟

نظرت إليها سارة باستغاثة جعلت قلب جمال ينتفض وتقدم من ابنه يجذبها من خلفه لكن جاسر لم يكن بوعيه وصاح في والده

_ قلت محدش يدخل.

اتسعت عينا جمال من هيئة ابنه وكأنه تحول لشخصٍ آخر يرفع صوته لأول مرة عليه 

_ انت بتعلي صوتك عليا؟

الغضب اعمى بصيرته فلم ينتبه لما يقول 

_ وهيعلى اكتر من اكدة لو ادخلتوا 

صفعة اخرى لكن تلك المرة كانت من نصيب جاسر لينصدم من فعلة والده التي لم يفعلها من قبل وزادت صدمته عندما جذب سارة من يده لتحتمي به لكنه سلمها لوسيلة التي احتضنتها بحب وخوف

وقال جمال باحتدام

_ اللي يمد يده على مرته مبيقاش راچل يبجى حرمه زيها وكان لازمن تاخد الضربة دي عشان تفوج لحالك.

تلوت سارة بين يدي وسيلة من شدة الألم الذي لم يعد يحتمل وانتبهوا على صرخاتها وهى تضع يدها على بطنها وسألتها وسيلة بخوف

_ مالك يابتي

لم يعد الألم يحتمل فصرخت بوجع

_ الحقيني ياماما مش قادرة.

أسرع إليها جمال يسندها مع وسيلة التي نظرت إليه لتقول بتوجس

_ لتكون حامل و….

لم يستمع جاسر لشئٍ بعدها من هول الصدمة التي تلقاها وكأن صدمة واحدة لا تكفي، لم يتخيل شيئًا كهذا ولم يكن في الحسبان

يرى دخول ليلى وخروج الجميع بها وهو لا يعي شئٍ مما يحدث

الدنيا تلتف به ثم تضيق عليه حتى اصبح تنفسه ضعيف 

كان يجاهد ليأخذ انفاس رتيبة وكأن الهواء انعدم من الغرفة

سقط على المقعد خلفه وشعر بأن عينيه اصبحت ترى شئٍ قاتم من حوله 

ما الذي فعله بنفسه؟ لما وثق بها وصدقها؟ لما عشق من قامت بذبحة بكل ذلك البرود.

ماذا سيفعل إذا اكتشف حقًا انها حامل 

وضع وجهه بين يديه مغمضًا عينيه بشدة 

لا يستطيع تحمل كل تلك الصدمات.


❈-❈-❈


كانت مستلقية على سرير الكشف تتلوى من الألم والطبيبة تقوم بعمل السونار فسألتها وسيلة بخوف

_ طمنيني يادكتورة 

زمت الطبيبة شفتيها وقالت

_ انا مش شايفة حمل أدامي بس ممكن الألم ده يكون انقباضات في الرحم 

نظرت لـ سارة وسألتها

_ ممكن اكشف عليكي؟

رن هاتف ليلى مما جعلها تستأذن وتخرج من الغرفة.


بعد الانتهاء جلست الطبيبة على مكتبها وساعدت وسيلة ليلى على النهوض وجلسوا أمامها 

نظرت إلى كلاهما وبالأخص سارة التي يظهر على وجهها اثار عنفٍ واضح وسألتها

_ انتي متجوزة بقالك اد ايه؟

كادت وسيلة أن تجيب لكن الطبيبة منعتها 

_ عايزة اسمعها هي لإنها اكيد فهماني.

ردت سارة بتعب

_ شهرين.

اندهشت الطبيبة من البساطة التي تتحدث بها وعادت اسألتها

_ في علاقة بينك وبين جوزك؟

لم تفهم كلاهما ما ترمي إليه الطبيبة وسألته وسيلة بحيرة

_ امال احنا چايين نسأل على حمل ليه 


قالت بعدم استيعاب

_ حمل ايه اللي بتتكلموا عنه وهى لسه بنت أصلًا.

اتسعت عيونهم بصدمة حتى الجمتهم لحظات ونظرت وسيلة إلى سارة ومنها الى الطبيبة وسألته بريبة

_ إنتي بتقولي إيه؟

أكدت لهم

_ بقول اللي انا شيفاه، انها بنت وهنا العيب عند ابنط مش عندها.

اغمضت وسيلة عينيها قهرًا على ولدها ولم تنتبه لتلك التي كادت تجن من هول الصدمة حتى إنها تناست آلامها وكل شئ فأخذت تهز رأسها بعدم استيعاب لما يحدث هل كانت داخل لعبة حقيرة من ذلك الكريه حتى يجبرها على الزواج منه 

وجعلها تلقي نفسها بين يدي من لا يرحم 

لم تستطيع البقاء لحظة واحدة

 نهضت ولم تعي بآلامها وخرجت من الغرفة مسرعة 

اندهشت ليلى من خروجها بتلك الهيئة تلاها خروج والدتها وهي تناديها 

أسرعت خلفهم تسأل والدتها

_ خير ياأمي إيه اللي حصل؟


اندهش جمال الذي كان واقفًا أمام السيارة منتظر اتصالهم ليجد سارة تخرج من المشفى بتلك الحالة 

أسرع إليها يسألها ليتفاجئ بها تلقى نفسها في أحضانه وتبكي بانهيار، لم يفهم شئ مما يحدث مما جعل قلبه ينقبض خوفًا عليها

 فيسألها بلهفة

_ سارة انتـ…

لم تدعه يكمل جملته وشددت من احتضانها له أكثر وكأنها تلتمس منه الأمان 

وهذا ما شعر به ليحتضنها بحب ابوي مربتًا على ظهرها

لم يفهم شئ مما يحدث عندما وجد ليلى ووسيلة يخرجون أيضًا من المكان ويبدو على وجوههم الدهشة 

نظر إلى ابنة اخية التي تبكي بانهيار وإلى زوجته وابنته الذين يقتربون منهم بقلق

كان نحيبها يمزق القلوب وهى تكتشف أنها داخل لعبه كادت تقضي على حياتها

دمروا احلامها حتى اوصلوها حد الهوان 

حد الذل والانكسار 

شاركوا جميعًا في تدميرها وشارك هو أيضًا في ذلك

لن تغفر أو تسامح بعد الآن

انتبهت على صوت ليلى التى سألتهم بريبة

_ ايه اللي حصل؟

تحدث جمال بقلق

_ انتو اللي فيه ايه، الدكتورة جالت ايه وصلها للحالة دي.

لم تعرف وسيلة بماذا تجيب فقالت بتحير

_ مش وجته خلينا نروح الأول

ساندها جمال حتى جلست داخل السيارة لترمي رأسها على ظهر المقعد بضياع وجلست ليلى بجوارها لا تفهم 

وحدها وسيلة التي كانت تنظر إليها بين الحين والاخر بتشتت 

وجمال الذي تمزق قلبه وهو ينظر إليها من مرآة السيارة ولا يعرف ما بها

ماذا حدث حتى بجعل ابنه يعاملها بذلك العنف، ماذا اخبرتها الطبيبة حتى جعلتها بتلك الحالة

ضغط على مقود السيارة بعجز وشعر أن المسافة للمنزل اصبحت بعيدة 

أما سارة فقد كانت تبكي بصمت يبكي الورود 


❈-❈-❈


مازال على نفس حالته جالسًا على المقعد بضياع لا يعرف ماذا يفعل 

يشعر بطعنه حادة في قلبه فقد قهرته حقًا بفعلتها 

ذهب ليثأر لها ممن ظلمها كما كان اعتقاده وهى بكل غدر تهاتفه وتنبهه خوفًا عليه

 أمسك الهاتف يبحث به عن رسائل أخرى ليتفاجئ برسالتها لأخته.

ازدادت وتيرة تنفسه وهى يقرأ محتوى الرسالة ليتسمر مكانه من شدة الصدمة

إذًا هي لم تهاتفه لم تخبره خوفًا عليه كما اتهمها بل كان لاجله هو، خوفًا عليه هو، وماذا فعل بالمقابل

أهانها وصفعها وامام الجميع

حتى عندما تألمت لم يهتم لها وتركها لوالده

انقبض قلبه بخوف

نهض مسرعًا وقرر الذهاب إليها

يكفي ما حدث حتى الآن سيمحي الماضي ويمزق صفحاته،. سيبدا بصفحة أخرى بيضاء ويزهرها بعشقه.

لن ينحيها بعد الآن وسيعتذر لها أمام الجميع معترفًا بخطأه 

وقبل ان يخطوا خطوة واحدة خارج المنزل وجد سيارة والده تدلف من البوابة الخارجية

نزل الدرج وتقدم من السيارة التي توقفت أمامه

ترجل جمال منها متجاهلًا وقوفه وفتح الباب ليساعد سارة على الخروج منها 

وجدها تنزل منها وتخبئ وجهها في صدر والده وكأنها تحتمي منه 

نحاه جمال بذراعه كي يستطيع المرور بها 

واخذ ينظر إليها وهي تبتعد للداخل وتلاها مرور اخته ووالدته التي نظرت إليه بعتاب وتركوه وحيدًا


لم يدري أحد ما يعانيه قلبه الآن

دلف خلفهم وصعدوا بها إلى غرفتهم ووضعها جمال على الفراش بحنان أبوى لم تراه من والدها.

جلس على الفراش بجوارها وقال بابتسامة 

_ حاولي تنامي شوية وهتجومي تلاجيني محضرلك مفاجأة زينة جوي.

أومأت له بعينيها لعدم قدرتها على التحدث وأغمضت عينيها كي تتظاهر بالنوم 

اخذ جمال وسيلة وليلى وخرج بهم من الغرفة 

فوجد جاسر واقفًا بجوار الغرفة ساندًا بظهره على الحائط 

كان الندم ظاهرًا عليه وهم بتعنيفة لكن وسيلة منعته 

_ بلاش دلوجت اني عايزاك في حاچة أهم 


طاوعها جمال وذهب معها إلى غرفتهم واغلقت الباب خلفها 


وقفت وسيلة أمامه لا تعرف ماذا تفعل هل تخبره بسر ولده ام تكتم بداخلها حتى تتفاقم المشكلة بينهما

أما هو فقد كان ينتظر حديثها وذلك الأمر الهام الذي جعلته يترك كل شئ ويصعد إليها، فسألها بصبر نافذ

_ متجولي يا وسيلة البنت فيها أيه؟

إزدردت ريقها بصعوبة ورفعت وجهها إليه فوجدته ينظر إليها ينتظر حديثها

اربكها أكثر لكن عليها التحلي بالشجاعة والتحدث معه.

فقالت بارتباك

_ سارة زينة الحمد لله مفيهاش حاجة

ارتاح قلبه قليلًا ثم سألها

_ أومال كانت مالها بتعيط ليه 

اهتزت نظراتها وشعرت بأن الكلمات وقفت في حلقها لا تستطيع الخروج

أغمض عينيه بيأس 

_ أستغفر الله العظيم، أني نازل ولما تقرري يبجى نادي عليا

هم بالذهاب لكنها امسكت يده تمنعه من المغادرة وقالت 

_ خلاص خلاص هتكلم

عاد إلى وضعه وهى قررت الاعتراف كي يجدوا حلًا لتلك المعضلة وتحدثت بارتباك

_ جـ… جا سر ابنك

قطب جبينه بقلق وهو يسألها

_ ماله جاسر، اوعى يكون عمل حاچة…

قاطعته مسرعة

_ لا متخافش بس الدكتورة النهاردة جالت يعني……

صاح بها جمال 

_ ما تخلصي يا وسيلة و جولي في ايه

اغمضت عينيها تستجمع شجاعتها وقالت بإحراج

_ اصل الدكتورة جالت ان بنت اخوك…

انتفض جمال في وقفته وخشى ان يكون بها شئ و سألها بخوف

_ مالها بنت أخوي انتي مش جولتي انها زينة.

أكدت مسرعة 

_ أيوة هى زينة بس...

ترددت قليلًا قبل أن تقول

_ بس اللي عرفته من الدكتورة انها.. يعني لساتها….. بنت

لم يستوعب معنى حديثها وسألها بعدم أستيعاب

_ بنت ازاي مش فاهم.

خفضت عينيها بإحراج وتابعت

_ بنت يعني بنت يا جمال، يعني ابنك ملمسهاش.

رمش بعينيه وعقله يرفض تصديق ما سمعه الآن وسألها بريبة.

_ يعني ايه بردك مش فاهم.

لم تجيبة وسيلة مما أكد ما لا يستوعبه عقله

هل من الممكن أن يكون ولده…

رفض تصديق ذلك، لكن ما معنى ان يظل معها كل تلك المدة ومازالت كما هى؟!

هل هذا سبب نظرة الانكسار التي يراها دائمًا بعينيها؟

هل ذلك ايضًا سببًا في ذلك الشجار الذي يسمعه كل ليلة في غرفتهم؟

انتبه على صوت وسيلة 

_ اني جلتلك بس عشان تتحدت انت معاه وتشوف ايه الحكاية بـ الظبط.

ارتمى جمال على المقعد وقد اسودت الدنيا أمامه وعقله لا يستوعب ما عرفه الآن.

اسند جبهته على يده ورد بفتور

_ ياريتك مـ كنتي جولتيلي

جلست وسيلة على المقعد بجواره وتحدثت بحزن

_ لازم أجولك عشان تتحدت معاه 

رفع وجهه إليها وقال بحزن

_ اجوله أيه؟ أجوله اني عرفت انك عاجز، ولا أجوله إن سرك أتعرف والدكتورة جالتها صريحة

تذكر أمرًا هامًا وسألها بريبة

_ بس الدكتورة عرفت كيف؟ 

حمحمت بإحراج وقالت

_ كانت بتعملها اشاعة تشوف الوچع ده من أيه 

تلاعب الشك بداخله ظنًا منه ان سارة تقصد معرفة الطبيبة بذلك وعاد يسألها 

_ وليه سارة وافجت تعملها الأشاعة وهى خابرة إن الطريجة دي هتعرف الدكتورة 

احتارت وسيلة أيضًا وتذكرت ملامح سارة التي ظهرت عليها الصدمة 

_ مش عارفه، بس انا حستها اتصدمت لما الدكتورة جالت إكدة 

روح اتكلم معاه وشوف أيه الحكاية

نهض جمال وهو يقول بحدة

_ حكاية ايه بس! حكاية ايه غير إن ابنك مش طبيعي، وياترى ضربه ليها النهاردة كان سببه أيه؟ 

_ يمكن يعني…..

قاطعها بعذاب

_ مفيش يمكن، واحد متزوچ بجاله أكتر من شهر ومجفول عليهم باب واحد وبيناموا على سرير واحد وزي ما بتجولي بيحبها يبجى ايه اللي هيمنعه غير ده؟!

_ اتكلم معاه واعرف.

تنهد بضيق شديد ثم سألها

_ طيب متكلمتيش معاها ليه؟ ممكن تكون هى اللي رافضة انه يجرب منيها.

_ أجولها ايه بس؟ وبعدين الصدمة خلتني مش عارفه اجول ولا اعلم ايه.


هز رأسه بحيرة  

_ اكيد ده السبب 

نظر إليها وتابع

_ أني من رأيي انتي اللي تتحدتي وياه

مش هجدر اشوف نظرت انكسار في عينيه

_ بس اني مش هجدر اتحدت وياه في حاچة زي دي 

_ حديته معاكي انتي اسهل بكتير مني، اعرفي بس السبب واني هتحدت معاه

 خرج من الغرفة صافقًا الباب خلفه بحدة لا يعلم إلى أين.


❈-❈-❈


هم جاسر بالولوج إليها بعد خروجهم لكن ليلى منعته

_ سيبها دلوقت ولما تهدى يبقى ادخلها 

اوجعتها نظراته لكن عليها ان تكون حازمه معه كي لا يعيدها مرة أخرى فسألها بخوف

_ هى الدكتورة جالت ايه

هزت كتفيها 

_ مش عارفه انا جاني فون مهم وخرجت ارد عليه

بس الدكتورة كانت بتقول إن مفيش حمل ولا حاجة.

اشرق وجهه بسعادة لكنه لم يبديها أمام اخته التي تركته وعادت إلى مخبئها كما تطلق عليه وسيلة.

اما هو فظل واقفًا امام غرفتها يستمع لنحيبها الذي أرهق قلبه وكان يود ان يدلف إليها الان ويحتويها بذراعيه ويعتذر لها حتى تسامحه.

رآى والده يخرج من الغرفة فاخفض عينيه بأسف جعل قلب جمال ينتفض بألم عليه

فتركه وخرج من المنزل بأكمله


خرجت وسيلة لتجده واقفًا امام غرفتها فتقدمت منه لتقول بتعاطف

_ تعالى ياجاسر رايدة اتحدد معاك في كلمتين

اومأ لها وذهب معها إلى الغرفة ليجدها تقف امامه وتسأله 

_ أيه اللي بينك وبين بنت عمك؟


تكملة الرواية من هنااااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هنااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع